الإسلام والرق

عودة للموسوعة

الإسلام والرق

جزء من سلسلة عن
الرق
التاريخ المبكر

تاريخ الرق
القِدم • الأزتك
اليونان القديمة • روما
Medieval Europe • Thrall
خولوپ • Serfdom
Spanish New World colonies

الدين

الكتاب المقدس والرق
اليهودية والرق
المسيحية والرق
الإسلام والرق

حسب البلد أوالمنطقة

Africa • الأطلسي
العربية • Coastwise
Angola • Britain and Ireland
British Virgin Islands • Brazil
كندا • الهند
إيران • اليابان
ليبيا • موريتانيا
رومانيا • السودان
Swedish • الولايات المتحدة

الرق المعاصر

Modern Africa • Debt bondage
الأشغال الشاقة • Sexual slavery
Unfree labour • Wage slavery

المعارضة والمقاومة

خط زمني
Abolitionism
العتق المعوض
معارضوالرق‎
ثورة الزنج • ثورة الزهراء
تمرد العبيد • Slave narrative

موقف الإسلام من الرِّق

اتى الإسلام ـ في القرن السابع الميلادي ـ والرق منتشر في العالم، متفشٍ بين العرب، وكان الرقيق يعهدون بموالي العتق، أوموالي العتاقة وهم الرقيق الذين تفك رقابهم بعتقهم لقاء عمل يعينه لهم من يشتريهم من الرجال. ويجوز للرقيق حتى يختار غير سيّده مولى له بعد عتقه وهناك موالي الممحررة وهوحتى يمحرر الرَّقيق على نفسه بثمنه، فإذا سعى وأداه عتق. وهناك شكل آخر للممحررة هوحتى يمحرر الرّجل رقيقه أوأمته على حال يؤديه إليه عند بداية أي شهر. والأصل عن ولاء الممحررة، أنّ من أعتق رقيقًا كان ولاؤه له، فينسب إليه. والموالي كانوا أقل شأنًا في مجتمعهم من غيرهم. إذ نظر إليهم على أنهم دون العرب الأحرار في المكانة. ولهذا قلما زوج الأحرار بناتهم للموالي أي الرَّقيق. حتى ضرب بهم المثل في القلة والذلة. وعندما اتى الإسلام عمل على إبطال الرِّق بأساليبه التشريعية الهادئة المتدرجة، نظرًا لأن الرق أمر متعارف عليه عند جميع الأمم وقتئذٍ، بل هومتمكن في حياتها الاقتصادية والاجتماعية، حيث كان الرقيق يقومون بالدور الذي تقوم به أدوات الإنتاج وآلات التصنيع المعاصرة. وأراد الإسلام من التدرج في تحريم الرق ترويض الناس على نظام إنساني إسلامي كان غريبًا على تصوراتهم القديمة، فمثلهم مثل من يخرج من الظلام إلى النور، إذ لابد حتى يفرك عينيه قبل حتى يسترد بصره تمامًا.

ومما يشير على هذا حتى الإسلام قام في وقت مبكر جدًا من تاريخه بالدعوة إلى تحرير الرَّقيق، نطق الله تعالي: ﴿ فلا اقتحم العقبة ¦ وما أدراك ما العقبة ¦ فكّ رقبة . ﴾ البلد : 11-13. ومن المعلوم حتى هذه الآيات نزلت في مكة مع بداية دعوة الإسلام، قبل حتى يُصبح له دولة وكيان سياسي. ولما صار للإسلام دولة وكيان، وقام يدافع عن حقه في الوجود والاستمرار كان الأعداء يعمدون في حروبهم معه، إلى أسر بعض المسلمين واسترقاقهم، وليس من المنطق ـ والحال هكذا ـ حتى يحرم الإسلام الرِّق من جانب واحد، فتكون النتيجة حتى يصبح المسلمون مهددين بالاسترقاق من قبل أعدائهم المخالفين لهم في الدين، دون حتى يتمكنوا من تطبيق نظام الرِّق عليهم من باب المعاملة بالمثل.

ولمجموع ما تقدم، أقر الإسلام مبدأ الرِّق على سبيل الجواز ـ لا الاستحباب والوجوب ـ للحاجة إليه، من غير حضّ على تطبيقه ولا استحسان لعمله، واعتبره عجزًا حكميًا مؤقتًا، نتيجة حرب مشروعة اتباعًا لمبدأ المعاملة بالمثل إذا استرق العدوأسرى المسلمين، جاز للمسلمين حتى يسترقوا أسراهم. وطبَّق الإسلام هذا المبدأ وأحاطه بأحكام وتوصيات إنسانية وأخلاقية، يقصد بها في النهاية تسليم المسيرة الخاطئة ـ التي سلكتها الأمم والشعوب في تعاملها مع موضوع الرقيق ـ تسليمًا لم يمارسه واضعوا القوانين السوداء، الذين اتىوا بعد الإسلام بأكثر من ألف عام.


