الوقف الاسلامي
تعريف الوقف
الوقف(لغة): يعني الحبس أوالمنع .
الوقف (اصطلاحاً): حبس العين عن تمليكها لأحد من العباد والتصدق بالمنفعة على مصرف مباح .
ويضم الوقف (الأصول الثابتة) كالعقارات والمزارع وغيرها، ويضم (الأصول المنقولة) كالنقود والأسهم وغيرها.
ويختلف الوقف عن الصدقة في حتى الصدقة ينتهي عطاؤها بانفاقها، أما الوقف فيستمر العين المحبوس في الانفاق في أوجه الخير حتى بعد الوفاة .
مشروعيته
- قوله تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ، ولما سمعها أبوطلحة رضي الله عنه بادر إلى وقف أحب أمواله إليه وهوبستان كبير كثير النخل اسمه (بيرحاء).
- ما روي عن عمروبن الحارث بن المطلق أنه نطق : " ما هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ بغلته البيضاء وسلاحه ، وأرضاً هجرها صدقة " . رواه البخاري .
- قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إذا توفي ابن آدم انبتر عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أوفهم ينتفع به، أوولد صالح يدعوله"، والصدقة الجارية محمولة على الوقف عند الفهماء.
- وقف النبي صلى الله عليه وسلم لسبع حوائط( بساتين ) بالمدينة كانت لرجل يهودي.
- ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما : " أصاب عمر بخيبر أرضاً فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فنطق : أصبت أرضاً لم أصب مالاً قط أنفس منه فكيف تأمرني به ، نطق : إذا شئت حبست أصلها وتصدقت بها ، فتصدق عمر أنه لا يباع أصلها ولا يوهب ولا يورث ، في الفقراء والقربى والرقاب وفي سبيل الله والضيف وابن السبيل لا جناح على من وليها حتى يأكل منها بالمعروف أويطعم صديقا غير متمول فيه ".
أنواعه
ينقسم الوقف إلى نوعين ويشتق الثالث منهما وهم كالتالي :
1- الوقف الأهلي (الذري):ما جعلت فيه المنفعة لأفراد معينين أولذريتهم سواء من الأقرباء أومن الذرية أوغيرهم.
2- الوقف الخيري: ما جعلت فيه المنفعة لجهة بر أوأكثر وكل ماقد يكون الإنفاق عليه قربة لله تعالى.
3- الوقف المشهجر: ما يجمع بين الوقف الأهلي والخيري.
أهدافه
تتعدد أهداف الوقف وهي كالتالي :
1- امتثال أوامر الله عز وجل بالبذل والإنفاق.
2- تحقيق مبدأ التكافل بين أفراد الأمة والتوازن الاجتماعي حتى تسود المحبة والأخوة ويعم الاستقرار.
3- ضمان بقاء المال ودوام المنفعة به واستمرار العائد من الأوقاف المحبوسة.
4- تحقيق أهداف تنمية المجتمع في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية وغيرها.
5- صلة الرحم وضمان مستقبل ذوي القربى وذوي الحاجة ألاقد يكونوا عالة يتكففون الناس.
شروطه
للوقف شروط معتبرة لصحته وهي كما فصلها الرحيباني الحنبلي :
1- كون الوقف من مالك جائز التصرف وهوالمكلف الرشيد؛ فلا يصح من صغير أوسفيه أومجنون .
2- كون الموقوف عينا؛ فلا يصح وقف ما في الذمة
3- كون الوقف على بر وهواسم جامع للخير.
4- كون الواقف على معين من جهة كمسجد كذا، أوشخص ما، غير نفسه .
5- من شروط الوقف كذلك حتى يقف ناجزاً غير معلق ولا موقت ولا مشروط بنحوخيار.
6- حتى لا يشترط الواقف في الوقف أي شرط ينافيه من الشروط الفاسدة كشرط نحوبيعه أوهبته متى شاء، أوشرط خيار فيه .
مجالات الوقف
للوقف مجالت كثيرة ومتعددة منها :
- الوقف بإنشاء المساجد ورعايتها والقيام بشؤونها وتزويدها بالمصاحف.
- الوقف على الجهاد في سبيل الله.
- الوقف على توزيع الكسوة للفقراء والأرامل والمحتاجين.
- الوقف على المخطات العامة كإنشائها وإيقاف الخط الشرعية بها.
- إنشاء المدارس الفهمية التي تكفل مجانية التعليم لأبناء المسلمين.
- حفر الآبار وإجراء الماء.
- الأوقاف على النادىة والوعاظ.
- الوقف على نشر دعوة التوحيد وتبليغ الإسلام؛ وذلك بطبع الخط والأشرطة وتوزيعها.
- إقامة مراكز للمهتدين الجدد.
- بناء مراكز الأيتام ورعايتهم والعناية بهم.
- الوقف على تطوير البحوث المفيدة والنافعة.
- الوقف على جماعات تحفيظ القرآن الكريم التي نفع الله بها أبناء المسلمين.
- الوقف على مدارس تحفيظ القرآن النسائية.
- الأوقاف على الدعوة على شبكة المعلومات (الإنترنت).
تطور الوقف على مر العصور الإسلامية
الوقف في عصر الصحابة
كانت أوائل الوقفيات في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم وكانت تضم المساجد والمزارع وغيرها.
الوقف في العصر الأموي
كثرت الأوقاف نظراً لاتساع الفتوحات الإسلامية التي بلغت مشارف الصين شرقاً، وحدود فرنسا غرباً وأنشئت إدارة خاصة للإشراف على الأوقاف، وخضعت إدارة الأوقاف لإشراف السلطة القضائية مباشرة، وكانت مستقلة عن السلطة التطبيقية.
الوقف في العصر العباسي
ازداد التوسع في إنشاء الأوقاف، وكان يتولى ديوانها من يطلق عليه( صدر الوقف )، وضمت مصارف ريع الوقف الأوقاف الحضارية المدنية كالمستشفيات والمخطات ودور الترجمة ومعاهد التعليم وغيرها.
الوقف في عصر المماليك
اتسعت الأوقاف في عهد المماليك وكثرت كثرة إشارة واتسع نطاقها وأنشئت ثلاثة دواوين للإدارة والإشراف على الاوقاف هي : 1. ديوان لأحباس المساجد. 2. ديوان لأحباس الحرمين الشريفين وجهات البر المتنوعة. 3. ديوان للأوقاف الأهلية.
الوقف في العصر العثماني
اعتنى سلاطين العثمانيين بالأوقاف بدرجة إشارة وخاصة عند نساء بني عثمان، وتوسعت مصارف ريع الوقف لتضم كليات الطب والخدمات الطبية لمستشفيات قائمة، مواكبة للتطور والتقدم الفهمي في العصور الحديثة.
الوقف في العصر الحاضر
أولت كثير من الدول الإسلامية في العصر الحاضر اهتماماً بالأوقاف في مجالات شتى، كما أنشأت كثير منها وزارات خاصة بالأوقاف أوإدارات خاصة تعنى بشئونها وأمورها .
