حركة إصلاح

عودة للموسوعة

حركة إصلاح

Chartist meeting, Kennington Common, 1848

الإصلاح Reform ضد الإفساد والتعطيل ، كما المضاد الحيوي والميكروبات ، وأصلح الشيء أي أزال فساده وعلله المعطلة لأدائه المفترض ؛ بحيث يصبح سليما كما يجب فهوإذا (المصلح ) وضده (المفسد المدمر) ، أما الشخص الإصلاحي : فهوجميع من يساهم فيما يجب عمله لإصلاح شيء ما ..


الاصطلاح الاجتماعي

Mary Wollstonecraft
A Vindication of the Rights of Woman, 1792

يدخل ويتداخل مفهوم الإصلاح الاجتماعي (Social Reform) مع الكثير من المفاهيم الداخلة ضمن مفهوم التغير الاجتماعي (Social change) إلى غير ذلك نجد هذا المفهوم في جذور الفكر الاجتماعي (Social thought) حيث نجد بواكير النظريات الإصلاحية (Theories of reform) ، لاسيما لدى أصحاب المثاليات في تشخيص مشكلات الواقع الاجتماعي(Social reality) وأيضا في محاولة اقتراح الحلول المناسبة لها ، وذلك من خلال رسم صورة لمجتمع مثالي يخلومن العيوب ، كما نجد ذلك لدى الكثير من المفكرين الإصلاحيين ، مثلا في : جمهورية أفلاطون الفاضلة ، ومدينة الشمس للقديس أوغسطين ، واليوتوبيا الجديدة ، ولدى الفارابي ، في أراء أهل المدينة الفاضلة ، وكذلك قي شيوعية ماركس ،،، وغيرهم .

هنا ، نجد جميع النماذج الإصلاحية كانت تطرح أنموذجين (الواقعي والتصوري) فالأول يمثل (الواقع الكائن) فهويعكس الواقع الاجتماعي الذي كانوا يعيشونه بالهجريز على ما يرونه من العيوب والفساد التي يجب تغييرها نحوالأنموذج الجديد (التصوري) الذي يرسم صورة استشرافية لواقع اجتماعي مثالي (الواقع الممكن) ، بحيث يخلومن جميع العيوب والسلبيات التي تنغص حياة الناس وتسلب سعادتهم وتحد بالتالي من إبداعهم وإنتاجيتهم ، فهويعكس ما يجب حتىقد يكون بما يوفره من مثاليات إصلاحية يتمناها جميع الناس.

إلى غير ذلك فالإصلاح مفهوم براق ومقبول لولا صفتي المثالية والحتمية فهاتين النزعتين قد شابتا الفكر الإصلاحي منذ نشأته ، إلا أنه مع تعدد التجارب الراديكالية المثالية (Radical ideal testing) التي فشلت في تحقيق التحول الإصلاحي من خلال قفزة إصلاحية وفي نقلة حتمية واحدة تراجعت فكرة الحتميات المثالية ، وفي ضوء الطرح المرحلي التنموي الذي ساد العقود الماضية ولا يزال ، فقد أصبح الإصلاحيين أقل مثالية وأكثر واقعية واحتمالية وقناعة بالمرحلية الإصلاحي ؛ويبدوذلك في تعدد قراءات الواقع ، وفي تعدد تشخيصات الخلل الحاصل وفي تعدد المنظورات والنماذج الإصلاحية الممكنة ، فبدلا من القول بنوع من التغيير الإصلاحي الواجب والحتمي أصبحوا يتحدثون حول ما يمكن إحداثه كنقلة مرحلية نحوالأفضل ، والبعض يقتنع بالإصلاح الجزئي أي لولم تكن النقلة على المستوى العام والكامل لكل بناء المجمع ، كما وقع في الثورات الشيوعية(Communist revolutions) أوفي الثورة الإصلاحية الإيرانية ، إلى غير ذلك من الممكن زالت الصفة المثالية للطرح الإصلاحي ، ومع تعدد التيارات الإصلاحية تعددت النماذج المطروحة للصلاح المنشود ، وبهذا زالت أيضا صفة الحتمية في المنظورات الإصلاحية المتأخرة ، ومثال ذلك ما يعنيه الرئيس أوباما عندما نطق : لكل بلد ديمواقراطيته التي تناسبه ويرتضيها أهله ، رافضا أوباما ذلك الطرح المتغطرس لأسلافه من أنصار نظرية نهاية التاريخ لفوكوياما(The theory of Fukuyama end of history) قبل سقوطها المدوي .

