تأمين الاجتماعي

عودة للموسوعة

تأمين الاجتماعي

الضمان (التأمين) الاجتماعي يحتل أهمية بالغة في الوقت الحاضر، إذ ينظر إليه على أنه أحد المعايير المهمة للتقدم أوالتخلف، ولم يحتل الضمان الاجتماعي هذا المركز إلا بعد تاريخ طويل من التطور اغتنى معه من الناحيتين النظرية والتطبيقية.

اتى الضمان الاجتماعي عقب حالات الخوف والحرمان والقلق الشديدة التي كانت تعيشها الجماهير المستغَلة في مجتمعات العبودية والإقطاعية والرأسمالية، والتاريخ يشهد على أنه في المراحل المتنوعة لتطور البشرية وجدت أشكال مختلفة من الضمانات الضرورية لاستمرار حياة أفراد المجتمع غير القادرين على العمل من الشيوخ والأطفال والسقمى ومَنْ شابههم.

تحتل تشريعات الضمان الاجتماعي، بأشكاله المتنوعة، مكاناً بارزاً في تشريعات الدول المتطورة التي تسعى باستمرار لوصول هذا الضمان إلى جميع مواطن من مواطنيها، ليأمن على حياته وحياة أسرته وعلى مستقبلهما، بغية التحرر من الخوف والجوع والسقم وسواها. والأمر الواضح في هذه التشريعات أنها تختلف بحسب الفلسفة التي يستند إليها المجتمع في تطوره ويعتمد عليها أساساً لبناء حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.وهناك وجهات نظر متعددة حول تحديد مفهوم الضمان الاجتماعي لعل أهمها: ـ حتى الضمان الاجتماعي يضم جميع الجهود الحكومية والشعبية الموجهة لزيادة الرفاه المادي والحماية الصحية للعاملين. ـ وأن الضمان الاجتماعي يضم أيضاً تلك الجهود الحكومية والشعبية الموجهة لضمان المواطنين في حالات الشيخوخة والعجز والسقم وفقدان المعيل.

وانطلاقاً مما سبق، يمكن تعريف الضمان الاجتماعي بأنه: جملة المجهودات الاجتماعية والاقتصادية التي تنفذها أوتدعمها الدولة، لضمان المواطن في حالات الشيخوخة وفقدان القدرة على العمل، وكذلك ضمان الأطفال وتقديم الخدمات الطبية والعلاج للمواطنين.

ويفهم من هذا التعريف حتى الضمان الاجتماعي إما حتىقد يكون واسعاً يضم الحق في الضمان المادي في الشيخوخة وحالات فقدان القدرة على العمل، والحق في الخدمة الطبية المجانية وفي العلاج، والحق في إعالة الأطفال وتربيتهم، وإما حتىقد يكون ضيقاً، يضم الحق في ضمان الشيوخ وغير القادرين على العمل. وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي وانحلال الدول الاشتراكية. صار الضمان الاجتماعي ينفّذ في الوقت الحاضر في الدول الرأسمالية المتطورة عن طريق ثلاثة أنظمة رئيسية يحاول المنظرون الرأسماليون جعلها ثلاثة أجزاء في نظام واحد للضمان الاجتماعي وهذه الأنظمة هي:

1ـ نظام التأمين الاجتماعي الحكومي: ويقوم هذا النظام على تحصيل أقساط تأمينية خاصة من العاملين وأصحاب العمل، والحق القانوني للمؤمن عليهم من الحصول على المعاشات والتعويضات والخدمات الطبية في حالات محددة قانونياً، ويُحدث بموجب تشريعات تصدرها السلطات الحكومية، وتضمن تطبيقها، وهوملزم لأصحاب العمل، ويضم فئات واسعة من العاملين.

2ـ نظام الضمان الاجتماعي الخاص: ويُحدث هذا النظام من المنظمات والجمعيات وأصحاب العمل وهوغير مضمون من الدولة، ويُنفّذ هذا النظام شركات تجارية تأمينية خاصة وينفذه أحياناً أصحاب العمل، ومثال ذلك تأمين إصابات العمل في معظم الولايات المتحدة الأمريكية، ويهدف هذا النظام إلى تحصيل الأرباح، كما هي الحال في شركات التأمين والتخلص من دفع الضرائب على أجزاء من الدخل لأصحاب العمل، ومساعدة العاملين المحرومين من الأجور، كما هي الحال في الأنظمة التي تنفذها النقابات.

3ـ نظام المساعدة الاجتماعية الحكومية: وهوالأكثر انتشاراً بين أنظمة الضمان الاجتماعي، وهونظام المساعدة الاجتماعية الحكومية التي تدفعها أجهزة الدولة من العائدات الضريبية العامة، من دون تحصيل أقساط من العاملين أوأصحاب العمل، إلا حتى الحق في الحصول على هذه المساعدات غير مضمون قانوناً، ولا يمثل حقاً شخصياً للعامل، لذلك فإن هذا النظام مرتبط بالبحث والتفتيش عن وجود الحاجة كما يراها الموظفون المكلفون، بحسب الحالة، يضاف إلى حتى هذا النظام غالباً ما يشترط إلزام من يحصل على هذه المساعدة إعادتها إذا زالت أسبابها.

