اعادة الإنتاج (اقتصاد)

عودة للموسوعة

اعادة الإنتاج (اقتصاد)

جزء من سلسلة عن
الماركسية
أعمال نظرية
المانيفستوالشيوعي
رأس المال
فهما الاجتماع والإنسان
Alienation
البورجوازية
Class consciousness
Commodity fetishism
الشيوعية
الهيمنة الثقافية
الإستغلال
الطبيعة البشرية
Ideology
البروليتاريا
Reification
Relations of production
الاشتراكية
اقتصاد
فهم الاقتصاد الماركسي
قوة العمال
قانون القيمة
وسائل الانتاج
Mode of production
القوى المنتجة
Surplus labour
Surplus value
Transformation problem
Wage labour
تاريخ
الفوضوية والماركسية
Capitalist mode of production
صراع الطبقات
ديكتاتورية البروليتاريا
التراكم البدائي لرأس المال
الثورة البروليتارية
العالمية البروليتارية
الثورة العالمية
الفلسفة
الفلسفة الماركسية
المادية التاريخية
المادية الجدلية
الماركسية التحليلية
Marxist autonomism
Marxist feminism
الإنسانية الماركسية
الماركسية البنيوية
الماركسية الغربية
Libertarian Marxism
ماركس شاباً
ماركسون مهمون
كارل ماركس
فريدريش إنجلز
كارل كاوتسكي
جورجي بلخانوف
ڤلاديمير لنين
ليون تروتسكي
روزا لوكسمبورج
ماوتسي تونج
جورگ لوكاش
باولوفريري
أنطونيوجرامشي
كارل كورش
تشه گـِڤارا
مدرسة فرانكفورت
جان پول سارتر
لوي ألتوسر
انتقادات
انتقادات الماركسية
قائمة كاملة
بوابة الماركسية
     

تجديد الإنتاج أوإعادة الإنتاج reproduction تكرار مستمر لعملية الإنتاج. ويؤلف تجديد الإنتاج ضرورة موضوعية لوجود المجتمع البشري وتطوره بصرف النظر عن الطبيعة الاجتماعية لعملية الإنتاج. ويتحدد جوهر تجديد الإنتاج بحسب طبيعة أسلوب الإنتاج السائد في المجتمع الذي يبرز وحدة مكونات الإنتاج الاجتماعي أي القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج. ولا تختلف طبيعة الإنتاج في مكوناتها وعناصرها عن طبيعة تجديد الإنتاج. ففي عملية الإنتاج لا يتحقق فقط إنتاج المنتجات، وإنما يتم فيها، في الوقت نفسه، استهلاك منتجات أخرى (وسائل الإنتاج) لأنها الشروط المادية لعملية الإنتاج. ثم إذا تجديد الإنتاج يشترط تعويض وسائل الإنتاج المستهلكة وتعويض وسائل المعيشة والبقاء المستهلكة في تجديد إنتاج قوة العمل والحفاظ على العنصر البشري. إذا تعويض وسائل الإنتاج المستهلكة ووسائل معيشة الفرد لا يمكن تحقيقه إلا باستمرار عملية الإنتاج. ولا تقتصر عملية تجديد الإنتاج على تجديد إنتاج العناصر المادية، ومنها الوسائل الضرورية لتجديد قوة العمل، وإنما تضم هذه العملية أيضاً تجديداً لإنتاج العلاقات الاجتماعية أي علاقات الإنتاج السائدة في المجتمع، وبالدرجة الأولى تجديد علاقات الملكية وعلاقات التوزيع وأنماط التنظيم لعملية الإنتاج. وعلى هذا الأساس فإن تجديد الإنتاج هوفي الوقت نفسه تجديد اجتماعي. ففي النظام الإقطاعي، يرافق عملية تجديد الإنتاج تجديد علاقات الإنتاج الإقطاعية. إذقد يكون الإقطاعيون باستمرار مالكين لوسائل الإنتاج الأساسية ومستحوذين على الريع، في حين يظهر الفلاحون مالكين لبعض أدوات العمل البسيطة إلى جانب استخدام قوة عملهم في لقاء الحصول على جزء محدد من الناتج العيني أوالنقدي. ففي عملية الإنتاج يتم إذن تجديد الشروط المادية وتجديد قوة العمل والعلاقات الاجتماعية وهذه العملية تؤلف وحدة متكاملة ومترابطة لهذه الجوانب الثلاثة.

