التنجيم أوفهم الأسرار occult من الأصل اللاتيني (occultus) تعني (السر أوالمخفي)، جميع هذه المصطلحات تشير إلى قدرة فهم الأسرار وخبايا الأمور وغالبا فهم فوق الطبيعي خلافا للعادة وهي فهم الملحوظ أوالمرئي المستخدمة في العلوم. يستخدم مصطلح التنجيم أيضا لبيان قدرة أشخاص معينين على كشف الأسرار والفهم الغيبية بالأمور هذه القدرة تلتبس عادة بين سحرة يمارسون طقوس السحر الأسود وبين أولياء وقديسين يكتسبون هذه الهبة بفضل إلهي عن طريق العبادات من هنا تختلط هذه الأمور بالتنجيم والدجل أوبالأديان والصوفية أوحتى بعض مدارس الفلسفة الروحية مثل الأفلاطونية المحدثة. بالنسبة للمنجمين فإن معهدتهم هي التي تمثل فهم "الواقع الحقيقي" وهي فهم الحقيقة لأنهم يعهدون الأمور الروحية الحقيقية وليست الفيزيائية المادية الزائفة.

تعريف

أوفهم النجوم له مرادفات أخرى منها : النجامة والتبريج والتفلك وأشهرها عند العرب الأحكام النجومية ويعهد عند الغربيين باسم الأسطرولوجيا، وهي حدثة مكونة من حدثتين : أسطرون وتعني النجم، ولوجس وتعني الخطاب، أي خطاب أوحديث النجوم. والعراف الذي يمتهن هذا الفهم يسمى منجما أوأحكاميا. والأحكام النجومية هي صناعة الإخبار بالحوادث من النظر في الكواكب والحوادث العلوية. وكان الفهماء لا يفرقون بين فهم الهيئة والأحكام النجومية، فكان المتحدث في حركات النجوم وعلاقاتها بعضها ببعض هونفسه الذي ينبئ بالحوادث المقبلة من النظر لتلك الحركات، ولم يميز بين هذين الفهمين إلا حوالي القرن 18 الميلادي. وكان حكماء العرب يصنفون فهم الهيئة أي فهم الفلك في المرتبة الرابعة من العلوم العقلية وكان من فروعه الأزياج والأحكام النجومية. أما الآن عملم التنجيم فهم مستقل بذاته وإن كان يعتمد على فهم الفلك في حساب الهيئة الفلكية إلا أنه يصنف مع العلوم الروحانية وفنون العرافة.

ومهما تعمقنا في التاريخ فإننا نجد بقايا لفهم الأحكام النجومية ,فقد عمل به الرومان والإغريق وقدماء المصريين في عهد الفراعنة،ومن قبلهم كانت طائفة الكهان عند البابليين والسومريين يحفظونه وكانت مهمتهم تقتضي مراقبة النجوم وإخبار الملوك بكل ظاهرة غير عادية. وكان التنبؤ بالكسوفات والخسوفات كذلك ذا أهمية كبرى. وفي تلك الفترة كان التنجيم يسخر للملوك والكهان أساسا واستخدم بالخصوص لإدارة شؤون الحاضرة أوالدولة،وخلدت لنا الحضارات القديمة التي شيدت الأنصاب الحجرية ستونهينج في سهل ساليبوري بإنجلترا كشاهد قوي على معهدتها بالتنجيم، وتعد ستونهينج نوعا من التقويمات تسجل فيها حركات فصول السنة. وفي أمريكا الجنوبية والوسطى بلغت شعوب الأزتيك والمايا درجة عالية من الدقة في حساب سير الكواكب والنجوم، وكانوا يعتبرونه عملا ضروريا لتحديد تواريخ الأعياد والمناسك الدينية، ورغم التخريب الذي ألحقه المعمرون الأوروبيون بهذه الحضارات, بقيت بعض الآثار من علومها مسجلة في الحجر المعروف بأنصاب الزمن. وفي الصين يبدأ التقويم الصيني القديم في سنة 2637 قبل الميلاد، ولم يكن يتم الجزم في أمر من أمور البلاط الإمبراطوري إلا بعد استشارة النجوم. غير حتى حضارات المايا والأزتيك والصينيين استخدموا أحكاما نجومية تختلف كثيرا في دلالاتها عن التنجيم الذي نعمل به والذي ترعرع في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. ولعب العرب دورا كبيرا في ازدهار فهم التنجيم فهم من أحيى التراث التنجيمي اليوناني ومزجوه بتراث الحضارات الأخرى التي كانت تحت سيادة إمبراطوريتهم خصوصا التنجيم الفارسي والهندي، فظهر إلى الوجود الأحكام النجومية العربية، وذاع صيت المنجمين العرب وترجمت مصنفاتهم إلى اللغة اللاتينية وعمل بأحكامهم منجموا الغرب فترة طويلة، وأشهر الأحكاميين العرب أبومعشر جعفر بن محمد بن عمر البلخي المتوفى عام 886 م كأعظم فهماء العرب في فهم الأحكام النجومية وأشهر خطه كتاب المدخل إلى فهم أحكام النجوم، وكذا الفيلسوف الكندي ووبالمغرب الأقصى اشتهر ابن البناء وابن قنفذ وبالأندلس لا يزال ذكر مسلمة المجريطي كأحد كبار الحكماء وكتابه غاية الحكيم في السحر مقدس لدى الغربيين ويطبع ليومنا هذا باسم بيكاتريكس.

