الروضة الرضوية

عودة للموسوعة

الروضة الرضوية

نطقب:تنظيف


جزء من سلسلة الإسلام



أهل البيت

الرسول الأكرم • علي • فاطمة
الحسن • الحسين

مناسبات

عاشوراء • الأربعين • المولد النبوي
عيد الفطر • عيد الأضحى
عيد الغدير •

مدن مقدسة

مكة المكرمة • المدينة المنورة • القدس
النجف الأشرف • كربلاء المقدسة
مشهد المقدسة • سامراء المقدسة
الكاظمية المقدسة • قم المقدسة • البقيع •

فرق الشيعة

الإمامية • الزيدية • الإسماعيلية

خط

الصحيفة السجادية • مفاتيح الجنان • القرآن  • نهج البلاغة

انظر أيضاً

معركة صفين • معركة كربلاء • العباس بن علي  • جعفر بن محمد • محمد بن الحسن

     
ملف:18062007534.jpg
ضريح الإمام الرضا في مدينة مشهد

إحدى مدن إيران يوجد بها الروضة الرضوية وهواسم يطلق على ضريح الإمام علي بن موسى الرضا(ع) ثامن أئمة الشيعة. كانت تسمى سابقا طوس وكان يسكن فيها الإمام علي بن موسى الرضا أحد أئمة الشيعة الأثني عشرية.

من قلب العتبة الرضوية المقدسة

الضريح المنوّر ليس من المعلوم متى وُضعت صيغة بناء سردابٍ للقبر وضريح لمزار الإمام عليّ بن موسى الرضا على الصورة التي نراها اليوم. ولكنّه من المسلَّم أنّه لم يكن فوق القبر المطهَّر أيّة شبابيك أومحجّرات حتّى القرن الهجريّ الثامن؛ فإلى ذلك التاريخ لم يُطْلعنا أحد ـ لا من السائحين، ولا من الزائرين ـ عن شيء حول ضريح منصوب فوق القبر الشريف، بل كان المشهور حتى العصر الصفويّ هوالذي شهد وضع الضريح. ويُحتمل أنّ ذلك بدأ في عهد التيموريّين.. حتّى أصبح المرقد المنوّر للإمام الرضا ـ عهداً بعد عهد ـ محاطاً بثلاثة أصداف مباركة (من الأضرحة)، شعّت أنوارها وحظى العاشقون والعارفون بالطواف حولها. وهذه الأضرحة الثلاثة التي نُصبت فوق قبر المولى هي: ـ الأوّل: ضريح خشبيّ، تحيط به أحزمة فلزيّة، وهومزيّن برقائق مضىيّة وفضّية مطعّمة، ويرجع زمن صناعته إلى عصر الشاه طهماسب الصفوي، أي إلى سنة 957هـ. ونُصب هذا الضريح فوق الصندوق الخشبيّ للمضجع المنوّر. ثمّ بُدِّل هذا الضريح عند استبدال الصندوق الخشبيّ سنة 1311 لتآكل قواعده، وفُصلت الرقائق المضىيّة والفضيّة المطعّمة بالجواهر عن الضريح الخشبيّ، ونُقلت إلى خزانة الآستانة الرضويّة المقدّسة. الضريح الثاني: الضريح الأصغر، أسّسه ونصبه (شاهْرُخ) أحد أحفاد نادر شاه، وذلك سنة 1160 هـ، وقد رُصّع بالجواهر.

الضريح الثالث: وهوالأوسط، وقد صُنع من الفولاذ الجوهريّ، ونُصب في عهد حكم فتح عليّ ملك القاجار.

