[تـركـمان في سـورية]

[[معنى حدثة الهجرمان]] مناطق توزع الهجرمان في سورية من الناحية الاجتماعية التعداد السكاني للهجرمان سورية

من هم الهجرمان،يا ترى؟ عبر تاريخهم الطويل وما أصلهم

الهجرمان : هم أفراد العرق الهجري الذين تناسلوا من سلالة جدهم الأسطوري أوغوزهان بأحفاده 24 حفيد, وهم أصل الهجر ويتواجدون في هجرمانستان وهجرية وأذربيجان وأفغانستان وإيران وعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن وليبيا , ويَتكلّم الهجرمان اللغةَ الهجرمانيةَ، وهوفرع من مجموعة اللغات الهجرية المنبثقة من اللغات الألطية (Altaic Languages). وأستخدم تعبير الهجرمان مرادفا للغز، ولعل هذا التعبير شاع وتعمم عندما بلغت لسلاجقة الأوائل مبلغ القوة والسيادة. وردت لفظة الهجرمان في كتاب (تاريخ سيستان) لمؤلف مجهول من القرن الخامس. ويبدوحتى هذا الكتاب ألف بأقلام ثلاث مؤلفين وفي ثلاث فترات. وأن حدثة الهجرمان لها علاقتها بدخول السلاجقة إلى منطقة سيستان وذلك عام 428هـ / 1026م، وهنا يقصد المؤلف بالهجرمان جماعات السلاجقة. تاريخ الهجرمان :وردت في تاريخ أبن الفضل البهيقي (ت 470/ 1077) مع الإشارة إلى السلاجقة فيدعوهم المؤلف مرة بالهجرمان وأحيانا فرق بينهم وبين السلاجقة. وكذلك يشير إليهم بالهجرمان السلاجقة وفي مواضع أخرى يكتفي بالقول بالسلاجقة. ومن المحتمل حتى المؤلف ميز مجموعة معينة من الهجرمان (الغز) قادهم من جماعات الهجرمان الآخرين الذين اتى قسم منهم قبل السلاجقة نحوجهة المغرب وآخرون تدفقوا نحوهذه البلاد بعد الحملات السلجوقية. وفي كتاب (زين الأخبار) للغرديزي من القرن الخامس عشر (الحادي عشر) يسمى المؤلف جماعات السلاجقة بالهجرمان فتجده يسمي (جغري بك داود) بـ (داود الهجرماني) ومرة أخرى يذكره (داود) مجرداً من أي لقب كما يسمي (طغرل بك) بـ (طغرل الهجرماني) أوطغرل وحده دون حتى يلحق به لقباً ما، فيبدوحتى هذا التعريف شاع بقيام السلاجقة الأوائل وأستخدم فيما بعد لدلالة على جميع قبائل الغز سواء كانوا أتباع السلاجقة أوغيرهم. وهناك مؤلفون فرقوا بين الهجرمان والغز. ولعل سبب في ذلك كما يقول (مينورسكي) : حتى السلاجقة استحسنوا لأتباعهم تعريفاً معيناً ليميزوا أنفسهم من القبائل الغزية الأخرى الذين حملوا على مناطق الغرب قبل السلاجقة، كذلك ليميزوا أنفسهم من القبائل المناهضة لهم والقبائل التي ألقت فيما بعد القبض السلطان سنجر (513-552/1119-1157م) واحتفظت به أسيرا عندهم من 1153 إلى نهاية 1156م. كذلك ورد تعبير الهجرمان في كتاب مشهور تناول قبائل الهجر، ذلك كتاب (طبائع الحيوان)، ألفه المروزي حوالي 514هـ /1120م وأطلق تعبير الهجرمان على الغز المسلمين فقط على أساس أنهم الهجر الذين اعتنقوا الإسلام. وعندما اشتعلت الحرب بين المسلمين منهم وبين غير المسلمين انسحبت الجموع الأخيرة نحومنطقة خوارزم وهاجرت إلى منطقة (البجنك)، الأمر الذي نادى بالأستاذ مينورسكي إلى القول حتى تعبير الهجرمان يطابق مع أسلمة الغز. حتى أقدم ذكر لتعبير الهجرمان ورد في كتاب (أحسن التقاسيم) للجغرافي العربي الكبير المقدسي البشارى (4هـ/10م) عند وصفه مدينتي (بروكت) و(بلاج) الواقعين على نهر سيحون. أما رشيد الدين