الطريق الثوري هوفيلم أمريكي-بريطاني درامي, تم إنتاجه عام 2008, أخرجه سام ميندز, وبطولة ليوناردودي كابريووكيت وينسليت, خط السيناريوجستين هايث وهومقتبس من رواية بنفس الاسم تم إصدارها في عام 1961 للمؤلف ريتشارد ياتس, هذا الفيلم هوالفيلم الأول للثنائي دي كابريوووينسليت بعد فيلم التيتانيك عام 1997.

السيرة

فرانك ويلر(ليوناردوديكابريو) متزوج من أبريل ويلر(كيت وينسلت), تعمل أبريل كممثلة هاوية بينما يعمل زوجها كرجل مبيعات في شركة لتصنيع الأجهزة الكهربائية, لهما من الأولاد اثنان : ولد وبنت ويسكنان في بيت جميل يقع على شارع عريض يعهد بالطريق الثوري Revolutionary Road ومن هنا يجيء اسم الفيلم بل ومفارقة السيرة أيضا.

يفتتح الفيلم بمشهد قصير يشرح لنا تعارف الزوجين في إحدى الحفلات, ثم يقفز المشهد بعد ذلك عددا من السنوات لنشاهد فرانك وهويحضر عرضا مسرحيا لزوجته, نستطيع حتى نفهم من رد عمل الحضور انه كان فاشلا وبجميع المقاييس, يحاول فرانك التخفيف عن زوجته ولكنهما ينتهيان ككل مره بشجار عنيف, يظهر فرانك كرجل بارع في استخدام الحدثات ولكن دون ابتذال, يدرك أبعاد شخصية زوجته جيدا ويحاول احتواء غضبها بلا فائدة.

الواقع حتى حب الزوجين لبعضهما وانسجامهما واضح جدا, ليس حبا مشتعلاً طبعا وذلك لأن الفيلم يقع في زمن الخمسينات, حيث التحفظ هورائد الموقف, ولكن بالرغم من جميع هذا تحس بوجود عنصر مفقود ما, تنتقل بنا الكاميرا لتشرح لنا مشاكل فرانك في عمله, فهولا يحب هذه الوظيفة التعيسة ولا يجيدها, أكثر ما أعجبني حتى فرانك يظهر رجلا متبجحا في عمله, يتحدث بلكنة رجولية مغرورة مع رفاقه, ولكنه على العكس تماما مع زوجته, فهويقطر رقة وحنانا, ويكون على طبيعته بحيث تشعر بمدى قربها منه وأهميتها في حياته.

ليتخلص من تأنيب مديره له على مذكرة تمت إعادتها للمرة الثالثة, يستغل فرانك إعجاب إحدى الموظفات به, ويطلب إليها إتمامها, يدعوالموظفة على الغداء, يفرطان في استهلك المارتيني, يشكولها رتابة عمله, ويكاشفها حتى اليوم هوعيد ميلاده الثلاثين, وقد اكتشف انه أضحى نسخة مملة من أبيه الذي كان يعمل في ذات الشركة, ولطالما كان فرانك يدعوالله حتى لا يصير مثله-المفارقة هنا واضحة طبعا- ينتهي به الأمر إلى نومه مع الموظفة ويتبجح عليها أيضا.

في هذه الأثناء, أبريل ويلر, تقوم بواجباتها كربة منزل مثالية, تتذكر اليوم الذي اتىت فيه مع فرانك وقامت السيدة جيفينجز –وكيلة العقار- (كاثي بيتس) بتعريفهما على المنزل, الذي يقع على حد قولها : على شارع مستقيم يدعى بالطريق الثوري, في أثناء ذلك تزورها الوكيلة لتطلب إليها حتى تستقبل هي وزوجها ابنها جون, الذي يعاني من مشاكل عقلية, وذلك لأنه في رأيها حتى آل ويلر هم أناس مميزون لطالما بدوا لها كأناس مختلفين, وهما كما تقول:أفضل أناس أقاموا في هذا المنزل, لأنهم يليقون به، توافق أبريل على ذلك دون تردد.

تعود إلى صندوق ذكرياتها مع زوجها كمحاولة لاكتشاف ما الذي حدث, وبينما هي تطالع صورهما مع ولديهما, تكتشف صورة لزوجها في باريس أيام الحرب العالمية, تبتسم ومن ثم يقفز إلى ذهنها الحل

يعود فرانك متأخرا إلى بيته, يفاجأ حتى زوجته وولديه يحتفلون بعيد ميلاده, فتدمع عيناه تأثرا, فيما بعد تصارحه زوجته بالحل السحري الذي تفتق عنه ذهنها, لنمضى إلى باريس التي تحبها يا عزيزي، ولنعش سعداء يمكننا بمدخراتنا حتى نعيش هناك لستة أشهر, يمكنني حتى أعمل ويمكنك حتى تتفرغ لتعيش حياتك, إذا ما اغتال حياتنا هوأننا في سبيل الأولاد قد قتلنا ذواتنا, يتحمس زوجها للفكرة بعد تردد ولكنه يوافق زوجته أخيرا تتغير حياتهما, ويبدآن بنشر الفكرة في جميع مكان وحزم أغراضهما, طبعا يجابهان بسخرية الكل, الجيران وزملاء فرانك في العمل, الكل يستغرب من واقع حتى يهجر الإنسان شيئا موجودا-مأمونا- من أجل خاطر مغامرة غير محسوبة العواقب, لا يكترث الزوجان لما ينطق كثيرا لأنهما قد عادا إلى شبابهما الذي فقداه لخاطر الزواج والاستقرار والأولاد, باختصار, لخاطر المسؤولية.

