سورة الجمعة

عودة للموسوعة

سورة الجمعة

[[{{{سابق |→]]   

سورة الجمعة   [[{{{لاحق |←]]

الترتيب في القرآن 62
عدد الآيات 11
عدد الحدثات 177
عدد الحروف 749
الجزء {{{جزء
الحزب {{{حزب
النزول مدنية
نص [[s:

سورة الجمعة| سورة الجمعة]] في فهم المصادر

السورة بالرسم العثماني
بوابة القرآن الكريم

سورة الجمعة

يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إذا كنتم تفهمون (9) فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا من الممكن أنكم تفلحون (10) وإذا رأوا تجارة أولهوا انفضوا إليها وهجروك قائما قل ما عند الله خير من اللهوومن التجارة والله خير الرازقين {الجمعة: 9- 11 .


تفسير الآيات

اتفق الفهماء على حتى يوم الجمعة كان يسمّى في الجاهلية يوم العَروبة، ومعناه اليمين المعظّم، واختلفوا في سبب تسميته بالجمعة، والظاهر أنه سُمي ذلك لاجتماع الناس للصلاة فيه. ولهذا اليوم خصائص ومزايا وفضائل الخاصة الأولى : فهوسيدّ الأيام وأفضلها، وهوالشاهد المذكور في قوله تعالى: وشاهد ومشهود {البروج: 3 ، وهويوم العيد الأسبوعيّ للمسلمين، نطق النبي صلى الله عليه وسلم : "إن من أفضل أيامكم يومَ الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضةٌ عليّ". فنطقوا: يا رسول الله، وكيف تُعرض صلاتُنا عليك وقد أرمت- يعني بليت- نطق: "إنّ الله حرّم على الأرض حتى تأكل أجساد الأنبياء". ونطق صلى الله عليه وسلم : "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة". ونطق صلى الله عليه وسلم : "إن يوم الجمعة سيدُ الأيام وأعظمها عند اللَّه، وهوأعظمُ عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس خلال: خَلَق اللَّهُ فيه آدم، وأَهْبَط اللَّهُ فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفَّى اللَّهُ آدمَ، وفيه ساعةٌ لا يسأل العبد فيها شيئًا إلا أُعطاه، ما لم يسأل حرامًا، وفيه تقوم الساعة، ما من مَلَكٍ مقرّب، ولا سماءٍ ولا أرض، ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهومشفقٌ من يوم الجمعة". ونطق صلى الله عليه وسلم : "اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عهدة، والشاهد يوم الجمعة". ونطق صلى الله عليه وسلم : "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أوليلة الجمعة إلا وقاه اللَّه فتنة القبر". وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه كان عنده يهوديّ، فقرأ ابنُ عباس قول الله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا {المائدة: 3 . فنطق اليهوديّ: لوعلينا معشر يهود أُنزلت لاتخذنا يومها عيدًا. فنطق ابنُ عباس: لقد نزلت في يومي عيد: نزلت بعهداتٍ يوم الجمعة. ولقد أمر اللَّه مَن قبلنا بهذا اليوم فضلّوا عنه، أَمر به اليهودَ فضلّوا عنه، واختاروا السبت الذي لم يَخلق اللَّهُ فيه شيئًا، وأَمَر به النصارى فضلّوا عنه، واختاروا الأحد الذي ابتدا اللَّهُ فيه الخَلْقَ، واتى اللَّه بنا فهدانا لهذا اليوم، يوم الجمعة، فهم لنا تبع. نطق النبي صلى الله عليه وسلم : "نحن الآخرون السابقون يومَ القيامة بَيْدَ أنهم أوتوا الكتاب مِنْ قبلنا، وأوتيناه مِن بعدهم، ثم هذا يومهم الذي فُرض عليهم- يعني الجمعة، فاختلفوا فيه، فهدانا اللَّه له، والناس لنا فيه تبع، اليهود غدًا، والنصارى بعد غد". ونطق صلى الله عليه وسلم : "أضلّ اللَّهُ عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يومُ السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فاتى اللَّه بنا فهدانا اللَّه ليوم الجمعة، فجعل الجمعةَ والسبتَ والأحدَ، وكذلك هم تبعٌ لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأوّلون يوم القيامة، المقضى لهم قبل الخلائق". وصلاةُ الجمعة فريضة معلومةٌ من الدين بالضرورة، وفرضيتُها ثابتةٌ بالكتاب والسنة وإجماع الأمة. نطق اللَّه تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إذا كنتم تفهمون. ونطق النبي صلى الله عليه وسلم : "رواح الجمعة واجبٌ على جميع محتلم". وأجمعت الأمة على حتى صلاة الجمعة فرضُ عَيْنٍ على من توفّرت فيه شروط الوجوب، وهي: الإسلام، والبلوغ، والعقل، والذكورة، والحرية، والصحة، فلا تجب على من فقد واحدًا من هذه الشروط، نطق النبي صلى الله عليه وسلم : "الجمعة واجبةٌ على جميع مسلمٍ في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك، أوصبيّ، أوامرأة، أومريض". ونطق صلى الله عليه وسلم : "ليس على مسافر جمعة". وكان صلى الله عليه وسلم يسافر، ولم ينقل عنه أنه صلّى الجمعة في سفرة من أسفاره، ولكن من شهد الجمعة ممن لا تجب عليه أجزأته، ولا يعيد الظهر. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحثّ على شهود الجمعة ويرّغب فيه، فيقول: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفّرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر". وكان يقول: "من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت، غُفِرَ له ما بينه وبين الجمعة وزيادةُ ثلاثة أيام، ومن مسّ الحصى فقد لغا". كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذّر من التخلف عن الجمعة فيقول: "لينتهينّ أقوام عن وَدْعِهمُ الجمعات أوليختمنّ الله على قلوبهم، ثم ليكوننّ من الغافلين". ويقول صلى الله عليه وسلم : "من هجر ثلاث جمعٍ تهاونًا بها طبع اللَّه على قلبه". ويقول صلى الله عليه وسلم : "لقد هممتُ حتى آمر بالصلاة فتُقام، ثم آمرَ رجلاً فيؤمّ الناس، ثم أنطلق إلى أقوامٍ لا يشهدون الجمعة فأحرّق عليهم بيوتهم". "عملى جميع مسلم حتى يحرص أشدّ الحرص على الحضور لصلاة الجمعة، ولا يعتذر بالأعذار الواهية، فإنها لا تنجيه عند من لا تخفى عليه خافية، وقد وقع في هذا الأوان أنّ كثيرًا ممن ينتسبون إلى الإسلام يتعمدون الخروج في يوم الجمعة إلى النزهة برًا أوبحرًا، وبدلاً من حتى يتعبّدوا الله بما ورد عنه وعن رسوله في هذا اليوم، ويحيونه بالصلاة والصدقة والذكر ونحوذلك، يرتكبون المنكرات في هذا اليوم الشريف، مِنْ أغانٍ وطربٍ وخمرٍ، وما إلى ذلك من الموبقات التي يخجل الإنسان من ذكرها، فضلاً عن ارتكابها، فإلى أولئك المتهاونين، وإلى أولئك الذين فتنتهم الدنيا بزينتها ورَوْنقها، ورُزِقُوا حظًا من المال أوالجاه، نهدي هذه النصيحة الثمينة، ونذكرهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من هجر ثلاث جمع طَبع الله على قلبه". ولا تغتروا بما آتاكم الله من صحةٍ وشباب وقوةٍ ومالٍ فاعهدوا قدرَ نعم الله عليكم، واشكروه حق الشكر، وأدّوا فرائض الله ولا تتهاونوا في أداء الصلوات، وحافظوا على الجمع والجماعات، فإن الحساب عسير: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى جميع نفس ما كسبت وهم لا يظلمون". اه من كتاب "الجمعة ومكانتها في الدين" للشيخ أحمد آل بوطامي. "وكان من هديه صلى الله عليه وسلم تعظيمُ هذا اليوم وتشريفُه، وتخصيصه بعباداتٍ يختصّ بها عن غيره، وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ في فجره بسورتي "الم تنزيل" و"هل آتى على الإنسان"، ويظنّ كثيرٌ ممن لا فهم عنده أنّ المراد تخصيصُ هذه الصلاة بسجدةٍ زائدةٍ، ويسمونها سجدة الجمعة، وإذا لم يقرأ أحدُهم هذه السورة استحبّ قراءةً سورة أخرى فيها سجدة، ولهذا كَرِهَ مَن كَرِهَ من الأئمة المداومة على قراءة هذه السورة في فجر الجمعة، دفعًا لتوهم الجاهلين، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هاتين السورتين في فجر الجمعة؛ لأنهما تضمنتا ما كان ويكون في يومها، فإنهما اشتملتا على خَلْقِ آدم، وعلى ذكر المعاد، وحشرِ العباد، وذلكقد يكون يوم الجمعة، وكأن في قراءتهما في هذا اليوم تذكيرًا للأمة بما كان فيه ويكون، والسجدة اتىت تبعًا ليست مقصودة، حتى يقصد المصلي قراءتها حيث اتفقت، فهذه خاصةٌ من خواصّ يوم الجمعة . الخاصة الثانية : استحبابُ كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه وفي ليلته ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : "أكثروا من الصلاة عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة". الخاصة الثالثة: صلاة الجمعة التي هي من آكد فورض