أخدر
الأخدر | |
---|---|
حالة الحفظ | |
أنواع مهددة بالانقراض (خطر انقراض متوسط) | |
المرتبة التصنيفية | |
التصنيف الفهمي | |
النطاق: | حقيقيات النوى |
المملكة: | الحيوانات |
الشعبة: | الحبليات |
الطائفة: | الثدييات |
الرتبة: | مفردات الأصابع |
الفصيلة: | الخيليات |
الجنس: | الحصان |
النوع: | الأخدر |
الاسم الفهمي | |
Equus hemionus بيتر سيمون بالاس، 1775 | |
اسم فهمي سابق | |
مجموعة أصلية | |
فترة الحمل | |
بداية المدى الزمني | |
نهاية المدى الزمني | |
الموطن الحالي والسابق لسلالات الأخدر المتنوعة | |
الأخدر نوع من الثدييات ينتمي إلى فصيلة الخيليات كان يستوطن صحاري بلاد الشام، العراق، شبه الجزيرة العربية، إيران، باكستان، الهند، والتبت، أما الآن فإن موطنه محصور بالدول الأربعة الأخيرة. يُعهد الأخدر بالعربيّة أيضا بالحمار البرّي الآسيويّ والفراء والعير . تعرض موطن الأخدر كغيره من الحيوانات الراعية الأخرى إلى التقليص بشكل كبير بسبب الصيد المكثّف وفقدان المسكن، وقد إنقرضت عمليا إحدى سلالات الأخدر الستة لهذه الأسباب وأصبحت إثنتين أخرتين معرضتان للإنقراض. وللأخدر قريب وثيق الصلة به هوفراء التبت وهونوع أخر من الحمر البريّة والذي كان يعتقد في السابق أنه سلالة له إلا حتى الدراسات الجينيّة الجديدة أظهرت أنه نوع مستقلّ بذاته .
كان موطن الأخدر يمتد من منغوليا حتى الجزيرة العربية، وشمالا حتى جنوبي روسيا وكازاخستان، بالإضافة لشمال غرب الهند والتبت. ومنذ حوالي 40,000 سنة خلال أواخر حقبة البليستوسين (العصر الحديث الأقرب)، كان موطن الحمار البري الآسيوي يصل للحدود الغربية لألمانيا الحاليّة ، أما اليوم فقد تقلّص موطن الأخدر بشكل كبير جدا عمّا كان عليه في السابق ، بحيث تعتبر الجمهرة في جنوبي منغوليا أكبر الجمرات عددا حيث تمثّل نسبة 80% من جميع الحيوانات الباقية على قيد الحياة من هذا النوع ، أما باقي الجمهرات فيبلغ عدد أفرادها جميعا أقل من مئة. وقد تمّ مؤخرا إعادة إدخال الأخدر إلى بعض المناطق التي إنتشر فيها سابقا في منغوليا، إيران ، إسرائيل، والسعودية.
تعتبر الحمر الأخدريّة أكبر قدا بقليل من الحمر المستأنسة حيث يبلغ وزنها حوالي 290 كيلوغراما وطول رئسها وجسمها معا 2.1 متر، كما وأنها أشبه بالحصان منها، وللأخدر قوائم قصيرة نسبيا مقارنة بالأحصنة ولونها يختلف بحسب تغيّر الفصول فهي عادة خمريّة اللون في الصيف ومن ثم تتغير إلى بنيّة مصفرّة في الفصول الماطرة، وتمتلك هذه الحمر خطا أسود يحده لون أبيض من الجهتين على طول الظهر كما ويعتبر الأخدر غير قابل للترويض والإستئناس مع حتى بعض الرسوم والنقوش تظهر بعض الخيليات وهي تقوم بجرّ العربات الناقلة في سومر في العام 2600 ق.م ومن ثم العربات الحربيّة في مدينة أور في العام 2000 ق.م، وقد نطق البعض بأن هذه الخيليّات الممثلة هي حمر أخدريّة ولكن يعتقد الآن أنها حمر مستأنسة.
سلالات النوع
هناك خمسة سلالات من الأخدر باقية على قيد الحياة، وسلالة واحدة منقرضة، وهذه السلالات هي:
- الحمار البري الهندي: (السلالة الهندية، Equus hemionus khur)، تعهد أيضا هذه السلالة باسم "الخُور" أو"غورخار" وقد كانت تنتشر سابقا عبر المناطق القاحلة من شمال غرب الهند بما فيها أجزاء من باكستان الحالية، إلا أنها اليوم مقصورة على منطقة صغيرة من ولاية غوجرات في الهند.
