مادة مظللة
تستخدم المادة المظللة في فهم الأشعة في التصوير الطبي لإظهار أوتوضيح طبقة أوسائل في الجسم عن طريق حقنها أوتناولها من قبل المريض. ومبدأ عمل المادة المظللةقد يكون في كون المادة تمتص الأشعة أوالأمواج المستخدمة في التصوير الطبي بشكل أكبر من الأنسجة المحيطة بها، وبالتالي يظهر الفراغ أوالوعاء الذي يحوي المادة المظللة بشكل أوضح.
أنواع المواد المظللة من ناحية المبدأ
تقسم المواد المظللة إلى قسمين رئيسيين: امتصاصية ومنفذة. والفرق حتى النوع الأول يمتص الأشعة أوالأمواج المستخدمة في التشخيص أكثر من النسيج الحي المحيط، وتظهر المادة المظللة أغمق من المحيط، بينما المنفذة امتصاصها للأمواج أقل من النسيج، وتظهر بشكل أفتح من النسيج المحيط. لاحظ الصورة
الحاجة للمواد المظللة
تستخدم المواد المظللة في التشخيص الطبي، لتشخيص تغيرات تحصل في أعضاء معينة في الجسم كالأوعية الدموية مثلاً التي هي في حالتها الطبيعية ممتلئة بالدم، الذي له كثافة إشعاعية مماثلة لكثافة النسيج المحيط (عضلات أوأنسجة رابطة) وبالتالي لا يمكن رؤية الأوعية الدموية على صورة الأشعة. فيتم حقن المادة الملونة في هذه الأوعية الدموية، مما يحمل الكثافة الشعاعية للمحتوى الوعاء الدموي ـ هنا على سبيل المثال ـ ويجعل محتوى هذا الوعاء ومساره واضحاً. كما هومبين في الصورة التي تظهر القسطرة. وهذا المبدأ يمكن استخدامة في إظهار محتويات كثير من "الأوعية" في جسم الإنسان، مثل الجهاز الهضمي أوالمثانة والمجاري البولية ... الخ.
أمثلة على المواد المظللة
مركبات اليود
يدخل اليود في هجريب عدد من المواد المظللة، وذلك كون اليود كثيف إشعاعياً، يعتبر من المواد الممتصة للأشعة، ويشيع استخدام اليود لقلة الآثار الجانبية الناجمة عن مركبات اليود وبخاصة غير المتأينة إذا ما قورنت مثلاً بالزئبق السام جداً على سبيل المثال. وهي مركبات يودية قابلة الذوبان في الماء، وبالتالي يمكن حقنها في الأوعية الدموية لكونها قابلة للذوبان في الدم مثلاً، كما يمكن استخدامها في إظهار المجاري البولية على سبيل المثال أيضاً. يتخلص الجسم من المواد المظللة كما يتخلص من الأدوية بعملية الإطراح الكلوي.
بسبب عملية الإطراح الكلوي، فإن هذه المواد المظللة تشكل عبئاً على الكلى وهنا يكمن خطر الفشل الكلوي. انظر الآثار الجانبية للمواد المظللة. وهناك عدد من المظللات اليودية والتي تختلف فيما بينها بآثارها الجانبية.
مركبات غير يودية
مركبات الباريوم (أيضاً من المواد المظللة الممتصة) ومثالها: سلفات الباريوم، والتي يتم حلها بالماء، ثم شربها، هذه المركبات لا تتحلل ولا يتم امتصاصها من قبل الأمعاء، مما يجعلها ملائمة لإظهار مجاري الجهاز الهضمي ومثالها ظاهر في الصورة. المواد المظللة من نوعية الباريوم تنشط حركة الأمعاء، هذه الخاصية تفسِّر استخدام هذه المواد أيضا كعلاج أومحاولة علاج الإنسداد المعوي، وهناك فائدة أخرى، وهي إمكان مراقبة نتائج هذه المحاولة العلاجية باستخدام الأشعة.
أمثلة على المظللات المنفذة
- الهواء من استخدامات الهواء صور الأمعاء المكررة، حيث يحقن الهواء في الأمعاء لتوضيح مجرى الأمعاء، ويمكن استخدامه مع المظلل اليودي لإظهار تفاصيل أكثر.
- ثاني أكسيد الكربون ويمكن استخدامه في اظهار الشرايين إذ أنه بعكس الهواء يمكن حتى يحقن في الشرايين، لكون ثاني اكسيد الكربون سريع الذوبان في الدم والسوائل الحيوية، وبالتالي لا يشكل خطراً على الدورة الدموية، ولا يتسبب بالإنغلاق.
- الأكسجين
ومن أبسط الأمثلة على هذه المظللات صورة الأشعة للرئتين، هنا يُطلب من المريض بأخذ نَفَس عميق، والبقاء بوضعية الشهيق، مما يملأ الرئتين بالهواء، ويجعل المجاري التنفسية أكثر وضوحاً في الصورة.
