الصهيونية وفرنسا

عودة للموسوعة

الصهيونية وفرنسا

الصهيونية وفرنسا، هي العلاقات بين فرنسا والصهيونية بمفهومها السياسي والجغرافي والتاريخي.

التاريخ

إلى الآن لا يعهد إلا القلائل حتى فرنسا وعدت الصهاينة بوطن قومي قبل حتى تعدهم به بريطانيا. فالمشهور هوفقط وعد أوتصريح بلفور A.J. Balfour الإنجليزي، وليس وعد أوتصريح جول كامبون (J.Cambon) وبيشون (S.Pichon) الفرنسيين. والتي فتحت للباحثين بعد خمسين سنة على أحداثها. هذا البحث قاد إلى الكشف عن الوعود الفرنسية للصهاينة بتعاطف فرنسا مع إنشاء المستوطنات اليهودية وبعث الدولة العبرية في فلسطين. وقد كشف البحث أيضا عن التنسيق بين الحركة الصهيونية من جهة، وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى، بل عن التآمر بين الحلفاء ويهود العالم خلال سنتي 1917 و1918 على مستقبل بلاد العرب والإسلام.

ونحن لم نرجع إلى الوثائق الفرنسية المذكورة بصفة مباشرة، ولكننا اطلعنا بالخصوص على درس إيدي كوفمان(1) الذي عاد إليها ودرسها بدقة واستخرج منها وجهة النظر الفرنسية والبريطانية والصهيونية خلال التاريخ المذكور. وقد انطلق الباحث من فكرة قد تبدوجديدة إلى حد كبير، وهي حتى وعد بلفور قد اتى بعد وعد كامبون الفرنسي، وأن بريطانيا كانت حريصة على الحصول من فرنسا على ذلك الوعد للحركة الصهيونية لأن المصلحة البريطانية تقتضي إبعاد فرنسا عن فلسطين. وأن بريطانيا هي التي أغرقت ونسقت مع الصهاينة على حتى تكون هي صاحبة السيادة على فرنسا وليس فرنسا على فلسطين. ومن أجل ذلك قام مارك سايكس (M. Sykes)، المفاوض الإنگليزي بالعمل مع جورج بيكو(G. Picot) المفاوض الفرنسي، على تقسيم فلسطين بين بريطانيا وفرنسا، وكسر الطموح الفرنسي القائم على الاِنادىء التاريخي والنفوذ الروحي في جعل فلسطين فرنسية فقط. والمستوى الثانية التي خطاها سايكس هي جعل حصة بريطانيا في التقسيم أكبر بكثير من الحصة الفرنسية. أما المستوى الثالثة، فهي استعمال الضغط الصهيوني على فرنسا لكي تصدر تصريحا لصالح الصهيونية في فلسطين. وأما المستوى الأخيرة، فهي ضمان السيادة البريطانية على فلسطين باقتناع اليهود عموما والصهيونية بالخصوص بأن ذلك أفضل لها من السيادة الفرنسية عليها. وبعد التحضير لكل ذلك، صدر وعد بلفور المعروف.

ويرجع المخطط في الأساس إلى الموقف من الدولة العثمانية التي دخلت الحرب إلى جانب ألمانيا والنمسا وإلى تقسيم المشرق العربي بين الحلفاء بما فيهم بريطانيا وفرنسا وروسيا. ومنذ 1916، فاوض الحلفاء بعدة أفواه وخطوا عدة اتفاقات ظلت سرية وكانت في جوهرها متناقضة. ويهمنا من ذلك كله محادثات الشريف حسين / ماكماهون، واتفاق سايكس / بيكووالوعد بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وقد كان هذا الوعد مقتصرا على وزارة الخارجية البريطانية، ولكنه أصبح الآن وعدا مزدوجا بعد إضافة تصريح وزارة الخارجية الفرنسية أيضا إليه والذي كان في الواقع سابقا للتصريح البريطاني. ونص اتفاق سايكس/ بيكوسنة 1916 على تقسيم فلسطين بين فرنسا وبريطانيا. ولنتذكر حتى فلسطين عندئذ كانت جغرافيا جزءا من سورية الكبرى وبلاد الشام. وبناء على الاتفاق المذكور، فإن شمال بحيرة طبرية كان سيدخل في حكم الفرنسيين (وكذلك سورية ولبنان). وأما عكا ويافا وجزء من شرق الأردن وصحراء النقب، على خط يمتد من رفح إلى شمال البحر الميت، فقد كان سيدخل في حكم الإنكليز. ومع ذلك، شعر جميع طرف بأنه لم يحقق مرغوبه كاملا. فالإِنكَليز اعتبروا مفاوضهم سايكس معتدلا نحو المطالب الفرنسية. ومن جهة أخرى، اعتبر الفرنسيون ما حصلوا عليه أقل من آمالهم، لأنهم كانوا يطمعون في حكم الأماكن المقدسة التي نطقوا حتى الباب العالي والدول الأوروبية قد اعترفت لهم سابقا بحمايتها. وتطبيقا لاتفاق سايكس/بيكوالمذكور عزم الإِنكَليز على مهاجمة العثمانيين في فلسطين في يناير عام 1917. وانطلقوا من العريش. حاول الفرنسيون ثنيهم لعدم وجود قوات فرنسية في هذا الهجوم. كان الفرنسيون يخشون حتى يبقوا خارج فلسطين ويؤول أمرها كله للإِنكَليز إذا لم تكن لهم مشاركة في الحرب هناك، وبذلك تضيع آمالهم ويضيع حقهم في أية مفاوضات بشأن فلسطين. ثم حاول الفرنسيون حتى يشهجروا بقوة رمزية لتحقيق الغرض المذكور، فرفض الإِنكَليز اشتراكهم في أول الأمر ثم وافقوا بشرط ألا تتعدى القوة الفرنسية 2800 جندي. ثم جرى الخلاف بينهم حول رتبة قائد هذه القوة. ففرنسا عينت قائدا لها برتبة جنرال، فرفض الإِنكَليز ذلك حتى لاقد يكون في نفس رتبة القائد الإِنكَليزي، وكان على فرنسا حتى تكتفي بتعيين القائد برتبة عقيد. عين الفرنسيون ثلاث فرق جزائرية ضمن القوة المذكورة، وكانت مهمة هذه الفرق هي الإشراف على السكة الحديدية بين يافا والقدس، وحراسة المؤسسات الفرنسية في فلسطين، وكذلك حراسة الأماكن المقدسة التي كان يعترف لفرنسا بحمايتها في السابق. وبينما هاجم الإِنكليز من غزة في 31 أكتوبر 1917 ووصلوا إلى يافا في 19 نوفمبر، ظلت الفرق الفرنسية في خان يونس، شمال سينا، ولم تتحرك تقريبا. وذلك هوما جعل موقف فرنسا العسكري ضعيفا وجعل دبلوماسييها في موقف لا يطلبون معه الكثير حول فلسطين حين اتى وقت توزيع الغنائم.