منهج الإسلام في معاملة الرقيق

لم تعمل شريعة ولا نظام ولا قانون ما عمله الإسلام في رد الاعتبار الإنساني والاجتماعي إلى الرقيق، بل لقد انفرد الإسلام قبل عدة قرون ـ من بين جميع النظم السابقة والمعاصرة له ـ في الارتقاء بالتعامل مع الرقيق، والدعوة إلى تحريرهم، ليمارسوا حياتهم الخاصة والعامة بحسب ما يشاءون.

ويمكن تلخيص منهج الإسلام في تعامله مع الرقيق في ثلاثة أمور: الأمر الأول حصر مصادر الرِّق وتضييقها. الأمر الثاني فرض أنماط من العلاقات الإنسانية المهذبة في التعامل مع الرقيق، ومنحهم حقوقًا لم تكن لهم من قبل. الأمر الثالث فتح أبواب تحرير الرقيق على مصاريعها، إما على سبيل الوجوب وإما على سبيل الندب والحفز.


أولا: تضييق مصادر الرِّق. حصر الإسلام مصادر الرِّق في أسر وسبي الأعداء الكافرين الذين يحاربون المسلمين، معاملة لهم بالمثل، إذا رأى الحاكم في ذلك مصلحة. وهوبهذا الحصرقد يكون قد أبطل مشروعية أي مصدر آخر للرِّق مما كان شائعًا وقتئذ،كاستعباد الأشخاص المذنبين، وسرقة الأطفال، وخطف النساء والرجال في النزاعات والحروب المحلية وحوادث بتر الطرق ونحوها.

وقد حرّم الإسلام استرقاق الأحرار بغير طريق الحرب المشروعة، وحذّر من عمل ذلك وعدّه من أشنع وأفظع التصرفات الخاطئة، نطق النبي ³: ( نطق الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل منح بي ـ يعني عهدًا ـ ثم غدر، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ).


ثانيا: حقوق الأرقَّاء في الإسلام. منح الإسلام الأرقاء حقوقًا لم تكن لهم من قبل. حيث نادى إلى تحسين وضع الرقيق والارتفاع بمعاملتهم إلى المستوى الإنساني الكريم، وألزم المسلمين عامة ـ بمن فيهم مالكوالرقيق ـ بأنماط من العلاقات الإنسانية والاجتماعية المهذبة في معاملتهم مع الرقيق.

فقد أعربت تعاليم الإسلام في صراحة متناهية: حتى النَّاس جميعًا خُلقوا من أصل واحد وهم إخوة في الإنسانية، ليس لأحد فضل على الآخر إلا بمقدار ما يرضي الخالق وينفع الناس، نطق الله تعالي: ﴿ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إذا أكرمكم عند الله أتقاكم إذا الله عليم خبير ﴾ الحجرات : 13.

وحينما تنازع أبوذر ـ وكان عربيًا ـ مع بلال ـ وكان حبشيًا أسود ـ احتدّ أبوذر وعيّر بلالاً بأمه، ونطق له: يا ابن السوداء، فغضب النبي ³ لذلك لما بلغه الخبر، واستدعى أبا ذر، ونطق له: (إنك امرؤ فيك جاهلية ـ أي فيك صفات أهل الجاهلية في التمييز العنصري والعرقي ـ وتابع يقول: هم ـ أي العبيد ـ إخوانكم، جعلهم الله تحت أيديكم ـ أي لخدمتكم ـ فمن كان أخوه تحت يده فليُطعمه من طعامه، وليُلبسه من لباسه) (متفق عليه). فتأثر أبوذر بكلام النبي ³ وقصد بلالاً يعتذر إليه، وألقى بجسمه على الأرض، ووضع خدّه ـ ردّ اعتبار له ـ لكن بلالاً أبى هذا، وأخذ بيد أخيه أبي ذر وتصافحا وتعانقا وتسامحا.

وقد حض الإسلام المالكين والأحرار على دعوة الرَّقيق إلى مجالستهم والأكل معهم، نطق النبي ³ : ( إذا أتى أحدكم خادمُه ـ أي رقيقه ـ بطعامه قد كفاه علاجه ودخانه فليجلسه معه، فإن لم يُجلسه معه، فليناوله أكلة أوأكلتين ) (متفق عليه) . وإلى هذا المعنى ونحوه أرشد النبي ³ أبا ذر ونطق له ـ في الحديث السابق: فليطعمه من طعامه، وليلبسه من لباسه ).

