خصخصة

جزء من سلسلة عن

الرأسمالية

بوابة الفلسفة
بواببة السياسة
      

خصخصة هي عملية اتفاقية يتم بمقتضاها نقل ملكية المشروعات من القطاع العام إلى القطاع الخاص، وبتحليل هذا التعريف يمكن تحديد عناصر عملية الخصخصة la privatisation بما يأتي:

1- الخصخصة هي نقل ملكية: وبالتالي فإن جميع عملية لا تتضمن نقل الملكية بالمعنى المتقدم لا يمكن اعتبارها من قبيل الخصخصة، ومن قبيل ذلك:

أ ـ تحول الشكل القانوني للمشروع العام: إذ إذا تحول أحد المشروعات العامة من شكل مؤسسة عامة إلى شركة مساهمة لا يعد من قبيل الخصخصة، طالما بقيت أغلبية رأس مال الأخيرة مملوكة للدولة أولمؤسسة عامة تابعة للدولة أولهيئة عامة.

ب ـ مشاركة المشروع العام في رأس مال المشروعات الخاصة: إذ لا يعدّ من قبيل الخصخصة المشاركة المالية لأي إنسان معنوي عام في رأس مال شركة خاصة، وذلك إذا كانت هذه المساهمة لا تقترن بنقل الأصول التي يمكن حتى تشكل في حد ذاتها مشروعاً، وكذلك لا يُعدّ أيضاً من قبيل الخصخصة مساهمة أحد أشخاص القانون الخاص في رأس مال المشروع العام.

ج ـ تصفية المشروع العام: حيث تختلف التصفية عن الخصخصة اختلافاً كبيراً، على الرغم من أنهما يشهجران في نقطة التقاء واحدة، حيث يعد كلاهما أسلوباً لإنهاء ملكية الدولة للمشروع العام، أما من دون ذلك فإن التصفية لا تعني إعادة تأهيل المشروع، إنما خروجه من مجال الأعمال كلياً، أما خصخصة المشروع فتعني استمرار هذا المشروع، وانتنطق ملكيته إلى القطاع الخاص.

2- الخصخصة عملية تعاقدية operation contractuelle إذ إذا نقل المشروع العام وفقاً لآليات الخصخصة لا يتم إلا بالاتفاق، فالخصخصة عملية تعاقدية تبدأ بالإيجاب من جانب الدولة، وتلقى قبولاً من أحد أشخاص القانون الخاص.ولا تكون الخصخصة واقعة إلا من اليوم الذي يتم فيه إبرام الاتفاق.

وعلى الرغم من كون الخصخصة عملية تعاقدية فإنها تختلف عن تفويض مرفق عام الذي هوأسلوب تعاقدي لإدارة المرافق العامة، بحيث تقوم الإدارة في هذه الحالة بنقل إدارة المرفق إلى القطاع الخاص، مع احتفاظها الكامل بملكيته، وبحق ممارسة سلطة التنظيم عليه pouvoir reglementaire، وذلك في لقاء حق المتعاقد باقتضاء لقاء مالي لقاء إدارة المرفق من المنتفعين من خدمات هذا الأخير، على حتى يقوم في نهاية مدة التفويض بإعادة المرفق محل التفويض بحالته الجيدة إلى الإدارة، ومن أمثلة ذلك عقود التزام المرافق العامة contrats de concession de service public وعقود الامتياز وغير ذلك.

ويلاحظ حتى التفويض يتشابه مع الخصخصة من حيث كونه عملية تعاقدية بين الإدارة القوامة على مرفق عام معين وإحدى جهات القطاع الخاص، ولكنه يختلف عن الخصخصة بعمق لأن محل التفويض هواستغلال المرفق وليس نقل ملكيته، حيث تحتفظ الإدارة دوماً بسيادتها عليه، وكل ما في الأمر حتى المتعاقد يستغل هذا المرفق مدة معينة بدلاً من الإدارة العامة، أما الخصخصة فهي نقل للمشروع العام بصورة نهائية إلى القطاع الخاص.