كان جورج بيكوهوالخبير والدبلوماسي الذي عُيّن محافظا في المناطق المحتلة من فلسطين وسورية. وكان يستعد للتوجه إلى القاهرة عندما طلب منه زميله الإِنكليزي، سايكس حتى يزور لندن بصفة مستعجلة قبل القاهرة. وكان سايكس قد خطط للقاء مباشر يتم بين بيكووالزعماء الصهاينة في لندن. ذلك حتى سايكس كان مقتنعا بأن أي اعتراض يصدر من أية جهة حول خطة بريطانيا في فلسطين، من العرب أومن الإيطاليين أومن الروس، لا يمكن حتىقد يكون في درجة الخطورة التي يمثلها اعتراض فرنسا على الخطة. فكان ضمان موافقة فرنسا أمرا ضروريا في نظر سايكس.

وفيثمانية فبراير 1917 التقى بيكووالزعيم الصهيوني نحوم سوكولو N.Sokolow(2) في لندن. فقد قدم سايكس زميله الفرنسي بيكوإلى سوكولوثم انسحب. وهجرهما وحدهما للدخول في المحادثات. وكان سايكس قد اتفق مع سوكولوقبل ذلك على حتى يُقنع بيكوبأن الصهاينة يفضلون السيادة البريطانية على فلسطين وليس الفرنسية. إلى غير ذلك أثار سوكولوهذه النقطة مع بيكوبكل صراحة، فأجابه بيكوبأن لفرنسا آمالها في فلسطين ولا يمكنها حتى تتخلى عنها، بل أبلغه حتى 95% من الشعب الفرنسي يفضلون إلحاق (كذا) فلسطين بفرنسا. وكان سوكولوعازما على السفر إلى فرنسا، في اليوم التالي لنفس الغرض، فطلب منه بيكوألا يثير مسألة الصهيونية في فرنسا خلال الاِجتماع لأن معظم يهود فرنسا معارضون للصهيونية، ولأن الشعور الفرنسي نحوفلسطين شعورْ قويّ. ومن جهته وعده بيكوبإخطار الحكومة الفرنسية بالموضوع بطريقة متعاطفة مع المطلب الصهيوني.

وقد بقيت مسألة السيادة على فلسطين مسألة حساسة بين فرنسا وبريطانيا. فاقترح سايكس ذات مرة اسم أمريكا لكي تكون هي الحامية المحايدة لفلسطين. وكان ذلك قبل دخول أمريكا الحرب طبعاً. ولكن الفرنسيين رفضوا الاقتراح بحذر. ثمّ إذا سايكس قد تراجع أيضا عن رأيه. وفي اجتماع عقد بباريس بين سايكس وبيكووسوكولووممثل الأرمن، طرح سوكولوالموضوع على بيكوبطريقة مبسطة قائلا: إذا موقف الصهاينة حول السيادة هوموقف طفل يُسأل: هل يحب أمه أكثر من أبيه (يعني بريطانيا أوفرنسا)، ولذلك اقترح سوكولوحتى تظل المسألة بين الحكومتين. وكان واضحا حتى سايكس يستعمل الصهاينة ذريعة لتطبيق المخطط البريطاني في فلسطين.

