خربة الزيرقون

عودة للموسوعة

خربة الزيرقون

المسقط الجغرافي والمناخ

منظر عام للخربة يظهر فيه مسقطا التنقيب

تقع خربة الزيرقون على بعد 2.5 كم من تل المغير باتجاه الجنوب الشرقي, وتسيطر على الحافة الغربية لوادي الشلالة، وتبلغ مساحة المسقط 400 * 300 م(ياسين 1991 : 46).ويمتد المسقط الاثري فوق هضبة منحدرة باتجاه الشرق والجنوب الشرقي والشمال الشرقي ليسيطر على عدة مصادر مائية أهمها أم رجلين ومجرى مياه وادي الشلالة, والذي تصب مياهه باتجاه الشمال ليلتقي مع وادي الراحوب ,وكلا الوأديان يصبن في نهر اليرموك. وهذا الأمر اكسب المسقط الأهمية الإستراتيجية وتحصينا أمينا عظميين. وتشرف الجهة الغربية من المسقط على منطقة منبسطة، وتمتد حوالي 800 م من الطرف الغربي للخربة لتبدأ سلسلة هضاب جديدة اقل انحدارا واتساعا من الهضبة التي تقوم عليها الخربة (الهودلية 1992 : 32). يضم المسقط بين جدرانه مخلفات مدينة العصر البرونزي القديم، ويعتبر المسقط من أكبر المواقع مساحة التي تعود لحقبة الألف الثالث قبل الميلاد في الأردن(الديري 1999 :55). فالمسقط يحتل مساحة قدرها 150 دونما، وهومحصن بسور يحيط بالمدينة عدا الجهة الشرقية التي تشرف على وادي الشلالة، وهي منطقة منحدرة جدا، أي محصنة طبيعيا. ويتمركز المسقط على أرض منبسطة صالحة للزراعة، وعثر المنقبون فيه على مخلفات أثرية تخص الفترة الأولى حتى الرابعة من العصر البرونزي القديم، ولكن المسقط بلغ ازدهاره خلال الفترة الثالثة من العصر البرونزي القديم، فالمسقط تطور من قرية صغيرة إلى مدينة كبيرة استخدم بشكل سهل في الفترة الرابعة (كفافي 2006 : 129). وتمتاز هذه المنطقة من الأردن بمناخها المعتدل صيفا والدافئ شتاء, وتسقط الإمطار فيها بمعدل 300 – 500 ملم، ويساعد المناخ شبه الرطب في تنوع التربة المعروفة بتربة البحر الأبيض المتوسط، بإعطاء إنتاج زراعي وافر وجيد من حيث النوعية, نتيجة انتظام مواسم الأمطار الذي يعد نادىمة لزراعة الحبوب, والفواكه, كما أنه ساعد على تربية الحيوانات (أبوغزالة 1995 : 17).


تاريخ البحث الاثري

أجري منذ نصف الأول من هذا القرن الكثير من الإعمال الأثرية في مسقط خربة الزيرقون، حيث كانت ضمن منطقة المسوحات الأثرية التي قام بها جميع من نيلسون جلوك ما بين أعوام 1939 – 1947 م وسيغفرد متمان ما بين الأعوام 1963 – 1965 م، أظهرت تقارير المسوحات الأثرية سابقة الذكر أهمية المسقط بين المواقع المحيطة، حيث أشارت إلى حتى المسقط كان مسكونا طيلة العصر لبرونزي المبكر, ولأهمية المسقط الاثري فقد قامت البعثة الأثرية مشهجرة فيما بين المعهد الآثار والانثروبولوجيا – جامعة اليرموك بإشراف معاوية إبراهيم وبين معهد الآثار التوراتية – جامعة تبغن بألمانيا وبإشراف متمان بإجراء خمسة مواسم للحفريات الأثرية وذلك في أعوام 1984، 1985، 1987، 1988، 1991، وقد تمركزت أعمال الحفر في عدة أجزاء من الحارتين العليا والسفلى من المدينة (الهودلية 1992 : 33).