الضريح الرابع: فهوالضريح الذي نشهده اليوم ونمتّع أبصارنا وقلوبنا وأرواحنا بالنظر إليه، ويُدعى بـ «شِير وشِكَر» (أي: حليب وسُكّر)، وقد نُصب هذا الضريح الوهّاج سنة 1959م ـ أي في حدود سنة 1380 هـ ـ، تحت إشراف المرحوم السيّد أبي الحسن حافظيان (1)، وعلى يد الأُستاذ الماهر محمّد تقي ذوفنّ الإصفهانيّ.. صنعه من المضى والفضّة، إضافة إلى الحديد والخشب، وهوعلى هذه الأبعاد: الطول 5/4 أمتار، العرض 06/3 أمتار، الارتفاع 60/3 أمتار. ويبلغ وزنه سبعة أطنان تقريباً. ومن مشخّصاته أنّه: يحتوي كلٌّ من ضلعيهِ الطوليّين على أربعة شبابيك، وضلعيه العرضيّين على ثلاثة شبابيك، فيكون المجموع 14 شبّاكاً تُتَوّجُها 18 صفيحةً بيضويّةً محدّبة مَطْليّة بالمضى، كُتبت عليها جملة من الأحاديث الشريفة بالخطّ الثُّلْثيّ الجميل، كلّها في فضيلة زيارة ثامن الحجج عليّ الرضا ـ نقلاً عن (عيون أخبار الرضا ) للشيخ الصدوق، و(جامع الأخبار)، للشيخ محمّد السبزائرييّ ـ. ونُقشت الأسماء الشريفة للمعصومين الأربعة عشر بالخطّ الثلثيّ الرائق على الصفائح المضرّسة المصنوعة من المضى، رُصّعت بها أطراف الضريح العليا، فيما زُيّنت أضلاعه باسم الجلالة (الله). هذا.. إضافة إلى ما يُرى من خطوط لسُوَر مباركة (هل أتى ـ أوالإنسان ـ، ويس، والنور) وقرابة مئة اسم من الأسماء الحسنى لله تبارك والله، إلى جملة من الأشعار والخطوط المتعدّدة والنقوش البديعة باللغتين: الفارسيّة والعربيّة، بأشكال لا مثيل لها من: الحكّاكيّ والمنبّت، حتّى ظهر الضريح على صورة في غايةٍ من الهيبة والجلال. أمّا فوق الضريح الطاهر للإمام الرضا فيُشاهَد عدّة أغطية زاهية. وقد أبدعت في الضريح يد الفنّانين وأصحاب الذوق وأساتذة هذه الصنعة؛ فصبّوا عليه جواهر الإبداع، وسكبوا عليه أزهى الألوان وأثمن التزيينات. وبلا شك.. خلال التاريخ، أُهديت إلى العتبة الرضويّة المقدّسة آلاف الأغطية القماشيّة البديعة للضريح، نُذرت أوأُوقفت، فثُبّتت في سجلاّت العتبة المقدّسة، ووُضع عدد منها في المتحف أوخزانة الإمام . ولكثرة مرور أيدي المتبرّكين على الضريح المنوّر.. ظهرت ـ بعد عقود من السنوات ـ بعضُ الثقوب على ظاهر المشبّك المجوّف وعلى الصفائح المنقوشة على هيئة أوراق الأشجار، لذلك أصبح من الجدير حتى يُصنع ضريح حديث للمضجع الرضويّ المبارك، فبدأ العمل به وأوشك على الإتمام. أمّا مشخّصات الضريح الجديد فهي: تزيد أبعاده على الضريح الحاليّ بأربعين سنتيمتراً من جميع الجهات، وهوفي إطاره الأعلى مفصَّص إلى 14 قسماً على عدد أسماء المعصومين عليهم السّلام. ومن ناحية السبك والتصميم يختلف عن جميع الأضرحة، فهومن سقفه إلى أعلى شبابيكه مزيّن بنقوش مضىيّة وفضّيّة على أشكال نباتيّة: زَهْريّة ووَرَقيّة، ومطعَّم بالمرايا الملوّنة الجذّابة.