وبدأ سايكس ضغوطه في الحصول من الفرنسيين على وعد بالتعاطف مع الآمال الصهيونية قبل مغادرة بيكوإلى القاهرة. وكانت وجهة نظر سوكولوحتى بيكوكان حجر عثرة في الطريق لأنه (بيكو) كان يفضل حتى تكون السيادة فرنسية على فلسطين مع الاِعتراف بالآمال الصهيونية. وكان وضع الصهيونية في فرنسا مختلفا عنه في بريطانيا. فهناك خلاف بين المنظمات الصهيونية في فرنسا من جهة، وبينها وبين نفس المنظمات في بريطانيا. وبالإضافة إلى التنافس، كانت الصهيونية في فرنسا معظمها من اليهود المهاجرين من شرق أوروبا. ولم يكن لهم نفوذ سياسي واقتصادي، وكان وضعهم الاِجتماعي مهزوزا(3) . وابتداءً من سنة 1917 أسس بعض الشباب اليهود في فرنسا (مثل روجي ليفي [R.Levy] وأندري سبير [A.Spire]) منظمة باسم »جامعة أصدقاء الصهاينة« Ligue des Amis du Sionisme ) أخذت تجتذب إليها الأساتذة والشخصيات اليسارية.

وقبل إعطاء رأي فرنسا، اقترح بيكوعلى سوكولوحتى يجتمع -أي سوكولو- بزعماء اليهود في فرنسا وفي مقدمتهم بعض أعضاء الرابطة الإسرائيلية العالمية، (4) قبل حتى يعلن بيكورأيه في التعاطف مع آمال الصهيونية. ومن جهة أخرى، كان بيكويعهد حتى رأي البارون ايدمونْ روتشيلد (Ed. de Rotchild) له أهمية خاصة في هذا الموضوع، فقرر حتى يدخله في المفاوضات أيضا بين الحكومة الفرنسية وممثلي الحركة الصهيونية الأجانب (غير الفرنسيين)، وذلك قبل إصدار أية تصريحات لصالح الصهيونية. لقد كان رأي البارون مهما جدا لأنه أولا سيعبر للحكومة عن اتفاق ورضى الجماعة اليهودية الرسمية للزعماء نحوالأهداف الصهيونية، وثانيا لأن وجهة نظره نحوالحركة الصهيونية ستجر الكثير من العناصر المعادية لهذه الحركة بين اليهود الفرنسيين. إلى غير ذلك حصل الاِجتماع مع البارون روتشيلد في أبريل 1917. الاِجتماع الأول كان مع الزعماء الفرنسيين المسيرين للسياسة الخارجية عندئذ، وعلى رأسهم ليون بورجوا (L.Bourgeois) وجول كامبون(5) . والاِجتماع الثاني حصل مع البارون وسوكولووكذلك مع العناصر النشطة من »الرابطة الإسرائيلية العالمية« وكان الاِجتماعان منفصلين. لقد كان جول كامبون هوالمحرر العام (الوكيل) لوزارة الخارجية الفرنسية (الكي دورزي) Quai d’Orsay وكان أخوه بول كامبون سفيرا في بريطانيا. وفيثمانية أبريل، اجتمع بهما سوكولو، وحضر الاِجتماع جورج بيكووكذلك دي مارجري (De Margerie) مدير قسم الشؤون السياسية في وزارة الخارجية. ودار النقاش حول العواقب التي قد تنتج عن تصريح فرنسي يتعاطف مع آمال الصهيونية، ولا سيما العواقب بالنسبة للجهات اليهودية في أمريكا وروسيا. واتفقوا على أنه سيكون للتصريح نتائج إيجابية وفوائد لصالح الحرب والحلفاء. واتفقوا كذلك على حتى ترسل في نهاية الاِجتماع، برقية بهذا المعنى إلى الدكتور تشيلونوف (Dr.Tchlenov) (روسيا) وجستس برندس (J.Branderis) (أمريكا)، وهما رئيسا المنظمتين الصهيونيتين على التوالي في بلديهما. وقد سقط سوكولوالبرقية، ولكنها مرت عبر قنوات وزارة الخارجية الفرنسية. واتى في البرقية ما معناه: حتى نتائج إيجابية لمفاوضات لندن وباريس (and Paris) قد رحبت بها هنا وزارة خارجيتنا، وأن لي ثقة كاملة في حتى النصر (للحلفاء) سيحقق آمالنا الصهيونية الفلسطينية. ونلاحظ حتى الفرنسيين قد هجروا تعبير (وباريس) بارزة في البرقية تأكيدا على تدخُّل فرنسا في الموضوع (ص. 378).

وبعد باريس سعى سوكولوأيضا للحصول على نفس التصريح من إيطاليا وعلى دعمها لآمال الصهيونية في فلسطين.


