ميشيل عبيد

ميشيل عبيد

ميشيل عبيد ميشيل عبيد باحث وعالم لبنان ، فتح نافذة ليدخل منها بصيص الأمل للقضاء على أحد أخطر الأمراض التي تهدد البشر أي سقم السرطان.

صفحة أولى لجريدة فرنسية خطت قبل سنة عن العالم الشاب ميشال عبيد (الجزيرة نت)

وقد صنفه معهد أميركان بيوجرافيكال الذي يحصل على معلوماته من وزارة الأبحاث والصحة الأمريكية، بين أول ألف من كبار أدمغة القرن العشرين وتم اختياره واحداً من أبرز باحثي عام 2007 من قبل اللجنة الوطنية للأبحاث الطبية التابعة لوزارة الصحة الفرنسية

الاكتشاف

تعتمد المعالجات الرائجة للسرطان على مواد كيميائية تضعف جهاز المناعة، في حين يرتكز اكتشاف عبيد على آلية تقضي بفعالية على السرطان دون إلحاق أذى بالمريض.

ويشرح عبيد نظريته للجزيرة نت قائلا إذا الخلايا السليمة تحمل على سطحها مواد عضوية وبروتينية يستطيع جهاز المناعة بواسطتها تحديد هويتها. والسرطان يخفي هذه المواد بإدخالها إلى الخلية، فيعجز جهاز المناعة عن رصدها، فيقوى السرطان ويتمدد في الجسم.

وأوضح حتى العلاج الجديد ارتكز على تأمين إعادة المواد العضوية والبروتينات من داخل الخلية السرطانية إلى سطحها، ليتمكن جهاز المناعة من رصدها والقضاء عليها مثلما يتمكن من القضاء على الفيروسات والأجسام الطارئة على الجسم. وأعرب عن تأثير حديث للدواء الذي يلتصق على شرايين الكتل السرطانية ويضيّق الخناق عليها، فيمنع تغذية الخلايا بالدم فتضعف وتموت، ويسهل ذلك عمل جهاز المناعة للقضاء التام عليها.

ثم تحدث عن التجارب التي أجراها على الفئران مشيرا إلى أنه تمت زراعة الأورام في 12 ألف فأر، وهجرت لتنموإلى نسبة 12% من حجم الجسم، وهي نسبة كبيرة جدا. ثم تم تجريب الدواء الجديد على 4732 فأرا لمرة واحدة، وصولا الى الفترة الأخيرة التي نجا بنتيجتها 90% واختفى الورم نهائيا. وتحسنت أوضاع الـ10% كثيرا.

وذكر حتى الدواء الذي اكتشفه طبق على الفئران دون أثر سلبي، على خلاف العلاج الكيميائي الذي أفقدها نحو50% من وزنها. وتناولت التجارب الأنواع الشائعة من السرطان مثل سرطانات الصدر والعظم والأمعاء الغليظة والكبد.

العراقيل والصعوبات

تقابل اكتشافات عبيد خطر التبدد فيفقد سقمى السرطان أملا بالحياة لقاء الجشع المالي.

ويقول عبيد -وهوابن عائلة لبنانية متواضعة- إنه "استدان نحونصف مليون دولار من البنوك للحصول على براءة اختراع لاكتشافاته" التي يقابلها سوق دواء يتعدى 200 مليار دولار سنويا، لافتا إلى حتى عليه دفع مئات آلاف الدولارات سنويا لتجديد براءات الاختراع، وإلا فقدها.

ويضيف أنه يريد اتباع الطرق الفهمية المعتمدة عالميا عبر قوانين دولية مما يحتاج تبنيا للاختراع، مشيرا إلى حتى شركات الأدوية لا ترغب ضرب إنتاجها، وإلى أنه يبحث عن مستثمرين لهذه الاكتشافات لكنه لم يتلق إجابات حاسمة بهذا الخصوص.

ردود العمل على الاكتشافات

تجارب الدكتور ميشال عبيد على الفئران

أثارت اكتشافات عبيد اهتمام الفهماء وشغلت الصحف العالمية، وخطت عنه العام الماضي جريدة لوباريزيان الفرنسية تحقيقا بعنوان "السرطان: الاكتشاف الذي لا يصدق لباحث في الـ24"، كما نشرت مجلة تخصصر ميديسين تحقيقا مماثلا.

وتبنته هذا العام أكاديمية العلوم الفرنسية التي يرشح المنتمون إليها للحصول على جوائز نوبل، وصنفه معهد أميركان بيوغرافيكال الذي يحصل على معلوماته من وزارة الأبحاث والصحة الأميركية، بين أول ألف من كبار أدمغة القرن العشرين.

كما أدرج اكتشافه في فرنسا بين أبرز ستة اكتشافات سيتم يومعشرة يونيو/ حزيران القادم اختيار الأول منها. واختارته اللجنة الوطنية للأبحاث الطبية الفرنسية التابعة لوزارة الصحة الفرنسية، واحدا من أبرز باحثي 2007.

وكان عبيد قصد مدينة تولوز الفرنسية عام 2001، ثم انتقل إلى معهد غوستاف روسي وفي نيته التوصل إلى قهر السرطان حيث بدأ أبحاثه ودراساته وتوصل إلى اكتشافه. ويتابع اليوم أبحاثه خارج المعهد محاولا تأسيس مركز خاص لمتابعتها.