الحمد لله الذي امتَنَّ على عباده المؤمنين ببعثة الرسول الصادق الأمين، فأخرجهم به من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإيمان والفهم واليقين، وأبلغهم على لسانه بما كان وماقد يكون إلى يوم الدين، وأبلغهم عن الدار الآخرة بأكمل إيضاح وأعظم تبيين، فمن آمن به وبما اتى به فهومن المفلحين، ومن كان في ريب مما صحَّ عنه فهومن الخاسرين.

أحمده سبحانه حمدَ أوليائه المُتَّقين، وأشهد حتى لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد حتى محمدًا عبده ورسوله الذي هجر أمته على المنهج الواضح المستبين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فكل ما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أبلغ بوقوعه، فالإيمان به واجب على جميع مسلم، وذلك من تحقيق الشهادة بأنه رسول الله. وقد نطق الله تعالى: "وما ينطق عن الهوى. إذا هوإلا وحيٌ يُوحى"(النجم/3،4). نطق الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "حدثا اتى عن النبي صلى الله عليه وسلم إسناد جيد، أقررنا به، وإذا لم نقر بما اتى به الرسول صلى الله عليه وسلم ودفعناه ورددناه، رددنا على الله أمره، نطق الله تعالى: "وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا"(الحشر/7)، فيجب الإيمان بكل ما أبلغ به الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحَّ به النقل سواء أدركته عقولنا أولم تُدركه، فعن حذيفة رضي الله عنه، نطق: "لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما هجر فيها شيئاً إلى قيام الساعة إلا ذكره، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَه وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ، إذا كنت لأرى الشئ قد نسيت فأعهده كما يعهد الرجلُ الرجلَ إذا غاب عنه فَرآه فعهده"(متفق عليه)، وعن عمر رضي الله عنه، نطق: "قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم مقاماً، فأبلغنا عن بدء الخلق حتى ولج أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم، حَفِظَ ذلك مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ".

ونحن نذكر علامات الساعة الصغرى والكبرى وما يجب علينا حتى نعهده عنها، ولا نقول هذا الكلام لكي نوقف عجلة الحياة ونهجر العمل ونجلس لننتظر تلك الأحداث ولكننا نقوله للاعتبار والاتعاظ به فإن في القصص عبرة لمن كان له قلب أوألقى السمع وهوشهيد.

إذ أنه يجب على المسلم حتى يعمل حتى قيام الساعة ومما يشير على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة (هي النخلة الصغيرة، وهي الوديَّة) فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها" (رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني)

وليس المقصود من ذكر هذه العلامات تخويف الناس بل المقصود تنبيه الغافلين وإيقاظ النائمين لكي لا يفاجئوا بهذه الأمور وهم عنها غافلين.

من العلامات الصغرى:

1– حتى تلد الأمة ربتها (وذلك كناية عن كثرة الفتوحات الإسلامية، وكثرة السراري وهن الإماء فتلد الأمة ولداًقد يكون سيدها لأنه ابن سيدها. أوكناية عن كثرة العقوق فيعامل الولد أمه معاملة فيها جفاء كأنه سيدها وكلا الأمرين قد كان).

2– حتى ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، اتى في سليم مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام لما سأله عن الساعة "... ما المسئول عنها بأفهم من السائل نطق-أي جبريل عليه السلام- فأبلغني عن أماراتها نطق: حتى تلد الأمَةُ ربَّتْها وأن ترى الحفاة العراة العالة رِعَاءَ الشاءِ يتطاولون في البنيان".

3- إسناد الأمر إلى غير أهله: نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة"(رواه البخاري).

4– قلة الفهم وظهور الجهل. فعن النبي صلى الله عليه وسلم نطق: "إن من أشراط الساعة حتى يحمل العِلم، ويظهر الجهل، ويفشوا الزنى، وتشرب الخمر، ويمضى الرجال، وتبقى النساء حتىقد يكون لخمسين امرأة قيّم واحد" (متفق عليه) والمقصود بالفهم هنا هوالفهم الشرعي، فهناك الكثير ممن يجهلون العلوم الشرعية والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "فرض على جميع مسلم ومسلمة التفقه في الدين" ويقول صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".

5– كثرة القتل: نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن بين يدي الساعة لأياماً ينزل فيها الجهل ويحمل فيها الفهم ويكثر فيها الهرج والهرج القتل" (متفق عليه).

6- استهلك الخمور وتسميتها بغير اسمها، (رواه أحمد والنسائي بإسناد سليم وهوفي السليمة).

7– كثرة الزنا والخنا، وهذا واضح ففي دول الغرب يأتون فاحشة الزنا بالطرقات والحدائق، وفي بعض الدول الإسلامية ممن تحكم بالقوانين الوضعية لا تعاقب على جريمة الزنا إذا كانت عن تراضي الطرفين.

8– لبس الرجال الحرير، نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "...من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة " (رواه البخاري).

9– استحلال الأغاني والمعازف نطق صلى الله عليه وسلم : "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" والمقصود بالحِرَ: الفَرْجْ، وهودلالة على عمل الزنا بدون حرج، وهذا الحديث جمع الخمر والزنا والحرير والمعازف، فكان ذكر المعازف في هذا الحديث لَهُودليلٌ على تحريمها إذ قرنها النبي صلى الله عليه وسلم بالزنا والخمر والحرير.

10– اتخاذ القينات ( المغنيات). فهناك من يتلذذ بسماعهن والنظر إلى تراقصهن عبر شاشات التلفاز وغيرها، نطق عليه الصلاة والسلام: "ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف" (رواه ابن أبي الدنيا وصححه الألباني) الخسف: الذهاب والغياب والغوص في باطن الأرض.

المسخ: تحويل الصورة والخِلقة إلى ما أقبح منها كالقرد والخنزير. القذف: الرَّمي بما يهلك كالحجارة ونحوها. والخسف والمسخ والقذف-والعياذ بالله- من العقوبات الربانية العاجلة، والانتقام الإلهي في الدنيا لمن عصى وتكبر وبغى وتمرّد. نسأل الله السلامة.

11– ظهور الفحش والتفحش (بذاءة اللسان).

12– قطيعة الرحم.

13– تخوين الأمين واتهامه.

14– ائتمان الخائن وتقريبه . نطق صلى الله عليه وسلم: "من أشراط الساعة الفحش والتفحش وقطيعة الرحم وتخوين الأمين وائتمان الخائن".

15- ظهور موت الفجأة في الناس.

16- اتخاذ المساجد طرقاً، أي يمر الرجل في المسجد مروراً لا يصلي فيه نطق صلى الله عليه وسلم: "… وأن تتخذ المساجد طرقاً وأن يظهر موت الفجأة".

17- اقتتال فئتين عظيمتين من المسلمين دعواهم واحدة: وهوقتال علي ومعاوية المعروف.

18- تقارب الزمان، أي قلة البركة في الوقت.

19- كثرة الزلازل: وها نحن اليوم نرى ونسمع عن هذه الزلازل في جميع مكان.

20- ظهور الفتن وعموم شرها. نطق صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقبض الفهم وتكثر الزلازل وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهوالقتل".

