سقم

السقم أوالداء diseaseهواعتلال الجسم أوالعقل. وقد يحدث السقم عارضًا خفيفًا مثل التهاب الحلق أوخطيرًا مثل النوبة القلبية. ويمكن للأمراض حتى تصيب أي جزء في الجسم. كما يمكنها حتى تؤثر على صحة الشخص العقلية والوجدانية. وهذه الموضوعة تتناول أساسًا أمراض الجسم. ولمزيد من المعلومات عن أمراض العقل أوالوجـــــدان.

يستخدم هذا المصطلح أحيانا للدلالة على أي تأذي فيزيائي ، إعاقة ، متلازمة syndrome ، أعراض غير مريحة ، سلوك منحرف ، تغيرات لانمطية في البنية والوظيفة ، في سياقات أخرى قد يستلزم الأمر التمييز بين هذه الأمور كلها .

تسببت الأمراض في اغتال وإعاقة أعداد من الناس تفوق الذين قتلوا في جميع الحروب مجتمعة. ففي جميع عام، يموت ملايين الناس بسبب الأمراض. ويعيش ملايين غيرهم بعد إصابتهم بأمراض خطيرة، مثل السرطان أوالسكتات الدماغية، ولكنهم يخرجون منها بعجز دائم. وتصاب أعداد غفيرة أخرى بأمراض عارضة خفيفة، مثل نزلات البرد وآلام الأذن، ويبرأون منها.

وتحدث أمراض عديدة بسبب كائنات حية دقيقة مثل البكتيريا أوالفيروسات، تقوم بغزوالجسم. وهذه الكائنات الدقيقة تسمى عادة جراثيم ولكن الفهماء يسمونها أحياء مجهرية. وتسمى الأمراض الناتجة عن هذه الأحياء الأمراض المعُدِية.

فهم الأمراض Pathology هوالفهم الذي يفهم هذه الأمراض ، في حين نشير للفهم الذي يعنى بدراسة التصنيف المنظومي للأمراض المتنوعة بفهم تصنيف الأمراض nosology . أما الفهم الكاملة بالأمراض البشرية وطرق تشخيصها وعلاجها فتشكل ما يدعى بالطب medicine .

الكثير من هذه الحالات السقمية قد تصيب الحيوانات (أهلية كانت أوبرية) ، ودراسة هذه الأمراض التي تصيب الحيوانات تشكل ما يدعى بالطب البيطري veterinary medicine .

يمكن تصنيف جميع الأمراض الأخرى أمراضًا غير معدية. والأمراض غير المعدية لها مسببات عديدة، بعضها تسببه مواد مؤذية أومهيجة للجسم، مثل دخان السجائر أوالدخان الناتج عن حركة المرور، وبعضها الآخر يحدث بسبب عدم تناول أغذية متوازنة. ويمكن للقلق والتوتر حتى يؤديا إلى أمراض الصداع وارتفاع ضغط الدم والتقرحات وغيرها. وهناك أمراض أخرى غير معدية تحدث لمجرد حتى الشيخوخة تؤثر على بعض أجزاء الجسم.

وكل إنسان تقريبًا قد أصيب بالسقم في وقت من الأوقات. ولكن ليس جميع إنسان معرضًا بنفس الدرجة للإصابة بسقم معين. فمعظم حالات النكاف والجدري الكاذب (الحماق) مثلاً، تصيب الأطفال. وهذه الأمراض تصيب الإنسان عادة مرة واحدة فقط. ونظرًا لأن معظم الناس يصابون بهذه الأمراض أثناء طفولتهم، فإنهم يكتسبون مناعة ضدها وهم بالغون. ومن ناحية أخرى، فإن البالغين يتعرضون أكثر للإصابة بالتهاب المفاصل، وأمراض القلب، وسائر الأمراض التي تتضمن انحلالاً تدريجيًا لأنسجة الجسم.

تحدث بعض الأمراض أساسًا في أجواء معينة وفي مناطق جغرافية معينة. فسقم النوم الإفريقي مثلاً، يحدث في مناطق إفريقيا الرطبة والحارة جدًا. ويُسبِّب هذا السقم نوع من الأحياء المجهرية ينتقل بوساطة حشرة تسمى ذبابة تسي تسي تعيش في تلك الأماكن. وبالمثل فإن الذين يبنون بيوتهم بالقرب من المستنقعات أكثر عرضة للإصابة بالملاريا (البرداء)، ممن يعيشون بعيدًا عن تلك الأماكن الرطبة. فبعض أنواع البعوض ينقل الملاريا وتكون المستنقعات مكانًا لتكاثر الحشرات.

تكثر بعض الأمراض الأخرى أساسا في فصول معينة، فمعظم حالات الإنفلونزا (النزلة الوافدة)، على سبيل المثال، تحدث في الشتاء. والإنفلونزا يسببها فيروس ينتقل مباشرة من إنسان إلى آخر. ومن المرجح حتى ازدحام الناس في الأماكن المغلقة، في الطقس البارد، يساعد على سهولة انتشار هذا الفيروس.

أزعجت الأمراض البشر على مر التاريخ. وقد فحص الباحثون في مجال الطب بقايا المومياوات المصرية، التي يرجع عمرها إلى ما يزيد عن 2,000 سنة، فوجدوا حتى قدماء المصريين عانوا من الكثير من الأمراض التي نعاني منها اليوم.

لكن الأمراض تتغير بمرور الزمن. ففي الكثير من البلاد، حدثت تغيرات مهمة من خلال تحسين مستوى المعيشة وتقدم علوم الطب. ويعني تحسن مستوى المعيشة حتى الناس أصبح لديهم مزيد من المال لشراء طعام جيد، وللحصول على مساكن نظيفة، كما أنه يتيح لهم الفرصة لكي يعتنوا بصحتهم بطريقة أفضل. أما تقدم علوم الطب، فهويساعد على الوقاية وعلاج الكثير من الأمراض التي كانت تسبب الموت سابقًا. وحتى عام 1900م، كانت الأمراض المعدية مثل شلل الأطفال (التهاب سنجابية النخاع) وحمى التيفوئيد (التيفية) من أبرز مسببات الوفاة في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وبريطانيا. ولكن اليوم أصبحت هذه الأمراض تسبب عددًا قليلاً من الوفيات في هذه البلاد، في حين أصبحت أمراض القلب والسرطان وسائر الأمراض غير المعدية السبب الرئيسي للوفاة. ويحاول الباحثون إيجاد الطرق الكفيلة بالتغلب على هذه الأمراض القاتلة.