النهج النظري

لقيت المسائل المتعلقة بتجديد الإنتاج الاجتماعي اهتماماً خاصاً من بعض فهماء الاقتصاد السياسي. فقد قام الاقتصادي الفرنسي كيسنيQuesnay (1694- 1774م)، وهومن أبرز ممثلي النظرية الفيزيوقراطية، بأول محاولة لتحليل عملية تجديد الإنتاج الاجتماعي، عندما انطلق في تحليله من حتى عملية الإنتاج الاجتماعي تتصف بالتكرار والدورية. وقد تناول في البحث الشروط الخاصة والضرورية لعملية تجديد الإنتاج الاجتماعي الرأسمالي، وركز خاصةً على ضرورة توافر التبادل السلعي بوصفه فترة أساسية في عملية تجديد الإنتاج. وبذلك تعتمد دراسة كيسني على الشكل السلعي لتجديد رأس المال الاجتماعي، فتناول بالدراسة والبحث الناتج الاجتماعي الكلي من حيث أهميته في عملية تجديد الإنتاج الاجتماعي. وبحسب رأيه يمكن تقسيم الناتج الاجتماعي الكلي وفقاً لشكله المادي الطبيعي إلى قسمين: هما الناتج الصناعي والناتج الزراعي. ويكون كيسني قد اقتصر في دراسته للناتج القومي الإجمالي على الشكل المادي أوالقيمة الاستعمالية لهذا الناتج، وأهمل في التحليل أهمية القيمة التبادلية للناتج القومي ودورها في عملية تجديد الإنتاج الاجتماعي. وقام آدم سميث (1723 -1790)، أحد أبرز ممثلي المدرسة الكلاسيكية في فهم الاقتصاد السياسي البرجوازي ، بمحاولة أخرى لتحليل عملية اعادة الإنتاج الاجتماعي والناتج الاجتماعي الكلي بصفته يمثل قيمة العمل المبذول إبان السنة، وخلافاً للمدرسة التجارية (الميركانتيلية) التي اقتصرت على تحليل علاقات التداول، فإن المدرسة الكلاسيكية عالجت علاقات الإنتاج الرأسمالي وقوانين الإنتاج وتجديد الإنتاج على مستوى الاقتصاد الوطني. ومع حتى هذه المعالجة لم تكن تؤلف سوى بدايات أولية لتوضيح مفهوم تجديد الإنتاج، فإن المدرسة الكلاسيكية عامة أصبحت فيما بعد أحد المصادر الفهمية الأساسية للنظرية الماركسية.

أولى كارل ماركس (1818 - 1883) في المجلد الأول من كتابه «رأس المال» اهتماماً خاصاً بالكشف عن قانون التطور الاقتصادي في المجتمع الحديث بتحليله عملية إنتاج رأس المال. في حين خصص المجلد الثاني من الكتاب لتحليل دورة رأس المال الفردي، وتجديد إنتاج رأس المال الاجتماعي، وأوضح مراحل حركة رأس المال المستمرة. ففي تحليله لعملية إنتاج رأس المال الاجتماعي تجاوز الأخطاء التي وردت في تحليل آدم سميث حين أوضح أجزاء القيمة المكونة للناتج الكلي الاجتماعي وهجريبه المادي الطبيعي المكون من وسائل الإنتاج ووسائل الاستهلاك، وأبرز في هذا التحليل خصائص وشروط جميع من عملية تجديد الإنتاج البسيط وتجديد الإنتاج الموسع وأسباب الأزمات الاقتصادية.