تصريح جول كامبون (جوان) 1917

سبقت هذا التصريح عدة تمهيدات واتصالات بين الزعماء الفرنسيين واليهود. فمن القاهرة أوفد بيكوبرقية إلى الخارجية الفرنسية مؤكدا فيها إصدار تصريح فرنسي يتعاطف مع آمال الصهيونية. وقد بنى بيكورأيه على عدة اعتبارات منها أنه فهم حتى الصهاينة سيهجرون موضوع السيادة على فلسطين للحلفاء، وأن سوكولواعترف له بأن الأماكن المقدسة ستعهد وضعا خاصا، وأن الاِستيطان (الاِستعمار Settlement) اليهودي لن يضم هذه الأماكن المقدسة. كما حتى جول كامبون ودي مارجوري والبارون روتشيلد، وكذلك سيلفان ليفي وهومن »الرابطة الإسرائيلية العالمية« عقدوا عدة اجتماعات. وقد عبّر سيلفان ليفي أثناءها بأنه » من الطبيعي حتى اليهود الفرنسيين غير صهيونيين، ولكنهم يعترفون، بكل سرور، بأهمية وقيمة الحركة الصهيونية« (ص. 381). ومن جهة أخرى، حرر جول كامبون نفسه مذكرة عن طبيعة اليهود والصهيونية. وقد عبر فيها عن أنه في صالح الاِعتراف بموضع (Place (لتجمّع Groupement) اليهود في فلسطين، إلى جانب الجنسيات الأخرى (Nationalités) الموجودة فيها.

إن الدافع المباشر لتصريح كامبون هوالاِستعجال بإصدار بيان مكتوب معبر عن الوقوف إلى جانب آمال الصهيونية لكي يحصل التعاطف مع الجماهير اليهودية في روسيا المعارضة لحكومة القيصر المستبدة، وهي حكومة عضوفي الوفاق الثلاثي (Triple Alliance). وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك عاملين آخرين متصلين بالموضوع، الأول هوخطر ألمانيا التي قد تحصل على دعم الصهيونية لوجود قرار سريع كان بصدد التحضير في برلين يعلن عن دعم ألمانيا للمشروع الصهيوني في فلسطين تحت الحماية الألمانية. والثاني هورغبة كامبون في تجنيد ما يعتبره جماعة يهودية قوية في أمريكا لصالح الحلفاء والتأثير بها على حكومتهم لتقف إلى جانب التحالف مع بريطانيا وفرنسا. وقد كان كامبون سفيرا لبلاده في واشنطن ويعهد مدى النفوذ اليهودي هناك.

وقد راجت إشاعات واردة من بعض العواصم الأوروبية مثل لاهاي وكوبنهاكَن، وهي حتى ألمانيا كانت تستعد لإصدار إعلان في صالح إقامة جمهورية يهودية في فلسطين. ومن ذلك خشية الفرنسيين من وقوع تفاهم أمريكي/ ألماني مع هجريا (طلعت باشا)، يدعم المطامع الصهيونية في لقاء تعويضات مالية من الدوائر الصهيونية وتخلي هجريا عن حكم فلسطين(6) . كما حتى كامبون كان يرى أنه رغم إعلان أمريكا الحرب على ألمانيا فيستة أبريل 1917 فإنها لم ترم بكل ثقلها في الحرب، وأن دور اليهود في أمريكا ضروري لدعم الحرب والحلفاء. إن تصريح كامبون اتى في شكل رسالة إلى سوكولوبتاريخ أربعة جوان (حزيران) 1917، ومحتواه هوما يلي: » إنك تقدر أنه إذا سمحت الظروف وتحقق استقلال الأماكن المقدسة، فإنه سيكون من الإنصاف إذا ساهمنا من خلال حماية دول الحلفاء، في إحياء الجنسية اليهودية على أرضها حيث الشعب الإسرائيلي كان قد طرد منذ قرون عديدة خلت. إذا الحكومة الفرنسية التي شاركت في الحرب الحاضرة للدفاع عن الشعوب المعتدى عليها ظلما والتي تواصل المعركة لتحقيق فوز الحق على القوة، لا تستطيع سوى حتى تشهد بتعاطفها مع قضيتكم التي يرتبط فوزها بفوز الحلفاء« (7) (ص. 384). وقد تأثر سوكولوبهذا التصريح. وأوفد إلى كامبون خطابا مؤثرا معترفا بأهمية التصريح ومعتبرا إياه فوزا معنويا كبيرا. أما حاييم وايزمان (H.Weizmann) ، زميل سوكولو، فقد خالفه في ذلك لأنه كان يخشى من حتى الفرنسيين قد يستعملون تفاهمهم مع الصهاينة لأغراضهم الخاصة، أي للمشاركة مع الإِنكَليز في فلسطين.

