فولتير في ألمانيا

عودة للموسوعة

فولتير في ألمانيا

ڤولتير في ألمانيا 1750-1754

لقد رضى حتى هوعن استقباله. فقد اصطنع فردريك العادات الغالية في الترحيب به. خط فولتير لريشليويقول "تناول يدي ليقبلها، وقبلت أنا يده، وقلت إنني عبده"(93). وأفرد له مسكن أنيق في قصر سانسوسي، فوق الجناح الملكي مباشرة. ووضعت خيول الملكة ومركباته، وحوذيوه، ومطبخه، تحت تصرفه. وأحاط به أكثر من عشرة خدم يغالون في العناية به، وخطب وده عشرات الأمراء، والأميرات، والنبلاء، والملكة ذاتها. وقد عينه الملك كبيراً لأمنائه براتب قدره عشرون ألف فرنك في السنة، ولكن أبرز واجباته كان تسليم الفرنسية في شعر فردريك وكلامه. ولم يتقدمه في حفلات العشاء غير الملك. ومضى زائر ألماني إلى "أن مطارحاتها أطرف ألف مرة من أي كتاب"(94).

وقد نطق فولتير بعد ذلك مستحضراً هذه الأحاديث "لم يحظ مكان آخر في الدنيا بحرية أكبر في الحديث عن خرافات الإنسان"(95).

وقد انتشى طرباً بهذا كله. فخط إلى دارجنتال (سبتمبر 1750) يقول:

إنني أجد مرفأ ألجأ إليه بعد ثلاثين عاماً من العواصف. أجد حماية ملك، وحديث فيلسوف، وخلالا لطيفة لإنسان محبوب، كلها مجتمعة في رجل ظل ستة عشر عاماً يتوق إلى تعزيتي عن عثرات حظي وتأميني من أعدائي... هنا أطمئن إلى مصير هادئ إلى النهاية. وإذا جاز للإنسان حتى يطمئن إلى أي شئ، فهوخلق ملك بروسيا(96).

وخط إلى مدام دنيس يطلب إليها حتى تحضر وتعيش معه في فردوسه. على أنها بحكمة آثرت باريس والعشاق الأصغر، فحذرته من إطالة المكث في بلين. ونطقت في خطابها إذا صحبة السلطان لا يؤمن جانبها، فهويغير رأيه ويبدل محاسيبه، وعلى المرء حتىقد يكون على حذر دائماً من حتى يعارض مزاجه أوإرادته، وسيجد فولتير نفسه إذا عاجلا أوآجلا خادماً وسجيناً أكثر منه صديقاً(97).

وأوفد الفيلسوف الأحمق الخطاب إلى فردريك فخط له هذا الرد (23 أغسطس) وهوكاره حتى يفقد الغنيمة التي ترغب الظفر بها:

قرأت الخطاب الذي خطه ابن أختك من باريس. وإني لأقدر لها الود الذي تكنه لك. ولوكنت مكان مدام دنيس لفكرت كما تفكر، أما وأنا ما أنا، فإني أفكر بطريقة أخرى. وإنه ليحزنني حتى أكون سبباً في تعاسة عدو، فكيف إذن أبغي بلية رجل أقدره، وأحبه، يضحي من أجلي ببلده وكل ما عزيز على الإنسانية، لا يا عزيزي فولتير، لوأنني تبينت حتى انتنطق إلى هنا سيحلق بك أقل أذى لكنت أول من يثنيك عنه. وإني لأوثر سعادتك على سروري المفرط بتملكك. ولكنك فيلسوف، وكذلك أنا، فأي شئ إذن أكثر طبيعية، وبساطة، وتمشياً مع نظام الأمور، من حتى يمنح فلاسفة خلقوا ليعيشوا معاً، تربطهم دراسات واحدة، وميول واحدة، وكيفية تفكير مشابهة، يمنح بعضهم بعضاً هذا الإشباع لرغباتهم؟... إنني موقن بأنك ستكون سعيداً جداً هنا، وأنك ستعد أباً للأدب ولأصحاب الذوق، وأنك واجد في جميع التعزيات التي يمكن حتى يتسقطها رجل له كفايتك من رجل يقدره. مساء الخير(98).

