ميتافيزيقا

عودة للموسوعة

ميتافيزيقا

ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا الموضوع
الفلسفة

بوابة  

الميتا فيزيقيا أوالميتافيزياء أوفهم ما وراء الطبيعة (باليونانية: μετα (ميتا) ويعني بعد أوما وراء وφυσική (فيسيكه) أي الطبيعة أودراسة الطبيعة) هي أحد فروع الفلسفة التي تهتم بدراسة المبادئ الأولى والوجود (الأنتولوجيا).

عمليا جميع المسائل التي لا يمكن تصنيفها ضمن الإطار الطبيعي (الفيزيائي الواقعي المادي تصنف ضمن إطار الميتافيزياء. هذا ما يجعل الميتافيزياء يتناول بدراسته الظواهر الروحية والنفسية ويدخل في مناقشة الظواهر الغريبة مثل الجن، الاشباح، والتخاطر.

الميتافيزيقا فرع من الفلسفة يتعلق بالطبيعة الأساسية للواقع، ويُسمى أيضًا فهم ماوراء الطبيعة. وهويهدف إلى تقديم وصف منظم للعالم وللمبادئ التي تحكمه. وخلافاً للعلوم الطبيعية التي تدرس مظاهر محددة من العالم، تُعدّ الميتافيزيقا علوماً استقصائية أكثر توسعاً في المظاهر الأساسية للموجودات. ويعتمد فهماء الميتافيزيقا على أنماط تحليلية تعتمد بدورها على المنطق الخالص عوضاً عن النهج التجريبي الذي يتبعه فهماء الطبيعيات. وقد ركز التكهن الخاص بما وراء الطبيعية، ـ دائما ـ على مفاهيم أساسية كالفضاء والزمن، والسببية، والهوية والتغيير، والاحتمالية والضرورة، والمتفردات والعموميات، والعقل والجسد.

التسمية

ظهرت حدثة ميتافيزيقا من الحدثة الإغريقية (Meta) التي تعني (ما وراء أوبعد) وحدثة (Physika) وتعني (الطبيعة) . وتشير الحدثة إلى العلوم المتنوعة عن الطبيعة والمادة في كتابات أرسطوفي العصور القديمة. وكان المقصود بحدثة (Meta) الإشارة إلى الفصول التي تلي مادياً الفصول التي خطها في الفيزياء في المجموعة المحررة بعد وفاته . حتى حتى أرسطونفسه لم يطلق لفظ الميتافيزيقا على هذه الأعمال . بل حتى أرسطوقد أطلق لفظاً مغايراً لهذه الأعمال وهو(الفلسفة الأولى) . ومن هنا كانت الحدثة لا تشير إلى التصنيف بل إلي الترتيب , كما أنها تدل على الطابع الفلسفي الذي احتوت عليه هذه المؤلفات مما أوجد الخلط بين الفلسفة والميتافيزيقا .


تعريف

الميتافيزيقا هي فرع من فروع الفلسفة التي تبحث في المبادئ الأولية للعالم ، وحقيقة العلوم . وتنقسم اهتمامات الميتافيزيقا إلى دراسة طبيعة الوجود ، وتفسير الظواهر الأساسية في الطبيعة ، ومستويات الوجود ، وأنواع الكيانات الموجودة في العالم والعلاقة بينها . كما تختص بدراسة الكون ونشأته ومكوناته . هذا بالإضافة إلى دراسة التصورات التي يتمثل بها الإنسان رؤيته للكون بما فيه الوجود ، الزمان والمكان ، قانون العلة ، الاحتمالات . وقد عهد باومجارتن ألكسندر جوتليب الميتافيزيقا في كتابه ميتافيزيقا 1957 "أنها الفهم الذي يفهم الأسس الأولى أوالمبادئ الأولى التي تقوم عليها الفهم الإنسانية ، وهذه الأسس هي أسس أنطولوجية (مفهوم الوجود) وكوزمولوجية (مفهوم الكون) ونفسية ولاهوتية" .