ولم يتم التمييز بين فهم التنجيم وفهم الفلك إلا حديثا خلال الثورة الفهمية في القرن 18 م في أوروبا. وفهم التنجيم كما نعهده نقل إلينا عن طريق اليونان الذين أخذوه عن المصريين القدماء والكلدانيين، وأشهر كتاب في فهم التنجيم هوالتيترابيبلوس الذي اشتهر عند العرب باسم الموضوعات الأربع، مؤلفه كلود بطليموس صاحب كتاب المجسطي الغني عن الذكر وكتاب الجغرافيا وكتاب الثمرة، وكان يعيش بالإسكندرية في القرن الثاني الميلادي وأصبح كتاب الموضوعات الأربع المرجع الرئيسي في أصول فهم التنجيم عند المنجمين المعاصرين، مع الفهم أنه ترجم عن العربية

وبعدما عهد فهم التنجيم انتشارا كبيرا، في العصور الوسطى تعرض هذا الفهم للكسف ابتداءا من القرن 17 و18 م، فبعد إبعاده عن الجامعات، أصبح يصنف ضمن العلوم الروحانية وفنون العرافة، وظل منتشرا في العالم الإسلامي إلى حتى اندثر وانمحت آثاره مع قدوم الإمبريالية الأوروبية. واتى عصر النهضة التنجيمية في أوروبا في نهاية القرن 19 م تحت زخم بول شوازنارد بفرنسا وفون كلوكلر بألمانيا، ومنذ ذلك الوقت أصبح فهم التنجيم يسترد ما انتزع من حقوقه، ورغم أنه لم يستعد بعد مكانته القديمة فإنه مستمر في تطوره.

وفي الوقت الراهن يتوافق فهم التنجيم القديم مع فهم التنجيم الفهمي العصري أوما يسمى بالخطأ الغربي، فالأبحاث كثيرة وأصبحت تعتمد على الإحصائيات بكثرة من لدن مجددي هذا الفهم، والنتائج تتطابق بشكل عام مع الأصول القديمة، ويبقى هناك مجال واسع يجب تغطيته لوضع هذا الفهم في زمن العالم المعاصر، لكن في كثير من أراتى الفهم ينكب على ذلك عدد من الأحكاميين. ولا يزال قسم كبير من تراثنا التنجيمي العربي الكبير يحتاج لمن يحمل النقاب عنه ويدرسه ويجدده، وينفض عنه غبار المخطات الخاصة وينشره ليطلع عليه جميع الناس.

الإيمان بالقوى الخفية

الإيمان بالقوى الخفية مصطلح يشير إلى سلسلة واسعة من المعتقدات والممارسات، بما فيها السحر أوالقوى الكائنة خارج العالم الطبيعي. ويضم المصطلح التنجيم وقراءة الطالع والسحر والأرواحية (الاعتقاد بأن أرواح الموتى تتخاطب مع الأحياء).

