إباضية

الإباضية أحد الطوائف الإسلامية ، ويسمى ممضى الاستقامه أوممضى أهل الاستقامه, تأسس على يد التابعي جابر بن زيد, وهومن أخص تلاميذ عبد الله بن عباس (ما), سميت بالإباضية نسبة إلى عبد الله بن إباض التميمي, وتنتشر الإباضية بشكل أساسي في سلطنة عمان بالإضافة إلى جبل نفوسة في ليبيا وغرداية في الجزائر وبعض المناطق في شمال أفريقيا.

نشأة الممضى الإباضي

لما سقطت معركة صفين بين الإمام علي بادر جذور الإباضية الأولون إلى مناصرة الإمام علي في حرب صفّين ضد معاوية بن أبي سفيان وسقط في الميدان إلى جانبه عدد من كبار الصحابة المشهود لهم بالجنة كعمار بن ياسر، وبادروا إلى التصريح في وجه حملة المصاحف بقولهم : وبه قاتلناكم ، وإنها خدعة كما تفطن لها الإمام علي نفسه لولا حتى عاد إليها أخيراً. وبادروا إلى نصحه في دسيسة التحكيم وألحوا عليه لرفض قبوله، ولما أصر على قبول التحكيم وأراد تعيين أبي موسى الأشعري نطقوا بأنه مغفل لا يليق وطلبوا بإلحاح تعيين ابن عباس حكما في جنبه لقاء عمروبن العاص الكفؤ الداهية حكم معاوية ، ولكنه رضخ إلى رايه ولم يقبل ابن عباس حكما لدعوى أنه من المواليين على اغتال عثمان بن عفان وأصر على تعيين أبي موسى الأشعري الذي لا يوازي عمرا في الدهاء والمكر والكيد ، وتأثر بعرض المصاحف على الرماح وإن كان هويراه أول الأمر خدعة لكنه قبل بالتحكيم.

وبعدها رأى أصحابه أنهم في حل من بيعته لخلعه نفسه بقبول التحكيم وبقائهم بلا إمام بعد جميع هذا رأوأنه لابد من إمام يخلفه في أمورهم فعرضوها على كبارهم واحدا واحدا فأبوها إلا الإمام عبد الله بن وهب الرّاسبي الأزدي، قبلها قائلاً: ما أخذتها رغبة في الدنيا ولا أردها فرقا من الموت . فانحازوا عندئذ إلى النهروان وبعد حتى هم الإمام علي بالذهاب إلى الشام لقتال معاوية بن أبي سفيان صرفه الأشعث بن قيس إلى النهروان آمرا إياه بقتال الوهبية هناك. فصرف جنده إلى النهروان لنصيحة الأشعث بن قيس ظاهرا، ولكن لسر في نفسه لأنه يرى حتى الإمام عبد الله الراسبي أزديا غير قرشي ، وهويرى كمعاوية حتى الإمامة في قريش، فإذا انتقلت مضىت عنهم إلى الأبد، فقام بحملته على النهروان قبل حتى يتقوى أمرهم، لكنه ندم على ذلك أشد الندم حتى نطق لمولاّه قنبر لما سأله عن سبب بكائه الطويل: ويحك ، صرعنا خيار هذه الأمة وقراءها . - بعد ذلك ، هرب من بقي منهم إلى البصرة واتخذوها مقرا لهم، حتى ظهرت فئة منهم، يكفرون مرتكب الكبيرة ويستحلون دماء أهل التوحيد ..... ، سمّوا بالخوارج ، فنطق الإمام الربيع بن حبيب لأتباعه: دعوهم حتى يتجاوزوا القول إلى العمل ، فلما تجاوزا ذلك إلى العمل ، طاردوهم الإباضية، وتبرأوا منهم، وأظهروا عداوتهم الشديدة لهم، لكن الكثير من المؤرخين تحدثوا بضم الإباضية إلى الخوارج. - ولكن هناك أدلة كثيرة تدل على أنهم ليسوا من الخوارج منها: 1.أنه علينا توضيح دلالة مصطلح لفظ (خوارج) لأنه مما يفهم من معناها تشير إلى من خرج عن رأي علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)، فإن أخذنا بهذه الدلالة، فإننا نصنف أم المؤمنين عائشة، زوجة الرسول الكريم (ص) والصحابي الجليل الزبير بن العوام (رضي الله عنه)، أحد العشرة المبشرين بالجنة ضمن الخوارج لأنهما خرجا عن أمر علي بن أبي طالب.