مؤرخ المغول فشرح هذه الواقعة عندما تدفقت جموع الغز إلى ما وراء النهر وسماهم التاجيك بالهجرمان أي شبيهي الهجر، وبالنسبة لمولف أخر حتى الحدثة مشتقة من (هجر إيمان) أي الهجر المؤمنين أوالأتراك الذين اعتنقوا الإسلام. وقد لاحظ المستشرق بريشك حتى الحدثة شكل متكون من مجموع (man) أو(men) مع (Turk). كما حتى الجماعات نفسها يعهدون في آسيا الوسطى بالهجرمان ويعهدون في المصادر الروسية الكيفية Kievan Rus بـ (turki) بدون ألحاق (men). وان إمبراطورية الغز يابغوتذكر باسمين : الهجرمان والغز. يقول E.Denison Ross نقلا عن فامبري: حتى اسم الهجرمان مشتق من (تورك) كاسم فهم تستخدمه البداة دائما عندما يتحدثون عن أنفسهم وان (man) هولاحق يعادل في الإنكليزية بـ (Ship) أو(Dom). وان اقرب تفسير محبذ لمينورسكي هوالتفسير المقدم من قبل jean Deny في rammaire de Ia Langue torque 1921 p. 32. وهوحتى هجر – من متشكل من لفظتين هما هجر زائدا (من) وتفيد حدثة (من) بالهجرية البأس والشدة أوتعني (التعظيم) مان أداة تعظيم وتفخيم في اللغة الهجرية ,حدثة هجرمان بمعنى الهجري الشجاع ( هجر مان) وهوالاصح. وورد أول نزوح للقبائل الهجرمانية إلى بلاد الشام ونزولهم في دمشق واطرافها، في كتاب معجم البلدان للبلاذري، في الصفحة 228 الجزء الخامس حيث نطق: ....فنزل القوافل بدمشق وهي لقوم من الهجرمان ينطق لهم بنوا المراق، كانوا يسكنون دمشق سنة 105 للهجرة الشريفة، الموافق سنة 723 للميلاد. وردت في كتاب البرق الشامي، للقاضي الامام عماد الدين الاصفهاني، 362 اشارة إلى أوضاع الهجرمان وبطولاتهم وفتوحاتهم وجهادهم ورباطهم لثغور بلاد الشام في حلب وحماة واعزاز واللاذقية ودمشق، واحوال قبائلهم وجيوشهم وامرائهم أمثال الامير ياروق الذي بنى محلة الياروقية الكبيرة في مدينة حلب، حيث هبط فيها مع عسكره ورجاله وعمر فيها دورا ومساكن ومات ياروق هذا في سنة 564 للهجرة، الموافق لسنة 1168 للميلاد. وكان من أمراء السلاطين الهجرمان شجرة الدر وعلاء الدين ايبك الهجرماني وقطز وظاهر بيبرس ونور الدين الزنكي. أما الرحال أبوعبد الله محمد بن عبدالله بن محمد بن ابراهيم اللواتي ثم الطبخي المعروف بأبن بطوطة فيذكر في الجزء الاول صفحة 99 من كتابه رحلة ابن بطوطة: ( ....ثم سافرت إلى الجبل الاقرع وهوأعلى جبل بالشام وأول ما يظهر منها إلى البحر وسكانه الهجرمان وفيه العيون والانهار. صاحب كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية الجزء الاول صفحة 159، فيذكر المعلومات الاتية: ...ومن صائب رأي الشهيد آتابك الزنكي وجيده انه سير طائفة من الهجرمان الايوانية مع الامير الياروق إلى الشام وأسكنهم بولاية حلب وأمرهم بجهاد الفرنج وملكهم جميع ما استنقذوه حرروه من البلاد التي للفرنج وجعله ملكا لهم فكانوا يغادون الفرنج بالقتال ويراوصونهم واخذوا كثيرا من السواد وسدوا ذلك الثغر العظيم ولم يزل جميع ما فتحوه في ايديهم إلى نحوسنة 600 للهجرة، الموافق لسنة 1203 للميلاد. وفي الصفحة 243 من نفس الجزء يستطرد مؤلف الروضتين ويقول: ..