أبوعمروبن العلاء

أبوعمروبن العلاء (ت 154هـ):

اسمه ونسبته:

أبوعمروبن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله بن الحصين التميمي المازني البصري. نطق ابن خلكان: رأيت بخطي في مسوداتي: هوأبوعمروبن العلاء بن عمار بن عبد الله بن الحصين بن الحارث بن جلهم بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمروبن تميم، وينطق: جلهم بن حجر بن خزاعي، ومسماه العريان، وقيل: اسمه زبان، وقيل: غير ذلك، وليس بسليم، وهومن خزاعي بن مازن، وحكي في نسبه في بعض الروايات أنه أبوعمروبن العلاء بن عمار بن عبد الله بن الحصين بن الحارث بن جلهم بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمروبن تميم، وينطق: جلهم بن حجر بن خزاعي، والله أفهم.

فهمه وأخباره:

أحد القراء السبعة، كان أفهم الناس بالقرآن الكريم والعربية والشعر، وهوفي النحوفي الطبقة الرابعة من علي بن أبي طالب، رضي الله عنه. نطق الأصمعي: نطق أبوعمروبن العلاء: لقد فهمت من النحوما لم يفهمه الأعمش وما لوخط لما استطاع حتى يحمله. ونطق أيضاً: سألت أبا عمروعن ألف مسألة، فأجابني فيها بألف حجة. وكان أبوعمرورأساً في حياة الحسن البصري مقدما في عصره. ونطق أبوعبيدة: كان أبوعمروأفهم الناس بالأدب والعربية والقرآن والشعر.

خطه:

كانت خطه التي خط عن العرب الفصحاء قد ملأت بيتاً له إلى قريب من السقف، ثم إنه تقرأ - أي تنسك - فأخرجها كلها، فلما عاد إلى فهمه الأول لم يكن عنده إلا ما حفظه بقلبه، وكانت عامة أخباره عن أعراب قد أدركوا الجاهلية. نطق الأصمعي : جلست إلى أبي عمروبن العلاء عشر حجج، فلم أسمعه يحتج ببيت إسلامي، نطق: وفي أبي عمروبن العلاء يقول الفرزدق:

مازلت أغلق أبواباً وأفتحها ... حتى أتيت أبا عمروبن عمار

والسليم حتى كنيته اسمه، وحكى أبوعمرونطق: طلب الحجاج بن يوسف الثقفي أبي، فخرج منه هارباً إلى اليمن، فإنا لنسير بصحراء باليمن إذ لحقنا لاحق ينشد:

ربما تكره النفوس من الأمـ ... ـر له فرجة كحل العنطق

نطق: فنطق أبي: ماالخبر؟

نطق: توفي الحجاج ، نطق أبوعمرو: فأنا بقوله: " له فرجة " أشد سروراً مني بموت الحجاج، نطق، فنطق أبي: اصرف ركابنا إلى البصرة، نطق معمر بن المثنى ، قلت لأبي عمرو: كم سنك يوم يومئذ نطق: كنت قد خنقت بضعاً وعشرين سنة.