الأمراض المعدية

الأمراض المعدية أكثر الأمراض شيوعًا حيث تستطيع أنواع عديدة من البكتيريا والفيروسات وسائر الكائنات الدقيقة حتى تغزوجسم الإنسان وتسبب أمراضًا. وتسمى الكائنات الدقيقة المسببة للسقم المسقمات. تستولي المسقمات على بعض خلايا الجسم وأنسجته وتستخدمها لنموها الخاص وتكاثرها. وأثناء هذه العملية تقوم بتدمير أوإتلاف الخلايا والأنسجة، وبذلك تسبب الأمراض. ويمكن تصنيف الأمراض المعدية حسب نوع المسقم. وتعتبر البكتيريا والفيروسات أكثر المسقمات شيوعًا. ولكن الفطريات والأوليات والديدان يمكنها أيضًا حتى تسبب الأمراض المعدية.


الأمراض البكتيرية

البكتيريا كائنات مجهرية أحادية الخلية، وتعتبر من أوسع الكائنات الحية انتشارًا. فحبة واحدة من التراب يمكن حتى تحتوي على أكثر من 100 مليون بكتيريا.

ومعظم البكتيريا لا تسبب أمراضًا، حيث تعيش أنواع عديدة منها دون أي ضرر في فم الإنسان وفي الأمعاء وعلى الجلد. وهذه البكتيريا المتعايشة نادرًا ما تسبب أمراضًا إلا إذا تحركت نحوعضوليس من الطبيعي حتى توجد به. فالبكتيريا التي تعيش في الفم على سبيل المثال، يمكنها حتى تسبب عدوى إذا دخلت إلى الأذن الداخلية، ولكن معظم الأمراض البكتيرية تسببها أحياء دقيقة لا تعيش طبيعيًا في الجسم.

وتحدث معظم الأمراض البكتيرية عندما تتكاثر البكتيريا بسرعة في الأنسجة الحية فتؤدي إلى إتلافها أوقتلها. فالبثور والجمرات تنتج عن تكاثر البكتيريا في الجلد، والالتهاب الرئوي البكتيري يحدث عندما تغزوالبكتيريا الرئتين وتتكاثر فيهما. والكثير من الأمراض الأخرى الخطيرة، مثل السيلان والدرن (السل) تنتج عن تكاثر البكتيريا.

وتسبب أنواع أخرى من البكتيريا السقم من خلال إفراز الذيفانات (السموم). فمثلا، سقم الكزار الذي يسمى أيضا كزاز الفك، يبدأ عندما تدخل البكتيريا التي تعيش طبيعيا في الأرض إلى الجسم من خلال جرح. وتفرز هذه البكتيريا سمًا يؤثر على العضلات والأعصاب بعيدًا عن الجرح. ويحدث التسمم الغذائي بسبب تناول أطعمة تحتوي على بعض السموم البكتيرية. وسقم التسمم الوشيقي ـ وهوأحد أنواع التسمم الغذائي ـ يشتمل على واحد من أكثر السموم المعروفة فتكا.

الأمراض الفيروسية

الفيروسات أصغر من البكتيريا. وهي تبلغ حدًا من الصغر حتى إذا الفهماء لايستطيعون رؤيتها إلا باستخدام المجاهر الإلكترونية القوية. ويبدوالفيروس في حد ذاته وكأنه جسيم عديم الحياة. ولكن بعد حتى يغزوالفيروس إحدى الخلايا الحية، فإنه يتحول إلى كائن نشط قادر على التكاثر السريع. وأثناء تكاثر الفيروس فإنه يتلف ويدمر الخلية. وعندما تصاب عدة خلايا يحدث السقم.

تسبب الفيروسات الكثير من الأمراض الشائعة، مثل الجدري الكاذب والحصبة الألمانية والحصبة والنكاف. والفيروسات مسؤولة أيضا عن سقم الإنفلونزا ونزلات البرد. وفي الواقع فإن الفهماء قد تعهدوا على أكثر من 100 نوع مختلف من الفيروسات التي تسبب نزلات البرد. ومعظم حالات الإسهال والقيء تحدث بسبب عدوى فيروسية. وتسبب الفيروسات أيضا الكثير من الأمراض الخطيرة مثل الالتهاب الكبدي وشلل الأطفال وداء الكلب، والإيدز (متلازمة عوز المناعة المكتسب). انظر: الفيروس.

أمراض مُعْدية أخرى

توجد أمراض معدية أخرى ناتجة عن الفطريات أوالأوليات أوالديدان التي تعيش داخل جسم الإنسان أوخارجه. وهذه المسقمات تحصل على غذائها عن طريق تكسير أنسجة الجسم، أوامتصاص المواد المهضومة من الأمعاء. وهي تسبب أمراضًا تتراوح بين العدوى البسيطة للجلد والعلل الداخلية المهددة للحياة. وتشبه الفطريات النباتات الخضراء، ولكنها لا تستطيع حتى تصنع غذاءها. ومن الفطريات المعروفة جيدًا فطر العفن وعيش الغراب. وتعيش أنواع قليلة من الفطريات على جلد الإنسان مسببة سعفة القدم والقوباء الحلقية وغيرها من أنواع العدوى. ويمكن أيضًا للفطريات المسببة للسقم حتى تسبب التهابات دماغية وأحد أمراض الرئة ومسماه داء النوسجات.

والأوليات حيوانات أحادية الخلية، وتوجد الأوليات المسببة للأمراض أساسًا في المناطق المدارية. والأوليات تسبب أمراضًا مثل الزحار الأميبي، وهونوع من أنواع العدوى المعوية، والملاريا، وسقم النوم الإفريقي.

تسبب أنواع معينة من الديدان المسطحة والأسطوانية أمراضًا للإنسان. وتضم الديدان المسطحة المسببة للأمراض الديدان المثقوبة التي قد تغزوالدم أوالأمعاء أوالكبد أوالرئتين، والديدان الشريطية المسطحة التي تعيش في الأمعاء. أما الديدان الأسطوانية المسببة للأمراض فتضم الديدان الخطافية والأنكلستوما التي تعيش في الأمعاء، والديدان الشعرية التي تصيب العضلات، وديدان الفيلاريا التي تغزوالسوائل تحت الجلد. وتسبب العدوى بالديدان الكثير من الأمراض المدارية الخطيرة مثل داء الفيل، والعمى النهري، والبلهارسيا.