ثم جمع القائد أسد الدين اليه العدد الكثير من شجعان الهجرمان وقاتلوا المشركين ووصلوا إلى بعلبك في العسكر من مقدمي الهجرمان وابطالهم للجهاد وهم في العدد الكثير والحجم الغفير واجتمعوا بنور الدين وتقررت الحال على قصد بلاد المشركين لتدويخها والابتداء بالنزول على بانياس وقدم نورالدين دمشق لاخراج آلات الحرب وتجهيزها..... وعن احداث سنة 824 للهجرة، الموافق لسنة 1421 للميلاد يقول مؤلف شذرات المضى في الجزء أربعة الصفحة 164..كان جقمق من ابناء الهجرمان اصبح دويدارا ثانيا ( أي وزير) عند الملك المؤيد قبل سلطنته، وكان يتحدث بالعربية، لايشك فيه جالسه انه من اولاد الامراء، ثم استقر دويدارا كبيرا إلى ان قرره ( عينه) الملك المؤيد في نيابة الشام فبنى السوق المعروف بسوق ( جقمق) وأوقفه على المدرسة التي بناها قرب الاموي. يفصل كتاب وفيات الاعيان في جزئه السادس، الصفحة 117 أخبار ياروق الهجرماني فيقول: هوياروق بن آرسلان الهجرماني كان مقداما جليل القدر في قومه واليه تنسب الطائفة الياروقية من الهجرمان وكان عظيم الخلقة هائل المنظر، سكن بظاهر حلب من جهتها القبلية وبنى شاطىء ( قويق) فوق تل مرتفع وبنى هوواهله واتباعه ابنية كثيرة مرتفعة وعمائر متسعة عهدت بالياروقية وهي شبه القرية، وسكنها هوومن معه وبنى سوق الياروقية وتوفي في محرم سنة 564 للهجرة، الموافق لسنة 1168 للميلاد. وقويق نهر صغير بظاهر حلب يجري في الشتاء والربيع وينبتر في الصيف. وفي الكتاب الموسوعي الصادر حديثا في باريس بعنوان "دمشق لؤلؤة الشرق وملكته"، من تأليف جيرار دوجرج. اتى ما يلي: وفي زمن تضعضع السلطة العباسية، ارتبطت دمشق بالدولة الطولونية قبل حتى تخضع للخلافة الفاطمية، ...وبعد الفاطميين، بسط السلاجقة سلطتهم على دمشق التي حكمها بعض الأتابكة في شكل شبه مستقل. قاوم معين الدين أنر الفرنجة وصد الحصار الذي فرضته قواتهم ، واتى من بعده نور الدين محمود الزنكي، فوحّد المشرق. وتابعه من بعده صلاح الدين الأيوبي وحرر القدس, فبعد وفاة صلاح الدين فيها عام1193 للميلاد الموافق لسنة 588 للهجرة، تصدعت الدولة الأيوبية، وأصيبت دمشق بالبلاء العظيم قبل حتى تسقط في أيدي المغول.وقد تصد للمغول قادة مماليك الهجرمان جميع من قطز وظاهر بيبرس في معركة عين جالوت وهزم جيش المغولي على يد جيش المماليك. استمر المماليك في الحكم إلى حتى اتى الفتح العثماني للمنطقة في معركة مرج دابق عام 1615 ميلادية بقيادة ياوزسليم الأول. وفي ظل حكم العثماني وسياسة الإسكان التي أعقبت عصر تأسيس الإمبراطورية العثمانية وعصور التوسع والانتشار لم تكن موضوع درس ودراسة مع إذا الإمبراطورية العثمانية كانت عرضة لتغيرات كثيرة في كافة المجالات محكومة في ذلك بظروف جميع عصر إلى غير ذلك برزت سياسة الإسكان كنتيجة فرضتها الظروف ,فمن اهم التغيرات التي طرات على الإمبراطورية العثمانية ان الاضطرابات الاجتماعية هدمت القرى وشتت الفلاحين الذين يشكلون القاعدة الأساسية للبنية الداخلية للمجتمع وكان اهم مايهم الدولة العثمانية المعتمدة اساسا في اقتصادها على الزراعة الرسوم التي تجنيها من الفلاحين القاعدة الأساسية للمجتمع لكن هؤلاء الفلاحين الذين ما عادوا قادرين على الزراعة نتيجة تخريب أراضيهم خرجوا من دائرة المنتجين دافعي الرسوم وامام هذا الخطر وجدت الحكومة نفسها وجها لوجه امام مسلة إسكان داخلي وكانت إحدى التدابير المتخذة لإعادة اعمار القرى هي المباشرة بتوزيع القرى وذلك بإعطاء القرية لمن يطلب تعهدها شريطة ان يجلب سكانا من خارج المنطقة لاستيطانها واعمارها واستصلاحها وإعادة استثمارها زراعيا كما نلاحظ ان سياسة الإسكان العثمانية في القرن السابع عشر كانت تهدف إلى إعادة تعمير البنية الداخلية.