أهمية المسقط

مسقط تل خربة الزيرقون

وتعد الزيرقون إحدى أبرز المواقع العصر البرونزي المبكر الثاني والثالث في شمال الأردن، وذلك لوفرة البقايا الأثرية التي تم العثور عليها فيه، والحفريات التي تمت فيها واثبت جميع من سيغفرد متمان ومعاوية إبراهيم أنها كانت مدينة محصنة تقدر مساحتها بمائة وعشرين دونما محاطة بجدار دفاعي، امتدت أثاره على الجهات الشمالية والغربية والجنوبية، ولم يعثر على بقايا أثرية في الشرق وذلك يعود السبب إلى وجود منحدر حاد لوادي الشلالة، وفي نهاية الفترة الثالثة هجر المسقط، وفي الفترة الرابعة أعيد سكناه على هيئة قرية صغيرة وموسمية، وتبين المسقط بأنه بني وفق مخطط مسبق، وتم تقسيم المدينة حسب معايير عدة، منها تقسيم الوظيفي والطبقي للمجتمع، إذ هجرزت المباني العامة مثل المعابد والقصر والمرافق التابعة لهما في الجزاء العلوية من المسقط وسميت بالمدينة العليا، وفي حين هجرزت المباني السكنية في المنطقة السفلى وسميت بالمدينة السفلى وينطبق هذا التقسيم في كثير من مدن العصر البرونزي المبكر وخاصة في جنوبي بلاد الشام (المحيسن 2009 :عشرة -11). وفي المرحلتين من العصر البرونزي المكر الثانية والثالثة تمركزت المباني فيها وهي منتظمة الشكل تم التخطيط لها باتجاه جنوب غرب وشمال شرق حول الشارع الرئيسي ويخرج منه ممرات فرعية، وتم إنشاء مرافق عامة فوق الصخر الطبيعي (إبراهيم ومتمان 1987 : 4)، وكشف عن نظام مائي كانت مستخدمة داخل المدينة، وكانت جانب الأسوار الدفاعية الحصينة، ومن العوامل الرئيسة لبقاء المدينة مأهولة بالسكان خلال فترة العصر البرونزي المبكر, وعثر على الكثير من البقايا المعمارية وحفر التخزين الاسطوانية المبنية من الحجارة، وعثر على الكثير من المدافن التي تعود إلى فترات حديثة، وعثر على مبنى يعتقد ان له صفة لفية تتكون من مستطيل الشكل ذوجدران عريضة تزيد عن عرض جدران المعبد والذي عثر بداخله على قاعدتي عمود لدعم السقف ويتصل بهذا البناء الضخم غرف صغيرة من جهته الشمالية الغربية، ويحاذي هذا البناء شارع حيث ينتهي امتداده عند انتهاء الزاوية المبنى وان جدران هذا البناء بني فوق صخر طبيعي مباشرة، وكشف عن غرف مربعة إلى الشمال من المبنى الإداري كانت أرضياته مغطاة تماما بكسر فخارية مختلفة، أما في الحارة السفلى عثر إلى جانب البرج قناة للمياه مبنية من حجارة متوسطة الحجم مقصورة بقصارة بيضاء لوحظ عليها أثار تجديد مما يشير على استخدامها أكثر من فترة واحدة والهدف من بناءها هوتصريف المياه المنحدرة من أعلى المدينة باتجاه السور، والحصينات الدفاعية والشارع الذي يوصل إلى الحارة السفلى وهذا يشير علووجود تخطيط مسبق للمدينة وعثر أيضا على شارع يمتد باتجاه شرق غرب على جانب البرج من جهة شمالية بواسطة رصفه من الحجارة الصغيرة المخلوطة بالملاط، وهذه الأرضية مكونة من عدة طبقات مما يشير إلى استعمالها أكثر من فترة، وعثر على الجانب الشمالي للشارع على الكثير من الغرف المربعة تختلف في مساحتها، وبعض جدرانها ما زالت مائلة بارتفاع مترين (متمان وإبراهيم 1991 :ستة -8)، وقد كشف في المسقط عن معبد وهويتكون من ثلاث غرف إلى الشمال من الشارع الرئيسي، وتضم إحدى الغرف مصطبة مرتفعة من الحجارة والطوب يتصل يهما غرفتان اخريتان يضم الواحدة منهما حجيرة صغيرة وبقعة من بلاطات بازلتية على أرضية تنخفض عن مستوى المصطبة والحجرة، وقد ضمت الغرفة الأخرى دمى صلصالية ذات رأس طير وأخرى حيوانية، وقد وجدت بعض الأواني الفخارية في وضعها الأصلي داخل الغرفة الأمر الذي يدفع إلى الاعتقاد بان المسقط قد هجر بشكل مفاجئ، والمعبد يتألف من مجموعة من المرافق العامة من بينها مذبح دائري يبلغ قطره حوالي سبعة أمتار، يتخلله من الجهة الجنوبية الشرقية درجات كانت توصل لقمة المذبح، وهذا المذبح قريب من مذبح منطقة تل المتسلم، ويتصل المذبح من الجهة الجنوبية الشرقية بناء مستطيل الشكل يمكن الوصول إليه من ساحة مفتوحة أمام المذبح الدائري، ويتصل بالجدران الداخلية بسطات لا تعهد وظيفتها، ووجد بجوار المبنى من الجهة الجنوبية بمجموعة من الأواني الفخارية، ومن بينها فخار خربة الكرك، والتي تعود للفترة الثالثة إلى العصر البرونزي المبكر.ومن الآثار المميزة في المسقط النظام المائي المتمثل بأ بار عميقة بلغ عمق أحداهما حوالي مئة متر، الأمر الذي مكن سكان الزيرقون إلى الوصول إلى المياه الجوفية وه داخل الأسوار (متمان وإبراهيم 1987 : أربعة – 5).وآذ كشف عن طبقة كثيفة من الرماد في الجهة الجنوبية الغربية من المذبح الدائري القريب من سور المدينة وان الرماد كان له صلة بالقرابين، واستعمال المعابد المتعددة (متمان وإبراهيم 1991 :ستة – 7).