- الأخدر الفارسي: (السلالة الفارسية، السلالة الأخدرية، Equus hemionus onager)، تتواجد حاليا في جمهرتين صغيرتين جدا في إيران، وقد تم إعادة إدخالها من حدائق الحيوانات إلى بعض المناطق في الشام بما أنها أقرب السلالات إلى السلالة السورية المنقرضة والتي إستوطنت سوريا ودول الشرق الأوسط قديما.
- الكولان الهجرماني: (السلالة الهجرمانيّة، Equus hemionus kulan)، تعهد أيضا بمجرد "الكولان" وهي تتواجد في كازاخستان وهجرمنستان حيث تناقصت أعدادها بشكل كبير جدا.
لكلّ من الكولان، الأخدر الفارسي، والحمار البري الهندي جمهرات صغيرة منفصلة عن بعضها، وتعتبر هذه السلالات الثلاثة معرّضة للإنقراض بشكل كبير بحال حصول أي كارثة طبيعيّة أوأي وقع لم يكن متسقط أولم يمكن دفعه، كانتشار وباء معين أوحدوث تقلبات مناخية عنيفة .
- كولان غوبي: (سلالة الغوبي، سلالة صحراء غوبي، Equus hemionus luteus)، تتواجد هذه السلالة في جنوبي منغوليا وشمالي الصين على الأرجح.
- الحمار البري المنغولي: (السلالة المنغوليّة، Equus hemionus hemionus)، تعيش في شمالي منغوليا.
- الحمار البري السوري: (السلالة السورية، Equus hemionus hemippus)، كانت السلالة السوريّة تستوطن معظم الدول العربيّة الآسيوية حتى أوائل القرن العشرين، فقد كانت تعيش في جبال وصحاري وسهوب سوريا وشبه الجزيرة العربية وبلاد مابين النهرين وفلسطين وجنوب شرق الأردن وورد ذكر الحمار البرّي السوريّ كثيرا في الشعر العربي.
ومن الشعراء الذين وصفوه الشمّاخ بن ضرار الذبياني الذي عاش في نجد وبرع في وصف الأخدر والصيادين الذين كانوا يطاردونه في المناطق الشماليّة والوسطى والغربيّة من السعودية كما وصف ملامحها الخارجيّة ورحلاتها في الصحراء وغير ذلك، وقام الجاحظ أيضا بذكر الأخدر في كتاب الحيوان كما ووصفها كمال الدين الضامري في مؤلفه "الكتاب الكبير عن حياة الحيوانات" وأبويحيى زكريا القزويني في مؤلفه "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" .
وكان ينظر للأخدر منذ أقدم الأزمنة على أنه طريدة للصيد وتظهر الرسوم في بعض الكهوف في جنوب فلسطين وشبه الجزيرة على حتى الأخدر كان يصاد من قبل أوائل البشر الذين قطنوا الشرق الأوسط، كما تصوّر النقوش الآشوريّة التي عثر عليها في نينوى عاصمة الآشوريين القديمة حملات الصيد التي كان يقوم بها الملك آشور والتي تظهر مشهدا لصيد الأخدر حوالي العام 650 ق.م. وكان البدويقومون بصيد الأخدر بالوسائل البدائيّة والكلاب والطيور الجارحة كما كانويربون صغارها في مخيماتهم لأكل لحمها بحسب زعم بعض الرحالة، وبحلول عام 1850 أصبح الحمار البرّي السوريّ نادرا في بادية الشام لكنه بقي يشاهد في بلاد مابين النهرين والجزيرة السورية في بتران ضخمة ترتحل لمسافات كبيرة حتى تبلغ جبال أرمينيا .
وأول تهديد حقيقي تعرّض له الأخدر كان في الحرب العالمية الأولى وما بعدها حينما بدأت السيّارات والأسلحة الناريّة تتوافر للسكان مما ساعد على صيد هذه الحمر بوتيرة كبيرة، وتظهر السجلات حتى أخر أخدر سوريّ برّي اغتال عام 1927 في واحة الغمس في منخفض سرحان شمال شبه الجزيرة العربيّة ويبدوحتى هذه المنطقة كانت إحدى الجيوب الثلاثة الأخيرة التي عاش فيها الحمار البرّي السوريّ. والمنطقتان الأخريان هما جبل الدروز في جنوب سوريا وجبل السنجار على الحدود العراقيّة السوريّة، وقد تلقت حديقة حيوان شومبرون في النمسا أخدرا من جبل السنجار عاش حتى أوخر 1928 وربما كان هذا أخر حمار برّي أصيل من المنطقة ، وقد أعيد إدخال السلالة الفارسيّة إلى فلسطين بإعتبارها أقرب السلالات إلى السوريّة من قبل السلطات البيئيّة الإسرائليّة خلال أعوام الستينات والثمانينات، وأطلقت الحمر في صحراء النقب جنوبي فلسطين حيث يعيش الآن ما يزيد عن 150 أخدرا كما وقد تمت إعادة إدخال هذه الحيوانات إلى سوريا والأردن.
