محراب
المحراب هونتوء في منتصف جدار المسجد اللقاء للقبلة يشير على اتجاهها. قد يكون المحراب عادة على شكل طاقة نصف دائرية أومضلعة مجوفة تسع حتى يقف فيها رجل.
المحراب في اللغة
نطق ابن الأثير: المحراب هوالموضع العالي المشّرف. ونطق ابن منظور في لسان العرب مادة حرب: والمِحْرابُ: صَدْرُ البَيْتِ، وأَكْرَمُ مَوْضِعٍ فيه، والجمع المَحارِيبُ. ونطق أَبوحنيفة: المِحْرابُ أَكْرَمُ مَجالِس المُلوكِ. ونطق أَبوعبيدة: المِحْرابُ سَيِّدُ الـمَجالِس، ومُقَدَّمُها وأَشْرَفُها، نطق: وكذلك هومن المساجد.
ونطق كروزويل عندما تحدث عن أصل حدثة محراب: (وردت هذه الحدثة في أشعار العرب قديماً، غير أنها لم يكن لها معنى ديني في تلك الأيام)، بل كانت تدل على أشياء دنيوية. ويرى نولدكه أنها كانت تعني بناء الملك أوالأمير. والمستشرق النمساوي رودوكوناكيس عندما حقق أصل حدثة المحراب نطق إذا المحراب هوالجزء أوالمكان الذيقد يكون في قصر الملك ويخصص لوضع العرش فيه كما في قصر عميرة مثلاً.
الحكمة من المحراب
يستفاد من المحراب ما يأتي:
- يفيد في تعيين اتجاه القبلة.
- يفيد في تحديد مكان الإمام عند الصلاة.
- يفيد في توسيع طاقة المسجد بما يقرب من صف من المصلين في الصلاة الجامعة، ليتسع للإمام في ركوعه وسجوده أثناء الصلاة، بحيث لا يشغل مساحة كبيرة يستهلكها هذا الإمام من أصل مساحة المسجد دون أي طائل أوفائدة.
- يساعد على تجميع صوت الإمام وتكبيره، وإيصاله للمصلين الذين يوليهم ظهره أثناء الصلاة، لا سيما قبل اختراع مكبرات الصوت.
- والمحراب من المصالح المرسلة التي تبدولمن لا بصيرة له، كأنها بدع يجب تجنبها وعدم إقرارها، وهوتعبير عن علامة دالة على القبلة؛ إذ لولاها لكان العوام ومن لا فهم لهم إذا ولج المسجد في وقت لا يوجد غيره يحتار في القبلة، وقد يصلي إلى غيرها، وقد يصبح جميع من يدخل المسجد يسأل عن قبلته، لذا اتخذ السلف هذا الطاق في قبلة المسجد للدلالة على القبلة، وليس هومن العبادات في شيء حتى ينطق فيه " بدعة منكرة "
أول محراب في الإسلام
أول محراب في الإسلام كان ببيت النبي محمد في مصلاه الخاص, أما في المساجد فيذكر الشيخ طه الولي في كتابه "المساجد في الإسلام" حتى أول من وضع المحراب في المسجد هوالخليفة الراشد عثمان بن عفان، من أجل تعيين اتجاه القبلة وتحديد مكان وقوف الإمام في صلاة الجماعة وذلك في المسجد النبوي في المدينة المنورة.
ولربما كان محراب عثمان مجرد علامة في الجدار، فقد إتفق المؤرخون على حتى أول من أدخل المحراب المجوف في المسجد هوعمر بن عبد العزيز وذلك أثناء ولايته على المدينة المنورة في أيام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك. فإن السمهودي في كتابه "وفاء الوفا بأخبار المصطفى" يقول (لما صار عمر بن عبد العزيز إلى جدار القبلة نادى مشيخة من أهل المدينة من قريش والأنصار والعرب والموالي فنطق لهم: تعالوا احضروا بنيان قبلتكم لا تقولوا غَيَّر عمرُ قبلتنا . فجعل لا ينزع حجراً إلا وضع مكانه حجراً).
على حتى المحرر المصري الدكتور أحمد فكري، من رأيه حتى أول محراب أنشئ في الإسلام، هومحراب سيدي عقبة بن نافع في مدينة القيروان، ويقول المحرر المذكور: "وقد أجمع المؤرخون أنه في سنة خمسين للهجرة 50،خط عقبة بن نافع (فاتح المغرب) مسجد القيروان، وأبان مكان القبلة منه، وأقام محرابه فيه. وأن هذا المحراب ظل طوال السنين موضع إجلال القوم وتقديسهم فلم يمسه أحد منهم بسوء، حتى أنه لما أرتد زيادةُ الله ( ابنِ الأغلب ) هدمه وألحَّ في ذلك، لم يُجِبْهُ أحد إليه وحِيلَ بينه وبين هدمه لما كان قد وضعه عقبةُ بنُ نافع ومن معه.
تصميم المحاريب
مصادر
- ^ اتى في فتح الباري ج:ستة ص: 458 نقلا عن أبي عبيدة المَحَارِب جمع محراب وهومقدم جميع بيت وهوأيضا المسجد والمصلى، ونقل عن مجاهد أنه: بنيان ما دون القصور
- ^ المقتطف، فبراير1935م، صفحة:170، الفن الإسلامي لمحمد زكي صفحة:52، 53. انظر:المساجد في الإسلام لطه الولي، صفحة:213.
- ^ المساجد في الإسلام لطه الولي، صفحة: 231
- ^ تاريخ المساجد الأثرية. حسن عبد الوهاب. موسوعة العمارة والآثار والفنون الإسلامية.د/حسن الباشا.
- ^ من كلام الشيخ أبي بكر الجزائري. انظر: http://salafit.topcities.com
- ^ الواقدي، "في فتوح الشام".
- ^ السمهودي، "وفاء الوفا بأخبار المصطفى".
- ^ فرج حسن البوسيفي، "حكم الصلاة في المحراب بين الجواز والارتياب".