انتشار الأمراض المعدية. معظم الأمراض المعدية أمراض سارية؛ أى تنتقل من إنسان إلى آخر. وفي بعض الأحيان، يكتسب أحد الأمراض المعدية قدرة عالية على العدوى والانتشار في المجتمع. وتسمى هذه الحالة وباء. وعندما يحدث الوباء في عدة أماكن من العالم في آن واحد، فإنه يسمى جائحة. وقد حدثت جائحة في شتاء (1918-1919م) عندما انتشرت الإنفلونزا في العالم وقتلت حوالي 20 مليون نسمة. وبعض الأمراض المعدية توجد دائمًا في منطقة جغرافية معينة، وينطق عن هذه الأمراض أنها متوطنة. فالملاريا مثلاً، متوطنة في أجزاء كثيرة من إفريقيا.

انتشار الأمراض المعدية

وتنتشر الأمراض المعدية بثلاث طرق رئيسية، هي: 1-الإنسان 2- الحيوان 3- المصادر غير الحية. عن طريق الإنسان. تنتشر الكثير من الأمراض المعدية الشائعة عن طريق الاتصال بشخص مصاب. وهذا الاتصال يحدث عادة من خلال السعال أوالعطس، اللذين ينشران رذاذًا دقيقًا قد يحدث محتويًا على المسقمات. فإذا استنشق المحيطون هذا الرذاذ تنتقل المسقمات من الشخص المصاب إلى الشخص السليم. والأمراض التي تنتشر أساسًا عن طريق السعال والعطس تضم نزلات البرد والإنفلونزا والحصبة والنكاف والالتهاب الرئوي والدرن والسعال الديكي.

تنتقل بعض الأمراض عندما يتلامس الشخص السليم تلامسًا مباشرًا بمنطقة مصابة في جسم إنسان آخر. وبعض الأمراض الجلدية مثل البثور والقوباء تنتشر بهذه الطريقة، وأيضًا الأمراض التناسلية التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي بشخص مصاب.

وفي معظم الأمراض السارية،قد يكون الشخص المصاب معديًا خلال فترة محددة فقط من السقم. وتتراوح فترة الانتنطق هذه بين بضعة أيام من السقم وعدة شهور أوسنوات. فمثلا فترة انتنطق الحُماق هي أسبوع واحد تقريبًا، ابتداء من اليوم السابق لظهور الطفح الجلدي وحتى اليوم الذي تتحول فيه آخر قرحة إلى قشرة. ولكن فترة الانتنطق بالنسبة لسقم السيلان تستمر طوال مدة وجود البكتيريا داخل جسم المصاب. يحمل بعض الناس الكائنات المعدية داخل أجسامهم دون حتى تظهر عليهم أي أعراض للسقم. وتحدث الكثير من حالات الديفتيريا (الخناق) والسيلان والالتهاب الرئوي والتيفوئيد (التيفية) من خلال الاتصال بمثل هؤلاء الأشخاص الحاملين للميكروب. لذلك فإن اكتشاف وعلاج حاملي الميكروب مهمان في مكافحة هذه الأمراض. عن طريق الحيوان. تنقل الحشرات بعض الأمراض الجلدية المعدية الأكثر فتكًا، فالبراغيث والبعوض وغيرها من الحشرات التي تتغذى بالدم، تنقل الكثير من الأمراض الخطيرة. وهذه الكائنات الماصة للدم تنقل العدوى بطريقة معقدة. فعندما تتغذى مثل هذه الحشرة بدم إنسان أوحيوان مصاب، فإنها قد تأخذ في نفس الوقت بعضًا من الأحياء المجهرية المسببة للأمراض. وتتكاثر المسقمات داخل جسم الحشرة. إلى غير ذلك تنتشر العدوى إذا قامت الحشرة بلدغ إنسان سليم وحقنت بعضًا من المسقمات في مكان اللدغة. فالبعوض ينقل الالتهاب الدماغي والملاريا والحمى الصفراء بهذه الطريقة. وبنفس الأسلوب، تنقل البراغيث الطاعون الدبلي، ويحمل القمل التيفوس. وكذلك فإن القراد، وهوحيوان يتغذى بالدم شبيه جدًا بالحشرات، ينقل تيفوس القراد وسقم لايم بالطريقة نفسها.

وينتقل عدد قليل من الأمراض المعدية بالاتصال المباشر بالثدييات والطيور المصابة. ولعل أشهر مثال على ذلك هوداء الكلَب الذي ينتقل من خلال عضة حيوان ثديي مصاب. ويصاب الناس بسقم التولاريمية أوحمى الأرانب من خلال التعامل مع الأرانب والسناجب المصابة. وبالمثل، فإن الببغائية التي تعهد أيضًا باسم حمى الببغاء، تنتقل إلى البشر من خلال الاتصال المباشر بالطيور المصابة. عن طريق مصادر غير حية. تستطيع بعض المسقمات حتى تعيش لفترات طويلة على أشياء غير حية. ويمكن لهذه الأحياء المجهرية حتى تنتقل عن طريق الثياب والملاءات والأدوات المنزلية وسائر الأمور التي يستخدمها المصاب. وتنتشر بعض الإصابات البكتيرية أحيانًا بين سقمى المستشفيات عن طريق الأمور الملوثة. وتنتقل بعض الأمراض المعدية عن طريق مياه الشرب. فسقم الإسهال، على سبيل المثال، قد ينتشر انتشارًا واسعًا إذا تلوثت مياه الشرب العمومية بمياه الصرف غير المعالجة. وفي المناطق ذات المستوى الصحي المنخفض، يمكن حتى تحمل مياه الشرب غير النقيــة المسقمات المسببة للكوليرا وحمى التيفوئيد.

وبالمثل فإن الأغذية الملوثة أيضا تنقل الأمراض المعدية. وكما تجاوز الذكر، يمكن للأغذية الملوثة بالسموم حتى تؤدي إلى التسمم الغذائي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن لحم الخنزير قد يحتوي على ديدان تسبب داء الشعرينات، ولبن البقر غير المغلي قد يحتوي على البكتيريا المسببة للدرن البقري والحمى المتموجة في الإنسان. وبفضل البسترة، وهي عملية اغتال البكتيريا الموجودة في اللبن، أصبح هذان السقمان غير شائعين في معظم الدول الصناعية.


الأمراض غير المعدية

السقم غيرالمعدي مصطلح واسع يجمع جميع الأمراض التي لا تسببها المسقمات، ويشتمل على الأمراض الناتجة عن تكسر الأنسجة والأعضاء والعيوب الخلقية والنقص الغذائي والمخاطر البيئية والمهنية والضغوط والتوتر.