21- تداعي الأمم وتكالبها على أمة الإسلام كما تتكالب الأكلة على قصعتها، وها هم أعداء الإسلام يقيمون المؤتمرات والمعاهدات من أجل القضاء على الإسلام وأهله، فها نحن نرى أعداء الإسلام وجرائمهم في الشِّيشان وفي البوسنة والهرسك وغيرها من البقاع الإسلامية، ومع هذا اتجه أبناء وبنات المسلمين إلى الإقتداء بأعدائهم وموالاتهم بل وأخذوا يتشبهون بهم في لباسهم وهيئتهم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "من تشبَّه بقوم فهومنهم"، وعن عبدالله بن عمروبن العاص رضي الله عنهما، نطق: نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذوالنعل بالنعل، حتى إذا كان منهم من أتى أمه علانية، لكان في أمتي من يصْنَع ذلك"، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه نطق: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً، حتى لودخلوا جحر ضَبٍّ تبعتموهم، قلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى،يا ترى؟ نطق: فمن؟!"، فكيف نرضى يا مسلمون حتى نكون من هؤلاء الكفار بتشبهنا بهم.

22- التماس الفهم عند الأصاغر وهم طلبة الفهم غير المتمكنين الراسخين في الفهم يُسألون فيفتون بغير فهم فَيَضِلُّون ويُضَلُّون. نطق صلى الله عليه وسلم: "إن من أشراط الساعة حتى يلتمس الفهم عند الأصاغر".

23- ظهور النساء الكاسيات العاريات اللائى يغطين بعض جسدهن ويكشفن بعضاً أويغطين بالملابس الضيقة والشفافة وما هن بمغطيات، وقد وصفهن النبي صلى الله عليه وسلم حيث نطق: "صنفان من أهل النار لم أرهما بعد، رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" وفي رواية العنوهن فإنهن ملعونات، وعن عبدالله بن عمرورضي الله عنهما، نطق: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرِّحال، ينزلون على أبواب المساجد، نِساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهنَّ فإنهن ملعونات، لوكان وراءكم أمة من الأمم، لخدمن نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم"، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم نطق: "المرأة عورة، فإذا خرجت استشْرَفَها الشيطان، وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها"، وفي رواية للطبراني، نطق: "النساء عورة، وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها بأس، فَيَسْتَشْرِفَها الشيطان، فيقول: إنَّكِ لا تمرين بأحد إلا أعجبتيه، وإن المرأة لتلبس ثيابها، فينطق: أين تريدين،يا ترى؟ فتقول: أعود مريضاً، أوأشهد جنازة، أوأصلي في مسجد، وما عَبَدَت امرأة ربها مثل حتى تعبده في بيتها"، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "أنه نطق لفاطمة رضي الله عنها: ما خير للنساء،يا ترى؟ نطقت: حتى لا يرين الرجال ولا يرونهن، فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم، فنطق: "إنما فاطمة بضعة مني"، وفي هذا إقرار من النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، بل من المؤسف حتى ظهر في زماننا من النساء من تتشبه بلباسها بالرجال، ولا أدري كيف من الممكن أن تقبل المرأة على نفسها حتى تلبس من الملابس ما فيه تشبه بالرجال والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "لعن الله الرجلة من النساء"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال" والله سبحانه وتعالى فطر الإنسان على حتى يميل الرجال للنساء وتميل النساء للرجال فكيف بمن تعرض مفاتنها أمام الرجال إما بكشفها لمفاتنها أوبلباسها الضيق الذي يظهر مفاتنها ويُفَصِّل تقاطيع جسمها وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم خطر هذه الفتنة حيث نطق "ما هجرت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"، ونهى عليه الصلاة والسلام عما هوأدنى من ذلك وهوتعطر النساء ومرورهن على الرجال وهن متطيِّبات ووصفهن بالزنا حيث نطق: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية"، فهل تقبل من كانت تؤمن بالله واليوم الآخر حتى يصفها بذلك من لا ينطق عن الهوى إذا هوإلا وحيٌ يوحى عليه الصلاة والسلام، وهذا كله وللأسف واقع في زماننا من المقلدات لنساء الإفرنج والمتشبهات بهن، فكان هؤلاء النسوة الضائعات على الحقيقة يمشين في الأسواق، ويحضرن في مجامع الرجال ومعارضهم ومؤسساتهم شبه عاريات، قد كشفن رؤوسهن، وإن غطَّينه لا يُحْسِنَّ غطاءه، وكشفن رقابهن وأيديهن إلى المناكب أوقريب منها أوأكثر، وكشفن عن سوقهن وبعض أفخاذهن، وقد طلين وجوههن بالمساحيق، وصبغن شفاههن بالصبغ الأحمر، وتصنَّعن غاية التصنُّع للرجال الأجانب، ومشين بينهم متبخترات مائلات مميلات يفتِنَّ من أراد الله بهم الفتنة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهوحسبنا ونعم الوكيل.

24- تصدُّر السفهاء وتحدثهم في الأمور العامة للناس. نطق صلى الله عليه وسلم: "بين يدي الساعة سنون خدَّاعة يُتَّهم فيها الأمين ويُؤتمن فيها المُتَّهم وينطق فيها التافه نطقوا: وما التافه،يا ترى؟ نطق: السفيه ينطق في أمر العامة".

25-قد يكون السلام للفهم، فلا يسلم الرجل إلا على من يعهد. نطق صلى الله عليه وسلم: "أن من أشراط الساعة حتى يسلم الرجل على الرجل لا يسلم إلا للفهم".

26- عدم تحري الرزق الحلال. نطق صلى الله عليه وسلم: "يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه أمن الحلال أم من الحرام" وهذا ظهر باستحلال الربا وغيره من التعامل المحرم، سواء بالبيع والشراء أوبالتعامل مع البنوك الربوية، أوالأسهم الربوية أوغير ذلك.

27- يكثر الكذب ويعم.

28- تتقارب الأسواق دلالة على كثرة التجارة وفشوها. نطق صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب ويتقارب الأسواق ويتقارب الزمان ويكثر الهرج. قيل وما الهرج. نطق: القتل" (رواه أحمد).

29- تكون إبل للشياطين وبيت للشياطين. أي يركب الرجل ناقته ويصطحب أخرى لا ليركبها ولا ليواسي بها المحتاج فهجربها حينئذ الشياطين. وكذلك يشتري الرجل البيت لا ليسكنه في الحال ولكن يدخره سنوات عديدة فتسكنه الشياطين. نطق صلى الله عليه وسلم" تكون إبل للشياطين وبيت للشياطين ..".

30- تباهي الناس في المساجد وتفاخرهم بها وبأثاثها وزخرفتها. نطق صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد" (رواه أحمد وأبوداود).

31- خضاب الناس رءوسهم باللون الأسود. نطق صلى الله عليه وسلم: "يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة" (رواه أبوداود وأحمد والنسائي)، ومن هذا يتبين تحريم صبغ الشعر بالسواد وإباحته بألوان أخرى ما لم تكن تشبه بالكفار، بل واستحبابه بغير السواد لقوله صلى الله عليه وسلم عندما أُتِيَ بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغمة (نبات أبيض الزهور والثمر) بياضًا: غيروا هذا بشئ واجتنبوا السواد (رواه مسلم).