ولم يقتضي تدمير هذا الفردوس من أكبر الفيلسوفين سناً أكثر من أربعة أشهر. لقد كان فولتير مليونيرا، ولكنه، لم يطق حتى يفوت عليه فرصة قد تضخم ثروته. ذلك حتى بنك سكسونيا كان قد أصدر أوراقاً سميت "شهادات إيراد"، هبطت إلى نصف قيمتها الأصلية. وقد اشترط فردريك في معاهدة درسدن دفع ثمن الأوراق التي اشتراها البروسيون، عند استحقاقها بقيمتها الاسمية مضىاً، واقتنى بعض البروسيين الخبثاء بعض هذه الأوراق بثمن بخس في هولندا ثم صرفوا ثمنها كاملا في بروسيا. وفي مايو1748 حظر فردريك هذا الاستيراد إنصافاً لسكسونيا. وفي 23 نوفمبر 1748 استدعى فولتير في بوتسدام مصرفياً يهودياً يدعى أبراهام هيرشي. وفي رواية هيرش حتى فولتير طلب إليه حتى يمضى إلى درسدن ويبتاع له بمبلغ 18,430 أيكوسا أوراقاً بثمن خمسة وثلاثين في المائة من قيمتها الاسمية. وزعم هيرش أنه نبه فولتير إلى حتى هذه الأوراق المالية لا يمكن جلبها قانوناً إلى بروسيا، وأن فولتير وعده بأن يحميه، وأعطاه خطابات تحويل على باريس وليبزج. وضماناً لهذه المبالغ أودع هيرش لدى فولتير ماسات من قبل بمبلغ 18,430 أيكوسا. ولكن فولتير ندم على هذه الاتفاقات بعد رحيل عميله، وقرر هيرش بعد وصوله إلى درسدن ألا يمضي في تطبيق العملية. وأوقف فولتير الدفع على خطابات التحويل، وعاد المصرفي إلى برلين. ويقول هيرش إذا فولتير حاول حتى يرشوه ليسكت، بشراء ماسات قيمتها ثلاثة آلاف أيكوس. وتنازعا على تقدير القيمة وأمسك فولتير برقية هيرش وصرعه(99)؛ فلما لم يتلق ترضية أكثر من هذا جعل السلطات تقبض عليه، وعرض النزاع على المحكمة علناً (30 ديسمبر). وفضح هيرش خطة فولتير لشراء الأوراق السكسنية، فأنكرها فولتير زاعماً أنه أوفد هيرش إلى درسدن لشراء فراء، ولكن أحداً لم يصدقه.

فلما سمع فردريك بهذه الورطة بعث برسالة غاضبة من بوتسدام إلى فولتير في برلين (24 فبراير 1751): لقد سرني حتى أستقبلك في بيتي؛ وقدرت عبقريتك، ومواهبك، وفهمك، وكان لي ما يبرر اعتقادي بأن رجلا في مثل سنك أعياه النضال مع الكتاب والتعرض للعاطفة يجئ إلى هذا المكان ليحتمي به احتماءه بمرفأ آمن.

ولكنك حين وصلت انتزعت مني بصورة غريبة بعض الشيء أمراً بألا أكلف فريرون بكتابة الأنباء من باريس، وكان من الضعف... ما جعلني أمنحك سؤلك، مع أنه ليس من حقك حتى تقرر أي الأشخاص يجب حتى أستخدم. وقد شعرت بأن باكولار دارنو(شاعر فرنسي في بلاط فردريك) أساء إليك، والرجل الكريم السمح كان يعفوعنه، أما المنتقم فيطارد أولئك الذين يطيب له حتى يبغضهم... ومع حتى دارنولم يسئ إلي بشئ، فإني طردته بسببك... ثم كانت لك مع يهودي خصومة هي أقذر الخصومات في الدنيا، وقد أثارت فضيحة رهيبة في طول المدينة وعرضها. ومسألة شهادات الإيراد تلك معروفة جيدا في سكسونيا حتى لقد شكوا لي شكاوي مرة.

وإنني من جهتي كنت محافظاً على الهدوء والسلام في بيتي حتى وصلت؛ وإني أنذرت بأنك إذا كنت مولعاً بالدس والتآمر فقد أخطأت اختيار من يعينك عليه. فإني أحب الناس المسالمين الهادئين الذين لا يشيعون في سلوكهم انفعالات الدراما المأساوية. فإن اعتزمت العيش عيشة الفلاسفة، فسيسرني حتى ألقاك، أما إذا أسلمت نفسك لكل سورات غضبك وانفعالك ودخلت في مشاجرات مع جميع الناس، فإنك لن تحسن إلي بمجيئك هنا، وخير لك حتى تبق في برلين.

وحكمت المحكمة لصالح فولتير. وأوفد إلى الملك اعتذارات ذليلة وعفا عنه فردريك، ولكنه نصحه بأن "يكف عن الشجار، سواء مع العهد القديم أوالجديد"(100). وبعدها أنزل فولتير بيتاً ريفياً لطيفاً يسمى "بيت المركيز" ويقع قرب سانسوسي. وأوفد له الملك تأكيدات باحترامه المجدد، ولكن حماقة فولتير لم تمضى به إلى حد الثقة بها. وبعث له الملك الشاعر قصائد يطلب إليه تهذيب فرنسيتها، وأضنى فولتير نفسه فيها كثيراً وأغضب محررها بإدخال تغيرات حادة عليها.

ونظم فولتير الآن قصيدته المسماة "في القانون الطبيعي"، وقد حاولت حتى تجد الله في الطبيعة، مقتدية في ذلك بطريقة الكسندر بوب على الأخص. وأهم من هذه القصيدة مضموناً قصيدة "عصر لويس الرابع عشر" التي أكملها وصقلها خلال تلك الأشهر ثم نشرها في برلين (1751). وكان حريصاً على الفراغ من طبعها قبل حتى يضطر لسبب ما إلى الرحيل عن ألمانيا لأنها لن تكون بمأمن من الرقابة على المطبوعات إلا في رعاية فردريك. خط إلى ريشليوفي 31 أغسطس" تفهم جيداً أنه ليس هناك (في باريس) رقيب صغير واحد للخط لا يعتبر تشويه عملي أومصادرته حسنة أوواجباً"(101). وحظر بيع الكتاب في فرنسا، وأصدر تجار الخط في هولندا وإنجلترا طبعات مسروقة لم ينقذوا عليها شيئاً؛ فإذا عهدنا هذا فهمنا حبه للمال فهماً أفضل. لقد كان عليه حتى يحارب "تجار الخط الأوغاد"(102) لا رجال الدين والحكومات فحسب.