الوصف والخواص الأحيائية
الوصف الخارجي
عند مقارنة الأخدر مع أنواع الحمر البرية الآسيوية الأخرى يُلاحظ أنه أصغر حجماً منها بقليل (لأن قوائمه أقصر) وأبهت لونا، فالأخدر له معطف رمليّ باهت ضارب إلى الحمرة بالإضافة إلى خط بني باهت على ظهره يحيط به خطان أبيضان يمتدان حتى القسم الخلفي من الجسد حيث يختلطان مع لون هذا القسم الأبهت من باقي الجسد . تمتلك هذه الحيوانات أيضا خطا على كتفيها وتكون جوانبها بالإضافة للقسم السفلي منها بيضاء اللون، وفي الشتاء ينمومعطف الأخدر ويصبح لونه ضارباً إلى الرمادي كما وتصبح الأقسام البيضاء منه ظاهرة للعيان بشكل أوضح. هناك اختلافات خارجية ضئيلة بين الجنسين حيثقد يكون الذكر أكبر حجما من الأنثى بقليل فقط، ويبلغ ازدياد الذكر عند الكتفين 1.5 أمتار، ويصل في طوله إلى حوالي المترين، ويزن حوالي 250 كيلوغراماً.
القوت
الأخدر حيوان عاشب يقتات على أصناف النبات النادرة في الصحراء، وهي تقتات على الأعشاب إجمالا بحال توافرها، كما أنها سترعى الشجيرات والأشجار في أوقات أخرى أوفي المناطق الأكثر جفافاً من موطنها ، وقد شوهدت هذه الحيوانات وهي تقتات على قرون البذور وأيضا وهي تضرب النباتات المتخشبة بحوافرها لتصل إلى الأعشاب ذات العصارة التي تنموفي قاعدتها، وعلى الرغم من حتى هذه الحمر تحصل على معظم حاجتها من الماء من النباتات التي تتغذى عليها إلا أنها يجب حتى تظل بالقرب من مصدر دائم للمياه. تأكل هذه الحيوانات الثلج أيضا في منغوليا خلال فصل الشتاء كتعويض لها عن النقص في المياه، وغالبا ما تقوم بحفر بعض الحفر في مجاري الأنهار الجافة للحصول على الماء . يرعى الأخدر غالبا خلال فترات النهار الأكثر برودة أي خلال فترة الصباح والمساء.
أمد الحياة
يقول البعض بأن أمد حياة الأخدر يبلغ أقصى حد له في سن الأربعين، إلا أنه لا يُعهد ما إذا كانت هذه المعلومة مبنية على مراقبة الأخدر في البرية أم في الأسر .
العادات
السلوك الاجتماعي
يعيش الأخدر غالبا في بتران، عدا الذكور الكبيرة في السن التي تعيش بمفردها، بينما تعيش الإناث وصغارها في قطيع مؤلّف حصريّا من الإناث والصغار. يصعب الحصول على معلومات متعلقة بهذه الحيوانات إجمالا، وذلك بسبب الخلاف حول مسألة تصنيفها حيث لا يزال بعض الفهماء يصنفوها مع فراء التبت على أنهما النوع ذاته، بينما يرفض البعض الآخر من الفهماء هذا التصنيف، إلا أنه انطلاقا من الرأي الأول يمكن إبداء بعض الملاحظات حول سلوكها.
يتراوح عدد أفراد القطيع لدى فراء التبت بينعشرة و20 حيوانا، ويتألف القطيع من ذكر واحد وعدد من الإناث ؛ وفي بعض الأحيان تفرض الظروف المتعلقة ببالبيئة، كالضغط الذي تفرضه الضواري على هذه الحيوانات، بالبتران الصغيرة كبتران الذكور العازبة حتى تتجمّع سويّا . يُزعم حتى الأخدر حيوان غسقيّ أي ينشط خلال الغسق، إلا أنه يُعهد عن فراء التبت بأنه حيوان نهاري النشاط حيث يرعى خلال النهار ويرقد أثناء الليل، بالإضافة لوجود بعض الجمهرات منه التي ترعى أثناء الليل.