انتشار الممضى الإباضي

يرجع الممضى الإباضي في نشأته وتأسيسه إلى عصر التابعين؛ فمؤسسه الذي أرسى قواعد الفقه الإباضي وأصوله هوالتابعي الشهير جابر بن زيد الأزدي فهوإمام ومحدّث وفقيه، من أخص تلاميذ ابن عباس، وممن روى الحديث عن أُمِّ المؤمنين عائشة (ض) وعدد كبير من الصحابة ممن شهد بدرًا. كان إماما في التفسير والحديث، وكان ذا ممضى خاص به في الفقه.

ولد سنة 21 للهجرة، وكان أكثر استقراره بالبصرة وبها توفي سنة 93 للهجرة. ولم ينسب إِليه الممضى وإنما نسب إلى عبد الله بن إباض وهوتابعي أيضا عاصر معاوية بن أبي سفيان وتوفي في أواخر أَيام عبد الملك بن مروان فهي نسبة عرضية كان سببها بعض المواقف الكلامية والسياسية التي اشتهر بها ابن إباض وتميز بها، فنسب الممضى الإباضي إِلَيهِ، ولم يستعمل "الإباضية" في تاريخهم المبكر هذه النسبة، بل كانوا يستعملون تعبير "جماعة المسلمين" أو"أهل الدعوة" أو"أهل الاستقامة" وأول ما ظهر استعمالهم لحدثة "الإباضية" كان في أواخر القرن الثالث.

وقد توزع فهم جابر بن زيد في روافد كثيرة، لعل أخصبها وأثراها ما أثره عنه تلاميذه الذين انتشر الممضى على أيديهم، أبوعبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي، وضمام بن السائب وغيرهم. وقد تم تدوين ذلك الفقه في فترة مبكرة، فكان جابر بن زيد نفسه مِمَّن يستعمل الكتابة والمراسلة فخط بأجوبته إلى تلاميذه وأصحابه، [وقد حفظ لنا التاريخ شيئا منها إلى اليوم ]. واستخط بعض زملائه من التابعين مثل عكرمة مولى ابن عباس في بعض المسائل. والذي بين أيدينا من روايات ذلك الفقه المبكر: كتاب روايات ضمام، وفتيا الربيع بن حبيب ، وكتاب النكاح لجابر بن زيد ، وكتاب الصلاة له، وكثير من الروايات عن تلميذه عمروبن هرم وعمروبن دينار ، بالإضافة إلى حديثه الذي جمعه الربيع بن حبيب في مسنده السليم. فالممضى الإباضي بالنظر إلى تأسيسه ونشأته من أقدم المذاهب الفقهية الإسلامية وهونتاج مدرسة العراق والبصرة خصوصا.

على أنه وإن تأثر بمدرسة العراق فاستخدم فهماؤها الرأي والقياس أيضا على تردد من بعضهم خصوصا جابر بن زيد و"أبا عبيدة" ، إلا حتى تأسيسه على يدي "جابر" وهومحدث صاحب آثار جعل منهجه يطبع فقه الممضى ويغلب عليه، ويحد من تأثير مدرسة الرأي، التي عظم خطرها في العراق.

