الفتوحات الإسلامية

عودة للموسوعة

الفتوحات الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الموضوعة جزء من سلسلة:

بعد وفاة رسول الإسلام محمد بن عبد الله(صلى الله عليه وسلم) في المدينة المنورة بويع أبوبكر بالخلافة وحارب قبائل العرب في حروب الردة وبعدها فتح المسلمون بلاد الروم البيزنطيين والفرس الساسانيين. ففتحوا الشام ومصر والعراق وفارس. بعدها ازدهرت الحضارة الإسلامية في الدول التي دانت بالإسلام ودانت له طواعية تحت ظل الخلافة الراشدة وحكم الدولتين الأموية والعباسية. ولقد ظلت الخلافة الراشدة ثلاثين عاما (632 – 661 م). وكان الخليفة عمر أول من أقيمت المدن الإسلامية في عهده كالكوفة وفسطاط ومدن إسلامية عديدة.

نص كتاب العرب من الفتوحات الى الوقت الحاضر انقر على الصورة للمطالعة

تأسست الدولة الأموية (661 - 750 م) وكانت عاصمتها دمشق وحكمت حوالي قرن. وكانت تمتد من غربي الصين إلى جنوب فرنسا حيث كانت الغزوات الإسلامية وقتها تمتد من شمال أفريقيا إلى إسبانيا وجنوب فرنسا بغرب أوروبا, وبالسند في وسط آسيا وفيما وراء نهري جيحون وسيحون. واقيمت المؤسسات الإسلامية والمساجد والمخطات في جميع البقاع التي غزاها الأمويون.

وحاول الخلفاء الأمويون بدمشق غزومدينة القسطنطينية عام 717 م. وإبان حكمهم غزوا جميع البلاد في شمال أفريقيا. وكان أول نزول لقوات الدعوة الإسلامية في عصر الدولة الأموية وضمت أرض الأندلس بشبه جزيرة إيبريا (أسبانيا والبرتغال). فكان أول فوز للمسلمين هناك عام 92 هجرية (711 م) في معركة وادي البرباط, لتبدأ مسيرة الغزوات الإسلامية بجنوب إيطاليا وصقلية. فلقد بلغت الدعوة الإسلامية برنديزي والبندقية بإيطاليا على بحرالأدرياتيك. وخضعت جميع جزر البحر الأبيض المتوسط من كريت شرقا حتى كورسيكا غربا للحكم الإسلامي [بحاجة لمصدر].

وكانت الخلافة الأموية الثانية بالأندلس 756 – 1031 م عاصمتها قرطبة التي شيدها الأمويون على غرار عاصمتهم دمشق. وكانت أكبر مدينة في أوروبا. وحكموا الأندلس زهاء قرنين. وكانت هذه الخلافة منارة للحضارة في الغرب حتى قسمها المعتدون من الطوائف والبربر والموحدون لدويلات أدت، لسوء الحظ، إلى سقوط الحكم الإسلامي. ولاسيما بعد سقوط مملكة غرناطة بيد المعتدين عام 1492 م علي يد الملك فريناندووالملكة إيزابيلا. وعندما كانت الحضارة الأندلسية في عنفوانها, كانت مسقطة بواتييه قرب تولوز بوسط فرنسا قدأوقفت المد الإسلامي الكاسح لشمالها. حيث لم ينتصر عبد الرحمن الغافقي على الفرنجة عام 114 هجرية (732 م) عندما اغتال بها في معركة بلاط الشهداء. لكنهم رغم هذه الهزيمة, واصلوا غزواتهمم حتي أصبحت تولوز وليون ونهر اللوار تحت السيادة الإسلامية ولكن كان احتلالهم لتولوز لفترة قصيرة تبلغ ثلاثة أشهر نجح بعدها الدوق أودو(الذي يعهد بيودس) الذي هجر المدينة للبحث عن المساعدة من العودة مع جيش لينتصر على الجيوش العربية في معركة تولوز فيتسعة يونيو، 721. وكان الفاتحون قد بلغوا نهر السين وبوردووجنوب إيطاليا (أطلقوا عليه البر الطويل).

