تاريخ مصر الإسلامية

عودة للموسوعة

تاريخ مصر الإسلامية

جزء من عن

التاريخ القديم
ما قبل الأسرات
عصر نشأة الأسرات
عصر الأسر المبكرة
الدولة القديمة
الفترة الإنتنطقية الأولى
الدولة الوسطى
الفترة الإنتنطقية الثانية
الدولة الحديثة
الفترة الإنتنطقية الثالثة
مصر الفارسية
العصر المتأخر
الفترة الفارسية الثانية
مصر الإغريقية والرومانية
الإسكندر الأكبر
مصر البطلمية
مصر البيزنطية والرومانية
مصر المسيحية
مصر البيزنطية
الاحتلال الفارسي
مصر الإسلامية
مصر الطولونية
مصر الفاطمية
مصر الأيوبية
مصر المملوكية
مصر العثمانية
مصر الحديثة
الحملة الفرنسية
أسرة محمد علي
خديوية مصر
سلطنة مصر
المملكة المصرية
الجمهورية
ثورة 25 يناير
بوابة مصر

خلال الفتح الإسلامي الأول في عام 639 م.، حكم مصر في البداية الخلفاء الراشدين ،ثم الخلفاء الأمويين في دمشق، ولكن في عام 747، تمت الاطاحة بالحكم الأموي من قبل الأيوبيين. وفي عام 1174، أصبحت مصر تحت الحكم الأيوبي حتى 1252.

ثم اتى حكم المماليك الذين أطاحوا بالأيوبيين وحكموا مصر تحت سلطة الخلفاء العباسيين حتى عام 1517. إلى حتى أصبحت مصر بعد ذلك جزءا من الدولة العثمانية.

الفتح الإسلامي لمصر

The Age of the Caliphs ██ Prophet Mohammad, 622-632 ██ Patriarchal Caliphate, 632-661 ██ Umayyad Caliphate, 661-750

بدء الحكم العربي إلى بداية الدولة الأموية 640-661م

الأمويون 661-750م

العباسيون 750-868م

الطولونيون 868-905م

العباسيون 905-935م

الإخشيديون 935-969م

الفاطميون 969-1171م

الأيوبيون 1171-1250م

العباسيون 1261-1517م

تعد انطلاقة المسلمين من جزيرتهم العربية إلى بلاد الشام والعراق تسجيلاً لصفحة خالدة من صفحات تاريخهم المجيد، وكان ما تحقق على أيديهم في بضع سنين أبعد بكثير من تسقطات القادة والخلفاء. وما إذا استقر المقام بعمروبن العاص في فلسطين حتى شعر بالحاجة الماسة لفتح مصر بهدف تأمين بلاد الشام من الخطر البيزنطي الجاثم فوق أرض مصر، فاستأذن الخليفة عمر بن الخطاب في فتحها، وأذن له بعد تردد، فقصدها عمروعلى رأس أربعة آلاف رجل واستهل أعماله بفتح العريش والفرما وبلبيس، ملحقاً الهزائم المتوالية بالبيزنطيين الذين انسحبوا إلى حصن بابليون، وبعد حصار دام بضعة أشهر ولج المسلمون إلى مصر وعبروا النيل غرباً وفرضوا الحصار على الإسكندرية إلى حتى فتحوها صلحاً سنة 21هـ/641م، وتابع عمروفتوحاته في الجنوب، غير حتى ملك الروم الامبراطور قسطنطين استغل انشغال عمروبن العاص بفتوحاته لتلك المناطق ووجه إلى الإسكندرية حملة بحرية تمكنت من دخول المدينة فنهبتها وقتلت عدداً من سكانها، فعاد عمرومرة ثانية ودخل الإسكندرية وهزم البيزنطيين وقتل قائدهم بمساعدة سكانها الأقباط، وقام ببعض الإصلاحات وحمل المظالم والغرامات التي فرضها الروم على السكان وعاملهم معاملة حسنة وأعاد مطرانهم بنيامين إلى كرسيه مما استجلب محبتهم ودانوا له بالطاعة والولاء.

