جسم صرف
الجسم الصرف pure body يطلق هذا الإسم عادة على أي مادة أوهيئة نقية لا شوائب فيها، أي المادة المكونة من نوع واحد فقط من الجزيئات أومن المركّبات. فمن وجهة النظر الكيميائية يمكن حتىقد يكون الجسم مكوناً من عنصر سهل واحد كالمضى، أوحتىقد يكون مكوناً من نوع واحد من الجزيئات مثل جزيئة كلور الصوديوم (ملح الطعام)، وقد تكون الجزيئة عدة الذرات كما في البروتينات. يضاف إلى هذا التمييز الكيميائي تمييز آخر، غدا ضرورة مع اكتشاف التفاعلات النووية، من وجهة نظر فيزيائية يتعلق بنظائر العنصر الواحد التي تختلف باختلاف كتلها الذرية مع حتى سلوكها الكيميائي نفسه وما إذا كانت في طور واحد أوهي جملة متعددة الأطوار.
يمكن القول بعدم وجود مادة نقية من الشوائب نقاء تاماً سواء كانت طبيعية أوصنعية. ومعظم المنتجات هي خلائط يجب فصلها وتنقيتها إذا أريد استعمال مركباتها مواد تقية، وتختلف درجة النقاوة المطلوبة باختلاف استعمالات المادة، فالتنقية المطلوبة لحاجات طبية أكثر إلحاحاً من التنقية لحاجات صناعية عامة، لكنها قد تكون من مرتبتها أوأفضل منها في بعض الصناعات المتقدمة مثل الصناعات الإلكترونية، إذ بحاجة هذه الصناعات إلى نقاوة قد تصل إلى عدم تجاوز عدد الذرات الشائبة 1010 في السنتمتر المكعب الواحد مقارنة بعدد الذرات في المادة الأصلية الذي يقارب 2010 في السنتمتر المكعب الواحد، ثم تطعيمها بذرات من مادة مختارة يقارب عددها 1510 في السنتمتر المكعب. ويعبر عادة عن النقاوة إما بنسبة كتلة المادة المطلوبة إلى كتلة المادة الكلية، فينطق مثلاً إذا نقاوة المادة 99.99% أوبنسبة كتلة الشوائب إلى الكتلة الكلية، فينطق إذا الشوائب لا تتجاوز جزء من مليون جزء أومن مرتبة جزء بالبليون.
تطورت إمكانات اختبار النقاوة مع تطور طرائق التحليل الكيمياوي التي تعتمد على طرائق الفصل والتنقية. وأكثر الطرائق استعمالاً هي التقطير كما في تقطير الماء، والبلْورة كما في الحصول على الملح، والاستخلاص بالمذيبات كما في استخلاص اليود عند إذابته بالكحول وبالتثفيل كما في فصل بعض البروتينات. تليها من حيث الأهمية طريقة الامتزاز على السطوح باستعمال المواد الوساطية، وطريقة الأغشية الاصطفائية التي لعبت دوراً مهماً في فصل نظائر اليورانيوم وبالحصول على القنبلة الذرية وقد نافست كيفية التثفيل. ويمكن حتى تستخدم بعض هذه الطرائق معدلة بتطبيق حقول مغنطيسية أوكهربائية أوكليهما. يجري اختيار الطريقة اعتماداً على سرعة التنقية وجودتها وتقدر السرعة بدراسة توازن الأطوار في الجملة المتعددة الأطوار المدروسة ومقدار انحلالية الشوائب المتنوعة في الأطوار وفي المواد المتنوعة، كما في كيفية الترسيب والانصهار الجزئي. يضاف إلى ما ذكر الاستخلاص بالأنزيمات.
ولأهمية النقاوة والحماية من التلوث في الأغذية والاستعمالات الصيدلانية، سنّت في كثير من الدول تشريعات خاصة تحدد النسب المسموحة من الشوائب والنسب الممنوعة لبعض العناصر التي ثبت سميتها أوتأثيرها الضار مثل الملونات والمطعمات والفيتامينات. وهناك تشريعات مماثلة لحماية الصناعات بأشكالها العضوية واللاعضوية، إذ قد يعيق وجود عنصر شائب أداء المادة إعاقة كبيرة إذا عمل عملاً وساطياً.
وجدير ذكره، فإن مسألة التنقية تكون مكلفة جداً في بعض الأحيان، ويؤدي عدم أخذها بالحسبان إلى إصدار أحكام غير سليمة بخصوص الجدوى الإقتصادية.
المصادر
- ^ فوزي عوض. "الجسم الصرف". الموسوعة العربية.