الاجتهاد

الاجتهاد كما يعهده رجال الدين السنة هوعملية الاستنباط للأحكام الشرعية الفرعية العملية، من مصادرها المقررة، كالقرآن والسنة والإجماع والعقل وغيرها. وبعبارة اخری، هوبذل الجهد لاستنباط واستخراج الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلية.

يعتقد المسلمون حتى شريعة الإسلام هي خاتمة الشرائع الإلهية كلها؛ وأنها صالحة لكل زمان ومكان، وأنها تمتاز بقدرتها على تنظيم حياة الناس وفهمها الحوادث المتجددة وذلك بإتاحة الفرصة للاجتهاد وتنظيمها له.

أدلة مشروعية الاجتهاد

يستدل فهماء الدين الإسلامي ثابت ببعض آيات القرآن والأحاديث النبوية، على سبيل المثال الآية: "فاسئلوا أهل الذكر إذا كنتم لاتفهمون" يفسرها البعض بأنها دعوة من الله للمسلمين إلى الرجوع إلى اهل الفهم والاختصاص في جميع المجالات لاستنباط الأحكام من مواطنها، بما في ذلك العلوم الدينية.

كما استنبط الاجتهاد من بعض أحاديث محمد نبي الإسلام منها:

روي عن البخاري فيسليمه :

"إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران، واذا أخطأ فله أجر "(سليم بخاري ، كتاب الاعتصام ، باب أجر الحاكم اذا أصاب أوأخطأ)

.

روي عن أبي داوود فيسننه :

خرج رجلان في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء فتيمما صعيدا طيبا فصليا ، ثم وجدوا الماء في وقت ، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء ولم يعد الاخر ، ثم أتيا على رسول الله فذكرا ذلك فنطق للذي لم يعد : : " أصبت السنة وأجزأتك صلاتك . ونطق للذي توضأ وأعاد : لك الأجر مرتين " ( سنن أبي داوود ، كتاب الطهارة ، باب المتيمم يجد الماء ما يصلي في الوقت )

.

من هذة الرواية اعتبر فهماء الدين الإسلامي حتى من اجتهد في مسألة ما وكان من الاجتهاد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر؛ لكن اعتبروا حتى الاجتهاد محصور فقط في الفهماء المؤهلين للاجتهاد من وجهة نظرهم.

شروط الاجتهاد

حدد فهماء الدين السنة شروط للاجتهاد هي الحصول علی العلوم الإسلامية اللازمة لاستنباط الفروع الفقهية من الأدلة، كفهم الفقه، وفهم اصول الفقه، وفهم الرجال، وفهم المنطق، وفهم الدراية، والأدب العربي، وفهم تفسير القرآن، وفهم الحديث وأمثالها.

المجتهد اسم الفاعل ، مشتق من الاجتهاد، وهومن توافرت فيه القدرة على استنباط الأحكام الشرعية الفرعية العملية من أدلتها التفصيلية كما حددها فهماء الدين.

وشروط المجتهد التي وضعها الفهماء هي نفس شروط الاجتهاد، فلا يعد الإنسان مجتهدا اذا اقتصر عمله على حفظ الأحكام الشرعية أوتلقيها من الخط، بل لابد من حتى تتوافر فيه مجموعة من الشروط. وأما شروط مرجع التقليد هي:

الأهلية، وقدرة استنباط الأحكام الشرعية، بأن تتوفر فیه الشروط اللازمة للاجتهاد
الاسلام
البلوغ
العقل
العدالة والتقوی

الفهم والفهم علی مستوی المجال :

بالقرءان الكريم
بالسنة النبوية
باللغة العربية
بمعاقدالاجماع
بأصول الفقه ومقاصد الشريعة
بفهم المسائل المعروضة عليه ، وغيرها مما شرحنا في شروط الاجتهاد.

فإذا طرأت مسالة مستجدة نظر المجتهد في القران الكريم لعله يجد فيه اية تضمنت حكمها، والا نظر في السنة النبوية المطهرة لعله يجد فيها حديثا سليما يتضمن حكمها ، فان لم يجد اجتهد في ضوء الامور العامة في الکتاب والسنة ومعاقد الإجماع وغيرها ، وفق قواعد الفقه والأصول.

أهمية الاجتهاد

يعتبر فهماء الدين الإسلامي الاجتهاد من أبرز الوسائل التي يتمكن بها العالم المختص من التوصل إلى الأحكام الشرعية في مسائل الحياة المتجددة. فبه يتعهدون أحكام الحياه كلها، وبه يسترشدون على سلامة سلوكهم وعملهم. ومع تجدد الحياة وكثرة المستجدات فيها، كان لابد من وجود فئة متخصصة في العلوم الشرعية وما يتصل بها، تتولى مهمة النظر في القضايا المستجدة وبيان الاحكام الشرعية المناسبة من جميع منها بحيث يسهل الرجوع اليها ، والاستئناس بها ، وكان من المناسب حتى تتولى فهماء الامة بمساعدة الدول الإسلامية مهمة توفير حاجة المجتمع من هذه الفئة ؛ بانشاء الحوزات الفهمية والكليات الشرعية والمجمعات الفقهية والهيئات العامة للفتيا ، وتنظيم لقاءات فهمية بين المختصين الشرعيين .