يُعهد عن فراء التبت بأنه يقدر على حتى يصل لسرعة تقارب 70 كيلومترا في الساعة، وأنه يقدر حتى يحافظ على سرعة 50 كيلومترا في الساعة عادة، ويحتمل بأن الأخدر يقدر حتى يصل لهذا الحد من السرعة ويحافظ عليها لمسافة معينة.
التناسل
تتناسل الحمر البرية الآسيوية بشكل موسميّ، وتدوم فترة الحمل 11 شهرا وتحصل معظم الولادات بين أبريل وسبتمبر. يعهد بأن ذكور الأخدر تسيطر على حريم خاص بها، بينما تفترض دراسات أخرى بأنها تدافع عن منطقة خاصة بها لتجذب إليها الإناث وغالبا ما تكون هذه المنطقة هي إحدى المناطق التي تمر بها بتران الإناث أثناء تنقلها بين المراعي المتنوعة، ويدافع الذكر المسيطر الأقوى في العادة عن المنطقة التي تحوي أفضل مرعى ليضمن دخول الإناث إليها. يُرجّح بأن الاختلاف في العادات والهجريبة الاجتماعية لهذه الحيوانات تعود للإختلاف في المناخ، أصناف النباتات، ودرجة الصيد في المنطقة التي تقطنها .
يبدأ موسم التزاوج في أواسط يونيو، وتقوم الذكور خلاله بالتقاتل مع بعضها للحصول على حق التزاوج مع الإناث. تستمر دورة الإناث النزوية لفترة قصيرة جدا تتراوح بين ثلاثة و5 أيام، وبعد فترة الحمل التي تستمر قرابة السنة تغادر الأنثى القطيع لتلد جحشها الوحيد الذي سيلازمها لمدة سنتين في مكان آمن، وبعد الولادة تعود الأم مع صغيرها لينضما إلى القطيع حيث تقوم الأم بحماية وليدها من أي خطر .
والأخدر، كجميع الأنواع الأخرى المنتمية لجنس الحصان (باللاتينية: Equus) يولد متفتح العينين ويصبح قادرا على العدوبعد فترة قصيرة من ولادته، وكما باقي أفراد فصيلة الخيليّات يُفترض بأن المهر يرث نفس المرتبة الاجتماعية التي تكون لوالدته، إلا حتى هذا الأمر غير مؤكد بأنه يحصل في بتران الأخدر حتى الآن. ولم يتم التبليغ عن أي دور للذكور في عملية تربية الصغار .
تظهر بعض التقارير حتى أنثى فراء التبت تستمر بإرضاع صغيرها لما بين السنة والسنة والنصف، ويفترض بأن إناث الأخدر ترضع صغيرها لنفس المدة. تستقل الصغار عن والدتها عندما تبلغ السنتين من العمر، وتبلغ الإناث النضج الجنسي في حدود هذا السن أيضا .
التواصل
للأخدر حواس قويّة جدا، ولعلّ أقواها هي حاسة الشم حيث تستطيع هذه الحيوانات في فترة الرياح الموسميّة في صحراء "ليتل ران أوف كاتش" (ولاية غوجارات الهندية) عندما تُحضر العواصف مياه البحر إلى داخل الصحراء وتخلطها مع المياه العذبة، حتى تميّز المياه الصالحة للشرب من تلك المالحة جدا عن طريق شمّها وتذوقها. وكغيرها من الخيليّات، فإن الحمر البرية الآسيوية تتواصل مع بعضها بطريق النهيق، اللمس، وبالرسائل الكيميائية عن طريق التبرّز ، حيث حتى رائحة البراز تدل على جنس الحمار ومرتبته الاجتماعيّة؛ وتلجأ الذكور المسيطرة في العادة إلى هذا السلوك لتحدد منطقتها، كما تقوم بشمّ وتذوق بول الأنثى لفهم مدى جهوزيتها للتزاوج.
الحفاظ على النوع والمخاطر التي تقابله
كانت الأسود تفترس الأخدر في المناطق التي إستوطنها جميع من هذان النوعان، أما بعد إنقراض الأخيرة لم يعد للأخدر من مفترس طبيعي سوى الإنسان بالإضافة للذئاب والكلاب الوحشية التي قد تفترس الصغار . يعدّ القنص بغرض الحصول على لحم وجلد الأخدر الخطر الأكبر الذي يقابله حاليا ، كما يظهر بأن هناك تجارة بأعضاء هذا النوع لأغراض طبيّة، إلا حتى هذا الأمر غير مؤكد ولا يزال يحتاج لمزيد من التحقيقات للتأكد من صحته. ويعتبر إنعزال بعض الجمهرات خطرا بحد ذاته إذ أنه يؤدي إلى توليد الكثير من المشاكل الجينيّة الناجمة عن التناسل الداخلي ، وبالإضافة لذلك فإن الرعي الجائر للمواشي المستأنسة يقلّص من كمية الغذاء الذي تعتمد عليه هذه الحمر كما حتى الرعاة يقومون أحيانا بالتقليل من كمية المياه في الينابيع الصحراوية عن طريق إستغلالها بشكل مكثّف. يؤدي تقطيع الشجيرات والأجام كذلك الأمر إلى التقليل من كمية الغذاء اللازمة لبقاء هذه الحيوانات، كما حتى سنوات الجفاف يمكن حتىقد يكون لها تأثير مدمّر على هذه الحمير .