شيدت معظم القرى الهجرمانية بجوار طريق الحج، وأسكن فيها الهجرمان لحماية طريق الحج من قطاع الطرق واللصوص.. حيث كان البدويشنون غارات سطوٍ على قوافل الحجاج والتجار. وأن الهجرمان في سورية لا تختلف عن الهجرمان في العراق من حيث التاريخ والثقافة واللغة والتشكيلات القبلية، وقد هاجرت أعداد كبيرة من قبائلهم في فترات متباعدة إلى إيران وهجريا وإلى المشرق العربي مثل العراق وسوريا وفلسطين ولبنان. ولأسباب كثيرة حيث أننا نجد هجرماناً في العراق وسوريا وهجريا ومصر وليبيا والأردن وغيرها من الدول مما أدى إلى تأثر الفلكلور الهجرماني بتلك الشعوب.ويعتبر الهجرمان في العراق ثالث القومية إذ يبلغ نفوسهم حوالي ٣ ثلاثة مليون نسمة ويأتون بعد العرب والأكراد. واما في سورية يأتون قومية ثانية بعد العرب ويقدر عدد سكانهم حوالي 3.5 ثلاثة مليون ونصف وما زال قسم منهم يتقنون اللغة الهجرمانية ويقدر عددهم 1.5 مليون ونصف واما الباقي فقدوا لغتهم وثقافتهم القومية الهجرمانية . حيث يرد قدوم قسم من الهجرمان إلى المنطقة ما قبل العثمانيين بقرون عديدة ،ويعود بالضبط إلى أواخر القرن السابع الميلادي ،عندما اندفعت القبائل الهجرمانية من موطنها في هجرستان وسط آسيا .. وأن المصادر التاريخية ترجع زمن هجرة الهجرمان إلى شرق المتوسط إلى أواخر القرن السابع الميلادي، حيث اندفعت القبائل الهجرمانية من موطنها في سهول هجرستان وسط آسيا غربا باتجاه شرق المتوسط ،وأخذت تستقر في الكثير من المناطق ذات التماس بين الدولة العربية ـ الإسلامية والدولة البيزنطية وأماكن الثغور من شمال العراق وحتى شمال آسيا الصغرى.ان اغلب الإسكان الذي تم شمال سورية وغربها فمعظم عشائر الهجرمان نقلت من اماكن ومواقع سورية اخرى اي ان العشائر الهجرمانية سورية قديمة اقدم من دخول العثمانيين إلى سورية بمئات السنين منذ بدايات القرن الثالث عشر ولم تات مع العثمانيين في القرن السادس عشر ولم يات بها العثمانيون من الاناضول كما يظن البعض خطا هناك بعض العشائر الهجرمانية التي اتى بها العثمانيون لكن اغلب هذا البعض هرب ايام الحكم العثماني وعاد إلى حيث اتى فهجرمان حلب وهجرمان يني ال كانوا يخرجون للرعي صيفا في اراضي ارابكير جانيك ديفريكي بوزاوق جوروم اماسيا سيواس بينما كانوا يقضون الشتاء متنقلين في انحاء بلاد الشام وهجرمان بوز اولوس الشعب الاغبر كانوا يمضون الصيف في دياربكر وارضروم عند منابع الفرات وينزلون لتمضية الشتاء في البادية الممتدة من جنوب ماردين وحتى ديرالزور وهجرمان سللورية كانوا يقضون الصيف في جبال لبنان وينزلون لتمضية الشتاء في واحة تدمر وهذا كله قبل العثمانيين وقد اندمج الهجرمان في الحياة العامة للدولة العربية ـ الإسلامية بعد اعتناقهم الإسلام دينا لهم،وانخرط عدد كبير منهم في جيش الدولة ،وهوالأمر الذي مهد لهم فيما بعد ،وخاصة في العهد العباسي لأن يلعبوا دورا مهما في بعض المراحل السياسية .