32- تمني رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وذلك عند عموم الفتن وغربة الدين. نطق صلى الله عليه وسلم: "ليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من حتىقد يكون له مثل أهله وماله" (جزء من حديث متفق عليه).

33- يقل إقبال الناس على الطاعات والعمل للآخرة، فنسأل الله حتى لا نكون من هؤلاء، وأن يعيننا على طاعته إنه ولي ذلك والقادر عليه.

34- يلقى الشح وينتشر بين الناس فيبخل جميع بما في يده، صاحب المال بماله والعالم بفهمه والصانع بصناعته وخبرته. نطق صلى الله عليه وسلم: "يتقارب الزمان وينقص العمل ويُلقى الشُح ويكثر الهرج. نطقوا: وما الهرج،يا ترى؟ نطق: القتل القتل" (رواه البخاري).

35- اغتال الناس بعضهم بعضاً بغير ما هدف. نطق صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل فيما قَتَلَ ولا المقتول فيما قُتِلْ" (رواه مسلم).

36- حتىقد يكون المال العام نهبة للجميع لا يتورعون عن نهبه والغل منه.

37- تقل الأمانة.

38- تثقل على النفوس شرائع الدين، نسأل الله حتى يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا وَيُكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان ويجعلنا من الراشدين.

39- يطيع الرجل زوجته ويعق أمه، وهذا من كبائر الذنوب ومن قطيعة الرحم.

40- يجفوا الرجل أباه ويُقَرِّب صديقه، وهذا أيضاً من كبائر الذنوب ومن قطيعة الرحم، وللأسف ها نحن نرى دور الرعاية قد امتلأت بالآباء والأمهات وقد تخلَّى عنهم الأبناء والبنات وامتنعوا حتى عن زيارتهم والسؤال عنهم، وأي عقوق أكبر من هذا العقوق، وبأي وجه سيقف هؤلاء أمام رب الأرض والسماء، اللهم اجعلنا من البارِّين بآبائنا وأمهاتنا، الواصلين لأرحامنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

41- ترتفع الأصوات في المساجد.

42-قد يكون زعيم القوم أرذلهم ويسود القبيلة فاسقهم.

43- يُكرَم الرجل مخافة شره لا لفضله وكرامته. نطق صلى الله عليه وسلم: "… إذا كان المغنم دولاً والأمانة مغنماً والزكاة مغرماً وأطاع الرجل زوجته وعقَّ أمه وبرَّ صديقه وجفا أباه وارتفعت الأصوات في المساجد وكان زعيم القوم أرذلهم وساد القبيلة فاسقهم وأُكْرِمَ الرجل مخافة شرِّه وشُرِبَت الخمور ولُبس الحرير واتُّخِذت القينات والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء أومسخاً وآيات تتابع كنظام بالٍ بتر سلكه فتتابع" (رواه الترمذي).

44- تكثر الشرطة وذلك لزيادة الفساد.

45- تقديم الرجل لإمامة الناس في الصلاة لجمال صوته وإن كان أقل القوم فقهاً وفضلاً.

46- بيع الحكم، أي: تُنال المناصب بالرشوة.

47- الاستخفاف بالدم. نطق صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال ستاًّ، إمارة السفهاء وكثرة الشُّرَط وبيع الحكم واستخفافاً بالدم وقطيعة الرحم ونشوا يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليغنيهم وإن كان أقلهم فقهاً".

48- حتى تشارك المرأة زوجها العمل والتجارة. نطق صلى الله عليه وسلم: "بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشوالتجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة وبتر الأرحام وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق وظهور القلم" (رواه أحمد).

49- فشوالقلم وكثرة التصانيف والتأليف.

50- حتىقد يكون الولد غيظاً، وذلك لكثرة عقوقه لوالديه وجلب المشاكل لهما فيغيظهما في جميع وقت.

51- ويكون المطر قيظاً، أي أنهقد يكون عذاباً بدلا من حتىقد يكون خيراً ورحمة.

52- ويتفهم لغير الدين، أي ابتغاء منصب أووظيفة أومال يكتسبه.

53- ظهور السيارة وهذا من عجيب أخبار النبي صلى الله عليه وسلم: "سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرحال ينزلون بها على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات"، ومعنى كاسيات عاريات أي أنهن لابسات ملابس شفافة أوضيقة أومظهرات لبعض مفاتنهن فيكن كاسيات ولكنهن بالحقيقة عاريات.

54- ظهور التَّرف وحياة الدعة في الأمة الإسلامية. نطق صلى الله عليه وسلم: "إذا مشت أمتي المطيطاء -أي: مشية فيها تبختر ومد اليدين- وخدمها أبناء الملوك أبناء فارس والروم سلط شرارها على خيارها" (رواه الترمذي).

55- ترتفع التحوت وتوضع الوعول أي: يُكرم الفسقة ويُهان الكرام، فها نحن اليوم نرى الكثير من الناس إلا من رحم الله يأخذ الفنانين والفنانات والمتبرجات والساقطات قدوة يقتدي بهم ويرى حتى الفهماء والفقهاء والإسلاميين معقدين ومتطرفين ونسي قول الله تعالى: " اَلأَخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُم لِبَعْضٍ عَدْوُ إِلاَّ اَلْمُتّقِينَ " ونسي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب" أي يحشره الله تعالى يوم القيامة مع من أحب، فإن أحب الصالحين فهومعهم، وإن أحب الفاسقين فهومعهم، ونحن لا نقول عن هؤلاء الذين يحرفون الحدث عن مواضعه فيتحدثون على الإسلاميين والملتزمين ويشوهون صورتهم إلا كما نطق الله تعالى: "كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُج مِنْ أَفْوَاهِهمَ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبَا".

56- ينطق للرجل ما أجلده وما أظرفه وما أعقله وما في قلبه حبة خردل من إيمان.

57- تمني الموت لكثرة الفتن. نطق صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه" (رواه البخاري).

58- تحاصر العراق ويمنع عنها الطعام والمساعدات.

59- ثم تحاصر الشام (سوريا-لبنان-الأردن-فلسطين) فيمنع عنها الطعام والمساعدات. وهاتان العلامتان السابقتان من أحب ما أبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون في آخر الزمان، فقد سقط هذا قريباً جداً حوصرت العراق ثم حوصرت فلسطين وتحقق قول نبينا المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إذ نطق صلى الله عليه وسلم: "يوشك أهل العراق حتى لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا: من أين ذاك، نطق: من قبل العجم يمنعون ذلك. ثم نطق: يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار ولا مدى. قلنا من أين ذلك، نطق: من قبل الروم…" (رواه مسلم وأحمد).

60- موت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

61- فتح بيت المقدس. وقد كان هذا في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

62- الموت الجماعي بالأوبئة والطواعين وغيرها كطاعون عمواس في زمن عمر والحروب العالمية.

63- ظهور الغلاء وارتفاع الأسعار حتى يعطى الرجل مائة دينار بل ثلاثمائة فيظل ساخطاً.

