تاريخ الطيران
الطيران حلم قديم قدم الزمن راود الانسان ففي مصر القديمة خلق المصريون طائرة ورقية من أوراق البردي واستخدموها في اللعب وفي المناسبات والإحتفالات المتنوعة ومع زيادة شغف الإنسان بالطيران ورغبته في التحليق عالياً في السماء بدأ البعض يتمنى لوحتى طائرة ورقية كبيرة تحمله عالياً ليحلق في الهواء وعلى هذا الأساس حاول البعض صناعة طائرة ورقية تكون من الضخامة بحيث يمكنها حمل أثنطق والتحليق بها غير حتى تلك المحاولات لصناعة ماقد يكون طائرة شراعية من الورق لم يحالفها النجاح ، وذلك لأن خصائص الورق المتمثلة في سرعة تمزقه وهشاشة هجريبه لم تؤهله لذلك.
الصينيون القدماء هم أول من خلق الورق وأستخدموه للكتابة ومع الأيام لاحظ بعضهم حتى الأوراق المهملة أوتلك التي تقع صدفة في طريق الرياح لها مميزات تمكنها من الإرتفاع عالياً في السماء والبقاء لفترات من الوقت محلقة في الهواء وذلك حسب قوة الرياح التي تدفعها وطبيعة تلك الأوراق من حيث مساحتها وتشكيلها.
بدأ البعض يتعمد وضع الورق في طريق الرياح ويتسلى بتلك العملية. ومع الأيام طور الصينيون القدماء نماذج متعددة من الأشكال الورقية التي تسبح في الهواء بالاعتماد على التيارات الهوائية.
يذكر في الأساطير اليونانية طيران إيكاروس، ولكن تاريختسعة أكتوبر 1890 شهد تحليق أول آلة أثقل من الهواء بعد 12 عقداً من سيطرة الآلات الأخف من الهواء.
يمكن حتى نقسم تاريخ الطيران إلىسبعة مراحل زمنية :
- الخيال الفهمي، المناطيد، والتحليق الشراعي : هي الفترة التي تنتهي في القرن التاسع عشر وخلالها تخيل الناس بطرق غريبة وقريبة من الحقيقة ما يمكن حتى تكون عليه آلة طائرة. منذ بداية القرن الثامن عشر شهدت هذه الفترة بداية غزوالأجواء مع تطوير المناطيد وتعدد محاولات الطيران الشراعي.
- رواد الطيران الأثقل من الهواء : هي اولى عمليات التحليق بآلات ذات محركات قادرة على الطيران بقدراتها الخاصة. وكل محاولة تكون أول رقم قياسي أوتجاوزاً لرقم موجود كتحقيق مسافات أطول أوتحليق أسرع أوارتفاعات أكبر وكان الطيارون في غالبيتهم صانعون لآلاتهم ومغامرون.
- الحرب العالمية الاولى : بعد عدة سنوات على أول طيران ناجح ظهر في هذه الفترة سلاح حديث في ساحات القتال وأصبحت الطائرات تنتج بكميات كبيرة وبعض النماذج خلق منها أكثر من ألف مثال، وأصبح الطيارون ذوي خبرة رغم حتى روح المغامرة كانت طاغية.
- بين الحربين : نهاية الحرب العالمية الاولى هجرت عدد هاماً من الطيارين دون عمل مما فتح المجال أمام النقل الجوي التجاري وفي المرتبة الأولى البريدي. وبتطور الطيران تم تأسيس قوات مسلحة بعدة دول، وهوما جعل الطيران العسكري يدفع الصانعين الجويين إلى تحطيم الأرقام القياسية. وكان تطور الطيران المدني نتيجة مباشرة للبحوث العسكرية.
- الحرب العالمية الثانية : استخدم الطيران بكثافة في ساحات المعارك. ويمكن حتى نعتبر هذه الفترة كذروة تطوير الطائرات التي تستعمل محركات ومراوح كوسيلة دفع وفي نهاية الحرب ظهرت المحركات التفاعلية والرادارات.
- النصف الثاني من القرن العشرين : بعد انتهاء الحرب وضع عدداً كبيراً من الطيارين والطائرات خارج الخدمة. وكانت بذلك انطلاقة النقل التجاري المدني القادر على خرق الضروف المناخية واستعمال الطيران بدون رؤية. مم دفع بالطيران العسكري إلى تطوير المحركات النفاثة وإلى اطلاق الطائرات الاسرع من الصوت. وأدت البحوث المدنية إلى تطوير أولى طائرات الخطوط الرباعية المحركات وأصبح النقل الجوي متاحاً للجميع حتى في الدول النامية.
