المسرح الياباني

عودة للموسوعة

المسرح الياباني

هناك أربع أنواع من المسارح اليابانية التقليدية ولا تزال تؤدى حتى الآن وهي نو، كيوغن، بونراكو، كابوكي.

نو

مسرح نوهومن أقدم المسارح المحترفة الموجودة في العالم وهوفن مسرحي يعتمد على الرقص والموسيقى.


كيوگن

مسرح كيوگن وهوفواصل مسرحيه هزلية ناطقة لأداء مسرح نوويقدم مسرح كيوجن فقرات ساخرة حول ضعف الإنسان كما كان يعمل القصاصون الآسيويون.

بونراكو

وهومسرح له مكانة فريدة في عالم المسرح الياباني حيث حتى أداء الدمى تم قبوله على قدم المساواة مع الدراما التقليدية.

كابوكي

يعد واحد من أكبر موروثات المسرح الياباني التقليدي. بدأ مسرح الكابوكي في بدايات القرن السابع عشر.

إن المسرحية اليابانية من أعسر ألوان الأدب الياباني فهماً علينا ، فما دمنا قد نشأنا في جومن تنطقيد المسرح الإنجليزي الذي يبدأ من رواية هنري الرابع وينتهي برواية "مارية اسكتلندة" ، فكيف يمكن حتى نعد آذاننا إعداداً يتقبل المسرحيات الغنائية اليابانية بما فيها من إطناب وحركات صامتة بالنسبة إلينا،يا ترى؟ إنه لابد لنا من نسيان شكسبير والعودة إلى "إفريمان" ، بل والعودة إلى ما أبعد من ذلك في الماضي ، إلى الأصول الدينية للمسرحية اليونانية والمسرحية الأوروبية الحديثة ؛ عندئذ نجد ما يعيننا على متابعة تطور التمثيل الصامت الشنتوي القديم ، والرقص الكهنوتي المسمى "كاجورا" ، حتى أصبح هذه الصورة التمثيلية الناطقة بالحوار ، التي تتألف منها المسرحية الغنائية عند اليابانيين ؛ ففي نحوالقرن الرابع عشر أضاف الكهنة البوذيون أناشيد جوقية إلى التمثيل الطقوسي الصامت ، ثم أضافوا إلى ذلك شخصيات فردية ، ودبروا حبكة للمسرحية بحيث تفسح المجال أمام هذه الشخصيات فتعمل الأفعال كما تقول الكلام ، ومن ثم ولدت المسرحية.

كانت هذه المسرحيات - مثل المسرحيات اليونانية - تُؤدي في ثلاثيات وكانوا يمثلون في الفترات التي بين الفصول أحياناً ، ما يطلقون عليه "كيوجن" أي المهازل (أوالتهريج) قاصدين بذلك حتى يخففوا ويلطفوا من حدة العاطفة والفكر ؛ أما الجزء الأول الثلاثي المسرحي فقد كانوا يخصصونه لاسترضاء الآلهة ، فكاد لا يزيد على تمثيل ديني صامت ؛ وأما الجزء الثاني فكان يؤدي بعدة مسرحية كاملة ، ويبتغون به طرد الأرواح الشريرة بتخويفها ؛ وأما الجزء الثالث فكان ألطف جواً ، يراد به تصوير جانب رائع من جوانب الطبيعة ، أووجه ممتع من وجوه الحياة اليابانية؛ وكانت أسطر المسرحية تصاغ عادة في صورة الشعر المرسل ، بحيث يتألف البيت الواحد من اثني عشر مبتراً ؛ وكان الممثلون ذوي منزلة اجتماعية حتى بين العلْية ؛ فلا تزال بين أيدينا وثيقة تثبت حتى "نوبونجا" و"هيديوشي" و"أيياسو" قد اشهجروا جميعاً كممثلين في إحدى المسرحيات الغنائية حول سنة 1850 ، وكان جميع ممثل يلبس قناعاً منحوتاً من الخشب نحتاً فنياً دقيقاً يجعل هذه الأقنعة تحفة عند هواة الآثار الفنية في عصرنا هذا ، وكانت مناظر المسرح قليلة ، إذ كانوا يعتمدون على الخيال القوي عند النظارة في خلق البطانة التي يتم العمل المسرحي في جوّها ؛ وأما الحكايات التي تمثل فمن أبسط الحكايات تأليفاً ، ولم يكن مجرى الرواية هونقطة الاهتمام ؛ ومن أشيع تلك الروايات رواية تحكي عن "سياف" أصابه الفقر ، طرق بابه راهب جوال أراد الدفء ، فبتر له السياف أعز نباتاته ليوقد له بها ناراً ؛ وعندئذ تبين حتى الراهب لم يكن إلا الوصي على العرش ، فأجزل العطاء للفارس ، وكما أننا في الغرب لا نفتأ نختلف إلى المسرح مرة بعد مرة لنسمع مسرحية غنائية ، روايتها قديمة ، وربما كانت رواية سخيفة أيضاً ، فكذلك ترى أهل اليابان - حتى يومنا هذا - يبكون حدثا شهدوا هذه الرواية التي يتكرر تمثيلها بغير انقطاع ، ذلك لأن براعة التمثيل تعيد لهذه الرواية في جميع مرة قوتها ومغزاها ؛ ولوقصد إلى المسرح متفرج متعجل عملي المقاييس ، فإنه قد يجد في أمثال هذه الأغاني التي صبت في نطقب تمثيلي ، تسلية أكثر مما يجد فيها عظمة تأخذ عليه نفسه ، لكن اسمع ما يقوله فيها شاعر ياباني: "كم في المسرحية الغنائية من عناصر المأساة وعناصر الجمال ، ولطالما طاف برأسي خاطر ، هوأننا نؤدي خدمة جليلة لا ريب فيها ، إذا نحن أحسنّا تقديم مسرحيتنا الغنائية في الغرب ، ولوعملنا لنتج عن ذلك احتجاج شديد ضد المسرح الغربي ، إذا ذلك لوتم كان بمثابة الإيحاء باتجاه جديد" - ومع ذلك فاليابان نفسها لم تنتج من هذا الضرب المسرحي شيئاً منذ القرن السابع عشر على الرغم من أنها تقوم بتمثيلها اليوم ، وتقبل عليها إقبالاً شديداً.

