حسن الصباح أوحسن بن على بن محمد الصباح الحميري، ولد(430هـ 1037م) إيران وفاة (518هـ/1124م) إيران، والملقب بالسيد أوشيخ الجبل هومؤسس مايعهد بـ الدعوة الجديدة أوالطائفة الإسماعيلة النزارية المشرقية أوالباطنية أوالحشاشون حسب التسمية الأوروبية.

ولد بالري عام 430هـ 1037م، بعض المؤرخين ذكروا انه ولد في قم معقل الشيعة الإثنى عشرية حيث نشأ في بيئة شيعية اثني عشرية ثم انتقلت عائلته إلى الري مركز لنشاطات طائفة الإسماعيلية فاتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره 17 سنة، ونطق في مذكراته عن تلك الفترة: "ظللت حتى السابعة عشرة دارساً وباحثاً في الفهم ولكني ظللت على عقيدة أجدادي الاثنى عشرية. وذات يوم التقيت برجل، أحد الرفاق (وهوتعبير يطلقه الإسماعيليون على أنفسهم) يدعى عميره زاراب كان من وقت لآخر يدعوإلى نظرية الخلفاء قي مصر " ونطق حسن الصباح أيضا: " وكان عميره زاراب ذا شخصية قوية، وعندما ناقشني لأول مرة نطق ان " الإسماعيلية يقولون كذا وكيت ". وكان عميرة يقول لى " عندما تخلوإلى التأمل في سريرك أثناء الليل يفترض أن تعهد حتى ماأقوله لك مقنع " " . وفي عام 471هـ/1078م مضى إلى مصر في زمن المستنصر بالله الفاطمي، وعاد بعد ذلك لينشر الدعوة في فارس.

استمر حسن قي قراءة خط الإسماعيلية، وبعد ذلك لقى مفهم إسماعيلى آخر، فلقنه التعاليم الإسماعيلية حتى اقتنع، ولم يبق أمامه سوى أداء يمين الولاء للامام الفاطمى. لكنه أدى تلك اليمين أمام مبشر إسماعيلى نايب عن عبد الملك بن عطاش كبير النادىة الإسماعيليين قي غرب ايران والعراق، وفى أوائل صيف 1072 وصل عبد الملك بن عطاش لمدينة الرى، فلقيه حسن الصباح، ثم وافق على انضمامه، وحدد له مهمة معينة قي الدعوة، وطلب منه السفر إلى مصر لكي يسجل اسمه قي بلاط الخليفه الفاطمى بالقاهرة.

هجر حسن مدينة الرى سنة 1076 ورحل إلى أصفهان ثم اتجه صوب أذربيجان ومنها عرج على ميافارقين فبقي فيها إلى حتى طرده قاضى المدينة بعدما أنكر حسن سلطة فهماء السنة وأصر على إذا الإمام وحده هوالذي لديه الحق قي تفسير الدين، فأكمل رحلته إلى فلسطين عن طريق أرض الجزيرة وسوريا وبيروت ومن هناك رحل بحرا إلى مصر قي 19 صفر 471هـ / 30 اغسطس 1078.

بقي حسن قي مصر حوالي ثلاث سنوات ما بين القاهرة وإسكندرية، ثم قيل بأنه اختلف مع أمير الجيوش بدر الدين الجمالي، فسجنه ثم طرده من مصر على متن مركب للأفرنج إلى شمال أفريقيا، لكن المركب غرقت في الطريق فنجى حسن فنقلوه إلى سوريا ثم هجرها ورحل إلى بغداد ومنها عاد إلى أصفهان فوصلها 29 ذوالحجة 473هـ /عشرة يونية 1081.

تنقل حسن الصباح داخل ايران مستكشفا لها لمدة تسعة سنوات، حتى بدأ دعوته في إقليم الديلم ومازندران وقد كان لها بعض النجاح، وقد كان حسن يتفادى المدن في تنقلاته ويفضل حتى ينتقل عبر الصحراء، حتى استقر في دامغان وحولها قاعدة له يبعث منها النادىة إلى المناطق الجبلية لجذب السكان من هناك، واستمر بذلك لمدة ثلاثة سنوات حتى انكشف امره وأمر الوزير نظام الملك بإعتنطقه، ولكنه فلت وهرب إلى قزوين.