التحصينات الدفاعية

ملف:Zeraq1.jpeg
الأبنية من خربة الزيرقون

يعد المسقط من أفضل الأمثلة التحصينية من الفترة الثالثة في العصر البرونزي المبكر في الأردن (كفافي 2006 : 176). قد مرت المدينة بعدة مراحل إنشائية هي:

  • الفترة الإنشائية فترة العصر البرونزي المبكر
  • الأولى بداية الفترة الثانية
  • الثاني نهاية الفترة الثانية
  • الثالثة بداية الفترة الثالثة
  • الرابعة منتصف الفترة الثالثة
  • الخامسة نهاية الفترة الثالثة
  • إغلاق أبواب المدينة الرئيسة الفترة الرابعة (الهودلية 1992: 41 – 42)

أن المسقط اتى محاطا بالأسوار من جهاته الثلاثة الشمالية، والجنوبية, والغربية, وبنيت الأسوار من الحجارة الغفل الكبيرة والمتوسطة الحجم، والتي أتى بها من منطقع حجرية من المناطق القريبة من المسقط, ولتثبيت الحجارة الجدران مع بعضها البعض استخدم البناءون ملاطا من الصلصال، ويبدوحتى الجدار المحيط بالمدينة قد تخلله في بعض الأماكن ممرات خلفية بلغ عرض الواحد منها حوالي متر، ويبدوإذا الهدف منها تسهيل دخول والخروج منها واليها (كفافي 2006: 176). ومن التحصينات الدفاعية في خربة الزيرقون:

السور الدفاعي

يصل طوله 48.5 متر وعرضه 21.5 متر عند أقصى اتساع له, استخدمت الحجارة غير المشذبة في بناء السور سواء في القابلة الخارجية والداخلية للسور, وملئت الفراغات بين الحجارة, واستخدم نظام الراقات الحجرية الطولية في تشيد البناء الذي تم على خمسة مراحل إنشائية متعاقبة, وتميزت الفترة الأولى باحتوائه على عدد من الفتحات الطولية ذات الجدران المستقيمة، وقد أمكن تمييز أنظمة لهذه الفتحات، الأولى فتحات مفتوحة من الجهة الخارجية ومغلقة في نهايتها، الثانية فتحات مفتوحة من الجهة الخارجية ومغلقة من الجهة الداخلية، الثالث فتحات مغلقة من نهايتها وتميز السور في الفترة الانشائية ببنائه على شكل راقات معمارية ملاصقة للأوجه الخارجية من سور الفترة الانشائية الأولى، ويعتقد حتى الهدف من هذه الإضافة هوانتهاء وظيفة الفتحات الطولية التي تتخلل السور ولزيادة القوة الدفاعية للسور, إما الفترة الثالثة فقد تميز خلالها السور بأنه أصبح أكثرها تعقيدا في جهته الشمالية أكثر من الجنوبية، وأصبح يتكون من مستويين يعلواحدهما الآخر, وبني شمال البوابة الرئيسية للمدينة راقتين بنيتا من الحجارة إلى جانب بعضها البعض، وفي الفترة الرابعة تمت الإضافة سور بني فوق الصخر مباشرة إلى الجهة الغربية من بوابة المدينة, أما الفترة الخامسة فقد تميز بإضافة سور إلى القابلة الداخلية إلى سور الفترة الانشائية الأولى (الهودلية 1992 : 43 -48).

البوابات

أما بوابة المدينة فقد بنيت خلال أربعة مراحل إنشائية, كانت في الفترة الأولى بسيطة خالية من التعقيدات, لها مدخل رئيسي عرضه حوالي أربعة أمتار, يحيط به ممرين عرض الواحد منها 1.5 م تؤرخ لبداية الفترة الأولى, وقد تم إغلاق هذين الممرين خلال الفترة الثانية من بناء البوابة وبني فوقهما برجين, وفي الفترة الثانية أصبحت البوابة أكثر تعقيدا بعرض يصل ثلاثة أمتار وهذا تخطيط على شكل متعرج, يحيط به برج على كلا الجانبين الشمالي والجنوبي، أما في الفترة الثالثة والرابعة فقد قل اتساع البوابة تدريجيا حتى أصبح على شكل ممر ضيق ومتعرج لأحكام السيطرة الدفاعية والأمنية على مدخل المدينة, وتشير الدلائل الأثرية إلى حتى البوابة أهملت خلال الفترة الرابعة من العصر البرونزي المبكر, وتميزت الممرات والأرضيات في منطقة البوابة بأنها معضلة من التربة المرصوصة المخلوطة من التربة الجيرية والحجارة الصغيرة, وتعتبر هذه البوابة الأولى من نوعها التي تعود للفترة العصر البرونزي القديم في الأردن (الديري 1999 : 64 -65).

وهناك بوابتان فرعيتان تتغلغلان سورا لفترة الانشائية الأولى للمدينة، وتتجهان من الشرق – الغرب مع انحراف سهل باتجاه الشمال، وتنحصر فترة استخدمها في الفترة الانشائية الأولى للمدينة فقط، إما الفترة الانشائية لاحقة للمدينة فقد أهملت استعمالها، وذلك بإغلاقهما من نفس حجارة بناء السور (الهودلية 1992 : 60). وعثر بجانب البوابة الرئيسية على إضافات معمارية دائرية الشكل ملاصقة للسور, ومن الخارج تمثل برجين بينما في المنطقة الداخلية من البوابة فقد عثر على برجين مربعين تتصل يهما غرف بنيت على ممر مرصوف بالتربة والحجارة الصغيرة يتصل بالمعبد وبجانب هذا البرج عثر على قناة تصريف المياه المنحدرة من أعلى المدينة (أبوغزالة 1995: 39).