كوّن ظهور «الكينزية» في الأربعينات من القرن العشرين بدايات نشوء نظرية التحليل الاقتصادي الكلي واتىت هذه النظرية تعبيراً عن الأزمة الاقتصادية العالمية للأعوام 1929ـ 1932م، بعد حتى انهارت معها مفهومات التحليل الاقتصادي الجزئي التي كانت ترى حتى التوازنات الاقتصادية الجزئية تؤدي بالضرورة إلى التوازن الاقتصادي الكلي. لقد نقض كينز هذه المفهومات وطرح على بساط البحث الشروط الوظيفية الكلية لتحقيق توازن النظام الاقتصادي الكلي. إلا حتى كينز ركز أساساً على دور السياسة المالية والنقدية، ولاسيما دور الفائدة في ضبط عملية تجديد الإنتاج الرأسمالي، وتحاشي الأزمات الاقتصادية. وكان تأثير الكينزية كبيراً في فهم الاقتصاد البرجوازي الحديث. إذ إذا النظريات الحديثة كنظرية النمووتحليل المدخلات والمخرجات والحسابات القومية وغيرها تنطلق من المفهومات والمقولات الأساسية للنظرية الكينزية في التحليل الاقتصادي الكلي.


اعادة الإنتاج من قوة العمل

اعادة الإنتاج البسيط والإنتاج الموسع

قبل التعرض لمفهوم اعادة الإنتاج البسيط واعادة الإنتاج الموسع لابد من الإشارة إلى العلاقة بين الناتج الكلي الاجتماعي وتجديد الإنتاج عامة. إذا الناتج السنوي للمجتمع (الناتج الكلي الاجتماعي) يجب حتى يوفر جميع الوسائل التي يتيح استهلاكها تعويض مستلزمات الإنتاج المادية إبان السنة. وإن تجديد الإنتاج هوقبل جميع شيء تجديد للناتج الكلي الاجتماعي وفق هجريب مادي استعمالي معين أوما يدعى تجديد إنتاج القيمة الاستعمالية. ويشترط تجديد الإنتاج تجديد القوى العاملة وفق هجريب معين وتأهيل مناسب وملائم للاستمرار في عملية الإنتاج. إذا الهجريب المادي الاستعمالي للناتج الكلي الاجتماعي يتكون في العادة في جانب منه من وسائل الإنتاج، وفي الجانب الآخر من وسائل الاستهلاك، إذ يتم إنتاج وسائل الإنتاج في الفرع الأول من عملية الإنتاج الاجتماعي الخاص بإنتاج وسائل الإنتاج، في حين يتم إنتاج وسائل الاستهلاك في الفرع الثاني من عملية الإنتاج الاجتماعي والخاص بإنتاج وسائل الاستهلاك.

وفي حالات الإنتاج البضاعي إذ تتحقق في عملية الإنتاج القيمة الاستعمالية والقيمة التبادلية، حالات يظهر الناتج سلعةً لها قيمة استعمالية وقيمة تبادلية، فإن تجديد الإنتاج لا يشترط فقط توافر القيمة الاستعمالية، وإنما يشترط كذلك تحقيق القيمة في عملية التبادل في السوق. إلا أنه يلاحظ وجود اختلاف بين تجديد القيمة الاستعمالية وتجديد القيمة التبادلية، إذ إذا تجديد القيمة الاستعمالية للناتج الكلي الاجتماعي يشترط وجود تقسيم في العمل الاجتماعي بين إنتاج وسائل الإنتاج (الفرع الأول من عملية الإنتاج الاجتماعي) وإنتاج وسائل الاستهلاك (الفرع الثاني من عملية الإنتاج الاجتماعي)، في حين يشترط تجديد الإنتاج من حيث القيمة تحقيق القيمة التبادلية لكل سلعة بمفردها من السلع المكونة بمجموعها الناتج الكلي الاجتماعي.

تتكون القيمة التبادلية من ثلاثة أجزاء: الجزء الأول يضم قيمة وسائل الإنتاج المستهلكة في عملية الإنتاج، أي قيمة استهلاك الآلات والموجودات الثابتة الأخرى وقيمة المواد الأولية والمواد المساعدة، في حين يمثل الجزء الثاني من القيمة التبادلية قيمة قوة العمل (الأجر)، وأما الجزء الثالث فيمثل قيمة الناتج الفائض. وبعد تحقيق القيمة التبادلية يستخدم الجزء الأول منها في عملية تجديد الإنتاج لتعويض قيمة استهلاك وسائل الإنتاج، والجزء الثاني لتعويض قيمة قوة العمل. في حين تستخدم قيمة الناتج الفائض إما في عملية الاستهلاك الفردي لمالكي وسائل الإنتاج، أوفي توسيع عملية الإنتاج. إذا الكيفية التي يتم بها استخدام قيمة الناتج الفائض هي التي تحدد طبيعة تجديد الإنتاج. وفي هذا الصدد يجب التفريق بين تجديد الإنتاج البسيط وتجديد الإنتاج الموسع.