64- فتنة تدخل جميع بيت من بيوت العرب وغيرهم كالتلفاز والأغاني فقد اقتحما جميع بيت، والتلفاز خطره عظيم لا يخفى على عاقل ولا سيما الستلايت، والتعري الفاحش الذي يظهر فيه، نطق الله تعالى: "قَل للمْؤْمِنينَ يَغُضوا مِنْ أَبْصَارِهِم"، ونطق سبحانه: "وقُل للمؤمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِن"، وهذا لا ريب يضم النظر عموماً سواء كان نظراً مباشراً، أوعن طريق التلفاز أوغيره، فعن جرير رضي الله عنه نطق: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة، فنطق اصْرِفْ بَصَرَكْ " ونطق صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وهوأمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين: يا علي لا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظَرَة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نطق: لِكُلِّ بني آدم حَظُ من الزنا، فالعينان تزنيان وزناهما النظر، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرِّجْلان تزنيان وزناهما المشي، والفَمُ يَزْني وزناه القُبَلْ، والقلب يَهْوَى وَيَتَمنىَّ وَالفَرْجُ يُصدِّق ذلك أويُكَذِّبَه"، ولوسَأَلْنَا مَنْ يَجِلسْ مع زوجته وأهله أمام الستلايت أوفي دور السينما هل تقبل حتى تجلس أنت وأهلك في بيتك وترى أمامك رجل وامرأة مثلما تراهما في التلفاز، أي أنك تراه يُقبِّلها ويداعبها ويعمل ما يعمله الأزواج، سواء كان في بيتك أوفي مكان آخر، لكان الجواب لا، ولا شك حتى هذا من السَّفَه في العقول، إذ كيف من الممكن أن تفرق بين هذه الحال وبين ما تراه في التلفاز وهومشابه له، وأي فرق يوجد إلا أنك في هذه الحالة تَرَاهُمْ أنت وأهلك، وهم يَرَوْنِكْ، وفي التلفاز تراهُم ولا يَرَوْنِكْ، والرجل الغيور لا يقبل بذلك لأهله، وإلا تحقَّق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة ديوث، قيل: ومن الديوث يا رسول الله، نطق: الذي يُقر في أهله الخبث"، والديوث هوالذي لا يغار على عرضه، فأي غيرة مع مِثلَ هذا، والله سبحانه وتعالى يقول: "يَا أيُّها الَّذين آمنوا قُوْا أَنْفُسَكُم وَأَهْلِيكَم ناراً وَقودُها النَّاسُ والحِجَارة عَلَيْها مَلائِكَةُُ غِلاظُ شِدَادْ لا يَعْصونَ اللهَ ما أَمَرَهُم وَيَفْعَلُونَ ما يُؤُمَرُون" والتلفاز والستلايت ما هما إلا وسيلة لتدمير الإسلام والمسلمين كما نطق زعيم الماسونية: كأسُ وغانية يعملان في الأمة المحمدية أكثر مما يعمله ألف مدفع فَأَغْرِقوها في حب المادة والشهوات، وللأسف استخدموه في إفساد الأمة الإسلامية ونحن ننظر، فالتلفزيون يعلِّم نساءنا كيف من الممكن أن يَتَبَرَّجْنَ ويَتَعَرَّيْنَ وكيف يَخْتَلِطْنَ بالرجال، وكيف يَكْذِبْنَ وَيَخْدَعْنَ وَيَخُنَّ أزواجَهُنَّ، فهوحقيقةً دعوة صريحة إلى الزنا والخنا والخمر والقمار والاختلاط والسفور والانحلال، فاتقوا الله في أنفسكم وأولادكم وأهليكم، وافهموا حتى الدنيا فانية وما عند الله باق.

65- هدنة ومصالحة تكون بيننا وبين الروم (أوروبا-أمريكا).

وهذه آخر علامة صغرى لأنهقد يكون في أعقابها وعلى إثرها الملاحم الأخيرة.

وقد تمت المهادنة وبدأت أطراف هذه العلامة الأخيرة تتراءى، فنحن الآن في صلح مع الروم. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم (هوداء يميت الدواب فجأة)، ثم استفاضة المال حتى يُعْطَى الرَّجُل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا يَبْقَى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فَيَغْدُرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية (راية) تحت جميع غاية اثنا عشر ألفاً"(رواه البخاري وأحمد).

فالهدنة التي بيننا وبين الروم أوبني الأصفر أوأمريكا وأوروبا هي آخر علامة من علامات الساعة الصغرى وذلك لأن الملحمة الكبرى التي سيقود المسلمين فيها "المهدي" عليه السلام ستكون في أعقاب هذه الحرب القادمة التحالفية (العالمية).

أما عن وصف هذه المعركة: فهي معركة عالمية تحالفية مدمِّرة تدور رحاها في أرض فلسطينقد يكون المسلمون والروم (أمريكا-أوروبا) فيها حلفاء فيقاتلون عدواً لهم كما أبلغ عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم "ستصالحون الروم صلحاً آمناً فَتَغْزونَ أنتم وهم عدواً من ورائهم فَتَسْلَمُونَ وَتْغنَمون ثم تَنْزِلونَ بمَرْجٍ ذي تَلُولَ فيقوم رجل من الروم فيحمل الصليب ويقول: غَلَبَ الصَّليب فيقوم إليه رجل من المسلمين فَيَقْتِلُه فيغدر الروم وتكون الملاحم فيجتمعون لكم في ثمانين غاية مع جميع غاية إثنا عشر ألفاً"(رواه أحمد وابن ماجه وأبوداود وصححه الألباني)

وفي هذه المعركة ينتصر المسلمين والروم على عدوهم ويُهزم الأعداء شر هزيمة فيحمل رجل من الروم الصليب ويقول انتصرنا بفضل هذا، فيقوم رجل من المسلمين ويقتله كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك بالحديث، فيغدر الروم بالمسلمين ويقوم بتجهيز جيش لقتال المسلمين يستغرق تجهيزه تسعة أشهر ويكون القتال فيه بالسيوف والخيول والرماح كما كان في أول الزمان وذلك لأن هذه المعركة تُدَمِّرْ جميع الآليَّات والأسلحة النووية وغيرها.

ويتبع ذلك (الملحمة الكبرى) وهي التي تكون بين المسلمين والروم، ففي أثناء تجهيز الروم لقتال المسلمين يخرج المهدي المنتظر، ذلك الرجل الشاب وهومن المسلمين من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من وَلَدْ الحسن بن فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الطويل الذي رواه أبي داود حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نطق: "لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ إسمه إسمي وإسم أبيه إسم أبي"، وهوكذلك فإن إسمه محمد بن عبد الله ووصفه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه أقنى الأنف، واسع الجبهة، ومعنى أقنى الأنف: أي حتى أنفه طويل مع حدب بوسطه مع دقة في أرنبته، وهذا المهدي المنتظر يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، ويحكم الأرض سبع أوثمان أوتسع سنوات كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ومن العلامات التي تدل على حتى هذا هوالمهدي المنتظر هي أنه يبايعه قوم ليس لهم عدد ولا عدة عند الكعبة المشرفة بين الحجر الأسود ومقام ابراهيم، ومن العلامات الدالة أيضاً على أنه المهدي هي: أنه يأتي جيش من المسلمين ليقاتل المهدي ومن بايعه ويقضي عليهم، ولكن الله تعالى يخسف بهذا الجيش الأرض فتنشق الأرض وتبتلعهم ولا ينجوا منهم إلا رجل أورجلان لكي يخبر العالم بأمرهم فيسمع بذلك الناس فيأتون من جميع مكان لمبايعة المهدي المنتظر عليه السلام وهذا في التسعة أشهر التي يُجَهِّزْ فيه الروم للقتال وبعد ذلك تقوم الحرب بين المسلمين والروم وينتصر فيها المسلمون على الروم ويكون المهدي من ضمن جيش المسلمين.

