معركة حصن أوراكال، هي احدى معارك حرب أكتوبر سقطت في حصن اوراكال، أحد حصون خط بارلڤستة أكتوبر 1973.

المعركة

كان الحصن الاسرائيلي أوراكل وفقا لما ورد في المصادر الاسرائيلية تعبير عن منطقة دفاعية كبيرة تتكون من ثلاثة حصون، هي أوراكال (أ، ب، ج). وعندما نشب القتال يومستة أكتوبر 73، كانت ترابط في أوراكال قوة قوامها 20 جنديا تحت قيادة النقيب جاد سوميخ الذي كان يتولى قيادة قوات الحصن بقطاعاته الثلاثة. وكان معه في أوراكال أ الملازم عيزرا. وفي أوراكال ب كان يرابطستة من الجنود تحت قيادة الملازم دافيد أبودرهام، وكان يرابط في أوراكال ج 18 جنديا تحت قيادة الملازم ديسبرج. وفي الساعة الثانية مساء يوم كيبورستة اكتوبر قصفت الطائرات المصرية المسقط وركزت المدفعية المصرية غلالاتها عليه، فهرع الجنود الاسرائيليون يستترون داخل الملاجئ. وعلى الجانب المصري وفي أثناء التمهيد النيراني للمدفعية ووفقا للخطة الموضوعة، تم اجتياز مفرزة من جنود الصاعقة للقناة الى الشاطئ الشرقي حيث قامت بعزل الحصن الاسرائيلي عند الكيلومتر 11 (من اتجاه الجنوب).

ومن قطاع بورفؤاد في الشمال، قامت قوات الجهد الرئيسي (كتيبة مشاة عدا سرية من اللواء 135 مشاة) بالهجوم بالطريق البري في اتجاه الجنوب وفقا للخطة الموضوعة، وكانت تتقدمها بضع دبابات (مجهزة بدقاقات لتفجير الألغام). ولكن الهجوم لم يلبث حتى توقف عقب تدمير دباباتين دقاقتين على أثر غرز الدبابات في الارض السبخية قبل الوصول الى حقل الالغام الممتد شمال الحصن الاسرائيلي والذي كان عمقه حوالي 150 مترا. وفي الوقت نفسه، قامت السرية الباقية من الكتيبة (عدا فصيلة)، والتي كانت قد اخذت مسقطها على الشاطئ الغربي للقناة في لقاءة الحصن لمهاجمته من الناحية الغربية بعبور القناة، ولكنها ازاء كثافة نيران العدولم تتمكن من الوصول الا الى الساتر الترابي على حافة المياه حيث توقفت. ولم تستطع الفصيلة الباقية من السرية (الاحتياطي) العبور خلف الفصيلتين الأماميتين، بسبب شدة قصف مدفعية العدوعلى المعابر، مما أدى الى حتى يجرف التيار قوارب الاقتحام المعدة لعبور الفصيلة في اتجاه الجنوب. وبذلك أصبحت الفصيلتان اللتان عبرتا من الغرب شبه معزولتين على الساتر الترابي بالضفة الشرقية.. ورغم توقف كتيبة اللواء 135 مشاة شمال الحصن أمام حقل الألغام، وتوقف فصيلتي المشاة التابعتين لها على الساتر الترابي غرب الحصن بعد عبورها القناة، فان القوة المصرية – رغم تثبيتها في مكانها – اشتبكت بالنيران من اتجاهي الشمال والغرب مع القوة الاسرائيلية التي كانت تقابلها، في (أوراكال أ وأوراكال ب) اشتباكا عنيفا مما ألحق الاسرائيليين خسائر كبيرة. وحرصا على تحريك الموقف وتعزيز القوة الدافعة للهجوم، أصدر قائد قطاع بورسعيد اللواء عمر خالد تعليماته الى العقيد أ. ح مصطفى العباسي قائد اللواء 30 مشاة مستقل، بأن يدفع سرية من الكتيبة التابعة له، والتي كانت متمركزة في الاحتياطي جنوب بورسعيد عند الكيلومتر 11 غرب القناة، بالعبور الى الشاطئ الشرقي لمهاجمة القطاع الغربي من الحصن الاسرائيلي. وفي الساعة الرابعة مساء يومستة أكتوبر قامت السرية المشاة (من اللواء 30 مشاة مستقل) بعبور القناة في قوارب اقتحام من جنوب القطاع الجنوبي من الحصن (أوراكال ج)، وخلال اختراقها للخنادق المحيطة بالمسقط دار بين الجنود المصريين المهاجمين والجنود الاسرائيليين المدافعين قتال عنيف متلاحم انتهى بدخول المصريين الى الحصن الجنوب (أوراكال ج) في حوالي الساعة السادسة مساء، وتمكن أفراد السرية المصرية من تطهير ملجأين للعدوومن العثور على تعليمات شفرة العدوومفاتيح الشفرة المستخدمة في الحصن الاسرائيلي، وتم تسليمها الى مخط المخابرات الحربية في بورسعيد في الساعة التاسعة مساء من نفس اليوم. وفي الساعة التاسعة والنصف مساء، قامت فصيلة المشاة التي تخلفت عن العبور مع سريتها بعد ظهر يومستة أكتوبر (من كتيبة اللواء 135 مشاة) بسبب جرف التيار لقوارب الاقتحام، بالعبور الى الشاطئ الشرقي للقناة حيث انضمت الى باقي السرية في مسقطها على الساتر الترابي بالضفة الشرقية غرب الحصن الاسرائيلي.

