القسم اليهودي
القسم اليهودي
Jewish Oath
«القَسَم اليهودي» ترجمة لعبارة «أوث موره جودايكوoath more judaico»، وهي تعبير إنجليزية لاتينية معناها «القَسَم حسب عهد اليهود»، والقسم اليهودي هوذلك القسم الذي كان اليهود يتلونه في القضايا بينهم وبين غير اليهـود. ويعـود إلى أيام شارلمان (771 ـ 814). وكان نص القسم والطقوس الرمزية التي تصاحبه يعطيانه شكل اللعنة التي يستمطرها المرء على نفسه ويجعلانه يتضمن وضعاً تفصيلياً للعقوبة التي ستحل إذا كان اليهودي كاذباً في قَسَمه. وقد اتى في صيغة أحد الأقسام ما يلي: "إن كنت كاذباً في قَسَمي فلتنزل اللعنة على سلالتي ولأتحسس طريقي بين الحوائط كالأعمى، ثم لتنشق الأرض وتبتلعني".
ويبدوحتى استمطار اللعنات بهذا الشكل كان يهدف إلى تخويف اليهودي حتى لا يكذب، وخصوصاً أنه كان معروفاً في العصور الوسطى حتى اليهود يتلون نادىء جميع النذور في صلاة يوم الغفران ويتحللون من خلال ذلك من أية نذور بتروها على أنفسهم أوأية أيمان التزموا بها في العام السالف. أما الطقوس التي كانت تصاحب القَسَم، فكانت أكثر تطرفاً حيث كان على اليهودي أحياناً حتى يمسك بعصا القاضي ويلقي القَسَم. وفي إحدى المحاكم، كان على اليهودي حتى يقف ووجهه نحوالشمس على كرسي نُزعت إحدى أرجله الأربع، فصار بثلاث أرجل، وهويلبس قبعة اليهود ويلتفع بشال الصلاة (طاليت). وأحياناً كانت تُوضَع تحت الكرسي مواد قذرة مثل جلد أنثى الخنزير، وهوحيوان كريه لدى اليهود. ولعل الهدف من جميع هذا هوحتى يحاول اليهودي حتى يركز على الاحتفاظ بتوازنه ويردِّد القَسَم، فلا يمكنه حتى يكذب في عقله الباطن ويَصدُق في قَسَمه ويستمطر على نفسه اللعنات بالعمل.
والقَسَم اليهودي تعبير عن وضع اليهود القانوني الشاذ باعتبارهم عنصراً غريباً في مجتمع مسيحي يستند إلى الشرعية المسيحية ولا يقبل غيرها ولا تُوجَد فيه فلسفة واضحة تجاه الأقليات الدينية. وقد استمر القَسَم اليهودي، دون الطقوس التي تصاحبه، حتى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. ولم يُعرَف القَسَم اليهودي لا في إنجلترا الحديثة (بعد إعادة توطين اليهود في القرن السابع عشر الميلادي) ولا في الولايات المتحدة.