مدرسة الاستشراق الفرنسي

عودة للموسوعة

مدرسة الاستشراق الفرنسي

الاستشراق
تاريخ الاستشراق
مدارس الاستشراق
الفرنسي · الإيطالي · الهولندي
الألماني ·
إنگليزي · الأمريكي
الإسپاني ·
الروسي
المستشرقون
دراسات عن الاستشراق
إدوارد سعيد: الاستشراق
رسامون مستشرقون
اوجين ديلاكروا - ألكسندر روبتسوڤ - آنگر
جان ليون جيروم - إتيان دينه - ديڤيد روبرتس
اوجين فرومنتان - ليون كونيه - إدوين لونگ
جان-إتيان ليوتار - هوراس ڤرنيه
المستشرق الفرنسي لوي ماسنيون يرتدي الزي الأزهري المصري.

تعد المدرسة الفرنسية من أبرز المدارس الاستشراقية وبخاصة منذ إنشاء مدرسة اللغات الشرقية الحية سنة 1795م 1والتي رأسها المستشرق المشهور سلفستر دي ساسي، وكان هذا المستشرق يعد عميد الاستشراق الأوروبي في النصف الأول من القرن التاسع عشر دون منافس.[1]

ويقول السامرائي عن كتاب ساسي في قواعد اللغة العربية إنّه "قد لوّن الاستشراق الأوروبي بصبغة فرنسية، "أما اهتمامات دي ساسي فقد تنوعت حيث ضمت اللغة العربية وآدابها والتاريخ والفرق والجغرافيا، وهي فترة كما يقول السامرائي افتقدت إلى المجال حيث كان المستشرق بمجرد دخوله هذا المجال يظن أنه يستطيع حتى يخط في جميع ما يخص الإسلام والمسلمين، ولكن هذا النمط استمر كثيراً بعد هذه الفترة حتى يومنا هذا .[2]

ونشط الاستشراق الفرنسي قبل الحملة الفرنسية على مصر وبعدها، فقد اصطحب نابليون معه عدداً كبيراً من الفهماء في المجالات المتنوعة ليحدث هزة انبهار لدى المسلمين وفهمائهم بالحضارة الغربية، وليزيد في دراسة أوضاع المجتمعات الإسلامية، وقد صدر عن هذه الحملة كتاباً ضخما بعنوان (وصف مصر) كما إذا نفوذ الاستشراق الفرنسي استمر بعد وصول محمد علي سرششمة إلى السلطة حيث بدأت البعثات الفهمية في عهده وكانت تحت إشراف المستشرق الفرنسي جومار، وقد أوفدت هجريا وإيران والمغرب الأقصى بعثات مماثلة، ويقول الأستاذ محمد الصباغ في كتابه عن الابتعاث ومخاطره حتى السبب في حتى أولى البعثات الفهمية قد توجهت إلى فرنسا أنها كانت أول الدول الأوروبية التي اتخذت الفهمانية منهج حياة، وان الفساد الأخلاقي كان ينتشر فيها أكثر من غيرها من الدول الأوروبية.

ويذكر المنوني في كتابه المهم (يقظة المغرب العربي الحديث) حتى المشرف على البعثة المغربية خط إلى السلطات الفرنسية لتسمح للمبتعثين بالبقاء في فرنسا مدة من الزمن بعد انتهاء مهمتهم ليتشبعوا بالحضارة الفرنسية وعظمة فرنسا، ويقول المستشرق الإنجليزي برنارد لويس حتى المفهمين الفرنسيين الذين بعثتهم فرنسا لتدريب الجيش الهجري حملوا معهم خطا مختارة في الأدب والفكر، كما إذا الطلاب المبتعثين شُجّعوا على قراءة خط الأدب والثقافة.

وأنشأ الفرنسيون في العصر الحاضر الكثير من مراكز الدراسات الاستشراقية والأقسام الفهمية في جامعاتهم ومنها جامعة السوربون في باريس وجامعة ليون وجامعة مارسيليا وجامعة اكس ان بروفانس وغيرها، ومن المراكز المهمة معهد دراسات المجتمعات المتوسطية، ومركز دراسات وبحوث العالم العربي والإسلامي بإكس، وتستضيف فرنسا حالياً عدداً من الباحثين المسلمين الذي انحرفوا عقديا وفكرياً وتهيئ لهم الفرص لبث فكرهم، ولا تكاد تفتح إحدى الصحف المهاجرة إلّا وتقرأ أسماء هؤلاء كأن العالم الإسلامي لم ينجب إلاّ المنحرفين.