وقد سجلت المراجع الاسرائيلية سيرة سقوط مسقط أوراكال ج في أيدي المصريين. ونذكر فيما يلي خلاصة لما ورد بشأ،ها: "هبط الظلام وأبلغ أوراكل أ (المسقط الشمالي من الحصن) حتى موقفه أصبح حرجا. وبعد حتى سلم الملازم أبودرهام قيادة مسقط أوراكال ب الى الرقيبة آرييه (أحد المظليين السابقين) اتخذ أبودرهام طريقه إلى أوراكال أ على ضوء بطارية يد. وعندما ولج الحصن، عثر على قائد الحصن النقيب جاد سوميخ قتيلا في أحد المواقع والملازم عيزرا قتيلا في مسقط آخر. بادر أبودرهام الى السيطرة على زمام الموقف، وأدرك ان الجنود في حالة يأس بسبب مصرع ضباطهم. وبعد اعادة تنظيم قوة المسقط أ وتسلم زمام القيادة، أجرى أبودرهام اتصاله بقائد مسقط أوراكال ج الملازم ديسبرج، وأبلغه هذا الضابط حتى المصريين قد اخترقوا منطقة الحصن بالعمل، وأن قتالا متلاحما يدور في الخنادق. وفي صبا الأحد شاهد أبودرهام من بعيد جنودا اسرائيليين يحملون فهما أيبض، فأدرك حتى حصن أوراكال ج قد سقط نهائيا في أيدي المصريين".

وعند منتصف ليلة 6/7 أكتوبر، قرر قائد قطاع بورسعيد اللواء عمر خالد دفع جزء من احتياطيه (سرية من الكتيبة 203 صاعقة) التي كانت ترابط غرب بورسعيد على طريق دمياط، للمعاونة في الاستيلاء على القطاعين الباقيين في الحصن الاسرائيلي، نظرا لتوقف كتيبة اللواء 135 مشاة (عدا سرية) أمام حقل الألغام شمال الحصن واليأس من امكان اشتراكها في المعركة. وقد توجه المقدم أ. ح فاروق محمد الحفني رئيس عمليات القطاع بناء على تعليمات قائد القطاع الى مسقط كتيبة الصاعقة على طريق دمياط ، حيث تم له احضار سرية الصاعقة التي تقرر دفعها للاشتراك في مهاجمة الحصن. وبعد حتى تلقى قائد سرية الصاعقة مهمته، وأجرى استطلاعه، قامت السرية بعبور القناة في الساعة الرابعة صباح يومسبعة أكتوبر من جنوب القطاع ج حيث انضمت الى قوة سرية المشاة (من اللواء 30 مشاة مستقل) التي كانت تقوم وقتئذ بعملية تطهير القطاع ج من الحصن من بقايا قوات العدو. وفي الساعة السابعة والنصف من صباح يومسبعة أكتوبر، أكملت السريتان تطهير باقي الملاجئ، وتم خلال ذلك اغتال ستة أفراد من العدووأسر فردين أحدهما طبيب، وقد قام قائد السرية من اللواء 30 مشاة بتسليمهما الى قائد اللواء 135 مشاة غرب القناة. فشل الاسرائيليين في محاولة الهروب

في حوالي الساعة الثامنة من صباح يومسبعة أكتوبر، بدأت السرية المشاة من اللواء 20 مشاة بالاشتراك مع سرية صاعقة في مهاجمة القطاع ب من اتجاه الجنوب، ونجحت السريتان في الاستيلاء على احد الملاجئ في هذا القطاع حيث سقط جندي اسرائيلي في الأسر. وبعد قتال عنيف متلاحم، تمكنت السريتان في الساعة العاشرة صباحا من اقتحام ملجأ آخر في القطاع ب ومن اغتال ثلاثة أفراد وأسر فردين آخرين للعدو. وكان اللواء عمر خالد قائد القطاع قد أصدر أمره في حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا الى جميع من العميد أ. ح صلاح عبد الحليم قائد اللواء 135 مشاة مستقل واللواء أ. ح مصطفى العباسي قائد اللواء 30 مشاة، للانتنطق على الفور الى الكيلومترعشرة للاشراف بشخصيهما على قواتهما بهدف سرعة الاستيلاء على القطاعين (ب وأ) بعد ذلك التأخير الذي جرى عن الموعد المحدد في الخطة.

