إسرائيل بن زكريا الطيفوري
متطبب الفتح بن خاقان كان مقدما في صناعة الطب جليل القدر عند الخلفاء والملوك كثيري الإحترام له وكان مختصاً بخدمة الفتح بن خاقان بصناعة الطب وله منه الجامكية الكثيرة والإنعام الوافرة وكان المتوكل باللّه يرى له كثيراً ويعتمد عليه وله عند المتوكل المنزلة المكينة ومن ذلك مما حكاه إسحاق بن علي الرهاوي في كتاب أدب الطبيب حتى إسرائيل بن زكريا الطيفوري عثر على أمير المؤمنين المتوكل لما احتجم بغير إذنه فإفتدى غضبه بثلاثة آلاف دينار وضيعة تغل له في السنة خمسين ألف درهم وهبها له وسجل له عليها وحكي عن عيسى بن ماسة نطق رأيت المتوكل وقد عاده يوماً وقد غشي عليه فصير يده تحت رأسه مخدة ثم نطق للوزير يا عبد اللَّه حياتي معلقة بحياته إذا عدمته لا أعيش ثم إعتل فوجه إليه سعيد بن صالح حاجبه وموسى بن عبد الملك محرره يعودانه ونقلت من بعض التواريخ حتى الفتح بن خاقان كان كثير العناية بإسرائيل بن الطيفوري فقدمه عند المتوكل ولم يزل حتى أنس به المتوكل وجعله في مرتبة بختيشوع وعظم قدره وكان متى ركب إلى دار المتوكلقد يكون موكبه مثل موكب الأمراء وأجلاء القواد وبين يديه أصحاب المقارع وأبتره المتوكل قطيعة بسر من رأى وأمر المتوكل صقلاب وابن الخيبري بأن يركبا معه ويدور جميع سر من رأى حتى يختار المكان الذي يريده فركبا حتى اختار من الحيز خمسين ألف ذراع وضربا المنار عليه ودفع إليه ثلاثمائة ألف درهم للنفقة عليه.