معركة النمارق
معركة النمارق (8 شعبان 13 هـ) حدثت في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بين المسلمين والفرس عقب وصول أبي عبيد بن مسعود الثقفي وتولِّيه قيادة الجيوش الإسلامية في العراق، لأن أبا بكر أوفد خالدًا إلى الشام لنجدة قائد الفتح هناك.
لقد أراد الفرس إرهاب أبي عبيد، فمحرروا الدهاقين وأغروهم بالثورة على المسلمين، ولذا التقى بهم أبوعبيد والمثنى بن حارثة في النمارق، وهزم المسلمون الفرس.
كان أبوعبيد بن مسعود الثقفي خبيرًا بالنفسية المجوسية، وتفكير الفرس، فقرر الانسحاب بالجيش الإسلامي ـ تسعة آلاف فقط ـ إلى حدود العراق للحفاظ على أرواح الجنود، ونجح في ذلك بسرعة فائقة، وطلب إمدادات عاجلة من أمير المؤمنين «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه، الذي أخذ في ندب الناس للقتال ضد الفرس، ولكنه لم يجد استجابة قوية، بحيث لم يستجب إلا ألف رجل فقط لا غير، فجعل أميرهم «أبا عبيد الثقفي» وكان هوأول من انتدب للجهاد ضد الفرس.
في هذه الفترة كان القائد الفارسي «جابان» يمني نفسه حتىقد يكون هوحاكم العراق لأنه أول من ثار على المسلمين عملاً بوعد رستم، ولكنه فشل بسبب الانسحاب التكتيكي للقائد «المثنى بن حارثة»، فقرر حتى يغامر لتحقيق طموحه، فقام بإعداد جيش كبير لمطاردة المسلمين في قلب الصحراء، لتدمير قوتهم الصغيرة.
نقل سلاح الاستخبارات الإسلامية الخبر للقائد الجديد «أبي عبيد الثقفي»، فقرر القائد الفطن التعامل مع الجيش الفارسي الضخم بنظام الصاعقة المحرقة والرحى الطاحنة، فانقض المسلمون وهم عشرة آلاف على الفرس وهم مائة ألف فيثمانية شعبان سنة 13 هـ، وأصيب الفرس بالفزع والرعب من هول الصدمة السريعة، حتى إذا قائدهم المغرور «جابان» قد فر لا يلوي على شيء وسقطت عليهم الهزيمة الساحقة التي أعادت للمسلمين هيبتهم، وأفاقت الفرس من سكرتهم.