وللتاريخ كانت الخلافة العباسية(750 - 1258 م) ببغداد تتآمر ضد الأمويين بالأندلس بتحالفها مع شارلمان ملك الفرنجة[بحاجة لمصدر]. وهذا سبب ثان لتوقف الغزوات الإسلامية بغرب أوروبا. وما بين سنتي 910 و1171 م، وكان ظهور السلاجقة في المشرق والفاطميّون بالقاهرة والأيوبيّين والمماليك في الشام ومصر. وكانت الحملات الصليبية على سوريا وفلسطين ومصر والسيطرة على القدس. وفي عام1187 م سيطر صلاح الدين على بيت المقدس من الصليبيين.

وكان إحراق المغول التتار لبغداد عام 1258 م بعدما كانت عاصمة الخلافة العباسية خمسة قرون. ثم بعدها رجعوا لديارهم وكانوا وثنيين. لكنهم أسلموا عند عودتهم. فكانوا للإسلام داعين ومبشرين له بين قبائلهم. وأقاموا تحت ظلاله الإمبراطوريات والممالك الإسلامية بأفغانستان وباكستان وشبه القارة الهندية وبالملتان والبنغال وآسيا الوسطي وأذربيجان والقوقاز والشيشان وفارس وغيرها من بلدان المشرق الإسلامي. حيث أقاموا الحضارة الإسلامية المغولية والهجرية التي ما زال أوابدها ماثلة حتي اليوم. وكان تيمورلنك قد أقام الإمبراطورية التيمورية عام(1379 - 1401 م) وكانت العاصمة سمرقند بوسط آسيا. وقد حكم إيران والعراق والشام وحتى الهند. وكانت وقتها طرق القوافل التجارية العالمية تحت سيطرة المسلمين. سواء طريق الحرير الشهير أوتجارة المحيط الهندي بين الشرق الأقصى وشرق أفريقيا. وكان السقوط الأخير للقسطنطينية(عام 1453 م), عاصمة الإمبراطورية البيزنطية(الروم). وكان هذا السقوط علي يد محمد الفاتح العثماني. وأطلق عليها إسلام بول (إستانبول) بعدما جعلها عاصمة للخلافة العثمانية (الإمبراطورية العثمانية) (1350 - 1924 م). وكان لسقوط القسطنطينية صداه في العالم الإسلامي كله حيث أقيمت الزينات بدمشق والقاهرة وشمال أفريقيا لأن هذا النصر كان نهاية للكنيسة الشرقية ولاسيما بعد تحويل مقرها إلي أيا صوفيا. ثم أستطاع العثمانيون غزورومانيا والصرب والبوسنة والهرسك والمجر والبانيا واليونان وجورجيا وكرواتيا واجزاء شاسعه من روسيا (القوقاز) واوكرانيا (القرم)[بحاجة لمصدر].ولقد حاصروا فيينا قلب أوروبا المسيحيه ثلاث مرات أيضا وما كانوا سيهزموا لولا حدوث خيانه في قيادة الجيش العثمانيً. وحشد البابا في الفاتيكان قوات أوروبا لوقف هذا الزحف الإسلامي وأستطاع حتى يرد العثمانين بعد بقائهم لمدة شهرين فقط في معركة ڤيينا في 1683. ومن بعدها كان خبز الكرواسون ومعناه الهلال (بالفرنسية) يصنع على هيئة الهلال ليأكله الأوربيون في أعيادهم للإحتفال بالإنتصار على العثمانيين الذي كان فهمهم يحتوي على هلال وكل هذا فضلا عن بلوغ التتار المسلمين القوة التي مكنتهم من محاصرة موسكووغزوها لولا ان قبل اهلها بدفه الجزية للتار المسلمين.

في ظلال الحكم الإسلامي ظهرت مدن تاريخية منها ماهوكان قائم وازدهر ومن ما حديث كالكوفة وحلب وحمص والبصرة ودمشق وبغداد والرافقة الرقة والفسطاط والقيروان وفاس ومراكش والمهدية والجزائر وقرطلة وغيرها. كما خلفت الحضارة الإسلامية مدنا متحفية تعبر عن العمارة الإسلامية كإستانبول بمساجدها ودمشق بعمائرها الإسلامية والقاهرة وحلب والمهدية والقيروان بتونس وبخاري وسمرقند وحيدر أباد وقندهار وبلخ وترمذ وغزنة وبوزجان وطليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وأصفهان وتبريز ونيقيا وغيرها من المدن الإسلامية. وفي القارة الأفريقية نجد أن60% من سكانها مسلمون[بحاجة لمصدر]. وفي العالم نجد المسلمين يشكلون حاليا أكثر من ربع سكان أهل الأرض.