أمّاالضريح الخامس: يستحثّك الشوق، ويطوي بك المسافات من كلّ فِجاج الأرض العريضة.. ليبلغ بك أرضَ طوس، حيث مشهد الرضا. هنالك تَسبقك أشواقُك المجنَّحة لتقبيل الأعتاب الطاهرة، ولتدخل.. ثمّ تدخل الأروقة والدهاليز والأبواب الرائعة.. حتّى تجد نفسك أمام «الضريح» الشريف. هوذا أنت قد بلغتَ قلب البقعة القدسية التي تنهمر عليها الأنوار العُلوية كالمطر السَّكيب. هنا المعنوية الخاصة.. هنا رَفرفات القلوب المحلِّقة.. وهنا الأمن والطمأنينة والأمان. هنا تكفّ عن النظر إلى الأمور بعين الجسد، ولا ترى ما حولك رؤية «فيزيائية».. بل إنّ عين البصيرة هي مَن ترى وتشاهد وتتملّى وتَتَنوّر وتَشِفّ.. فاذا أنت ـ وأنت أمام ضريح القدس الرضوي ـ أمام بوابة الجمال والجلال التي تُفضي بك إلى عوالم الملكوت.. حيث لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا خَطَر على قلبِ بشر. هوذا أنت ـ أمام الضريح المبارك ـ أمام الطريق اللذيذ الصاعد نحوالأعالي.. الذي يخطف منك القلب، ويرقى به إلى التألّه والايمان العميق، فاذا أنت تشعر أنك بدأت تتطهّر وتتخفّف وتسمو، وتغتسل روحك بصافي النور المحمدي العلَوي العظيم. واذا أنت تنساب في ضراعة صادقة بين يدَي الله عزّوجلّ وفي مناجاة ساخنة وابتهال.. خاشعاً خشوع العبوديّة لله، مُتَطامناً تَطامُنَ الفقراء إلى الله المضطرّين. وتلك نعمة كبيرة لا يُلَقّاها إلاّ ذوحظّ عظيم. وكأنّما المرء يلهج عندها بمعنى هذين البيتَين الخالدَين: وفدتُ على الكريمِ بغيرِ زادٍ من الحسَناتِ والعملِ الجسيمِ وحَملُ الزادِ أقبحُ كلِّ شيءٍ إذا كان الوفودُ على الكريمِ

  • *

إشراقة الضريح الجديد الزمان: مباهج يوم عيد الأضحى المبارك (10 ذوالحجّة 1421 هـ). المكان: البقعة النورانية المتلألئة عند مرقد الامام الرضا . الحَدَث: قَلّ حتى يتكرّر خلال الأجيال.. اكتمال نَصب الضريح الرائع الجديد فوق المضجع القدسيّ الكريم. هذا هوالضريح الخامس من الأضرحة التي أثبتتها لمشهد الرضا مدوَّنات التاريخ، بعد الضريح السابق الذي سَعُد هناك أربعين سنة، تَشبَّع خلالها بالقدس والطهر والنور. والضريح الجديد الذي يَشرُف حتى يوضع في هذه البقعة الشريفة يُعدّ من أعظم الأعمال الفنّية المعاصرة، ومن أوفرها دقّةً وجمالاً وذوقاً وأصالة فنية وإيمانية. يشتمل تصميم هذا الضريح المتفرّد ـ فيما يشتمل ـ على (14) محراباً رائعاً في هيئته وفي إبداعه الخلاّب. وهذه المحاريب الأربعة عشر ـ التي اختير عددُها تيمّناً بعدد المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم ـ ترتبط عُقودُها من فوق بقوس محراب أصلي كبير يحتضنها على نحوٍ مليء بالمعاني الروحيّة والدلالات التعبدية. وينتهي القوس العُلوي للمحراب الكبير بأقدس لفظة في الوجود هي لفظة (الله).. الجامعة لكلّ معاني الأسماء الحسنى في جمالها وجلالها وكمالها الذي لا يعهد الحدود.

