معركة دنقلة الثانية
| معركة دنقلة الثانية | |||||
|---|---|---|---|---|---|
| جزء من الفتح الإسلامي | |||||
| |||||
| الخصوم | |||||
| الخلفاء الراشدين | مملكة مقرة | ||||
| القادة والزعماء | |||||
| عبد الله بن سعد | كالديندوروت | ||||
| القوات | |||||
| 5,000 men including cavalry and a catapult | عدد غير معلوم من الرماة | ||||
| الخسائر | |||||
| غير معلومة لكنها ثقيلة | غير معلومة | ||||
معركة دنقلة الثانية أوحصار دنقلة أومعركة النوبة، هي صراع عسكري بين القوات العربية المصرية في عصر الخلفاء الراشدين والقوات النوبية المسيحية في عام 652. انهت المعركة التوسعات الإسلامية في النوبة، وأسست علاقات تجارية وسلام تاريخي بين العالم الإسلامي والمسيحي في أفريقيا. ونتيجة لذلك، أصبحت مقورة قادرة على النمولتصبح قوة اقليمية استطاعت السيطرة على النوبة لأكثر من 500 عام.
خلفية
كانت المعركة من ضمن المعارك والفتوحات الإسلامية التي التي حفل بها شهر رمضان، في العام 31 هـ، والتي كان من أبرز آثارها معاهدة القبط التي كانت فاتحة خير على المسلمين في البلاد الأفريقية.
لما قام عمروبن العاص بفتح في مصر في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، أوفد عمروبن العاص حملة عسكرية بقيادة عقبة بن نافع لفتح بلاد النوبة التي تقع في جنوب مصر، لكن المسلمين فوجئوا في هذه المعركة بأن النوبيون يجيدون رمى السهام، فقد أصاب النوبيون من المسلمين عدد كبير بتلك السهام وأصيب كثير من المسلمين في حدق عينهم من جراء النبل فسموا (رماة الحدق).
المعركة
سار عبد الله بن سعد بقوة قوامها 5.000 رجل، مجهزة بالمنجنيق، إلى دنقلة عاصمة مملكة مقورة في عام 651. ثم قام بحصار المدينة، ووضع جنوده في وضع حرج بعد أنا أصابتهم سهام الرماة النوبيين من على أسوار المدينة.
النتيجة
كان من نتيجة هذه الحملة حتى تم التوافق على هدنة بين المسلمين والنوبيين، واستمر الصلح حتى كان عصر خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وكان قد عزل عمروبن العاص عن مصر وولى مكانه عبد الله بن أبى سرح، فنقض النوبيون الصلح وهاجموا صعيد مصر، فما كان من ابن أبى سرح إلا حتى خرج في جيش تعداده عشرين ألف مقاتل وسار إلى دنقلة عاصمة النوبيين وحاصرها وضربها بالمنجنيق حتى استسلموا وطلبوا الصلح.
وتصالح المسلمون والنوبيون في شهر رمضان من العام الحادي والثلاثين بعد الهجرة على بنود من أهمها:
1- حفظ من هبط بلادهم من مسلم أومعاهد حتى يخرج منها.
2- رد من لجأ إليهم من مسلم محارب للمسلمين وإخراجه من ديارهم.
3- حفظ المسجد الذي بناه المسلمون في فناء المدينة وألا يمنعوا منه مسلما. 4. حتى يدفعوا للمسلمين جميع عام ثلاثمائة وستون رأسا من أوسط رقيق بلادهم، وكان القوم مشهورين بكثرة الرقيق عندهم.
5- في لقاء ذلك لهم عند المسلمين أمان فلا يحاربونهم ولا يغزونهم.
وقد قيل إنه في لقاء الرقيق الذي يأخذه المسلمون منهم يعدونهم بدلا منه قمحا وعدسا، هذا كان العهد الذي تم بين المسلمين وأهل النوبة، وقد حمل هذا الصلح إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان عنه فأقره.
وإن هذا لعهد إذا أمعنَّا النظر فيه وتأملناه جيدا نرى في بنوده معالم للسياسة الشرعية في الإسلامية ومعالم واضحة للعلاقات الخارجية للدولة الإسلامية.