وأشارت حدثة فلسفة لا إلى الميتافيزيقا وإنما إلى فهم المنطق والأخلاق والفيزياء والتي صنفها الرواقيون على أنها مجموع العلوم الفلسفية . وقد أطلق أرسطولفظاً مغايراً للميتافيزيقا والفلسفة معاً ألا وهوالفلسفة الأولى ومن هنا نبع السؤال : هل الفلسفة ميتافيزيقا أم أنها فلسفة أولى تقوم على دراسة الموجود بوصفه موجود كما تقوم على دراسة المنطق الأكثر ارتفاعاً أوعلواً عما هوموجود. إذا الميتافيزيقا تتداخل بشدة مع جميع فرع من فروع البحث الفلسفي ، كما أنها تهتم بدراسة أسئلة فلسفية تتعلق بالطبيعة والبنية العامة للعالم الذي نعيش فيه ، فعندما نتناول مشكلات في فلسفة فهم النفس ، أوفلسفة الرياضيات ، أوفلسفة الدين ، سرعان ما نقابل حتماً قضايا وتساؤلات ميتافيزيقية .

إن التأمل المسمى بالميتافيزيقى ليس في الحقيقة سوى أصفى شكل من الميل إلى الوحدة وسد الثغرات الموجودة في لوحة الكون والبحث عن تفسير موحد عن العالم خارج نطاق الفهم وهذا ما أشار إليه الأمريكي و.جامس بقوله : "ليست الميتافيزيقا سوى مسعى بالغ التصلب والعناد للتفكير بصورة واضحة ومتماسكة . كما أنها تعني طريقة خاصة في التفكير الفلسفي لتجاوز استنتاجات العلوم في القيمة والمدى" .

ومن هنا نرى حتى الميتافيزيقا مصطلح يشير إلى الفهم الأساسية بالموجود بوصفه موجوداً في كليته ، كما أنها تبحث في الفكر والوجود والمطلق بالإضافة إلى اهتمامها بالنواحي الخارجة عن إطار الحس والمشاهدة المادية والتي لها القدرة على هجر بصماتها على الثقافة المجتمعية وخلق مفاهيم ومعتقدات تؤثر على العادات والأعراف السائدة للمجتمعات . وترتبط الميتافيزيقا بالذاكرة الجماعية للشعوب من خلال الأديان والأنظمة العقائدية . والأساطير المقدسة والوقائع التي حدثت في الماضي السحيق في زمن البدايات وغالباً ما تحكي واقعاً أوخيالاً ، وهي تفرض نفسها على معتنقيها من خلال نسق تام من المعتقدات يتم توارثه عبر الأجيال بطريقين الأول بشكل إرادي واع نتيجة للتأثير الذي يمارسه جميع جيل على أفراده بواسطة التعليم والتربية والثاني بشكل تلقائي لا إرادي ولا واع وهوما أسماه محمد حسين دكروب الذاكرة الجماعية والتي يؤكد أنها هي الأساس الرابط للمجتمع فهي تعمل على تحديد مجمل البنى التشكيلية كأنساق ثقافية لا واعية تعطي دلالة ومعنى لما هوأسطوري أوتاريخي أوواقع في حياة الشعوب . إنها تعطي القواعد المنظمة للعلاقات الاجتماعية والثقافية بشكل معين مستمد مما تختزنه الذاكرة الجماعية من ماضيها السحيق من بنية وجودها التاريخية اللاواعية.

فروع الميتافيزيقا

قسم أرسطوالميتافيزيقا إلي ثلاثة فروع رئيسية بالإضافة إلى بعض الأجزاء الصغيرة المتعلقة بالمعجم الفلسفي ، وبعض ما استخلص من علوم الطبيعة ، والتي تعتبر الآن الفروع التقليدية للميتافيزيقا . وكانت هذه الفروع هي اللاهوت الطبيعي (مفهوم الإله) ، الكوزمولوجيا (العلوم الكونية)، الأنطولوجيا (مفهوم الوجود).