وتميّز العين لألاء الضريح كتيباتٍ فنيّة قيّمة نُقِشَت عليها أسماء الله الحسنى، واسم أشرف خلق الله: النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وأسماء الأئمة الاثني عشر من ذريّته الطاهرين. إنّ كلّ كتيبة من هذه الكتيبات هي في الواقع آية من آيات الإبداع الفني الخالد.. بحيث يشعر المرء ـ وهوواقف أمام الضريح ـ أنه يدنومن مداخل الغيب المقدس، ويوشك حتى تجذبه آفاق مطلقة فوق حدود الزمان وأبعاد المكان. أمّا ما في الضريح الشريف من الزخارف النباتية (التوريقية والزَّهرية) فإنّها صُمِّمت ليكون المحور في إبداعها وهيئتها: العددان [5] و(8). ولا خفاء أنّ العدد [5] إنّما يشير إلى الخمسة أصحاب الكساء المطهَّرين بآية التطهير المباركة، وهم: محمد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم. في حين يشير العدد (8) إلى الامام الرضا ثامن أئمة أهل البيت عليهم السلام. ومن ضمن هذه الزخارف.. تتجلّى في الضريح زهرة «دَوّار الشمس» باتساعها وانبساطها المتميّز.. التي يتداعى إلى الذهن منها معنى «شمس الشموس» لقباً للإمام أبي الحسن الرضا .

ولعلّ الهدف العميق الكامن وراء هذه الهندسة الزخرفية ـ بشتّى عناصرها ـ هوالإيماء إلى منعىً معهديّ إيماني دقيق يدلّ على أنّ التوجّه إلى أهل البيت إنما يعني التوجّه إلى أبواب الله عزّوجلّ التي أمر بالدخول منها، كما ورد في نصوص الزيارة الجامعة: «مَن أراد اللهَ بدأ بكم، ومَن قَصده توجّه اليكم». وأخيراً.. فإنّ هذا الضريح المبارك الذي استغرق تصميمه ونتفيذه حوالَي سبع سنوات.. إنما هومن تصميم الفنّان الشهير الأستاد محمود فرشچيان (2)، الذي صبّ فيه من خبراته وذوقه وجهده ورؤاه ما جعله ناطقاً بالجمال والجلال والمعنى والفنّ المتّسم بالبقاء. أمّا الخطوط الفنية.. فهي من إبداع الخطاط المعروف الاستاذ موحِّد.. الذي أودعها عصارة فنّه وإخلاصه في العمل، كتيباتُه لوحاتٍ رائعة خالدة من روائع الفن الاسلامي الأصيل.

  • *

مزايا.. وأبعاد • يبلغ وزن الضريح الجديد (12) طنّاً، بطول 78/4م، وعرض 73/3م، وارتفاع ـ مع حَجَر القاعدة ـ 96/3م. • تمتاز الصفائح المضىية والفضية التي تكسوالضريح بضخامةِ سُمكها عمّا كانت عليه في الضريح السابق، وتمتاز كذلك بأنّ بعضها قد وُصِل ببعض وتمّ تثبيتُه دونما استخدام لأيّ نوع من أنواع المسامير. • كُتبت حول الضريح الرضوي الجديد سورتان كريمتان من القرآن المجيد، هما: سورة الإنسان وسورة يس. استغرق طول خطية سورة الإنسان 76/16م، وعرضها 14 سنتيمتراً. في حين بلغ طول كتيبة سورة يس 66/17، في عرض 18 سنتيمتراً. • لأوّل مرة من بين الأضرحة الرضوية.. زُيِّن داخل هذا الضريح المبارك (سقفاً وجدراناً) بكتيبات جميلة لأسماء الله الحسنى، ذات زخرفة بديعة. • الحَجَر الجديد الذي وُضِع فوق المضجع الطاهر يتألف من بترة رخامية واحدة هي غاية في النقاء والصفاء، وقد كُتبت عليها آيات من القرآن الكريم. أما الحجر الرخامي الذي كان داخل الضريح السابق فكان مركّباً من إحدى عشرة بترة.