مراض التنكّس المزمنة

أمراض طويلة المدى، تتضمن تكسرًا تدريجيًا للأنسجة والأعضاء. وهذه الأمراض تصيب البالغـين أكثر مما تصيب الأطفـال، ويشيـع منهـا: 1- أمراض القلب والأوعية الدموية 2- السرطان 3- التهاب المفاصل.

أمراض القلب والأوعية الدموية

تصيب القلب والأوعية الدموية. وتعتبر هذه الأمراض التي تضم تصلب الشرايين وضغط الدم المرتفع والنوبات القلبية والسكتات الدماغية من أبرز مسببات الوفاة في العالم. وتصلب الشرايين سقم خاص بالشرايين، ويحدث عندما تتراكم رواسب دهنية على الجدار الداخلي للشرايين، فتجعل الأوعية أكثر صلابة وضيقًا. وهذه الحالة تعوق سريان الدم عبر الشرايين، ويمكن حتى تؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وضغط الدم المرتفع سقم آخر يساهم في حدوث السكتات الدماغية والنوبات القلبية. وكثيرًا ما يطلق الأطباء اسم القاتل الصامت على ضغط الدم المرتفع؛ لأنه قليلاً ما يسبب أعراضًا إلا بعد حتى يُحدث تلفًا واسعًا في القلب والأوعية الدموية. ومعظم حالات ضغط الدم المرتفع تنتج عن مسببات غير معروفة. وتحدث النوبات القلبية عندما لا يستقبل القلب كمية كافية من الدم الغني بالأكسجين. ويسبب نقص الأكسجين موت جزء من القلب، وإذا توفي جزء كبير من القلب، فقد يموت المريض حالا أوبعد أسابيع قليلة. وبعض النوبات القلبية التي تصيب أجزاء صغيرة من القلب قد لا تكون مميتة ولكنها تحرم المصاب من ممارسة نشاطاته لشهور أوسنوات. وتحدث السكتة الدماغية عندما لا يحصل جزء من الدماغ على حاجته من الدم، حيث يحرم الجزء المصاب من الدماغ من الأكسجين والمواد الغذائية، فيتلف تلفًا مستديمًا. ويمكن للسكتة الدماغية حتى تكون قاتلة إذا كانت جسيمة.

السكتات الدماغية

فإنها قد تهجر ضحيتها مصابًا بعاهات متنوعة على حسب الجزء المصاب من الدماغ. ومن المشاكل الشائعة حدوث الشلل أوفقدان القدرة على الكلام. وفي بعض السقمى، تستعيد الأجزاء غير المصابة من الدماغ بعض الوظائف المفقودة بعد فترة. ولكن كثيرين من ضحايا السكتة الدماغية يظلون بعاهات مستديمة.

السرطان

يحدث عندما تتكاثر خلايا معينة من الجسم بدون ضابط. ويمكن حتى يصيب أي نوع من الخلايا. وبعد فترة تُدمر الخلايا السرطانية الخلايا الطبيعية المحيطة بها. وبالإضافة إلى ذلك، فإن النموالسرطاني قد ينتشر إلى خلايا بعيدة في أماكن أخرى من الجسم. ومعظم أنواع السرطان قاتلة إذا تُركت دون علاج. ولا يعهد الفهماء على وجه التحديد كيف من الممكن أن تتحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية. ولكن اكتشف الباحثون حتى حالات عديدة من السرطان تحدث بعد تعرض الشخص لفترات متكررة أوممتدة لشتى المواد الكيميائية أوالإشعاع.

التهاب المفاصل

تسمية عامة للأمراض التي تصيب المفاصل. وأشكال التهاب المفاصل الأكثر شيوعًا هي التهاب المفاصل الرثياني والفصال العظمي. ويسبب التهاب المفاصل الرثياني ألمًا وتورمًا في الكثير من مفاصل الجسم، وقد يؤدي إلى حدوث تشوهات وعجز. ويصيب التهاب المفاصل الرثياني الناس من جميع الأعمار، ولكنه أكثر شيوعًا بين البالغين متوسطي العمر. وسبب السقم غير معروف. أما الفصال العظمى فهوأساسًا سقم يصيب كبار السن، وينتج عن أثري البلى والتمزق في المفاصل، خاصة مفاصل الركبتين والفخذين والأصابع. ونادرًا ما يسبب عجزًا، ولكن الألم يُرغم الكثير من ضحاياه على الحد من أنشطتهم.


الأمراض الهورمونية

تحدث إذا فشلت الغدد الصماء في أداء وظيفتها بطريقة سليمة. فهذه الغدد تنتج الهورمونات، وهي مواد كيميائية فعالة تقوم بتنظيم وظائف الجسم.

وقد يحدث أشهر سقم هورموني معروف هوداء السكري، ويحدث عندما يفشل البنكرياس في أداء وظيفته بطريقة سليمة. فالبنكرياس ينتج الأنسولين، وهوهورمون يجعل الجسم قادرًا على استخدام السكر، وهوأحد النواتج الأساسية لعملية الهضم. فإذا لم تتمكن الخلايا من استخدام السكر، يبدأ الجسم في تكسير أنسجته الذاتية للحصول على الغذاء. والداء السكري يؤدي إلى الوفاة إذا تُرك دون علاج.

ويحدث سقم إديسون عندما تعجز الغدد الكظرية عن إنتاج القدر الكافي من الهورمونات. ويؤدي هذا السقم إلى نقص الوزن والضعف، وفي النهاية إلى الوفاة. والغدة الدرقية، غدة صماء أخرى، تفرز هورمونات تؤثر على معدل استخدام الجسم للغذاء ومعدل بنائه للأنسجة الجديدة. فإذا لم تفرز هذه الغدة القدر الكافي من الهورمونات أثناء الطفولة، تحدث حالة اسمها الفدامة، التي تؤدي إلى ضعف النموالجسماني وإلى التخلف العقلي. ويمكن حتى تحدث عدة اضطرابات، من بينها سقم العملقة وسقم القزامة، إذا فشلت الغدة النخامية والوطاء (تحت المهاد) في أداء وظيفتيهما بطريقة سليمة. وهذه الأعضاء الصماء تفرز الكثير من الهورمونات.

الأمراض الخلقية

هي أمراض تنشأ منذ الولادة، حيث يولد أطفال كثيرون وبهم أمراض خطيرة. وفي بعض الحالات، يحدث السقم بسبب عدوى أصابت الأم أثناء الحمل. فإذا أصيبت الأم بالحصبة الألمانية مثلاً، فقد يولد الطفل وبه تشوهات في القلب أوتخلف عقلي أوأمراض أخرى. وقد يحدث غير ذلك من المشاكل الخلقية إذا تعرضت الأم للإشعاع، أوتناولت أنواعًا معينة من الأدوية، أوغيرها من المواد الكيميائية أثناء الحمل.