وستكون هناك حروب كثيرة في عهد المهدي المنتظر وذلك بعد انتهاء حرب المسلمين والروم، فسيقوم المهدي المنتظر عليه السلام بفتح جزيرة العرب وفارس والروم والقسطنطينية، ومما يشير على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم وأحمد وابن ماجة "تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله"، ونطق صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري وأحمد "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خَوْزاً وكِرْمَاَنْ من الأعاجم حُمْرَ الوُجوه فُطْسَ الأُنوفْ صِغارَ الأَعَيُنْ كأن وجوههم المَجَانُّ المطرقة"، والمجان المطرقة: هي الدرع الواقي للمقاتل. وبعد فتح القسطنطينية سيخرج المسيح الدجال:-

الذي ما من نبي إلا وحذر أمته الدجال وهي أشد فتنة يمر بها المسلمون فقد نطق عنها النبي صلى الله عليه وسلم "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال". وهورجل من بني آدم يهودي ممسوخ الخلقة، شيطاني النشأة، شيطاني الشكل والصورة، تحيط به الشياطين ويتبعه سبعون ألفاً من اليهود وهوحيُّ يرزق ولكنه محبوس في دير إلى أجل مسمى. ومما يشير على ذلك الحديث الذي رواه مسلم في سليمه عن فاطمة بنت قيس نطقت: سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهويضحك فنطق ليلزم جميع إنسان مُصَلاَّه ثم نطق أتدرون لم جمعتكم، نطقوا الله ورسوله أفهم، نطق: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تَميماً الداري كان رجلاً نصرانياً فاتى فبايع وأسلم وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهراً في البحر ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أَقْرُبِ السَّفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أَهْلَبْ كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فنطقوا وَيْلَكِ ما أَنْتِ فنطقت أنا الجسَّاسة نطقوا وما الجساسة نطقت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، نطق لما سمت لنا رجلاً فَرِقنا (خفنا) منها حتى تكون شيطانه نطق فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً وأشده وثاقاً مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا ويلك ما أنت نطق قد قدرتم على خبري، فأبلغوني ما أنتم، نطقوا نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم (هاج) فلعب بنا الموج شهراً ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أَقْرُبِهَا فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت فنطقت أنا الجساسة قلنا وما الجساسة نطقت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعاً وفزعنا منها ولم نأمن حتى تكون شيطانه فنطق أبلغوني عن نخل بِيسَانْ قلنا عن أي شأنها تستخبر نطق أسألكم عن نخلها هل يُثمر قلنا له نعم نطق أما إنه يوشك حتى لا تثمر، نطق أبلغوني عن بحيرة الطَّبَرِيَّة، قلنا عن أي شأنها تستخبر نطق هل فيهما ماء، نطقوا هي كثيرة الماء، نطق أما إذا ماءها يوشك حتى يمضى، نطق أبلغوني عن عين زغر، نطقوا عن أي شأنها تستخبر، نطق هل في العين ماء وهل يغرس أهلها بماء العين، قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يغرسون من مائها، نطق أبلغوني عن نبي الأميين ما عمل، نطقوا قد خرج من مكة ونزل يثرب، نطق أقاتله العرب، قلنا نعم، نطق كيف من الممكن أن خلق بهم، فأبلغناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه، نطق لهم قد كان ذلك، قلنا نعم، نطق أما إذا ذاك خير لهم حتى يطيعوه وإني مخبركم عني إني أنا المسيح وأني أوشك حتى يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان عليَّ كلتاهما حدثا أردت حتى أدخل واحدة أوواحداً منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا (مسلولاً) يصدني عنها وإن على جميع نقب (الفرجة بين جبلين) منها ملائكة يحرسونها نطقت نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة، ألا هل كنت حدثتكم ذلك، فنطق الناس نعم، فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أوبحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما من قبل المشرق ما من قبل المشرق ما وأومأ بيده إلى المشرق، نطقت فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم حتى مكان الدير المحبوس فيه الدجال هوإقليم يسمى "خراسان" تحديداً من قرية يهودية "اصبهان" (أي على الحدود الروسية الإيرانية) ومما يشير على ذلك الحديث الذي رواه الترمذي والحاكم بأن النبي صلى الله عليه وسلم نطق "الدجال يخرج من أرض بالمشرق ينطق لها خراسان" ومع معهدتنا لمكان الدجال إلا أنه لا يستطيع أحد حتى يصل إليه أويطلق سراحه لأن هناك وقتاً قَدَّره الله لخروجه فلا يتقدم عنه ساعة ولا يتأخر، وفتنته ليست فتنة قهر وجبر وإكراه وإنما هي فتنة شهوات وإغواء يستميل إليه ضعاف القلوب والإيمان من المسلمين فضلاً عن المشركين والملاحدة.

وتكون فتنة الدجال بأن يسخر الله له جميع شئ حتى أنه يقول للسماء أمطري فتمطر ويأمر الأرض حتى تنبت الغرس فتنبت وما من شئ يطلبه إلا ويتحقق حتى أنه يأتي بالرجل فيقول له إذا أحييت لك أمك وأباك أتؤمن فيقول نعم، فيحيي أمه وأباه فيأتيانه فيقولان له يا بني إنه ربك فاتبعه وهوبالحقيقة لا يحييهم ولكن يتمثل له شيطانان بهيئتهما حيث حتى الله يسخر له جميع شئ. ولذلك وصفه وبينه لنا النبي صلى الله عليه وسلم بياناً شافياً كافياً لا يدع معه شك ولا تردد في التعهد عليه فقد نطق النبي صلى الله عليه وسلم "رجل جسيم أحمر جعد الرأس أعور العين كأن عينيه عِنَبَةُ طافية" ومن أوضح العلامات أنه مكتوب بين عينيه "كافر" يقرؤها جميع مؤمن قارئ وغير قارئ، وسوف يمكث الدجال في الأرض أربعين يوماً يقول عنها النبي صلى الله عليه وسلم أنها يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع وبقية أيامه كأيامنا، فمن قَدَّرَ الله له حتى يرى الدجال فليتفل في وجهه وليقرأ عليه فواتح سورة الكهف أوخواتيمها فَيُعصَم بإذن الله، ومن عجز عن جميع ذلك عليه حتى يفر عبر الدجال مع لزوم الذكر والنادىء فإنه بإذن الله لا يضره، ونذكر هنا حديث سليم جامع لفتنة الدجال رواه ابن ماجه وابن خزيمة:

فعن أبي أمامة رضي الله عنه حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نطق: "يا أيها الناس إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال وإن الله عز وجل لم يبعث نبيًا إلا حذر أمته الدجال وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهوخارج فيكم لا محالة فإن يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم وإن يخرج من بعدي فكل حجيج نفسه والله خليفتي على جميع مسلم. وإنه يخرج من خلة بين الشام والعراق فيعيث يمينًا وشمالاً، يا عباد الله أيها الناس فاثبتوا فإني سأصفُه لكم صفةٌ لم يصفها إياه قبلي نبي، يقول: أنا ربكم، ولا ترون ربكم حتى تموتوا، وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه جميع مؤمن محرر أوغير محرر وإن من فتنته حتى معه جنةً ونارًا، فناره جنة وجنته نار فمن ابتلى بناره فليستعذ بالله وليقرأ فواتح الكهف. وإن من فتنته حتى يقول للأعرابي: أرأيت إذا بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك،يا ترى؟ فيقول نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان يا بني اتبعه فإنه ربك.