=اللاهوت الطبيعي

اللاهوت الطبيعي Nature Theology ويختص بدراسة الإله وجوده وطبيعته ، ويحتوي كذلك على الكثير من الموضوعات المتضمنة لطبيعة الدين ، وتصورات نشأة الكون ، ووجود المقدس ، والأسئلة الخاصة بالخلق ، والروحانيات ، وكل ما يخص الكيان الإنساني بوجه عام .

حاول الكثير من الفلاسفة واللاهوتيين إثبات وجود الله . حيث يرجعون ذلك إلى ضرورة وجود محرك أول . أويمكن حتى نقول حتى العالم في مجموعه يظهر كحادث (لا يملك في ذاته سبب وجوده) ونخلص من ذلك إلى وجود كائن تامقد يكون "علة ذاته" . ويمكنه أيضاً حتى نشير إلى وجود انسجام في الكون لا يمكن حتى يفسر إلا بعمل خالق أومنظم عاقل للكون .

إن مفهوم الإله لا يرتبط بمفهوم كائن علوي بقدر ما يرتبط بمفهوم نظام أعلى للأشياء يتحكم بالعالم الذي نعهده. ومن هنا يمكن القول بوجود ثلاث رؤى أساسية هي كالتالي : إما القول بعدم وجود هذا النظام أوالقول بوجوده أوالقول بأنه آخذٌ في التحقق والحدوث . ويسمى الموقف الأول بالإلحاد Atheism . أما الثاني فيتجلى بوجهين ، فيعتبر النظام المفترض كنظام خاص بالطبيعة (الأحادية Pantheism) أوكنظام خارج عنها. وأما الثالث فيقبل هجريبة معينة من الجواهر .

وقد اختلفت الأفكار والتصورات حول معنى الإله أوالمطلق عبر العصور ، أدى ذلك إلى ظهور نظم عقائدية مختلفة ومتنوعة سادت بين أمم وحضارات العالم منذ قديم الأزل إلى الآن . تنوعت هذه النظم العقائدية ما بين الأديان والأساطير ، التي تحولت إلى عقائد آمن بها البشر وصدقوها ووثقوا فيها ثقة مطلقة وبما تحتويه من مبادئ وتعاليم . كما أخذوا منها تصوراتهم للكون ولعلة الخلق ولأسباب الوجود ولطبيعة الإله . وقد شكلت هذه التصورات تمثلهم للأشياء ، كما كانت هي الجوهر الأساسي لأفكارهم ويقينياتهم .

الكوزمولوجيا

الكوزمولوجيا Cosmology تختص بدراسة المبادئ الأولى التي اعتمدها أرسطوكأساس لكل الاستفهامات والتساؤلات حول الكون ، كما تتعامل مع العالم بصورة كلية وتدرس "الظواهر" و"الفراغ" و"الزمن" . وظهرت هذه الرؤية عبر التاريخ في الأساطير والأديان وفيما وراء العلوم الفيزيقية ، واستخدمت المناهج الفلسفية للوصول إلى تصور لطبيعة الكون من خلال دراسة بعض الأطروحات كالسببية ، الجوهر ، الأنواع والعناصر ، المادة .