و"عصر لويس الرابع عشر" أكثر أعمال فولتير وأمانة في الإعداد فقد خطط له في 1732، وبدأت في 1734، ونحاه جانباً في 1738، ثم عاد إليه في 1750. وقد قرأ له مائتي مجلد، وتلالا من المذكرات غير المنشورة، واستشار عشرات الناس ممن بقوا على قيد الحياة بعد العصر العظيم، ودروس الأوراق الأصلية التي خطها أبطال العصر أمثال لوفوا وكولبير، وحصل من الدوق دنواي على مخطوطات التي خلفها لويس الرابع عشر، ووجد وثائق هامة لم تستخدم إلى ذلك الحين في دار محفوظات اللوفر(103). ووازن بين الأدلة المتضاربة بحكمة وعناية، وحقق مرتبة عالية من الدقة. لقد حاول مع مادم دشاتليه حتىقد يكون عالماً ففشل، والآن اتجه إلى كتابة التاريخ وكان نجاحه في ذلك ثورة.

وقد أعرب قبل ذلك بزمن طويل عن هدفه في خطاب تاريخه 18 يناير 1739:" حتى هدفي الأهم ليس التاريخ السياسي والحربي، بل تاريخ الآداب والفنون، تاريخ التجارة، تاريخ الحضارة - وبعبارة موجزة، تاريخ العقل الإنساني. "وأعرب عنه إعراباً أفضل حتى من هذا خطاب خطه لتييريوفي 1736. يقول:

حين طلبت حكايات ونوادر عن عصر لويس الرابع عشر لم أكن أقصد الملك ذاته بقدر ما أقصد الآداب والفنون التي ازدهرت في عهده. وإني لأوثر تفاصيل عن راسين وبوالو، وكينوولولى، وموليير، ولوبرون، وبوسويه، وبوسان، وديكارت، وغيرهم، لاعن معركة ستنكركي. لم يبق من أولئك الذين قادوا الجيوش والأساطيل إلا اسمهم، ولا ثمر بجنيه النوع الإنساني من مائة معركة كسبت، أما الرجال العظماء الذين ذكرتهم فقد جهزوا مباهج صافية باقية لأجيال لم تولد. فقناة تربط بين بحرين، أولوحة بريشة بوسان، أومأساة رائعة، أوحقيقة يماط عنها اللثام، هذه كلها أشياء أثمن ألف مرة من جميع حوليات البلاط، وكل قصص الحرب. وأنت تفهم حتى العظماء من الرجال هم الأوائل في نظري، أما "الأبطال" فهم الأواخر. والعظماء عندي هم جميع الذين بزوا غيرهم في النافع المبهج. أما الذين يخرجون الأقطار فليسوا أكثر من أبطال(104).

وربما حمل فولتير الأبطال العسكريين من مكانهم في المؤخرة إذا أنقذت فوزاتهم الحضارة من الهمجية؛ ولكن كان من الطبيعي حتى يجد الفيلسوف الذي لم يعهد سلاحاً غير الألفاظ متعة في حمل اضرابه إلى مكان مرموق، ومسماه خير بيان لنظريته لأنه لم يزل بعد قرنين من الزمان أبرز الأسماء في ذكرنا لعصره. وكانت نيته في الأصل حتى يخصص الكتاب برمته التاريخ الثقافي. ثم أشارت عليه مدام دشاتليه بكتابة "تاريخ عام" للأمم؛ وعليه فقد ألف فصولا في السياسة، والحرب، والبلاط، ليجعل المجلد تتمة متجانسة لكتاب أكبر عنوانه "منطق في التاريخ العام" كان يتخلف تحت قلمه. ولعل هذا هوالسبب في حتى التاريخ الثقافي غير مندمج في بقية المجلد، فالنصف الأول من الكتاب مخصص للتاريخ السياسي والحربي، ثم تأتى أقسام عن العادات "خصائص ونوادر"، والحكومة، والتجارة، والعلوم، والأدب، والفن، والدين.

وتطلع المحرر المطارد خلفه في إعجاب إلى العهد كان الملك فيه يكرم الشعراء (إذا لم يحيدوا عن الجادة)؛ وربما كان تشديده على دعم لويس الرابع عشر للآداب والفنون هجوماً جانبياً على عدم اكتراث لويس الخامس عشر بمثل هذه الرعاية. أما وقد برزت الآن عظمة العصر الماضي في هذه الذكرى المموهة "وأغفل ذكر استبداده وغارات خياليه على البيوت، فإن فولتير راح يضفي شيئاً من الكمال على الملك الشمس ويطرب لفوزات القواد الفرنسيين - وإن وسم بالعار تدمير البلاتينات. ولكن النقد يخفي رأسه أمام هذه المحاولة الحديثة الأولى لكتابه التاريخ المتكامل. وقد استوعب المعاصرون الفطنون حتى هذه بداية جديدة- فهي التاريخ يترجم للحضارة، التاريخ الذي حوله الفن والنظرة السليمة أدباً وفلسفة. فما انقضى عام على نشره حتى خط إيرل تشسترفيلد لولده يقول:

لقد أوفد من فولتير إلى برلين كتابه "تاريخ عصر لويس الرابع عشر" وقد اتىني في أوانه، ذلك حتى اللورد بولتبروك فهمني مؤخراً كيف من الممكن أن ينبغي حتى يقرأ التاريخ. وها هوذا فولتير يريني كيف من الممكن أن حتى يخط... إنه تاريخ الفهم الإنساني، بقلم عبقري لينتفع به الأذكياء من الناس... وقد تحرر مؤلفه من الأهواء الدينية والفلسفية والسياسية والقومية أكثر من أي مؤرخ صادفته إطلاقاً، ومن ثم فهويروي هذه الأمور كلها بصدق ونزاهة على قدر ما تسمح له بعض الاعتبارات التي لا مفر دائماً من مراعاتها(105).