لم تكن الدعوة لتقف في أرض معينة، فالأرض كلها ساحتها وميدانها، وإذا توقفت قليلاً بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك بسبب الردة، فلما انتهت الردة كان لابد من حتى تعاود نشاطها، وتسير بشكل طبيعي، ويقاتل جميع من يقاتلها باغياً وعدواناً وهذا هوالجهاد.

وانتهت حروب الردة، وكان لا بدّ من الجهاد، فالفرس يقفون في وجه الدعوة، ويحاولون دعم أعدائها، ومدّ المرتدين عليها، والروم يحاربون الدعوة، وينصرون خصومها، ويحرضون القبائل المتنصرة ضدها، وكان لا بدّ من قتال الطرفين، والاستعانة بالله عليهما وبالإيمان القوي بأن النصر من الله يؤتيه من يشاء ممن استقام على منهجه، وإذن كان على المسلمين حتى يقاتلوا على جبهتين لم تكونا متفقتين وهذا ما ساعدهم على القتال وحرية الحركة دون الخوف من الطرف الآخر.


يقول المؤرخ العالمي جيبون في حديثه عن سيرة البشارة المؤكدة لمجيء محمد بن عبد الله رسول الإسلام في التوراة والإنجيل من حتى ثمة نبيا سيأتي كما تقول البشارة المقدسة التي عهدت بوعد الروح القدس. ففرح بها موسى وعيسى. وهذه البشارة كما يقول: قد تحققت في إنسان محمد نبي الإسلام وأعظم الرسل وخاتم. أتى بالإسلام كدعوة عالمية لكل البشر. لهذا كان المسلمون الأوائل منذ أيام حياة محمد ينشرونه ويحملون لواءه. ففي حياته (570 – 632 م) كانت محاولات نشره في تخوم الإمبراطرية البيزنطية بإقليم الشام عن طريق النادىة بين القبائل العربية المتاخمة لبلاد الشام.

وبعد عشر سنوات من وفاة محمد بن عبد الله فتح المسلمون بلاد الروم البيزنطيين والفرس الساسانيين. ففتحوا الشام ومصر والعراق وفارس. بعدها إزدهرت الحضارة الإسلامية في الدول التي دانت بالإسلام ودالت له طواعية تحت ظلال الخلائف الراشدة والأموية والعباسية. ولقد ظلت الخلافة الراشدة ثلاثين عاما (632 – 661 م). وكان الخليفة عمر أول من أقيمت المدن الإسلامية في عهده كالكوفة والبصرة بالعراق والفسطاط بمصر. وظلت المدينة المنورة عاصمة الخلافة حتي نقلها الخليفة الرابع علي بن أبي طالب للكوفة, بسبب القلاقل التي نشبت في عهد عثمان بن عفان وأدت لإستشهاده. وبعد إستشهاد سيدنا علي بن ابي طالب تأسست الدولة الأموية (661 - 750 م) بدمشق وحكمت حوالي قرن. وكانت تمتد من غربي الصين إلى جنوب فرنسا حيث كانت الفتوحات الإسلامية وقتها تمتد من شمال أفريقيا إلى إسبانيا وجنوب فرنسا بغرب أوروبا, وبالسند في وسط آسيا وفيما وراء نهري جيحون وسيحون. واقيمت المؤسسات الإسلامية والمساجد والمخطات هناك.

وكان الأمويون بدمشق قد حاولوا فتح القسطنطينية عام 717 م. وإبان حكمهم فتحوا شمال أفريقيا. وكان أول نزول لقوات الفتح الإسلامي بأرض الأندلس بشبه جزيرة إيبريا (أسبانيا والبرتغال). فكان أول إنتصار للمسلمين هناك عام 29 هجرية (711 م) في معركة وادي البرباط, لتبدأ مسيرة الفتوحات الإسلامية بغرب أوروبا بفرنسا وايطاليا وسويسرا. وخضعت روما للحكم الإسلامي عملا منذ عام 809 م. ولولا حتى البابا ليوالثاني قد أقر بدفع الجزية وبإنتظام لمدة عشرين عاما لأصبح الآذان يرتفع من فوق أبراج الفاتيكان الآن. فلقد بلغ الفتح الإسلامي برنديزي والبندقية بإيطاليا علي بحرالأدرياتيك. مما جعله مع البحر الأبيض المتوسط بحيرتين إسلاميتين تموج فيهما الأساطيل الإسلامية. وخضعت جميع جزر البحر الأبيض المتوسط من كريت شرقا حتى كورسيكا غربا للحكم الإسلامي.