يتواجد الحمار البري الآسيوي في بعض المناطق المحميّة حيث يحظى بحماية كاملة، وقد تمّ إخراج جميع الحيوانات المستأنسة من تلك المناطق كما تمّ حفر مجاري إصطناعية للمياه لتأمين حاجة الفصيلة في أوقات الجفاف، وبالإضافة إلى ذلك فإن المسؤولون عن هذه المحميّات يقدمون الشعير لهذه الحيوانات خلال فترة نقص الغذاء كما تتم مراقبة أعمال الصيد بشكل وثيق، وتوقّع غرامة عالية على أي إنسان يقدم على القنص بحدود هذه المناطق. تحظى الحمر البرية الآسيوية بحماية قانونية في الكثير من البلدان التي تستوطنها، وهناك الكثير من برامج البحوث المتعلقة بالأخدر والتي تتم مباشرتها حاليّا، بما أنه من الواضح والضروري حتى يتم التعرّف على علاقة الأخدر ببيئته ويتم التوصل إلى تصنيف سليم له كي يصار إلى حمايته بشكل أفضل.
علاقة النوع بالإنسان
الأخدر كطريدة
منذ أقدم الأزمنة كان ينظر إلى الأخدر على أنه طريدة صيد أكثر منه دابة لحمل الأثنطق. وتصور النقوش التي عثر عليها في سوريا ونينوى، عاصمة بلاد الآشوريين القديمة، حملات الصيد التي كان يقوم بها الملك أشور بنيبال قرابة العالم 650 ق.م. وتظهر إحدى اللوحات المنقوشة شخصين من أتباع الملك يصطادان أخدرا بواسطة الوهق، وهوحبل في طرفه أنشوطة يرمى بها الحمار فتشد على رقبته، وبدا في اللوحة قطيع من الحمر البرية الهاربة. أما السكان الفقراء في المنطقة فكانوا أقل فروسية، يصطادون من أجل الأكل ويركزون إهتمامهم على إصطياد الحمر الحديثة الولادة. كما وتظهر من الرسوم الأخرى حتى الأخدر كان يصاد من قبل السلاطين المغول الذين حكموا الهند كالسلطان بابور الذي كان ينظم رحلات صيد إلى الصحراء تُستخدم فيها الفهود والطيور الجارحة .
ويعتقد حتى الحمر البرية الآسيوية كانت تصاد من أجل لحمها منذ حتى إستوطن الإنسان الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، فقد ذكر زينوفون الذي عاش بين عاميّ 434 و355 ق.م. وكان قائدا عسكريا ومؤرخا ومحررا من أثينا أمضى سنوات في الشرق الأوسط، حتى الأخدر كان يقتل من أجل لحمه الذي قيل بأنه كان ألذ من لحم الغزال. وفي العام 1905 ذكر عالم الأثار البريطاني السير أوستن لايارد" إن البدوكانوا يربون صغار الحمر البرية على الحليب في خيامهم وكان لونها باهتا يميل إلى الوردي. ولا يزال بعضهم يأكل لحمها" .
كانت غريزة الحمر البرية تدفعها إلى الهرب إلى السهول المكشوفة عندما يطاردها الخيالة المسلحون القوس والنشاب. ويذكر النويري حتى أكثر وسائل الصيد إنتشارا في القرن الرابع عشر كانت الطيور الجارحة أوكلاب الصيد لمطاردة الحمر البرية، والمسامير المعدنية الكبيرة التي توضع في طريقها لتغرز في حوافرها وتشل حركتها، والسهام والحراب لقتلها. ويشير القزويني إلى حتى الحمر البرية كانت تعيش في بتران مما يسهّل صيدها. فإذا ما كمن صياد في ممر ضيق وهجر عددا منها يمر، فيمكنه حتى يظهر مكشوفا أمام البقية ويطلق نباله عليها، فهي لا ترتد إلى الوراء وتهرب بل تتبع سابقاتها على نحوأعمى .