كما حرص الإسلام على انتزاع فكرة الاستعلاء والتجبّر نهائيًا من نفوس ومشاعر المالكين، ولوكانت غير مقصودة، فنهاهم عن مناداة ومحاورة الرَّقيق ببعض الألقاب والألفاظ، وأمرهم بضبط ألفاظهم ومراقبتها ومناداة الأرقّاء بألقاب مهذّبة ترشح بمعاني الإنسانية والرحمة وحسن الصلة، نطق النبي ³ :( لا يقولنّ أحدُكم عبدي ولا أمتي، ولكن ليقل: فتاي وفتاتي) . بل إنه صلى ليه وسلّم زاد على هذا فنطق: ( ألينوا القول لهم ).

وتتوالى تعاليم الإسلام وأحكامه التي تمنع تعذيب الرقيق والإساءة إليهم والقسوة عليهم وضربهم ظلمًا. وعن أبي مسعود البدري نطق: كنت أضرب غلامًا لي بالسوط، فسمعت صوتا من خلفي: (افهم أبا مسعود)، فلم أفهم الصوت من الغضب، فلما دنا مني إذا هورسول الله ³، فإذا هويقول: ( افهم أبا مسعود حتى الله عزّ وجل أقدر عليك منك على هذا الغلام ). فقلت: ¸لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا·.

هذا، وقد حثّ الإسلام على العفوعن الرقيق حين إساءتهم، والتجاوز عن ذنوبهم، وأخطائهم، وأرشد المالكين الذين يضنّون ببذل الخير ويبخلون بعتق رقيقهم، إلى بيع رقيقهم الذين لا يوائمونهم، استبعادًا لظلمهم إياهم وتجنيهم عليهم.

أما المسؤولية الجنائية الملقاة على الرقيق فقد تسامح بها الإسلام بعكس الذي تقدم في معاملة الرقيق عند غير المسلمين ـ حيث شرع معاقبة الأرقّاء الذكور والإناث بنصف العقوبة المقررة على الأحرار، نطق الله تعالى: ﴿ فإن أتين بفاحشة عمليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ﴾ النساء : 25.

كما نادى الإسلام المالكين إلى تعليم الرقيق وتأديبهم والسعي في تزويجهم والارتقاء بمستواهم الثقافي والاجتماعي، بل جاز للأحرار وللمالكين بالزواج من إمائهم، نطق الله تعالى: ﴿ ومن لم يستطع منكم طولاً حتى ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أفهم بإيمانكم بعضكم من بعض ﴾ النساء : 25. كما حث الإسلام على تزويج الرقيق، نطق تعالى: ﴿ وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ﴾ النور : 32. وحث أيضًا على تحرير الإماء والزواج بهنّ، نطق النبي ³: ( ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد ³، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت له أمة فأدّبها فأحسن تأديبها وعلّمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، فله أجران ) (متفق عليه).

سار المسلمون في ضوء هذه التوجيهات النبوية، عملّموا أرقاءهم وأدّبوهم، ومكنوهم من مسببات الثقافة والفهم، وتبوأ كثير منهم مكانة عالية، بل بلغ كثير منهم أعلى المراتب الفهمية والاجتماعية، وغدوا مشاعل نور وهداية وتوجيه للناس، مثل بلال بن رباح مؤذن الإسلام الأول، وسلمان الفارسي الذي روى مسلم في سليمه ـ بشأنه ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه نطق: كنا جلوسًا عند النبي ³ إذ نزلت عليه سورة الجمعة فلما قرأ: ﴿ وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ﴾ . نطق رجل: من هؤلاء يا رسول الله! فلم يراجعه النبي ³ حتى سأله مرة أومرتين أوثلاثًا، نطق: وفينا سلمان الفارسي نطق: فوضع النبي ³ يده على سلمان ثم نطق: (لوكان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء) . ونافع ـ مولى عبدالله بن عمر بن الخطاب ـ أحد فقهاء الإسلام وفهمائه، وطارق بن زياد فاتح الأندلس، ومكحول الهُذلي المتوفى سنة 112هـ الذي نطق: ¸كنت عبدًا لسعيد بن العاص، فوهبني لامرأة من هذيل بمصر، فلم أدع بمصر فهمًا إلاحويته فيما أرى، ثم أعتقت فأتيت العراق، فلم أدع بها فهمًا إلا حويته، ثم أتيت المدينة فكذلك، ثم أتيت الشام فغربلتها، وما سمعت شيئا إلا استودعته في صدري..·، حتى صار مكحول هذا إمام أهل الشام وعالمهم المقدّم.