لم يكن الضمان الاجتماعي بمعزل عن اهتمام المنظمات الدولية، إذ تضمنت وثائق منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المنبثقة عنها مبادئ الدفاع عن حقوق الإنسان، فقد نصت المادة /55/ من ميثاق الأمم المتحدة على حمل مستوى حياة الناس (ضمان) بصورة كاملة وتوفير شروط التقدم والتطور الاجتماعي والاقتصادي لهم. وقد تضمّن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، إضافة إلى الحقوق المدنية والسياسية، جملة من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية المهمة، منها الحق في الضمان الاجتماعي، كما تضمن العهد الدولي الخاص بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية لعام 1966 تأكيداً لحقوق الإنسان الأساسية، ومنها حقه في الضمان الاجتماعي. واهتمت منظمة العمل الدولية بموضوع الضمان الاجتماعي، وأصدرت مجموعة اتفاقيات وتوصيات تتعلق بهذا الموضوع، لعل أهمها الاتفاقية رقم /102/ لعام 1953 التي نصّت على تقديم الأنواع الآتية من الضمان الاجتماعي: الخدمات الطبية والتعويض في حالات السقم والتعويض في حالة البطالة ومعاشات الشيخوخة وتعويض إصابات العمل والتعويضات العائلية وتعويض الأمومة ومعاشات العجز ومعاشات في حالات فقدان المعيل.

إن تحليل التطور التاريخي للتأمين الاجتماعي في سورية يمكن حتى يقود إلى استنباط النتائج الآتية: ـ كان تطور التأمين الاجتماعي جزءاً لا ينفصل عن تطور قوانين العمل، وخاصة قانون العمل /379/ لعام 1946، وقانون العمل الموحد رقم /91/ لعام 1959 النافذ، والقانون رقم /1/ لعام 1985 النافذ أيضاً. ـ إذا مسيرة تطور التأمين الاجتماعي في الجمهورية العربية السورية كانت وثيقة الصلة بنضال الطبقة العاملة من أجل حقوقها الاقتصادية والاجتماعية. ـ كان قانون التأمينات الاجتماعية رقم /92/ لعام 1959 العلامة المميزة على طريق تطور نظام التأمين الاجتماعي في سورية، وبفضل هذا القانون وتعديلاته تكامل نظام التأمينات الاجتماعية. ولكن هذا النظام لا يضم جميع فئات العاملين، ويلقي على كاهلهم جزءاً كبيراً من نفقات التأمين الاجتماعي، على أنّ التأمين الصحي والتأمين ضد البطالة لم يوضعا موضع التطبيق مع صدور النصوص القانونية اللازمة، فضلاً عن ذلك، فإن قسماً كبيراً من المواطنين غير مشمولين بأي شكل من أشكال التأمين. يضم النظام التأميني في سورية، عند توافر بعض الشروط في المستفيد، الأنواع الآتية من التأمين: الخدمات الطبية والتعويضات عند التعطل عن العمل والمعاشات، يضاف إلى ذلك التعويض العائلي وتعويض الدفعة الواحدة عند هجر العمل ونفقات دور الحضانة وتعويضا الاختصاص وطبيعة العمل وغيرها. وقد صدر في 31/12/2001 قانون برقم /78/ عدّل قانون التأمينات الاجتماعية بما زاد من الضمانات المتوفرة للمتقاعد أولورثته.

انظر أيضاً

  • Generational accounting
  • Social Insurance Number (Canada)
  • Social security
  • Social Security (United States)
  • Social Security (Sweden)
  • Social Security (Australia)
  • Social Security Disability Insurance (United States)
  • Social health insurance
  • Social Protection
  • Social safety net
  • Social welfare provision
  • Welfare state


المصادر

{{reflist

  • [1]
  • [2]
تاريخ النشر: 2020-06-04 08:36:29
التصنيفات: Social programs

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ثلاثة قتلى في قصف إسرائيلي على غرب سوريا

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-14 12:14:18
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

تأجيل الدورة الحالية من مهرجان فاس للموسيقى الروحية

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-14 12:13:10
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 61%

نشرة إنذارية.. زخات مطرية رعدية قوية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-14 12:11:41
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 73%

زياش يزف خبرا سارا للركراكي بعد غيابه عن ودية بوركينا فاسو

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-14 12:11:50
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 80%

عاجل.. هزة ارتدادية جديدة بهذه المنطقة صباح اليوم الخميس

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-14 12:11:47
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 75%

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-14 12:13:11
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 69%

نشرة إنذارية: زخات مطرية رعدية قوية متفرقة مرتقبة اليوم الخميس

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-14 12:13:08
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

لا أكياس لحفظ الجثث وخوف من الوباء.. بحر درنة يلفظ المزيد

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-14 12:09:54
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 93%

زلزال الحوز.. بلاغ من وزارة التجهيز يهم قوافل التبرعات

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-14 12:11:44
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 83%

موديست ليس الأول.. لاعبون أوروبيون ارتدوا قميص الأهلي

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-09-14 12:11:12
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 42%

بنزرت: حجز 4720 كراسًا رفيعًا ومدعّمًا بأحد المستودعات العشوائية

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-14 12:14:15
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 62%

بنك أوف أميركا يتوقع تجاوز خام برنت 100 دولار للبرميل بنهاية 2023

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-14 12:10:31
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 86%

مديرية الأمن توفد مخبزتين متنقلتين إلى تحناوت

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-14 12:11:38
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 77%

تحميل تطبيق المنصة العربية