محاولات الإستئناس
كان الإعتقاد السائد حتى الأخدر لا يمكن تدجينه بما أنه حيوان ذومزاج سيئ مما يجعله غير كفؤ للعمل النهاري اليومي. وقد أثار ذلك بعض الإلتباس حول حيوانات الجر التي كانت تقتنى في بلاد مابين النهرين. ولكن أظهرت دراسة رسوم المقبرة الملكية في أور العائدة لعام 2500 ق.م. حتى السومريين استخدموا الأخدر لجر عربات بأربع عجلات، ويبدوالذيل القصير الذي يكسوه الشعر واضحا في الرسوم . وأثبتت ذلك دراسة للعظام المأخوذة من تل أسمر. كما ويعتقد بأن الفيالق الرومانية في سورية القديمة استخدمت هذه الحيوانات لتقوم بجرّ ألياتهم الحربيّة.
وكان الأخدر يلجم بطريقة مختلفة عن الأحصنة، بواسطة حلقة على الأنف أثناء الراحة وطوق يربط حول الخطم عندما يسرج. وهذا يوحي بأن إستعماله لأغراض الجر كان مبنيّا على تجربة سابقة مع الثيران وليس على محاكاة الأحصنة. وعندما وصل الحصان إلى بلاد مابين النهرين، في أوائل الألف الثاني قبل الميلاد، لم يعد الأخدر مرغوبا فيه، فالحصان أكبر وأقوى وأسهل قيادا، ولجامه يوفر لسائق العربة المزودة بعجلتين سيطرة أفضل كثيرا مما هي الحال مع الأخدر .
الأخدر كحيوان نافع ومضرّ
يُروى حتى بعض القبائل في شبه الجزيرة العربية كانت تطلق حمرها المستأنسة لتتزاوج والحمر البرية، حيث تزخر المنطقة بالقصص حول حيوانات مستأنسة أطلق سراحها وأصبحت وحشيّة، وبحسب زعم البعض فإن ذلك كان يؤدي إلى ولادة حمر قويّة أطول عمراً وأكثر صبراً ومقدرة على تحمّل الأعباء بشكل أكبر من الحمر الأليفة الصافية. وهذا يعني أيضا حتى بعض خصائص الحمار البري السوري من الممكن لا تزال موجودة في بعض الحمر المستأنسة اليوم. ويقول الجاحظ في كتاب الحيوان "وينطق حتى الحمر الوحشية، وبخاصة الأخدريّة، أطول الحمير أعمارا. وإنما هي من نتاج الأخدر، فرس كان لأردشير بن بابك صار وحشيّا فحمى عدّة عانات فضرب فيها، فاتى أولاده منها أعظم من سائر الحمر وأحسن. وخرجت أعمارها عن أعمار الخيل وسائر الحمر -أعني حمر الوحش- فإنّ أعمارها تزيد عن الأهلية مرارا عدّة" .
يسكن بعض الأشخاص في الهند في صحراء "ليتل ران أوف كوتش"، حيث يقومون بضخ مياه الآبار الجوفيّة المالحة وهجرها تتبخر في أحواض من صنعهم، لصناعة الملح. ويراقب هؤلاء السكان تحركات والتغيّر في عادات الحمر البرية الآسيوية، فإذا ما تجمّعت الإناث في بتران ضخمة واستأثرت الذكور بمنطقة خاصة بها فهذا يعني إقتراب الأمطار الموسميّة (التي تتناسل الحمر أثناء فترتها)، وهذا ما جعلهم يسمّون هذه الحمر "براكبة العاصفة" إعتقادا منهم أنها تنبئ بقرب موسم الأمطار. كما ويتبع الرعاة بتران الأخدر عند تنقلها بين المراعي فهما منهم أنها تنتقي دوما أفضل المناطق، فيقودوا بتران الغنم والماعز والجواميس إليها لترعى خلال فترة الأمطار الموسمية، وعلى الرغم من حتى هذا الأمر يفيد الماشية وأصحابها إلا أنه من جهة أخرى يضر بالحمر لأنها تضطر إلى منافسة تلك الحيوانات المستأنسة على الغذاء خلال فترة قصيرة من السنة يجب عليها إستغلالها بسبب حتى الوقت الباقي منها يغلب عليه الجفاف .