ينطق فرجة بالفتح بين الأمرين وبالضم بين الجبلين. وذكر في كتاب " طبقات النحاة "، نطق: وقع الأصمعي عن أبي عمروابن العلاء في قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم " في الجنين غرة عبد أوأمة " لولا حتى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أراد بالغرة معنى لنطق: " في الجنين عبد أوأمة " ولكنه عنى البياض، ولا يقبل في الدية إلا غلام أبيض أوجارية بيضاء، لا يقبل فيها أسود ولا سوداء، وهذا غريب، ولا أفهم أهل يوافق ممضى أحد من الأئمة المجتهدين أم لا، ولغرابته نقلته. وذكر في هذا الكتاب أيضاً. نطق الأصمعي: سألت أبا عمروبن العلاء عن قولهم ": أرهبته ورهبته " فنطق: ليستا بسواء ، فقلت: رهبته فرقته، وأرهبته أدخلت الفرق في قلبه، نطق أبوعمرو: مضى من يعهد هذا منذ ثلاثين سنة. ونطق ابن مناذر: سألت أبا عمروبن العلاء: حتى متى يحسن بالمرء حتى يتفهم نطق: ما دامت الحياة تحسن به. ونطق أبوعمرو: حدثنا قتادة السدوسي نطق: لما خط المصحف عرض على عثمان بن عفان ، رضي الله عنه، فنطق: إذا فيه لحناً ولتقيمنه العرب بألسنتها. وكان أبوعمروإذا ولج شهر رمضان لم ينشد بيت شعر حتى ينقضي. وكان له في جميع يوم فلسان يشتري بأحدهما كوزاً جديداً يشرب فيه يومه ثم يهجره لأهله، ويشتري بالأخر ريحاناً فيشمه يومه فإذا أمسى نطق لجاريته: جففيه ودقيه في الأشنان. وروى بن يونس بن حبيب النحوي نطق: سمعت أبا عمروبن العلاء يقول: ما زدت في شعر العرب قط إلا بيتاً واحداً، وهو:

وأنكرتني وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلا الشيب والصلعا

وهذا البيت يوجد في جملة أبيات للأعشى، وهي أبيات مشهورة.

ونطق أبوعبيدة: ولج أبوعمروبن العلاء على سليمان بن علي، وهوعم السفاح، فسأله عن شيء فصدقه، فلم يعجبه ما نطقه، فوجد أبوعمروفي نفسه وخرج، وهويقول:

أنفت من الذل عند الملوك ... وأن أكرموني وإن قربوا

إذا ما صدقتهم خفتهم ... ويرضون مني بأن يكذبوا

وحكى علي بن محمد بن سليمان النوفلي نطق: سمعت أبي يقول لأبي عمروبن العلاء: خبرني عما وضعت مما سميته عربيةً، يدخل فيه كلام العرب كله فنطق: لا، فقلت: فكيف تصنع فيما خالفتك فيه العرب وهوحجة نطق: أعمل على الأكثر، واسمي ما خالفني لغات. وأخبار أبي عمروكثيرة.

ولادته ووفاته:

وكانت ولادته سنة سبعين، وقيل: ثمان وستين، وقيل خمس وستين للهجرة بمكة. وتوفي سنة أربع وخمسين، وقيل: تسع وخمسين، وقيل: ست وخمسين ومائة بالكوفة، وكان قد خرج إلى الشام يجتدي عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام والي دمشق، فلما عاد إلى الكوفة توفي بها. ونطق ابن قتيبة: توفي في طريق الشام، ونسبوه في ذلك إلى الغلط، فقد ذكر بعض الرواة أنه رأى قبر أبي عمروبالكوفة مكتوباً عليه " هذا قبر أبي عمروبن العلاء " . ولما حضرته الوفاة كان يغشى عليه ويفيق، فأفاق من غشية له، فإذا ابنه بشر يبكي، فنطق: ما يبكيك وقد أتت علي أربع وثمانون سنة رحمه الله تعالى. ورثاه عبد الله بن المقفع بقوله:

رزئنا أبا عمروولا حي مثله ... فلله ريب الحادثات بمن فجع

فإن تك قد فارقتنا وهجرتنا ... ذوي خلة ما في انسداد لها طمع

فقد جر نفعاً فقدنا لك أننا ... أمنا على جميع الرزايا من الجزع

وقد قيل: إنما رثي بها يحيى بن زياد بن عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي الكوفي الشاعر المشهور، وهوابن خال السفاح أول خلفاء بني العباس، رضي الله عنه؛ وقيل بل رثي بها عبد الكريم بن أبي العواتى، والأول أشهر، والله أفهم؛ وقيل حتى هذه الأبيات لمحمد بن عبد الله بن المقفع ، والله أفهم. نطق ابن خلكان: إذا هذه المرثية إذا كانت في أبي عمروالمذكور فما يمكن حتى تكون لعبد الله لأنه توفي قبل موت أبي عمرو، وإن كانت لمحمد فيمكن ذلك، ولكنها مشهورة في أبي عمر المذكور.