وكما يحتاج التنموي لرأس المال من أجل تطبيق برامج التنمية يحتاج هذا التيار إلى شخصية إصلاحية موثوقة تتمتع بالكارزماتية ، في محاورة الواقع وبلورة وعي إصلاحي جماهيري فعال ، من أمثال الإمام الخميني في إيران وغاندي في الهند .. وغيرهم ، أي أنه يحتاج إلى الرجل (المصلح : Reformer) بحيث يتزعمه ويجمع شتاته كرمز إصلاحي أومثال يحتذى ، هذا حيث كان الإصلاح في الأصل هومحور دعوات الرسل الذين يبعثهم الله لإصلاح واقعهم الفاسد ، وكذلك اتىت الحركات الإصلاحية الدينية . .


الإصلاح الاجتماعي ومفاهيم التغيير الأخرى

Charles Grey, 2nd Earl Grey
Monument, Newcastle-on-Tyne

الوعي الإصلاحي

قبل تحديد مفهوم الإصلاح الاجتماعي فإنه بحسن بنا تحديد مفهوم الوعي الإصلاحي (consciousness of the reform) : وهوذلك المفهوم الذي يعكس تلك المعارف والقناعات والاهتمامات والسلوكيات الإصلاحية التي تستيقظ في لحظة تاريخية استجابة لنداءات تدعوللإصلاح كضرورة ، والتي غالبا ما تتبلور في طرح صورتين لأنموذجين الأول : واقعي ويعبر عن وجود بعض العلل الحاصلة في واقعهم الاجتماعي (أنموذج سلبي مرفوض)، بحيث يجب النضال من أجل العمل على إصلاحه بإزالة أومعالجة علله ، وفقا لإنموذج إصلاحي حديث (أنموذج إيجابي مأمول) ، وسواء كان ذلك على المستوى الكامل بهدم بناء الواقع العليل وتشييد بناء حديث يسوده الصلاح (Serviceableness) ، أوالجزئي لدى البعض من الإصلاحيين ، مثلا في : النظام السياسي أوالتربوي أوالاقتصادي ، أوالديمغرافي..الخ .

وأيضا يتفاوت الوعي الإصلاحي بحسب الاتجاه الذي يتمحور حوله ، فهناك نوع من الوعي الإصلاحي الحضاري ، والثقافي ، والتنموي ، والتطويري ، والتحديثي ..الخ ، وبحسب مكونات الواقع الاجتماعي ، هنالك إصلاح ديني أوسياسي أوتربوي أوترفيهي .. الخ ، ومن ناحية أخرى نجد هنالك الإصلاح الأصولي ، والفهماني واللبرالي ، كما هنالك الكثير من المستويات لتجليات هذا الوعي وهي :المحلية الوطنية والإقليمية ، والقومية والأممية والعالمية. إلى غير ذلك فإنه غالبا ما تتعدد التيارات المنادية بالإصلاح ، مثل ( تيار الإصلاح في السعودية )وغالبا ما تتبلور هذه الاتجاهات وتتمحور في وعي مشهجر ، لاسيما عندما يتزعمه شخصية إصلاحية كارزماتية (المصلح: Reformer) . ومن ثم تعود الكرة بالانشطار إلى تيارات متباينة ، وبالتالي تعود لتتمحور من حديث حول طرح مشهجر بوجود زعيم إصلاحي حديث (المصلح: Reformer) أومن يرمز له بعد موته ، مثل الخلفاء بعد الرسول محمد (ص) ، وحاليا نجد مثلا (المرشد الأعلى للثورة) في أيران .. إلى غير ذلك . إذن فهووعي نقدي رمزي متجدد ، يقرن النظرية بالتطبيق وينطوي على مفهوم النضال ولا يخلومن أيديولوجية معينة.