وكانت الخلافة الأموية الثانية بالأندلس 756 – 1031 م عاصمتها قرطبة التي شيدها الأمويون. وكانت أكبر مدينة في أوروبا. وحكمواالأندلس زهاء قرنين. وكانت هذه الخلافة منارة للحضارة في الغرب حتى قسمها الطوائف والبربر والموحدون لدويلات أدت لسقوط الحكم الإسلامي تماما. ولاسيما بعد سقوط مملكة غرناطة آخر معاقل المسلمين عام 1492 م علي يد الملك فريناندووالملكة إيزابيلا. وعندما كانت الحضارة الأندلسية في عنفوانها, كانت مسقطة بواتييه قرب تولوز بوسط فرنسا قدأوقفت المد الإسلامي الكاسح لشمالها. حيث إنتصر الفرنجة على عبد الرحمن الغافقي عام 114 هجرية (732 م) عندما إستشهد بها في معركة بلاط الشهداء. ويعلق المؤرخ الشهير جيبون على معركة بواتييه قائلا: لوكان العرب قد إنتصروا في بواتييه لأصبحت المساجد في باريس ولندن بدلا من الكاتدرائيات حاليا. ولكان القرآن يتلي في جامعة إكسفورد وبقية الجامعات هناك. ويعلق ديورانت عليها قائلا: لوإنتصر العرب في هذه المعركة الكبرى لأصبحت أوروبا الآن جزءا من العالم الإسلامي. لكنهم رغم هذه الهزيمة, واصلوا فتوحاتهم حتي أصبحت تولوز وليون ونهر اللوار تحت السيادة الإسلامية. وكان الفاتحون قد بلغوا نهر السين وبوردووجنوب إيطاليا (أطلقوا عليه البر الطويل) حتي بلغوا في فتوحاتهم سويسرا، وأقاموا هناك ممالك إسلامية. وحرّروا الشعوب من العبودية والإقطاع. وظلوا قرنين يحكمون هذه المناطق. ولم يوقف الزحف الإسلامي بأوربا سوي جبال الألب. ولوإستطاع الفاتحون تخطيتها لعم الإسلام شمال أوربا. وللتاريخ كانت الخلافة العباسية(750 - 1258 م) ببغداد تتآمر ضد الأمويين بالأندلس بتحالفها مع شارلمان ملك الفرنجة. وهذا سبب ثان لتوقف الفتوحات الإسلامية بغرب أوروبا. وما بين سنتي 910 و1171 م كان ظهور السلاجقة في المشرق والفاطميّون بالقاهرة والأيوبيّين والمماليك في مصر والشام. وكانت الحملات الصليبية علي الشام وفلسطين ومصر والإستيلاء علي القدس. وفي عام1187 م استعاد صلاح الدين بيت المقدس من الصليبيين.