يقول كارل ساجان مؤلف كتاب الكون : "إن الكون هوجميع ما موجود وما عثر وما سيوجد ، وأن أبسط تأمل في الكون يحرك مشاعرنا ويخفت بداخلنا الصوت ويسيطر علينا إحساس بالدوار كما لونتذكر أشياء بعيدة أونسقط من ازدياد ما ، فنحن نفهم أننا نقترب من أعظم الأسرار" . يطرح مجتمع جميع حضارة سؤالاً هو: من أين البداية ،يا ترى؟ وهوالنواة التي يدور حولها محور فهم الكونيات Cosmology وهوامتداد لسؤال أقدم وأهم هوعن أصل الذات Ego أومن أين أتيت ،يا ترى؟ وهوما سبب الاضطراب أمام عقلية الجنس البشري منذ الأزل ، قدم مجتمع جميع حضارة تفسيره عن أصل الكون وخلق العالم ، سميت هذه التفسيرات بنظريات الخلق Theories of Creation ، منها من مضى بأن منظومة الخلق (الكون ، الأرض ، الحياة ، الإنسان) حدثت بعمل تدخل علوي ، أوبعمل خلق مباشر من العدم Ex-nihilo ، أوكما تطرح الرؤى الإغريقية إنها انبثاق لهذا النظام من فوضى Choas بينما تتفق جميع الأديان السماوية على معتقد مشهجر يفيد بأن هذه المنظومة نشأت نتيجة تدخل وإبداع إلهي علوي من قبل ذات فوق طبيعية تدعى يهوه أوإلوهيم أوالرب أوالله ، والمؤمنون بهذه النظرية من معتنقي الأديان السماوية لا يجدون تعارضاً بينها وبين الحقائق الفهمية ، تتباين هذه النظرية الدينية مع نظرة أخرى تفسر الأمور والظواهر في سياق الفهم تدعى (تحكم الطبيعة) حيث تنظر للأمور في إطار مادي إلحادي دون أي اعتبار لوجود ديني أوروحاني ، تعد أشهر نماذج نظريات ورؤى الخلق والتكوين هي : الخلق بواسطة كائن علوي أومن خلال الانبثاق من الأرض أوبواسطة والدي العالم أومن البيضة الكونية أومن العدم أوبواسطة غواصي الأرض أونتيجة حرب الآلهة .


الأنطولوجيا

الأنطولوجيا Ontology وتختص بدراسة طبيعة الوجود (Being) ، (Existence) أوالحقيقة بشكل عام, بالإضافة إلى تعريفات وتصنيفات لمستويات الوجود الأساسية وعلاقاتها المتنوعة ، بالإضافة إلي تعريفات مثل الكينونة (Entity) ، وغيرها من التعريفات ، سواءً كانت فيزيقية أوعقلية ، وطبيعة خواصها ، وطبيعة تغيرها وقد اعتاد المفكرون تصنيفها كفرع رئيسي من فروع الفلسفة المعروفة بالميتافيزيقا.

تناقش الانطولوجيا الأسئلة الخاصة بالكينونات الموجودة , والتي يمكن حتى توجد , وطرق تصنيفها بناء علي التدرج الحجمي أوالتشابه والاختلاف.

الانطولوجيا هي الاستفهام عن الوجود بوصفه إلي أي حد كونه موجود أوعن الوجود بصفه عامة . كما أنها تسعي للتعهد علي الحقائق المحددة المستمدة من أشياء بعينها أوالتعهد علي العلاقات المرتبطة بهذه الأمور, وبتحديد أكثر فالانطولوجيا تختص بتحديد ما إذا كان بعض مستويات الوجود أساسية ، والسؤال عن أي عناصر هذه المستويات بوصفه موجوداً.