- بداية القرن الواحد والعشرين : في وقتنا الحاضر تطور النقل الجوي حتى حتى بعض المناطق أصبحت لا تسع المزيد من الرحلات.وأصبح التطور مرتبطاً أكثر بالمراقبة الجوية وإدارة الحركة الملاحية منه بالطائرات وتصاميمها وعلى المستوى العسكري أصبحت الطائرة إحدى المكونات في أنظمة الأسلحة، وتقلصت مهام الطيار بسبب التقنيات الحاسوبية. وأصبح الطيار بعيداً جميع البعد عن الأجواء في الحرب العالمية الاولى.
المحاولات الأولى
كان الطيران حلما قديمًا للإنسان ،وتؤكد أسطورة الايكاروس على ذلك. وعلى الرغم من حتى ليوناردودافنشي حاول دراسة إمكانية الطيران بآلات أثقل من الهواء حوالي العام 1500 م، إلا حتى ذلك لم يحدث إلا بعد أربعة قرون تقريباً. ولكن قبل ذلك في عام 875 قام العالم العربي عباس بن فرناس بالطيران بأجنحة شراعية مدة عشرة دقائق، وفي 1783 قام الأخوان مونقولفيي وجاك شارل بتمكين الإنسان من الارتفاع في الهواء بآلة أخفّ من الهواء. وتبعاً لذلك توقفت البحوث الخاصة بالآلات الأثقل من الهواء.
في نهاية القرن الثامن عشر خلق البريطاني السير جورج قايلاي مروحية في 1796 وفي سنة 1808 خلق اورنيثوبتر وفي 1809 طائرة شراعية طارت بدون ركاب.
ويليام هونسن وجون سترينقفلاوأعادا استغلال أعمال جورج قايلاي لصنع طائرة بالبخار, ولكن المحركات كانت ثقيلة جداً مما أدى إلى عدم طيرانها وأدى ذلك إلى مرور التطورات التقنية بالطائرات الشراعية وبدراسةالديناميكا الهوائية.
في عام 1856 قام الفرنسي جان ماري لوبريس بأولى تجارب طيران شراعي براكب. وفي عام 1871 قام البريطاني فرانسيس هربرت وانهام بأول نفق هوائي لتجربة نماذج الطائرات.
في عام 1874 أطلق الفرنسي فليكس دوتونبل طائرة شراعية تعمل بالبخار من جرف ولكن ذلك لم يعتبر طيراناً حرفياً إذ أنه يفضل عدم الاستعانة لا بمنجنيق ولا بجروف لوضع الآلة في الهواء.
وتوالت المحاولات باستعمال الطائرات الشراعية : الألماني أوتوليليانذال، البريطاني بارسي بيلشار، الأمريكيان جون جوزاف مونتقومري ومالوني، الفرنسيان فارديناند فاربار، والاخوة فوازان.
رواد الطيران الأثقل من الهواء
بعد المحاولات الاولى للطيران الأثقل في الهواء إدعت عدة دول انها الرائدة في ذلك. جميع ذلك في ضل هيمنة النخوة الوطنية التي سادت قبيل سنة 1914، حيث همش الجانب التاريخي والفهمي وتم الهجريز على القدرات الوطنية. وفي يومنا هذا مازال الاعتقاد سائدا ان الأخوان رايت هما "ابوا الطيران". ولكنهما لم يعترفا ابدا بطيران سابق لطيران 1903. انظر محاولات تريان فيا.
الطــيــران
يمكن تعريف الطيران بانه انعدام التلامس مع الارض، مع اوبدون امكانية التنقل، مع اوبدون ادوات هبوط.
اول انسان اعلن عن نجاحه في الطيران (ولكن بعد طيران سانتوس دومون)هوالفرنسي كليمون ادار، بقيادة طائرته. المحاولة الاولى في 1890 كانت نجاحه وواضحه للعيان الاثار التي هجرتها العجلات على التربة المبللة كانت غير ضاهرة بوضوح في بعض الاماكن واختفت تماما لمسافة قاربت العشرين مترا. وقامت آلته الطائرة بذلك بتحقيق قفزة طويلة.ولم يكن هناك من شهود إلا بعض العمال الذين كانومع كليمون ادار مما ادى إلى تصنيف هذه المحاولة مع المحاولات الفاشلة الاولى للطيران الأثقل من الهواء. ولم يتمكن كليمون ادار من النجاح بالطيران امام شهود رسميين في 1891.
