باقان أموم
باقان أموم Pagan Amum الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان من قبيلة الشلك، وهي أكبر قبائل جنوب السودان بعد الدينكا والنوير. ويعد أموم أحد شخصيات جنوب السودان البارزة.
الحياة المبكرة
عهد العمل السياسي في المدارس الثانوية حيث تفهم معظم مراحله الدراسية في شمال السودان، بدءا من كوستي – وسط السودان وتقع جنوب الخرطوم – ثم بورتسودان الثانوية في أقصى شرق السودان، ومن ثم جامعة الخرطوم التي يكمل تعليمه فيها. وأسس باقان أموم ونأشقاك الذي اغتال في إحدى المعارك ضد القوات الحكومية عام 1985– وكان قد تزوج شقيقة باقان يانقوتي القائدة العسكرية في الجيش الشعبي وعضوبرلمان الجنوب حاليا – وكذلك كان معهم القائد لوكورنيق، أسس ثلاثتهم ومعهم آخرون، تنظيم الجبهة المتحدة لتحرير جنوب السودان. ووقتها كانوا جميعا في الفترة الثانوية. لكن فكرة التمرد على الحكومة كانت تسيطر عليهم لرفضهم سياسات نظام الرئيس الأسبق الراحل جعفر نميري الذي حكم السودان في الفترة (1969 - 1985).
فتلك المجموعة كانت ترفض الترتيبات الدستورية التي ابتدعتها اتفاقية أديس أبابا التي سقطها النميري مع التمرد الأول (الانيانيا الأولى) بزعامة جوزيف لاقوعام 1972، والتي أنهت حربا أهلية استمرت لأكثر من سبعة عشر عاما في جنوب السودان. فالكثير من ساسة الجنوب بدأت ثقتهم تهتز بسبب تطبيق اتفاقية أديس أبابا، إلى جانب إعلانه أحكام الشريعة الإسلامية.
تمرده
دخل «الغابة» (أي التحق بالتمرد) التي تتميز بها مناطق جنوب السودان لكثافتها. وجماعة التمرد في الجنوب يمضىون إلى الغابة في حرب «الغوريللا» أوالعصابات، حيث يصعب للقوات الحكومية تعقبهم.
تمرد باقان أموم وكان عمره لم يتجاوز العشرين سنة، وكان حينها طالبا في السنة الثالثة في كلية القانون بجامعة الخرطوم، أعرق الجامعات السودانية. فقد تمرد وحمل السلاح في عام 1982 مع مجموعة من الشباب الجنوبيين هجروا مقاعد الدراسة واتجهوا إلى الغابة. وذلك قبل إعلان أحكام الشريعة بوقت قليل، حيث إذا الجبهة المتحدة لتحرير جنوب السودان أعربت عن نفسها في العام 1982 في الفترة ذاتها التي أعربت حركة «الانيانيا الثانية» بقيادة صمويل قاي توت عن نفسها. واتخذت الجبهة المتحدة منطقة جبل بوما قاعدة لتمردها.
تمرد باقان قبل حتى تعلن الحركة الشعبية بزعامة دكتور جون قرنق عن نفسها، والتي أعربت تأسيسها في 16 مايو(أيار) من العام 1983. انضم أموم إلى الحركة الشعبية سنة 1983، وأصبح أحد أعضاء هيئتها القيادية ومن المقربين من زعيمها السابق جون قرنق. وروى في ذات يوم النائب الأول للرئيس السوداني الحالي رئيس الحركة الشعبية سيلفا كير ميارديت، أنه رافق رئيس الحركة وقتها دكتور جون قرنق إلى منطقة جبل بوما التي يتحصن فيها باقان ورفاقه لإجراء النقاش معهم لضمهم إلى الجيش الشعبي. وكان باقان قد سمع أيضا بالحركة الوليدة في الجنوب، وأنه كان يتحين الفرص للقاء قادة تلك الحركة، ولأن مجموعة باقان أموم كان هدفها تحرير الجنوب من حكومة الشمال على عكس ما طرحته الحركة الشعبية من شعارات وأن المشكلة ليست في الجنوب وإنما في الخرطوم. واستمر النقاش بين قرنق وسيلفا كير من جانب الحركة وباقان ومجموعته في الجانب الآخر لأكثر من ثماني ساعات انتهت بإعلان مجموعة باقان لاندماج مع الجيش الشعبي لتحرير السودان.
