خراج (ضريبة)
الخَرَاج نسبة من المال تُؤخذ على الأراضي التي فتحها المسلمون ووزعت عليهم تقسيمًا كتقسيم الغنائم، أوأقرها الإمام وهجرها لأصحابها من غير المسلمين. عملى من أخذ أرضًا من هذه دفع نسبة من المال لقاء زراعة هذه الأرض والاستفادة منها بحسب ما يُتفق عليه مع الحاكم المسلم أومن ينيبه عنه. ويُلاحظ حتى إلزام غير المسلمين بدفع الخراج عما تنتجه أراضيهم يحقق العدالة والتوازن. فإن المسلم يدفع في لقاء ذلك زكاة ما يخرج من أرضه من مزروعات، فهويدفع 10% إذا كانت أرضه تُسقى بماء المطر ويدفع 5% إذا كانت تسقى بالآلات وما شابهها.
وقد رأى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عندما فتح المسلمون أرض العراق ألا تقسم بين الفاتحين بل تظل بأيدي أصحابها ويدفعون لقاء ذلك الخراج عنها، ووافقه الصحابة على ذلك، وقد كان رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في عدم قسمة الأرض المفتوحة على الفاتحين وإبقائها بأيدي أصحابها يدفعون خراجها، رأيًا صوابًا توافقه أحدث النظريات الاقتصادية الحديثة التي تسعى لإيجاد مصدر ثابت متجدد لمالية الدولة، وهذا عين ما عمله عمر رضي الله عنه، وهذا ينفع جميع من يأتي بعد الفاتحين من المسلمين من أبنائهم ومن غيرهم، لذلك نطق عمر رضي الله عنه (لولا آخر الناس ما فتحت قرية إلا قسمتها بين أهلها كما قسم النبي ³ أرض خيبر) رواه البخاري موقوفا على عمر. والحقيقة حتى عمل الرسول ³ بأرض خيبر لا يتعارض مع عمل عمر رضي الله عنه بأرض العراق لأن النبي ³ لم يقسم جميع أرض خيبر بين الفاتحين بل إنه قسم نصفها بين الفاتحين وأبقى النصف الآخر بيد اليهود يغرسونه ويدفعون خراجه، فقد روى أبوداود (أن الرسول ³ لما ظهر على خيبر قسَّمها على ستة وثلاثين سهمًا، جمع جميع سهم مائة سهم، فكان لرسول الله ³ وللمسلمين النصف من ذلك، وعزل النصف الباقي لمن هبط به من الوفود والأمور ونوائب الناس). وكل ما يمكن حتى ينطق: إذا الدولة الإسلامية لم تكن بحاجة لخراج جميع أرض خيبر التي فُتحت عنوة، بل كانت بحاجة إلى خراج نصف الأرض، فقسم النبي ³ نصف الأرض على الفاتحين وأبقى النصف بيد اليهود على حتى يدفعوا خراجها. أما في زمن عمر رضي الله عنه فقد زادت حاجات الدولة الإسلامية واتسعت رقعتها، فرأى عمر أنبيت المال ـ خزينة الدولة ـ بحاجة لخراج جميع الأرض التي فُتحت عنوة في العراق وفي الشام كي يستفيد منها جميع المسلمين، لذلك نطق رضي الله عنه: (لئن عشت ليأتين الراعي وهوبِسَرْوحِمْيَر نصيبه منها لم يَعْرَق فيها جبينه). وسروحمير منازل حمير بأرض اليمن. ويؤيد عمل عمر رضي الله عنه بإبقاء أرض العراق والشام بأيدي أصحابها على حتى يدفعوا خراجها أنه فسّر آيات سورة الحشر تفسيرًا متسلسلاً؛ فقد نطق للصحابة الذين ناقشوه وعارضوه في بادئ الأمر) قد مررت البارحة بالآيات التي في سورة الحشر وتلا ﴿ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى﴾ الحشر: 7. إلى قوله ﴿للفقراء المهاجرين﴾ الحشر: 8. فلما بلغ قوله ﴿أولئك هم الصادقون﴾ الحشر: 8. نطق: ما هي لهؤلاء فقط. وتلا قوله ﴿والذين اتىوا من بعدهم﴾ إلى قوله ﴿رؤوف رحيم﴾ الحشر:10. ثم نطق: ¸ما بقي أحد من أهل الإسلام إلا وقد ولج في ذلك·.
والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿كي لاقد يكون دُولَةً بين الأغنياء منكم﴾ الحشر : 7. وتوزيع الأراضي المفتوحة بالقوة على الفاتحين يتعارض مع الآية المذكورة لأنه يجعل المال دولة بأيدي الأغنياء دون غيرهم. إضافة إلى حتى هناك أبعادًا تربوية دعوية واقتصادية في إبقاء الأرض المفتوحة بالقوة بيد أصحابها، على حتى يدفعوا الخراج عنها وعدم توزيعها على الفاتحين. أما الأبعاد التربوية الدعوية، فتتمثل في حتى الأرض لووُزِّعت على الصحابة الفاتحين لانشغلوا بالدنيا بدلاً من الجهاد والدعوة إلى الل، وأن توزيعها من الممكن أحنق أصحاب الأرض الحقيقيين وأوغر صدورهم على الإسلام والداعين إليه. وأما الاقتصادية، فتتمثل في حتى أصحاب الأرض أعهد بإصلاحها والاعتناء بمزروعاتهم. ولووزعت على الصحابة الفاتحين وهم أهل بادية لما نجح أكثرهم في زراعتها.
مقدار الخراج الذي يؤخذ من الأرض. لا توجد نسبة محددة لمقدار الخراج الذي يؤخذ من الأرض. لكن الثابت عن عمر رضي الله عنه أنه كان يحرص جميع الحرص على تحقيق العدالة وعدم إثنطق كاهل أصحابها بتحميلهم من الخراج مالا يطيقون، فقد روى البخاري عن عمروبن ميمون نطق (رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل حتى يصاب بأيام بالمدينة وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف فنطق: كيف من الممكن أن عملتما،يا ترى؟ أخاف حتى تكونا قد حمَّلتما الأرض مالا تطيق، نطقا. حمَّلناها أمرًا هي له مطيعة، ما فيها كثير فضل، نطق: أخشى حتى تكونا حمَّلتما الأرض مالا تطيق، نطقا: لا، فنطق عمر رضي الله عنه؛ لئن سلَّمني الله لأدعَنَّ أرامل أهل العراق لايحتجن إلى رجل بعدي أبدًا.
انظر أيضا
- زكاة
- ضريبة
- كتاب الخراج
المصادر
الموسوعة المعهدية الكاملة