ولعل من أروع ما وصل إليه حال الرقيق في الإسلام ما ذُكر من حتى الخليفة عمر بن الخطاب كان يتبادل ركوب الناقة بالتساوي بينه وبين عبده، أثناء سفره من المدينة إلى بيت المقدس، ليعقد مع صاحبها معاهدة الصلح، فلما وصل كان العبد هوالراكب، وأمير المؤمنين هوالماشي، فخشي أبوعبيدة ـ قائد الجيش في الشام ـ حتى يحتقر المستقبلون أمير المؤمنين عمر، فكشف له عما في نفسه، مما يأنف منه أهل هذه البلاد، ورغب إليه حتى يُنزل العبد ليجر الناقة وهوراكب عليها، فأبى الخليفة هذا ونطق: ليت غيرك نطقها يا أبا عبيدة! نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله. وعمر بن الخطاب هوالذي نطق لعامله على مصر، عمروبن العاص ¸متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا·.

وتجدر المقارنة والموازنة بين الحقوق والأساليب الإنسانية التي شرعها الإسلام في قضية الرقيق، وبين ما كان مقررًا ومعمولاً به في المجتمعات القديمة، بل الحديثة في عصور النهضة، حيث كان الرقيق يعيشون حالة مزرية منحطة، حتى إذا فرنسا كانت تمنع الملونين ـ فضلاً عن الرَّقيق ـ من القدوم إلى أراضيها لطلب الفهم والثقافة والفهم، ومثل ذلك في التمييز العنصري الذي عجزت بعض دول العالم اليوم عن تخطّي حواجزه بين أفراد شعبها الذين يعيشون معًا. نطق غوستاف لوبون في كتابه: تمدّن العرب: ¸إن لفظة الرق إذا ذكرت أمام الأوروبي ... وَرَدَ على خاطره استعمال أولئك المساكين المثقلين بالسلاسل، المكبلين بالأغلال، المسوقين بضرب السياط، الذين لا يكاد غذاؤهم يكفي لسد رمقهم، وليس لهم من المساكن إلا حبس مظلم... أما الحق اليقين فهو: حتى الرق عند المسلمين يخالف ما كان عليه النصارى تمام المخالفة·.


ثالثًا: تحرير الرقيق هدف إسلامي. حرص الإسلام على فتح أبواب تحرير الرقيق على مصاريعها، بكيفية تشريعية هادئة ومتدرجة: إما على سبيل الفرض والوجوب الذي لا خيار للمكلف في تطبيقه، وإما على سبيل الحضّ والندب، والوعد الصادق من الخالق لمن يعتق عبدًا، بعظيم المنزلة وكريم التعويض في الدنيا والآخرة.

وقد حوّل الإسلام بعض أنواع العتق الذي كان اختياريًا إلى فرض لازم، يجب الوفاء به، مادام صاحبه قد باشر أسبابه.

ومن النوع الأول الذي هوتحرير الرقيق على سبيل الوجوب: ما تعلّق بسبب صادر عن المكلف نفسه، كالحنث في اليمين والقتل الخطأ وظهار الزوجة ـ أي تشبيه الزوج لها بأمه في الحرمة ـ نطق تعالى: ﴿ ومن اغتال مؤمنًا خطأ فتحرير رقبه مؤمنة ﴾ النساء : 92. واتى نحوهذا في اليمين والظهار.

ومن هذا النوع أيضًا: نذر الإنسان حتى يعتق عبدًا تقربًا إلى الله تعالى، إذ يجب عليه الوفاء بالنذر التزامًا بما صدر منه مع حتى أصل النذر مباح واختياري.

ومن ذلك أيضًا: الممحررة، وهي: قبول السيد من رقيقه تحرير نفسه لقاء مبلغ من المال يدفعه إليه على أقساط فيجـب على المـالك الالتزام بـها وعتـق رقيقـه بموجبـها، مع أنهـا في الأصـل مباحة واختيـــارية، قــال الله تعــالى: ﴿ فمحرروهم إذا فهمتم فيهم خيرًا ﴾ النور : 33.

ومن ذلك أيضًا: التدبير، وهو: وعد السيد رقيقه بأن يُمنح الحرية بعد وفاته، فإذا توفي السيد صار الرَّقيق حرًا على سبيل الوجوب الشرعي الذي ليس له ردّ، مع حتى الأصل في التدبير الإباحة والاختيار.