إذا الإصلاح الاجتماعي : حالة النهوض بالاستناد إلى نوع من الوعي الإصلاحي ، في عملية تغيير مقصود لبعض أوجميع معطيات الواقع الاجتماعي (الكائن) والمعتل والمرفوض لسلبياته ، وذلك أخذا بأنموذج نظري إصلاحي (ممكن) ومخطط له ،على أنه البديل المرغوب والمأمول لدى الناس نظرا لإيجابياته المطروحة والمتسقطة حول إحقاق الحق وتحقيق العدالة الاجتماعية ، وتقدير الكفاءات الإصلاحية وتوظيفها بديلا عن مكاسب استثمارات أهل الثقة في جسد ذلك الواقع الفاسد ، بحيث يتم يحمل مستوى توظيف المقدرات وحمل معدلات الإنتاجية (Productivity) كما ونوعا ، وبالتالي تعميم الخير والرخاء والرفاهية ، ويتم ذلك من خلال تحديد ما هنالك من السلبيات الحاصلة في الأنموذج الواقعي ، ومحاولة الحد منها في واقع (الأنموذج الإصلاحي) أكثر صحة وصلاحا، من حيث رفاهية الناس ورضاهم وإنتاجيتهم . ولهذا الإصلاح هنالك الكثير من المستويات والمجالات وكذلك الاتجاهات والمنظورات .. بحسب اتجاهات الوعي الذي يستند إليه .

ويطلق مصطلح الإصلاحي(Personal reform) على جميع من يتبنى ويخدم هذا التيار فكرا وقولا وسلوكا منهجا وغاية ، على من يتحرك من أجل الإصلاح وفقا لإمكاناته .

التغيُّر والإصلاح الاجتماعي

William Gladstone
as Palmerston's Chancellor of the Exchequer

يشير مفهوم التغير إلى حالة التبدل والتحول من حال إلى حال أخرى غير تلك الحال التي كان عليها ذلك الشيء ، وسواء كان هذا التحول الطارئ تغييرا إيجابيا مقصودا ومعمولا من أجل إحداثه (موجها) أم سلبيا حصل بصورة عفوية ، مرغوبا كان ومطلوبا ومأمولا أم مرفوضا . ينطق : تغيرت الحديقة إيجابيا بنموالورود المزروعة بقصد تغيير منظرها نحوالأفضل والمطلوب ، أوتغيرت سلبيا ودون قصد نحوالأسوأ ، مثلا نتيجة نموبعض الأشواك والنباتات المرفوضة . هنا نجد حتى التغيير الإيجابي المقصود والمخطط له والمطلوب والمأمول بترا سينطوي على شيء من الإصلاح . فالإصلاح هوتغيير مقصود نحوالأفضل ، ولا تعد حالة التغير دون قصد إصلاحا .


التقدم الاجتماعي

استخدم اصطلاح "التقدم الاجتماعي Social Progress " في البداية باعتباره مرادفاً لمصطلح التغير الاجتماعي، وقد اتى ذلك واضحاً في كتابات أوجست كونت ، وكوندرسه، وتيرجو، وغيرهم . وينطوي التقدم على مراحل ارتقائية ، أي حتى جميع فترة تكون أفضل من سابقتها. وهويشير إلى انتنطق المجتمع إلى فترة أفضل من حيث الثقافة والقدرة الإنتاجية والسيطرة على الطبيعة .