اعادة الإنتاج (اقتصاد) في الرأسمالية

فاعادة الإنتاج البسيط تكرار لعملية الإنتاج بالمستوى السابق نفسه، من دون أي تغيير في كمية عناصر الإنتاج، ويبقى جميع من مستوى القوى المنتجة والناتج المتحقق ثابتين. وفي تجديد الإنتاج البسيط يتم استهلاك قيمة الناتج الفائض المتحقق من النشاطات المنتجة في أغراض غير إنتاجية، من دون استخدام أي جزء منه في توسيع الإنتاج، ففي اعادة الإنتاج الرأسمالي البسيط تستخدم قيمة الناتج الفائض في عملية إشباع الحاجات الشخصية لصاحب رأس المال. أما حجم وسائل الإنتاج في الناتج الكلي الاجتماعي فيكون في حالة تجديد الإنتاج البسيط مساوياً على الدوام لوسائل الإنتاج المستهلكة في عملية الإنتاج السابقة، ويكون الدخل القومي مساوياً لقيمة وسائل الاستهلاك من الناتج الكلي الاجتماعي. وفي الحياة الاقتصادية تبدوعملية تجديد الإنتاج البسيط غير ممكنة، لأن هذا النمط من تجديد الإنتاج لا يتيح أي إمكان لحدوث أي تطور في القوى المنتجة أوأي تطور اجتماعي في ظل الركود الاقتصادي.

أما اعادة الإنتاج الموسع فهوتكرار لعملية الإنتاج بمستوى أعلى من السابق، إذ تستخدم قيمة الناتج الفائض أوجزء منها في توسيع عملية الإنتاج سواء تم ذلك في المستوى التقني السابق نفسه، أوفي مستوى تقني أفضل لوسائل الإنتاج (التراكم). ويتكون الدخل القومي في هذه الحالة، في جزء منه، من وسائل الإنتاج، والجزء الآخر من وسائل الاستهلاك. وحتى يمكن تحقيق هذا التراكم يشترط حتى تكون قيمة الناتج الكلي في الفرع الأول أكبر من قيمة وسائل الإنتاج المستهلكة في عملية الإنتاج السابقة. إذا اعادة الإنتاج البسيط يؤلف نقطة البداية لأي عملية إنتاج موسع. إلا أنه خلافاً لاعادة الإنتاج البسيط فإن اعادة الإنتاج الموسع يتميز بارتفاع مستوى القوى المنتجة وزيادة في عناصر الإنتاج وفعاليتها وفي كمية الناتج المتحقق ونوعيته.

يتم اعادة الإنتاج الموسع وفق شكلين مترابطين في غالب الأحيان، ففي الشكل الأفقي لتجديد الإنتاج الموسع يحدث توسيع في مجال الإنتاج عن طريق إحداث تغيرات كمّية في عناصر الإنتاج مع بقاء المستوى التقني ثابتاً. في حين يتميز الشكل العمودي لتجديد الإنتاج الموسع بإدخال تغيرات كمية ونوعية في المستوى التقني لعملية الإنتاج مع فعالية متزايدة لعناصر الإنتاج.

إن الثورة الفهمية - التقنية تؤدي في المجتمعات الحديثة إلى الانتنطق باستمرار من الشكل الأفقي إلى الشكل العمودي في تجديد الإنتاج الموسع. وفي الشكل العمودي تكتسب التغيرات النوعية أهمية تتزايد في عملية اعادة الإنتاج، وتضم هذه التغيرات العمليات التقنية الحديثة، والأنواع المستحدثة من مواد التشغيل، ونوعية المنتجات، والمستوى المهني والفهمي للقوى العاملة. وفي الشكل العمودي لعملية تجديد الإنتاج الموسع تكون عناصر الإنتاج أكثر تعقيداً منها في الشكل الأفقي. لذا فإن الهجريب الأمثل لعناصر الإنتاج، مع مراعاة عوامل ترابطها وتشابكها، يكتسب أهمية خاصة في تحقيق فعالية مجمل عملية اعادة الإنتاج الموسع، لأن المحتوى الأساسي لتكثيف عملية تجديد الإنتاج الموسع العمودي يكمن في الربط المحكم الفهمي والتقني بين جميع جوانب هذه العملية ومراحلها وعملياتها الجزئية المتنوعة.