إن حدثة الوجود نفسهاExistence مشتقة من الحدثة اللاتينية Existere التي تعني الخروج من شيء ما بمعنى الخروج من الحالة التي يتواجد عليها الشيء ليضع نفسه حيث لم يكن من قبل . الوجود في الفلسفة هوموضوع لدراسة الميتافيزيقا وبشكل أدق الأنطولوجيا ويمكن حتى يفهم الوجود أنه عكس اللاوجود . وعلى سبيل المثال حتى الشخص يمكن حتى يسأل لما يوجد شيء بدلاً من اللاشيء ،يا ترى؟ حيث حتى الشيء يشير على الوجود بصورة غير مباشرة, وما يهم الميتافيزيقيون بشكل رئيسي ليس السؤال الفهمي الخاص بكيفية عمل الكون ، ولكن كيف من الممكن أن يتمثل الكون . ويجب علينا ألا نخلط بين مقولة الوجود العقلي والوجود المادي ، حيث حتى الوجود العقلي هوالفكر الخالص أوالعدم ، أما الوجود المادي فهومقولة تدل على شيء يعتبر جزء من الكون له علاقة بجميع الأمور الأخرى الموجودة ، وهويشكل جزءاً من نظام أوشبكة العلاقات التي نسميها الكون ، فالوجود المادي ليس الوجود فحسب وإنما هوالوجود المدعوم بالأساس ، لأن جميع موجود له أساس في موجود آخر ، فهوبدوره مدعوم بوجود ثالث . إلى غير ذلك نجد حتى الوجود المادي شيء أكثر تعقيداً وعمقاً باعتباره فكرة غنية مركبة يظهر متأخراً في سير الجدل عن الوجود المجرد .

الفضاء والزمن (الوقت)

عندما يرغب الفلاسفة في فهم طبيعة الكون، فإنهم يبدأون بدراسة طبيعة الفضاء والزمن والأسئلة التالية: ¸هل بالإمكان حتى يوجد زمن دون تغيير؟· و¸هل الفضاء شيء متميز عن الأجسام في الكون؟·. هذان السؤلان وما يماثلهما من أسئلة ترد في مجال الميتافيزيقا. وقد ناقش فهماء الميتافيزيقا مقولة حتى الزمن والفضاء يُعدّان من الأمور المطلقة ـ أي أنهما مستقلان عن أي تغير في ترتيب محتويات الكون. ولكن طبقاً للتقدير النسبي، فإن كلاً من الزمن والفضاء يمكن قصرهما على العلاقات القائمة بين الأمور في الكون.

السببية

تحاول نظريات السببية الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بكيفية وأسباب وقوع الأحداث. وترتبط السببية ارتباطاً وثيقاً بالمشكلات المتعلقة بالحتمية والإرادة الحرة. وتنص الحتمية على حتى القوانين السببية الصارمة تتحكم في الأحداث، بما في ذلك الأفعال الإنسانية. وتَدَّعي النظريات المتعلقة بالميتافيزيقا غير الحتمية أنَّه ما من مسببات خارجية تتحكم بالأحداث. وتنص هذه النظريات على حتى الناس يختارون أفعالهم بكل حرية، وأنهم بإمكانهم اختيار عكس ما اختاروه عمليًا في أى موقف .

الهوية والتغيير

تساعد دراسة العلاقة بين الهوية والتغيير الفهماء على فهم كيفية استمرار الأمور عبر الزمن، على الرغم ممايبدوأنها تتغير. ويقر معظم الناس حتى الأجسام يمكن حتى تتغير دون حتى تتحول لأشياء أخرى. فمثلاً لن تحوّل طبقة من الدهان منزلاً ما إلى منزل آخر، ومن ثم فإن المدى الذي يمكن حتى تحدث فيه التغيرات دون حتى تدمر الجسم الأصلي يظهر غير واضح. ولذا فإننا إذا استبدلنا بشكل تدريجي جميع أجزاء بيت ما ، فإننا سنكون كمن بنى ببطء شديد بيتاً جديداً مكانه. وتميز بعض النظريات الخاصة بما وراء الطبيعة بين شكل الجسم أوالتنظيم والمادة التي صُنع منها. وتقول تلك النظريات إذا الشكل يستمر عبر الزمن ويضمن هوية الجسم عبر التغيرات.