ومنه أيضًا: ما كان سببه احتراما لحكم الشرع المراعي للفطرة البشرية السوية، من مثل ما يعهد بالاستيلاد، وهو: ولادة الأَمة ولدًا من سيدها، حيث تصبح حرة بعد موت سيدها، ومن مثل: ما يعهد بملك المحارم، وهو: تحرر الرقيق بمجرد حتى يملكه محرمه، كمن ملك خالته أوعمته، فإنهما تُصبحان حرتين بمجرد تملكه لهما.

ومن هذا النوع الأول أيضًا: العتق بإساءة المعاملة، حيث يحق للمحاكم إجبار السيد على تحرير رقيقه إذا جوّعه أوعذّبه أوأضرّ به.

أما النوع الثاني الذي تبناه الإسلام للتخلّص من الرق، فهو: دعوته المسلمين إلى التقرب إلى الله تعالى بعتق الرقيق استحبابًا وإنسانية ورفقًا بهم، وتمكينًا لهم من التصرف بأنفسهم كما يشاؤون ليعيشوا أحرارًا كبقية الناس، نطق النبي ³: ( أيّما رجل أعتق امرأً مسلمًا، استنقذ الله بكل عضومنه، عضوًا منه من النار ). و( أيما امرئ مسلم، أعتق امرأتين مسلمتين، كانتا فِكاكه من النار ). نطق سعيد بن مرجانة: فسمع بهذا الحديث علي بن الحسين، وكان له عبد أُعطي فيه ـ أي دفع له فيه ـ ألف دينار ـ وكانت الدنانير من مضى ـ فأعتقه ولم يبعه.

كما نادى الإسلام إلى بذل أموال الزكاة في عتق الرقيق وتحريرهم ومنحهم حق الحياة الكريمة، نطق الله تعالى: ﴿ إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب ﴾ التوبة :60.

وفي مواقف أخرى نادى النبي ³ إلى تحرير الرَّقيق اعتذارًا لهم عما يقع عليهم من سوء معاملة، نطق النبي ³:( من لطم مملوكًا له أوضربه، فكفارته حتى يُعتقه ).

هذا منهج الإسلام وهذه تعاليمه في احترام حياة الرقيق ومنحهم حقوق الإنسان والسعي في تحريرهم، وقد اهتم الرسول محمد ³ بحال الأرقّاء وهوفي غمرات الموت، فقد كان آخر كلامه وهويودّْع الدنيا في سقمه الذي توفي فيه: ( الصلاة، وما ملكت أيمانكم ). فمازال يقولها حتى ما يفيض لسانه، أي توقف لسانه عن الحركة. انظر: حقوق الإنسان في الإسلام.

تاريخ النشر: 2020-06-04 06:33:47
التصنيفات: حقوق الإنسان, رق

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

وزير الأوقاف يوصي الأئمة قبل شهر رمضان .. خدمة بيوت الله شرف

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:20:01
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 62%

اتفاقية تعاون في مجال الدفاع بين المغرب والبرازيل

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:19:40
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

شاهد| «الذهب جبس والتابوت فايبر».. وزيري يكشف «نصباية» الكنز المزيف

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:20:05
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 61%

بايرن ميونخ يسقط باريس سان جيرمان في عقر داره (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:17:19
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 87%

«جزارة الخير» .. لحمة وكباب وكفته لحبايب السيدة زينب 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:20:09
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 64%

اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الناجين من زلزال تركيا وسوريا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:17:46
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 97%

بايرن يهزم باريس على ملعبه بهدف كومان

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:19:04
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 86%

أميركا تعرض أدلة على تورط إيران في حرب أوكرانيا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:18:34
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 85%

بلا إجابات.. لقطة ختام

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:19:02
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 90%

تقرير أميركي: روسيا تحتجز أكثر من 6000 طفلا أوكرانيا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:17:47
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 88%

طقس الأربعاء.. أجواء ممطرة مع تساقطات ثلجية في مناطق من المملكة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:20:22
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 81%

أميركا.. الغموض مازال يلف الأجسام الطائرة المجهولة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:18:33
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 91%

ننشر تفاصيل ندوة وزيرة الهجرة بالهيئة الوطنية للصحافة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:20:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 65%

ميلان يهزم توتنهام في ذهاب ثمن النهائي

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:19:07
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 88%

إبراهيم دياز يقود ميلان للفوز في دوري الأبطال (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:17:18
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 86%

وفد برلماني من لجنه السياحة في زيارة لشرم الشيخ

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:20:11
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

استطلاع.. ترمب يتصدر قائمة مرشحي الجمهوريين

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:18:32
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 100%

تحميل تطبيق المنصة العربية