وفي مدة ولايته أنشأ عمروبن العاص مدينة الفسطاط لتكون مقراً لولاة مصر من بعده. وفي عهد عثمان بن عفان جعل على ولاية مصر سنة 23هـ/643م أخاه في الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبي السرح الذي باشر بتوجيه الحملات العسكرية إلى شمال أفريقيا، وهوأول من فكر بإنشاء أسطول عربي بالتعاون مع والي الشام معاوية بن أبي سفيان، بهدف القضاء على النفوذ البيزنطي على سواحل المتوسط الشرقية والجنوبية. وفي عهد عبد الله بن أبي السرح وصلت الجيوش الإسلامية إلى دنقلة في السودان سنة 31هـ/651م وصالح أهلها بموجب معاهدة اشتملت بنودها على بعض الاتفاقيات الاقتصادية.


العصر الأموي

تنبه الأمويون منذ بداية عهدهم إلى أهمية مصر وكونها مع بلاد الشام قادرة على منازلة البيزنطيين الذين استغلوا فترة الحرب الداخلية ما بين علي ومعاوية فكانوا يعاودون الغارة بين الحين والآخر على السواحل الشامية والمصرية، ومن جهة أخرى كانت مصر - منذ تولي معاوية سدة الخلافة - القاعدة الأساسية التي تنطلق منها الجيوش الإسلامية باتجاه إفريقيا ثم إلى الأندلس فيما بعد، لكن مصر لم تكن موالية دائماً لبني أمية فقد وقف المصريون بعد وفاة يزيد سنة 64هـ/683م إلى جانب عبد الله بن الزبير في لقاءة عبد الملك بن مروان، غير أنهم مالبثوا حتى دخلوا في طاعة عبد الملك بعد حتى لجأ إلى استمالتهم وتأليف قلوبهم وخصوصاً حينما وليها أخوه عبد العزيز بن مروان، وبالرغم من ذلك كان شيعة علي يتحينون الفرص بين الحين والآخر ليعلنوا تمردهم على سلطان بني أمية، وليس أدل على ذلك من حتى مروان بن محمد لم يجد من أهل مصر من يقف إلى جانبه حينما لجأ إليها حتى مقتله سنة 132هـ/750م.

العصر العباسي

وفي العهد العباسي تحولت حاضرة مصر إلى مدينة المعسكر التي أنشأها الفضل بن صالح بن علي العباسي، وكان الخلفاء العباسيون يقلدون ولايتها للأكفياء من قادتهم، فقد تولاها إبراهيم بن صالح وحميد بن قحطبة، ومع ذلك لم يستقم أمرها لبني العباس كما كان متسقطاً، إذ شهدت الكثير من حركات التمرد، كتلك التي قادها دحية بن مصعب بن الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان، وهومن بقايا بني أمية، خرج في صعيد مصر سنة 165هـ/781م على أميرها إبراهيم بن صالح،ومنع الأموال وعظم أمره حتى إنه نادى لنفسه بالخلافة وبايعه كثير من وجوه مصر ومحرروه لدخول الفسطاط، كما وقف المصريون إلى جانب العلويين في كثير من المناسبات وخصوصاً في أثناء الثورة التي قادها محمد بن عبد الله المعروف بالنفس الزكية، وعدت مصر ملاذاً آمناً لبعض من هاجر إليها منهم كإسحاق بن جعفر الصادق الذي لجأ إليها مع زوجه نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي، وفي الوقت ذاته كانت مصر معبراً آمناً للهاربين إلى المغرب والأندلس سواء كانوا من الأمويين (عبد الرحمن الداخل) أم العلويين (إدريس بن عبد الله) اللذين تمكنا من إقامة دولتين مناهضتين للدولة العباسية في الأندلس والمغرب، ومن جهة أخرى شهد تاريخ مصر في أثناء تبعيتها للخلافة العباسية ظهور بعض القادة المتنفذين أصحاب النزعة الاستقلالية من أمثال عبد العزيز بن الجارور الذي فرض سيطرته على الوجه القبلي بالوقت الذي سيطر فيه السري بن الحكم على الوجه البحري، وابن الحكم هذا من القادة الدهاة أصله من خراسان كان أشد فتكاً بأهل مصر، ويروى حتى عدداً من أتباعه تمردوا عليه في إحدى المعارك بقيادة أخ له فتغلب عليهم وحملهم جميعاً في مركب وأمر بإغراقهم في النيل. وفي هذه الفترة قدمت مصر قبيلتا لخم وجذام واستبد رؤساؤهم بالإسكندرية والمناطق الغربية ونجم عن ذلك اضطراب الأحوال الأمر الذي هدد الوضع السياسي والاجتماعي في مصر لولم يأت الخليفة المأمون نفسه إليها على رأس حملة كبيرة مكنته من إعادة النظام والاستقرار. ومنذ منتصف القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي بدأت مصر تتجه نحوالاستقلال مع بقاء تبعيتها شكلاً للدولة العباسية.

