أزارقة
نافع بن أزرق كان أخطر الخوارج، وكان يرى ردة جميع من لم ينضم إليه، وكان يختبر الناس في الحكام، فمن والاهم فهوكافر وقاتله، فكان يقتل الناس حتى في المساجد، وكان كما نطق الرسول محمد "يدعون أهل الأوثان ويقتلون أهل الإسلام".
الأزارقة هم أعظم الخوارج غلواً وأبعدهم عن السنة -وقد ظهر الأزارقة بعد المحكمة الأولى وهم أصحاب النهروان - وترأسهمنافع بن الأزرق الذي هوشيخهم وإمامهم وهومشهور في خط التفسير كما تجدون في الدر المنثور مثلاً أوفي الطبري وحتى في البخاري لكن لم يسمه، وهوالذي عهد بسؤالاته لـابن عباس عندما كان يسأل ابن عباس ويجيبه، ولا يقبل، ويجادل، وهذا شأن الخوارج وأساس ضلالهم أنهم يعتقدون حتى العبد متعبد بعين الحق في جميع مسألة، وهذا مخالف لما نحن مأمورون به من الاجتهاد لبلوغ الحق والتسديد والمقاربة في حدود الاستطاعة.
فـنافع بن الأزرق كان يعتقد هوومن معه حتى المسلمين جميعاً كفار، وأن الأمة بأجمعها كافرة إلا نافعاً ومن كان معه، حتى من كان على ممضى نافع ولكنه لم يهاجر إليه فهوعندهم كافر، فلوحتى إنساناً محبوس، ولا يستطيع حتى يتخلص من ظلم الحجاج أومن سيطرته -مثلاً- فلم يخرج ولم يهاجر إلى نافع ويلتحق بجيشه، فهذا عندهم كافر وإن كان على ممضىهم، وهؤلاء يسمونهم القعدة ، فكان نافع يكفر القعدة ، ويرى حتى دارهم كلها دار كفر، فكل الأمة الإسلامية دار كفر إلا معسكره فقط.