وتتضمن الكثير من الأمراض الخلقية الخطيرة عيوبًا متوارثة من أحد الوالدين أوكليهما. وتضم هذه الأمراض الوراثيةسقم الناعورية (نزف الدم) وأنيميا الخلية المنجلية الذي يصيب الدم، وسقم الجالاكتوزمية والبيلة الفنيلية الكيتونية، وهي اضطرابات لا يستطيع فيها الجسم حتى يستخدم أغذية معينة بطريقة سليمة. وتظهر معظم الأمراض الخلقية عند الولادة أوأثناء الطفولة المبكرة. ويعتبر سقم هنتنجتون، الذي يصيب الجهاز العصبي، مثالاً للسقم الوراثي الذي لا يسبب أعراضًا إلا في وقت لاحق من العمر.

وتنتشر أمراض معينة أخرى، مثل ضغط الدم المرتفع وداء السكري، غالبًا في عائلات معينة. فالأشخاص الذين يعاني فيها الوالدان من هذه الأمراض أكثر عرضة للإصابة بها من الأشخاص الذين لا توجد هذه الأمراض عند والديهم.

الأمراض البيئية والمهنية

يمكن للعديد من العوامل البيئية حتى تسبب أمراضًا خطيرة. فالهواء، الملوث من المصانع ومن وسائل الانتنطق، يمكن حتى يهيج العينين والأنف، ويمكنه أيضًا حتى يساعد على حدوث تمدد حويصلات الرئة والانتفاخ الرئوي والالتهاب الشعبي وغيرها من أمراض الرئة. ويمكن حتى تلوث الكثير من مجاري المياه. وشرب هذه المياه الملوثة يؤدي إلى أمراض خطيرة. والتعرض المستمر للأصوات العالية، سواء كانت صادرة من الآلات أومن وسائل المواصلات أوالطائرات، قد يؤدي أيضا إلى الصمم. وهذا التلوث الضوضائي يمكن حتى يؤدي أيضًا إلى التوتر الذي يساعد على حدوث الأمراض النفسية البدنية، والتي سيتم مناقشتها لاحقًا في هذه الموضوعة. وبالإضافة إلى مواد التلوث، فإن بعض المواد الكيميائية المستخدمة في المنتجات الحديثة لها ارتباط بالأمراض. عملى سبيل المثال، اكتشف الفهماء حتى بعض المنكهات والصبغات التي كانت تستخدم سابقًا في الأطعمة المعبأة، يمكن حتى تؤدي إلى شتى أنواع السرطان.

وقد يحدث التعرض لبعض العوامل البيئية الضارة ناتجًا عن عادات الشخص نفسه. فالأشخاص الذين يدخنون بشراهة يعرضون أنفسهم لمواد لها صلة بحدوث سرطان الرئة والانتفاخ الرئوي وأمراض القلب. وبالمثل فإن تناول الكحول يمكن حتى يؤدي إلى تلف شديد في الكبد والدماغ، والإفراط في استخدام العقاقير الأخرى، مثل المهدئات والمنشطات والمنومات، يسبب أيضًا الكثير من الأمراض العضوية والنفسية الخطيرة.

وبعض المهن تعرض العاملين لعوامل بيئية ضارة. فعمال مناجم الفحم الحجري والعاملون في صناعات الأسبستوس والحديد والنسيج قد يستنشقون غبارًا يمكن حتى يؤدي إلى أمراض الرئة. والعاملون في الصناعات الكيميائية يتعرضون لمواد سامة، وكذلك يتعامل الفلاحون بصفة متكررة مع المواد الكيميائية المبيدة للأعشاب والحشرات. وهذه المواد الكيميائية يمكن حتى تسبب أمراضًا خطيرة إذا تم استنشاقها أوابتلاعها، أوحتى إذا سقطت على الجلد. ويمثل الإشعاع تهديدًا لفنيي الأشعة، وللناس الذين يعملون في مجال المواد النووية. فالتعرض للإشعاع يزيد من إمكانية حدوث السرطان وقد يتلف المادة الوراثية في الخلايا.

أمراض التغذية

تحدث بسبب الغذاء غير المناسب. ففي الكثير من البلاد النامية، يرغم الفقر الناس على الاعتماد على غذاء غير مناسب. وتكثر بين هؤلاء الناس أمراض نقص التغذية والقصور الغذائي. وينشأ نقص التغذية عن النقص العمومي في الغذاء. ويتميز بتأخر النموونقص الطاقة وضعف المقاومة للأمراض المعدية. أما أمراض القصور الغذائي فتنشأ عندما يفتقر الغذاء إلى عنصر واحد أوأكثر من العناصر الغذائية الأساسية. فنقص البروتين يؤدي إلى سقم الكواشيوركر، وهوسقم خطير يصيب الأطفال عادة، وقد يؤدي إلى الوفاة. ويسبب نقص الفيتامينات أمراضًا مثل البري بري والبلاغرا والكساح والإسقربوط. وينتج سقم فقر الدم والدراق ( تضخم الغدة الدرقية ) عن نقص المعادن.

ويمكن حتى تؤدي العادات السيئة في التغذية إلى حدوث أمراض نقص غذائي في البلاد المتقدمة أيضًا. ولكن في البلاد المتقدمة، تحدث معظم مشاكل التغذية بسبب الإفراط في الطعام. فالبدانة (السمنة الزائدة) تحدث عندما يأكل الشخص كمية من الطعام أكثر من التي يحرقها الجسم. وتساعد البدانة على حدوث الكثير من الأمراض، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري. انظر: التحكم في الوزن.

أمراض المناعة

تحدث عندما يفشل الجهاز المناعي في أداء وظيفته بطريقة سليمة. ويعتبر الجهاز المناعي أحد الوسائل الدفاعية الأساسية للجسم ضد السقم. فهويتعهد على المسقمات والخلايا السرطانية وغيرها من المواد الغريبة، ويهاجمها. ولمزيد من المعلومات عن وظيفة الجهاز المناعي في الجسم،

وتعتبر أمراض الحساسية مثل الربووحمى القش والشَّري أكثر أنواع أمراض المناعة شيوعًا. وتحدث الحساسية عندما يصبح الجهاز المناعي حساسًا بدرجة غير عادية لإحدى المواد الغريبة. وتحدث عند أناس كثيرين حساسية ضد غبار الطلع أوغبار المنازل أوشعر الحيوانات أوالأغذية المتنوعة. وعندما يتعرض المصاب بالحساسية لهذه المواد، فإن الجهاز المناعي يحدث به رد عمل. وتتراوح ردود أفعال الحساسية بين حدوث رشح في الأنف وتهيج في العينين عند ضحايا حمى القش، وبين حدوث ردود أفعال قاتلة عند الأشخاص الذين لهم حساسية ضد البنسلين وغيره من الأدوية.