وكان فولتير خلال جهوده الأدبية برما بوضعه القلق في بلاط فردريك. ذلك حتى لامتري، الرجل المادي النزعة المرح الطبع الذي كان كثيراً ما يقرأ للملك، نقل في أغسطس 1751 إلى فولتير ملاحظة أبداها مضيفهما: "سأحتاج إليه (أي فولتير) سنة أخرى على الأكثر (مهذباً لفرنسية الملك)؛ إذا الناس يعتصرون البرتنطقة ثم يلقون قشرتها"(106). ويتشكك البعض في صحة نسبة هذه الملاحظة إلى فردريك، إذ لم يكن في طبعه حتى يفضي بسره لأحد على هذا النحو، ولم يكن محالاً على لامتري حتى يتمنى إقصاء فولتير عن حظوته. خط فولتير إلى مدام دنيس في 2 سبتمبر يقول "بذلت قصارى جهدي لكيلا أصدق لامتري، ولكني ما زلت حائراً." ثم خط إليها في 29 أكتوبر يقول "مازلت أحلم بقشرة البرتنطقة تلك... وما أشبهني بذلك الرجل الذي كان يسقط من برج فلما عثر نفسه مرتاحاً في الهواء نطق لا بأس بهذا الوضع لودام"(107).

وكان في ألمانيا رجل آخر شارك في المهزلة. ونطق فردريك إنه لا بد من زوال واحد من رجلين فرنسيين في بلاط واحد(108) ذلك حتى موبرتوي عميد أكاديمية برلين، كان لا يتقدم عليه مقاماً بين ضيوف الملك في سانسوسي غير فولتير؛ وكان كلا الرجلين ضيفاً بهذا الجوار؛ ولعل فولتير لم ينس حتى مدام دشاتليه كانت يوماً ما مغرمة بموبرتوي. وفي أبريل 1751 أقام فولتير وليمة نادى إليها موبرتوي فلبى الدعوة. ونطق له فولتير إذا كتابك "عن السعادة" أمتعني كثيراً، باستثناء بضعة غوامض سنناقشها معاً ذات مساء." وعبس موبرتوي ونطق "غوامض"،يا ترى؟ قد يحدث هناك غوامض بالنسبة لك يا سيدي." ووضع فولتير يده على كتف العالم ونطق "سيدي العميد، إنني أقدرك، فأنت رجل شجاع، ترغب الحرب. فلتخوضها إذن، ولكن دعنا الآن نأكل شواء الملك"(109). وخط إلى دارجنتال (4 مايو) يقول "لم يؤت موبرتوي من آداب السلوك ما يفتن كثيراً. إنه يقيس أبعادي بربعيته في خشونة؛ ويقولون حتى معلوماته يخالطها الحسد... إنه رجل فيه بعض الفظاظة، وليس اجتماعياً جداً." ثم خط إلى ابنة أخته دنيس في 24 يوليويقول"لقد أشاع موبرتوى بدهاء أنني وجدت "أعمال" الملك رديئة جداً، وأنني قلت لبعضهم وأنا أتسلم بعض أشعار الملك (ألا يتعب إرسال غسيله القذر إلى لأغسله"؟(110) وليس من المؤكد حتى موبرتوي حمل هذه الشائعة إلى فردريك، ولكن فولتير ظنه مؤكداً، فعقد النية على الحرب.

وكان من إسهامات موبرتوي في الفهم "مبدأ الحركة الدنيا"_ أي حتى جميع التماثيل في عالم الحركة تنجز بأقل قوة تكفي لأحداث النتيجة. وقد تعثر صموئيل كوينيج، الذي دان لموبرتوي بعضويته في أكاديمية برلين، على وثيقة قيل إنها نسخة من خطاب غير منشور خطه ليبنتز، وسبق فيه إلى وضع هذا المبدأ. وخط كوينيج منطقا عن هذا الكشف، ولكنه عرضه على موبرتوي قبل حتى ينشره، وأبدى استعداده للعدول عن النشر إذا اعترض عليه العميد. غير حتى موبرتوي وافق على نشره، من الممكن بعد حتى اطلع عليه على عجل. وطبع منطق كوينيج في عدد مارس 1751 من مجلة "أكتا إيروديتورم" التي تصدر في ليبزج، فأثار نشره ضجة. وطلب موبرتوي إلى كوينيج حتى يقدم خطاب ليبنتز إلى الأكاديمية، ورد كوينيج بأنه لم ير غير نسخة منه بين أوراق صديقه هنتسسي الذي شنق في 1749، وأنه نقل نسخة عن هذه النسخة، وهومرسلها الآن إلى موبرتوي، ولكن هذاعاد فطالب بالأصل. واعترف كوينيج بأن الأصل لا يمكن العثور عليه الآن لأن أوراق هنتسي تبددت بعد موته. وعرض موبرتوي الأمر على الأكاديمية (7 أكتوبر 1751)، فأوفد سكرتيرها إلى كوينيج أمراً نهائياً أصل الخطاب، فلم يستطع. وعليه ففي 13 أبريل 1752 حكمت الأكاديمية بأن خطاب ليبنتز المزعوم مزيف. ولم يحضر موبرتوي هذه الجلسة لأنه شكا نزفاً سببته إصابة بالسل(111). وأوفد كوينيج استنطقته من الأكاديمية، وأصدر "نداء إلى الشعب" (سبتمبر 1752).