الفهماء والتنجيمية

يرفض معظم الفهماء الممارسات المرتبطة بالقوى الخفية. ويعتقد آخرون في قراءة الأفكار. وهناك قوى خفية معينة أخرى يطلقون عليها القوى الخارقة (خارجة عن الإدراك العادي). وقد تغيرت الفكرة المتعلقة ببعض الممارسات بمرور السنين. عملى سبيل المثال، كان معظم الفهماء حتى أواخر القرن السابع عشر الميلادي، يعتبرون التنويم المغنطيسي أحد الممارسات السحرية. وعلى جميع حال فقد قبل كثير منهم التنويم المغناطيسي اليوم، واستخدموه في الطب وفهم النفس. والاعتقاد في القوى الخفية أكثر شيوعًا في المجتمعات المنعزلة.

الدين والتنجيمية

اليهودية

المسيحية

الإسلام

للإسلام في هذه الأمور رأي واضح؛ فالسحر شرك وهومن السَّبع الموبقات كما اتى في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (اجتنبوا السّبع الموبقات، قيل يا رسول الله! وما هن،يا ترى؟ نطق: الشرك بالله والسحر…) رواه مسلم. والتنجيم من أعمال الكهانة المنهي عنها وفي الحديث السليم (من اقتبس فهمًا من النجوم اقتبس شعبة من السحر) رواه أحمد وأبوداود . ويُستثنى من ذلك فهم النجوم الذي يهتم بفهم الأوقات وأحوال الطقس وما إلى ذلك.

الهندوسية

انظر أيضاً

هوامش

المصادر

• Walker, Benjamin (1980). Encyclopedia of the Occult, the Esoteric and the Supernatural. New York: Stein & Day. ISBN .
• Harold W. Percival, Joined the Theosophical Society in 1892. After the death of William Quan Judge in 1896, organized the Theosophical Society Independent and then wrote Thinking and Destiny which covers in plan terms the purpose of the universe and occult meanings.

قراءات إضافية

• Bardon, Franz (1971). Initiation into Hermetics. Wuppertal: Ruggeberg.
• Fortune, Dion (2000). The Mystical Qabala. Weiser Books. ISBN 1578631505
• Gettings, Fred, Vision of the Occult, Century Hutchinson Ltd, 1987. ISBN 0712614389
• Martin, W., Rische, J., Rische, K., & VanGordon, K. (2008). The Kingdom of the Occult. Nashville, TN: Thomas Nelson Publishing.
• Regardie, I., Cicero, C., & Cicero, S. T. (2001). The Tree of Life: An Illustrated Study in Magic. St. Paul, Minn: Llewellyn Publications.
• Rogers, L. W. (1909). Hints to Young Students of Occultism. Albany, N.Y.: The Theosophical Book Company.
• Shepard, Leslie (editor), Encyclopedia of Occultism & Parapsychology, Detroit, Mich. : Gale Research Co., 1978
• Spence, Lewis, , 1920.
• Davis, R., True to His Ways: Purity & Safety in Christian Spiritual Practice (ACW Press, Ozark AL, 2006), ISBN 1932124616.

وصلات خارجية

• Center for History of Hermetic Philosophy and Related Currents, University of Amsterdam
• University of Exeter Centre for the Study of Esotericism (EXESESO)
• ESSWE European Society for the Study of Western Esotericism, with many links to associated organizations, libraries, scholars etc.
• Joseph H. Peterson, Twilit Grotto: Archives of Western Esoterica (Esoteric Archives: Occult Literature)
• Asiya, Magical Athenaeum (Collection of occult works in PDF Format)
•  [[wikisource:Catholic Encyclopedia (1913)/Occult Art, Occultism "Occult Art, Occultism]"] Check value (help). Catholic Encyclopedia. New York: Robert Appleton Company. 1913.
• eLibrary of ancient books on occultism, spiritism, spiritualism, séances, development of mediumship in the Western and Oriental Traditions. Many technical advice on ITC and EVP, and practical tips concerning the development of different forms of Mediumship provided by medium Maryse Locke.
• the MYSTICA.ORG An on-line encyclopedia of the occult