ويعهد بأنه العملية التي تأخذ شكلاً محدداً واتجاهاً واحداً مستقيماً يتضمن توجيهاً واعياً مخططاً ومقصوداً لتوجيه عملية التغير نحوالأمـام بهدف تحقيق بعض الأهداف المرسومة والمنشودة والمقبولة ، أوالأهداف الموضوعية التي تنشد خيراً أوتنتهي إلى نفع . ومفهوم التقدم يتضمن مدخلاً معيارياً قيمياً للحكم على الأحداث الاجتماعية حيث يعتقد معظم مفكري جميع عصر حتى التقدم الذي وصلت إليه مجتمعاتهم الراهنة أفضل مما كانت عليه في السابق ، ومع بداية العصور الحديثة ظهرت حركة فكرية تدعوإلى التفاؤل في المستقبل ، كما حتى فكرة التقدم تحمل مضموناً نسبياً فقد تتغير بتبدل الأحوال والأزمنة ، فالتقدم في مجتمع أوعصر قد يحدث تخلفاً بمفهوم مجتمع أوزمان آخر ، حيث يدخل الجانب الخلقي، فالأهداف المحققة نتيجة للتقدم تختلف النظرة إليها، نظراً لصعوبة قياس الأهداف ناهيك عن صعوبة حصر الوسائل المؤدية إليها.

إلى غير ذلك فإن التقدم الاجتماعي قد يحدث هدفا من أهداف الإصلاح الاجتماعي ، لاسيما عندماقد يكون هذا التقدم مرغوبا لدى الناس في زمان ومكان محددين .

التنمية والإصلاح الاجتماعي

التنمية الاجتماعية (Social development) : وهي عملية التغيير االموجه ، والمقصود والمخطط لتحققه من خلال برامج موجهة في خطط خمسية أوعشرية نحوتحقيق أحجام أكبر وأعداد أكثر من النمووالزيادة التراكمية المرحلية في جميع مجالات الواقع ، مع أنها غالبا ما هجرز على الجوانب الاقتصادية لاسيما الاستثمارية التي يستحوذ عليها المتنفذون في مفاصل الميدان التنموي ، وقد ساد هذا التيار معظم بلدان العالم في العقود الأخيرة من القرن المنصرم ، وعلى الرغم من الإيجابيات التي تحسب لصالح هذا التيار ، والتي تتمثل في إنشاء الكثير من المشاريع في البناء والطرق والصناعة والزراعة وفي الانفتاح على العالم ، إلا حتى لهذا النمط بعض الإفرازات السلبية المتعددة والمتداخلة والمتساندة والمتكاملة بصورة شديدة التعقيد ، وهي تعبر عن حالة من التضخم السقمي للواقع مع سيادة (أهل الفساد) على أنهم (أهل الثقة) واستحواذهم على سلطة القرار وعلى جميع المقدرات ، إلى غير ذلك فإنهم يطغون على الناس فلا يعون سوء أحوالهم وهمومهم ، ولوأنهم وعوها لا تهمهم ، ما يهمهم هوفقط مصالحهم الخاصة في تنمية أملاكهم وممتلكاتهم ، ولهذا سادة الواسطة والمحسوبية والرشوة في المعاملات ، إلى غير ذلك همشوا جميع الناس وحجبوا عنهم حتى حقوقهم الثابتة ، حيث ضاعت العدالة واختلت المعايير وشوهن الفضيلة.. ، فانتشرت بذلك الجريمة والانحراف والتحلل والعطالة والفقر والتشرد ..الخ ، وكان الوعي المتطرف بالعنف من أبرز الإفرازات السلبية المتعلقة بعمليات الفرز الطبقي ، والتمركز السكاني في العواصم ، وخلوالريف من أبنائه المنتجين ، مع سيادة خفافيش الظلام واستحواذ مصاصي الدماء من المتنفذين على استثمارات التنمية وتوظيفها لصالحهم ، ولومع شيء من ذر الرماد في العيون .