وكان كوينيج قد أنفق مرة عامين في سيريه ضيفاً على فولتير ومدام دشاتليه. وقرر حتى ييضرب ضربة دفاعاً عن صديقه القديم ضد عدوه الحالي. ففي عدد 18 سبتمبر من مجلة "المخطة العقلانية" ظهر منطق بعنوان "رد عضوفي أكاديمية برلين على عضوفي أكاديمية باريس" دافع من حديث عن كوينيج وخلص إلى أن:

"السيد موبرتوي مذنب أمام الدوائر الفهمية الأوربية لا بالانتحال والخطأ فحسب، بل باستغلال منصبه لمصادرة النقاش الحر، واضطهاد رجل شريف... وقد احتج عدة أعضاء من أكاديمتنا على هذا الإجراء الفاضح، ولولا خشيتهم من إغضاب الملك لهجروا الأكاديمية"(112). وكان الموضوع غفلا من الإمضاء، ولكن فردريك عهد لمسة فولتير الغادرة. وبدلا حتى يقذفه بصاعقة ملكية، خط رداً وصف فيه الرد المذكور بأنه "خبيث، جبان، دنئ" ووسم محرره بأنه "دجال لا يستحي"، "ولص قبيح" و"ملفق للطعون الغبية"(113). وكان هذا الرد أيضاً غفلا من التوقيع، ولكن صفحة الغلاف تحمل الأسلحة البروسية ومعها النسر، والصولجان، والتاج. وأحس فولتير حتى كبرياءه قد جرحت، ولم يكن في طاقته قط حتى يهجر لعدوالحدثة الأخيرة، ولعله وطن النفس على حتى يختصم الملك. وخط لمدام دينس (18 أكتوبر 1752) يقول "لست أملك صولجاناً، ولكني أملك قلماً." ثم استغل غاية الاستغلال نشر موبرتوي مؤخراً (درسدن، 1752) لسلسلة من "الرسائل" اقترح فيها حفر ثقب في الكرة الأرضية، إلى مركزها إذا أمكن، لدراسة هجريبها، ونسف هرم من أهرام مصر للكشف عن أسرار هدفها وتصميمها، وبناء مدينة لا يتحدث الناس فيها غير اللاتينية حتى يقضي الطلاب فيها عاماً أوعامين ويتفهموا تلك اللغة كما تفهموا القومية، وألا ينقد الطبيب أجره إلا بعد شفاء المريض، وأن جرعة كافية من الأفيون قد تمكن متعاطيها من التنبؤ بالمستقبل، وأن العناية السليمة بالجسم قد تتيح لنا إطالة العمر إلى ما لا نهاية(114). وانقض فولتير على هذه الرسائل انقضاضه على فريسة سهلة، مغفلا بعناية أي فقرة فيها إدراك سليم أوأي لمحات من الفكاهة ثم قذف بالباقي في مرح على قرون نادىبته الذكية. إلى غير ذلك خط في نوفمبر 1752 "خطاب الدكتور أكاكيا، طبيب البابا المقيم." وكامة Diatribe (ومعناها الآن هاتى) كانت تعنى يومها خطاباً، أما akakia فحدثة يونانية معناها "غرارة أوغفلة". وقد بدأ الطبيب المزعوم في براءة ظاهرة بتشككه في حتىقد يكون رجل عظيم كعميد أكاديمية برلين مؤلفاً لكتاب بهذا السخف. وعلى أي حال "ليس في عصرنا هذا ما أشيع وأعم من حتى يزيف مؤلفون صغار جهل على العالم، تحت أسماء مشهورة، خطاً غير جديرة بالمؤلفين المزعومين. فلا بد حتى هذه الرسائل هي من هذا الضرب من التزييف، لأنه مجال حتىقد يكون العميد العلامة قد خط هذا الهراء. وخص الدكتور أكاكيا بالاحتجاج على ذلك الاقتراح بعدم نقد الطبيب أجره إلا بعد شفاء المريض- وهواقتراح من الممكن كان يمس وتراً متعاطفاً في صدر فولتير الموجع، ولكن "أينكر الموكل على محاميه أتعابه التي يستحقها لأنه خسر قضيته،يا ترى؟ إذا الطبيب يعد مريضه بأن يعينه لا بأن يشفه. وهويبذل ما في وسعه وينقد أجره على هذا الأساس"، وكيفقد يكون شعور عضوالأكاديمية إذا اقتطع قدر معين من الدوقاتيات من راتبه السنوي نظير جميع غلطة ارتكبها، أوجميع قول سخيف فاه به، خلال العام،يا ترى؟ وراح الطبيب يفصل ما اعتبره فولتير أغلاطاً أوسخافات في أعمال موبرتوي(115).