3- الخصخصة عملية تؤدي إلى نقل ملكية المشروع العام إلى القطاع الخاص: حيث إذا نقل الملكية في إطار عمليات الخصخصة لا يمكن حتى يتم إلا إلى جهة من جهات القطاع الخاص، ويقصد بالقطاع الخاص أي جهة أوإنسان بخلاف القطاع العام، سواء داخل البلاد أوخارجها، وسواء أكان مواطناً أم أجنبياً.

4- محل الخصخصة: المشروعات العامة les entreprises public إذ لا ترد الخصخصة إلا على مشروع عام، ولاقد يكون المشروع عاماً إلا إذا كانت الدولة أوأي إنسان عام مالكاً لأغلبية رأس المال فيه، وبالتالي لا يعد من قبيل الخصخصة انتنطق ملكية المشروعات التي لا تكون الدولة أوأحد الأشخاص العامة مالكاً فيها لأغلبية رأس المال.

التطور التاريخي للخصخصة، والانتنطق من التأميم إلى الخصخصة

ساد القرن التاسع عشر خاصة النظام الليبرالي التقليدي الذي يقوم على الحرية المطلقة للقوى الاقتصادية ضمن السوق، وبتحقيق التوازن الاقتصادي عن طريق تفاعل العرض والطلب والمنافسة التلقائية، وذلك من دون أي تدخل من جانب الدولة، وبما يؤدي بالتالي إلى تضاؤل دور الأجهزة الحكومية ليقتصر على الخدمات الضرورية مثل الأمن الداخلي والخارجي وتوفير العدالة، إلا حتى القرن العشرين حمل أفكاراً مغايرة عن دور الدولة، حيث تطور دورها من مجرد حارس، إلى مشارك في مختلف نواحي النشاط الاقتصادي والاجتماعي المتنوعة، وتمثل ذلك في العمل على توفير عدد من الخدمات والسلع الرئيسية للمواطنين، وظهرت بالتالي أفكار عن دولة الرفاهية، والتي تصاعدت خاصةً مع ظهور الأفكار الاقتصادية لكينز والتي أوضحت حتى الاستقرار الاقتصادي وتحقق مستوى معقول من النشاط قد يحتاج تدخلاً مباشراً من الدولة في الإنفاق العام لضمان مستوى كاف من الطلب الفعال، ومن ثم اتىت الحرب العالمية الثانية بكوارثها الاقتصادية خصوصاً لتزيد من الدور الاقتصادي والاجتماعي للدولة، كما تعاظم دور الدولة في الدول المستقلة حديثاً، والتي قابلت تحديات التنمية الاقتصادية، والتي لم يكن ممكناً حتى ينهض بأعبائها سوى الدولة، بسبب قصور إمكانات الرأسمال الخاص المحلي، وضعف كفايات التنظيم لدى الأفراد، وقد دعم جميع هذه الاتجاهات الانبهار بالأفكار الاشتراكية القائمة على نقد اقتصاد السوق وتبني الاقتصاد الموجه. وقد كان من الطبيعي في ظل هذا المناخ حتى تسود حركة تأميمات واسعة لمشروعات اقتصادية كبرى أدت إلى نقل ملكية هذه المشروعات إلى الأمة، حتى ضمن أعتا الرأسماليات.