وعند استيعاب أموم في الجيش الشعبي بعد الاندماج، منح رتبة النقيب التي كانت من الرتب العليا،وقد كان أموم مقاتل شجاع خاض معارك كثيرة في مناطق أعالي النيل وبحر الغزال والاستوائية كما خاضها في شرق السودان بعد حتى نقلت الحركة مع قوى التجمع الوطني الديمقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني المعارك إلى شرق السودان في منتصف تسعينات القرن الماضي.
ممثل الحركة
جرح أموم في إحدى المعارك بجراح كبيرة في ظهره وتم إرساله إلى كوبا. لكنه استثمر وجوده في هافانا وواصل تعليمه الجامعي حيث حصل على شهادات في العلوم السياسية. ومن ثم أصبح ممثل الحركة في كوبا وأميركا اللاتينية، وفتح المجال لكوادر الحركة لنيل التدريب السياسي والعسكري، إذ إذا الحركة وقتها في منتصف الثمانينات وحتى أوائل التسعينات كانت يسارية التوجه. وعندما عاد إلى مناطق العمليات في الجنوب، كان الانقسام الشهير الذي وقع في الحركة الشعبية بقيادة دكتور لام آكول - وهولديه صلة قرابة مع باقان أموم ومن قبيلة واحدة - ودكتور رياك مشار وكاربينوكوانيين واروك طون اروك، والأخيران من القادة الأوائل المؤسسين للحركة الشعبية. وسقط هؤلاء اتفاقية الخرطوم للسلام، ولكن تفرقوا أيضا بعد ذلك،
وقد كان باقان أموم من القادة المهمين في إفشال مخطط الانقسام وإنه وقف بصلابة ضدهم، وعمل جهدا كبيرا في كبويتا وغيرها ضد الانقساميين، خاصة أنه كان ضابطا للتوجيه المعنوي وعمل في عدة مواقع وكتائب عسكرية منها «الجاموس» في منطقة أعالي النيل التي ركز الذين انشقوا عن الحركة معظم نشاطهم فيها.
قيادة الجبهة في شرق السودان
المؤتمر الأول للحركة الشعبية والجيش الشعبي في عام 1994 قام باختيار باقان سكرتيرا للإعلام في اللجنة التطبيقية العليا للحركة. وكان قائد الحركة الدكتور جون قرنق يعطي أموم دائما المهام الصعبة لأنه يعهد أنه سينجزها وأنه يتفهم ما يطلب منه. ويلفت إلى حتى اختيار أموم لقيادة الجبهة السادس في شرق السودان في العام 1996 كان سببه حتى باقان أموم تفهم في المدارس الثانوية في بورتسودان بشرق السودان ويعهد طبيعة المنطقة، وأنه استطاع حتى يخلق علاقات قوية مع قوى التجمع الوطني الديمقراطي، ومن ثم تم نقله إلى الجنوب مرة أخرى ليتم تعيينه سكرتير التجارة والأعمال (وهي توازي وزير التجارة).
الجبهة الشرقية
عاد مرة أخرى للجبهة الشرقية قائدا «للواء السودان الجديد» الذي أسسته الحركة مع قوى التجمع الأخرى. ومن أبرز مميزات أموم، العمل الجماعي وأنه رجل محادثة من الطراز الأول ومتواضع وليست لديه نزعة ديكتاتورية بل هومرن حتى مع خصومه. فإنه استطاع بقدراته خلق تفاهمات كبيرة بين أطياف التجمع وتقوية لواء السودان الجديد الذي استطاع حتى يحقق فوزات عسكرية كبيرة في شرق السودان. وقد استطاع حتى يضع خطة مكنت الجيش الشعبي من دخول كسلا ثاني أكبر مدن شرق السودان.