وكان إحراق المغول التتار لبغداد عام 1258 م بعدما كانت عاصمة الخلافة العباسية خمسة قرون. بعدها رجعوا لديارهم وكانوا وثنيين. لكنهم أسلموا عند عودتهم. فكانوا للإسلام داعين ومبشرين له بين قبائلهم. وأقاموا تحت ظلاله الإمبراطوريات والممالك الإسلامية بأفغانستان وباكستان وشبه القارة الهندية وبالملتان والبنغال وآسيا الوسطي وأذربيجان والقوقاز والشيشان وفارس وغيرها من بلدان المشرق الإسلامي. حيث أقاموا الحضارة الإسلامية المغولية والهجرية التي مازال أوابدها ماثلة حتي اليوم. وكان تيمورلنك قد أقام الإمبراطورية التيمورية عام(1379 - 1401 م) وكانت العاصمة سمرقند بوسط آسيا. وقد حكم إيران والعراق والشام وحتى الهند. وكانت وقتها طرق القوافل التجارية العالمية تحت سيطرة المسلمين. سواء طريق الحرير الشهير أوتجارة المحيط الهندي بين الشرق الأقصى وشرق أفريقيا. وكان السقوط الأخير للقسطنطينية(عام 1453 م), عاصمةالإمبراطورية البيزنطية(الروم). وكان هذا السقوط علي يد محمد الفاتح العثماني. وأطلق عليها إسلام بول (إستانبول) بعدما جعلها عاصمة للخلافة العثمانية (الإمبراطورية العثمانية) (1350 - 1924 م). وكان لسقوط القسطنطينية صداه في العالم الإسلامي كله حيث أقيمت الزينات بالقاهرة والشام وشمال أفريقيا لأن هذا النصر كان نهاية للكنيسة الشرقية ولاسيما بعد تحويل مقرها إلي جامع أيا صوفيا. وهذا الإنتصار كان بداية الرد الإسلامي علي البابوية بالفاتيكان في أعقاب الحملات الصليبية التي شنتهاعلي فلسطين والشام وداهمت فيها المشرق العربي وذبحت أكثر من مليون مسلم ونصراني في فلسطين وبيت المقدس. وكان الفتح العثماني ردا علي الحرب الإستردادية بالأندلس. حيث كان التنصير القسري للمسلمين وإحراقهم هناك. فبينما كان الهلال ينحسر من الأندلس بغرب أوربا كان يزحف لأول مرة في التاريخ فوق شرق أوربا عندما إجتاحه العثمانيون بما فيه رومانيا والصرب والبوسنة والهرسك واليونان والمجر. حتى بلغوا أبواب فيينا بالنمسا. وحشد البابا في الفاتيكان قوات أوروبا لوقف هذا الزحف الإسلامي الكاسح. ولولا توقف العثمانيين عند أبواب فيينا بمؤامرة من الدولة الصفوية بإيران, لأصبح الآذان يؤذن من فوق أبراج كاتدرائية القديس بطرس كما يقول المعلقون. ومن بعدها كان خبز الكرواسون ومعناه الهلال (بالفرنسية) يصنع على هيئة الهلال ليأكله الأوربيون في أعيادهم.

والإسلام ولج شرقا وغربا وجنوبا وشمالا عن طريق التجار والقوافل التجارية العربية عبر آسيا الوسطى وشمال وشرق ووسط وجنوب وغرب أفريقيا عن طريق الطرق الصوفية في أواسط آسيا وجنوب الصين وإندونيسيا وأفريقيا. وعن طريق الرحلات البحرية التجارية ولج الإسلام الصين وسيلان وبروناي وجزر الفلبين وإندونيسيا وماليزيا ومدغشقر وزنجبار. وللتاريخ كان إحتلال العثمانيين للشام ومصر والعراق والحجاز وليبيا واليمن وتونس لحماية هذه الكيانات الإسلامية السنية من الأخطار التي كانت محدقة ومتربصة بها. فسواحل مصر والشام وشمال أفريقيا كانت مهددة بالأساطيل الفرنسية والأسبانية التي أتت تُغير عليها. كما أرادت السلطنة العثمانية حماية الشام ومصر من خطر البرتغاليين المسيحيين بالبحر الأحمر والخليج العربي. وكانت إثيوبيا تعاون البرتغاليين لهذا السبب. وقد نزلوا عام 1496 م جدّة بالحجاز لينهبوا الأماكن المقدسة بمكة والمدينة وينقلوا رفات الرسول للبرتغال لتكون زيارة قبره صلى الله عليه وسلم نظير إتاوات. مما دفع المصريين حتى يهاجموا الأسطول البرتغالي في معركة ديوالشهيرة قرب سواحل غرب شبه القارة الهندية. وكانت السلطنة المملوكية بمصر والشام تتآمر ضد السلطان سليم مع الدولة الصفوية الشيعية بفارس. مما جعل سليم الأول يتحرك وينسحب بجيوشه من النمسا لإنقاذ هذه الكتلة السنية بما فيها مصر والشام والحجاز من الخطر الشيعي الصفوي بإيران والبرتغالي بالبحر الأحمر والمحيط الهندي. ولم يتعاون السلطان الغوري بمصر معه لإنقاذ المسلمين السنة من مذابح الصفويين في فارس والقوقاز وأذربيجان. فأسقط حكم الصفويين واستولى على العاصمة تبريز. ولوكان الغوري قد أظهر مرونة لما إحتل سليم مصر ولا الشام ولا أسقط سلطنته المملوكية عام 1517 م.