ولكن مع نهاية ستينات القرن العشرين بدأت تظهر ملامح الترهل في الاقتصاد، حتى بدت دولة الرفاهية غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها، مما أدى إلى تصاعد الدعوات إلى إعادة النظر في صيغة النظام الاقتصادي، وقام تيار محافظ ينسب هذا الوهن إلى التوسع في دور الدولة في الحياة الاقتصادية، واتى نجاح حكومة مارغريت تاتشر سنة 1979 ثم انتخاب ريجان سنة 1980 في الولايات المتحدة تأييداً لهذا التيار الذي يرغب في حكومة أصغر، والذي يدعوإلى العودة إلى السوق، وتخلي الدولة عن التدخل المباشر في الإنتاج، وبيع مؤسسات القطاع العام إلى الأفراد والمشروعات الخاصة، وبدلاً من استخدام الحدثة العكسية للتأميم وهي تنازل الأمة عن ملكيتها Denationalization، فقد اختارت تاتشر تعبير الخصخصة أوالتخصيص لأن حدثة شخصي أوخاص Private تشير إلى معنى الخصوصية، وهي أكثر التصاقاً بحقوق الأفراد وحرياتهم، وقد عاصر ذلك كله أزمة المديونية في دول العالم الثالث ، وهي مديونية نشأت عن ديون عامة عقدتها في أغلب الأحوال حكومات قليلة الكفاءة، لذلك هجرزت نصائح البنك الدولي وصندوق النقد الدولي للإصلاح الاقتصادي على ضرورة استعادة اقتصاد السوق، ومبادرة القطاع الخاص، وتقليص دور الدولة خاصة في الإنتاج، وبحيث تصبح الدولة منظماً Regulator وواضعاً للسياسات الاقتصادية، وضامناً لحسن انتظام قواعد السوق، وبالعمل فقد تم في بريطانيا وفي المدة الواقعة بين 1980 و1988 بيع أكثر من40% من القطاع العام البريطاني إلى القطاع الخاص، إضافة إلى 16 شركة من الشركات التي كانت خاضعة لرقابة الدولة، أما في فرنسا فإنه بدءاً من سنة 1986 وفي ثلاث سنوات تم تخصيص 138 شركة قيمتها نحو20 بليون دولار، كذلك قامت الحكومة الهجرية ببيع أكثر من 63 شركة مملوكة للدولة، أما في العالم العربي فقد أقدمت الحكومة المصرية على بيع أسهم شركات القطاع العام غير الاستراتيجية، إلى الأفراد وهيئات القطاع الخاص بعد صدور قانون قطاع الأعمال العام سنة 1991، كقانون انتنطقي يهدف إلى تحويل شركات القطاع العام إلى شركات قطاع أعمال كخطوة أولى، تمهد في خطوة ثانية لبيعها إلى القطاع الخاص.


أساليب الخصخصة

تنفذ الخصخصة عن طريق أحد أسلوبين، أولهما سوق الأوراق المالية، وثانيهما البيع خارج سوق الأوراق المالية:

1- تطبيق الخصخصة داخل سوق الأوراق المالية: يتم وفقاً لمناهج مختلفة:

أ ـ العرض العام للأسهم l’offre public de vente : تفترض هذه الكيفية تقسيم القيمة المالية للمشروع المراد تخصيصه إلى مجموعة من الأسهم، ومن ثم طرحها على العموم، وقد يقتصر هذا الطرح على السوق الداخلية أوقد يضم السوق الدولية أيضاً، وقد يشترط عندئذ حتىقد يكون غالبية حملة الأسهم من المواطنين، وذلك لضمان استقلال القرار الوطني في إدارة المشروع، وتستهدف هذه الطريق توسيع نطاق المشاركة الشعبية في ملكية المشروعات الاقتصادية، ويتميز هذا الأسلوب ببساطته وشفافيته.

ب ـ العرض العام للتبادل l’offre publique d’échange: مؤدى هذه الطريقة قبول تبادل أنواع من الأوراق المالية مثل شهادات الاستثمار أوسندات القروض، لقاء أسهم الشركات المراد تخصيصها، وتبدوهذه الطريقة كالمقايضة، والهدف منها تيسير الوفاء في دفع قيمة أسهم المشروعات محل الخصخصة.

ج ـ طرح الأسهم على العاملين في المشروعات المراد تخصيصها la reprise de l’entreprise par les salariés: يقوم هذا الأسلوب على أساس تخصيص أسهم الشركة المراد تخصيصها كلها أوبعضها للعاملين فيها من دون حتى ينافسهم أحد من الأفراد الآخرين، أوإعطاء العاملين أولوية على غيرهم من المواطنين، أوتوفير مزايا خاصة لهم في الثمن أوفي شروط الدفع، أوفي مزايا ضريبية، لا يتمتع بها غيرهم، ويجد هذا الأسلوب مبرره في كون العاملين في غالبيتهم العظمى من الطبقات الكادحة التي لا تملك إلا القليل وبالتالي فإنه من الضروري دعمها وتشجيعها على المشاركة في تملك أسهم شركات القطاع العام، مما يؤدي إلى زيادة ارتباطهم بهذه المشروعات، كما حتى هناك مبررات سياسية أخرى لهذا الأسلوب، إذ يتوقف تطبيق الخصخصة في بعض الأحوال، في بعض المناطق أوبعض القطاعات الصناعية، على توفير حافز مادي خاص للعاملين، ولكن لهذا الأسلوب محاذيره التي تتمثل في إمكانية هيمنة المديرين وكبار الموظفين في المشروع، مما يحول من دون استفادة العاملين الصغار بصورة واقعية من نتائج خصخصة المشروع، وذلك إضافة إلى حجب المشروع عن السوق الدولية مع ما يعنيه ذلك من خسارة استثمارات خارجية قد تكون ضرورية للاقتصاد الوطني.