الإسلام، ومن أعظم مجامع المسلمين، وهي أعظم من كلّ مجمع يجتمعون فيه وأفرضه سوى مجمع عهدة، ومَنْ هجرها تهاونًا بها، طبع اللهُ على قلبه، وقُربُ أهل الجنة يوم القيامة، وسَبْقُهم إلى الزيارة يوم المزيد بحسب قُرْبهم من الإمام يوم الجمعة وتبكيرهم. الخاصة الرابعة: الأمرُ بالاغتسال في يومها، وهوأمر مؤكدٌ جدًا. الخاصة الخامسة: التطيبُ فيه، وهوأفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع. الخاصة السادسة: السواك فيه، وله مزية على السواك في غيره. الخاصة السابعة: التبكير للصلاة. الخاصة الثامنة: حتى يشتغل بالصلاة والذكر والقراءة حتى يخرج الإمام. الخاصة التاسعة: الإنصات للخطبة إذا سمعها وجوبًا في أصح القولين. الخاصة العاشرة: قراءة سورة الكهف في يومها، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سَطَعَ له نورٌ من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء به يوم القيامة، وغُفِرَ له ما بين الجمعتين". الخاصة الحادية عشرة: أنه لا يكره عملُ الصلاة فيه وقت الزوال ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : "لا يغتسل رجلٌ يوم الجمعة ويتطهّر ما استطاع من طهر، ويدّهن من دهنه أويمسّ من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرّق بين اثنين، ثم يصلّي ما كُتب له، ثم ينصت إذا تحدث الإمام إلا غُفِرَ له ما بينه وبين الجمعة الأخرى". فَنَدَبَهُ . وفيه أيضًا: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيها ب "الجمعة" و"هل أتاك حديث الغاشية". ولا يستحب حتى يقرأ من جميع سورةٍ بعضها، أويقرأ من جميع سورة بعضها، أويقرأ إحداهما في الركعتين، فإنه خلاف السنة. الثانية عشرة: أنه يستحب حتى يلبس فيه أحسن الثياب التي يقدر عليها، فقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي أيوب نطق: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من اغتسل يوم الجمعة ومسّ من طيب إذا كان له، ولبس من أحسن ثوب، ثم خرج وعليه السكينةُ حتى يأتي المسجد، ثم يركع إذا بدا له، ولم يؤذِ أحدًا، ثم أنصت إذا خرج إمامُه حتى يصلّي، كانت كفارة لما بينهما". الثالثة عشرة: أنّ للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجر سنةٍ صيامها وقيامها. عن أوس بن أوس نطق: نطق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "من غسّل واغتسل يوم الجمعة، وبكّر وابتكر، ودنا من الإمام فأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنةٍ وقيامُها، وذلك على الله يسير". الرابعة عشرة: حتى فيه ساعة الإجابة، عن أبي هريرة رضي الله عنه نطق: نطق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "إنّ في الجمعة لساعةً لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ وهوقائمٌ يصلّي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه، ونطق: بيده يقلبها". اه من "زاد المعاد" باختصار. عملى المسلم حتى يأخذ نفسه بما في هذه الخواص من الآداب، كالغسل، والدهن، والطيب، والسّواك، ولُبس أحسن الثياب، ثم التبكير، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحثّ على التبكير فيقول: "من اغتسل يوم الجمعة غُسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قَرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرّب كبشًا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرّب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر". وكان صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يخطون الأول فالأول، ومثلُ المهجّر كمثل الذي يُهدي بدنة، ثم كالذي يُهدي بقرة، ثم كبشًا، ثم دجاجة، ثم بيضة، فإذا خرج الإمام طَوَوْا صحفهم ويستمعون الذكر". فإذا اتى المسلمُ المسجدَ قدّم رجله اليمنى ونطق: "أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، بسم الله، اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك". ثم يتقدّم إلى الصفوف فيتم ما بها من نقص، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه يومًا فرآهم حلقًا، فنطق: "ما لي أراكم عزين" أي: متفرقين، ثم خرج عليهم بعد ذلك فنطق: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟" نطقوا: وكيف تصفّ الملائكة عند ربها يا رسول الله،يا ترى؟ نطق: "يتمون الصفّ الأول فالأول ويتراصون في الصف". فإذا أخذ موضعه من الصفّ صلّى ركعتين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : "إذا ولج أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلّي ركعتين". وهاتان الركعتان مشروعتان، ولوكان الخطيب على المنبر، عن جابر بن عبد الله نطق: اتى سليكٌ الغَطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فجلس، فنطق له: "يا سُليك، قم فاركع ركعتين وتجوّز فيهما". ثم نطق: "إذا اتى أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما". ومن الخطأ ما يعمله بعض الناس من الجلوس عند الدخول والإمام يخطب، فإذا جلس الإمام بين الخطبتين قام فصلّى. فإذا صلى تحية المسجد فهوبالخيار، إذا شاء صلّى ما كُتِبَ له، وإن شاء جلس يذكر الله بقراءة أوتسبيح أوصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ونحوذلك، حتى يخرج الإمام، فإذا خرج الإمام استقبله الناسُ بوجوههم، واستمعوا له، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُمهل يوم الجمعة حتى يجتمع الناس، فإذا اجتمعوا خرج إليهم وحده، فإذا ولج المسجد سلّم عليهم، فإذا صعد المنبر استقبل الناس بوجهه وسلم عليهم، ثم يجلس، ويأخذ بلالٌ في الأذان، فإذا فرغ منه قام النبي صلى الله عليه وسلم فخطب، من غير فصلٍ بين الأذان والخطبة، لا....... خبرٍ ولا غيره، ولم يقم أحد يركع ركعتين البتة، ولم يكن الأذان إلا واحدًا، وهذا يشير على حتى الجمعة كالعيد، لا سنة لها قبلها، وهذا أصحّ قولي الفهماء، وعليه تدل السنة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج من بيته، فإذا رقي المنبر أخذ بلالٌ في أذان الجمعة، فإذا أكمله أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة من غير فصل، وهذا كان رأي عين، فمتى كانوا يصلون السنة؟ وكان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرّت عيناه، وعلا صوتُه، واشتدّ غضبه، حتى كأنه منذ جَيْش، يقول: صبحكم ومسّاكم، ويقول: إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد حتى لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد حتى محمدًا عبده ورسوله: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (((آل عمران: 102)))، ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) (((النساء: 1)))، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) (((الأحزاب: 70، 71))). أما بعد: فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعةٌ، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالة في النار. ومن تأملّ خُطَبَ النبي صلى الله عليه وسلم وخُطَبَ أصحابه، وجدها كفيلةً ببيان الهدى والتوحيد، وذكر صفاتِ الربّ جلّ جلاله، وأصول الإيمان الكليّة، والدعوة إلى الله، وذكر آلائه تعالى التي تحبّبه إلى خلقه وأيامه التي تخوّفهم من......، والأمر بذكرِه وشكرِه الذي يحببهم إليه، فيذكرون من عظمة الله وصفاته واسمائه، ما يحببه إلى خلقه، ويأمرون من طاعته وشكره، وذكره ما يحببهم إليه، فينصرف السامعون وقد أحبّوه وأحبّهم، ثم طال العهد، وخفى نورُ النبوة، وصارت الشرائع والأوامر رسومًا تُقام من غير مراعاة حقائقها ومقاصدها، فأَعْطَوْها صُوَرَها، وزينوها بما زينوها به، فجعلوا الرسومَ والأوضاع سُتًا لا ينبغي الإخلال بها، وأخلّوا بالمقاصد التي لا ينبغي الإخلالُ بها، فرصّعوا الخطب بالتسجيع والفِقر، وفهم البديع، فنقص بل عُدِمَ حظُّ القلوب منها، وفات المقصودُ بها. وكان صلى الله عليه وسلم يقصّر الخطبة، ويطيل الصلاة، ويكثر الذكر، ويقصد الحدثات الجوامع، وكان يقول: "إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئِنّةٌ من فقهه". اه من زاد المعاد باختصار وزيادة. وكان صلى الله عليه وسلم يحث على الإنصات للخطبة، وينهى عن التشاغل عنها بأي شيء