على حتى اتساع دائرة الممضى الإباضي كدعوة إسلامية سياسية عامة جعل الممضى لا يكسب طابعا خاصا يغلب عليه مدرسة بعينها أوينسب إلى مدينة بعينها كالبصرة، فَإِنَّ الباحث يتردد كثيرا قبل أَن يرسل حكما عاما يربط فيه الممضى بمركز التجمع الإباضي في البصرة، فقد كانت تجمعات مماثلة في جميع من الكوفة ومكة والمدينة وخراسان عهد منها فهماء بارزون مختارون، سجلت أقوالهم في الآثار المبكرة لفهماء "الإباضية".

واكتملت صورة الممضى وتم تحرير أقواله وآرائه في صورتها النهائية في أواخر أَيَّام أبوعبيدة مسلم بن أبي كريمة ، الذي خلف جابر بن زيد على إمامة أشياخ الممضى في البصرة، وهي مركز التجمع الأساسي لفهماء الإباضية؛ حتَّى قرابة نهاية القرن الثالث. وعنه حمله طلبته الذين وفدوا عليه من المغرب والمشرق إلى بلدانهم، التي أضحت (من بعد) مراكز "لدول إباضية" ، لعبت دورا سياسيا خطيرا، في جميع من جنوب الجزيرة وشرقها (اليمن ، وحضرموت ثُمَّ سلطنة عمان وفي شمال افريقيا: ليبيا، تونس، الجزائر).

وقد عهد هؤلاء التلاميذ باسم خاص تطلقه عليهم خط السير والطبقات "الإباضية" هواسم: "حملة الفهم".

وبجهود حملة الفهم تأسست دولة "الإباضية" في شمال افريقيا، فكان إمام الظهور الأول لهذه الدولة هو: أبوالخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري أحد حملة الفهم، وقد بايعه أصحابه بالإمامة في منطقة "صياد" قرب بلدة زنجور في طرابلس سنة 140 الهجري، ولعب دورا هاما في سياسة المنطقة في فترة قصيرة، التي حكمها أَيام ملك العباسيين. ثُمَّ بعد حروب متصلة بين جيوش الدولة العباسية وجموع "الإباضية" في المغرب ، أفلح تلميذ آخر من تلاميذ "أبي عبيدة" وأحد "حملة الفهم" وهوعبد الرحمن بن رستم الفارسي في تأسيس الدولة "الإباضية" بتاهرت (تيارت حاليا,وهي مدينة جزائرية)، والتي استمرت قرابة مائة وعشرين سنة (120 سنة) وازدهرت مع ازدهارها، وما هيأته من ظروف الاستقرار حركة فهمية ممتازة في جميع من جبل "نفوسة" و"تاهرت" هجرت ثروة فهمية واسعة ذات قيمة جليلة، وبعد سقوط الدولة "الإباضية" في "تاهرت" احتفظت التجمعات السكانية "الإباضية" بنوع من الاستقلال الديني والسياسي، مكنها في متابعة تلك النهضة الفهمية التي تقوم على رعايتها مجالس الفهماء، التي عهدت في اصطلاح الإباضية "بمجالس العزابة"، فاتصل الإنتاج الفهمي بين "إباضية" المغرب في مختلف العلوم الإسلامية حتى أَيامنا هذه. ولعله من الإنصاف أَن نقرر هنا حقيقة هامة .. هي حتى الممضى رغم تلك الجفوة التي اصطنعتها ظروف السياسة في تاريخ الأمة الإسلامية بينه وبين سائر مذاهب الأمة.. يمثل في واقعه صورة من صور الإسلام الأصيل، في عقائده وفقهه ومسلك أتباعه، ويتميز تاريخه الطويل بذلك الصراع المتصل لإقامة وجود سياسي للعقيدة الإسلامية، ممثلا في إمامة عادلة طالما الظهور، أوفي السعي المتصل لإقامتها في مسالك الدين الأخرى في أطوار "الدفاع" أو"الشراء" أو"الكتمان". ولا يزال لهم بقايا في الجزائر وعمان