فنرى حتى رد النوبيين المسلم المحارب للمسلمين وإخراجه من ديارهم يعد أمرا هاما جدا، فهويمنع من تكتل وتجمع الخارجين عن النظام الشرعي للدولة الإسلامية وعلى ولاة الأمر الذين يحكمون بما أنزل الله، وبالتالي لا تكون هذه الجهة مركزا للاعتداء على الدولة الإسلامية من بعض الأفراد الخارجين على ولاة الأمر، وبالتالي حماية الدولة الإسلامية والتأكيد على وحدتها.
ونرى حتى حفظهم للمسجد الذي بناه المسلمون في فناء المدينة هوالأثر الأهم والنتيجة الأعظم لهذا الصلح الطيب، فوجود المسجد وعدم التعرض للمسلمين في المدينة يعنى انتشار الإسلام بين الناس، ولأن المسجد في الإسلام مكانته عظيمة وهومنطلق الدعوة ومركزها وكان أول شيء يقوم به المسلمون في أي مكان يخلونه هوبناء المسجد اقتداء بنبيهم صلى الله عليه وسلم الذي بنى مسجدا بالمدينة بمجرد وصوله إليها، ومع اشتراط حفظهم لمن يدخل بلادهم من المسلمين فهذا يعني انتشار الإسلام بسهولة ويسر، حيث حتى تجار المسلمين والمسافرين الذي لا يتوقفون عن الحركة على مدار العام سيعملون على دعوة الناس إلى الإسلام، في حين حتى هؤلاء النادىة من التجار وغيرهمقد يكونون في مأمن طالما كانوا في أرض النوبة فلا يتعرض لهم أحد.
لقد كان لهذا الصلح أثر عظيم في انتشار الإسلام في بلاد السودان وجنوبها، لقد استغل المسلمون الأوائل هذه المعاهدة في نشر الإسلام في تلك البلاد، وكان المسجد الذي بناه المسلمون في فناء دنقلة مركزا لنشر الإسلام في بلاد النوبة وجنوبها، وإن هذا الصلح ليؤكد كذب الذين يدعون بأن انتشر بحد السيف؟! فليخبرونا إذاً كيف من الممكن أن أسلم أهل النوبة والسودان وتلك البلاد النائية في أفريقيا التي لم تصلها جيوش المسلمين في أي عصر من العصور.
انظر أيضاً
- مملكة مقرة
- معركة دنقلة الأولى
- الخلفاء الراشدين
- عبد الله بن سعد
المصادر
- ^ Clark, page 565
- ^ Hrbek, page 103
- ^ مجدي داود. "معركة النوبة فتح من الفتوحات الرمضانية". مسقط صيد الفوائد. Retrieved 2012-08-03.
- ^ Kissling, page 166
- ^ Burns, page 75
المراجع
- من معارك المسلمين في رمضان للعبيدي.
- الكامل في التاريخ لابن الأثير
- فتوح البلدان للبلاذري.
- Adams, William (1977). Nubia: corridor to Africa. Princeton: Princeton University Press. pp. 824 Pages. ISBN .
- Burns, James McDonald (2007). A History of Sub-Saharan Africa. Cambridge: Cambridge University Press. p. 418. ISBN .
- Clark, Desmond J.; Roland Anthony Oliver; J.D. Fage & A.D. Roberts (1975). The Cambridge History of Africa Volume 2 c. 500 B.C. - A.D. 1050. Cambridge: Cambridge University Press. p. 847. ISBN .CS1 maint: multiple names: authors list (link)
- Hrbek, I. (1988). UNESCO General History of Africa, Vol. III: Africa from the Seventh to the Eleventh Century (Abridged Edition). Berkeley: University of California Press. pp. 399 Pages. ISBN .
- Jennings, Anne M. (1995). The Nubians of West Aswan: Village Women in the Midst of Change. Boulder: Lynne Rienner Publishers. pp. 179 Pages. ISBN .
- Kissling, H.J. (1969). The Muslim World A Historical Survey Part III, The Last Great Muslim Empires. Leiden: BRILL. pp. 302 Pages. ISBN .