إن تاريخ المسرحية في معظم البلاد تعبير عن تحول تدريجي من سيادة الجوقة إلى سيادة دور يقوم به فرد من الأفراد - وعند هذه النقطة تنتهي مراحل التطور في الكثرة الغالبة من الحالات التي يتم فيها هذا الانتنطق ، ولما تقدم الفن المسرحي في اليابان من حيث تنطقيده وروعته ، خلق شخصيات محببة إلى الناس صارت هي القوة السائدة في المسرحية ، وأخيراً قل شأن التمثيل الصامت والموضوعات الدينية ، وباتت المسرحية حرباً بين أفراد تملؤهم قوة الحياة وقوة الخيال ، إلى غير ذلك ظهر المسرح الشعبي في اليابان الذي يطلق عليه "كابوكي شيباي" ، وأول مسرح من هذا القبيل الشعبي ظهر حول عام 1600 ، أنشأته راهبة ملت جدران الدير ، فأقامت مسرحاً في أوساكا وجعلت ترتزق بالرقص على ذلك المسرح ، وكان ظهور المرأة على المسرح- كما هي الحال في إنجلترا وفرنسا بمثابة الثورة واقتراف إثم محرم ، ولما كانت الطبقات العليا قد اجتنبت هذه المحرمات (اللهم إلا في خفاء يؤمّنها من الخطر) فقد أوشك الممثلون حتى يصبحوا طبقة منبوذة ، ليس لهم حافز اجتماعي يدفعهم إلى صيانة مهنتهم من النادىرة والفساد ؛ واضطر الرجال حتى يقوموا بأدوار النساء ، ومضىوا في إتقان تقليد النساء إلى حد لم يستطيعوا عنده حتى يخدعوا النظارة فحسب ، بل خدعوا أنفسهم كذلك ، حتى لقد ظل كثير من هؤلاء الرجال الذين كانوا يمثلون أدوار النساء ، ظلوا نساء خارج المسرح ، وكان من عادة الممثلين حتى يصبغوا وجوههم بألوان زاهية ، وربما يرجع ذلك إلى خفوت الأضواء على المسرح ؛ كذلك كانوا يلبسون أردية ذات رسوم فاخرة لكي يدلوا بها على عظمة أدوارهم ، ثم لكي يحملوا من قدر تلك الأدوار ؛ وغالباً ما كان يجلس خلف المسرح أوحوله أفراد أوجوقات ، تلقي الكلام المراد إلقاؤه ، وكان هؤلاء أحياناً هم الذين ينطقون بالكلام بينما يقصر الممثلون أنفسهم على الحركات المناسبة صامتين ؛ وأما النظارة فقد كانت تجلس على الأرضية المفروشة بالبُسُط ، أوفي مقصورات على الجانبين. وأشهر الأسماء التي تصادفك في المسرحية الشعبية في اليابان هو"شيكاماتسومُنْزايمون" (1653-1724) الذي يقرنه مواطنوه بشكسبير ، وأما النقاد الإنجليز فتراهم يمقتون هذه المقارنة ، فيتهمون "شيكاماتسو" بالعنف والإسراف والمبالغة في قوة اللفظ وبُعد حبكاته عن الواقع ، إلا أنهم يعترفون له "بشيء من القوة والفخامة البدائيتين" ؛ والظاهر حتى التشابه تام ، فتلك المسرحيات الأجنبية بالنسبة لنا تبدولنا مجرد مسرحيات غنائية ، لأنه إما حتىقد يكون معناها أوتكون دقائقها اللغوية خافية علينا ، وقد يحدث هذا نفسه هوسقط شكسبير على رجل لا يستطيع حتى يقدر جمال لغته أويتابعه في أفكاره ، وربما كان "شيكاماتسو" قد غالى في جعل العشاق في مسرحياته ينتحرون على المسرح ليكون انتحارهم بمثابة الذروة التي تعلوإليها حوادث السيرة ، على نحوما نرى في رواية "روميووجوليت" ، لكن قد يحدث له في ذلك هذا العذر ، وهوحتى الانتحار في الحياة اليابانية أوشك حتىقد يكون من الشيوع بمثل ما كان على المسرح.