لم يكن جميع هم حسن الصباح في تنقلاته هونشر دعوته وكسب الأنصار فحسب، بل أيضاً للعثور على مكان مناسب يحميه من مطاردة السلاجقة ويحوله إلى قاعدة لنشر نادىته وأفكاره، وقد عزف عن المدن لإنكشافها، لذا لم يجد أفضل من قلعة ألموت المنيعة. فهي حصن قديم فوق صخرة عالية وسط الجبال على ازدياد 2,100 مترs (6,900 قدم). وبنيت بطريقة حتى لاقد يكون لها إلا طريق واحد يصل إليها ويلف على المنحدر مصطنع (المنحدر الطبيعي صخوره شديدة الإنحدار وخطرة), لذلك أي غزوللحصن يجب حتى يحسب له لخطورة الإقدام لهذا العمل.

لم يعهد الباني الأساسي للقلعة، وينطق حتى من بناها هوأحد ملوك الديلم القدماء واسماها (ألوه أموت) ومعناها عش النسر، ثم جددها حاكم علوي عام 860، وبقيت في ايديهم حتى دخلها طائفة من الإسماعيلية ويسمون الباطنية بواسطة أميرهم حسن الصباح بتاريخسبعة رجب 483 هـ / أربعة سبتمبر 1090 فطرد الحاكم منها. وسيرة دخول حسن الصباح هي كما ذكرها ابن الأثير:أن الحسن الصباح كان يطوف على الأقوام يضلهم فلما رأى قلعة الموت واختبر أهل تلك النواحي، أقام عندهم وطمع في اغوائهم ونادىهم في السر واظهر الزهد ولبس المسح فتبعه أكثرهم والعلوي صاحب القلعة حسن الظن فيه يجلس إليه يتبرك به فلما أحكم الحسن امره ولج يومًا على العلوي بالقلعة فنطق له ابن الصباح‏:‏ اخرج من هذه القلعة فتبسم العلوي وظنه يمزح فأمر ابن الصباح بعض اصحابه بإخراج العلوي فأخرجوه إلى دامغان واعطاه ماله وملك القلعة.‏.‏ وقيل أنه إشتراها منه ب 3000 دينار مضى.

وقد بقي فيها بقية حياته ولم يخرج من القلعة مدة 35 سنة حتى وفاته. حيث كان جل وقته يقضيه في القراءة ومراسلة النادىة وتجهيز الخطط. وكان همه كسب أنصار جدد والسيطرة على قلاع أخرى. لذلك استمر بارسال النادىة إلى القرى المحيطة برودبار المجاورة، ويرسل المليشيات لأخذ القلاع عن طريق الخدع النادىئية، وإن فشلوا بذلك فإنهم يقتلون الناس ويرتكبوا المجازر، وقد أخذوا الكثير من القلاع والأماكن الصالحة لبناء القلاع الحصينة، وقد تمكن حسن الصباح من الاستيلاء على قلعة لمبسر عن طريق هجمات مليشياته عليها ما بين عامي 1096 و1102 بقيادة عامله "كيا بزرجميد" وحكمها عشرين عاما، وقد كانت قلعة استراتيجية مهمة وقائمة على صخرة مدورة تطل على شاه رود، وعن طريقها تمكن حسن الصباح من الاستيلاء على جميع منطقة رودبار.

قي سنة484هـ/1091م بعث حسن الصباح نادىته إلى منطقة كوهستان الجبليه على الحدود الحالية بين ايران وافغانستان. وكانت تلك المنطقة قي بداية الإسلام يعيش فيها المجوس الزرادشتيين ومن ثم أضحت معقل للشيعة وغيرهم من المنشقين الدينيين. قدر حسن الصباح حتى يضم سكان تلك المنطقة عن طريق استغلال حالة التذمر التي كانت هناك ضد السلاجقة فصارت تابعة للإسماعيليين. فاستغل حسن الصباح تذمر الناس من السلاجقة واستغل كذلك تراثهم الموالى للشيعة والإسماعيليين حتى تمكن حتى يسيطر على انطقيم وقلاع كتيرة. ومنها قلعة وسنمكوه ملكوها وهي بقرب أبهر سنة 484هـ/1091م وتأذى بهم الناس لاسيما أهل أبهر فاستغاثوا بالسلطان بركيارق فجعل عليها من يحاصرها فحوصرت ثمانية أشهر، حتى أخذت منهم سنة 489هـ/1096م وتم اغتال من كان بها عن آخرهم.