كما تبوأت شخصيات منهم مناصب رفيعة في الدولة،وبرز منهم كثير في قائمة النخبة العليا في التاريخ المجتمع العربي ـ الإسلامي . حيث شارك الهجرمان في الدفاع عن بلاد الشام أثناء الحروب الصليبية دفاعاً مميتاً حتى وصف تلك الحروب بحروب الفرنج والهجرمان ,وهم المعروفين بفروسيتهم وشجعاتهم، بدأ بحكم السلاجقة والاتابيكية الزنكية والمملوكية الهجرمانية والمملوكية الجركسية , حيث كان بين قادة جيوش صلاح الدين الأيوبي ،قائد هجرماني بارز هومظفر الدين كوجك (كوكبورو) أحد قادة صلاح الدين وزوج شقيقته، وهوأمير دولة الأتابكة في أربيل ، حيث شهد المعركة الكبرى في حطين ،وقد انضم إلى جيش صلاح الدين فيما بعد القائد الهجرماني يوسف زين الدين وهوأمير أتابكة الموصل في شمال العراق . وظاهر بيبرس القائد الهجرماني هوأخر من حرر القدس من الفرنج ، وللهجرمان مآثر كبيرة في تحرير مدينة اعزاز التي كانت محتلة من قبل الفرنج. يقول مؤلف كتاب الروضتين، تجاوز الاشارة اليه، في الجزء الاول الصفحة 243، ...نطق ورد الخبر في الخامس من المحرم من ناحية حلب بأن عسكر الهجرمان ظفر بابن جوسلين صاحب عزاز واصحابه وسقطوا في قبضة الاسر في قلعة حلب فسر هذا الفتح كافة الناس.كان ذلك في عهد السلطان مسعود بن قلبيج أوفدان السلجوقي صاحب قونية- ومعظم هؤلاء الهجرمان امتهنوا الرعي في فترات سابقة ، لكنهم استقروا واخذوا يمارسون الزراعة نتيجة سياسة الاسكان الممارسة في عهد الحكم العثماني،أن ابرز ما يميز الهجرمان هوعلاقاتهم مع المجتمعات التي عاشوا فيها. حيث أنهم احتفظوا بعلاقاتهم مع تلك المجتمعات بعد سقوط الدولة العثمانية ،وخروج الأتراك من البلاد العربية عقب الحرب العالمية الأولى (1914-1918) حيث استمر وجودهم في مجتمعاتهم ،مؤكدين حقيقة الانتماء إلى الكيانات الوطنية التي ظهرت في المنطقة ،فقد لعب الهجرمان من أبناء قرى حلب بقيادة نويران أوغوز وهجران بولاد دشودوراً مشرفا في سبيل الاستقلال الوطني من الانتداب الفرنسي ولهم مآثر مشهورة لدى أهالي منبج لدى وقيعة شيخ يحيى إلا انه لم يتم تدوينه في ظل الانظمة القومية العربية بغبة انكار الوجود الهجرماني في المنطقة, وكماهوالحال في الجولان لهم دور معروف في المقاومة الشعبية التي ظهرت في الجولان أثناء حرب 1967 . عما كانوا أيام الحروب الصليبية ,أي حتى الهجرمان أصبحوا ينظرون إلى الدول التي يقيمون بها باعتبارها أوطانا لهم وانهم مواطنون فيها . مناطق توزع الهجرمان في سوريا - في محافظة حلب في مناطق منبج والباب وجرابلس والراعي ( جوبان باي ) وأعزاز , في محافظة حلب يوجد 140 قرية هجرمانية شمال المحافظة وفي المدينة يسكنون في حي الهلك وبستان الباشا والحيدرية والاشرفية وقاضي عسكر . - في محافظة الرقة وتل ابيض حوالي 20 قرية هجرمانية . - في محافظة حمص ذات الأكثرية من اصول الهجرمانية في المدينة بنسبة 65% وفي الريف حوالي 55 قرية هجرمانية. - في محافظة حماه ( مصياف وسلمية) حوالي 30 قرية هجرمانية. - في محافظة طرطوسخمسة قرية هجرمانية. - وفي الجولان محافظة قنيطرة المحتلة 20 قرية هجرمانية . وهي في الأصل من الجماعة