ملف:Zeraq2.jpeg
سور المدينة

الأبراج

استخدمت الأبراج التحصينية الداخلية والخارجية لزيادة القوة والمنعة للسور الدفاعي, ولزيادة امن المدينة، وتبين ان هذه الأبراج التحصينية بنيت على مراحل انشائية مختلفة عززت بإضافات تحصينية جديدة (الهودلية 1992 : 49). هنالك برجان داخليان بنيا بشكل ملاصق لطرفي السور عند البوابة الرئيسية للمدينة, ويشكلان بجداريهما الداخليين الجزء الداخلي للبوابة الرئيسية والبرجان مستطيلا الشكل وقد بنيا بزاوية شبه قائمة. إما البرج الجنوبي يصل طوله 3.4 م شرق – الغرب، و4.6 أمتار من شمال – الجنوب ويبلغ معدل ازدياد بقايا البرج إلى 1.40 م, إما البرج الشمالي تصل أطواله إلى 3.7 م من الشرق – الغرب, 2.40م من شمال الجنوب، وتصل بقايا ارتفاعه إلى 1.3 م.لقد شهدت الفترة الانشائية التحصينية الثانية المؤرخة إلى نهاية العصر البرونزي المبكر الثاني, إضافات تحصينية طولية إلى البرجين الداخليين, والإضافة ملاصقة للقابلتين الشرقيتين منهما. وتتميز الإضافات التحصينية انه بنيت على أساسات حجرية, حجارتهما اصغر من الفترة الانشائية الأولى للمدينة. وتم الكشف عن برج مستطيل الشكل، وقد مر البرج بمرحلتين انشائتين متعاقبتين. والفترة الانشائية التحصينية الثالثة وهوالبرج الخارجي للمدينة وتؤرخ إلى بداية العصر البرونزي المبكر الثالث، ويلاصق قابلات البرج الأربعة أبنية معمارية من نفس الفترة الانشائية وما بعدها, إما القابلة الشرقية ملاصقة للسور الفترة الانشائية الثالثة, أما باقي قابلاته فإنها محاطة ببناء تحصيني للبرج بنيت في المراحل الانشائية اللاحقة ,ويصل طوله من الجنوب إلى الشمال إلى 4.5 م، ويصل عرضه من الشرق إلى الغرب 4.8 م، أما الفترة الإنشائية الرابعة للبرج الخارجي للمدينة, ويتكون من ثلاثة أبراج مضافة إلى قابلات البرج الفترة الانشائية الثالثة. الزاوية شمالية- الغربية للإضافات التحصينية منحنية للداخل بشكل تدريجي, إما زاويته الجنوبية الغربية فأنها تنتهي بزاوية حادة, يصل عرض الجزء الشمالي منه 1.70 م, أما عرض القابلة الغربية منه فهي غير منتظمة بحيث تصل إلى معدل 1.40 م, واوجهته الجنوبية أكثر تعقيدا من الناحية الإنشائية من بقية أجزائه.(الهودلية 1992: 50 – 53)), وكلاهما محاذية لسور المدينة (لبراهيم ومتمان 1987 : 3).

وقد كشفت عن طريق ترابية خارج السور تسير بمحاذاة السور وتؤدي إلى داخل البوابة، وكانت أرضية الممرات والأرضيات التي عثر عليها في منطقة البوابة معضلة من تربة مرصوصة ومخلوطة مع التربة الجيرية والحجارة الجيرية الصغيرة في بعض المناطق المرصوفة (متمان وإبراهيم 1991 : 6).