كان توزيع حسن الصباح لنادىته بحيث جزء منهم يمضى إلى المناطق النائية لنشر الأفكار، والجزء الآخرقد يكون موجودا بالمدن الكبرى. فأول ما عهد من أحوال الدعوة التي اشتهرت بالباطنية أوالإسماعيلية في أيام السلطان ملكشاه فانه اجتمع منهم ثمانية عشر رجلًا فصلوا صلاة العيد في ساوة ففطن بهم رئيس الشرطة فأخذهم وحبسهم ثم سئل فيهم فأطلقهم فهذا أول اجتماع عام كان لهم‏.‏

ثم انهم دعوا مؤذنًا من اهل ساوة كان مقيمًا بأصبهان فلم يجبهم إلى دعوتهم فخافوه ان ينم عليهم فقتلوه فهوأول قتيل لهم فبلغ خبره إلى نظام الملك فأمر باخذ من يتهم بقتله فسقطت التهمة على نجار اسمه طاهر فقتل ومُثل به وجروا برجله في الاسواق فهوأول قتيل من طائفة حسن الصباح وكان والد النجار واعظًا وقدم إلى بغداد مع السلطان بركيارق سنة 486هـ فحظي منه ثم قصد البصرة فولي القضاء بها ثم توجه في رسالة إلى كرمان فقتله العامة في الفتنة التي جرت وذكروا انه باطني‏.‏ .

قي سنة 1092 بدأ السلاجقة قي لقاءة حسن الصباح عسكرياً، فبعت سلطانهم ملكشاه حملتين، واحدة على قلعة ألموت، والثانية على قهستان لكن ميليشيات حسن الصباح تصدت للسلاجقة وبمساعدة الاهالى المتعاطفين معاهم قي روبارد وقزوين فانسحبت القوات من قهستان بعد وفاة السلطان ملكشاه سنة 1092.

بعدها ضرب حسن الصباح ضربته باغتيال الوزير نظام الملك نفسه قي 16 ديسمبر 1092، قي منطقة ساهنا قي إقليم نهاوند، عن طريق فدائى (تسمية الباطنيين لمن يقوم بعمليات الاغتيال) متنكر قي زى رجل صوفى. حسن الصباح خطط اغتيال نظام الملك بعناية. يقول المؤرخ رشيد الدين إذا السيد حسن الصباح نصب شباكه وفخاخه لاصطياد هدف كبير مثل نظام الملك لكي يشتهر ويذيع صيته وهومن أرسى أسس الفدائية، وبعدما نجحت العملية نطق حسن الصباح: " اغتال هذا الشيطان هوبداية البركة ". اغتيال نظام الملك كان من أولى عمليات الإغتيال الكبرى التي قام بها الحشاشون (الباطنية) ، وكانت بداية لسلسلة طويلة من الاغتيالات اللى قاموا بها ضد ملوك وأمراء وقادة جيوش ورجال دين، استمرت حتى احتل هولاكوقلعة ألموت عام 1256 وقضى على فتنتهم بالشرق والتي استمرت حوالي القرنين من الزمان.

بعد موت المستنصر بالله 487هـ/1094م, قام الوزير بدر الدين الجمالي بالدعوة لامامة المستعلي الابن الاصغر للمستنصر (ابن أخت الوزير)وإزاحة الابن الأكبر "نزار" ولي العهد. وبذلك انشقت الفاطمية إلى نزارية مشرقية، ومستعلية مغربية.انشق الصباح عن الفاطميين ليدعوإلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن اتى مِن نسله، حسن الصباح كان قي النظام مجرد عميل للزعماء الفاطميون قي مصر ونائب لعبد الملك بن عطاش وخليفته. وقد اتخذ من قلعة ألموت في مدينة رودبار بالقرب من نهر «شاه ورد» في فارس مركزًا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته.