الاحتمالية والضرورة

عندما يرغب الفلاسفة في فهم كيفية قيام الناس بإطلاق الأحكام عن الحقيقة، فإنهم يقومون بفحص مفاهيم الاحتمالية والضرورة. وترتبط الأسئلة بموضوعات تتعلق بالحقائق ذات الضرورة الثابتة والحقائق الطارئة (المشروطة). فحقيقة وجود تسعة كواكب في نظامنا الشمسي، هي حقيقة طارئة، لأنه قد يحدث هناك عشرة كواكب، وقد لايكون هناك أي كوكب. ومن ناحية أخرى، تُعد حقيقة حتى 2 + 2 = أربعة حقيقة ذات أهمية ثابتة؛ لأنها لايمكن حتى تكون على نحوآخر. وعندما يميز الفلاسفة بين الاحتمالية والضرورة، فإنهم بإمكانهم اعتبار ما إذا كانت هناك خواص ذات أهمية للأجسام. وإذا كانت حقيقة حتى شيئا ما يمتلك خاصية معينة، حقيقة ذات أهمية ثابتة، فإن الفلاسفة يسمون تلك الخاصية الخاصية الضرورية. ومن ثم، فإن كون الكلاب من ذوات الدم الحار، خاصية ضرورية في الكلاب ، بينما يُعدّ اللون البْنّي خاصية غير ضرورية للكلاب نفسها.


المتفردات والعموميات

يقود التفكير في طبيعة الأجسام وخواصها الفلاسفة غالبا إلى مناقشات تتعلق بالعموميات والخصوصيات. والعمومي هوالشيء الذي تشهجر فيه أشياء كثيرة منفصلة. أما الشيء المتفرد فهوجسم يمتلك خصائص كثيرة . عملى سبيل المثال ، تُعد خاصية الاحمرار خاصية شائعة لدى الكثير من الأفراد. ولذا، فإن بعض فهماء الميتافيزيقا يعتقدون حتى هناك احمراراً عاماً تشهجر فيه أشياء كثيرة. ولذا فإنه، طبقا للنظرية الواقعية ، فإن الاحمرار العام أكثر من المجموع الكلي لجميع الأمور الحمراء. ولدى المفارقة ، فإن النظريات التي تقوم على أساس حتى العموميات ليس لها وجود حقيقي، تدعي أنه لا وجود لاحمرار كليّ وأن حدثة أحمر هي مجرد حدثة يطلقها الناس على جميع ماهوأحمر في العالم .

العقل (الذهن) والجسد

تنشأ مشكلات ميتافيزيقية عديدة من ملاحظة حتى كلاً من العقل والجسد يتفاعلان بالرغم من أنهما يبدوان وكأنه لا يوجد شيء مشهجر يجمع بينهما. وهذه المشكلات يمكن حتى تصاغ في أسئلة مثل: ¸هل العقل شيء عضوي؟· و¸هل عقول الناس تتطابق وأدمغتهم؟·. تقول نظرية الثنائية: إذا العقل والمادة شيئان متباعدان عن بعضهما أساساً. وإحدى المشكلات الرئيسية للنظرية الثنائية تكمن في توضيح كيف من الممكن أن يمكن لعملية عضوية حتىقد يكون لها تأثير غير عضوي، أوكيف من الممكن أن يمكن للأحداث العقلية حتى تُسفر عن نتائج في العالم العضوي. أما الأحادية فترفض معترفة حتى العقل والمادة شيئان مختلفان. والأُحادية إما أنْ تكون مادية بمعنى التأكيد على وجود المادة وحدها، أومثالية تدعي أنّ العقل هوالأساس لكل شيء .

آراء حول علوم الميتافيزيقا

دفع الفشل الواضح في عدم التوصل إلى اتفاق عام حول قضايا الميتافيزيقا بعض الفلاسفة إلى الإصرار على حتى هذه المسائل فوق طاقة البشر، وأن أحداً لايمكنه الإجابة عنها. وفي أوائل القرن العشرين، ذكر الفلاسفة الذين أطلقوا على أنفسهم اسم الوضعيين المنطقيين حتى مسائل الميتافيزيقا لامعنى لها، لأنه لايوجد هناك مرشد كاف يحتمل حتى يقرر ماهيتها بشكل أوبآخر.