تاريخ الاستشراق الفرنسي

فقد مخط اللغات الشرقية الحية في هذا الحقبة الأولى من القرن العشرين رجلاً هماماً ترأس عدة سنين على تنظيمها وترتيب دروسها الوجيه (أدريان بربييه دي مينار) (A. Barbier de Meynard) ولد فيستة شباط 1826 على المركب الذي كان يقل والدته من الآستانة إلى مرسيلية وتخصص منذ حداثة سنه بدرس اللغات الشرقية وساعدته على إتقانها رحلاته لخدمة قنصليات وطنه في القدس وفي طهران والآستانة فتفهم اللغات الفارسية والهجرية والعربية وتمكن من دقائقها حتى تولى تعليمها في ممحرر فرنسة العليا. فانتدب إلى رئاسة المجلة الآسيوية الباريسية وله فيها فصول عديدة ممتعة له بسعة معارفه. وقد حضرنا دروسه في باريس سنة 1894 فكان لا يزال يطرأ محامد الشرق وآله.


وله منشورات عدية في الهجرية والفارسية. ومما خدم به اللغة العربية نشره لمروج المضى المسعودي في تسعة مجلدات مع ترجمته إلى الفرنسوية ونشر من معجم البلدان لياقوت ما يختص ببلاد فارس. وساعد في نشر التأليف العربية المنوطة بالصليبيين فنقل إلى الفرنسوية كتاب الروضتين لمجيد الدين الحنبلي في المجلد الرابع من مجموعها العربي. أما منطقاته عن العرب والآداب العربية فمتعددة كمنطقته عن السيد الحميري والألقاب عند العرب الخ. كانت وفاته في باريس في أواسط آذار 1908.

وفي تلك السنة عينها في 13 نيسان 1908 فقد المخط المذكور أحد أساتذته المعدودين هرتفيج درنبورج (Hartwig Derenbourg) هوابن جوزيف ديرنبورج الذي مر ذكره بين أدباء القرن التاسع عشر. أخذ عن أبيه ميله إلى تفهم الشرقيات فجاراه في نشاطه فانتدب إلى تدريس اللغة العربية في مخط اللغات الشرقية الحية وفي مخط فرنسا الأعلى ونشر عدة مطبوعات مفيدة أخضها كتاب سيبويه وديوان النابغة الذبياني مع ترجمته الافرنسية وكتاب الإنشاء والاعتبار لأسامة بن منقذ والنكت العصرية لعمارة اليمني ونقلهما إلى الافرنسية وجدد طبع الفخري الآداب السلطانية لابن الطقطقي. ومن آثاره وصف حديث لقسم من مخطوطات مخطة الاسكوريال في مدريد. كان مولده في 17 حزيران 1844 في باريس وفيها توفي.

Léon Cogniet's 1835 depiction of Bonaparte's Egyptian Expedition expresses Western perception of "The Exotic Orient"

وسبقه بالوفاة أحد أبناء دينه الموسوي جول أوبرت (Jules Oppert) ولد في همبورج فيتسعة تموز 1825 ثم عدل إلى الجنسية الفرنسوية وتوفي في باريس في 21 آب 1905. كان أحد كبار الفهماء باللغات السامية كالعبرانية والعربية. وإنما امتاز خصوصاً بدرس اللغة المسمارية وكان أحد الأولين الذين ساعدوا على كشف ألغازها. بعد حتى قضى أربع سنوات في العراق يفهم أحاجيها. ولما عاد إلى فرنسة نشر نتيجة أبحاثه في كتابه المعنون (رحلة فهمية إلى بلاد ما بين النهرين) ولم يزل مذ ذاك الحين يتحف الفهماء بمنشورات متتابعة في تاريخ بابل وأشور وفي اللغات السامية وخواصها.


وفي هذه السنين الأولى من القرن العشرين رُزئت رسالتنا السورية بوفاة ثلاثة من رهبانها الفرنسويين الذين أدوا للآداب العربية خدماً مشكورة استحقوا بها حتى ينظموا في عداد المحسنين إلى الوطن. أولهم الأب (يوحنا بلو) (J. B. Belot) المولودة في غرة آذار من السنة 1822 في لوكس من أعمال بورجندية والمتوفى في بيروت في 14 آب 1904. باشر تفهم اللغة العربية منذ أوائل سني رهبانيته ثم قدم إلى بيروت سنة 1866 ولم يزل ينشط ينشط في إحراز فرائد لغتنا حتى أمكنه حتى يتولى إدارة مطبعتنا ويهتم بنشر عدة تأليف مفيدة. منها دينية كالقلادة الدرية ومروج الأخيار والغصن النضير ومنها فهمية أصابت لدى المستشرقين وأرباب المدارس في الشرق والغرب حظوة واسعة كالفرائد الدرّية في اللغتين العربية والفرنسوية وكمعجميه الفرنسوي العربي الكبير والصغير وكغراماطيقه الفرنسوي العربي.