وتتضمن بعض الأمراض الخطيرة ردود أفعال منيعة الذات. ويحدث رد عمل منيع الذات عندما يهاجم جهاز المناعة أنسجة الشخص نفسه. ففي أحد أمراض المناعة، الذي يسمى سقم الذأب الحمامي المجموعي، يهاجم جهاز المناعة الجلد والمفاصل، وفي الحالات الخطيرة يهاجم الكليتين والجهاز العصبي. ويعتقد بعض الأطباء حتى التهاب المفاصل الرثياني والتصلب المتعدد، وهومن أمراض الجهاز العصبي، يتضمنان أيضًا ردود عمل منيعة الذات. ويولد بعض الأطفال بقصور في الجهاز المناعي. ويعاني هؤلاء من العدوى المتكررة والخطيرة، وقد لا يعيشون أكثر من بضع سنوات إذا لم يتلقوا أدوية معينة أوعلاجًا جراحيًا أوغرسًا لنقي العظم.

الأمراض النفسية البدنية

اضطرابات عضوية تحدث بسبب الضغط النفسي والتوتر. وتعتبر ضغوط العمل أوالدراسة والأعباء الاقتصادية والمشاكل العاطفية من بين الحالات الكثيرة التي يمكن حتى تسبب التوتر. وبعض الناس يتعاملون مع الضغوط بالتحدث عن مشاكلهم مع الآخرين. وبعضهم الآخر يعهد كيف من الممكن أن يُخفِّف الضغوط عن طريق الاسترخاء أوحتى بالبكاء، ولكن بعض الناس يحتفظون بالضغوط مكتومة بداخلهم، وهذا الكبت يمكن حتى يؤدي في النهاية إلى أمراض عضوية. وتضم الأمراض النفسية البدنية الشائعة صداع التوتر وآلام الصدر والذراعين والساقين واضطرابات المعدة والقروح. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الضغوط المكبوتة تضعف مقاومة الجسم للعدوى وللأمراض الأخرى.

أنـواع رئيســية من الوســائل الدفاعيـة

1- الحواجز ضد المسقمات 2- ردود العمل العـامة ضـد العدوى 3- ردود أفعال الجهاز المناعي.

الحواجز

يعد الجلد السليم حاجزًا فعّالاً للغاية ضد المسقمات، ولذلك، فإن عددًا قليلا من المسقمات يستطيع اختراق الأغشية المبطنة للفم والأنف، إذ إذا هذه الأغشية مغطاة بالمخاط، وهوسائل لزج يقتنص الكثير من المسقمات، وبعد ذلك يلفظ الجسم الأحياء المجهرية من خلال العطس أوالسعال. وتبطن الأغشية المخاطية أيضًا القنوات التي تؤدي إلى الرئتين. وتقوم أهداب دقيقة شبيهة بالشعيرات بدفع المخاط من الرئتين والقصبة الهوائية في اتجاه الفم، حيث يمكن بلع المخاط والجراثيم العالقة به دون أي ضرر.

والجسم لديه أيضًا حواجز كيميائية ضد العدوى. فالدموع، على سبيل المثال، لا تقوم فقط بغسل المواد الغريبة من العينين، ولكنها أيضًا تحتوي على مواد كيميائية تقاوم الكثير من المسقمات الشائعة. وتفرز الأغشية المخاطية أيضا مواد كيميائية دفاعية. وفي المعدة، تقوم العصارات الهاضمة، وهي غنية بالحمض، بقتل الكثير من المسقمات التي يتم ابتلاعها مع الطعام أوالمخاط.

وأخيرًا، فإن البكتيريا التي تعيش طبيعيًا على الجلد وفي الفم والأمعاء دون حتى تسبب أي ضرر، تمثل حاجزًا دفاعيًا ضد العدوى. وتنافس هذه البكتيريا المقيمة في الواقع الكثير من الأحياء المجهرية المسقمة التي لولاها لكانت قد كونت مستعمرات على سطح الجسم أوفي داخله. وتقوم البكتيريا المقيمة أيضا بتصنيع مواد تقتل أوتتلف أنواعًا معينة من المسقمات.

ردود العمل الدفاعية العامة

على الرغم من وجود حواجز الجسم ضد المسقمات فإن بعضها ينجح في غزوالجسم. وعندما تدخل مادة غريبة إلى الجسم، تحدث ردود أفعال عامة معينة. أولا، تبدأ الأوعية الدموية الدقيقة في مكان العدوى برشح سوائل وخلايا. وتحتوي السوائل على مواد كيميائية متنوعة قاتلة للجراثيم. أما الخلايا فإن معظمها كريات دم بيضاء تســـمى العدلات. ويمكن للعدلات حتى تحيط بالبكتيريا المقتحمة وتهضمها، وتسمى هذه العملية البلعمة.

وإذا كان المسقم المقتحم للجسم فيروسًا، فإن الجسم يحاول حتى يقاوم الفيروس بصنع مادة كيميائية تسمى الإنترفرون. والإنترفرون تفرزه الخلايا التي أصيبت بالعدوى من الفيروس، ثم يدخل في تيار الدم ويسري إلى الخلايا الأخرى ليمنع الفيروسات من إصابة هذه الخلايا.

والحمى رد عمل آخر يصاحب الكثير من الأمراض المعدية، ولكن وظيفتها غير واضحة. ويعتقد بعض الباحثين حتى الحمى تقتل أوتضعف المسقمات التي لا تستطيع حتى تعيش أوتتكاثر في درجات الحرارة العالية الزائدة عن درجة حرارة الجسم الطبيعية.

ردود العمل المناعية

من أقوى الوسائل الدفاعية للجسم ضد الأمراض. وعلى عكس الوسائل الدفاعية العامة، فإن جهاز المناعة ينتج مواد مصممة خصيصًا لمحاربة مواد غازية معينة.