لقد كان النقد الذي وجهه الوضعيون (اليقينيون) لعلوم الميتافيزيقا مقبولاً على نطاق واسع في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين. إلا حتى معظم الفلاسفة الآن أقل ميلاً لاستبعاد نظريات الميتافيزيقا. فلا يوجد هناك إجابات سهلة لمسائل الميتافيزيقا. ومن ثم، فإن الفلاسفة يعتقدون الآن حتى بإمكانهم الحكم على هذه النظريات من خلال مدى استجابتها للبدهيات الخاصة بالناس، واقترابها من النظريات الفهمية المقبولة من أجل تقديم نظرية موحدة للعالم.

التاريخ

كانت الميتافيزيقا هي الجزء الرئيسي للدراسات الأكاديمية والمدرسية حتى قبل عهد أرسطو. كما اعتبرت "ملكة العلوم" حيث أنها لا تقل أهمية عن العلوم الفيزيقية كالطب ، والرياضيات ، والشعر ، والموسيقى.

أول من عهد كميتافيزيقي تبعاً لتعريفات أرسطوكان طاليس الذي عهد بمفهومه الأصل أوالمصدر "المبدأ الأول" والذي أرجع أصل الكون إلى عنصر "الرطوبة" الذي ترجم فيما بعد "بالماء" . كما ظهرت فكرة المبدأ الأول في أفكار بعض الفلاسفة أمثال أنكسيماندر وأنكسيمينس . وقد أشار طاليس بأن الكون له تكويناً وهجريباً متناغماً ومتسقاً ، كما أنه يخضع للفهم العقلي . وقد رأى بارمينيدس الأيلي حتى فكرة تعدد الأمور الموجودة وتغير أشكالها وحركاتها ما هي إلا مظهر لحقيقة واحدة أبدية "الوجود" الذي أدى إلى ظهور مبدأ بارمينيدس "الكل واحد" الذي ظهر من قبل في الفلسفات الهندية. من خلال هذه النظرة للوجود فقد مضى إلى حتى جميع الانادىءات للتغير أوبعدم الوجود غير منطقية . ويعتبر بارمينيدس أحد أبرز مؤسسي الميتافيزيقا .

تمثل الميتافيزيقا لب الفلسفة . وقد اتخذت دراسة الواقع موضوعاً لها ، من حيث طابعه الأساسي ونظامه وما يدور فيه . وبدت الميتافيزيقا في نظر أرسطودراسة مفردة شاملة لما هوأساس في الوجود برمته . وقام أرسطوبتصنيف جميع الأمور وإدراجها تحت مقولات كالجوهر والكيف والمقدار . فلقد أراد أرسطوفهم الطبيعة الأساسية للواقع وحقائقه القصوى والمبادئ الأولى والماهية الكامنة .

كانت الميتافيزيقا قبل عصر النهضة هي عنصر الفهم الرئيسي والمصدر الأكيد لفهم الماورائيات والفهم الوحيد الذي يحمل الإجابات عن الكون والإله والوجود والمطلق . كما سجل عمانويل كانط في كتابه "نقد العقل المحض" حتى الميتافيزيقا بوصفها فهم نظرية يصوغها العقل صياغة معزولة عزلة تامة تقفز تماماً فوق تعاليم الخبرة . فالعقل وحده غير قادر على تقديم الدليل على وجود الله كما أنه غير قادر على تفسير الكون والوجود, أي أنه غير قادر على فهم أوتفسير المطلق .

