معبد بلقيس
معبد بلقيس في محرم بلقيس بمحافظة مأرب هوأكبر معبد تأريخي قديم في الجزيرة العربية ، وظل متنسكاً للسبئيين منذ أوائل الألف الأول قبل الميلاد وحتى القرن الرابع بعد الميلاد .
المصادر التأريخية والأثرية تشير إلى حتى معبد ( أوام ) هوالمعبد الرئيسي للإله ( المقة ) إله الدولة السبئية، حيث يقع المعبد على مسافةعشرة كيلومترات إلى الجنوب من مدينة مأرب ، ويطلق العامة على أطلاله ( محرم بلقيس ) ، حيث تدل المعلومات الأولية على حتى تاريخ بناء هذا المعبد يعود إلى زمن المكرب السبئي " ، والذي يدعى آل ذرح بن سمه علي " الذي قام بتسوير حائط المعبد. ويحتل معبد ( أوام ) مكانة مميزة بين بقية معابد الإله المقه سواءً تلك المشيدة في مأرب ، أوتلك المنتشرة في أماكن بعيدة عن حاضرة الدولة السبئية كمعبد المقه في صرواح ومعربم في المساجد جنوب مأرب ، ومعبد " هيران " في عمران ، ومعبد " ميفعم " بالقرب من خمر وغيرها.
وتمثلت هذه الأهمية بأنه كان رمزاً للسلطة الدينية في سبأ ، وكان لازماُ على الشعوب والقبائل التي ضمت إلى الدولة السبئية زيارة معبد ( أوام ) وتقديم القرابين والنذور لإله المقه سيد ( أوام ) تعبيراً عن الخضوع والولاء للدولة السبئية.
وإضافة إلى ذلك كان معبد أوام من أشهر الأماكن التي يحج إليها اليمنيون وغير اليمنيين - وهوحج له شعائره وطقوسه الخاصة به - وكانت زيارات الحجيج تجرى في مواسم محددة من جميع عام ، فقد كان هناك مواسم الحج الجماعي الذي يجري خلال شهر ( ذأبهي )، أما موسم الحج الفردي الذي يختلف شعائره وطقوسه عن الحج الجماعي، فقد كان يجري خلال شهر ( ذي هوبس ).
وتبرز النقوش النذرية والقرابين الكثيرة المقدمة في معبد أوام الدور الهام للمعبد باعتباره المكان المقدس الذي يتم فيه تلقي أوامر وتعليمات الإله ، وفيه يقدم الناس قرابينهم ونذورهم للإله المقه إيفاء لنذر سابق ، أولغرض الحصول على طلبات تمس مختلف نواحي حياتهم مثل وفرة المحصول ، كثرة الولادات ، الصحة والعافية ، السلامة ، الإنتصار على الأعداء وغيرها من الأمور اليومية للناس في تلك الفترة . وظل معبد أوام مكاناً مقدساً تمارس فيه العبادات إلى بداية النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي، ويبدوحتى المعبد هجر بعد ذلك ، وهوما يتوافق مع ظهور العبادات ( إله السماء والأرض ) وعبادة الرحمن ( رحمنن ).
وكشفت التنقيبات الجزئية التي أجرتها المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان والتي نفذتها بعثة برئاسة وندل فليبس العام 1951 - 1952 عن المخطط الأولي لمعبد أوام ، والذي أظهر حتى المعبد يتكون من سور بيضاوي ، حيث تقدر أبعاد المنطقة الواقعة داخل السور بـ 100 متر طولاً و75 متراً عرضاً ، وإرتفاع السور بين 9- 9.50 متر ، وسمك جدار السور ما بين 3.90 متر إلى 4.30 متر، ويوجد في الجهة الغربية منه انقطاع في بناء السور بعرض 88 سم وهوبمثابة باب في تلك الجهة ، بينما يوجد المدخل الرئيسي للمعبد في الجهة الشمالية الشرقية من السور ، ويتكون هذا المدخل من فناء مستطيل أبعاده 23.97 × 19.15 متر ، والفناء محاط بأعمدة حجرية يبلغ طولها ما بين 5.30 - 4.95 متر ، وللمدخل باب واحد يؤدي إلى داخل الفناء البيضاوي ، وله ثلاثة أبواب تطل إلى الخارج على بناء آخر ، وحائط المدخل مزين بزخارف على شكل نوافذ وببعض الأشكال الهندسية المتنوعة.
وقد عثر أثناء التنقيب على عشرات النقوش وعلى مجموعة من التماثيل ، كما عثر أيضاً على عدة ألوان ومناضد حجرية مزخرفة.