وتوفي بعده بأسبوعين في 1904 يسوعي آخر ذوحرصٍ كبير على خدمة الوطن ونشر الآداب الشرقية الأب (فكتوري دي كوبيه) (V. de Coppier). أوفد أولاً إلى الجزائر ثم أتى إلى بيروت فقضا فيها عشرين سنةً بشغل متواصل. ثم ألف عدة خط ساعده في تعريبها جناب الأديب خليل البدوي والمرحوم رشيد الشرتوني. منها كتاب التوفيق ين الفهم وسفر التكوين وكتاب كشف المكتوم في تاريخ أخرى سلاطين الروم وكتراجم بعض القديسين اليسوعيين: ريحانة الأذهان ونفح الرند ومظهر الصلاح وكنخبة النخب في ترجمة القديس يوحنا فم المضى. ونقل إلى الفرنسوية ديوان الخنساء وخط فصلاً خط فصلاً كبيراً عن شواعر العرب وترجم إلى الفرنسوية أيضاً كتاب القرآن (لم يطبع) ونشر في مجلة الكنيسة الكاثوليكية فصولاً عديدة. كان مولده في فرنسا سنة 1836.

والمستشرق اليسوعي الثالث المتوفى في هذه الحقبة هوالأب (أوغستين روده) (Aug. Rodet) المولود في فرنسا في 1828 تفهم العربية في الجزائر ثم أوفد إلى سورية السنة 1868 فترأس على مدرسة غزير قبل نقلها إلى بيروت 187 - 1875. ومن خدمته المعتبرة للوطن ترجمته للأسفار الكريمة من العبرانية واليونانية إلى العربية ساعده في تنقيح تعريبها المرحوم الشيخ إبراهيم اليازجي. ونشر للمدارس مع الأب يوحنا بلومجموعة نخب الملح في خمسة أجزاء. توفي في 12 كانون الأول سنة 1906.


أعلام المستشرقين الفرنسيين

سلڤستر ده ساسي

سلڤستر ده ساسي Silvester de Sacy (1758م-1838م)، ولد في باريس عام 1758م، وتفهم اللاتينية واليونانية ثم تفهم على بعض القساوسة منهم القس مور والأب بارتارو، ثم تفهم العربية والفارسية والهجرية. عمل في نشر المخطوطات الشرقية في مخطة باريس الوطنية، وخط الكثير من البحوث حول العرب وآدابهم وحقق عدداً من المخطوطات.

عين أستاذا للغة العربية في مدرسة اللغات الشرقية الحية عام 1795م وأعد كتاباً في النحوترجم إلى الإنجليزية والألمانية والدنمركية، وأصبح مديراً لهذه المدرسة عام 1833م، وعندما تأسست الجمعية الآسيوية انتخب رئيساً لها عام 1822م. ومن أبرز اهتماماته "الدروز" حيث ألف كتاباً حولهم في جزأين، أصبحت فرنسا في عهده قبلة المستشرقين من جميع أنحاء القارة الأوروبية ويقول أحد الباحثين إنّ الاستشراق اصطبغ بالصبغة الفرنسية في عصره، عمل دي ساسي مع الحكومة الفرنسية وهوالذي ترجم البيانات التي نشرت عند احتلال الجزائر وكذلك عند احتلال مصر من قبل حملة نابليون عام 1797م.[3]

لوي ماسينيون

لوي ماسنيونLouis Massingon ء (1883م-1962م)

ولد في باريس وحصل على دبلوم الدراسات العليا في درس عن المغرب، كما حصل على دبلوم اللغة العربية من مدرسة اللغات الشرقية الحية (فصحى وعامية) زار كلاً من الجزائر والمغرب وفي الجزائر انعقدت الصلة بينه وبين بعض كبار المستشرقين مثل جولدزيهر وآسين بلاثيوس وسنوك هورخرونيه ولي شاتيليه.