وعلى العموم فإن عملية اعادة الإنتاج تضم أربع مراحل:

ـ إنتاج المنتجات والخدمات المادية.

ـ توزيع المنتجات وفقاً لعلاقات التوزيع السائدة في المجتمع وقوانينه.

ـ التبادل وفقاً لمبدأ الحاجات الفردية.

ـ الاستهلاك سواء كان وسيطاً بمعنى استهلاك وسائل الإنتاج في عملية الإنتاج، أواستهلاكاً نهائياً عن طريق استهلاك وسائل الاستهلاك لإشباع الحاجات الفردية والاجتماعية لأفراد المجتمع.

إن لكل فترة من مراحل اعادة الإنتاج أهمية مستقلة نسبياً. إلا حتى مراعاة التداخل المستمر من غير انقطاع بين هذه المراحل وتناسب العمليات الجزئية، يكتسبان أهمية خاصة فيما يتصل بفعالية الاقتصاد الوطني. إذا الفترة الحاسمة والأساسية في تجديد الإنتاج هي فترة الإنتاج. إذ إذا حجم المنتجات المادية المتحققة في عملية الإنتاج وهجريبها لهما تأثير حاسم في حجم عمليات التوزيع والتبادل والاستهلاك ونوعيتها.

ولما كانت عملية اعادة الإنتاج تؤلف ضرورة موضوعية وحتمية لكل المجتمعات، بصرف النظر عن الطبيعة الاجتماعية لعملية الإنتاج، فإن هذه العملية تكتسب خصائص محددة وتتخذ شكل القانون الخاص في جميع تشكيلة اقتصادية - اجتماعية. ويؤلف اعادة الإنتاج الموسع سمة مشهجرة لكل من اقتصاد السوق والاقتصاد المخطط. إلا حتى لكل منهما طبيعة خاصة ومتميزة تتفق مع أسلوب الإنتاج السائد.<ref>الإنتاج (تجديد ـ), الموسوعة العربية</ref

إن اعادة الإنتاج الرأسمالي يهيئ الشروط المادية والاجتماعية لتجديد إنتاج رأس المال بصفته علاقة مادية واجتماعية. ففي جميع عملية اعادة إنتاج رأسمالي يبرز صاحب رأس المال مالكاً لوسائل الإنتاج وللناتج المتحقق في عملية الإنتاج، في حين لا يملك العامل المأجور سوى قوة العمل. وإذا افترضت حالة اعادة الإنتاج الرأسمالي البسيط فإن صاحب رأس المال يستهلك تام فائض القيمة لإشباع حاجاته الشخصية، أما في اعادة الإنتاج الرأسمالي الموسع فإنه يخصص جزءاً من هذا الفائض لزيادة أرصدته الإنتاجية. وفي الحالتين يستهلك العامل قوة عمله في عملية الإنتاج في لقاء الحصول على أجر نقدي يتمكن به من توفير وسائل المعيشة اللازمة لتجديد قوة العمل. ثم إذا عملية تجديد الإنتاج الرأسمالي في علاقتها المترابطة لا تنتج «السلعة» وفائض القيمة فحسب، وإنما تعيد في الوقت نفسه إنتاج رأس المال علاقةً اجتماعية بين رأس المال والعمل المأجور. ولما كان تجديد قوة العمل يتم خارج وقت العمل فإن تام وقت العامل يتحول إلى وقت خاص لخدمة رأس المال. وبالتالي يرتبط وجود رأس المال واستمراره بوجود قوة العمل واستمرارها.


اعادة الإنتاج (اقتصاد) والتوازن الاقتصادي والأزمات الاقتصادية

إن تجديد الإنتاج الرأسمالي الموسع عن طريق التراكم يؤدي إلى توسيع الشروط المادية والعلاقات الاجتماعية المحيطة بعملية الإنتاج. وفي شروط التطور الفهمي - التقني يغلب الطابع العمودي على تجديد الإنتاج الموسع. وهذا يعني من وجهة نظر القوى المنتجة زيادة مستمرة في إنتاجية العمل، ومن الناحية الاجتماعية تحقيق قانون التناقض الأساسي بين رأس المال والعمل. ويتجلى ذلك في القانون العام للتراكم الرأسمالي.