ومهما كان الأمر، فقد بقى التصريح الفرنسي غير منشور، ولم يجز توزيعه إلا داخليا فقط وعبر السفارات. والمفترض أنه قد نشر بين الدوائر اليهودية المؤثرة. غير أنه يُلاحظ في هذا الصدد أنه لا الفرنسيون ولا الصهاينة قد نشروا محتوى التصريح علنيا لأسباب تتعلق بكل منهم. والنتيجة هي حتى التصريح الفرنسي قد شجع على إصدار تصريح (وَعْد) بلفور الذي اتى بعده زمنياً، وأنه قد صدر عن حكومة كانت تعتبر منافسة لبريطانيا في فلسطين. وقد منح التصريح الفرنسي أيضا لسايكس الفرصة المنتظرة للضغط على أعضاء الحكومة البريطانية وعلى من كانوا معارضين للآمال الصهيونية. ومن ثمة أصبح سايكس قادراً على إثارة موضوع » التصريح البريطاني« على أنه مجرد » مصلحة قومية «(8).

تصريح وزير الخارجية بيشون (14 فبراير 1918)

ظلت الاِتصالات بين الأطراف جارية لتحقيق جميع طرف ما يراه في صالحه من غنيمة الاِنتصار في الشرق الأدنى وفي أوروبا. وبعد تصريح اللورد بلفور، وزير الخارجية الإِنكَليزي، اتى دور تصريح ستيفان بيشون وزير الخارجية الفرنسي. وهومن طبيعة الحال تأكيد لتصريح كامبون السابق. وهناك تطورات جعلت تصريح بيشون ضروريا. فزعماء الصهيونية في فرنسا أصبحوا يلحون على الحكومة الفرنسية في تأييد التصريح البريطاني الذي تضمن عبارة » الوطن القومي« لليهود. كما حتى رئيس الحكومة السابق ريبو(Ribot) قد هجر مكانه لجورج كليمنصو(G.Clemenceau) 17 نوفمبر 1917. وفي ديسمبر استولت القوات البريطانية على بيت المقدس فأعرب الصهاينة الفرنسيون ترحيبهم بذلك دون الإشارة إلى اسم فرنسا. ثم إذا مؤتمرا صهيونيا كبيرا كان على وشك الاِنعقاد في أمريكا. وكان من المقرر حتى تحضره شخصيات صهيونية من روسيا وبريطانيا. وألف الصهاينة أيضا لجنة تضم ممثلين عن يهود أمريكا وروسيا وبريطانيا لتتوجه إلى فلسطين للتحضير لما وعد به بلفور وهوإقامة » الوطن القومي اليهودي«. وليس في هذه اللجنة ممثل يهودي من أصل فرنسي. كل ذلك جعل المسألة أمام كليمنصوووزير خارجيته بيشون بحاجة إلى إعلان موقف. اتى سوكولوإلى باريس من حديث في يناير 1918. وكان عليه حتى يعلن للفرنسيين حتى الحركة الصهيونية ليس لها نية في إقامة » دولة يهودية« في فلسطين وإنما لها نية إنشاء وطن قومي يهودي (Foyer National Juif). واتىت دعوة سوكولوإلى باريس هذه المرة من السيد غو(Gout) بإيعاز من مارك سايكس. وكان غوهوالمتولي عندئذ قسم آسيا بوزارة الخارجية الفرنسية، كما أنه قد تولى المسألة الصهيونية في باريس في غياب بيكوالذي أُرسل إلى فلسطين. وأثناء اللقاء بين الفرنسيين وسوكولو، كان على هذا حتى يقنعهم بضرورة مشاركة عضويهودي من أصل فرنسي في اللجنة الصهيونية المتوجهة إلى فلسطين.

وبتقديم خاص من غو، استقبل الوزير بيشون الزعيم الصهيوني سوكولوفيتسعة فبراير. وعبّر له بيشون عن استعداده لإصدار بيان صحفي يؤكد التفاهم الموجود بين الإِنكَليز والفرنسيين حول المسألة الصهيونية. وبعد حتى عاد سوكولوإلى غرفته في الفندق، خط إلى غويشكره على إعداد اللقاء مع وزير ا لخارجية ويؤكد حتى إصدار بيان » واضح العبارة« يجب حتىقد يكون هونقطة الاِنطلاق للنادىية الفرنسية بين الملايين من إخوانه في الدين (اليهود) بالولايات المتحدة الأمريكية.

وهناك أيضا دور تارديو(Tardieu)، المحافظ السامي الفرنسي في نيويورك، في إصدار التصريح الفرنسي الثاني الموالي للصهيونية. فقد كان تارديومبقيا على العلاقات مع زعماء هذه الحركة في نيويورك، ولا سيما مع برندس، وفي مراسلاته مع وزارة خارجية بلاده كان تارديويستعمل مختلف الحجج لإصدار تصريح جديد. وكان يبين النفوذ المالي والسياسي لليهود في نيويورك وكون زعمائهم يؤيدون الاِستعمار (Colonisation) اليهودي في فلسطين. ومضى تارديوإلى حد الاِقتراح بنقل جماعة من اليهود كانوا يعيشون في كانيا (كورسيكا) إلى فلسطين، لأن نقلهم تحت الفهم الفرنسي إلى هناك يُعدُّ إشارة فرنسية جيّدة نحو اليهود عموما.