وباللقاء فإن الأخدر يعدّ حيوانا طفيليّا بالنسبة لبعض الناس ينبغي التخلّص منه. يشكّل الأخدر معضلة للمزارعين في الهند بسبب غارات البتران الليليّة على محاصيل القطن التي تؤمن لها مصدرا للبروتين، ولا يستطيع المزارعين إطلاق النار عليها أوتسميمها لأنها تعتبر فصيلة محميّة في الهند ، وتشتد هذه المشكلة خصوصا في موسم الجفاف عندما تصبح الحمر أكثر جرأة حيث يمكن حتى تدخل البساتين جميع ليلية. وبالنسبة للرعاة فإن الأخدر قد يعتبر مصدر إزعاج أيضا خلال موسم الجفاف عندما يتنافس مع المواشي على الموارد الشحيحة.
مصادر
- تقرير الاتحاد العالمي لصون الطبيعة حول سبب إعتبار الفصيلة معرضة للإنقراض ( 2006 ).
- نشرة الاتحاد العالمي لصون الطبيعة 1992، خطة عمل للمحافظة على الخيليات البرية: حمر الزرد، الحمر البرية، والأحصنة. المجموعة االمختصة بالخيليات، سويسرا 1992.
- قائمة Feh الحمراء، 2002. الحمار البري الآسيوي في تقرير 2004 للإتحاد العالمي لصون الطبيعة وتقرير موهلمن - يناير 2006 حول الفصائل المهددة.
- تاريخ الأحصنة والحمير في تاريخ الإستخدام البشري: أ. جوليت 1992، صحافة جامعية: جامعة هارفرد، مجتمعات.
- ^ مجلة البيئة والتنمية، العدد 10، يناير - فبراير 1998، صفحة 26.
- ^ AZA Taxon Advisory Group, unknown. "Information for the Upper Level Scientist, Onager (Equus hemionus onager)" (On-line). WILD HORSE RESOURCE. Accessed March 04, 2005 at Equid Topicities, Onager
- ^ Goyal, S.P., Reading, R., Rowen, M., Shah, N. and Feh, C. (2002) Status and Action Plan for the Asiatic Wild Ass (Equus hemionus). In: Moehlman, P.D. Ed. Equids: Zebras, Asses, and Horses: Status Survey and Conservation Action Plan. IUCN/SCC Equid Specialist Group, IUCN (The World Conservation Union), Gland Switzerland and Cambridge. Available at: IUCN, Equids, Onager
- ^ Asiatic wild ass- IUCN/ AAC Equid Specialist Group (March, 2004) IUCN, Equids, Asiatic Wild Ass
- ^ Goyal, S.P., Reading, R., Rowen, M., Shah, N. and Feh, C. (2002) Status and Action Plan for the Asiatic Wild Ass (Equus hemionus). In: Moehlman, P.D. Ed. Equids: Zebras, Asses, and Horses: Status Survey and Conservation Action Plan. IUCN/SCC Equid Specialist Group, IUCN (The World Conservation Union), Gland Switzerland and Cambridge. Available at: IUCN, Equids, Asiatic Wild Ass
- ^ ("Iran Nature and Wildlife Magazine", 2004; "IUCN SSC Equid Specialist Group", 2003; Wilson and Reeder, 1993)
- ^ سلسلة ليديبيرد، حيوانات العالم، اللبونات الآسيوية، تأليف جون لي بمبرتون، ترجمة أحمد عبد الهادي، صفحة 40
- ^ Goyal, S.P., Reading, R., Rowen, M., Shah, N. and Feh, C. (2002) Status and Action Plan for the Asiatic Wild Ass (Equus hemionus). In: Moehlman, P.D. Ed. Equids: Zebras, Asses, and Horses: Status Survey and Conservation Action Plan. IUCN/SCC Equid Specialist Group, IUCN (The World Conservation Union), Gland Switzerland and Cambridge. Available at: IUCN, Equids, Asiatic Wild Ass
- ^ مجلة البيئة والتنمية، العدد 10، يناير - فبراير 1998، صفحة 26 - 27
- ^ مجلة البيئة والتنمية، العدد 10، يناير - فبراير 1998، صفحة 26 - 27
- ^ مجلة البيئة والتنمية، العدد 10، يناير - فبراير 1998، صفحة 28 - 29
- ^ Animal Diversity Web (March, 2004) Online
- ^ Animal Diversity Web (March, 2004) Online
- ^ ("Iran Nature and Wildlife Magazine", 2004)
- ^ Asiatic wild ass- IUCN/ AAC Equid Specialist Group (March, 2004) IUCN, Equids, Asiatic Wild Ass