وإن من فتنته حتى يسلط على نفس واحدة فيقتلها ينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه ثم يزعم حتى له ربًا غيري فيبعثه الله ويقول له الخبيث: من ربك،يا ترى؟ فيقول: ربي الله وأنت عدوالله أنت الدجال والله ما كنت قط أشد بصيرة بك من اليوم.

وإن من فتنته حتى يأمر السماء حتى تمطر، فتمطر، ويأمر الأرض حتى تنبت فتنبت. وإن من فتنته حتى يمر بالحي فيكذبونه، فلا يبقي لهم سائمة إلا هلكت.

وإن من فتنته حتى يمر بالحي فيصدقونه، فيأمر السماء حتى تمطر فتمطر، ويأمر الأرض حتى تنبت فتنبت، حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت، وأعظمه، وأمده خواصر وأدره ضروعًا.

وإنه لا يبقى شئ من الأرض إلا وطنه وظهر عليه، إلا مكة والمدينة، لا يأتيهما من نقب من أنقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلته، حتى ينزل عند الضريب الأحمر، عند منبتر السْبخَة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى فيها منافق ولا منافقة إلا خرج اليه، قتنفي الخبيث منها، كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، قيل: فأين العرب يومئذ،يا ترى؟ نطق: هم يومئذ قليل.

وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح، إذ هبط عليهم عيسى ابن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكُص يمشي القَهقَرى ليتقدم عيسى، فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثم يقول له: تقدم فصل، فإنها لك أقيمت، فيصلي بهم إمامهم، فإذا انصرف، نطق عيسى: افتحوا الباب فيفتحون ووراءه الدجال، معه سبعون ألف يهودي، كلهم ذوسيف محلى وساج، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء. وينطلق هاربًا.. فيدركه عند باب لُدّ الشرقي، فيقتله، فيهزم الله اليهود، فلا يبقى شئ مما خلق الله عز وجل يتواقى به يهودي، إلا أنطق الله ذلك الشئ، لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة، إلا الغرقدة، فإنها من شجرهم لا تنطق، إلا نطق: يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال اقتله.

فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكمًا عدلاً، وإمامًا مقسطًا، يدق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ويهجر الصدقة، فلا يُسعى على شاةٍ ولا بعير، وتحمل الشحناء والتباغض وتُنزع حمة جميع ذات حُمَة، حتى يُدخل الوليد يده في فَيّ الحية، فلا تضره، وتضر الوليدة الأسد فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الحدثة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها، وتسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور الفضة، تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بالدريهمات.

وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد، يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر الله السماء السنة الأولى حتى تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض حتى تحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله، فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء، فلا يبقى ذات ظلِف إلا هلكت إلا ما شاء الله، قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان،يا ترى؟ نطق: التهليل والتكبير، والتحميد، ويجزئ ذلك عليهم مَجْزأة الطعام".

نزول عيسى بن مريم عليه السلام:-

وبعد هذه الأربعين يوماً التي يمكثها الدجال سينزل المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وعقيدة المسلمين حتى عيسى بن مريم عليه السلام لم يُقتَل ولم يُصلَب ولكن حمله الله إليه في السماء وأنه سيعود في آخر الزمان فَيَقتُل الدجال ويُظهِر الإسلام ويدعوا إليه.

ينزل عيسى بن مريم عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بسوريا ومعه المسلمين حيث مقر المهدي عليه السلام ومما يشير على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم "ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق" (رواه الطبراني) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً في وصفه لعيسى بن مريم ومكان نزوله "ليس بيني وبين عيسى نبي وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعهدوه، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، ينزل بين ممصرتين (ثياب فيها صفرة خفيفة) كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل" (رواه أبوداود) وأول ما يعمله بعد نزوله هوحتى يبدأ بالصلاة فهوينزل وقد أقيمت صلاة الصبح وتقدم المهدي ليصلي بالناس وما حتى يرى نبي الله عيسى عليه السلام حتى يتأخر ليقدمه لكي يأم الناس فيأبى عيسى عليه السلام حتى يتقدم ويقول: (لا إذا بعضكم على بعض أمراء)، كما اتى في الحديث الذي رواه مسلم وأحمد عن جابر رضي الله عنه حتى النبي صلى الله عليه وسلم نطق: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم: تعال صلّ لنا. فيقول: لا إذا بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة"، وفي رواية عند الإمام أحمد: "… فإذا هم بعيسى بن مريم فَتُقام الصلاة فَيُنطق له: تقدم يا روح الله. فيقول: ليتقدم إمامكم فليصلّ بكم"

وهنا قد يُثار سؤالان: السؤال الأول: ما الحكمة في نزول عيسى بن مريم عليه السلام بالذات دون غيره من الأنبياء،يا ترى؟ الجواب: نطق ابن حجر في فتح الباري: "نطق الفهماء: الحكمة في نزول عيسى دون غيره من الأنبياء الرَّد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه، فبيّن الله تعالى كذبهم وأنه الذي يقتلهم"اهـ.

وفيه أيضًا رد على النصارى الذين يزعمون إلهيته، فيكذبهم الله بنزول عيسى وإعلانه بشريته، بل وإسلامه بكسر الصليب وقتل الخنزير ورفض الجزية.

السؤال الثاني: لما لم يُصلّ عيسى عليه السلام إمامًا ،يا ترى؟ الجواب: ما نطقه ابن الجوزي: "لوتقدم عيسى إمامًا لسقط في النفس إشكال وقيل: أتراه تقدم نائبًا أومبتدئًا شرعًا، فصلّى مأمومًا لئلا يتدنس بغبار الشبهة وجهُ قوله صلى الله عليه وسلم: "لا نبي بعدي". وبعد رفض عيسى عليه السلام إمامة المصلين، يصلي المهدي بالناس، وبعد الصلاة مباشرة يتولى بنفسه اغتال الدجال ثم القضاء على بقية اليهود ثم يدعوا إلى الإسلام، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية فلا يَقْبَل إلا الإسلام أوالسيف.

ثم تضع الحرب أوزارها، ويعيش الناس في نعمة لم ينعموا مثلها، فتحمل الشّحناء والبغضاء، وينزع السُّم من ذوات السُّموم حتى يُدخل الوليدُ يده في فيّ الحية فلا تضره، ويلعب الصبيان مع السباع والأسود فلا تضرهم، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبُها، وتخرج الأرض بركتها وتنزل السماء خيرها، ويتزوج عيسى بن مريم عليه السلام.