المواد المظللة في استخدامات الموجات فوق الصوتية
في أجهزة السونار (الأمواج فوق الصوتية) هناك مواد تظليلية يتم تطويرها، أبسط المواد التظليلية في السونار هي حقنة سائل مع فقيعات هواء(يتم خض ابرة فيها ماءوملح حتى يختلط الهواء بالماء، وبالتالي تتشكل فقيعات هوائية)، تظهر حين حقنها في الوريد وهذه الفقيعات تصل إلى الرئة وتقوم الرئة بالتخلص منها. هذا مثال على إطراح رئوي. وهناك مواد أخرى أحدث تكون فقاعات الغاز فيها أوضح. كما حتى هناك تطوير لمواد تظليلية من الجيل الثاني، والتي يمكن حقنها بالوريد وتتجاوز الرئتين، وتلك تستخدم في إظهار تغيرات في الكبد.
المواد المظللة في استخدامات موجات الرنين المغناطيسي
أكثر العناصر استخداماً كمواد مظللة في الرنين المغناطيسي عنصر غادولينيوم ومركباته، إلا حتى الماء بحد ذاته يعتبر مظللاً رائعاً في الأمواج المغناطيسية، ويمكن عن طريق معالجة الصور إنجاز تخطيط للأوعية الدموية بناءاً على ملاحقة الماء وهوالمكون الطبيعي للدم، وذلك دون استخدام مادة تظليلية من الخارج!
المضاعفات الجانبية للمواد المظللة
معظم الآثار الجانبية المذكورة هي حصيلة الخبرة الطبية في استخدام المواد المظللة المحتوية على اليود، بينما يمكن تسقط حتى المواد المظللة "الجديدة" يمكن حتىقد يكون لها آثار جانبية مماثلة، أوتظهر لها مع الزمن آثار جانبية أُخرى.
الصدمة التحسسية
هي أشدّ أنواع التحسس من المواد المظللة، وتتمثل بحصور صدمة (هبوط حاد في ضغط الدم، ضيق تنفسي حاد يصل إلى الأزمة الصدرية، توقف مفاجئ للقلب أوللتنفس. وبرغم حتى هذه المضاعفات نادرة الحدوث، إلا أنها تشكل تحدياً خطيراً وتطلب العلاج السريع باستخدام الأدرينالين والكورتيزون بالإضافة إلى ضرورة تواجد القدرة على الإنعاش المتقدم في المصحة أوالعيادة التي تقوم باستخدام المظللات.
أعراض تحسسية أخرى
في الغالبقد يكون ظهور الأعراض التحسيية ليس بشدة الصدمة التحسسية آنفة الذكر، ولكن إما على شكل:
- رشح تحسسي، وظهور احمرار على الجلد، يسبب الحكة الشديدة، ويمكن علاجه بمواد مضاد الهيستامين.
أو
- أزمة تنفسية تحسسية (ربو) وتعالج بحقن الكورتيزون لإيقاف احتقان المجاري التنفسية، وإزالة ضيق النفس الذي ينجم عن الحساسية.
مضاعفات ناجمة عن اليود
في حالات أمراض الغدة الدرقية فإن إعطاء كمية من اليود قد يؤدي إلى "صدمة درقية" ناجمة عن إنتاج حاد ومفرط في هرمونات الغدة الدرقية. تتمثل الأعراض بتسارع في دقات القلب، شعور بالإنهاك المباشر، قد ترتفع درجة حرارة المريض، وقد ينجم عنه اضطراب في دقات القلب. تعالج الصدمة بإعطاء أدوية تمنع دخول اليود إلى الغدة الدرقية مثل مادة (بيركلورات الصوديوم)، وبمعالجة اضطراب دقات القلب مثل إعطاء حاصرات المستقبل بيتا
القصور الكلوي
المواد المظللة التي يتم طرحها عن طريق الكلى تعتبر عبئاً على الكلى وتزيد من القصور الكلوي بخاصة إذا كان المريض يعاني أصلاً من القصور الكلوي، أما في السقمى الذين لا يعانون أي قصر في الوظائف الكلوية، فإن الكلى قادرة على التخلص من الكميات المستخدمة في الفحوصات الطبية، إذا لم يتم الإفراط في كمية المواد المظللة. ويمكن تفادي أوالتقليل من هذه الآثار الجانبية للمواد المظللة بتخفيف الهجريز للمادة المظللة عن طريق استهلك كميات أكبر من الماء وذلك لتخفيف العبء عن الكلى، وحماية الكلى.
ويعتبر القصور الكلوي من أبرز التحديات التي تقابل استخدام المواد المظللة في الطب، إذ حتى آثار هذه المضاعفات قد يحدث لمدة طويلة (الفشل الكلوي)، ولها أثر كبير على حياة المريض على المدى المتوسط.
بوابة طب تصـفح مقـالات المـعـرفـة المهـتـمة بالطب. |