فالإسلام حكم الأندلسسبعة قرون. وحكم الهندعشرة قرون حتي مجيء الإستعمار البريطاني. وفي ظلال الحكم الإسلامي ظهرت مدن تاريخية كالكوفة والبصرة وبغداد والقاهرة والفسطاط والعسكر والقطائع والقيروان وفاس ومراكش والمهدية والجزائر ودلهي وقرطلة وغيرها. كما خلفت الحضارة الإسلامية مدنا متحفية تعبر عن العمارة الإسلامية كإستانبول بمساجدها والقاهرة بعمائرها الإسلامية وبخاري وسمرقند ودلهي وحيدر أباد وقندهار وبلخ وترمذ وغزنة وبوزجان وطليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وسراييفووأصفهان وتبريز ونيقيا وغيرها من المدن الإسلامية. وفي القارة الأفريقية نجد حتى 85% من سكانها مسلمون. وفي العالم نجد المسلمين يشكلون حاليا خمس سكان أهل الأرض.


فتح مصر

لما انتهى فتح المسلمين لبلاد الشام، وانتهى عمروبن العاص من فتح فلسطين، استأذن عمروبن العاص من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في السير إلى مصر للفتح، فوافق عمر وسيّره إليها، ثم أمده بالزبير بن العوام ومعه بسر ابن أرطأة وخارجة بن حذافة، وعمير بن وهب الجمحي، فالتقيا عند باب مصر، ولقيهم أبومريم ومعه الأسقف أبومريام وقد بعثه المقوقس من الإسكندرية، فنادىهم عمروبن العاص إلى الإِسلام أوالجزية أوالقتال، وأمهلهم ثلاثة أيام فطلبوا منه حتى يزيد المدة فزادها لهم يوماً واحداً، ثم نشب القتال، فهزم البيزنطيون وقتل منهم عدد كبير، منهم الأرطبون الذي فر من بلاد الشام إلى مصر، والذي أجبر أهل مصر على المقاومة، وحاصر المسلمون عين شمس، وارتقى الزبير بن العوام السور، فلما أحس السكان بذلك انطلقوا باتجاه عمروعلى الباب الآخر، إلا حتى الزبير كان قد اخترق البلد عنوة ووصل إلى الباب الذي عليه عمرو، فصالحوا عمراً وأمضى الزبير الصلح، وقبل أهل مصر كلهم الصلح، إذ كان قد وجه عبد الله بن حذافة إلى عين شمس فغلب على أرضها وصالح أهل قراها على مثل صلح الفسطاط.

ثم أوفد عمروجيشاً إلى الإسكندرية حيث يقيم المقوقس، وحاصر الجيش المدينة، واضطر المقوقس إلى حتى يصالح المسلمين على أداء الجزية واستخلف عمروبن العاص عليها عبد الله بن حذافة. وانشئت مدينة الفسطاط مكان خيمة عمروحيث بني المسجد الذي ينسب إليه الآن. وأقيمت البيوت حوله.

وأوفد عمروقوة إلى الصعيد بإمرة عبد الله سعد بن أبي سرح بناءً على بعد وفاة رسول الإسلام محمد بن عبد الله(صلى الله عليه وسلم) في المدينة المنورة بويع أبوبكر بالخلافة وحارب قبائل العرب في حروب الردة وبعدها فتح المسلمون بلاد الروم البيزنطيين والفرس الساسانيين. ففتحوا الشام ومصر والعراق وفارس. بعدها ازدهرت الحضارة الإسلامية في الدول التي دانت بالإسلام ودانت له طواعية تحت ظل الخلافة الراشدة وحكم الدولتين الأموية والعباسية. ولقد ظلت الخلافة الراشدة ثلاثين عاما (632 – 661 م). وكان الخليفة عمر أول من أقيمت المدن الإسلامية في عهده كالكوفة وفسطاط ومدن إسلامية عديدة.

تأسست الدولة الأموية (661 - 750 م) وكانت عاصمتها دمشق وحكمت حوالي قرن. وكانت تمتد من غربي الصين إلى جنوب فرنسا حيث كانت الغزوات الإسلامية وقتها تمتد من شمال أفريقيا إلى إسبانيا وجنوب فرنسا بغرب أوروبا, وبالسند في وسط آسيا وفيما وراء نهري جيحون وسيحون. واقيمت المؤسسات الإسلامية والمساجد والمخطات في جميع البقاع التي غزاها الأمويون.