في اللقاء الذي جمع بيشون بسوكولويومتسعة فبراير لم يرض سوكولوبعبارة المستوطنة (Settlement) اليهودية في فلسطين التي وردت على لسان بيشون، وطلب تعبير واضحة من الفرنسيين تتماشى مع الآمال الصهيونية. وبعد التأمل والتروي خلال بضعة أيام، طلب سوكولومجددا تغيير التعبير » المستوطنة« إلخ. السابق واستبداله بالعبارة التي وردت في التصريح البريطاني، وهي » وطن قومي يهودي«. وبرر سوكولوذلك بأهمية التصريح والتعبير لدى اليهود الأمريكيين. كما حتى رسالة سوكولوتضمنت اقتراحاً بتعيين وفد فرنسي ينضم إلى الوفد (اللجنة) الصهيوني المتوجه إلى فلسطين، على حتى يتمتع الوفد بثقة حكومته. وقد استجاب بيشون لهذا الطلب وأصدر يوم 14 فبراير تصريحا أكد فيه الموقف الفرنسي واستخدم فيه تعبير » الوطن القومي« (Foyer National) الذي طلب منه سوكولو، واتى تصريح بيشون، في صيغة رسالة موجهة إلى سوكولو، معلناً له فيها حتى بياناً صحفياً قد صدر عن الحكومة الفرنسية بالمعنى المذكور.

وها هونص بيشون:

وفي يوم 16 فبراير أبرقت » الإِتحادية الصهيونية الفرنسية« (French Zionist Federation) معلنة إلى الزعماء الصهيونيين في موسكووبتروكراد والأوديسة، وروما ولاهاي ونيويورك وكوبنهاكَن، والقاهرة عن الاِتفاق التام بين فرنسا وإنكلترا حول مسألة (فلسطين اليهودية)«، وداعية إياهم إلى تنظيم مظاهرات الدعم والتعبير عن الإِعتراف بالجميل للحكومة الفرنسية.

وكانت السياسة الصهيونية العامة تتمركز في الحصول على موافقة الدول المتحالفة الأخرى على وعد بلفور. ولذلك كان سوكولومصرا على حتى تصدر الحكومة الإيطالية أيضا تصريحا مماثلا لتصريح بيشون. أما بيكو، فقد هجر على الهامش من هذه التطورات. فلم يفهم عن تصريح بيشون إلا من خلال المصادر الإِنكَليزية في المشرق. إلى غير ذلك عثر نفسه غريباً أمام تصريحتسعة ثم 14 فبراير 1918 المساند للصهيونية. وقد اندهش من حتى حكومته لم تصدر تصريحا لصالح العرب كما كان يرغب. وشكا إلى حكومته من كونها لم تستشره قبل تصريح بيشون، وحذرها من ردود العمل في سورية ولبنان. وقد كان بيكويريد تحضير الرأي العام في سورية ولبنان للاِنتداب الفرنسي.

لكن بيكوتلقى من حكومته نُسخا فقط من الوثائق التي أوفدتها وزارة الخارجية إلى المحافظ السامي الفرنسي في نيويورك (وهوتارديو)، وهي الوثائق التي تلح على الأثر الإيجابي لتصريح بيشون على يهود أمريكا. وطلبت الوزارة من بيكوحتى يعمل على إفهام السكان، يهودا وغير يهود (كذا) من حتى الحكم الذي سينشأ هناك بعد الحرب لنقد يكون في صالح طرف على حساب طرف آخر، وأن الوئام بين جميع العناصر هوالشرط الضروري في تمتع الجميع بالتقدم والرخاء بعد الحرب. أما تارديو، فقد أوفد برقية يومتسعة فبراير من نيويورك اتى فيها حتى وزير الداخلية الألماني قد استقبل وفداً صهيونياً ووعدهم بإقامة سلطة حكم ذاتي (Autonomy) في فلسطين. وكان هدف برقية تارديوهوالتعجيل بإصدار الحكومة الفرنسية تصريحا مواليا للصهيونية. وبعد أيام من تصريح بيشون، أبلغ تارديوعن فرحة يهود أمريكا بالتصريح الفرنسي، وعن شكر فرنسا الذي عبرت عنه مختلف افتتاحيات الجرائد اليهودية بأمريكا.

