مصطفى ناصر

مصطفى ناصر () صحفي لبناني في جريدة السفير ورجل علاقات عامة، ذوعلاقة وثيقة بآل سعود، ومختص بالعلاقات مع الشيعية السياسية في لبنان.

مصطفى ناصر معروف في الوسط الإعلامي والسياسي بأنه صحافي، لكنه في الواقع انسحب من مهنة المتاعب منذ زمن وأقفل وكالة الأنباء التي يملكها، واحترف العلاقات العامة، فعمل مع رفيق الحريري فترة طويلة من الزمن، كمستشار أُتيح له حتى يخزّن الكثير الكثير من الخفايا التي تضيق بها ذاكرته. وبعد اغتياله كان من الطبيعي حتى يتابع مهمته مع سعد الحريري.

حسن نصر الله وسعد الحريري وحسين الخليل ونادر الحريري ومصطفى ناصر، في لقاء يوم الأحد 18 يوليو2010. المصدر: جريدة السفير اللبنانية

لقاء يجمع فضل الله بمصطفى ناصر في ثمانينيات القرن الماضي

مهتم بالعلاقة مع حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله، السيد محمد حسين فضل الله والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كان على متن أول طائرة لبنانية، أقلعت من مطار بيروت إلى طهران، بعد نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية وعودة الإمام الخميني في اواخر شباط 1979 برفقة وفد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي مضى الى ايران برئاسة محمد مهدي شمس الدين لتهنئة ثورتها المظفرة. وكان مصطفى مراسلاً لصحيفة الرياض السعودية في بيروت ومديراً لمخطها.

في أوائل التسعينات، أصبح عضواً في مجلس ادارة تلفزيون لبنان.

هومحدّث لبق محبّ للحياة تحضره دائماً روح النكتة، لم يصادَف مرة غاضباً. مدرار في الحكايا الممتعة التي حفلت بها حياته، لكنه كتوم الى حد الضجر في المسائل التي تستدعي الكتمان.

ربما لهذا وثق به رفيق الحريري ومن بعده سعد والسيد نصر الله، ليكون مهندساً وحاضراً جميع لقاءات الرجلين سابقاً وحالياً.

على الرغم من جميع هذه المزايا والصداقات والعلاقات، لم يربِّ مصطفى ناصر ثروة تُذكَر.

جنت يده أموالاً طائلة، لكنه يهوى حياة الملوك، فصرف الطائل من الاموال.

قضية اغتيال الحريري

كتاب الضابط الالماني يورگن كاين كولبل Jürgen Cain Külbel الذي نشر أخيراً بالعربية بعنوان اغتيال الحريري.. أدلة مخفية الصادر عن دار <كاي هوميليوس> في برلين. وتدور فكرة الكتاب حول اتهام إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة بقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق. ويورد الكتاب حديثاً منسوباً الى <المستشار السابق للرئيس الحريري مصطفى ناصر> يقول فيه <إن الموساد الاسرائيلي هوالمسؤول عن اغتيال رفيق الحريري>. وقد تولّت وكالة الصحافة الفرنسية في بيروت توزيع تقرير صحافي عن هذا الكتاب، متضمّناً الحديث المنسوب الى مصطفى ناصر، فكان حتى انهالت عليه الاتصالات من الزملاء والأصدقاء والمعارف، فنفى بشدة حتىقد يكون قد أدلى بهذا الحديث، أوانقد يكون على فهم من قريب أوبعيد بمؤلف الكتاب، وأقسم يميناً معظّمة أنه لم يسمع باسم هذا الضابط الالماني من قبل. وقد ورد شيء من هذا النفي في عيون <السفير> الأسبوع الماضي، مع إشارة إلى حتى مصطفى يعتزم إقامة دعوى جزائية ضد المحرر بجرم التزوير. مضى مصطفى إلى مخط وكالة الصحافة الفرنسية في بيروت معاتباً على هذا الخبر. قيل له إذا الوكالة نشرت الحديث المنسوب اليه نقلاً عن الكتاب، وهي ليست مسؤولة لا مهنياً ولا قانونياً. وهذا أمر طبيعي في عالم المهنة. نطق مصطفى: من واجبكم ان تسألوني. نطقوا: من حقك ان تنفي، ونحن ملزمون بالنشر. إلى غير ذلك كان. نفى ناصر الحديث جملة وتفصيلاً. الأسبوع الماضي اتى مؤلف الكتاب <كولبل> إلى بيروت وعقد مؤتمراً صحافياً روّج فيه للكتاب وعرض بعض وقائعه وردّ على اسئلة الصحافة ووسائل الاعلام. نطق له أحد الصحافيين إذا مصطفى ناصر ينفي الحديث المنسوب إليه في كتابك، ويقول إنه لا يعهدك من قريب اوبعيد. ردّ <كولبل>: نعم، أنا لا أعهد مصطفى ناصر، ولم يسبق ان التقيته، لكنني نسبت إليه هذا الحديث نقلاً عن وكالة الانباء الإيرانية في عددها الصادر بتاريخ 15 شباط 2005 أي في اليوم الثاني لاغتيال الحريري.

دخل الشك إلى رأس مصطفى ناصر، ونطق في قرارة نفسه <لعل الوكالة نسبت اليّ هذا الحديث من غير فهمي>. مضى الى وكالة الانباء الايرانية، وطلب ارشيف الوكالة في 15 شباط ,2005 فلم يجد فيها شيئاً من هذا القبيل. لعله في عدد 15 آذار، أو15 نيسان. وبعد البحث والتدقيق في جميع <الخمسة عشرات> الشهرية التي أعقبت اغتيال الحريري لم يعثر أحد على خبر من هذا النوع. أكثر من ذلك اكد مسؤولوالوكالة الايرانية أنهم لا يذكرون أنهم نشروا حديثاً من قبل للزميل مصطفى ناصر.

«.. ولكن هل أنتم مستعدون لاعطائي وثيقة تؤكد هذا الأمر>؟.. سأل ناصر، فأجاب مسؤولوالوكالة: بكل حبّ وكرامة. لا يستنكر مصطفى ناصر حتى تكون إسرائيل وراء اغتيال الحريري. من الممكن هويتمنى ذلك. ولكن في رأيه حتى التحليل شيء، والمعلومات شيء آخر. وهولا يملك معلومات على هذا الصعيد، ويقول <إن عملية كشف الحقيقة هي مهمة لجنة التحقيق الدولية، ولا يحق لأحد حتى يجزم سلفاً في هذه الجريمة النكراء، وأنا لا أسمح لنفسي في ذلك.. لوسُئلت من باب التحليل من اغتال الحريري،يا ترى؟ ولماذا،يا ترى؟ لقلت: <المطلوب اغتال الإسلام المعتدل باغتيال رفيق الحريري، وسبق لي حتى قلت هذا في لقاءات صحافية، والمستفيدون من ذلك كثر، لكن الجزم في توجيه الاتهام ليس من حقي، بل هومن واجب القضاء.»