هكذا اتى التيار الإصلاحي لتغيير هذا الواقع من خلال العمل على إصلاح ما يكتنف هذا الواقع من العيوب والسلبيات ليصبح واقعا سليما صالحا بقد الإمكان . وبذلك نجد نوعا من التداخل بين المفهومين فكلاهما تغيير موجه ومقصود ومرغوب والاختلاف فقط في شكل هذا التغيير وفي أي المجالات وأيها الأهم ، فالتنمية في جانب منها هي نوع من الإصلاح التنموي ، كما حتى الإصلاح هوفي أحد جوانبه نوع من التنمية الإصلاحية .


الإصلاح التنموي(Development reform)

Mustafa Kemal Ataturk and Atatürk's Reforms

ويعني عملية الإصلاح من منظور تنموي ، ويشير إلى عملية إصلاح الواقع الراهن في ضوء الطرح التنموي ، أي من خلال تحقيق الزيادة والنموالموجب والممكن في مجالات تنموية معينة ، مع تفادي أكبر ما يمكن من إفرازاتها السالبة . مثلا بناء الكثير من المدارس والمصحات وتوزيعها كما يجب ، أوزيادة أعداد الخريجين في تخصصات معينة ، أوإنشاء الكثير من المشروعات الإنتاجية في الريف ليصبح جاذبا للمهاجرين لاسيما العائدين من المدن ، وذلك لتخفيف حدة التمركز السكاني في العواصم وضغطهم على الخدمات وللتخفيف من العطالة ، ولحمل المستوى المعيشي لأهل الريف ، مع خفض معدلات الجريمة والانحراف ، وتنشيط الحراك الاجتماعي ، والتفاعل الإنتاجي.. الخ .


التنمية الإصلاحية (Development reform)

ويعني عملية التنمية من منظور إصلاحي ، ويشير إلى عملية التنمية التي تتجه في ضوء المنظور الإصلاحي نحوتحقيق الزيادة والنموالموجب والممكن في مجالات معينة من الواقع الراهن بغرض إصلاحها ، مع تفادي أكبر ما يمكن من إفرازاتها السالبة. والأمثلة السابقة تنطبق هنا أيضا .


التحديث والإصلاح الاجتماعي

التحديث الاجتماعي (Social modernization) : هواتجاه نحوالتغيير التحديثي التطويري ، حيث يرى باستبدال جميع ما تقليدي بكل ما حديث ، وهويتمحور حول الأنموذج الرأسمالي الغربي ويرى بشيء من الفوقية لكل ما نتاج غربي ؛ على أنه الأمثل الذي تجب محاكاته والارتقاء إليه من خلال استيراد معطياته الخ . وقد تألق أنصار هذا التيار إبان توهج مقولات نهاية التاريخ وسقف التاريخ إشارة إلى النموذج الغربي في لقاء نماذج مستنقع التاريخ التي يجب عليها اللحاق بالركب من خلال استعارتها لهذا النموذج التطوري النهائي والفريد في زعمهم .

فالتحديث إذا هوعملية تغيير إصلاحي ، بحيث يمكن اعتبار حتى التحديث الاجتماعي هونوع من الإصلاح الذي يتم وفقا لمعطيات الأنموذج الأحدث أي الغربي (التحديث الإصلاحي : Modernization reform) ، كما ينطوي الإصلاح أيضا على جوانب تحديثية ، خاصة ما يتعلق بالأدوات والوسائل والتقنية ..الخ والنظم ..(الإصلاح التحديثي: Reform retrofit).