عقب تعيين أحمد بن طولون والياً على مصر سنة 256هـ/869م بعد وفاة واليها الهجري الأصل باكباك (بقبق)، وعلى إثر الحروب التي خاضها ضد البيزنطيين، استطاع حتى يضم بلاد الشام إلى مصر، وقد أقره الخليفة على ذلك، وتمكن ابن طولون من إنشاء دولته التي استمرت في أسرته حتى نهاية القرن الثالث الهجري، شهدت مصر في أثنائها ازدهاراً ملحوظاً إذ ينسب لأحمد بن طولون إنشاء مدينة القطائع التي أصبحت عاصمة له، وقيامه بتشجيع الصناعة والتجارة والزراعة بحيث تحسنت أحوال الناس على اختلاف طبقاتهم، ولقي أهل الذمة معاملة كريمة منهم، فكان المسلمون يحتفلون بأعيادهم احتفالهم بعيدي الفطر والأضحى، كما يعزى إلى الطولونيين اهتمامهم بالعلوم والآداب، وكان جامعهم الذي لا يزال شاهداً إلى اليوم هونفسه المدرسة التي خرّجت أكابر الفهماء من أدباء وشعراء وفقهاء، أما في الجانب العسكري فتشير الدراسات إلى اهتمام أحمد بن طولون بالجيش الذي وصل عدد أفراده إلى ما يزيد على مئة ألف من العرب والسودانيين والأتراك الذين جُهزوا بأحدث الأسلحة، وكان إلى جانبه أسطول ضخم استحدث له داراً للصناعة في محلة الروضة، ولمع في بلاط الطولونيين من القادة طغج بن جف أبوالإخشيد الذي اتصل بخدمتهم منذ أيام خمارويه بن أحمد، وحقق لهم فوزات باهرة على الجيوش البيزنطية مهدت له الوصول إلى حكم مصر.

على إثر زوال الأسرة الطولونية أسند الخليفة العباسي الراضي ولاية مصر إلى محمد بن طغج ولقبه بالإخشيد (من ألقاب ملوك فرغانة) تقديراً لخدماته، وكان الإخشيد ملكاً مهيباً استطاع حتى يمد نفوذه إلى الشام والحجاز باعتماده على جيش زاد عدد أفراده على 400000 جندي، وبعد وفاته بدمشق سنه 335هـ/946م خلفه على الحكم مؤدب أبنائه كافور الحبشي الذي وصفه ابن خلكان بصفات مزرية، ويبدوحتى عهده كان قاتماً كلونه، إذ تعرضت مصر للعديد من الكوارث والحروب من جانب أعدائها ملوك النوبة، وقل شأنها، الأمر الذي مهد إلى دخول الفاطميين إليها على يد جوهر الصقلي سنة 358هـ/968م بعد ما يزيد على 35 سنة من عمر هذه الدولة. وبوجه عام كانت حضارة الإخشيديين مماثلة للحضارة الطولونية لقرب العهد بينهما، فقد نعمت البلاد بالرخاء والثراء في أيامهم وبترت شوطاً كبيراً في إرساء قواعد الحرية والعدالة بين الناس، وتذكر بعض المصادر حتى الإخشيد نفسه كان يجلس للمظالم جميع يوم أربعاء، وحذا حذوه كافور، ومن أشهر قضاة هذا العهد محمد بن بدر الصيرفي والحسين بن أبي غرسة الدمشقي. أما على الصعيد الفهمي فقد كان بلاط الإخشيد ومن بعده كافور عامراً بالفهماء من مختلف الفنون، وممن نبغ في عهدهما أبوإسحاق المروزي والحسن بن رشيق المصري، ومن المؤرخين أبوعمر الكندي، ومن الشعراء كشاجم وأبوالطيب المتنبي الذي مكث في بلاط كافور ما يزيد على أربع سنوات، أما من الناحية العمرانية فينسب إلى الإخشيد بناء قصر المختار، وإلى كافور القصر الذي أنشأه فيما يعهد بالبستان الكافوري.