التجارة وطرق المواصلات

وتشير كثير من الدلائل ان سكانها قد مارسوا التجارة بشكل كبير، وان المدينة كانت مركزا تجاريا هاما خلال العصر البرونزي المبكر الثاني والثالث وكان لمسقط خربة الزيرقون ذات أهمية تجارية، فهويقع على تقاطع الطرق الواصلة بين المراكز التجارية في الشرق، وخاصة ما بين بلاد الرافدين وتلك الموجودة في الغرب، في وادي الأردن وفلسطين ومن الأمثلة على ذلك ماتم العثور على العدد الوافر من الأختام الاسطوانية في المسقط فقد تم العثور على ما يقارب 143 بترة فخارية تحمل طبعات أختام اسطوانية وتعود إلى ما يقارب 26 إناء فخاري مختلف، وهذه طبعات تمثل أشكال هندسية وحيوانية وآدمية، وهذا يشير على أنها متأثرة ببلاد الرافدين، وهناك مرشد أخر على أنها مركزا تجاريا وهي المرافق المعمارية المكتشفة في خربة الزيرقون التي عثر عليها في المنطقة العليا على عدد كبير من الغرف صغيرة المساحة والتي كانت مرتبطة بمبنى القصر، ويعتقد أنها كانت تستخدم كغرف للتخزين، وهذا ما يشير على الوضع الاقتصادي الذي كانت تعيشه البلاد، وأيضا وجود العبد في المدينة العليا وبالقرب من البوابة الرئيسة، ويدل ذلك على العبد لم يكن لأهله لسكان الزيرقون فقط، وإنما للمناطق المحيطة فيه، بل وربما للمناطق الشمالية من الأردن وفلسطين وحتى لجنوب سوريا ولابد أنها كانت تأتي محملة بالبضائع المتنوعة بغرض الاتجار بها مع سكان المسقط والمناطق الأخرى ,كما حتى وجود الفخار أيضا مؤشرا على التواصل الجاري لسكان الزيرقون مع مواقع أخرى في جنوبي بلاد الشام وخارجها وقد عثر فيها على أنواع مختلفة من الفخار والذي يشير على الارتباطات الخارجية ومن الأمثلة على الفخار فخار خربة الكرك وفخار المشط، واقتصر وجود هذا النوع أيضا على المواقع الشمالية، إذ يعتقد ان أصولها من المناطق الشمالية بفلسطين والبقاع لبناني.

ملف:Zeraqoun.jpeg
صورة لدمى تعبر عن وسائل المواصلات


وسائل النقل

ان مجتمعات العصر البرونزي الثالث استخدمت الحيوانات كوسائل للنقل وفي مقدمتها الحمار، حيث عثر الكثير من البقايا العظمية لحيوان الحمار المدجن في مدن بلاد الشام، بل ان الحمار لم يتخذوه كغذاء، بل أنما وسيلة للنقل في الغالب حيث تشير نصوص تل المرديخ إلى استخدام القوافل الحمار لنقل البضائع، لمسافات بعيدة ويعد الحمار وسيلة للنقل وثورة في تاريخ التجارة القديمة بحيث يستطيع الإنسان بنقل كميات كبيرة من البضائع والمسافات أطول وكما ساعدت قوافل الحمير على إزالة العزلة بينما المجتمعات البشرية وانتشار الثقافة بشكل أسرع وواسع، وخير مرشد ما عثر تماثيل طينية خلال العصر البرونزي المبكر ويدل على التغيرات التي حصلت في حياة الإنسان وخصوصا في مجال التجارة والاختلاط بالثقافات الأخرى، أما مسقط خربة الزيرقون فهوالمسقط الوحيد الذي ينفرد بالدمى الطينية التي تصور الحمار وهويحمل راكبا ادميا، حيث بلغ عدد دمى خمسة، وفي الوقت نفسه وجدت أربع دمى تصور حمارا وهويحمل الإثنطق وبلغ عدد التماثيل الطينية أربعين تمثالا وهذه نسبة كبيرة إذ ما قورنت بالمواقع الأخرى من الأردن وفلسطين، وقد لمكن تقسيمها إلى نوعين : الأول يمثل حمارا يركبه ادمي، والثاني حمارا ينقل الإثنطق، وقد عثر في مواقع أخرى على دمى طينية في جنوبي بلاد الشام مماثلة لها ومن الامثله على ذلك أريحا وخربة الكرك وقد زادت عدد الدمى في الفترة الثانية والثالثة عمل هوعليه في الفترة الأولى وهذا يشير على اعتماد الإنسان على الحمار بشكل كبير كوسيلة للنقل ولأغراض تجارية حيث كان لها القدرة على حمل كميات كبيرة من الضائع ونقلها إلى مسافات بعيدة (المحيسن 2009 : 11 -14).