التطور والإصلاح الاجتماعي

يشير مفهوم التطور الاجتماعي (social evolution) إلى ذلك التغير الذي يعكس حالة الانتنطق من فترة تطورية معلومة إلى فترة معلومة ومتسقطة في اتجاه معين ، مثل تطور الحياة الاجتماعية من الصيد والالتقاط إلى البداوة ثم الريفية ثم الحضرية ، ومن الزراعية إلى الصناعية إلى ما بعد الصناعية. وسواء تم ذلك بقصد (تطوير) ومن خلال التخطيط لإحداث تغيير ما مثل اعتماد سياسات التوطين للحد من البداوة ، أوأنه تم بدون قصد (تطور) كتحول البادية نحوحياة الاستقرار دون تدخل ، وسواء كان هذا التطور سلبيا أم إيجابيا ، كتطور حالات الصراع إلى المظاهرات ثم المصادمات ثم الحرب ، وتطور حالات الجووالأوبئة ..الخ.

إلى غير ذلك يمكن اعتبار التطوير القائم على التغيير المقصود والموجب والموجه نحوتحقيق فترة متقدمة ، لا يختلف كثرا عنه في مفهوم الإصلاح، فهناك إذا ما يمكن تسميته (التطوير الإصلاحي: Reform of Evolutionary) وأيضا من الجانب الآخر نجد مفهوم (الإصلاح التطويري : Evolutionary reform) .


مجالات الإصلاح الاجتماعي (The areas of social reform)

تتحدد هذه المجالات وفقا لحدود الواقع الاجتماعي المستهدف بالإصلاح وعليه نجدها كما يلي :-


1- المجالات المحلية (Local areas of State): أي في حدود دولة واحدة ، كما تم في إيران .

2- المجالات الإقليمية(Regional areas): أي عدة دول متجاورة كدول جزيرة العرب أوالهلال الخصيب ، أوحوض النيل أوالمغرب العربي ..الخ.


3- المجالات القومية (Areas of national): مثل الدول العربية ،


4- المجالات الأممية (Areas in the nation): كدول المسلمين مثلا ،


5- وأخيرا المجالات العالمية (Areas of the world) : مثل الإصلاحات التي تنفذ بواسطة مؤسسات الأمم المتحدة لتضم جميع أعضائها .


قضايا الإصلاح الاجتماعي (Issues of social reform)

وهي تتمثل في جميع مكونات الواقع الاجتماعي المستهدف ، ويمكن تصنيفها بحسب المنظور الحاسوبي (Social theory of computer) ـ الذي يطرحه د.شائم بن لافي الهمزاني ، أستاذ فهم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميةـ للمقاربة بين مكونات الواقع الاجتماعي ومكونات الحاسوب وهي : (الهارد وير ، السوفت وير ، الأداء التفاعلي الناتج ) وعليه فإنه يمكن تصنيف قضايا الإصلاح إلى ثلاث قضايا رئيسة وهي :-

1ـ الهارد وير(Hard Weir) : ويمثل جميع القضايا الحضارية (المدخلات المادية وتجلياتها) وتتمثل في جميع الأدوات والوسائل والمنشئات ، وكل المكونات المادية (المنظورة) في الواقع الاجتماعي .

2ـ السوفت وير(Software) : ويشير إلى جميع القضايا الثقافية (مدخلات الوعي وتجلياته) لغة فهم دين قناعات اتجاهات فكرية رمزيات فنون أساليب تقنية ، ،إلخ . وتبدوهنا قضية إصلاح بناء الشخصية الفردية موازية لإصلاح بناء الواقع الاجتماعي .

3ـ الأداء التفاعلي (Interactive performance) : ويعني جميع القضايا التفاعلية (مدخلات الاجتماع وتجلياته) أي مختلف الظواهر والنظم والبناءات والعمليات الناتجة عن التفاعل الواقعي للناس .

مستويات الإصلاح (Levels of social reform)

أولا :الإصلاح الكامل(Comprehensive Reform) :

وهواتجاه راديكالي يؤمن بالهدم من أجل إعادة البناء ، حيث يرى بوجود فساد تام في جميع معطيات الواقع الكائن بحيث يجب استبدالها بأخرى صالحة ، وأولها يأتي النظام السياسي ليضم كافة البناءات والنظم الأخرى ، إلى غير ذلك فهويقيم بناء جديدا صالحا على أنقاض السابق الفاسد ، وغالبا ما تأتي دعوات الإصلاح على هذا المستوى الكامل من خارج المجال الإصلاحي . ..