وفي الساعة الحادية عشرة صباح يومسبعة أكتوبر، وعند مسقط الكيلومترعشرة غرب القناة، تم لقاء بين قائد اللواء 30 مشاة وقائد اللواء 135 مشاة وقائد الكتيبة 203 صاعقة وقائد كتيبة مدفعية الميدان (التابعة للواء 30 مشاة) . وبعد حتى عرض قائد اللواء 135 مشاة آخر تطورات الموقف وعن فقده الاتصال مع قواته شرق القناة، وبعد حتى انتقل القادة الى نقطة الملاحظة للتعهد على أوضاع القوات على الارض، تم صدور القرارات التالية:

1- دفع سرية المشاة (من اللواء 135 مشاة) التي كانت لا تزال راقدة على الساتر الترابي شرق القناة خارج الحصن منذ عبورها في اليوم السابق، للتحرك من مكانها والانضمام الى قوة سريتي المشاة والصاعقة جنوب القطاع ب للاشتراك معهما في مهاجمته وتطهيره. ونظرا لعدم وجود أي اتصال بين قائد اللواء 135 مشاة وهذه السرية، فقد قام نقيب من سرية المشاة (من اللواء 30 مشاة) بناء على تعليمات قائده بالانتنطق بقارب من الضفة الشرقية جنوب الحصن الى مسقط سرية المشاة (من اللواء 135 ) الراقدة على الساتر الترابي على الضفة الشرقية غرب الحصن، لابلاغ قائد هذه السرية بالقرار الجديد للانضمام بسريته الى قوات الاقتحام جنوب الحصن ب.

2 – دفع عناصر من قاذفات اللهب (من اللواء 30 مشاة) في قاربين للتحرك بجوار الشاطئ الشرقي للقناة من الكيلومتر 19 شرق القناة (نظرا لسقوط حصن لاهتزانيت في أيدي قوات اللواء 30 مشاة في اليوم السابق) الى الكيلومترعشرة شرق القناة لتدعيم قوة الاقتحام التي تهاجم القطاع ب.

3- هجريز نيران كتيبة مدفعية الميدان التابعة للواء 30 مشاة على القطاع أ بالحصن لاسكات قوت العدوبداخله منعا لتدخلها في عملية اقتحام القطاع ب.

وفي الساعة الواحدة ظهرا يومسبعة أكتوبر دارت معركة عنيفة داخل القطاع ب، وتم أسر ثلاثة افراد من العدو. وفي الساعة الثالثة بعد الظهر أبلغ قائد اللواء 30 مشاة قائد قطاع بورسعيد، باتمام الاستيلاء على القطاع ب وانضمام باقي أفراد العدوبهذا القطاع الى القطاع أ في الشمال لمحاولة الهروب الى خارج الحصن. وبعد الاطمئنان الى سلامة الموقف والتأكد من حتى العدويعد عدته لمحاولة الفرار في اتجاه الجنوب، أمر قائد القطاع قائد اللواء 30 مشاة بالعودة الى مركز ملاحظة اللواء في الكيلومتر 17 شرق القناة.

وفي الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، عبر قائد اللواء 135 مشاة ومعه قائد الكتيبة 203 صاعقة القناة للسيطرة على قوات الاقتحام في الشرق. ونظرا لان بقايا أفراد العدوالمتجمعين في القطاع أ كانوا يجهلون حتى الحصن الاسرائيلي (لاهتزانيت) عند الكيلومتر 19 قد سقط في ايدي المصريين في اليوم السابق، فقد بذلوا محاولة فاشلة للهروب في اتجاه هذا الحصن في الجنوب، وتكدسوا جميعا فوق دبابتين وعربة نصف جنزير، واندفعوا وهم يطلقون نيران رشاشاتهم الى الطريق المؤدي الى الحصن الاسرائيلي في الجنوب عند الكيلومتر 19. ولكنهم لم يسيروا طويلا، حتى اصطدموا في الساعة الرابعة والدقيقة العاشرة مساء بمجموعة البتر الشمالية التابعة للواء 30 مشاة شمال حصن لاهتزانيت، فتم تدمير دبابة وعربة نصف جنزير. ورغم حتى الدبابة الأخرى تمكنت من الافلات والاندفاع في يأس الى جنوب الحصن فان مجموعة البتر الجنوبية التي كانت ترابط جنوب حصن لاهتزانيت تمكنت من تدميرها. وبلغ عدد القتلى من الجنود الاسرائيليين الهاربين 18 فردا، وتم أسر أربعة أفراد من طاقم احدى الدبابتين. وفي الساعة الرابعة والدقيقة الخامسة والأربعين يومسبعة أكتوبر تم حمل الفهم المصري فوق حصن "أوراكال"، وتم الاستيلاء على قطاعاته الثلاثة (أ وب وج).

المصادر