العصر الفاطمي

The near East in 1025 AD, showing the Fatimid Caliphate and neighbors.
The Al-Azhar Mosque, of medieval Fatimid Cairo.

نجح الفاطميون بالزحف إلى مصر بعد محاولات عدة أيام المعز لدين الله على رأس جيش يقوده جوهر الصقلي سنة 358هـ/968م الذي أمر فور دخوله إليها بإنشاء مدينة القاهرة والجامع الأزهر، ولحق به الخليفة المعز الذي كان في مقدمة أعماله نشر الممضى الفاطمي بين المصريين ومنعهم من لبس السواد شعار العباسيين، ومن أجل حتى يؤيد نفوذه فيها حصر الوظائف الهامة بأتباع الممضى الشيعي؛ فكان ذلك منادىة لقبول كثيرين من أهل مصر اعتناق هذا الممضى. وكيفما كان فقد تمكن الفاطميون في فترة حكمهم من القضاء على خصومهم وظهر منهم خلفاء أكفياء وكانوا على قدر من المسؤولية وحسن الإدارة مثل المعز لدين الله 362- 365هـ/972 -975م، والعزيز بالله 365- 386هـ/975 - 996م، فدانت لهم مصر بالولاء واتسع نفوذهم ليضم الحجاز واليمن في أثناء انشغال الخلافة العباسية بالمشكلات التي كانت تقابلها، ثم إنهم تصدوا للقرامطة حينما انقلبوا عليهم في أعقاب انقطاع الأتاوي التي كانوا يأخذونها من أهل الشام، وتمكن العزيز بالله من هزيمتهم سنة 368هـ/978م لتدخل الشام بالكامل في طاعة الفاطميين، وبلغ الفاطميون ذروة نفوذهم حينما سير المستنصر بالله حملة عسكرية إلى بغداد تمكنت من دخولها وأخرجت خليفتها القائم العباسي من بغداد قسراً سنة 450هـ/1058م وخطب أوفدان بن عبد الله البساسيري أحد نادىة الفاطميين لمولاه المستنصر على منابر بغداد. ويذكر حتى المستنصر بقي في سدة الخلافة ستين عاماً وهي فترة لم يسبق لأي من الخلفاء حتى عمرها من قبل، غير حتى مظاهر الضعف بدأت تظهر في مفاصل الدولة منذ بداية عهده بعد حتى أطلق أيدي الوزراء في الإدارة، وبدأت تتلاشى ملامح الأمجاد التي حققها الخلفاء من قبله لتتحول الأوضاع في مصر إلى فوضى عارمة أسهمت في إضعاف بنيتها وشجعت الطامعين بالانفصال عنها، فقد أعرب الحسن بن علي بن باديس الصنهاجي استقلاله بشمالي إفريقيا، وعادت بغداد مرة ثانية لبني العباس، واستقلت بلاد الشام بزعامة آل مرداس والحمدانيين بالوقت التي أخذت تزداد فيه هجمات النورمانديين Normans على السواحل الخاضعة للسيادة الفاطمية في شمالي إفريقيا وأصبحت حال الخلفاء في مصر كحال خلفاء بني العباس في العراق يقنعون بما يمنح لهم من قبل الوزراء، والجدير بالذكر حتى عصر الوزراء في مصر بدأ ببدر الجمالي وهوأرمني قدم مصر في عهد المستنصر في ثوب زائر ثري استنادىه المستنصر في آخر عهده ليتغلب على المصاعب التي كانت تقابله بيد حتى هذا الوزير مالبث حتى استبد بالأمر، واتى من بعده ولده الأفضل ثم حفيده أحمد بن الأفضل، وتتابع مسلسل الوزراء المستبدين وتلقب بعضهم بألقاب ملكية كرضوان الوحشي وطلائع بن زريك اللذين مهدا للتدخل الأجنبي في شؤون مصر.