وتقوم إحدى فئات كريات الدم البيضاء واسمها الخلايا الليمفاوية بدور رئيسي في الاستجابة المناعية، أي في ردود العمل المناعية. وهناك نوعان من الخلايا الليمفاوية: الخلايا البائية والخلايا التائية. وتستطيع الخلايا من كلا النوعين حتى تتعهد على المسقمات والسموم وغيرها من المواد الغريبة وتقوم بمهاجمتها. وتتفاعل الخلايا البائية إزاء هذه المواد الغازية، بإفراز بروتينات في الدم تسمى الأجسام المضادة. وتهاجم الأجسام المضادة المادة الغازية وتدمرها، أوتبطل ضررها. فمثلاً، قد تجعل الأجسام المضادة البكتيريا تتكتَّل معًا، وبعد ذلك تبتلعها خلايا آكلة كبيرة لديها القدرة على الابتلاع تسمى البلاعم.

وتقوم الخلايا التائية بالحماية من الفيروسات وسائر مسببات الأمراض التي تنموداخل خلايا الجسم. تهاجم الخلايا التائية الخلايا المصابة وتقضي على الأجسام الدخيلة. والخلايا التائية مسؤولة أيضًا عن التعهد على الخلايا السرطانية وتدميرها. وفي معظم ردود العمل المناعية، تعمل الخلايا البائية والخلايا التائية والبلاعم بالتضامن معًا للتغلب على الجسم الدخيل.

ومن الخصائص المهمة للجهاز المناعي أنه يستطيع حتى يتذكر المسقمات بعد الالتقاء بها. وهذه الخاصية تجعل الجسم قادرًا على تكوين حماية طويلة الأجل تسمى المناعة تجاه الكثير من الأمراض المعدية. فبعد حتى يصاب الشخص بالحصبة، على سبيل المثال، يظل جهاز المناعة متذكرًا لفيروس الحصبة. وإذا ولج الفيروس مرة ثانية إلى الجسم، تهاجمه في الحال خلايا الجهاز المناعي المصممة خصيصًا لمقاومته. إلى غير ذلك يتم تدمير الفيروس الغازي قبل حتى يتمكن من إحداث السقم. ولهذا السبب فإن الإنسان يصاب عادة بالحصبة مرة واحدة فقط.

المعـركة ضد السقم

من المرجح حتى المعركة ضد الأمراض قديمة قدم الإنسانية ذاتها. وللاطلاع على التاريخ التفصيلي لهذه المعركة ابتداء من عصور ما قبل التاريخ وحتى عصر الطب الحديث،وتتضمن المعركة ضد الأمراض ثلاثة عناصـر أســــاسية، هي: 1-التشخيص 2- العلاج 3- الوقاية.

تشخيص السقم

هوتحديد نوع الداء، ويعتبر أول خطوة نحوالعلاج. فالكثير من الأمراض المتنوعة تسبب أعراضًا متشابهة. لذلك يجب على الطبيب حتى يحدد السقم الذي يعاني منه المريض بدقة، حتى يقرر أفضل طرق العلاج.

يقوم الطبيب أولا بمراجعة التاريخ السقمي عند المريض، ويطلب منه حتى يصف أعراض السقم الحالي. كما يسأل الطبيب عن نشأة السقم، وعن صحة باقي أفراد الأسرة، وعن الأمور المشابهة التي قد تساعد في تحديد السقم. ثم يقوم الطبيب بفحص المريض وقياس درجة الحرارة وسرعة النبض والتنفس وضغط الدم. ويهجرز الفحص على أجزاء الجسم المتضمنة في أعراض المريض. وقد يرغب الطبيب في الحصول على معلومات إضافية من خلال الاختبارات المعملية. ويمكن للمختبر الطبي حتى يوفر الأشعة السينية التي تبين عيوب العظام والرئتين والقلب والأعضاء الأخرى. ويمكن للمختبر أيضًا حتى يفحص الدم والبول وسوائل الجسم الأخرى بحثًا عن أمراض معينة. وبعد وضع جميع المعلومات في الاعـــتبار يصل الطبيــب إلى تشخيص لعلة المريض.

علاج السقم

لا يزيد أحيانًا عن مجرد الراحة والغذاء الصحي. فالجسم لديه طاقات شفائية كبيرة، وهذه التدابير قد تكون هي جميع ما يحتاجه للتغلب على الأمراض البسيطة. ولكن قد بحاجة الأمراض الأشد خطورة إلى نظام علاجي محدد يشتمل على الأدوية أوالجراحة أوغيرها من أشكال العلاج.

الأدوية تعتبر من أبرز الأسلحة التي يستخدمها الطبيب ضد الأمراض. فالمضادات االحيوية تستطيع حتى تعالج الإصابات البكتيرية التي كانت سابقًا قاتلة في كثير من الأحيان. ويمكن أيضًا علاج الكثير من أنواع العدوى الفطرية والطفيلية، بصورة فعالة باستخدام الأدوية، ولكن معظم أنواع العدوى الفيروسية ليست كذلك. تساعد الأدوية على التحكم في الكثير من الأمراض غير المعدية. فأنواع كثيرة من السرطان يمكن إبطاؤها أوحتى شفاؤها بالأدوية. وضغط الدم المرتفع يمكن علاجه بالأدوية، كما تستخدم الأدوية المحتوية على الهورمونات في علاج الأمراض الهورمونية ، أما الأسبرين وغيره من مسكنات الألم فتساعد سقمى التهاب المفاصل لكي يعيشوا حياة أكثر نشاطًا.

الجراحة تمكن الأطباء من إزالة الأنسجة المصابة التي تهدد باقي الجسم؛ فالاستئصال الجراحي، على سبيل المثال، لعضومصاب بالسرطان أوجزء منه قد يوقف انتشار السقم إلى الأعضاء الأخرى. كما قد يلجأ الجراحون إلى استئصال زائدة دودية أومرارة مصابة لمنع العدوى من الانتنطق إلى باقي الأعضاء. كما يمكن للجراحين إصلاح أواستبدال الأعضاء المصابة. فالكثير من عيوب القلب، على سبيل المثال، يمكن تسليمها جراحيًا. ويستطيع الجراحون حتى يستبدلوا العظام والمفاصل المريضة بأجزاء معدنية أوبلاستيكية، بل يستطيعون استبدال كلية أوقلب مريض بعضوسليم من جسم إنسان آخر. انظر: زراعة الأنسجة.