وكما هي الحال في تجديد الإنتاج عامةً يجب حتى تراعى في تجديد الإنتاج الرأسمالي علاقات التناسب بين فرعي عملية الإنتاج الاجتماعي (الفرع الخاص بإنتاج وسائل الإنتاج والفرع الخاص بإنتاج وسائل الاستهلاك) على حتى يتم التبادل بين الفرعين عن طريق الدورة النقدية. وفي رأسمالية المنافسة يتم تحقيق العلاقة بين الفروع الاقتصادية عفوياً. في حين يصبح بإمكان رأسمالية الدولة الاحتكارية تحقيق نوع من التحكم في التناسب عن طريق البرمجة.

تتصف عملية تجديد الإنتاج في الاقتصاد المخطط بالتخطيط الكامل لتحقيق التوسع الأمثل في شروط الإنتاج المادية والاجتماعية. وفي فترة التصنيع وبناء القاعدة المادية التقنية يكتسب الطابع الأفقي لعملية تجديد الإنتاج أهمية خاصة. ويتحقق النموالاقتصادي عن طريق إحداث مؤسسات وفروع اقتصادية جديدة، وزيادة القوى العاملة في العملية الإنتاجية. وفي فترة الثورة الفهمية التقنية يسود الطابع العمودي تدريجياً في عملية تجديد الإنتاج، ويتحقق النموالاقتصادي عن طريق زيادة الطاقة الإنتاجية للجهاز الإنتاجي. ويضم التخطيط جميع مراحل عملية تجديد الإنتاج الموسع على أساس الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج والقوانين الموضوعية للتطور الاقتصادي. وبالتخطيط يمكن تحقيق وتيرة متسارعة في النموالاقتصادي، وتحقيق الهجريب المتناسب الكمي والنوعي في الناتج الكلي الاجتماعي. وبذلك يمكن توجيه وسائل التراكم واستخدامها لتحقيق أقصى فعالية ممكنة في الاقتصاد الوطني، وتحقيق الحجم الأمثل للدخل القومي الذي يؤلف الأساس المادي لحمل مستوى حياة الأفراد وتوسيع عملية الإنتاج. ومن ناحية أخرى فإن تجديد الإنتاج الموسع يحتاج أيضاً التجديد الموسع للقوى العاملة وتأهيلها بما يلائم مستوى تطور القوى المنتجة. وبتجديد الإنتاج الموسع يجب حتى تُدعّم علاقات العمل الجماعي وعلاقات الملكية والتوزيع الاشتراكية لكي تتضاءل تدريجياً الفوارق بين الفئات الاجتماعية وبين الريف والمدينة وبين العمل الذهني والعمل العضلي.

أما في الاقتصاد الرأسمالي فتؤلف الأزمة الاقتصادية فترة معينة في دورة اعادة الإنتاج الاجتماعي، وتبرز مظاهر الأزمة الدورية في عدم تصريف السلع وتوقف الحركة السلعية. ويرجع السبب في ذلك إلى نقص الطلب أوإلى عدم التوازن في بنية الناتج الاجتماعي. وتقتضي عملية تجديد الإنتاج الموسع بالضرورة حتى تكون قيمة الإنتاج الاجتماعي في الفرع الأول المنتج لوسائل الإنتاج أكبر من مجموع قيمة وسائل الإنتاج المستهلكة في فرعي الإنتاج ( إنتاج وسائل الإنتاج وإنتاج أموال الاستهلاك) لكي يمكن إيجاد كميات إضافية من وسائل الإنتاج لإدخالها إلى مجال الإنتاج وتوسيع عملية اعادة الإنتاج الاجتماعي. وتجديد الإنتاج الموسع يقود بالضرورة إلى زيادة إنتاج السلع الاستهلاكية التي إذا لم يتوافر الطلب الفعال عليها، أي الطلب الذي تقابله قدرة شرائية، فلا يمكن تصريفها، وبذلك تحدث الأزمة. وبمعنى آخر فإن عملية تجديد الإنتاج الموسع تقتضي تحقيق تناسب محدد بين فرعي إنتاج وسائل الإنتاج وأموال الاستهلاك من جهة، وتناسب في توزيع الناتج بين الاستهلاك والادخار، وتوزيعه أيضاً بين الأجور والأرباح. لأن أي اختلال في هذه التناسبات يقود بالضرورة إلى حدوث الأزمة الاقتصادية التي تعرقل النموالمطرد للاقتصاد الوطني. وبسبب توزيع الإنتاج في الاقتصاد الرأسمالي بين عدد من المنتجين المتنافسين، وبسبب نزوع الرأسماليين إلى زيادة أرباحهم عن طريق زيادة الإنتاج، فإن تحقيق جميع هذه التوازنات في الاقتصاد تحقيقاً دائماً يصبح غير ممكن. وتصبح الأزمات الاقتصادية ملازمة لاقتصاد السوق، سواء كانت مظاهرها كساداً في الأسواق أوتدنياً في مستوى الانتفاع من الطاقات الإنتاجية المتوافرة.