وكان من نتائج هذا التدخل حتى استعان الوزير شاور بنور الدين زنكي. في حين استعان الوزير ضرغام بن عامر بالصليبيين وانتهى الأمر أخيراً بمقتل ضرغام سنة 559هـ/1163م على أيدي المصريين ومقتل شاور سنة 564هـ/1168م على يد صلاح الدين الأيوبي.

هجر الفاطميون بعد ما يزيد على مئتي عام في حكم مصر حضارة واضحة المعالم انصب اهتمامهم في المقام الأول على تنظيم الفكر الشيعي ونشره على أوسع نطاق، من جهة أخرى كان قصر الحاكم بأمر الله صاحب الشخصية المضطربة مركزاً لتيارات فكرية مختلفة تظهر واقع المجتمع الإسلامي والظروف التي كانت تمر بها الأمة في مشرقها ومغربها وكان وراء تلك التيارات عناصر شيعية وسنية ومسيحية ويهودية ولا دينية، ومثلت دار الحكمة التي أنشأها الحاكم الجامعة التي استقطب إليها الفهماء من جميع أنحاء العالم الإسلامي للبحث والتدريس والتأليف بمختلف العلوم والفنون ومن أبرز الشخصيات التي أمّت بلاط الحاكم بأمر الله الفلكي الشهير علي بن يونس وعالم الطبيعيات والبصريات الحسن بن الهيثم والمؤرخ ابن زولاق والشاعر ابن هانئ الأندلسي وعمارة اليمني. ولعل من ألمع الشخصيات التي عاصرت الحكم الفاطمي في سورية الشاعر الفيلسوف أبا العلاء المعري الذي رفض بإباء ما قدمه إليه قائد جيش المستنصر بالرغم من فقره المدقع.

أما على صعيد البناء والعمران فقد هجر الفاطميون آثاراً خالدة يأتي في مقدمتها كما تجاوز مدينة القاهرة والجامع الأزهر، وما الأبواب التي لاتزال ماثلة إلى اليوم (باب زويلة - باب النصر- باب الفتوح) سوى نماذج من تلك الآثار الفنية الرائعة التي جعلت مصر تحتل مرتبة متقدمة في هذا المجال.


العصر الأيوبي

The Ayyubid Empire an its greatest extent.

