مسلسل روبي اللبناني

روبي اللبناني
النوع	دراما
خطه	كلوديا مرشليان
أخرجه	رامي حنا
بطولة	سيرين عبد النور ; أمير كرارة ; مكسيم خليل; تقلا شمعون
بلد الأصل	لبنان
اللغة	العربية
عدد الأجزاء	1
عدد الحلقات	30
الإنتاج
المسقط	مصر , لبنان
البث
تاريخ أول عرض	2 أغسطس 2011

روبي اللبناني مسلسل بطولة الفنانة سيرين عبد النور, شاركها الكثير من الممثلين من مصر أمير كرارة, يوسف فوزي, ومن سوريا مكسيم خليل, ومن لبنان تقلا شمعون.

أحداث المسلسل

تدور أحداث المسلسل عن البنت اللي بتضهر" (أي البنت التي تخرج من البيت) مصطلح من بين مصطلحات ومفاهيم أكثر غرابة تعهد عليها المشاهِدون عبر مسلسل "روبي"، على شاشة "أل بي سي" اللبنانية وفضائيات أخرى. واستناداً إلى السيناريو، يُقصد بهذا المصطلح المر الجزء الاول هوحدثة البنت.

وفي سياق المسلسل، هذه "البنت اللي بتضهر" تجسدها شخصية سارة التي تعيش مع حبيبها فاروق في مصر، ثم تنتقل إلى لبنان، وتنشأ علاقة غرامية بينها وبين عمر. وهنا نسمع بمصطلح أكثر حذلقة، تتداوله شخصيات المسلسل، ألا وهو"العلاقة الواضحٌ حتى الغرض من استنباط جميع هذه المصطلحات غير الدقيقة، التي تحمل في ثناياها عدداً من التناقضات، هولتجنّب استخدام حدثة واحدة، مرعبة على ما يبدو، ومحرم نطقها على الشاشة ألا وهي "الجنس" وممارسته. وكأن الحدثة بحد ذاتها هي وهذا التعارض، لا بل الإشكالية، تتخطى المسلسل لتعبر عن واقع مجتمع لم يزل يتخبط بين قوانين المسموح والممنوع، ويمارس القمع على لفظة الجنس، حتى أكثر من العمل نفسه. وكأننا نقول التالي: "نقبل بالانفتاح لكن سنحاكمه لغوياً". هذه في الظاهر، يطل علينا العري الاستعراضي عبر الشاشات، سواء في الصوت والصورة كليبات أم المسلسلات أوغيرها من البرامج الحوارية، بسياق أم بغير سياق، بينما هوس الكاميرا في البحث عنه (أي العري) أينما كان (ولوخلف الثياب) وتسعى لاكتشافهذا الهوس بالجسد، الذي هجرّز عليه العين خلف الكاميرا وعين المشاهد أمام الشاشة، يقابله من الناحية الأخرى خوف ورعب حتى من الحدثة نفسها ومن جميع ما يتعلق بها "جسد"، "علاقة جسدية"، "جنس"، "علاقة جنسية". استعراض الجسد مسموح كأنما ويلعب الإعلام اللبناني دوراً أساسياً في تجسيد هذه العلاقة المضطربة مع الجسد، من الممكن لأن لبنان، على عكس غيره من الدول العربية، يقع في قلب هذا الصراع المحتدم بين الانفتاح والانغلاق، إذ في الظاهر لا تغلب أي قوة على الأخرى، وفي العودة إلى مسلسل "روبي"، وما يطرحه من تناقضات أساسية في تكوين هذا المجتمع، فإن استخدام مصطلح "البنت اللي بتضهر" للتعبير عن المرأة التي لديها حياة جنسية، لا يفتقر فقط إلى المخيلة الأدبية، بل أكثر من ذلك، هومصطلح مهين عادلة مضحكة وغير مفهومة تماماً، وبخاصة في هذا العصر وفي لبنان تحديداً. فهل تهيأ، مثلاً، لمحررة السيناريوحتى اختراع هذا المصطلح أكثر لياقة من استخدام التعبير المباشر،يا ترى؟ أم أنه وسيلة لتبرئة المسلسل، أوبالأحرى المجتمع أوتعبير عن قناعات محررة السيناريووالمخرج. وأحد الحوارات التي تدور بين شخصيات المسلسل يعبر بوضوح عن هذا التوجه، عندما يخبر عمر حبيبته سارة أنه من واجب مازن صديقه حتى يتزوج رشا أخت روبي، لأنه حدثت بينهما علاقة جنسية. ثم ي اللبنانية المتعارف عليها حتى يتزوج الشاب عندنا الفتاة الذي مارس معها الجنس، فقط إذا أفقدها عذريتها. ويبدوواضحاً حتى الهدف من استقدام سارة، وهي في سياق المسلسل المرأة الوحيدة التي لديها علاقات قبل الزواج، هوتبرئة شخصية روبي التي على رغم جميع أخطائها احتفظت بعفتها حتى الزواج. وأكثر من ذلك، يظهر المسلسل، في أحيان كثيرة، كأنه يعتذر عن نفسه من خلال شخصياته. فسارة تعتذر وتتأسف لعمر في ليلة عرسهما، لأنه لم يكن الرجل الأول في حياتها، وتندم على العلاقة الجنسية بينها وبين صديقها الأول فاروق، كما يجدر بكل امراة شرقية صالحة حتى تعمل. وحتى شخصية نغم، ولعلّ موضوع العلاقات وكيفية تقديمها والتحدث عنها هوالأكثر إثارة للجدل في مسلسل "روبي". وثمة فشل ذريع في تمثيل جميع مشاهد الحب، على رغم أنها نقطة ارتكاز لهذه الدراما العاطفية. والعائق الذي تصطدم به هذه المشاهد هو"قانون عدم والمسموح على الشاشة لا تقل غرابة عما ذي قبل. فالقبلة ممنوعة بينما العناق مسموح. لذا، تنتهي المشاهد العاطفية في المسلسل بالعناق ذاته. تكرار ممل يعبر كذلك عن مخيلة سينمائية فقيرة وشديدة التواضع. ولم ينجح الحوار البديهي والدرامية للحب بحدثتين إثنتين: "بحبك... حبيبي"، رددتهما شفاه سيرين عبد النور بطريقة بلاستيكية مميزة طوال المسلسل.