ثانيا : الإصلاح الجزئي التوفيقي(Partial reform compromise) :

وهواتجاه محافظ ضمن النظام السائد إلا أنه يرى بوجود بعض العيوب التي يمكن ترقيعها أوترميمها ، مع المحافظة على هيكلية البناء القائم ، وهنا يتفاوت التوفيقيون من حيث مستوى ومجالات نقدهم حول إصلاح الواقع (خطوطهم الحمراء) ونجدهم غالبا إما من المقربين للسلطة أوالخائفين منها ..

ثالثا: الإصلاح الجزئي التلفيقي(The fallacy of partial reform) :

وهواتجاه أكثر محافظة إلا أنه ومن خلال وجهة نظر النظام القائم ، قد يحمل شعار الإصلاح ويقترح بعض الإصلاحات الزائفة والمحدودة في بعض المجالات الثانوية كالخدمات البلدية ، أوالتعليمية ، أو.. وأنصار هذا التيار غالبا ممن يقولون غير ما يعهدون ويقترحون عكس ما يؤمنون به ، وأغلبهم مع جميع الأسف من الكتاب والإعلاميين والأكاديميين بحسب توجيهات المسئولين في الحكومة ، على حتى من يحركهم غالبا هم الاستغلاليون ، المستفيدون من استمرار الفساد في أساسيات الوضع القائم ..الخ.

هذا ما تيسر حتى الآن من الحديث حول مفهوم الإصلاح المطروح بقوة في مرحلتنا الراهنة ، بحيث أعاد إلينا شيئا من بصيص الأمل في الخلاص من واقع الفساد الذي نعيشه في ما يسمى دول العالم الثالث (Third World countries) ،، وهنا من الممكن نتساءل في ضوء حديثنا في المقدمات السابقة حول ماهية خصائص الإصلاح المنشود حاليا ،يا ترى؟ وماذا عن نظرية الإصلاح الأوبامي(The theory of opama reform) ،يا ترى؟ هل يمكن النظر إليها كنوع من البيريسترويكا الامبريالية (Perestroika imperialism) ،يا ترى؟ أم انقلاب وتمرد عليها من داخلها ،يا ترى؟ وإلى مدى يجب علينا الأخذ بها ومواكبتها ،يا ترى؟ ولماذا ذلك ،يا ترى؟ وكيف لنا ذلك ،يا ترى؟ ومتى ،يا ترى؟ وأين ،يا ترى؟ وأخرى ..

وصلات خارجية

  • [1]

المصادر

تاريخ النشر: 2020-06-04 09:25:22
التصنيفات: نشاط, تغير اجتماعي, حركات اصلاح, تاريخ الحركات الاجتماعية, مؤسسات اجتماعية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

النصر يمنح لاعبيه اجازة 6 أيام

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 00:27:32
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

رافقت الصفا عقب منافسة مثيرة.. سلة الخليج تشع في " الممتاز "

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 00:27:27
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 65%

اجتماعي / " ساعد الخيرية" بعرعر توزِّع أكثرَ من 1000 وجبة إفطار صائم في اليوم الأول

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 00:28:59
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 59%

مجلس عبدالله فؤاد.. اللقاءات الرمضانية تعزّز الترابط الأسري

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 00:27:16
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 61%

"الجبل الأسود" تعتقل المؤسس الشريك للعملة الرقمية المنهارة "تيرا"

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 00:27:23
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

الأهلي هل ينقذ صفقاته الثلاثية؟ السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-03-24 00:25:51
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

سياحة وترفيه / "هيئة الترفيه" تطلق هوية فعاليات عيد الفطر 2023

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 00:29:03
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

عام / مفتي جمهورية بوروندي يزور مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 00:29:01
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

تحميل تطبيق المنصة العربية