المصادر والمراجع

- أبوغزالة, فائدة نمر 1995؛ دراسة أدوات الطحن الحجرية من فترة العصر البرونزي المبكر في مسقط خربة الزيرقون دراسة تحليلية ومقارنة، رسالة ماجستير غير منشورة، إربد: جامعة اليرموك.

- الديري، جهاد1999؛ المدن في العصر البرونزي المبكر في الأردن، رسالة ماجستير غير منشورة، أربد: جامعة اليرموك.

- كفافي, زيدان 2006؛ تاريخ الأردن وأثاره في العصور القديمة والعصور البرونزية والحديدية، عمان: دار النشر والتوزيع.

- الهودلية, صلاح حسين 1992؛ أنظمة الدفاع في دويلات المدن في شمال الأردن وفلسطين خلال العصر البرونزي القديم، رسالة ماجستير غير منشورة، إربد: جامعة اليرموك.

- ياسين, خير نمر 1991. جنوبي بلاد الشام: تاريخه وآثاره في العصور البرونزية، عمان: لجنة تاريخ الأردن.

- دغلس، خالد، والعجلوني، فردوس 2009. التجارة في العصر البرونزي المبكر. في التواضع والصبر، تحرير غيبل، هانز غيورغ، وكفافي، زيدان، والغول، عمر، مخط المنشورات جامعة اليرموك, اربد – الأردن، ط1، 2009.

- متمان، سيغفريد، وإبراهيم، معاوية، 1987، حفريات تل المغير وخربة الزيرقون، الإنباء، اليرموك، اربد – الأردن، ص ثلاثة -5.

- متمان، سيغفريد، وابراهيم، معاوية، 1991، حفريات خربة الزيرقون لموسم 1991, الانباء، اليرموك، اربد – الأردن، صخمسة -8.

تاريخ النشر: 2020-06-04 10:28:12
التصنيفات: صفحات تحوي وصلات ملفات معطوبة, الأردن, مواقع أثرية في الأردن

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

وزير بولندي سابق يقترح حظر استيراد المواد الغذائية من أوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:17:59
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 85%

التلفزيون الإسرائيلي يرصد سلاحا عرضته الهند على مصر

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:17:54
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 89%

لافروف يزور أنقرة الأسبوع المقبل بدعوة من نظيره التركي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:17:41
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 90%

موالو روسيا: تطويق باخموت بات قريباً جداً

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:18:29
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 89%

محكمة روسية تقرر حبس مراسل وول ستريت جورنال لشهرين

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:18:27
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 95%

الجيش الأذربيجاني يسيطر على مرتفعات حدودية مع أرمينيا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:19:23
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 97%

تعرض السفير الأمريكي في السودان لحادث (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:17:39
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 97%

مصر تحصل على منحة من أوروبا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:17:45
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 90%

مصدر يكشف لـRT حقيقة "اختفاء" قاتل هشام الهاشمي ومكان اعتقاله

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:17:51
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 98%

الدفاع الروسية: تحييد 545 مقاتلا أوكرانيا وإسقاط مروحية "مي-8"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:17:55
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 92%

الكرملين يتحدث عن مشروع هام في العلاقات الروسية التركية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:17:50
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 87%

أساء لقبيلة ورشفانة.. مسلسل رمضاني يفجر غضباً في ليبيا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:19:36
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 88%

جنرال أميركي: عاجزون عن ردع الصين في المحيط الهادئ

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:19:16
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 87%

اتصال هاتفي بين أردوغان وبن زايد

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:17:43
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 94%

دمشق تدعو لوضع حد لإسرائيل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:17:57
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 92%

هل ورط تقرير عن اختناق اقتصاد روسيا.. صحفياً أميركياً؟

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:18:28
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 95%

برناردو سيلفا يصف الجزائري رياض محرز بـ"المهرج"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:18:03
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 86%

قبل مباراة الهلال والأهلي.. رسالة من سودانيين ومصريين!

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:18:59
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 85%

لأول مرة بعد الهزيمة.. بولسونارو يعود للبرازيل

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-30 15:18:26
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 91%

تحميل تطبيق المنصة العربية