معالم في الطريق
مؤلف لسيد قطب ،من أشهر خط سيد قطب ومن أكثرها جدلا. تهجرز فيه أفكاره الأساسية في التغيير الذي ينشده، وإن كان أصله مأخوذا من تفسيره في ظلال القرآن في طبعته الثانية، وفي أجزائه الأخيرة من طبعته الأولى. كان الكتاب قد طبع منه عدد محدود في طبعته الأولى التي نشرتها "مخطة وهبة"، ولكن بعد حتى حُكم بإعدام سيد قطب، وبعد حتى خطت له الشهادة أصبح الكتاب يطبع في العالم كله بعشرات الآلاف.
محتويات الكتاب
من مقدمة الكتاب "ان قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال .. لا لأن الحضارة الغربية قد أفلست ماديًا أوضعفت من ناحية القوة الاقتصادية والعسكرية .. ولكن لأن النظام الغربي قد انتهى دوره لأنه لم يعد يملك رصيداً من " القيم " يسمح له بالقيادة . لابد من قيادة تملك إبقاء وتنمية الحضارة المادية التي وصلت إليها البشرية ، عن طريق العبقرية الأوروبية في الإبداع المادي ، وتزود البشرية بقيم جديدة جدَّة كاملة - بالقياس إلى ما عهدته البشرية – وبمنهج أصيل وإيجابي وواقعي في الوقت ذاته . والإسلام - وحده - هوالذي يملك تلك القيم ، وهذا المنهج ."
يضع سيد قطب في هذا الكتاب المعالم اللازمة لاستعادة الحاكمية ويركز سيد قطب بشكل عام على مفهوم الحاكمية لله في جميع كتاباته . يبدأ الكتاب بموضع جيل قراني فريد وهوجيل الصحابة ويتسأل سيد قطب فيه عن عدم تكرار هذا الجيل ويبين فيه فهم الصحابة للقران الكريم بنقطتين:
- ان الصحابة رضوان الله عليهم اخذوا القران كنبع وحيد دون دخول اي معتقدات تعطل صفاء هذا النبع ويضع مثالا عليه انزعاج الرسول عندما رأى عمر بن الخطب يقرأ صحيفة من التوراة .
- يرى سيد قطب ان الصحابة تعاملوا مع القران بعتباره تكاليف واوامر مباشرة من الله يجب تطبيقها بسرعة ، ويضرب مثالا عليها قول بن مسعود " كنا لا نتجاوز العشر من الايات حتى نحفظها ونعمل بها "
ينتقل سيد قطب بعد ذلك إلى (طبيعة المنهج القرآني ) يرى قطب ان المنهج القراني كان يعالـج القضية الأولى ، والقضية الكبرى ، والقضية الأساسية ، في هذا الدين الجديد .. قضية العقيدة .. ممثلة في قاعدتها الرئيسية .. الألوهية والعبودية ، وما بينهما من علاقة .لقـد كان هذا القرآن المكي يفسر للإنسان سر وجوده ووجود هذا الكون من حوله .. كان يقول له : من هو،يا ترى؟ ومن أين اتى ،يا ترى؟ ولماذا اتى ،يا ترى؟ والى أين يمضى في نهاية المطاف ،يا ترى؟ لقد شاءت حكمة الله حتى تكون قضية العقيدة هي القضية التي تتصدى لها الدعوة منذ اليوم الأول للرسالة ، وأن يبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولى خطواته في الدعوة بدعوة الناس حتى يشهدوا : حتى لا اله إلا الله ، وأن يمضي في دعوته يعرِّف الناس بربهم الحق ، ويُعَبِّدَهم له دون سواه . ولم تكن هذه - في ظاهر الأمر وفي نظرة العقل البشري المحجوب - هي أيسر السبل إلى قلوب العرب ! فلقد كانوا يعهدون من لغتهم معنى " إله " ومعنى : " لا إله إلا الله " . كانوا يعهدون حتى الألوهية تعني الحاكمية العليا .. وكانوا يعهدون حتى توحيد الألوهية وإفراد الله - الله - بها ، معناه نزع السلطان الذي يزاوله الكهان ومشيخة القبائل والأمراء والحكام ، وردّه كله إلى الله .. السلطان على الضمائر ، والسلطان على الشعائر ، والسلطان على واقعيات الحياة ، والسلطان في المال ، والسلطان في القضاء ، والسلطان في الأرواح والأبدان .. كانوا يفهمون حتى " لا إله إلا الله " ثورة على السلطان الأرضي الذي يغتصب أولى خصائص الألوهية ، وثورة على الأوضاع التي تقوم على قاعدة من هذا الاغتصاب ، وخروج على السلطات التي تحكم بشريعة من عندها لم يأذن بها الله .. ولم يكن يغيب عن العرب - وهم يعهدون لغتهم جيداً ويعهدون المدلول الحقيقي لدعوة - " لا اله إلا الله " - ماذا تعني هذه الدعوة بالنسبة لأوضاعهم ورياساتهم وسلطانهم ، ومن ثم استقبلوا هذه الدعوة - أوهذه الثورة - ذلك الاستقبال العنيف ، وحاربوها هذه الحرب التي يعهدها الخاص والعام .. فَلِمَ كانت هذه نقطة البدء في هذه الدعوة ،يا ترى؟ وَلِمَ اقتضت حكمة الله حتى تبدأ بكل هذا العناء ،يا ترى؟ . الفصل الثالث هو(نَشأَة المُجتَمع المُسْلِم وَخَصَائِصُه) يرى سيد قطب ان المجتمع الإسلامي كان مجتمعا مبنيا على رابطة العقيدة . اناس من فرس وعرب وروم وعرقيات مختلفة وحدتها العقيدة الإسلامية وذابت فيها جميع الفروق والاختلافات وكان الناس فيها سواسية كأسنان المشط
المصدر
- لتصفح الكتاب من الشبكة الدعوية
- لتحميل الكتاب: http://www.daawa-info.net/books/ma3alm.zip