نستطرد في هذا الصدد إلى السينما الإيرانية، على سبيل المثال، التي لم تقف المحظورات عائقاً في جمالية الرؤية السينمائية وتجسيدها. ومرة أخرى، نتسائل عما هولائق أوغير لائق تقديمه على الشاشة. ويتضح من خلال المسلسل حتى القبلة غير لائقة والحديث عن الجنس غير مسموح. لكنْ، حتى تلاحق الكاميرا جسد "روبي" (سيرين عبدالنور)، وبعضاً من أنحائه، ملاحقة مبررة إخراجياً أم بلا تبرير، فهوأمر لا يخدش حياء المشاهدين أبداً.

ليس الهدف من هذه المقارنة انتقاد ملابس روبي أوالهجريز على جسدها، على رغم حتى ثمة مبالغة استعراضية مثيرة للضحك أحيانا، وغير مناسبة في سياق بعض المشاهد تنتقص من مصداقيتها.

المغزى من هذه المقارنة هوالتساؤل عن هذا التناقض الذي يصل إلى حد التطرف بين الظاهر والباطن: لما نقبل بوجه واحد لـ"الحرية" ونرفض جميع وجوهها الأخرى؟

مسلسل "روبي" بدا في بداياته استثنائياً من خلاله تقديمه بطلة "غير مثالية" تحمل في طيات شخصيتها الكثير من التناقضات، وجرت لبننته بطريقة أفقدته هذا التوجه، وغرست فيه جميع القيم الشرقية التي ترفض حرية المرأة. يشار إلى حتى المسلسل مقتبس عن آخر مكسيكي، ويبدوحتى جميع ما غير مألوف وغير تقليدي لدينا، كمجتمعات عربية، في الحبكة الدرامية ومع ذلك، تظل التساؤلات التي طرحها "روبي"، قصداً أم من غير قصد، مهمة بالعمل، أقلّه لمحاولة تلمّس جوانب من المجتمع اللبناني وعاداته وتنطقيده ومعايير الانفتاح فيه وكيفية قياسها والتعبير عنها. إلا حتى المشهدية واللغة والأفكار والمفاهيم المطروحة في النسخة الملبننة (أوالمعرّبة)، والتي تتضارب إلى حد كبير، تجعل من المحال تكوين صورة واضحة عن واقع الحال. فبين الظاهر والباطن، يتضح حتى ثمة شرخاً كبيراً من الصعب ترميمه، ما يجعل هذا المجتمع.

عرض على محطات فضائية وعربية، ينتهي عرضه السبت أوالأحد، بحسب محطات فضائية ومحلية.