ولم يكن هجاؤه هذا بالبراعة التي يخالها الناس عموماً، فكثير منه معاد وبعض ما فيه من نبش عن الأخطاء تافه غير كريم؛ ونحن نخفي حقدنا في أيامنا هذه بأدب أكثر. ولكن فولتير سر بتمثيليته هذه سروراً لم يستطع معه حتى يقاوم بهجة رؤيتها مطبوعة. فأوفد مخطوطة منها إلى ناشر في لاهاي، وأرى الملك في الوقت نفسه مخطوطة أخرى. واستمتع فردريك بقراءة الهاتى(أوهكذا قيل) وكان بينه وبين نفسه يوافق على حتى موبرتوي فيه أحياناً غرور لا يطاق، ولكنه نهى فولتير عن نشره، وواضح أنه عثر في لنشر مساساً بكرامة أكاديمية برلين وسمعتها. وسمح له فولتير بأن يحتفظ بالمخطوطة، ولكن الهاتى نشر رغم ذلك في هولندا. وسرعان ما انبثت ثلاثون ألف نسخة منه في أراتى باريس، وبروكسل، ولاهاي، وبرلين. ووصلت نسخة منها ليد فردريك، فأعرب عن غضبه بعبارات جعلت فولتير يفر إلى مسكن خاص في العاصمة. وفي 24 ديسمبر 1752 رأى من نافذته جلاد الدولة الرسمي يحرق كتابه على الملأ. وفي أول يناير 1753 رد لفردريك مفتاحه المضىي بوصفه أميناً للقصر، وصليب الاستحقاق الذي خلعه عليه.

وكان الآن مريضاً حقاً، تلهب الحمرة جبينه، وترهق الدوزنتاريا أمعاءه، وتبرى الحمى جسده. فلزم فراشه في 2 فبراير ولم يبرحه طوال أسبوعين، وبدا عليه كما نطق زائر عاده في سقمه "كل مظهر الهيكل العظمى"(116). ورق له قلب فردريك، فأوفد طبيبه الخاص ليرعى الشاعر. فلما تحسنت صحته خط إلى الملك يستأذنه في زيارة بلومبيير، فلعل مياهها تشفى حمرته. وأمر فردريك سكرتيره بأن يرد عليه (16 مايو) "بأن في استطاعته حتى يهجر هذه الخدمة حين يشاء، وأنه لا حاجة به للاعتذار بمياه بلومبيير، ولكن عليه حتى يتكرم قبل رحيله بأن يرد إلى ... مجلد القصائد الذي عهدت به إليه"(117). وفي الثامن عشر من الشهر نادى الملك فولتير للعودة إلى مسكنه القديم في سانسوسي. وأتى فولتير، ومكث ثمانية أيام، وبدا أنه أصلح ما بينه وبين الملك- ولكنه احتفظ بقصائد الملك. وفي 26 مارس ودع فردريك، وتظاهر كلاهما بأن الفراق إلى حين. ونطق الملك "اعتن بصحتك قبل جميع شئ، ولا تنس أنني أنتظر عودتك بعد استشفائك بالمياه... رحلة طيبة!"(118) ولم يلتقيا بعدها قط.

إلى غير ذلك انتهت هذه الصداقة التاريخية، ولكن العداوات السخيفة استمرت. فقد انطلق فولتير مع سكرتيره ومتاعه يتأرجح في مركبته إلى الأمان في ليبزج السكسونية. هناك تلكأ ثلاثة أسابيع بحجة ضعف صحته، وأضاف مزيداً إلى "الخطاب". وفيستة أبريل تلقى رسالة من موبرتوي يقول فيها:

تقول الجرائد إنك تخلفت في ليبزج لسقمك، ولكن معلوماتي الخاصة تؤكد لي أنك لا تمكث هناك إلا لطبع مزيد من القذف في.. إنني لم أسئ إليك قط، وما خطت ضدك ولا قلت شيئاً قط. لقد كنت على الدوام أراه أمراً لا يليق بي حتى أراد على السفاهات التي رحت تذيعها عني... ولكن إذا صح حتى في نيتك العودة إلى مهاجمتي في مسائل شخصية،... فإنني أنذرك بأن في من العافية ما يمكنني من العثور عليك أنى كنت، وأصب جام غضبي وانتقامي عليك(119).

ورغم ذلك طبع فولتير "الخطاب" المنقح، وطبع معه رسالة موبوتوي. وأصبح الكتيب، الذي تضخم الآن حتى بلغ خمسين صفحة، حديث القصور والبلاطات في ألمانيا وفرنسا. وخطت فلهلمينا من بايرويت إلى فردريك (24 أبريل 1753) تعترف بأنها لم تملك نفسها من الضحك على الخطاب. أما موبرتوي فلم ينقذ تهديده، كذلك لم يمت غيظاً وكمداً كما افترض البعض؛ فلقد عمر ست سنوات بعد الدكتور أكاكيا، ومات بالسل في بازل عام 1759.

وفي 19 أبريل رحل فولتير إلى جوتا، ونزل فندقاً عاماً بها، ولكن سرعان ما أقنعه دوق ودوقة ساكس-جوتا بالنزول ضيفاً عليهما قصرهما. ولما كان بلاطهما الصغير يهتم بالثقافة، فقد جمعت الدوقة الأعيان والأدباء، وقرأ لهم فولتير شيئاً من أعماله، حتى من قصيدة "لا بوسيل المرحة". ثم مضى إلى فرنكفورت -أم على -مين، وهناك أدركته إلهة الانتقام.