قابل الإسماعيليون معضلة عويصة بخصوص شخصية الإمام الذي يعتبر الشخصية المركزية قي نظامهم الدينى والسياسى. فقد اعتبروا نزار هوالامام الشرعى بعد المستنصر، لكن موت نزار قي سجن قي الإسكندرية. جعل النزاريون يدعون بعدم موته وإنما اختفى وسيعود مرة أخرى على هيئة المهدى المنتظر وهذا معناه ان خط الائمة انتهى. لم يعهد بالضبط موقف حسن الصباح في تلك المعضلة، لكن ظهرت نظريات تقول بأن الإمامة انتقلت لحفيد نزار اللى انتقل قي السر لقلعة ألموت، ونظرية أخرى نطقت بوجود محظية حامل من نزار نقلوها لقلعة ألموت وولدت فيها الامام الجديد. من بعدها صار إسماعيلية ايران وحكام قلعة ألموت أعداء للخليفة الفاطمى مثلما هم أعداء للخليفة العباسى قي العراق وسلطان السلاجقة. قي عام 1121 إغتيل الوزير الأفضل قائد الجيوش قي القاهرة، وقد ادعى الباطنية بأنهم قتلوه ولكن المؤكد هوحتى الآمر بأحكام الله هومن قتله ليتخلص منه، وقد احتفل حسن الصباح قي قلعة ألموت مدة سبعة أيام بالمناسبة تلك. ثم بعث الخليفة الامر بأحكام الله برسالة خطها المأمون كاتم خفايا الدولة من القاهرة لحسن الصباح، يطلب منه انه يرجع للحق وينبذ اعتقاده قي إمامة نزار. وتدهورت العلاقات أكثر بين حسن الصباح والحكام الفاطميين قي مصر.

توفي الصباح عام 518هـ/1124م في قلعته, واختلفت المصادر عن مصير ذريته (المصادر الغربية وبعض العربية تذكر انه اغتال اولاده في حياته) الا ان المصادر كلها اجمعت على انه توفي من غير جناية. وخلفه بزرك أميد (برزجميد)، وكلف ناس بشئون الدعوة والإدارة وقيادة القوات، وطلب منهم التعاون مع بعض حتى ظهور الامام المستتر ويتولى شئون الطائفة. توفى شيخ الجبل، السيد حسن الصباح قيسبعة ربيع الثاني 518 هـ / 23 مايو1124 قي قلعة ألموت.

استمرت الصراعات المسلحة بين الإسماعيلية الباطنية والسلاجقة وتوسعت مناطق حسن الصباح وتمكن الفدائيون الباطنية من الاستيلاء على قلاع جديدة لكن السلاجقة استطاعوا احتوائهم عام 500هـ/1106م عندما استولى السلطان محمد على قلعة شاه دز بالقرب من أصبهان وقتل عدد كبير منهم من ضمنهم ابن العطاش وولده، ولكن لم يتمكنوا من القضاء عليهم أويستولوا على قلعة ألموت. حسن الصباح كان مفكر ومحرر وله نصين واحد عن سيرة حياته والثاني قي اللاهوت. وصفه ابن الأثير بإنه كان راجل حاد الذهن عالم بالهندسه والحساب والفلك والسحر.

نال حسن الصباح بإحترام كبير عند الإسماعيليين بإعتباره محرك "للدعوة الجديدة"، أي النظرية الإسماعيلية المعدلة اللى ظهرت بعد الإنشقاق عن القاهرة والمسماة بالنزارية، لم يدعي حسن الصباح بأنه الامام ولكن ممثل الامام فقط، وبعد اختفاء الامام ظل هوزعيم الدعوة والحجة أوالبرهان ونبع الفهم للامام المستتر، والرابط الحي بين خط الائمة الظاهرين وفى المستقبل.

عاش الصباح في فترة سادت فيها الحروب بين مختلف الطوائف, السلاجقة, العباسيون,الايوبيون, الصليبيين وغيرهم من الطوائف, الا ان كلها اجمعت على ان الصباح كان قوي الشكيمة, ودائم حضور الذهن, ويقاتل جميع من يحاول الاقتراب من دولته بغض النظر عن طائفته وان تابعيه أوفدائيه يتمتعون بالحرص الشديد والطاعة والمقدرة على تطبيق المهمات الموكلة لهم. واختلفت على كيفة ذللك وفيما يلي بعض الاراء عنه:

بعد وفاة حسن الصباح حكم النزارية سبع حكام كان أخرهم ركن الدين خورشاه بن علاء الدين. ظلت قلعة ألموت قائمة كمركز للباطنية النزارية قي إيران حتى اقتحمها المغول بقيادة هولاكووقضوا عليهم قي ايران سنة 1256، ثم أجهز عليهم الظاهر بيبرس قي الشام سنة 1273.