  • *

القبر المقدّس يُرى حجره الرخاميّ من شبّاك الضريح الشريف، بينما يستقرّ القبر الطاهر في جوف السرداب الذي يقع على عمق عدّة أمتار عن سطح الأرض. ويغطّي الحجرُ المرمريّ للقبر صندوقاً يتكوّن من 11 بترةً من مرمرٍ ليمونيِّ اللون يُسمّى «شانديز»، جُلي سنة 1356 هـ ووُضع على فوهة السرداب فوق المرقد الطاهر للإمام الرضا وقد وُضع على الصندوق غطاء ثمين من القماش يُبدّل بين الآونة والأُخرى بعد حتى يُجمع الغبار المتجمّع عليه؛ يُتبرَّك به. أمّا فوق الصندوق.. فقد وُضع عدد من المصاحف الشريفة انتُخبت من بين آلاف المصاحف المخطوطة النفيسة للعتبة الرضويّة المقدّسة، ووُضعت على الرَّحلات إلى جانب مَشْمع قديم ـ يُعدّ من نفائس العتبة الشريفة ـ داخل الضريح، لتبتهج أضواؤه. ومن بين المصاحف يمكن الإشارة إلى المصحف المنسوب إلى خطّ أمير المؤمنين والمصحف المنسوب إلى خط الإمام موسى الكاظم وقد أوقفهما في الحرم المقدّس الشاه عبّاس الصفويّ.. ويُرى كذلك خطّ الشيخ البهائيّ هناك، كما تُشاهَد نماذج من هذه المصاحف الكريمة في متحف القرآن المجيد ونفائس العتبة الرضويّة المباركة.

  • *

الحجر التاريخيّ للقبر المنوَّر أمّا أقدم حجرٍ رُئي موضوعاً داخل السرداب الزاكي على القبر الشريف.. فكان قبل أكثر من تسعة قرون حسب شهادة الخبراء المتخصّصين، وهذا الحجر يُعدّ من الآثار القيّمة التي وصلت عن العصور القديمة. وتُرى على صفحة هذا الحجر المرمريّ كتابات محفورة أشبه ما تكون بالخطّ الكوفيّ، يُعهد من خلالها تاريخ الحجر نفسه حين وُضع على القبر الشريف. وبالإضافة إلى الآية المباركة: إنّما وليُّكمُ اللهُ ورسولُه والذينَ آمنُوا الذينَ يُقيمونَ الصّلاةَ ويُؤتُون الزكاةَ وهُم راكعون (3).. تُقرأ على حواشي الحجر المرمريّ الطاهر نقوش من أذكار الصلوات على الأئمّة الأطهار الهداة عليهم أفضل السّلام والصلاة، وعلى ظاهره يُرى في الوسط رسم لمحراب داخله حدثة (الله أكبر)، ثمّ هذه العبارة: (هذا مَقامُ الرضا، أقبِلْ على صلاتِكَ ولا تكنْ من الغافلين). (شعبان سنة ستّ عشرة وخمسمائة هجريّة). ويُستفاد من هذه العبارة فهمُ قِدم هذا الحجر وتاريخه الذي يرجع إلى أوائل القرن السادس الهجريّ، وهوثاني أقدم حجر للقبر الرضويّ، بعد الحجر الذي رُفع سنة 516هـ. وهذا الحجر الثاني وهوبأبعاد: 40 سنتيمتراً طولاً، و30 سنتيمتراً عرضاً، وستة سنتيمترات سُمكاً أُخرج من السرداب قبل عدّة سنوات ووُضع في متحف العتبة الرضويّة المقدّسة كصخرةٍ أثريّة مقدّسة نفيسة، لتكون عند مرأى الزائرين والمحبّين الموالين للإمام الرضا ، ولجميع المعنيّين بالشؤون الأثريّة والتاريخيّة والمعماريّة، ثمّ نُصب مكانه على القبر الطاهر حجر كبير على شكل صندوق.