ذلك حتى فردريك حين تبين حتى فولتير يواصل الحرب التي شنها على موبرتوي، خامرته الظنون في حتى الشاعر المستهتر قد يذيع على الناس القصائد التي خطها الملك، والتي لم تزل نسخة منها-طبعت سراً- في حوزة فولتير وهي قصائد في بعضها خروج عن اللياقة، وبعضها يتهكم بالمسيحية، وبعضها يتحدث عن الأحياء من الملوك حديثاً فيه من النادىية أكثر مما فيه من الاحترام، فمن شأنها حتى تنفر منه قوى نافعة. وعليه فقد أوفد إلى فربتاج، المقيم البروسي في فرانكفورت، يأمره بحبس فولتير حتى يسلم "ذلك الهيكل العظمى، الشيطاني" قصائد الملك وشتى الأوسمة التي خلعها عليه إبان "شهر العسل". وكانت فرانكفورت "مدينة حرة"، ولكنها تعتمد على رضى فردريك اعتماداً لم تجرؤ معه على التدخل في هذه الأوامر؛ أضف إلى ذلك حتى فولتير كان من الناحية الرسمية لا يزال في خدمة ملك بروسيا وفي إجازة ممنوحة منه. ومن ثم قصد فربتاج في أول يونيوفندق الأسد المضىي الذي وصل إليه فولتير البارحة، وطلب إليه في أدب حتى يسلمه الأوسمة والقصائد. وسمح فولتير للمقيم بأن يفتش متاعه ويأخذ الأوسمة الملكية، أما قصائد الملك فنطق إنها على الأرجح في صندوق أوفده إلى همبورج. وأمر فربتاج بوضعه تحت الحراسة حتى يعاد الصندوق من همبورج. وفيتسعة يونيوتعزى الفيلسوف المغيظ بوصول مدام دنيس، التي أعانته على التنفس عن غيظه. وقد راعها هزاله "كنت على يقين من حتى هذا الرجل (فردريك) قاتلك! "وفي 18 يونيووصل الصندوق، وعثر فيه على المجلد المحتوى على القصائد، وسلم للمقيم، ولكن في يوم ذاته وصل توجيه حديث من بوتسدام يأمر فربتاج بالاحتفاظ "بالوضع الراهن" لحين وصول أوامر أخرى. فحاول فولتير الهروب بعد حتى عيل صبره، وفي 20 يونيوهجر حقائبه مع ابنة أخته وفر هووسكرتيره خلسة من فرانكفورت.

ولكن فربتاج لحق بهما قبل حتى يجتازا الحدود الإدارية للمدينة، وعاد بهما إليهما وأودعهما سجينين في فندق العنزة، لأن "صاحب فندق الأسد أبى حتى يستبقي فولتير أطول مما بقي عنده بسبب شحه الذي لا يصدق"(120) (في رواية فربتاج). واستولى آسروفولتير على نقوده كلها، وعلى ساعته، وبعض جواهره التي يتحلى بها، وصندوق نشوقه-الذي رد إليه سريعاً بناء على توسله لأنه نطق إنه لا غنى لحياته عنه. وفي 21 يونيووصل خطاب من فردريك يأمر بالإفراج عن فولتير، ولكن فربتاج رأى حتى الأمانة في أداء الواجب تقتضيه حتى ينبئ الملك بمحاولة فولتير الهروب، فهل يطلق سراحه رغم ذلك،يا ترى؟ وفيخمسة يونيووافق فردريك على الإفراج عنه، وأطلق سراحه بعد اعتنطقه خمسة وثلاثين يوماً. وفيسبعة يونيوغادر فرانكفورت إلى مينز، وعادت مدام دنيس إلى باريس، بأمل الحصول على إذن لفولتير بدخول فرنسا.

وكان نبأ اعتنطقه قد ذاع، فاحتفل به القوم وأشادوا به حيثما مضى، لأن فردريك لم يحبه أحد غير أخته فلهلمينا، أما فولتير فهورغم شيطنته كلها كان أعظم الأحياء من الشعراء، والمسرحيين، والمؤرخين. وبعد حتى قضى ثلاثة أسابيع في مينز رحل في بطانة كبطانات الأمراء إلى مانهايم وستراسبورج (15 أغسطس إلى 2 أكتوبر) حيث أمتع روحه بفكرة وجوده على أرض فرنسية. ثم مضى إلى كولمار (2 أكتوبر) حيث زارته فلهلمينا في طريقها إلى مونبليه وطيبت خاطره "بالأنعامات" واسترد من عافيته ما أوحى إليه ببعض رسائل ظريفة لمدام دنيس التي كانت تشكوورماً في فخذيها:

بالله يا طفلتي العزيزة ما الذي ترغب ساقاك وساقاي حتى تقول،يا ترى؟ لوأنها كانت معاً لما شكت سقماً... إذا فخذيك لم يخلقا للألم. فهذان الفخذان اللذان سيقبلان بعد قليل يلقيان الآن معاملة مخزية(121).