الهجرمانية التي كان عددها خمسة آلاف نسمة ،وكانوا يتوزعون على القرى الجولان قبل حتى تحتله إسرائيل عام 1967 وقام العدوبطرد معظم سكانه السوريين ماعدا الدروز. - وفي محافظة ادلب جسر الشغورخمسة قرية هجرمانية مع حارة للهجرمان في مركز مدينة جسر الشغور. - وفي محافظة درعا 13 قرية هجرمانية. - في محافظة دمشقخمسة قرية هجرمانية وفي المدينة ذاتها تتوزع مجموعة من الهجرمان في المناطق التي يسكنها نازحوالجولان حي القدم والبرزة وحجر الاسود وسيدة زينب،والذين فقدوا أراضيهم في مرتفعات الجولان بعد نزوحهم منها عام 1967 . - وفي محافظة اللاذقية في قسمه الشمالي بالقرب من حدود الهجرية في منطقة راس البسيط ومرتفعات الباير يوجد 70 قرية هجرمانية مع حارتين للهجرمان في مدينة اللاذقية علي الجمال ورمل الشمالي. والهجرمان يتوزعون في تجمعات سكنية من طبيعة مدنية وأخرى تجمعات ريفية .ويمتهن الهجرمان من سكان الريف الزراعة وتربية الحيوانات ،فيما يغلب العمل الحر والاشتغال بالوظيفة العامة بالنسبة للهجرمان المقيمين في المدن ،وبخاصة المقيمين في دمشق كما هوالحال حتى معظم هؤلاء الهجرمان امتهنوا الرعي في فترات سابقة ،لكنهم استقروا واخذوا يمارسون الزراعة وتربية الحيوانات في الريف . وايضا كما ينتشر الهجرمان في لبنان في قرى طرابلس (كواشرة- عيدمون)وبعلبك ( شيمية,دريس,نانانية, عدوس,حديدية,القاع). واما عن هجرمان فلسطين المحتلة ينتشرون في منطقة مخيم الجنين (جتين)ابناء مرج عامر ذات الاغلبية الهجرمانية ( ما يعهد بعرب الهجرمان) وفي قطاع غزة في حارة الشجاعية ( حارة الهجرمان) . وكما يتواجد الهجرمان الاردن في القسم الشرقي في قضاء عمان وجرش بعض هذه القرى ( قرية الرمان وعيون الحمر). واما عن هجرمان ليبيا فهم منتشرون على ساحة واسعة من ليبيا في المنطقة الساحلية ويشكلون قبيلة كبيرة يعهدون باسم قبيلة( كور أوغلو- كاراغلة ). والهجرمان يتبعون الدين الإسلامي ممضى السني الحنفي بنسبة 99% ويوجد نسبة قليلة من الشيعة العلوية الهجرمانية في حلب فقط ولا تمد بأي صلة مع العلوية النصيرية العربية. وتعتبر سورية شأنها وشأن شقيقتها وجارتها العراق، بلد متعدد القوميات والطوائف والمذاهب، يتعايش فيه إلى جانب القوميات الأساسية العربية والهجرمانية والكردية يوجد الكثير من القوميات الاخرى مثل والاشورية والارمن والشركس والداغستانيين والشيشان والسريان وقليل من الالبان (الارناؤط) والبوسنين. وفي سورية يميز السوريين بين الهجرمان وبين الأتراك بالرغم عن انهم جميعا من الأصول الهجرية. يهجرز تواجد الهجرمان بنسب عالية في المدن الكبيرة مثل ، حلب وحمص وحماه ودمشق واللاذقية فأن الهجرمان في سوريا ينقسمون إلى نوعين: 1- الهجرمان الذين يقطنون في المدن يعتبرهم السوريون اتراكا، وهم في الواقع أسر هجرمانية . 