ثم يحج عيسى عليه السلام الكعبة المشرفة. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليُهِلَّن ابنُ مريم بفج الرَّوْحاء حاجًا أومعتمرًا أوليثنّينهما".

ثم يمكث عيسى عليه السلام في الأرض (سبع سنين) وفي رواية (أربعين سنة) فالله أفهم بما سيكون. ثم يتوفى بعد حتى يهلك الله في زمنه يأجوج ومأجوج.

العلامات الكبرى: وهي على قسمين: علامات يراها المؤمنون وهي ستة علامات، وعلامات لا يراها المؤمنون وهي أربعة علامات.

والعلامات التي يراها المؤمنون بالترتيب هي: الدجال، وعيسى بن مريم عليه السلام، وقد تحدثنا على هاتين العلامتين وبيَّنَّاهما، ويتبعهما خروج يأجوج ومأجوج وذلك بعد حتى يقتل عيسى عليه السلام المسيح الدجال.

يأجوج ومأجوج طائفتان من التُّرْكْ من ذرية آدم عليه السلام والدليل على ذلك ما ثبت في السليمين: "عن أبي سعيد رضي الله عنه نطق: نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى يوم القيامة، يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك: قم فابعث بعث النار من ذريتك، فيقول: يارب وما بعث النار،يا ترى؟ فيقول: من جميع ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة. فحينئذ يشيب الصغير وتضع جميع ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. نطق: فاشتد ذلك عليهم. نطقوا يا رسول الله أَيُّنَا ذلك الواحد،يا ترى؟ فنطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشروا، فإن منكم واحداً ومن يأجوج ومأجوج ألفاً" وهذا الحديث يشير على كثرتهم، وعلى أنهم أضعاف الناس مراراً عديدة. ومما يشير على ذلك حتى المسلمين سيوقدون من قِسِّي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين ومعنى النشاب: السهم

ثم أنهم من ذرية نوح عليه السلام والدليل قول الله تعالى عن نوح "وَجَعَلنا ذُرِيَّتَهُ هُمْ اَلْبَاقِيِن" ونوح عليه السلام له ثلاثة من الأولاد سام وحام ويافث، فسام أبوالعرب، وحام أبوالسودان، ويافث أبوالهجر، ومما يشير على ذلك الحديث الذي رواه أبوهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نطق: "ولد لنوح سام وحام ويافث فولد سام العرب وفارس والروم والخير فيهم، وولد يافث يأجوج ومأجوج والهجر والصنطقبة ولا خير فيهم، وولد حام القبط والبربر والسودان".

وأما عن وصفهم فلهم نفس أوصاف الهجر المغول (عراض الوجوه-صغار الأعين-صهب الشعور (سواده يضرب إلى البياض أوالكدرة)- كأن وجوههم المجان المطرقة (أي التروس المستديرة)، واتى بهذا الوصف حديث رواه أحمد في مسنده.

وأمتي يأجوج ومأجوج موجودتان الآن وهما محبوستان خلف السَّد الحصين المنيع السميك الذي بناه عليهم ذوالقرنين بسبب إفسادهم وشرورهم وهذا ما دلت عليه الآية في قوله تعالى: "حَتَّىَ إِذَاَ بَلَغَ بَيْنَ اَلْسَدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهمَا قَوّمَاً لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَولاَ، قَالُوا يَذَا الْقَرْنَيِنِ إِنَّ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ مُفِسدُونَ فِي الأَرض فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجَاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَاَ وَبَيْنَهُم سَدَاً، قَاَلَ مَا مَكَّني فِيهِ رَبّي خَيرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلُ بَيُنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمَاً" (الكهف/95:93)، وهذا السد موجود على الحدود الهجرية الروسية قريباً من جبال القوقاز كما دل على ذلك قول ابن عباس رضي الله عنهما وهومذكور عند أكثر المفسرين حيث نطق: (وهوفي منبتر بلاد الهجر مما يلي أرمينيا وأذربيجان) ولا يستطيع أحد الوصول إليهم وإخراجهم، وإنماقد يكون خروجهم عندما يأذن الله لهم بالخروج، وهذا بعد حتى يقتل عيسى عليه السلام الدجال فَيُلْهِمَ الله أميرهم بأن يقول ارجعوا سنفتحه غداً إذا شاء الله، حيث أنهم مُنْذُ حُبِسُوا في هذا المكان وهم يحاولون الخروج، ويحاولون جميع يوم ثقب هذا السور لكي يخرجوا، حتى إذا كادوا حتى يروا شعاع الشمس يقول الذي عليهم ارجعوا سنفتحه غداً فيرجعون ويأتون باليوم الثاني وإذا بالسد عاد كما كان حتى يقولوا إذا شاء الله فَيُسَهِّلْ الله لهم الخروج، ومما يشير على محاولاتهم ثقب السد قول النبي صلى الله عليه وسلم وهوفي السليمين عندما استيقظ من النوم فزعاً "لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فُتِحَ اليومَ من رَدْمِ يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها، نطقت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون، نطق نعم إذا كثر الخبث" والخبث يعني الفسق والمعاصي والنفاق.

وفتنة يأجوج ومأجوج عامة وشرهم مستطير لا يملك أحد دفعهم، حتى أنهم إذا خرجوا أوحى الله عز وجل إلى عيسى عليه السلام (أني أخرجت عباداً لا يدان لأحد بقتالهم فحرِّزْ عبادي إلى الطَّوْرْ) فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه فسادهم وشرهم فيرغب إلى الله عز وجل فيرسل الله طيراً كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله. وأما العصمة من يأجوج ومأجوج سيتولى عيسى بن مريم عليه السلام توجيه المسلمين فيها حيث يوحي الله إليه حَرِّزْ عبادي إلى الطَّوْرْ، وهوطَوْرِ سيناء بأرض مصر، ومما يشير على ذلك الحديث الذي رواه أبوهريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نطق: "إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد جميع يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس نطق الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً فيعودون إليه كأشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله عز وجل حتى يبعثهم إلى الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس نطق الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً إذا شاء الله وَيُستثنى فيعودون إليه وهوكهيئته حين هجروه فيحفرونه ويخرجون على الناس فَيُنَشِّفُونَ المياه وَيَتَحَصَّنَ الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله عليهم نغفاً (دودقد يكون في أنوف الإبل والغنم) في أقفائهم فيقتلهم بها فنطق رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمدٍ بيده إذا دواب الأرض لتسمن شكراً من لحومهم ودمائهم".

طلوع الشمس من المغرب:-

وتلي هذه العلامة طلوع الشمس من مغربها، والشمس منذ خلق الله السموات والأرض- وهي تطلع جميع يوم من المشرق وتغرب في المغرب، حتى إذا اتى الموعد الموعود استأذنت ربها حتى تطلع كعادتها فلا يأذن لها ثم تستأذن فلا يأذن لها ثم تستأذن فلا يأذن لها فتبقى ثلاثة أيام لا تطلع الشمس، وبعد ذلك يأذن لها الله بالطلوع من المغرب، وهذا ما أبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نطق: "أتدرون أين تمضى هذه الشمس، إذا هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يُنطق لها ارتفعي، ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى ينطق لها ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئاً حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فينطق لها ارتفعي اصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها، أتدرون متى ذاكم،يا ترى؟ حين "لا يَنْفَعُ نَفْسَاً إِيْمَاَنُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْل أَوْ كَسَبتْ فِي إِيمَاَنُهَا خَيْراَ". ونطق رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت من مغربها ورآها الناس آمنوا جميعاً فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل" (متفق عليه)، فعند ذلك يُغلق باب التوبة حيث لا ينفع الناس إيمانهم ما لمقد يكونوا آمنوا من قبل.