وفي اليوم التالي لتصريح بيشون (أي يوم 15 فبراير 1918)، اتى الإعلان عن اتفاق الحكومتين الفرنسية والبريطانية حول الوضع المحفوظ للصهيونية في فلسطين. فكلتاهما تعترف بمنشأة (Establishment) يهودية في فلسطين، مع تمكين اليهود من حكم ذاتي إداري في إطار دولة عالمية (International State) ستنشأ في هذه البلاد (فلسطين). ولعل استعمال تعبير » المنشأة اليهودية« اتى من موقف وزارة الخارجية الفرنسية التي ترغب حتى تقف موقفا وسطا بين طالبي الحد الأقصى وهوإقامة دولة يهودية وخصوم هذه الفكرة. لقد كان هناك بعض ردود العمل على الموقف الفرنسي من الصهيونية. فدوائر الكاثوليك والاِستشراق وبعض العرب تحركوا ولكن لم يكن لهم فعالية. كما كانت هناك اللجنة المركزية السورية في باريس، ولكن موقفها كان غير فعال أيضا، ومعظم العرب المتواجدين في فرنسا عندئذ كانوا من المسيحيين السوريين، ويرأسهم شكري غانم، وكانت فرنسا هي التي تدفع إليهم الأموال. ولذلك كان مطلبهم يتمثل في بتر سورية عن الدولة العثمانية ووضعها تحت حكم فرنسي. وكانوا على صلة ببعض العرب الآخرين في الخارج. غير حتى أنصارهم في سورية نفسها كانوا قلة. ولم يكن لهم أي أثر على فصل فلسطين عن سورية وإقامة الوطن القومي فيها لليهود، كما لم يكن لهم أي أثر في معارضة الفكرة بعد ذلك. إلى غير ذلك تبين حتى سنة 1917 كانت حاسمة ليس لأن بلفور والإِنكَليز وعدوا الصهاينة بالوطن القومي لليهود في فلسطين، بل لأن الفرنسيين قد عملوا ذلك أيضا. وقد لاحظنا حتى تصريح كامبون اتى قبل تصريح بلفور. كما حتى تصريح بيشون وموافقة الفرنسيين على الوطن القومي اليهودي قد اتىت في بداية 1918 على عهد وزارة جورج كليمنصو. ويبدوحتى ثلاثين سنة من الاِنتداب البريطاني على فلسطين قد جعل الناس ينسون دور الدول الأخرى، مثل فرنسا وألمانيا وهجريا في المنطقة. فهل كان التصريح الفرنسي مختلفا في المحتوى عن التصريح الإِنكَليزي،يا ترى؟ أوهل حتى الصهاينة لم يروا فيه إنجازا كبيرا أوهوأقل أهمية في نظرهم من التصريح البريطاني،يا ترى؟ وقد انتهى المحرر إيدي كوفمان إلى حتى الذي جعل بلفور يصدر تصريحه هوعزيمة بريطانيا على امتلاك فلسطين وليس نتيجة للضغط الصهيوني. إذا هناك عدة دراسات لتصريح بلفور، مثل دراسة ليونارد شتاين (L.Stein) ثمّ دراسة فيرتي (Mayir Verete) الذي منح التصريح تفسيرا جديدا ورأى حتى التصريح الفرنسي الرسمي لصالح الصهيونية هوالذي ساهم في إصدار التصريح البريطاني المعروف بوعد بلفور. وها هي منطقة إيدي كوفمان تعمق هذا التفسير بناء على الوثائق الفرنسية التي افتتحت حديثا أمام الباحثين(10) . أما الخاسرون في هذه التطورات كلها فهم العرب، والمسلمون.


مأثورات

تصريح جول كامبون (Jules Cambon)

تصريح تصريح ستيفان بيشون (Stephen Pichon)

مراجع مختارة

  • Ageron, Charles-Robert, les Algériens Musulmans et la France, Vol.
  • 1-2, P.U.F., Paris, 1968.
  • Andrew, F.Fern, The Holy Land Under Mandate, Vol. 1, Hyperion Press, Westport, Conn., 1976.
  • Cambon, Jules, Gouvernement de l’Algérie, Alger, 1918.
  • Geddes, Charles L., A Documentary History of the Arab-Israeli conflict, Praeger, New York, 1991.
  • Gorny, Yosef, Zionism And The Arabs, 1882-1948, A Study of Ideology, Clarendon Press, Oxford, 1987.
  • John, Robert and Hadawi, Sami, The Palestine Diary, Vol 1-2, New World Press, New York, 1971.
  • Kaufman, Edy, « The French Pro-Zionist Declarations of 1917-1918 », Middle Eastern Studies, 15, no. 3, October 1979.
  • Khaldi, Walid. Ed., From Haven To Conquest, 2 Printing, Washington, The Institute For Palestine Studies, 1987.
  • Rizk, Edward, Trans., The Palestine Question, The Institute for Palestine Studies, Beirut, 1968.

الهوامش

(1) اعتمدنا على عدة مراجع، وبالأخص درس إيدي كوفمان (Edy Kaufman) » التصريحات الفرنسية الموالية للصهيونية سنة 1917-1918«، في مجلة دراسات الشرق الأوسط (Middele Easter Studies)، المجلد 15، عدد 3، أكتوبر 1997، صص. 374-407. أما فيما يتعلق بأوضاع المشرق العربي عموما، فهناك الكثير من الخط والأبحاث والمذكرات، ولم نر ضرورة لذكرها هنا.

(2) كان سوكولو(سوكولوف) عضوا رئيسيا في المنظمة الصهيونية العالمية المتمركزة في كولون (ألمانيا). وقد لعبت دورا في التأثير على حركة الاِنقلاب العثماني. انظر ترجمتنا لبحث الأستاذ روبيرت أولسون (R.Olson) (جامعة كونتاكي) في كتابنا » في الجدل الثقافي«، دار المعارف، تونس، 1990.