الأمين العام للتجمع
اختار قرنق نيال دينق نيال ليشغل منصب الأمين العام للتجمع، إلا حتى قادة التجمع طالبوا قرنق باختيار باقان أموم للمنصب لمعهدتهم به ولقدراته في تحقيق الاتفاق في الحد الأدنى بين مختلف القوى ولأنه شخصية تميل إلى الحوار والإقناع. فإن باقان يجيد لغات عديدة في الجنوب إلى جانب لغته «الشلك»، ومنها النوير والدينكا والانواك المورلي. كما أنه يتقن اللغات العربية والإسبانية والانجليزية وجميعها بطلاقة كتابة ونطقا، إلى جانب أنه شاعر خط شعره باللغة الإسبانية وتمت ترجمتها إلى الإنجليزية والعربية في كتاب مشهجر مع ادورد لينووكورباندي. وإنه أكثر القادة في الحركة الشعبية اقتناعا بوحدة السودان على أسس جديدة وبوحدة الإنسانية ويمكن حتىقد يكون متشددا في ذلك وأن لديه قدرة على التأثير بشكل كبير لكل من حوله. لذلك كان يقود التجمع الوطني الديمقراطي ويحافظ على وحدته، واستطاع كسب قادة التجمع لأن لديه عقلية متفتحة.
يتولى أموم منصب الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي ويمثل الحركة الشعبية لتحرير السودان في هذه الهيئة. والتجمع المذكور تكتل لقوى المعارضة السودانية الجنوبية منها والشمالية، وقد عقد مؤتمره التأسيسي بمدينة أسمرا عاصمة إريتريا من 15 إلى 23 يونيو1995. وضم الحزب الاتحادي الديمقراطي، وحزب الأمة، والحركة الشعبية/والجيش الشعبي لتحرير السودان، وتجمع الأحزاب الأفريقية السودانية، والحزب الشيوعي السوداني، والنقابات، ومؤتمر البجة، وقوات التحالف السودانية، وشخصيات مستقلة. وقد انتخب محمد عثمان الميرغني رئيسا له وباقان أموم أمينا عاما له.
علاقته بالأديان
علاقتة بالتصوف
إن علاقات باقان مع المتصوفة لا تنطلق من نزعة سياسية لأنه عاش في الشمال لفترة طويلة من حياته. فعندما كان قائدا للجبهة الشرقية تعمق أكثر في علاقاته مع المتصوفة، ولقربه الشديد من زعيم الطريقة الختمية محمد عثمان الميرغني، إلى جانب حتى لديه فهم واسعة بالأديان واطلع عليها.
علاقتة بالإسلام
عندما كان في الجبهة الشرقية كان يأتي ليوقظ الضباط والجنود من المسلمين لتناول السحور في شهر رمضان إلى جانب أنه يضاعف من الميزانية في ذلك الشهر. كما أنه كان يوقف الاجتماعات وقت صلاة المسلمين ولديه احترام كبير للشعائر الدينية، وأنه يحرص على الاحتفال مع المسلمين في الأعياد.
فقد أسهم بشكل كبير في تثبيت مفاهيم حقوق الإنسان في الجيش الشعبي وحارب المظاهر السالبة التي انتقلت من الجيش الحكومي إلى الجيش الشعبي، وأنه لا يمكنه حتىقد يكون جالسا وهويصافح شخصا. فقد كان حريصا على إيجاد التفاهم المشهجر مع الآخرين.
شارك باقان أموم في مفاوضات الحركة الشعبية مع حزب المؤتمر الشعبي الحاكم بجنيف. وقد سقط الطرفان سنة 2001 مذكرة التفاهم التي حملت توقيع باقان أموم وياسر عرمان عن الحركة الشعبية وعمر إبراهيم الترابي والمحبوب عبد السلام المحبوب عن المؤتمر الوطني الشعبي.
وبعد توقيع الاتفاق اتفاق الحركة الشعبية وحكومة السودان سنة 2003 حل أموم مع وفد من 12 شخصا بالخرطوم منهين بذلك 20 سنة من الحرب الأهلية.
وبعد مصرع قرنق في أغسطس/آب 2005 أصبح أموم الأمين العام للحركة الشعبية.
الحياة الأسرية
متزوج من امرأتين، إحداهما تقيم مع أبنائها في استراليا، والأخرى دكتورة سوزان ابنة أخت قائد الاستخبارات الخارجية السابق للجيش الشعبي ادورد لينو.
المصادر
- [1]