بوفاة الخليفة الفاطمي العاضد سنة 567هـ/1171م والتي تلتها وفاة نور الدين زنكي 570هـ/1174م أصبح صلاح الدين الأيوبي الذي قدم مصر مع عمه أسد الدين شيركوه سلطاناً عليها فاستقل بها مع اعترافه بالتبعية للخليفة العباسي. في هذا الوقت كانت بلدان المشرق العربي تشهد فراغاً سياسياً بعد وفاة نور الدين بسبب الانقسامات بين القادة والمتنفذين وكان الصليبيون يراقبون مايجري عن كثب ويتحينون الفرص المواتية للتدخل. فلم يكن أمام صلاح الدين سوى حتى يزحف الى الشام لبناء قاعدته الداخلية فتوجه إليها وضمها إلى مصر ثم تابع معاركه ضد المعارضين إلى حتى بلغ الموصل شرقاً ثم اتجه إلى إفريقيا فأوفد حملة مكنته من الاستيلاء على سواحلها الشمالية واسترداد قابس من النورمانديين، وبعث بحملة أخرى إلى السودان فضمها إلى ممتلكاته وأوفد أخاه طوران شاه إلى اليمن فدخلها وضمها مع الحجاز إلى دولته التي أصبحت في نهاية عام570هـ/1174م قوة إقليمية وسط صخب الأحداث التي كانت تشهدها المنطقة، وبعد حتى اطمأن إلى وضعه الداخلي وجه اهتمامه إلى تحرير بلاد الشام من القوى الصليبية وتم على يديه تحقيق النصر الكبير في حطين سنة 583هـ/1187م وأخرج الصليبيين من بيت المقدس وبعض المدن والحصون في سواحل بلاد الشام، ومع حتى الصليبيين حاولوا غزومصر أكثر من مرة بهدف إضعافها غير حتى صلاح الدين كان على الدوام يتصدى لمحاولاتهم ويحبط خططهم فكان الجهاد من أبرز سمات عصره، ولكن بعد وفاته سنة 589هـ/1193م تبترت أوصال دولته بسبب الشقاق الذي شجر بين إخوته وأبنائه فقام شقيقه الملك العادل بفرض سيطرته على مصر التي استمر حكمها في أبنائه وأحفاده حتى نهاية العصر الأيوبي.

كانت مصر بعد وفاة صلاح الدين هدفاً للحملات الصليبية المتتالية وكان خلفاء صلاح الدين يتصدون لها باستمرار، غير حتى الحدث الأبرز في تلك اللقاءات كانت عندما تصدى الملك الصالح نجم الدين أيوب مع مماليكه للحملة الصليبية السابعة بقيادة ملك فرنسا لويس التاسع الذي قرر احتلال مصر لاعتقاده حتى استرجاع بيت المقدس لايمكن حتى يتحقق إلا بالقضاء على قوتها، وعملاً استطاعت هذه الحملة حتى تصل إلى دمياط لكنها منيت بهزيمة كبرى في المنصورة سنة 647هـ/1249م ومع حتى الصالح أيوب أدركته الوفاة في أثنائها، فإن شجرة الدر كتمت نبأ وفاته وتابع مماليكه الحرب بقيادة ولده طوران شاه وألحقوا الهزيمة بالصليبيين بعد اغتال وأسر عدد كبير منهم، وكان من بين أسراهم قائد الحملة نفسه لويس التاسع الذي لم يسرح إلا بفدية كبيرة مع الالتزام بألا يعود إلى مثلها في قادم الأيام.


سلطنة المماليك

شكل المماليك الذين جلبهم سلاطين الدولة الأيوبية معظم الجيش الذي اعتمدوا عليه في منازلة خصومهم، وبعد وفاة السلطان نجم الدين أيوب استأثر هؤلاء بالحكم إثر مقتل ولده توران شاه، واتفقت حدثتهم على تولية شجرة الدر عرش السلطنة، لكن هذا الإجراء لقي معارضة من جانب بعض المحافظين الذين استنكروا حتى تلي أمر المسلمين امرأة فتزوجت شجرة الدر أتابك الجيش (قائده) عز الدين أيبك ليكون ستاراً تحكم من خلاله، غير حتى أيبك استبد بالأمر وانفرد بالسلطة دونها فسعت إلى اغتياله لكن مماليكه قتلوها بالوقت الذي كان فيه المغول يكتسحون أنطقيم الخلافة العباسية من جهة الشرق، فحزموا أمرهم واختاروا المظفر قطز ليكون سلطاناً على مصر.

مسجد السلطان حسن وجامع الرفاعي بالقاهرة.

المماليك البحرية

Bahri Mamluks at its greatest extent. Blue indicates the Ilkhanates.