  • *

السرداب الطاهر لعلّ الأقلّ الأقلّ من الزائرين، وحتّى المجاورين للمرقد الطاهر للإمام الرضا عليه هم الذين يفهمون أنّ تحت الضريح المطهَّر للمولى عليّ بن موسى الرضا سلامُ الله عليه سرداباً يستقرّ فيه قبره الشريف. ويبلغ عرض وطول هذا السرداب حدود مترين وثلاثين سنتيمتراً، وهنالك سرداب محيطيّ ينسحب من داخل الضريح الطاهر عن طريق نافذة صغيرة تقع تحت القدم المبارك للإمام الرضا . وهذا السرداب.. هوقسم صغير من جملة سراديب كثيرة في بقعة (حميد بن قحطبة الطائيّ) أحد عمّال بني العبّاس في أوائل القرن الهجريّ الثالث، الذي كان يستثمر بستاناً له في فصل الصيف. وحول الحديث عن التاريخ القديم للسرداب والقناة المائيّة الجارية فيه، ينقل لنا أبوالصلت الهرويّ أنّ الإمام الرضا نطق له يخبره عن كرامةٍ ستظهر له بعد شهادته: سيُحفر لي في هذا الموضع... فإنّه ينبع الماء حتّى يمتلئ اللحد، وترى فيه حيتاناً صغاراً .. (4)

  • *

تزيينات الحرم الشريف إضافة إلى الجلال المعنويّ والجذبة الروحيّة للمرقد الرضويّ المنوّر.. يحظى بزينة معماريّة رائقة، تحكي مصداق: الظاهر عنوان الباطن، وتعكس إشارات إلى بعض الحقائق المعنويّة لهذا المكان المقدّس. فقد أقدم جمع من الموالين لأئمّة الهدى "عليهم السلام" على تقديم الهدايا الثمينة إلى الحرم الشريف، فيرى الزائر ثمانية أطُر على الجدران المحيطة بالمرقد الطاهر، تحتوي على 104 بتر من أفخر المجوهرات والتحف النادرة المتنوعة. ولعلّ أقدم تحفة يمكن التعرّف عليها هناك.. هي صندوق الجواهر السليمانيّة، مع بترتين مضىيّتين تعودانِ إلى ما قبل 550 عاماً ، وسيفٍ ذي غمد مرصّع بالجواهر، وخنجرٍ ذي غمد مضىيّ مرصّع بالألماس اللامع ، ومَسبحة، وخواتم ذات فصوص من الألماس، وحُبيبات كبيرة من البرليان. وقد حُفظت هذه النفائس جميعها في أُطر جداريّة خاصّة، تصونها من الغبار والتآكل

وروابط خارجية

  • المسقط الرضوی للمعلومات حول الامام الرضا
تاريخ النشر: 2020-06-04 04:43:32
التصنيفات: صفحات تحوي وصلات ملفات معطوبة, مدن إيران, أماكن مقدسة للشيعة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تصفيات أوروبا 2024: إيطاليا تحسم بطاقتها الى النهائيات

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-21 00:09:25
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 87%

تصفيات أوروبا 2024: سلوفينيا الى النهائيات للمرة الثانية في تاريخها

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-21 00:09:23
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 99%

صحيفة: توتر العلاقة بين بايدن ونتنياهو

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-21 00:09:57
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 98%

ريشي سوناك: الأوضاع في غزة مأساوية وتزداد سوءا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-21 00:10:36
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 100%

تصفيات أوروبا 2024: تشيكيا الى النهائيات

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-21 00:09:28
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 88%

"حزب الله" يعلن مقتل أحد عناصره

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-21 00:10:46
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 87%

أردوغان: القادة الأوروبيون باتوا "أسرى عار الهولوكوست"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-21 00:10:18
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 96%

الولايات المتحدة تطالب الحوثيين بالإفراج عن السفينة المحتجزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-21 00:10:12
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 85%

كوبا أميركا 2024: ميامي تستضيف النهائي وأتلانتا الافتتاح

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-21 00:09:32
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 99%

تحميل تطبيق المنصة العربية