الأخوان رايت جربا طائرتهما، ال فلاير 2 ، على هضاب كيتي هاوك يوم 17 ديسمبر 1903. كلا المخترعان قاما بالطيران بعد اجراء قرعة عمن ستكون له الافضلية في تجربة طائرتهما. الاول، أورفيل طار لمسافة 39 مترا لمدة 12 ثانية. وهذه المحاولة تعتبر من قبل الكثيرين أول طيران ناجح أثقل من الهواء. ولكن المعارضين، خاصة الؤيدين لألبرتوسانتوس دومون، يتهمونهم باستعمال نظام اطلاق للهبوط. كما ان قلة عدد الشهود، لان المخترعين ارادا هجر طرقهما سرية، ونقص القرائن يجعل من اسبقيتهما في الطيران مجالا للشك. ولكن هذا الطيران تم التاكيد على صحته بالمحاولات التالية التي قاما بها أخوان رايت.
قام البرازيلي ألبرتوسانتوس دومون، بالطيران في باقاتالا في 23 أكتوبر 1906 60مترا على ازدياد بين 2 وثلاثة امتار. بفضل هذا الطيران على متن الـ14 بيس، كسب امام جمهور كبير جائزة ارناست ارشديكون، المقدمة من قبل نادي فرنسا للطيران للطيران الأثقل من الهواء الذاتي الدفع (بدون نظام اطلاق). المشككين بذلك ، كالمؤيدين للأخوان رايت، يلومونه على استعمال عمل الارض للبقاء في الهواء، بينما كانت الفلاير III تستطيع الارتفاع عندما طارت لمسافة 39.5 كم فيخمسة أكتوبر 1905.
الحرب العالمية الاولى (1914-1918)
تم استعمال الطائرات الاولى والطيارون الاوائل في مهام استطلاع. وأول الدول التي قامت باستعمال الطائرات كانت بلغاريا في حرب البلقان الاول ضد مواقع العثمانية. وسارعت الدول الكبرى لامتلاك سلاح جوواختصت الطائرات في الاستطلاع، الاعتراض، القصف.
وبدأ سباق تحطيم الارقام القياسية لتحقيق الافضلية على العدو، تم تحديث التسليح مع اولى الرشاشات المحمولة على الطائرات. وظهرت المضلة كوسيلة للنجاة. اما على الارض فقد بنيت المهابط والقواعد الجوية الكبرى، وبدأت الطائرات تصنع بكميات كبيرة.
فيخمسة أكتوبر 1914، قرب الرايمس، وقع أول قتال جوي ، وتم ذلك باسقاط أول طائرة في تاريخ الطيران العسكري، ربحها الطيار جوزاف فرانتز ضد طيار الماني. ولكن أدولف بيقود اصبح أول "طيار بطل"، يحقق خمسة في يوم، قبل ان يصبح ايضا أول طيار بطل يموت اثناء القتال.
في نهاية الحرب ، كان هناك:
- 500 أربعة طائرة فرنسية
- 500 ثلاثة طائرة بريطانية
- 500 2 طائرة المانية
بين الحربين - "العصر المضىي" (1918-1939)
ظهرت بين الحربين العالميتين الاولى والثانية الاستغلالات التجارية للطيران مدفوعة بالتقدم التقني المتواصل.
وفي السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية تعددت مختبرات البحوث العسكرية وتم التوصل إلى اختراعات ثورية في هذا المجال كالمحرك النفاث (في المملكة المتحدة وألمانيا)، الصاروخ (في ألمانيا)، اوالرادار (في المملكة المتحدة). الحرب الأهلية الإسبانية كانت حقل تجارب للنازيين لتجربة اختراعاتهم وقدرة طائراتهم على القتال.
ولم تنقص اللوفتوافي سوى القاذفات الثقيلة. ولكنها امتلكت المسراشمیت باف 109 التي تعتبر من أفضل المقاتلات حينها.
اما اليابان فقد كانت مقاتلتها الرئيسية « الزيرو » بداية من 1939، المیتسوبیشي ا6م، بقدراتها الجيدة، سيطرت على المحيط الهادي في الشطر الاول من الحرب. واستخدمت هذه القدرات الجوية في قصف بيرل هاربر، مما جعل الولايات المتحدة تشن الحرب على اليابان وذلك باسقاط القنبله النوويه على مدينة هيروشيما.