فيما بعد, تنقلب الأحداث, فبدلا من حتى يقدم فرانك استنطقته من عمله, تعرض عليه ترقية محترمة نتيجة فكرة مفاجئة يقترحها بسبب قراره الاستنطقة, وتفاجأ الزوجة بحملها وتقرر إسقاط الجنين حتى لا تتعطل مخططاتها هي وزوجها, يثور الزوج ويشكك فيها بعد حتى تصارحه بأنهما قد أنجبا طفلهما الثاني فقط ليصلحا من واقع حتى ابنتهما الكبرى كانت تعبير عن غلطة أدت إلى زقابلما وحبسهما اختياريا في هذا الزواج.

تكتئب الزوجة أكثر فأكثر, وفي إحدى السهرات المشهجرة مع جاريهما, تخون زوجها مع الجار الذي نلاحظ غرامه بها منذ البداية, لا تعمل ذلك بدافع الحب, بل لأنها قد ملت من جميع شيء حرفيا, حتى أنها تصارح زوجها في اليوم التالي بأنها لا تحبه, وذلك حين يخبرها بأنه قد خانها سابقا كمحاولة منه لاستفزازها حتى تتبادل معه الحديث, تقول له: ماذا تتسقط مني, حتى شعوري هولا شيء, امضى واعمل ما تشاء.

جون جيفينغز, ابن الوكيلة المختل, يظهر الوحيد المدرك لمأساة الزوجين الخارجين عن طوع وأعراف مجتمعهما –ربما لكونه خارجا في نظر هذا المجتمع أيضا على الرغم من كونه يحمل شهادة عليا في فهم الرياضيات, في زيارته الأولى يصارحهما بأنه يتفهم تماما رغبتهما بالهرب من جميع هذا الهراء, يتقبل فرانك ذلك جيدا، أما في الزيارة الثانية, التي يبلغان فيها آل جيفينغز بعدولهما عن الانتنطق إلى باريس, يبدأ في الصراخ واتهام فرانك بأنه هوالسبب, انه قد أسقط بأبريل لتحمل ومن ثم لتتوقف عن الحلم, ثم يقابله بحقيقة أنه قد خسر زوجته إلى الأبد, فهي لن تعود كما كانت من قبل, وهوما نحّسه عملا من منظر الزوجة التي تدخن طول الوقت ولا تنبس ببنت بشفه.

يتشاجر الزوجان, تهرب الزوجة إلى الغابة اللقاءة, يتبعها الزوج خوفا عليها تصارحه بأنها بحاجة حتى تكون بمفردها لكي تفكر, تعود عند الغروب, يصحوفرانك صباحا ليجدها تسأله في ابتسامة, ماذا سيتناول على الفطور, يفطران في سعادة ويشرح لها مبدأ الحواسيب في ذلك الزمن –أيام كانت تعبير عن مجموعة من الصمامات المفرغة- يصارحها بأن هذا أجمل إفطار في حياته, ويودعها ليستقبل يومه الأول في عمله الجديد

تتصل بجارتها لتطمئن على أولادها, تخبرها بأن تنقل لهما محبتها, تخرج الأداة التي كانت ستستخدمها سابقا لإجهاض الجنين, تصعد إلى الحمام, تفرش الملاءات على الأرض, تخلع فردتي حذائها وتغلق الباب

تهبط بعد زمن إلى غرفة الجلوس, تقف أمام النافذة العريضة لتنظر إلى الطريق العريض, طريق الأحلام, الطريق الثوري, بعد برهة يبدأ الدم في التساقط منها, تلاحظه قليلا في صدمة ثم تطلب الإسعاف.

في المستشفى يهرع الجار –الذي خانت زوجها معه- ليجد فرانك منهارا في حالة يرثى لها, يقول له كلاما كثيرا عن زوجته التي وجدوا الجنين خارج بطنها, ونزفت كثيرا مما أدى إلى دخولها في غيبوبة, ويصارحه بأنها قد عملت ذلك بنفسها

يمضى الجار ليأتيه بكوب من القهوة, ولينفس عن نفسه قليلا بالبكاء, يعود ليجد فرانك خارجا من غرفة العمليات باكيا ومذهولا, لقد رحلت أبريل.