تعريف بالممضى الإباضي

بذور الفكر الإباضي

يعتبر الممضى الإباضي من أقدم المذاهب الإسلامية فهوينتمي كما ينتمي غيره من المذاهب الإسلامية إلى الرسول الإسلام. إن نشأة الفكر الإباضي ، يعود بالدرجة الأولى إلى العامل الديني والسياسي الذي تمثل في مبايعة عبد الله بن وهب الراسبي من طرف بعض الصحابة والتابعين اللذين أنكروا التحكيم على علي بن أبي طالب وفيهم من أهل بدر ومن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة كحرقوص بن زهير السعدي وفروة بن نوفل وسارية بن لجام السعدي ، وكانت هذه النشأة في شوال 37هـ ،وقد حمل أصحاب عبدالله بن وهب الراسبي الشعار التالي : قبلت الدنية ولا حكم إلا لله ، إلى غير ذلك نرى حتى الذين مع علي في صفين متوادعين فروا عليه وعهدوا لذلك بالخوارج أوالشُراة عند المؤرخين عامة لكن الشيء الوحيد الذي يربط الإباضية بالخوارج هورفضهم المشهجر للتحكيم ، والدعوة إلى إمامة المسلمين عن طريق حرية الاختيار والكفاءة الشرعية لهذا المنصب .بين المسلمين جميعاً ظهور الممضى الإباضي

ظهر الممضى الإباضي في القرن الأول الهجري في البصرة ، فهوأقدم المذاهب الإسلامية على الإطلاق والتسمية كما هومشهور عند الممضى ،اتىت من طرف الأمويين ونسبوه إلى عبد الله بن أباض وهوتابعي عاصر معاوية وتوفي في أواخر أيام عبد المالك بن مروان،وعلة التسمية تعود إلى المواقف الكلامية والجدالية والسياسية التي اشتهر بها عبدالله بن أباض في تلك الفترة

شخصية جابر بن زيد

يرجع الممضى الإباضي في نشأته وتأسيسه إلى جابر بن زيد الأزدي العماني الذي ولد عام 22هـ وهوبذلك يعد أقدم أئمة المذاهب أجمعين فقد ولد أصحاب المذاهب الأربعة"الحنفية -الشافعية -المالكية-الحنبلية" بعد مولده رضي الله عنهن والبعض بعد وفاته وهوإمام متحدث فقيه متبحر في الفقه، أمضى بقية حياته بين البصرة والمدينة بشكل جعله على صلة بأكبر فقهاء المسلمين حينذاك .وقد روي عن ابن عباس انه نطق للناس : اسألوا جابر بن زيد فلوسأله أهل المشرق والمغرب لوسعهم فهمه وقد أصبح أعظم فقيه في البصرة وله أتباع عديدون كعبدالله بن أباض ومرداس بن حيدر وأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة .ولقد اكتملت صورة الممضى الإباضي على يد الأخير واليه انتهت رئاسة الأباضية بعد موت جابر بن زيد وبإشارته أسس الأباضية في جميع من المغرب وحضرموت دولاً مستقلة وتخرج على يديه رجال الفكر والدين من مختلف الدول الإسلامية آنذاك والذين عهدوا بحملة الفهم .