اما المملكة المتحدة فقد امتلكت الهاوكر هاريكين ومقاتلات سوبارمارين سبيتفاير التي كانت تتصدى بصعوبة للمسراشمیت باف 109، ولكنها كانت تعتمد اساسا على راداراتها الساحلية وكونها جزيرة بعيدة نسبيا عن القارة. http://www.d3m-host.com جمهورية دعم هوست العربية المتحدة
الحرب العالمية الثانية (1939-1945)
شهدت الحرب العالمية الثانية طفرة كبيرة في تصميم وانتاج الطائرات. ودخلت جميع الدول المشاركة في الحرب في هذا السباق الذي ضم الطائرات والاسلحة الجوية واسلحة الاعتراض مثل الصاروخ الالماني في-2 وخلال هذه الحرب ظهرت أول قاذفة بعيدة المدى، وأول مقاتلة نفاثة، التي كانت هاينكل He 178 (ألمانيا). وكان هناك نماذج اولية الـكواندا-1910 التي حلقت لمسافة صغيرة في ديسمبر 16، 1910. اما أول صاروخ عابر (في-1)، وأول صاروخ باليستي (في-2) فقد صمما ايضا من قبل ألمانيا. ولكن هذه الطائرات النفاثة والصواريخ لم تحدث فرقا استراتيجيا، لان ال في-1 كانت قليلة الفاعلية وال في-2 لم تنتج على مستوى الاستعمال. اما طائرة موستونق P-51 فكانت أول قاذفة استراتيجية ثقيلة.
يبين الجدول التالي انتاج الطائرات في الولايات المتحدة ونمواعدادها :
النوع | 1940 | 1941 | 1942 | 1943 | 1944 | 1945 | المجموع |
---|---|---|---|---|---|---|---|
قاذفات خفيفة جدا | 0 | 0 | 4 | 91 | 1،147 | 2،657 | 3،899 |
قاذفات خفيفة | 19 | 181 | 2،241 | 8،695 | 3،681 | 27،874 | 42،691 |
قاذفات متوسطة | 24 | 326 | 2،429 | 3،989 | 3،636 | 1،432 | 11،836 |
قاذفات ثقيلة | 16 | 373 | 1،153 | 2،247 | 2،276 | 1،720 | 7،785 |
مقاتلات | 187 | 1،727 | 5،213 | 11،766 | 18،291 | 10،591 | 47،775 |
استطلاع | 10 | 165 | 195 | 320 | 241 | 285 | 1،216 |
نقل | 5 | 133 | 1،264 | 5،072 | 6،430 | 3،043 | 15،947 |
تدريب | 948 | 5،585 | 11،004 | 11،246 | 4،861 | 825 | 34،469 |
اتصالات وربط | 0 | 233 | 2،945 | 2،463 | 1،608 | 2،020 | 9،269 |
المجموع سنويا | 1،209 | 8،723 | 26،448 | 45،889 | 51،547 | 26،254 | 160،070 |
الحرب الباردة(1945 - 1991)
مع نهاية الحرب العالمية الثانية بدات بوادر الطيران التجاري باستعمال الطائرات العسكرية المنتهية خدمتها بالاساس في التجارة ونقل الاشخاص والبضائع وتعددت شركات النقل الجوي بخطوط ضمت أمريكا الشمالية، أوروبا واجزاء اخرى من العالم. وكان ذلك لسهولة تحويل القاذفات الثقيلة والمتوسطة إلى طائرات للاستعمال التجاري. ولكن حتى مع نهاية الحرب والتقدم الكبير الذي شهده الطيران كانت الطائرات في حاجة إلى مزيد من التحسين والتطوير. ومع دخول العالم في فترة الحرب الباردة سعى جميع من المعسكر الشيوعي والبلدان الغربية إلى تطوير انظمتهم الجوية العسكرية فتعززت مكانة الطائرات النفاثة، واصبحت مقاتلة الأفرواروالكندية اسرع طائرة حينها.
على الجانب المدني قدمت شركة بوينغ نظرتها الجديدة للطيران التجاري بطرحها سنة 1969 طائرة البوينغ 747 لاول مرة، واستمرت الانجازات بقيام الخطوط الجوية البريطانية سنة 1976 باستعمال الطائرة الفوق صوتية الكونكورد القادرة على اجتياز المحيط الاطلسي في اقل من ساعتين.
في الربع الاخير من القرن اصبحت جل البحوث والتصاميم تهجرز على تحسين القدرات الملاحية وانظمة التحكم في الحركة الجوية عوضا عن تطوير الطائرات وظهرت عدة اختراعات لتحسين القدرات التقنية للملاحة الآلية.
أنظر أيضا
- كرونولوجيا طيران
- طائرة
- الطيران
- رواد الطيران
مصادر ومراجع
- ويكيبيديا الإنجليزية والفرنسية
بوابة الطـيـران تصـفح مـقـالات الفهم المـهـتـمـة بالـطـيـران. |
دعم هوست الجمهورية العربية المتحدة