(3) عاشت فرنسا في الثمانينات من القرن الماضي أزمة حادة تعهد بأزمة الضابط اليهودي دريفوس (Dreyfus). وفي آخر القرن سقطت الأحداث المضادة للسامية في الجزائر بين الفرنسيين واليهود، بقيادة ماكس ريجس (M.Regis).

(4) تأسست سنة 1860 ، وقد تولى أدولف كريميوA.Cremieux)) رئاستها فترة، وهوصاحب قرار تجنيس يهود الجزائر جماعيا سنة 1870، وبعد حتى صار وزيرا للعدل.

(5) جون كامبون تجاوز له حتى كان حاكما عاما للجزائر بين 1892 و1897، ثم عين سفيرا لبلاده في واشنطن، قبل حتى يتولى مسؤوليات أخرى، ومنها محرر عام وزارة الخارجية حيث أصدر التصريح الفرنسي الموالي للصهيونية الذي نحن بصدده سنة 1917. انظر جول كامبون، حكومة الجزائر، 1918. أما أخوه بول كامبون، فقد تجاوز له حتى كان المقيم العام في تونس ثمّ عين سفيرا لبلاده في لندن حيث كان سنة 1917.

(6) عن العلاقة المالية والاِرتباط بين زعماء هجريا والحركة الصهيونية عندئذ، انظر البحث الذي ترجمناه (في »الجدل الثقافي«) مرجع سابق.

(7) تصريح جول كامبون، وزارة الخارجية الفرنسية، المسألة اليهودية، باريس، الأرشيف السياسي، حرب 1914-1918، ص. 44-45. من الكتابة العامة لوزارة الخارجية إلى السيد ناحوم سوكولو، أربعة جوان 1917. انظر الملحق الأول.

(8) تصريح اللورد بلفور إلى اللورد روتشيلد، المتحف البريطاني، مخطوط 41178، فوليورقم 1، ثلاثة الثاني من نوفمبر 1917.

(9) تصريح ستيفان بيشون، وزارة الخارجية في باريس، الأرشيف السياسي، حرب 1914-1918. المسألة اليهودية، م 5، ص. 19، من س. بيشون إلى ن. سوكولو، 14 فبراير 1918. انظر الملحق الثاني .

(10) ناقش موضوع الصهيونية الحلفاء، ولاسيما بريطانيا وفرنسا، إيلي كدوري (E.Keddourie) »المذكرات العربية الباحثية ودراسات أخرى«، لندن، 1974، صص. 236-242، وتعرض أيضا لرأي فيربتي وشتاين.


المصادر

  • التصريحات الفرنسية الموالية للصهيونية (1917 - 1918)، الدكتور أبوالقاسم سعد الله، الجامعة الجزائرية، الجزائر.
تاريخ النشر: 2020-06-04 08:38:38
التصنيفات: العلاقات الإسرائيلية الفرنسية, تاريخ فرنسا, تاريخ إسرائيل, تاريخ الشرق الأوسط

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

والد المغربي المحكوم بالإعدام في أوكرانيا: ابني ليس مرتزقاً

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:51
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 98%

روسيا وتركمانستان توقعان اتفاقية للتعاون في مجال الرقمنة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:16
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 88%

لافروف يعلق على الحكم بإعدام مرتزقة أجانب في جمهورية دونيتسك

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:18
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 96%

لبنان سيستأنف إصدار جوازات السفر بعد تعليقها

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:13
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 90%

العنبر مراقب دائم لمجلس التعاون الخليجي بالأمم المتحدة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:10
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 93%

واشنطن: مساعدة وزير الخارجية تزور إسرائيل لبحث ردع إيران

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:46
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 99%

فنلندا تعتزم بناء سياج على حدودها مع روسيا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:28
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 100%

سبارتاك موسكو يتعاقد مع خريج أكاديمية برشلونة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:18
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 97%

إسبانيا: نأمل بحل الأزمة مع الجزائر عبرالحوار والدبلوماسية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:29
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 99%

الجيش اللبناني: ضبط عملية سرقة للنفط الخام من أنبوب العراق-لبنان

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:17
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 90%

خبير: لا خسائر في دخل "غازبروم" الروسية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:11
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 99%

لندن عن حكم دونيتسك بإعدام بريطانيين: انتهاك صارخ

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:30
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 86%

الـ"فيفا" يصدر بيانا رسميا بشأن آخر شكاوى مونديال 2022

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:19
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 87%

بحضور صالح وحفتر.. اجتماع ليبي في المغرب لحلحة الأزمة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:52
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 91%

الحرية والتغيير: الحوار مع  العسكر في السودان كان شفافاً

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:29
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 89%

سوريا.. مقاتلات روسية تستهدف مواقع داعش

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:43
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 97%

انخفاض معدل الوفيات في روسيا دون مستويات ما قبل الوباء

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:15
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 87%

فيديو هز مصر.. أب قيد طفله المريض على السطح بسلسلة حديد

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:40
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 90%

حكومة "طالبان" تشكر السعودية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-10 18:16:15
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 95%

تحميل تطبيق المنصة العربية