هل الأباضية فرقة من الخوارج ؟

يجب أولا فهم مدلول حدثة الخوارج، فقد أطلق بعض المؤرخين حدثة الخوارج أولئك الذين اعتزلوا أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه عندما قبل التحكيم ورضي به ،لأنهم في نظر هؤلاء نقضوا بيعة في أعناقهم وخرجوا عن إمامة مشروعة . ويطلقها فريق من المتحدثين في أصول العقائد والديانات ،وهم يقصدون بها الخروج عن الدين استناداً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام :"أن ناساً من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية " . أما الفريق الثالث :فيطلقها ويقصد بها الجهاد في سبيل الله استناداً لقوله تعالى : "ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد سقط أجره على الله ".سورة النساء الآية 100 فإذا أباح بعض المؤرخين لأنفسهم حتى يطلقوا هذه الحدثة "الخوارج" على جميع أولئك المتمسكين بإمامة علي المصرين على أنها حق شرعي لا يجوز فيه التردد وانه ليس من حق حتى على نفسه حتى يشك في إمامة أجمعت عليها الأمة ولا يتساهل فيها ،أويقبل المساومة عليها وان معاوية وأتباعه فئة باغية يجب عليهم الرجوع إلى حظيرة الإمامة والأمة إما طوعاً أوكرهًا بنص الكتاب ، فإذا رضخ علي لطلب البغاة ووضع الحق اليقيني موضع الشك ،وتنازل عن الواجب الذي أناطته به الأمة وألزمته به البيعة فإن هذه البيعة تنحل من أعناقهم .فهم خيار بعد هذا في آرائهم .

الخوارج في نظر الأباضية

يرى الأباضية حتى إطلاق حدثة الخوارج على فرقة من فرق الإسلام لا يلاحظ فيه المعنى السياسي الثوري سواء كانت هذه الثورة لأسباب شرعية عندهم أولأسباب غير شرعية ولذلك فهم لم يطلقوا هذه الحدثة على قتلة عثمان ولا على طلحة والزبير وأتباعهما ولا على معاوية وجيشه ولا على ابن فندين والذين أنكروا معه إمامة عبد الوهاب الرستمي وإنما جميع ما يلاحظونه إنما هوالمعنى الديني الذي يتضمنه حديث المروق والخروج عن الإسلام وهوقوله صلى الله عليه وسلم : "أن ناسًا من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فتنظر في النصل فلا ترى شيئًا ،وتنظر في القدح فلا ترى شيئًا ،وتتمارى في الفرق " . فليس في امة محمد صلى الله عليه وسلم أشبه شيء بهذه الرواية من أولئك الذين عكسوا الشريعة ، قلبوها ظهراً لبطن وبدلوا الأسماء والأحكام لان المسلمين كانوا على عهد الرسول يعصون ولا تجرى عليهم أحكام المشركين ، فأبطلوا الرجم والجلد كأنهم ليسوا من امة محمد صلى الله عليه وسلم ، ففي من نزلت الحدود في المسلمين أم في المشركين ؟

الأصول العقائدية عند الأباضية

الأصل الأول : التوحيد

يقول الأباضية : حتى الله واحد في ذاته وصفاته وان ذات الله وصفاته شيء واحد ولا يشاركه فيه شيء ما بأي حال من الأحوال وبأي وجه كان مع الإقرار والاعتقاد بأن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله أي : حتى الله هوالمالك الوحيد الخالق لهذا الكون والمدبر الوحيد الكامل لكل ما يقع من أحداث وان محمد رسول الله خاتم الأنبياء والرسل ورسالته حق على العالمين مع الإلزام بتطبيقها وأتباعها في هذه الحياة

الأصل الثاني : الصفات الإلهية

يؤكد الأباضية بان صفات الكمال لله عز وحل وهي جوهره أي ذاته ، لكن المذاهب الكلامية الأخرى قد اختلفت في ماهية الصفات الإلهية فهل هي غير ذاته ؟ فالاشعرية ترى حتى صفات الله غيره وهي قديمة بقدمه تعالى معنى هذا حتى الفهم صفة ثابتة قديمة من صفاته تعالى ولكنها ليست جوهره أي ذاته . فلا ينطق حتى الله مريد بإرادة وإرادته ذاته ، أما الأباضية تقول : حتى صفات الله هي عين ذاته والله قادر بذاته أي حتى ذاته كافية في التأثير في جميع المقدورات ، فصفات الله عز وجل هي عين ذاته لأن الله قديم وصفة القديم مثله في القدم . فإذا كانت شيئًا غيره كان هناك قديمان أوأكثر وهوتصور يتنافى مع اصل التوحيد ولا يجوز اعتبار الصفات مستقلة محدثة إذ يصبح الله محتاج إلى أعراض وأجزاء ويغدومركباً وهذا يتنافى ووحدانية الله