د ـ طرح الأسهم على العموم القاطنين في المنطقة التي يوجد فيها المشروع: وتطبق هذه الطريقة خصوصاً إذا كان المرفق محل الخصخصة من قبيل المرافق المحلية، وتجد مبررها في كون القاطنين في المنطقة التي يوجد فيها المشروع الأكثر مصلحة في الخدمات التي يقدمها، بحكم أنه ينهض بنشاطه لمصلحتهم فقط، ويؤثر بالتالي على حياتهم تأثيراً حيوياً.

2- تطبيق الخصخصة خارج سوق الأوراق المالية: يتم تطبيق الخصخصة ببيع المشروع كتلة واحدة، ويتم ذلك بأكثر من أسلوب:

أ ـ البيع عن طريق المزاد العلني بطريق الإرساء التلقائي: يتم في هذه الحالة الإعلان عن البيع على المستويين الداخلي والدولي أوعلى المستوى الداخلي فقط، وذلك بحسب قدرة السوق الداخلية، ومن ثم تعقد جلسة علنية من أجل البيع بين المتقدمين للمزاد، ويتم البيع للعارض الذي تقدم بالثمن الأعلى من دون الأخذ بعين الاعتبار لأي عوامل أخرى.

ب ـ البيع عن طريق المزاد العلني على أساس عدة معايير: تتم المفاضلة بين العروض المطروحة لشراء المشروع لا على أساس الثمن المطروح فحسب، بل استناداً إلى عدة معايير أخرى إضافية مثل سوابق الخبرة المتوافرة لدى العارض في إدارة مشروعات مماثلة للمشروع محل البيع، أومدى جودة الخدمة التي سيقدمها العارض عند تسييره للمرفق محل البيع.

ج ـ البيع عن طريق التعاقد المباشر: ويتم اختيار المشتري في هذه الحالة بالطريق المباشر من دون منافسة مع غيره من العارضين، بحيث يتم الاتصال به، والتفاوض معه، ومن ثم التعاقد معه على البيع، ومن دون شك فإن هذه الكيفية تفتح الباب واسعاً أمام الفساد، وقد تؤدي إلى بيع المشروع بأقل من قيمته الحقيقية.

ضوابط الخصخصة

1- شرعية الخصخصة ومشروعيتها: ويقصد بشرعية عمليات الخصخصة ضرورة توافر المناخ القانوني السليم لتطبيقها وقيامها، وهذا المناخ القانوني يتعلق عامة بضرورة انسجام عمليات الخصخصة مع جميع القواعد القانونية السائدة في الدولة التي تنفذ فيها عمليات الخصخصة، وعلى الأخص القواعد الدستورية منها، باعتبارها تقنن القواعد العامة التي تحكم الاتجاهات الاقتصادية الكبرى للدولة، فمن غير المعقول حتى تتم عمليات الخصخصة إذا كان الدستور لا يجيزها، أويعطي أهمية كبرى للقطاع العام، ويعدّ الدستور الفرنسي من الدساتير التي أباحت الخصخصة صراحة، وبشرط حتى يتدخل المشرع، ويصدر قانوناً بتطبيقها. وإضافة إلى ما تقدم فإن عمليات الخصخصة يجب حتى تتم في إطار من المشروعية، بمعنى ضرورة توفير القبول الاجتماعي لها، وهوأمر يجاوز مجرد التحقق من توفير الإطار القانوني السليم إلى ضرورة خلق الشعور العام بأن هذه العمليات تتم مراعاة للمصلحة العامة، وفي إطار من العدالة والإنصاف.