ينتمي المماليك إلى أعراق مختلفة، لكن غالبيتهم من الأتراك والشراكسة، وفيهم بعض الروم والأكراد والأوربيون، جيء بهم للتجنيد على فترات من شبه جزيرة القرم، والقوقاز، والقبجاق، وآسيا الصغرى، وهجرستان، وبلاد ماوراء النهر. وقد اتفق المؤرخون على حتى المماليك صنفان عهد الصنف الأول باسم المماليك البحرية، أوالأتراك؛ عهدوا بهذا الاسم لأن إقامتهم كانت بجزيرة الروضة في النيل قبالة القاهرة. حكمت هذه الجماعة مصر بالفترة مابين 655-784هـ/1257- 1382م. وبلغ عدد سلاطينها أربعة وعشرين سلطاناً، بدأت بعز الدين أيبك وانتهت بالسلطان حاجي بن شعبان، من أحفاد الناصر قلاوون.


المماليك البرجية

أما المجموعة الثانية فتعهد بالمماليك البرجية؛ لأن الأشرف خليل بن قلاوون أسكنهم في أبراج قلعة القاهرة وهم من الشراكسة، بدأ حكمهم بفرج بن برقوق وانتهى بمقتل السلطان الثالث والعشرين طومان باي سنة 923هـ/1517م. وعلى العموم يمكن القول إذا دولة المماليك كانت امتداداً للدولة الأيوبية من حيث الإدارة والنهج، وفي مدة حكمهم في مصر خضعت لهم بلاد الشام والحجاز وبعض سواحل اليمن، وتصدوا للمغول وانتصروا عليهم في معركة عين جالوت الشهيرة 658هـ/1260م، وأخرجوهم من بلاد الشام ثم تصدوا للصليبيين من بعدهم واستردوا منهم بعض المدن الساحلية، ومنها كانوا يشنون الحملات على القواعد والإمارات الصليبية إلى حتى قضوا على وجودهم نهائياً سنة 692هـ/1292م. وبعد نجاح البرتغاليين باكتشاف رأس الراتى الصالح تصدوا لطلائعهم التي وصلت إلى سواحل شبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر، غير أنهم أخفقوا في لقاءتها لأن دولتهم آنذاك كانت على وشك السقوط في أعقاب هزيمتهم أمام العثمانيين في معركة مرج دابق سنة 922هـ/1516م ليسدل الستار على الدولة المملوكية في أعقاب معركة الريدانية سنة 923هـ/1517م.

انظر ايضا

  • إيالة مصر

is one of the power ful place .

المصادر

  1. ^ مصطفى الخطيب. "مصر في العصر الإسلامي". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-03-11.
  • التاريخ الفاطمي الاجتماعي/ تأليف ايوب ابراهيم. بيروت: الشركة العالمية للكتاب، 1997.
تاريخ النشر: 2020-06-04 11:50:40
التصنيفات: مصر في العصور الوسطى, تاريخ مصر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

منفذ سلوى جاهز لخدمة الجماهير السعودية لمونديال 2022 بقطر

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-11 00:24:34
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 55%

القصيم.. ضبط شخصين لاعتدائهما بالضرب على آخر

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-11 00:24:41
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 65%

«مسام» ينفذ عمليتي إتلاف لـ462 لغما مضادا للدروع بمحافظة شبوة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-11 00:24:39
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

أطلس أون لاين: مباراة توظيف 40 مستشارا للهاتف. آخر أحل للترشيح هو 24 نونبر 2022

المصدر: الوظيفة مروك - المغرب التصنيف: وظائف وأعمال
تاريخ الخبر: 2022-11-11 00:23:48
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 86%

كأس العالم 1986.. مونديال مارادونا وحده! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-11-11 00:23:32
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

لا تكن أعور

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-11 00:24:44
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 62%

"الدفاع المدني" يحذر: لا تقترب من مجاري السيول عند هطول الأمطار

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-11 00:24:36
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 51%

أطلس مولتي سيرفيس: مباراة توظيف 04 أعوان خدمات لوجيستية. آخر أجل هو 24 نونبر 2022

المصدر: الوظيفة مروك - المغرب التصنيف: وظائف وأعمال
تاريخ الخبر: 2022-11-11 00:23:48
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 90%

ضيف في طائرة محلقة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-11 00:24:43
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

تحميل تطبيق المنصة العربية