الدابة:-

وتليهما الدابة حيث نطق تعالى: "وإذَا وَقَعَ اَلْقَوْلُ عَلَيْهم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ اَلأرضِ تُكَلِّمُهُمْ إِنَّ اَلْنَاسَ كَاَنُوا بِآَيَاِتَنا لا يُوقِنُونْ" (النمل/82)، وهذه العلامة قرينة طلوع الشمس فإما حتى تسبقها وإما حتى تليها كما بيَّن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث نطق: "إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى فأيتهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً"(رواه مسلم وأحمد وأبوداود وابن ماجة) وأما عن وصفها فليس هناك أثر سليم في وصفها إلا أنه قيل أنها دابة عظيمة الخَلْقْ، لها ريش وزغب (زغب: ما يعلوا الغثاء من الوبر فإذا كبر تساقط) وقوائم. وإن كان لا يهمنا وصفها وذلك لأنه لنقد يكون لأحد اهتمام بشكلها أوحتى يقف ينظر إليها وإنما سيخرجها الله لمهمة تكليم الناس فقط فتقول لهم: إذا الناس كانوا بآيات الله لا يوقنون. وتضع علامة في وجوههم فَيُعرَف المؤمن من الكافر، وهذا ما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبوهريرة رضي الله عنه حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نطق: "تخرج الدابة معها خاتم سليمان وعصا موسى فتجلووجه المؤمن وتختم أنف الكافر بالخاتم حتى إذا أهل الخوان ليجتمعون فينطق ها ها يا مؤمن وينطق ها ها يا كافر ويقول هذا يا مؤمن ويقول هذا يا كافر" (رواه أحمد وأبوداود).

الدخان:-

وتليها الدخان حيث نطق تعالى: "فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ، يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيم" (الدخان/10،11) وروى ابن جرير عن عبد الله بن أبي مليكة نطق: "غدوت على ابن عباس ذات يوم فنطق: ما نمت الليلة حتى أصبحت، قلت لم،يا ترى؟ نطق طلع الكوكب ذوالذنب فخشيت حتىقد يكون الدخان قد طرق فما نمت حتى أصبحت"، وهذه العلامة يراها المؤمنون ولا تضرهم شيئاً وإنما هي إنذار للكافرين ببدء حلول العذاب ونزول النقمة بهم. ويمكث الدخان أربعين يوماً.

ولذلك بعد ظهور هذه العلامة تأتي ريح ليِّنة من قبل اليمن فتقبض أرواح المؤمنين جميعاً ولا يبقى إلا الكافرين، وذلك لصب العذاب عليهم وممايدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله تعالى يبعث ريحاً من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحداً في قلبه مثنطق حبة من إيمان إلا قبضته" (رواه مسلم والحاكم).

ومما ذكرناه يتبين لنا حتى العلامات التي يراها المؤمنون بالترتيب هي: (الدجال-عيسى بن مريم عليه السلام-يأجوج ومأجوج-طلوع الشمس من مغربها-الدابة-الدخان)

والعلامات التي لا يراها المؤمنون حيث حتى الله تعالى يتوفى النفوس المؤمنة قبلها حتى لا يروا زلزلة الساعة وهي ثلاثة خسوف، خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، والرابعة نار تخرج من قعر عدن أومن المشرق تسوق الناس إلى محشرهم، والخسف: هوانشقاق الأرض وابتلاعها الناس وهونوع من أنواع العذاب والنقمة. ومما يشير على عدم رؤية المؤمنين لهذه العلامات قول الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق" وقوله "لا تقوم الساعة حتى لا ينطق في الأرض الله الله".

وختاما نقول:

ينبغي على المسلم حتى يتقي الله عز وجل وأن يستعيذ به من المسيح الدجال، لعل الله حتى يقينا وإياكم فتنة الدجال ويجعلنا وإياكم من أهل الجنان ويحجب عنا وعنكم بعفوه النيران، كما أنه ينبغي عليه حتى لاقد يكون من الجيش الذي يمضى لقتال المهدي عليه السلام، وأن لاقد يكون من الثلث المنهزم من الملحمة الكبرى فَيُحرَم التوبة فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم من يستشهد بهذه الملحة الكبرى بأنه أفضل الشهداء وأما الثلث الذي يفر من القتال فقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شر الخلق يوم القيامة وبأنه لا توبة له وذلك لأنه خذل المسلمين في وقت حاجتهم إليه ونبين هذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم أبلغ بأن في هذه الملحمة الكبرى سيهزم ثلث الجيش وهم من شرار الخلق، وسيستشهد الثلث الثاني وهم أفضل الشهداء عند الله، وسينتصر الثلث الثالث والأخير وهم من أفضل الخلق، وذلك في الحديث الذي رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نطق: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أوبدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا نطقت الروم: خلّوا بيننا وبين الذين سَبُوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا والله لا نُخلّى بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث (أي ينسحب ويفر من المعركة ويخذل المسلمين أحوج ماقد يكونون إليه) لا يتوب الله عليهم أبدًا ويُقتل ثلث أفضل الشهداء عند الله ويفتح ثلث لا يُفتنون أبدا فيفتتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علّقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إذا المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون-وذلك باطل- فإذا اتىوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يُسوّون الصفوف إذ أقُيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم-عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- فأمّهم (أي قصدهم وتوجه إليهم) فإذا رآه عدوالله ذاب كما يذوب الملح فلوهجره لانذاب حتى يَهلِك ولكن يقتله الله بيده (أي بيد عيسى عليه السلام بحربته) فيريهم دَمَه في حربته".

فاتقوا الله عباد الله وتوبوا إليه وتذكروا حتى الدنيا فانية وأن الآخرة هي الباقية. وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم "كن في الدنيا كأنك غريب أوعابر سبيل"، وضعوا نصب أعينكم قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث يقول: "حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا َوزِنُوا أَعْمَالَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوَزَنَ لَكُمْ ".

ولا تنسوا عباد الله حتى قلوبكم معلقة بيد الله يُقَلِّبُهَا كيف من الممكن أن يشاء حيث أبلغ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث الذي رواه الترمذي "عن أنس رضي الله عنه نطق كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكْثِرْ حتى يقول، يا مُقَلِّبَ القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك، فقلت يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا، نطق نعم، إذا القلوب بين إصبعين من أصابع الله يُقَلِّبُهَا كيف من الممكن أن يشاء". فاتقوا الله واخشوا يوماً لا تجزي نفس عن نفسٍ شيئا ولا مولودٌ هُوَ جازٍ عن والده شيئا وافهموا أنه من أراد الله به خيراً فذلك الخير كله ومن أراد الله به شراً فلا يلومنَّ إلا نفسه.

وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

"