- ^ Goyal, S.P., Reading, R., Rowen, M., Shah, N. and Feh, C. (2002) Status and Action Plan for the Asiatic Wild Ass (Equus hemionus). In: Moehlman, P.D. Ed. Equids: Zebras, Asses, and Horses: Status Survey and Conservation Action Plan. IUCN/SCC Equid Specialist Group, IUCN (The World Conservation Union), Gland Switzerland and Cambridge. Available at: IUCN, Equids, Asiatic Wild Ass
- ^ "Iran Nature and Wildlife Magazine" (On-line). Species Fauna and Flowers. Accessed November 18, 2004 at Hamshahri, Musiems, Mammals, Onager 2003. "IUCN SSC Equid Specialist Group" (On-line). Accessed October 31, 2004 at IUCN, Equids, Asiatic Wild Ass
- ^ 2004. "Iran Nature and Wildlife Magazine" (On-line). Species Fauna and Flowers. Accessed November 18, 2004 at Hamshahri, Musiems, Mammals, Onager
- ^ Iran Nature and Wildlife Magazine", 2004; "IUCN SSC Equid Specialist Group", 2003
- ^ Goyal, S.P., Reading, R., Rowen, M., Shah, N. and Feh, C. (2002) Status and Action Plan for the Asiatic Wild Ass (Equus hemionus). In: Moehlman, P.D. Ed. Equids: Zebras, Asses, and Horses: Status Survey and Conservation Action Plan. IUCN/SCC Equid Specialist Group, IUCN (The World Conservation Union), Gland Switzerland and Cambridge. Available at: IUCN, Onager
- ^ Goyal, S.P., Reading, R., Rowen, M., Shah, N. and Feh, C. (2002) Status and Action Plan for the Asiatic Wild Ass (Equus hemionus). In: Moehlman, P.D. Ed. Equids: Zebras, Asses, and Horses: Status Survey and Conservation Action Plan. IUCN/SCC Equid Specialist Group, IUCN (The World Conservation Union), Gland Switzerland and Cambridge. Available at: IUCN, Onager
- ^ Iran Nature and Wildlife Magazine", 2004; Nowak, 1999
- ^ Iran Nature and Wildlife Magazine", 2004; Nowak, 1999
- ^ Iran Nature and Wildlife Magazine", 2004; Nowak, 1999
- ^ Iran Nature and Wildlife Magazine", 2004; Nowak, 1999
- ^ Iran Nature and Wildlife Magazine", 2004; "IUCN SSC Equid Specialist Group", 2003; "UNEP-WCMC Species Database: CITES-Listed Species", 2004; Bennett, 1980; Moehlman and Feh, 2004; Wilson and Reeder, 1993)
- ^ Asiatic wild ass- IUCN/ AAC Equid Specialist Group (March, 2004) IUCN, Onager
- ^ Asiatic wild ass- IUCN/ AAC Equid Specialist Group (March, 2004) IUCN, Onager
- ^ Goyal, S.P., Reading, R., Rowen, M., Shah, N. and Feh, C. (2002) Status and Action Plan for the Asiatic Wild Ass (Equus hemionus). In: Moehlman, P.D. Ed. Equids: Zebras, Asses, and Horses: Status Survey and Conservation Action Plan. IUCN/SCC Equid Specialist Group, IUCN (The World Conservation Union), Gland Switzerland and Cambridge. Available at: IUCN, Onager
- ^ مجلة البيئة والتنمية، العدد 10، يناير - فبراير 1998، صفحة 27 - 28
- ^ مجلة البيئة والتنمية، العدد 10، يناير - فبراير 1998، صفحة 27 - 28
- ^ مجلة البيئة والتنمية، العدد 10، يناير - فبراير 1998، صفحة 27 - 28
- ^ مجلة البيئة والتنمية، العدد 10، يناير - فبراير 1998، صفحة 28
- ^ مجلة البيئة والتنمية، العدد 10، يناير - فبراير 1998، صفحة 28
- ^ مجلة البيئة والتنمية، العدد 10، يناير - فبراير 1998، صفحة 26 - 27
- ^ برنامج من ناشونال جيوغرافيك، الحمر البرية: راكبة العاصفة، Wild Asses: Riders of the Storm
- ^ برنامج من ناشونال جيوغرافيك، الحمر البرية: راكبة العاصفة، Wild Asses: Riders of the Storm
وصلات خارجية
{{{text |
- تعريف موسوعة بريتانيكا لحدثة حمار باللغة الإنكليزية ( بالإنكليزية: Ass = آس ).
- آركيف: صور ومعلومات عن الأخدر.
- الأخدر في شبكة تنوع الحيوانات
- الأخدر كأحد الأصناف التي تتم حمايتها في محمية هايبار في إسرائيل.
- الأخدر من ضمن فصائل الحيوانات المهددة والمنقرضة في فلسطين.