2- خروج المرافق العامة ذات الطبيعة الدستورية عن نطاق الخصخصة: والمرافق العامة الدستورية les services publics constitutionnels هي المرافق العامة ذات الطابع القومي الكامل، والتي تقوم بسد الحاجات الضرورية والعامة، والتي يجب حتى تستمر في عملها، وإلا تهدد بقاء الدولة ذاتها للخطر، مما يعني وجوب إبقائها تحت لواء الإدارة العامة، ضماناً لحسن استمرارها في أدائها لعملها، من دون توقف أوتعثر، وبالتالي ضرورة إبعادها عن دائرة المرافق التي يجوز تخصيصها، ولكن هدف المرافق العامة الدستورية على نوعين: مرافق دستورية تتفق مع الوظائف المرتبطة بسيادة الدولة، مثل الدفاع والقضاء والعلاقات الدولية والشرطة والضرائب، ومرافق دستورية لا ترتبط بسيادة الدولة مثل التعليم والصحة، مع ملاحظة حتى النوع الأول من المرافق الدستورية لا يجوز إخضاعه لعمليات الخصخصة نسبياً أومطلقاً، أما النوع الثاني فيمكن إخضاعه لمثل هذه العمليات نسبياً وجزئياً، بمعنى حتى الدولة ملزمة بأن تقوم بالمهام التي تستلزمها جميع هذه المرافق، ولكن ذلك لا يمنع من مشاركة القطاع الخاص لها في أداء جزء من هذه المهام، فإذا كان مرفق التعليم مثلاً مرفقا دستورياً يجب أداءه عن طريق الإدارة العامة فإن ذلك لا يمنع من وجود قطاع تعليمي خاص يشارك في أداء هذه المهمة ذاتها، مع عدم جواز انفراد هذا القطاع الأخير في أداء الخدمة التعليمية في الدولة.

3- ضرورة مراعاة الاستقلال القومي، وحماية المصالح القومية: إذ يجب حتى لاقد يكون من شأن الخصخصة الإخلال بالاستقلال القومي للبلاد، ويتحقق ذلك خصوصاً عن طريق إقفال الباب أمام الأجانب للسيطرة على المصالح الحيوية في الدولة، مثل مشروعات الطاقة والاتصالات، لذلك تنص بعض القوانين على تقييد حق المستثمرين الأجانب في تملك المشروعات المخصخصة، كما هي الحال في القانون الفرنسي مثلاً، والذي لا يجوز بمقتضاه حتى تتجاوز ملكية الأجانب 20% من قيمة الأسهم، كما حتى القانون ذاته أجاز لوزير الاقتصاد تخفيض هذه النسبة إذا ما تطلبت حماية المصالح القومية ذلك. وتتحقق مراعاة المصالح القومية أيضاً عن طريق ممارسة أنماط رقابية معينة من قبل الدولة على تسيير المشروعات المخصخصة، ومن أبرز ما تلجأ إليه الدولة لتحقيق رقابة على المشروعات نظام الأسهم المضىية الخاصة les action specifiques، وهي أسهم نوعية أومتميزة تعطي لأصحابها حق الإدارة والهيمنة على المشروع.

4- حتىقد يكون نقل الملكية للقطاع الخاص نظير ثمن عادل: ومعنى ذلك عدم جواز بيع المشروعات العامة الخاضعة للخصخصة بأقل من قيمتها، وذلك استناداً إلى ما تقتضيه حرمة الأموال العامة من حماية الذمة المالية للدولة ضد أي محاولة للنيل منها، واستناداً إلى مبدأ المساواة الذي يقتضي عدم جواز استفادة أشخاص محدودين من شراء مشروع عام بأقل من قيمته، ولاقد يكون الثمن عادلاً إلا إذا تم تقييم المشروعات وفق طرق موضوعية.


الخصخصة في الدول النامية

يمكن رصد الكثير من المشكلات التي تكتنف عمليات الخصخصة في هذه الدول:

أ ـ قد لا تقوم الخصخصة في مناخ قانوني سليم، حيث تفقد أساسها الدستوري، كما تفقد القواعد الناظمة لهذه العمليات، مما يطبعها بطابع العشوائية والارتجال.