  • [ المصدرhttp://www.altawhed.com/detail.asp?InServiceID=89&intemplatekey=mainpage&Inmagflag=1 مجلة التوحيد تصدرها جماعة أنصار السنة المحمدية]
تاريخ النشر: 2020-06-04 05:31:36
التصنيفات: بذرة إسلام

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

دعامتين في القلب.. تفاصيل الحالة الصحية لمحمد شاهين بعد وعكته الصحية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:21:24
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 60%

قطاع الأمن الاقتصادى يشن حملات لإحكام السيطرة الأمنية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:21:01
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 61%

حبس خادمة بتهمة سرقة ألماس من مخدومتها بالجمالية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:21:15
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 56%

مسلسلات رمضان 2023.. منى زكى تبتعد عن «صيصة» فى تحت الوصاية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:21:22
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 50%

قبل الكشف رسميا عن تصنيف"فيفا".. المنتخب المغربي يتسلق المراكز

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:21:15
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 65%

تفاصيل لقاء خدمة المواطنين الدوري لمطروح

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:21:13
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

موعد بدء صرف مرتبات شهر ديسمبر للعاملين بالدولة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:20:57
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

نائب رئيس جامعة أسيوط تترأس اجتماع لجنة المختبرات والأجهزة العلمية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:21:14
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 61%

آنخيل دي ماريا.. «هرقل» صانع الفحم بين الحياة والموت

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:21:07
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

وكيل «ديشامب» يكشف مصيره بعد خسارة فرنسا كأس العالم 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:21:08
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

وزيرة الهجرة تلتقي أعضاء ورموز الجالية المصرية بألمانيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:21:00
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

مصر تسيطر على منصة التتويج في بطولة فرنسا الدولية للخماسي ‏الحديث

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:21:06
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 52%

مهرجان أسوان يكرم نبيلة عبيد فى دورته السابعة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:21:23
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 66%

الإجازات الرسمية 2023 في مصر وموعد شهر رمضان 1444

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:21:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

الزحف المُربح.. «الدستور» ترصد عالم تجارة الأبراص فى مصر «تحقيق»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:21:20
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

المشدد 3 سنوات لمبرمج وصاحب شركة متهم في تجارة المخدرات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:21:16
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

الحكم على المتهمين فى واقعة «مستريح البيتكوين» 21 فبراير

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-19 15:21:17
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 61%

تحميل تطبيق المنصة العربية