إن المؤرخ الأجنبي عن البلاد ، لا يسعه في هذه الأمور إلا حتى يسجل ، لا حتى يصدر حكمه ، فالتمثيل الياباني في عيني مُشاهد عابر ، يظهر أقل في درجة الرقي والنضوج من التمثيل الأوربي ، لكنه أكثر منه قوة وحملاً لأفئدة المشاهدين ؛ إذا المسرحيات اليابانية قد تكون أكثر تمشياً في سذاجتها مع سواد الشعب ، لكنها أقل تعرضاً لعوامل الضعف التي تنشأ عن الصيغة العقلية السطحية ، من زميلاتها في فرنسا وإنجلترا وأمريكا اليوم ؛ والعكس سليم ، وهوحتى الشعر الياباني يظهر لنا خفيفاً ميتاً ، مبالغاً في رقته الأرستقراطية ، نحن الذين تعودت أذواقنا المقطوعات الغنائية التي تكاد تبلغ في طولها طول الملاحم (مثل قصيدة Maud)، كما تعودت أذواقنا الملاحم التي يبلغ الملل من قراءتها حداً لا أشك معه في حتى هومر نفسه إذا اضطر حتى يقرأ الإلياذة مجتمعة لترنح رأسه من نعاس ؛ وأما السيرة اليابانية فالظاهر أنها عاطفية تثير حب التطلع في نفس القارئ ، ومع ذلك فيخيل إلينا حتى آيتين من آيات السيرة الإنجليزية - هما سيرة "توم جونز" وسيرة "أوراق بِكْوِك" - يقابلان تمام التقابل قصتي "گنجي مونوجاناري" و"هيزا كوريج" في الأدب الياباني ؛ ويجوز حتى تكون "السيدة موراساكي" أنبغ من "فيلدنج" العظيم نفسه في دقتها ورشاقتها وسعة فهمها ؛ إذا جميع ما بعيد عن أنفسنا غامض علينا ،قد يكون مملولاً سخيفاً بالنسبة لنا ، وستظل الأمور في اليابان غامضة علينا حتى نستطيع حتى ننسى نسياناً تاماً تراثنا الغربي ، لنشرب تراث اليابان تشرباً كاملاً.


انظر أيضاً

  • ثقافة اليابان
  • شين‌پا

المصادر

ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

هل أنت مهتم باليابان،يا ترى؟ ستجد الكثير من المعلومات في بوابة اليابان.
تاريخ النشر: 2020-06-04 09:00:45
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, جميع المقالات المتعلقة باليابان, مسرح ياباني, أدب ياباني

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تصاريح العمرة والزيارة عبر اعتمرنا السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:55
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 66%

إيران: بين الشباب وقادة النظام... هوّة كبيرة تتّسع

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:42
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 93%

الجامعة العربية تحسم الجدل حول «قمة الجزائر»

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:38
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 91%

تعرف على البنود المستحدثة في قواعد الأسواق الحرة بالسعودية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:58
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 57%

وزيرا خارجية السعودية والمغرب يبحثان التطورات الإقليمية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:44
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 96%

رافد لتسهيل عمل المتدربين السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:56
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 69%

ليز تراس تؤكد أن الشعب البريطاني «القوي» سيتجاوز «العاصفة»

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:39
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 93%

يوناني يحرج الفيحاء السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:58
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 58%

إردوغان: أوروبا ستواجه شتاءً قاسياً لكنها تحصد ما زرعته بيدها

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:41
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 88%

أمطار رعدية على 4 مناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 66%

بلفاست: إنقاذ مراهقين تسلقوا سطح فندق - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:51
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 56%

الاتفاق النووي الإيراني: هبة باردة... هبة ساخنة

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:36
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 100%

مزارعو الطائف لـ«عكاظ»: أين نسوّق منتجاتنا ؟ - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:50
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 50%

صراع بين أثرياء السلة على قميص مايكل جوردان - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

ورشة عمل لتعزيز الوعي بالقانون الدولي الإنساني لدى منسوبي «التحالف»

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:35
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 87%

توقّف الحركة في مطار حلب بعد تعرّضه لقصف صاروخي

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:34
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 98%

 توقيف مجرم خطير و حجز مخدرات وسيوف وسواطير بتبسة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:25
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

لبيد يتفقد سرب «إف 35» ويوجه تحذيراً حاداً لإيران

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:42
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 99%

باسيل: لن نعترف بشرعية الحكومة المستقيلة بعد انتهاء ولاية عون

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-06 21:24:43
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 96%

تحميل تطبيق المنصة العربية