علاجات أخرى تضم العلاج الإشعاعي والأنظمة الغذائية الخاصة والعلاج بإعادة التأهيل. ويستخدم العلاج الإشعاعي الأشعة السينية والمصادر المشعة لقتل الخلايا السرطانية. ويمكن للأنظمة الغذائية الخاصة حتى تتحكم في سقم البيلة الفنيلية الكيتونية وغيره من الأمراض الوراثية التي لا يستطيع الجسم معها حتى يستخدم أغذية معينة. ويؤدي النظام الغذائي أيضًا دورًا هامًا في علاج داء السكري. أما العلاج بإعادة التأهيل فيساعد السقمى على استعادة وظيفة أجزاء معينة من أجسامهم. وهذا العلاج يفيد الأشخاص الذين أصيبوا بالسكتة الدماغية وغيرها من الأمراض المعوقة.

الوقاية من السقم

تتطلب تعاونًا بين الفرد وبين الطبيب وبين الخدمات العامة المتنوعة. فالأفراد يمكنهم حتى يساهموا في الوقاية من الأمراض باكتسابهم عادات صحية سليمة. وتضم هذه العادات تناول غذاء متوازن وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قدر كاف من الراحة والاسترخاء والعناية بالنظافة الشخصية. ويمكن للناس حتى يحافظوا على صحتهم أيضًا بالامتناع عن التدخين وعدم تعاطي الكحول والعقاقير الأخرى. ولمزيد من المعلومات عن العناصر الأساسية للصحة الشخصية.

والطبيب يوفر الكثير من الخدمات التي تساعد على الوقاية من الأمراض. فالفحوصات الطبية الدورية تؤدي دورًا مهمًا. ففي أثناء هذه الفحوصات يقوم الطبيب باكتشاف ضغط الدم المرتفع وغيره من الأمراض التي لا تبدي أعراضًا إلا بعد حتى تحدث مضاعفات خطيرة. ويمكن للفحص حتى يقود أيضًا إلى التشخيص المبكر للسرطان وداء السكري وأمراض القلب والأمراض المزمنة الأخرى. وهذه الأمراض يمكن علاجها بطريقة أكثر فاعلية إذا تم اكتشافها مبكرًا. والفحص أيضًا يتيح الفرصة للطبيب لكي يقدم النصائح للسقمى عن كيفية الاعتناء بصحتهم.

ويقوم الأطباء بحماية السقمى من الكثير من الأمراض الخطيرة من خلال التحصينات الفعالة والمنعملة. وتضمن التحصينات الفعالة استخدام اللقاحات، وهي مواد تحتوي على المسقمات إما ميتة أومضعَّفة. وتعمل اللقاحات على تنشيط أجهزة الجسم المناعية بصورة محددة ضد أحد العوامل المسببة للسقم. واللقاحات الفعالة قادرة على الحماية من الكثير من الأمراض الخطيرة في الطفولة، مثل الدفتريا والحصبة الألمانية والحصبة والنكاف وشلل الأطفال والكزاز والسعال الديكي.

وفي التحصينات المنعملة يستخدم الأطباء الأمصال لحماية السقمى الذين تعرضوا بالعمل لسقم ما. وتحتوي الأمصال على أجسام مضادة مستمدة من إنسان أوحيوان لديه مناعة ضد السقم.

الخدمات العامة تساعد في الوقاية من الأمراض بطرق متعددة. ففي البلاد المتقدمة تقوم الخدمات العامة بتطهير مصادر المياه العمومية وفحص الأغذية لوجود أحياء مجهرية أومواد كيميائية ضارة، وضمان أمان وفاعلية الأدوية. وتقوم أقسام الصحة المحلية بملاحظة الوسائل الصحية للتخلص من النفايات ومياه الصرف الصحي، وقيادة البرامج لمكافحة الحشرات والفئران والحيوانات الأخرى التي تنقل الأمراض. وتقوم الدولة أيضا بحماية المجتمع من التلوث البيئي ومراقبة أماكن العمل للوقاية من المخاطر المهنية. وتقود العيادات الصحية برامج التحصين وقد تقدم أيضا فحوصات مجانية لاكتشاف ضغط الدم المرتفع وغيره من الأمراض. وتساعد برامج التغذية التي تُمولها بعض الدول على حماية صحة الأطفال والأمهات الفقراء. وبالإضافة إلى ذلك فإن العاملين في مجال صحة المجتمع يساعدون في تثقيف الناس وتعريفهم بالعادات الصحية السليمة.


مواضيع مرتبطة

  • قائمة الأمراض الشائعة
  • قائمة العيوب الجينية genetic disorder

المصادر

  • المعهدية الكاملة
تاريخ النشر: 2020-06-04 08:57:41
التصنيفات: أمراض, مصطلحات طبية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

رغم الاحتجاجات.. تمديد مهمة البعثة الأممية بالسودان لعام واحد

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 21:16:56
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 89%

الهند.. إصابة 150 شخصا إثر تسرب للأمونيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 21:16:41
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 92%

مشرعو ألمانيا يصوتون لتمويل ضخم للجيش بقيمة 100 مليار يورو

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 21:16:43
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 90%

مجلس الأمن يمدد تفويض تفتيش السفن بموجب حظر الأسلحة على ليبيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 21:16:36
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 85%

الخرطوم.. مقتل متظاهر خلال احتجاجات ذكرى "القيادة العامة"

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 21:16:58
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 99%

بوتين: أوروبا لم تصغ لنصائح روسيا بالحفاظ على عقود الغاز الآجلة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 21:16:44
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 94%

في مثل هذا اليوم قبل ربع قرن.. سجل كارلوس "هدف المعجزة" (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 21:16:46
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 99%

موسكو: لا بديل أمام أوروبا عن موارد الطاقة الروسية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 21:16:41
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 98%

شاب يهجم على ممثل خامنئي في أصفهان خلال صلاة الجمعة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 21:17:17
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 87%

رولان غاروس.. نادال على بعد خطوة واحدة من لقبه الـ14

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 21:16:45
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 85%

موسكو تستدعي سفيرة سريلانكا احتجاجا على احتجاز طائرة روسية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 21:16:38
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 91%

أحدث صور لسد النهضة.. استعداد جديد للتخزين وتعلية الممر 

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 21:17:10
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 100%

دونيتسك تطلب أسلحة.. وأوكرانيا تؤكد انسحاب روسيا من منطقتين

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 21:16:57
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 85%

وزير الاقتصاد الليبي لوزيرة الخارجية: "لو كنت محترمة"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 21:16:42
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 90%

في سابقة هي الأولى.. مدينة أمريكية كبرى تسمح برفع الأذان (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 21:16:40
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 96%

ضبط رجل يحمل هوية شرطي مزيفة وذخيرة قرب الكونغرس

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-03 21:17:15
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 93%

تحميل تطبيق المنصة العربية