2 - أما الأسر الهجرمانية التي تعيش في القرى والارياف المنتشرة في الربوع السورية ، يطلق عليهم السوريون صفة الهجرمان.. بيد حتى معظم العوائل الهجرمانية التي استقرت في هذه المدن، قد نسيت أوتناست أوحتى تجاهلت أصولها القومية بسبب الضغوط السياسية الشوفينية البعثية والثقافة الدينية ذات طابع عربي والاختلاط والتزاوج والاندماج والانصهار بمرور الزمن. وما يزال هناك عوائل هجرمانية كثيرة في هذه المدن، تتحدث اللغة الهجرمانية وتعتز بأصولها القومية ولا يخفى ان هناك عوامل ومسببات كثيرة أخرى، كانت عاملا مساعداً لنسيان كثير من العائلات الهجرية والهجرمانية لأصولها الاثنية، ومن بين تلك العوامل والأسباب الخارجية هناك أمور داخلية منها : • يتميز الهجرمان بالشفافية وعدم التعصب القومي الشوفيني. أمثال البخاري ومسلم وابن النفيس والرازي والفارابي كلهم من أصول هجرية اوهجرمانية. . • يعتنق الهجرمان السوريون الدين الإسلامي، ويتميزون بالتدين نبغ من بينهم الشعراء والكتاب والمفكرين والسياسيين كبار. يميل الهجرمان إلى الاندماج في الحياة العامة بحكم شفافيتهم وانفتاحهم وتفاعلهم مع المجتمعات التي يعيشون فيها. من الناحية الاجتماعية: فأن تأثير الهجرمان والأتراك، في الحياة الاجتماعية السورية واضح وجلي، من خلال استخدام المفردات اللغوية الهجرية في اللهجة العامية ، بالاضافة إلى العادات والتنطقيد الهجرية التي أصبحت جزءً من الحياة اليومية في البلاد، وان معظم المأكولات والحلويات الشامية اللذيذة هجرية المنشأ والمواصفات والاسم. ومن أبرز الشخصيات الهجرمانية التي برزت على الساحة السورية الحديثة الشهيد يوسف العظمة نور الدين الأتاسي وهاشم الأتاسي وشكري قوتلي والعماد حسن الهجرماني وزير الدفاع السابق. ويشكل الهجرمان الاقلية الاكبر في معظم المدن السورية، فمثلا هناك مثل شعبي في مدينة حمص يقول( اللي مانوهجرماني يروح يدور على أصلو) ويراد به حتى أغلب الاسر الحمصية هي اسر هجرمانية. فمن أشهر العائلات الهجرية في مدينة حمص هي عائلة الباشا مصطفى بن حسين الهجرماني، ويلقبون حاليا بلقب الحسيني، وعائلة الاتاسي وعائلة حسام الدين الحسامي وعائلة الصوفي وعائلة الوفائي. وقد امتازت هذه العوائل الهجرية بعراقتها وحسن سمعتها. ولعبت دورا مشرفا ورائدا في تاريخ هذا البلد العريق. ومن العائلات الهجرية والهجرمانية المعروفة في مدينة حماه ودمشق ، عائلة العظم والعظمة، واليها ينتسب الشهيد يوسف العظمة وعائلة القباني ( اقبيق) التي ينتسب إليها كلاً من أبي خليل القباني والشاعر الكبير نزار القباني. والهجرماني يولي الإسلام أولوية على القومية، وهوعميق الالتصاق بالوطن، فمن أبرز الخصوصيات المميزة للاتراك والهجرمان، انهم يعتبرون الارض التي يقيمون عليها وطنا لهم منذ لحظة إقامتهم عليها يدافعون عنها دفاع الليوث الميامين. ومن ميزاته الاخرى أنه غير متعصب لقوميته، يحب قوميته كأي انسان اصيل ولكنه لايتعصب لها تعصبا شوفينيا أعمى ,ولكن يأخد عليهم بأنهم أهملوا هويتهم القومية مما انصهر معظمهم في القومية العربية وهونتيجة السياسة الشوفينية البعثية الممارسة بحق الهجرمان في سورية وعراق طلية سنوات حكم الدكتاتورية البعثية لم يعترف بالوجود الهجرماني ولا بثقافتهم وتم تعريب اسماء القرى الهجرمانية مع تعديل بالتوزيع الاداري للمناطق ذات الاغلبية كما كان في منطقة جرابلس في حلب, وكما منعوا من التملك في المناطق الحدودية في اراضي اجدادهم, ومنعوا من احياء تراثهم القومي كمنع الغناء بلغتهم في حفلاتهم واعراسهم, مم سبب بضعف مقومات التماسك بهويتهم القومية وعانوا من