التحق بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة عدة أعوام (1907م-1908م) وفي عام 1909م عاد إلى مصر وهناك جاء بعض دروس الأزهر وكان مرتدياً الزي الأزهري، زار الكثير من البلاد الإسلامية منها الحجاز والقاهرة والقدس ولبنان وهجريا، عمل معيداً في كرسي الاجتماع الإسلامي في معهد فرنسا (1919م-1924م) وأصبح أستاذ كرسي (1926م-1954م) ومديراً للدراسات في المدرسة الفهمية العليا حتى تقاعده عام 1954م.

لقد اشتهر ماسنيون باهتمامه بالتصوف الإسلامي وبخاصة بالحلاج حيث حقّق ديوان الحلاج (الطواسين) وكانت رسالته للدكتوراه بعنوان (آلام الحلاج شهيد التصوف) في جزأين وقد نشرت في كتاب تزيد صفحاته على ألف صفحة (ترجم الكتاب إلى اللغة الإنجليزية) وله اهتمام بالشيعة والتشيع، وعهد عن لويس صلته بالحكومة الفرنسية وتقديمه المشورة لها.

ريجيس بلاشيه

ريجيس بلاشيه R.L. Blacherء (1900م-1973م)

ولد في باريس وتلقى التعليم الثانوي في الدار البيضاء وتخرج باللغة العربية من كلية الآداب بالجزائر، تولى الكثير من المناصب الفهمية منها أستاذ اللغة العربية في معهد مولاي يوسف بالرباط، ومدير معهد الدراسات المغربية العليا (1924م-1935م)، وأستاذ كرسي الأدب العربي في مدرسة اللغات الشرقية الحية بباريس وأستاذاً محاضراً في السوريون ثم مدير مدرسة الدراسات العليا والفهمية، ثم أستاذ اللغة العربية وحضارتها في باريس.

من أبرز إنتاجه ترجمته لمعاني القرآن الكريم وكذلك كتابه (تاريخ الأدب العربي) في جزأين وترجمه إلى العربية ابراهيم الكيلاني، وله أيضاً كتاب (أبوالطيب المتنبي: دراسة في التاريخ الأدبي).


مكسيم رودنسون

مكسيم رودنسونMaxim Rodinson ء 1915م.

ولد في باريس في 26 يناير 1915م، وحصل على الدكتوراه في الآداب ثم على شهادة من المدرسة الوطنية للغات الشرقية الحية والمدرسة الفهمية العليا، تولى الكثير من المناصب الفهمية في جميع من سوريا ولبنان في المعاهد التابعة للحكومة الفرنسية هناك، تولى منصب مدير الدراسات في المدرسة الفهمية للدراسات العليا قسم العلوم التاريخية واللغوية ثم محاضراً فيها قسم العلوم الاقتصادية والاجتماعية، نال الكثير من الأوسمة والجوائز من الجهات الفهمية الفرنسة والأوروبية.

له الكثير من المؤلفات منها (الإسلام والرأسمالية) و(جاذبية الإسلام) و(محمد)r و(إسرائيل والرفض العربي)، وله الكثير من الدراسات التاريخية والتاريخ الاقتصادي للعالم الإسلامي.

وهناك الكثير من المستشرقين الفرنسيين البارزين مثل هنري لاوست وكلود كاهن وشارل بيلا وإميل درمنجهم والأب لويس جارديه والأب البلجيكي الأصل الفرنسي الجنسية الأب لامانس وأندريه ريموند، وروبير مانتران وغيرهم.


انظر أيضا

  • استشراق

الحواشي

[1] -السامرائي، الفهرس الوصفي للمنشورات الاستشراقية في جامعة الإمام ،1408 ،ص 15

[2] - المرجع نفسه س 9

[3] -Said. Orientalism, p129.

تاريخ النشر: 2020-06-04 09:51:42
التصنيفات: استشراق فرنسي, استشراق حسب البلد, مستشرقون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مصر.. تمديد محادثات لوقف إطلاق النار في غزة قبل شهر رمضان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-05 21:25:57
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 62%

في إطار أعمال خيرية..السيدة الأولى للكوت ديفوار تحل بالمغرب

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-03-05 21:25:13
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 62%

مقترح من حماس لوسطاء وقف الحرب السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-03-05 21:24:56
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 70%

لماذا يستقوي الكابرانات بالنظام الإيراني في منطقة الساحل والصحراء؟

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-03-05 21:25:16
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

مصر.. تمديد محادثات لوقف إطلاق النار في غزة قبل شهر رمضان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-05 21:25:52
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 64%

تحميل تطبيق المنصة العربية