وخط في لهجة أكثر تواضعاً إلى مدام بمبادور يتوسل بنفوذها على لويس الخامس عشر ليسمح له بالعودة إلى باريس. ولكن ناشراً لصاً في لاهاي كان قد نشر طبعة مشوهة سماها "موجز التاريخ العام" اختصر منها كتاب "منطق التاريخ العام" أو"منطق في العزف" الذي لم يتمه فولتير، وقد احتوى نقداً جارحاً للمسيحية. وبيع الموجز بسرعة في باريس، نطق لويس الخامس عشر لبومبادور "لست أريد حتى يأتي فولتير إلى باريس"(122) وطالب اليسوعيون في كولمار بطرده من تلك المدينة، فحاول حتى يسترضى أعداءه الكنسيين بتناوله القربان في عيد القيامة. وكانت النتيجة الوحيدة لهذا العمل حتى انضم أصدقاؤه لليسوعيين في رميه بالنفاق. وكان تعقيب مونتسكيو"انظروا إلى فولتير الذي لا يعهد أين يضع رأسه" ثم أضاف "أن النفس الصالحة أغلى ثمناً من النفس الجميلة"(123).

وفكر الفيلسوف المشرد، بعد حتى سدت في وجهه المسالك، في الرحيل عن أوربا والإقامة في فيلادلفيا. وكان معجباً بروح بن وجهود فرانكلن الذي وحد مؤخراً بين البرق والكهرباء "لولا حتى البحر يسبب لي دواراً لا يطاق لقضيت بقية عمري بين كويكريي بنسلفانيا"(124). وفيثمانية يونيو1754 غادر كولمار ووجد ملجأ في دير سنون البندكتي بالورين. هناك فهم حتى دوم أوجستن كالميه رئيس للدير، وأن بمخطة الدير اثنا عشر ألف مجلد؛ ووجد فولتير السلام وسط الرهبان ثلاثة أسابيع. وفي 2 يوليورحل إلى بلومبيير، وشرب من مياهها في خاتمة المطاف. ولحقت به مدام دنيس هناك. وظلت منذ ذلك الحين سيدة (Mistrest خليلة) بيته على الأقل. واستأنف تجواله، وعاد إلى كولمار، ولم يجد فيها راحته، فانطلق إلى ديجون ومكث فيها ليلة، ثم إلى ليون التي أقام فيها شهراً (11 نوفمبر إلىعشرة ديسمبر). ونزل أسبوعاً ضيفاً على صديقه ومدينه القديم لدوق ريشليو، ثم انتقل إلى فندق الباليه رويال، من الممكن خوفاً من حتى يؤذى سمعته. ومضى إلى أكاديمية ليون وتلقى جميع ما خلعته عليه من تكريم. وأخرجت بعض تمثيلياته على المسرح المحلي، وحمل تصفيق الاستحسان معنوياته. وفكر في الإقامة في ليون، ولكن رئيس الأساقفة تنسان اعترض، فرحل فولتير عنها. وأيقن أنه قد يقبض عليه في أية لحظة لومكث في فرنسا.

وعليه ففي ختام عام 1754، أومطلع عام 1755، عبر جبال الجورا وألقى عصا التسيار في سويسرا.

تاريخ النشر: 2020-06-04 11:27:55
التصنيفات: فولتير, فريدريش الأكبر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بالصور.. السيطرة على حريق داخل شقة سكنية في دمنهور

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-05 00:21:26
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 68%

غلق كلى بشارع فيصل وتقاطعه مع "المطبعة" وعمرو بن العاص

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-05 00:21:47
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 45%

‏نطحة «زيدان» لـ «ماتيرازي» أسوأ نهاية لأفضل صانع ألعاب

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-05 00:21:27
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 67%

مسلسلات رمضان 2023.. جلسات عمل مكثفة لصناع مسلسل «تحت الوصاية»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-05 00:20:58
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

"شوادر كلنا واحد" توفر مواد غذائية بتخفيضات تصل 60% على مستوى الجمهورية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-05 00:21:43
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 37%

بايدن: نجحنا عبر العقوبات بجعل روسيا غير قادرة على تطوير جيشها

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-05 00:21:07
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 60%

«جوارديولا» : تألق فولهام ليس مفاجأة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-05 00:21:28
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 65%

فؤاد زبادي: تجمعني بجمهور مهرجان الموسيقى العربية علاقة استثنائية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-05 00:21:16
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 62%

التحالف الوطني يطلق قافلة «ستر وعافية 3» بقري الجيزة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-05 00:20:56
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 58%

برلمانى: كلمة الرئيس السيسى فى قمة الجزائر تاريخية وقوية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-05 00:21:09
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 60%

المغرب: إحباط عملية تهريب دولية لأكثر من مليونى قرص مخدر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-05 00:21:05
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

«لو كان الحب يكفي».. ترجمة لديوان الشاعر الصيني «شيونغ يو تشون»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-05 00:21:20
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 70%

التحالف الوطني يطلق مبادرة «ازرع» لمساعدة صغار المزارعين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-05 00:20:56
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 64%

مصطفى وزيرى: سفراء العالم في مصر شاهدوا اليوم عظمة مقبرة توت عنخ آمون

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-11-05 00:21:46
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 37%

«يوروبول»: توقيف أكثر من 382 فى حملة أمنية واسعة ضد مهربين بالبلقان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-05 00:21:07
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 53%

وظائف شاغرة فى هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-05 00:21:12
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

تحميل تطبيق المنصة العربية