الأصل الثالث : الإيمان

الأباضية يرون حتى الدين والإيمان والإسلام أسماء لشيء واحد وهوطاعة الله تعالى وتطبيق قواعد الإسلام تطبيقًا عمليًا لذا قيل في التوحيد عند الأباضية : حتى قيل لك : ما قواعد الإسلام ،يا ترى؟ فقل: أربعة ،الفهم والعمل والنية والورع . فالإسلام لا يصح إلا بهذه الأركان الأربعة ولا يجوز الفصل بين القول والعمل. القول هو : الإقرار بالله انه لا اله إلا هووبمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي بأنه عبدالله ورسوله أوفده بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوالمشركون وختم به أنبيائه وفضله على جميع خلقه ، والإتيان بجميع أركان الإسلام واجتناب جميع المحرمات والوقوف عند الشبهات ، فهذه الأصول تناقض رأي المرجئة التي ترى حتى الأعمال شيء واحد وان العمال شيء آخر ، فالإيمان في زعمها هوالتصديق بالقلب فقط إلا حتى الأباضية يؤكدون حتى الإيمان بدون تطبيق فرائض الإسلام لا معنى له وإلا أصبح فكرة جوفاء وأما الاشعرية فترى الإيمان : من أتى بالقول وضيع العمل وهذا الإنسان تراه مسلمًا عاصيًا مذنبًا فليس بمشرك . أما الأباضية فتراه فاسقًا عاصيا موحدًا ولا يخرج عن ملة الإسلام وتجري علية أحكام الإسلام والمسلمين .وقد اعتنقت المعتزلة والشيعة والزيدية رأي الإباضية في هذا الأصل

الأصل الرابع: نفي رؤية الله عز وجل

عندما نفي الأباضية رؤية الله عز وجل .كان ذلك عن حق منهم فهم فتحوا باب الاجتهاد والتأويل معتمدين في ذلك علي الأدلة العقلية والنقلية لتدعيم النص القرآني المتشابه بالدليل اللغوي المتمثل في لغة العرب في الجاهلية .وهذا يؤكد سمووعلوالمستوى العقلي الذي يتمتع به الفكر الإباضي في فهم وإدراك المجازات اللغوية والابتعاد عن الاتجاه التجسمي الذي لا يؤمن إلا بما هومتصور ومحسوس وله نظيرة وشبيه في الواقع المادي . فالأباضية يرون في كتاب الله عز وجل ظاهرا وباطنا فقول الله عز وجل : "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " هذه الآية من المتشابهات يجب تأويلها لغويًا وعقليًا في آن واحد لأن اللغة هي الفكر فهي تحمل المعاني الفكرية ، ويفهم منها الراتى وانتظار رحمة الله للدخول في الجنة بعد الفراغ من الحساب .ولا يعني الرؤية بالأبصار ثم حتى هذه الآية تدعمها وتوافقها الآية الكريمة : " لا تدركه الأبصار وهويدرك الأبصار " وهذا الاستدلال العقلي والاجتهاد النظري يعد وسيلة لإثبات وتوكيد توحيد الله تعالى وتنـزيهه من جميع شيء أما الأدلة العقلية فتمثلت فيما يلي : لوأمكنت رؤية الله تعالى لكان جسمًا ومتحيزًا وموجودًا في مكان أمام حواسنا أوكونه في حكم اللقاءة كما في الورئى بالمرآة وكذلك عدم غاية القرب فإن المبصر إذا التصق بسطح البصر بطل إدراكه بالكلية ، فبعد هذه الأدلة فإن الأباضية تجزم بامتناع رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة .

الأصل الخامس :القدر

الأباضية أعطت للقدر مفهومًا أصيلا يتمثل في القدرة المرتبطة بالمقدور بمعنى الكسب ،أي للإنسان القدرة على العمل والله عز وجل خلق فينا القدرة ولا يحاسبنا على هذه القدرة بل حتى الحساب ينصب على الأعمال التي اكتسبها الإنسان اكتسابًا عن طريق جوارحه وإرادته الحرة . كالمسلم الذي صام رمضان فأكل يومًا متعمدًا ، فإن ظاهرة الجوع والعطش أمر جبري من عند الله لأننا لا يمكن حتى نزيل دوافعنا الفطرية أما ا لتعمد في الأكل وعدم ضبط الدوافع بإرادة قوية فأمر مكتسب من الإنسان ذاته أذن ليس هناك تعارض بين إرادة الله عز وجل وعمله الأزلي القديم مسبقًا وبين كسب الإنسان ، فالله يعذب على المقدور ولا يعذب على القدر . الخلاصة إن المؤمن الصالح عليه حتى يعتقد بالقدر خيره وشره انه من الله ولن يبلغ حقيقة الإيمان حتى يؤمن بذلك مع العمل الدائم وعدم التواكل اعتمادًا على سيرة الرسول وأقواله حين نطق أعرابي للرسول صلى الله عليه وسلم: أوفد ناقتي وأتوكل على الله ،يا ترى؟ نطق : بل اعقلها وتوكل

الأصل السادس :العدل والوعد والوعيد

إن قضية الوعد والوعيد أي الثواب والعقاب تعد أصلاً من أصول العقائد الأباضية ، فهي المرتبطة بالعدل الإلهي الذي يعطي لكل ذي حق حقه ولا ينسب إليه الجور والظلم تعالى الله عن ذلك ، فلا يحكم على أحد بما ليس أهلاً له ، ولا يعمل بأحد ما لم يكن أهلاً له فحكمه على القاتل بالقتل عدل ، وبتر يد السارق عدل ، ورجم الزاني والزانية عدل ، وعد الطائع بالجنة عدل ، وتوعد العاصي بالنار عدل وعقاب إذا توفي بدون توبة . وإلا أصبحت أوامر الله تعالى كاذبة ومتناقضة مع النصوص القرآنية وعدالته المطلقة فالله عادل لا يظلم أحد وسوف ينفذ وعيده الخالد الأبدي في حق لكافرين العصاة وكذلك سينفذ وعده الخالد الأبدي في حق المؤمنين الصادقين ، فالأباضية دحضوا رأي المرجئة والحشوية بالدليل العقلي والنقلي حين زعمت حتى الله سيخلف وعيده لأهل الكبائر والعصاة من المسلمين ولا يخلف وعده وعللوا ذلك بقوله تعالى :" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله حتى الله يغفر الذنوب جميعًا انه هوالغفور الرحيم " . ولكنهم أجيبوا بالدليل النقلي في قوله تعالى :" ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين " صدق الله العظيم

الخلاصة

أن الأباضية يرون حتى أهل الكبائر من المسلمين بدون توبة كانوا عصاة أوفاسقين فهم مخلدون في النار أبدًا ودائمًا وأما المؤمنون فهم مخلدون في الجنة دائمًا وأبدًا

الأصل السابع : الشفاعة

يرى الأباضية حتى شفاعة النبي لن تكون لمن توفي وهومصر على الكبائر وإنما تكون للمؤمنين كافة لتخفيف عليهم يوم الحشر والتعجيل بهم للدخول في الجنة أوزيادة درجة لبعض المؤمنين الذين ماتوا على الوفاء والتوبة النصوح