ب ـ ينقص عمليات الخصخصة في هذه الدول السوية الكافية من الشفافية والوضوح، حيث يلفها الفساد والغموض، ويتسم تطبيقها بانعدام قواعد الكفاية والعدل.

ج ـ تقابل بعض هذه الدول صعوبات جمة في التحول من الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق الذي يعتبر البيئة الطبيعية التي تعيش ضمنها الخصخصة.

د ـ ضعف القطاع الخاص، الذي لا يمكنه الاضطلاع بعبء مشروعات إنتاجية بمستوى المشروعات المخصخصة، مما يقود إلى الاستعانة بالمستثمرين الأجانب، من دون قيود، مع ما يحمله ذلك من تبعات قد تكون خطيرة على هوية الاقتصاد الوطني ذاته، وعلى وجوده.

هـ ـ إحجام المستثمرين الأجانب عن شراء المشروعات المطروحة للخصخصة، نتيجة عدم الثقة بقدرة السوق الداخلية على إنجاح تلك المشروعات، من حيث الجدوى الاقتصادية، وعدم الثقة بالمناخ الإداري، والأمن القانوني la sécurité juridique، كعاملين حاسمين لنجاح ذات المشروع.

وـ مازال ينظر إلى الخصخصة في الدول النامية بعين الريبة والشك، بوصفها أسلوباً اقتصادياً مفروضاً من قبل قوى اقتصادية، وسياسية خارجية.ref>الخصخصة, الموسوعة العربية</ref>

أنواع

النتائج

آراء متباينة

لدعم

معارضة

نطقب:Ref improve section

المعادلة إلى الاقتراض المضمون

جهات وسيطة

النموأوالحد الأدنى من الاقتصادات الفاسدة

=== الاقتصادات المتخلفة أوالفاسدة

البدائل


المرافق العامة

غير ربحية

بلديات

الاستعانة بمصادر خارجية أوالتعاقد من الباطن

ملكية جزئية

الشراكة بين القطاعين العام والخاص

أمثلة بارزة

الردود السلبية

Reversion

انظر أيضاً

  • Corporatization
  • Deregulation
  • Marketization
  • Public ownership
  • Securitization
  • Too Big to Fail
  • Welfare state

Case studies:

  • Privatization in Russia
  • Privatization of British Rail
  • Privatization of public toilets

Development strategies:

  • Private sector development
  • Special Economic Zone
  • Urban Enterprise Zone

الهوامش

المصادر

  • [1]
  • Alexander, Jason. 2009. Contracting Through the Lens of Classical Pragmatism: An Exploration of Local Government Contracting. Applied Research Project. Texas State University. http://ecommons.txstate.edu/arp/288/.
  • Dovalina, Jessica. 2006. Assessing the Ethical Issues Found in the Contracting Out Process. Applied Research Project. Texas State University. http://ecommons.txstate.edu/arp/108/.
  • Segerfeldt, Fredrik. 2006. Water for sale: how business and the market can resolve the world’s water crisis. Stockholm Network. http://www.stockholm-network.org/downloads/events/d41d8cd9-Amigo%20Segerfeldt.pdf
  • Bernard Black et al., 'Russian Privatization and Corporate Governance: What Went Wrong? (2000) 52 Stanford Law Review 1731
Unindexed
  • David T. Beito, Peter Gordon, and Alexander Tabarrok (editors); foreword by Paul Johnson (2002). The voluntary city: choice, community, and civil society. Ann Arbor: University of Michigan Press/The Independent Institute. ISBN .CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  • Bel, Germà (2006), "The coining of `privatisation´and Germany's National Socialist Party", Journal of Economic Perspectives 20(3), 187-194
  • Clarke, Thomas (ed.) (1994) "International Privatisation: Strategies and Practices" Berlin and New York: Walter de Gruyter, ISBN 3-11-013569-8
  • Clarke, Thomas and Pitelis, Christos (eds.) (1995) "The Political Economy of Privatisation" London and New York: Routledge, ISBN 0-415-12705-X
  • Juliet D’Souza, William L. Megginson (1999), "The Financial and Operating Performance of Privatised Firms during the 1990s", Journal of Finance August 1999
  • von Hayek, Friedrich, (1960) The Constitution of Liberty
  • Roger L. Kemp, PhD, "Privatization: The Provision of Public Services by the Private Sector," McFarland & Co., Jefferson, NC, USA; and London, UK., 2007.
  • Kosar, Kevin R. (2006), "Privatisation and the Federal Government: An Introduction", Report from the Congressional Research Service
  • Mayer, Florian (2006) Vom Niedergang des unternehmerisch tätigen Staates: Privatisierungspolitik in Großbritannien, Frankreich, Italien und Deutschland, VS Verlag, Wiesbaden, ISBN 3-531-14918-0
  • Megginson and Netter, From state to market: A survey of empirical studies on privatization, Journal of Economic Literature 39(2), June 2001, 321-89.
  • Onses, Richard (2004). Benchmarking Privatization: the building of privatization index using fuzzy logic. Valladolid: International Conference on Modeling and Simulation. ISBN .
  • Onses, Richard (2004). The privatization leaders guide. e-privatization.com publication. ISBN .
  • Nico Perrone (2002), Economia pubblica rimossa, Milan, Giuffrè ISBN 88-14-10088-8
  • Smith, Adam (1776) The Wealth of Nations
  • Jeb Sprague, 2007. Haiti: Workers Protest Privatisation Layoffs. Inter Press Service.
  • Stiglitz, Joseph Globalization and its Discontents
  • von Weizsäcker, Ernst, Oran Young, and Matthias Finger (editors): Limits to Privatisation. Earthscan, London 2005 ISBN 1-84407-177-4
  • Zullo, Roland. (2009). Does Fiscal Stress Induce Privatization? Correlates of Private and Intermunicipal Contracting, 1992-2002. Governance 22.3 (July): 459-481.

وصلات خارجية

ابحث عن خصخصة في
قاموس الفهم.
  • In the Public Interest is a Resource Center on privatization and responsible contracting.
  • Reports of the Public Services International Research Unit at the University of Greenwich Research database with many articles on the effects of privatization
  • Parker, David. "Privatisation ten years on : a critical analysis of its rationale and results". Cranfield University, School of Management.
  • Privatization Blog is a resource dedicated to recent developments in privatization.
تاريخ النشر: 2020-06-04 10:35:19
التصنيفات: Articles to be expanded from January 2010, Articles with invalid date parameter in template, All articles to be expanded, Articles needing additional references from July 2011, All articles needing additional references, مقالات بدون مصدر, CS1 maint: multiple names: authors list, اقتصاد عام, خصخصة, احتكار (الاقتصاد), هيكل السوق والتسعير, اقتصاديات التنظيم, اقتصاد

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ترامب في واشنطن لأول مرة منذ هزيمة 2020 الانتخابية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-26 12:17:03
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 95%

خبير دولي: حديث الولايات المتحدة حول عزلة روسيا مجرد أمنيات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-26 12:17:11
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 96%

اليابان تعدم رجلاً قتل سبعة أشخاص قبل 14 عاماً

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-26 12:16:55
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 96%

دمج يوتلسات و"وان ويب" يطلق "لاعبا عالميا" للانترنت عبر الفضاء

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-26 12:17:05
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 98%

أولمبياد 2024: 47% من الفرنسيين "غير مبالين" باستضافة الألعاب

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-26 12:17:02
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 92%

البحرية الملكية تعترض 359 مرشحا للهجرة غير الشرعية

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-26 12:15:36
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 38%

ديفيد تريمبل: إيرلندا الشمالية تفقد رئيس الوزراء صانع السلام

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-26 12:17:04
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 99%

حارس اتحاد طنجة هشام المجهد يلجأ إلى الجامعة للمطالبة بمستحقاته

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-07-26 12:16:36
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 55%

غاري نيفيل: "فرينكي دي يونغ يتعرض لمعاملة غير أخلاقية في برشلونة"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-07-26 12:16:37
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 56%

داني ألفيس يخوض مباراته الأولى مع بوماس المكسيكي غدًا الأربعاء

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-07-26 12:16:38
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

تحميل تطبيق المنصة العربية