الاضطهاد والمجازر والتفرقة العنصرية . ومن الصفات الاخرى التي يتميز بها الهجرماني هواحترام الآخر وحب الضيافة ، وتظهر بشكل واضح لدى عادات الهجرمان في القرى التي توارثوها ابا عن جد، فالهجرماني ينشىْ اولاده منذ الصغر على حب الوطن واحترام الكبير، والوفاء للصديق وعدم المهابة من العدو. وينطق بأن هذه المبادىء منقولة من شريعة جينكيز خان المسمى ( الياسا أونزادق) . التعداد السكاني للهجرمان سورية: لا توجد احصائية رسمية حسب التصنيف العرقي للسكان في سوريا الا ان الاعتقاد سائد من خلال الدراسة الاجتماعية والعرقية للتكوين السكاني للمجتمع السوري عبر تاريخهم الطويل في هذه المنطقة قرابة 1000 عام, بانهم يشكلون القومية الثانية في سوريا ويقدر عدد نفوسهم /3.5/ ملايين نسمة تقريبا بما فيهم الهجرمان المستعربون. حتى هجرمان سوريا تجمعها مع أخوانهم العرب والاكراد وغيرهم من مواطني سوريا رابطة حب الوطن سورية والانتماء إليها، وانهم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي لسوريا وشعبها العريق ولن تتنازل عن ذرة من ترابه والاستعداد الدائم للدفاع عنه في الملمات والمحن. ان الشعب الهجرماني معروف بوفائه وعدم تصيده في الماء العكر فانهم خير سند لهذه البلاد العريقة. ان الهجرمان يبقون أوفياء للبلدان التي أصبحت وطنا لهم، يحافظون على سيادته وحريته وكرامته، ويكونون دوما عناصر البناء لا الهدم وعناصر الوحدة لا للانفصال. لبناء مجتمع إنساني حضاري يتسع للجميع. مبنيي على أساس المساواة في ظل ضمانة دستورية وقانونية يعترف بالقومية الهجرمانية والكردية إلى جانب القومية العربية. فلتحيى سورية حرة كريمة شامخة عزيزة . من إعداد: الباحث الهجرماني علي سلوالمصادر: 1- البرق الشامي/ القاضي الفقيه الامام عماد الدين الاصفهاني. 2- شذرات المضى الجزء الثاني. 3- فتوح البلدان/ البلاذري. 4- تاريخ البصروي / علاء الدين الشافعي. 5- مآثر الاناقة/ الجزء الثاني. 6- رحلة ابن بطوطة/ ابوعبدالله محمد بن عبدالله بن محمد بن ابراهيم اللواتي ثم الطبخي المعروف بأبن بطوطة. 7- الروضتين في اخبار الدولتين النورية- الجزؤ الاول. 8- بغية الطلب في تاريخ حلب- الجزء الاول. 9- تاريخ الهجرمان/ الدكتور محمود نورالدين. 10- الاقليات في الشرق الاوسط/ فايز سارة- عرض وتلخيص نصرت مردان 11- كتاب،اسكان العشائر في عهد الامبراطورية العثمانية ترجمة فاروق مصطفى ( حلب). 12- كتاب دمشق لؤلؤة الشرق وملكته"، من تأليف جيرار دوجرج. عرض وتلخيص السيد محمود الزيباوي في ملحق جريدة النهار البيروتية . 13- حروب الفرنج والهجرمان محرر سوري وديع بشور. 14- تاريخ دول الاتراك والهجر محرر هجري كامران كورون . 15- كتاب جولة سريعة في تاريخ الأتراك والهجرمان قبل اٌسلام وبعده من تأليف د.أسامة الهجرماني (حمص) . 16– عيون الزمان على من سكن جولان من عشائر الهجرمان – للباحث الهجرماني محمد خير عيد (دمشق). 17- المرأة الهجرمانية – للباحث الهجرماني محمد خير عيد (دمشق). 18– نهر المضى في تاريخ حلب – تام الغزي. 19- مدخل إلى التاريخ الهجري – يلماز أوزطونا – ترجمة أرشد هرمزي. 20- النفحة المسكية في تاريخ الدولة الهجرية في مصر- مخطوطة في جامعة كمبردج لندن.