الأصل الثامن : خلق القرآن الكريم

الأباضية تؤكد على حتى القرآن الكريم كلام الله تعالى وانه مخلوق له تعالى لفظه وحدثاته سوره ومعناه إلا ما قام الدليل على قدم معناه فقط كلفظ الجلالة والرحمن الرحيم لوصفه تعالى له بكونه منزلاً من عنده وهذه الفكرة مرتبطة بالتصور النقي الخالص لفكرة التنزيه للذات الإلهية عن جميع مماثلة لما يحتمل تصوره ووجوده من المحدثات الحسية الواقعية فالقرآن الكريم شيء من الأمور الموجودة فهوقد يكون محدثًا أي مخلوقًا أوغير محدث والله الخالق لكل شيء والدليل على ذلك قوله تعالى :" إنا جعلناه قرآنًا عربيًا " وقوله تعالى :" وجعلنا الليل والنهار آيتين " هذه الآية الخيرة في غير القرآن من الخلق ثم حتى الله عز وجل بين حتى القرآن الكريم محدث فنطق :" ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون " ونطق :" ولقد جئناكم بكتاب فصلناه على فهم " ونطق في غير القرآن من الخلق :" وكل شيء فصلناه تفصيلا" صدق الله العظيم

الأصل التاسع : لا منزلة بين المنـزلتين

في هذه القضية قضية الكفر والإيمان التي أثيرت في الفكر الإسلامي : هل المسلم إذا ارتكب كبيرة من الكبائر يفقد صفة الإيمان ؟ فيقول الأباضية في هذه القضية : حتى من أقر بوحدانية الله ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه ضيع الفرائض الدينية أوارتكب كبائر ، فتسميه موحدًا وليس بمؤمن ولا بمشرك وان مرتكب الكبيرة يعد كافر كفر نعمة وليس كافر كفر شرك لقوله تعالى :" ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الكافرون " وقول الرسول :ليس بين العبد والكفر إلا هجره الصلاة فالكفر عند الأباضية ينقسم إلى كفر نعمة ونفاق : يتمثل في المسلم الذي ضيع الفرائض الدينية أوارتكب الكبائر وأجمع بينهما كفر شرك وجحود :ويتمثل في الإنسان الذي يجحد بالله وآياته ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم فهنا يعد خارجًا عن ملة الإسلام . فرأي الأباضية واضح جدًا في شأن المسلمين فهي تعدهم في الملة الإسلامية وتجري عليهم أحكام المسلمين ويحرم حتى تستحل دماؤهم وأموالهم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( أمرت حتى أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا عملوا ذلك منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ) فهم يختلفون عن إخوانهم الأباضية في العقيدة الإسلامية وجوانبها الاجتماعية .

مواضيع متعلقة

عقائد الإباضية
الفرق بين الإباضية والخوارج
مصادر التشريع عند الإباضية
شهادات في حق الإباضية
علاقة الإباضية بالدولة الأموية
الدولة الرستمية

أئمة الإباضية الأولون

الإمام جابر بن زيد التميمي.
الإمام عبد الله بن إباض
الإمام أبوعبيدة مسلم بن أبي كريمة
الإمام الربيع بن حبيب الفراهيدي
الإمام أبوبلال مرداس بن حدير

أئمة الدولة الرستمية

الإمام عبد الرحمن بن رستم

الإمام أفلح بن عبد الوهاب

أعلام الإباضية

الشيخ علي يحي معمر
الدكتور عمروخليفة النامي
الشيخ إبراهيم بيوض
الشيخ أبواليقظان إبراهيم
المجاهد سليمان الباروني
الشيخ أحمد الخليلي
الشيخ أبواسحق إبراهيم محمد اطفيش

المراجع

الدكتور عمروالنامي ، لكتاب أجوبة ابن خلفون: 9-12
خط سير الأئمة وأخبارهم, أبي زكريا يحي بن أبي بكر, ديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، 1984 الجزائر.
مسقط أشعة من الفكر الاباضي