بدأت الفلسفة منذ القرن السابع عشر في إضافة تصورات وفلسفات حديثة ، ونظراً للقفزات التي قفزتها الميتافيزيقا ، فقد أضيفت المشاكل التي لم تعتبر أصلاً في إطار الميتافيزيقا إلى صلبها . بينما بعض المشكلات الأخرى والتي اعتبرت مشكلات ميتافيزيقية على مدى قرون أصبحت الآن تحال إلى مذاهب فلسفية منفصلة ، مثل فلسفة الأديان ، فلسفة العقل ، فلسفة اللغة ، فلسفة الفهم .

وفي بعض الحالات الأخرى ، أصبحت موضوعات الميتافيزيقا تقع بالكلية في علوم مثل علوم الفيزياء والطبيعة ، التي جعلتها جزء منها ، كما وقع في نظرية النسبية في النصف الأول من القرن العشرين للعالم والفيلسوف ألبرت أينشتين .


انظر أيضاً

  • حرية الإرادة
  • الفلسفة
  • المادية
  • الفلسفة الوضعية
  • المثالية
  • Absurdism
  • Advaita
  • Avicennism
  • Buddhist philosophy
  • Common-sense metaphysics
  • Cosmology
  • David Chalmers
  • Dvaita
  • Dualism
  • Epistemology
  • وجودية
  • Idealism
  • Jaegwon Kim
  • الفلسفة الجاينية
  • سول كريپكه
  • Logical positivism
  • المادية
  • Metaethics
  • Metaphysicians
  • Metaphysics (Aristotle)
  • Metaphysics of Quality
  • Monism
  • New Age
  • New Thought Movement
  • العدمية
  • Ontology
  • 'Pataphysics
  • Personal Identity
  • فلسفة
  • فلسفة اللغة
  • فلسفة الرياضيات
  • فلسفة العقل
  • فلسفة الفيزياء
  • فلسفة الدين
  • Pluralism
  • Pratitya-samutpada
  • Realism
  • Quantum metaphysics
  • ويلارد ڤان اورمان كواين
  • Reason
  • الواقع المحاكى
  • Substance
  • طاوية
  • Theology
  • نظرية جميع شيء
  • الزمن
  • السفر عبر الزمن
  • Transcendence
  • Transcendental Phenomenology
  • The elimination of metaphysics (Vienna Circle)
  • ڤدانتا

الهامش

المصادر

  • الموسوعة المعهدية الكاملة

نطقب:موضيع فلسفية

تاريخ النشر: 2020-06-04 11:26:51
التصنيفات: ميتافيزيقيا, فيزياء, فروع الفلسفة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

السيسي مخاطبا جنودا بالجيش المصري: الدولار هيبقى تاريخ

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-01 21:17:52
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 97%

فيورنتينا يعمق جراح إنتر ميلان (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-01 21:18:05
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 99%

ترمب يؤكد أنه يكرهه.. من هو القاضي خوان ميرشان؟

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-01 21:19:47
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 99%

طفل يسقط في بئر عميقة.. شاهد حادثة ريان تتكرر في كوباني

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-01 21:19:32
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 90%

إصابة 3 إسرائيليين في عملية دهس بالخليل.. وتحييد المهاجم

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-01 21:18:33
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 98%

زلزال بقوة 5.1 درجة يضرب جنوبي إيران.. ولا إصابات

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-01 21:19:52
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 89%

فريق ترمب القانوني يدرس طلب نقل قضيته من مانهاتن

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-01 21:19:45
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 94%

وسائل إعلام: إصابة مستوطنين إسرائيليين بعملية دهس شمال الخليل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-01 21:17:53
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 100%

توخيل يقود بايرن إلى سحق دورتموند

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-01 21:20:38
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 93%

شاهد.. تسجيل هدف من منتصف الملعب بعد هفوة من حارس المرمى

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-01 21:18:06
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 85%

إعلام كردي: استئناف تصدير النفط من إقليم كردستان العراق خلال 48 ساعة  

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-01 21:18:34
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 90%

أستون فيلا يواصل تألقه ويهزم تشيلسي

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-01 21:20:47
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 98%

تحميل تطبيق المنصة العربية