يسكن المنزل زوجان جديدان تحكي لهما زوجة الجار سيرة آل ويلر, وأن فرانك يعمل الآن في شركة للحواسيب, لم يتزوج وكرس نفسه للأولاد, تصارح الجارين بأن آل ويلر كانا "غريبي الطباع"، يهجرهم الزوج وحين تتبعه زوجته، ليطلب منها حتى لا تأتي على ذكر آل ويلر مجددا وهويتأمل منزلهما السابق, تبتسم الزوجة في سعادة, فهي تدرك منذ زمن إعجاب زوجها بالزوجة ويلر.

المشهد الختامي ينسحب على السيدة جيفينجز –الوكيلة- وهي تتحدث لزوجها عن حتى السكان الجدد هم أنسب من سكن المنزل, فهم أناس طبيعيون, زوجها العجوز الذي يستخدم سماعة أذن يذكرها برأيها السابق في حتى آل ويلر كانوا هم الأنسب, وبمقدار حبها لهم, تصارحه بأنهم "كانوا غريبين" ولمقد يكونوا مناسبين أبدا، كما أنهم أهملوا العناية بالمنزل مما حط من قيمته المادية وتبدأ في سرد مظاهر الإهمال, الدهان, المقابض النوافذ و..و… هنا تأتي أجمل مشاهد الفيلم في رأيي, يخفض الرجل العجوز من صوت السماعة شيئا فشيئا، حتى يختفي صوت زوجته تماما وهي ما زالت مستمرة في الانتقاص من آل ويلر, وينتهي الفيلم في صمت, وأتساءل إذا كان الزوج يعمل ذلك دائما حتى تستمر حياته مع زوجته في سلام؟.

الواقع حتى الفيلم يريد حتى يوصل للمشاهد رسائل كثيرة, في رأيي حتى الفكرة الرئيسية كانت في كون حتى معظم الناس يلغون طموحهم الشخصي من أجل واقع أنهم قد تزوجوا وصاروا مسئولين عن أولاد ,ولكن هذا قد لا يكفيك أبدا لتكون سعيدا

"يقول لها زوجها: هذه الفكرة ليست بواقعية, ترد قائله: لا, هذا ليس واقعيا, ليس من الواقع في شيء لرجل ذي عقلية جيدة حتى يستمر في نفس العمل الذي لا يطيقه عاما بعد عام, يعود إلى منزل لا يطيقه أيضا, إلى زوجة لا تطيق نفس الوضع بنفس الدرجة

هل تفهم ما الأسوأ،يا ترى؟ جميع وجودنا هنا مبني على هذا الوعد العظيم بأنا مميزون, وهذه هي الفكرة السائدة, ولكننا لسنا كذلك, نحن كباقي الناس, محصورون في نفس الفكرة, حتى تستقيل من الحياة وتستقر في اللحظة التي يصبح لك فيها أطفال, وهذا ما نعاقب بعضنا لأجله"

فكرة الصراع الأزلي بين حتى تتخذ الاستقرار في جميع شيء لا تحبه خوفا من المجهول وبين حتى لا تغامر بفهم شيء آخر حتى لا تكون مجنونا, فكره حتى شخصا كجون, يحسب مارقا عن المجتمع ويوضع في مصح لأن له أفكاره الخاصة والمتنوعة قليلا عمن حوله بينما هوله أفكاره الصائبة أيضا من وجهة نظر أخرى

إن الإجهاض الذي قامت به أبريل في نهاية الفيلم, كان إجهاضا للسبب الذي وقف بينها وبين فرصتها الأخيرة في العودة إلى الحياة التي تتمناها, هذا على الصعيد الجسدي, أما على صعيد نفسي فقد كان إجهاضا لأحلامها التي ضاعت إلى الأبد لحساب المنظومة الواقعية في الحياة

الفيلم يتمتع برتم بطيء قد يصل إلى حد الملل أحيانا, ولربما كان هذا التكتيك مقصودا ليوصل الشعور بالملل إلى المشاهد, أداء (كيت وينسلت) في دور الزوجة اليائسة اتى كأدوارها المعتادة لممثلة اعتادت حتى لا تقبل بالأدوار التجارية بل بالمؤثرة, راجع أفلامها : ريش الكتابة, إيجاد نيفرلاند وتيتانك مع (ليوناردوديكابريو) أيضا وغيرها, أما (ليوناردودي كابريو) (من أفلامه: الماسة الدامية, الطيّار) فقد نجح في أداء دور الرجل الممزق بين حلمه وواقعه والذي ينحاز إلى واقعه الممل أخير على أمل حتى يتغير في يوم ما, وهوما لم تستطع الزوجة انتظاره أواستيعابه

والسؤال المخيف: هل يقتلنا ذلك عملا،يا ترى؟ وهل يكفي استقرارك لسعادتك،يا ترى؟ وهل يتناقض كونك مميزا مع كونك تمارس أفعال الناس العاديين،يا ترى؟ كلها تساؤلات يطرحها الفيلم ويجيب عليها الأبطال جميع بحسب خياراته.

الأدوار الرئيسية

وصلات خارجية

• المسقط الرسمي
• في قاعدة بيانات الأفلام الإنترنتية
• at Allmovie
• at Rotten Tomatoes
• at Metacritic

• at Box Office Mojo