انظر أيضاً

  • Comparative statics
  • law of value
  • labour power

قراءات أخرى

  • Karl Marx, Das Kapital
  • Andrew Trigg, Marxian Reproduction Schema. Routledge, 2006.
  • Peter Custers, Questioning Globalized Militarism: Nuclear and Military Production and Critical Economic Theory. London: Merlin Press, 2008.
  • Emilio Díaz Calleja, Teoría del capital: Una aproximación matemática al esquema de reproducción de Marx. Septiembre de 2010. [1]

المصادر

  • [2]
تاريخ النشر: 2020-06-04 10:33:46
التصنيفات: النظرية الماركسية, عمل

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

«البحراوي ونيكول سابا» في حفل رأس السنة بالحرم اليوناني

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:25:39
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

الديكور السينمائي ومراحل تصميمه ضمن فعاليات «السينما بين يديك»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:27:09
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 52%

طفرة زراعية فى جنوب مصر.. نجاحات مشروع توشكى.. إنفوجراف

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:29:40
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 35%

مانشستر سيتى يتفوق على ليستر سيتى 4-0 فى شوط مثير بالبريميرليج.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:29:33
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 36%

اليمن والصين يبحثان الوضع الصحى والاحتياجات الطبية الملحة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:25:53
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

مصرع شاب سقط من الطابق الثاني بمنطقة البساتين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:25:26
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 59%

أزمة في فحوصات كورونا بالولايات المتحدة

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:26:36
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 66%

رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات: 335 شركة ناشئة بـ2021

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:29:25
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 46%

انتشال جثث 12 مهاجرًا أمام ساحل ليبيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:26:04
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

العراق يكشف حقيقة تسجيل أي إصابة بـ«أوميكرون»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:26:00
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

فاوتشي يعد بمعالجة مشكلة نفاد فحوص كشف الإصابة بكورونا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:26:03
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 70%

كخبير فنى.. اختيار نصر محروس عضوًا فى مجلس إدارة أكاديمية الفنون

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:27:06
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 60%

مقتل 41 جنديا في بوركينا فاسو في هجوم شنه مسلحون

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:30:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

ننشر أسعار كتب المناهج المطورة لطلاب المدارس الرسمية لغات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:26:40
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

إفريقيا: ارتفاع نسبة تحصين سكان القارة بلقاحات كورونا لـ8.8%

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:25:55
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

«طاقة النواب» توصي بتشكيل لجنة لزيارة مصنع كيماويات بمحافظة بورسعيد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:26:11
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

خلال جولته بقنا.. النبراوي: العمل النقابي «تطوعي» غير هادف للربح

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:26:26
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 67%

«نفسي كل الناس تبقى زيها».. زوج يدعم زوجته في قيادة السكوتر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:26:42
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 50%

«صندوق بشارة».. رواية تشويقية جديدة لـ«أيمن عادل»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:27:03
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 56%

«دروس من العذراء» في عظة الأحد الأسبوعية على قناة ON

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:27:26
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

رئيس برلمانية «مستقبل وطن» ينتقد أسعار ورش مدينة الحرفيين بالغردقة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:26:08
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

بعد 30 مليون مشاهدة.. كوبليه جديد لأغنية الهضبة «انت الحظ» (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-26 18:25:44
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 54%

تحميل تطبيق المنصة العربية