وحاول الخلفاء الأمويون بدمشق غزومدينة القسطنطينية عام 717 م. وإبان حكمهم غزوا جميع البلاد في شمال أفريقيا. وكان أول نزول لقوات الدعوة الإسلامية في عصر الدولة الأموية وضمت أرض الأندلس بشبه جزيرة إيبريا (أسبانيا والبرتغال). فكان أول فوز للمسلمين هناك عام 92 هجرية (711 م) في معركة وادي البرباط, لتبدأ مسيرة الغزوات الإسلامية بجنوب إيطاليا وصقلية. فلقد بلغت الدعوة الإسلامية برنديزي والبندقية بإيطاليا على بحرالأدرياتيك. وخضعت جميع جزر البحر الأبيض المتوسط من كريت شرقا حتى كورسيكا غربا للحكم الإسلامي [بحاجة لمصدر].

وكانت الخلافة الأموية الثانية بالأندلس 756 – 1031 م عاصمتها قرطبة التي شيدها الأمويون على غرار عاصمتهم دمشق. وكانت أكبر مدينة في أوروبا. وحكموا الأندلس زهاء قرنين. وكانت هذه الخلافة منارة للحضارة في الغرب حتى قسمها المعتدون من الطوائف والبربر والموحدون لدويلات أدت، لسوء الحظ، إلى سقوط الحكم الإسلامي. ولاسيما بعد سقوط مملكة غرناطة بيد المعتدين عام 1492 م علي يد الملك فريناندووالملكة إيزابيلا. وعندما كانت الحضارة الأندلسية في عنفوانها, كانت مسقطة بواتييه قرب تولوز بوسط فرنسا قدأوقفت المد الإسلامي الكاسح لشمالها. حيث لم ينتصر عبد الرحمن الغافقي على الفرنجة عام 114 هجرية (732 م) عندما اغتال بها في معركة بلاط الشهداء. لكنهم رغم هذه الهزيمة, واصلوا غزواتهمم حتي أصبحت تولوز وليون ونهر اللوار تحت السيادة الإسلامية ولكن كان احتلالهم لتولوز لفترة قصيرة تبلغ ثلاثة أشهر نجح بعدها الدوق أودو(الذي يعهد بيودس) الذي هجر المدينة للبحث عن المساعدة من العودة مع جيش لينتصر على الجيوش العربية في معركة تولوز فيتسعة يونيو، 721. وكان الفاتحون قد بلغوا نهر السين وبوردووجنوب إيطاليا (أطلقوا عليه البر الطويل).

وللتاريخ كانت الخلافة العباسية(750 - 1258 م) ببغداد تتآمر ضد الأمويين بالأندلس بتحالفها مع شارلمان ملك الفرنجة[بحاجة لمصدر]. وهذا سبب ثان لتوقف الغزوات الإسلامية بغرب أوروبا. وما بين سنتي 910 و1171 م، وكان ظهور السلاجقة في المشرق والفاطميّون بالقاهرة والأيوبيّين والمماليك في الشام ومصر. وكانت الحملات الصليبية على سوريا وفلسطين ومصر والسيطرة على القدس. وفي عام1187 م سيطر صلاح الدين على بيت المقدس من الصليبيين.

وكان إحراق المغول التتار لبغداد عام 1258 م بعدما كانت عاصمة الخلافة العباسية خمسة قرون. ثم بعدها رجعوا لديارهم وكانوا وثنيين. لكنهم أسلموا عند عودتهم. فكانوا للإسلام داعين ومبشرين له بين قبائلهم. وأقاموا تحت ظلاله الإمبراطوريات والممالك الإسلامية بأفغانستان وباكستان وشبه القارة الهندية وبالملتان والبنغال وآسيا الوسطي وأذربيجان والقوقاز والشيشان وفارس وغيرها من بلدان المشرق الإسلامي. حيث أقاموا الحضارة الإسلامية المغولية والهجرية التي ما زال أوابدها ماثلة حتي اليوم. وكان تيمورلنك قد أقام الإمبراطورية التيمورية عام(1379 - 1401 م) وكانت العاصمة سمرقند بوسط آسيا. وقد حكم إيران والعراق والشام وحتى الهند. وكانت وقتها طرق القوافل التجارية العالمية تحت سيطرة المسلمين. سواء طريق الحرير الشهير أوتجارة المحيط الهندي بين الشرق الأقصى وشرق أفريقيا. وكان السقوط الأخير للقسطنطينية(عام 1453 م), عاصمة الإمبراطورية البيزنطية(الروم). وكان هذا السقوط علي يد محمد الفاتح العثماني. وأطلق عليها إسلام بول (إستانبول) بعدما جعلها عاصمة للخلافة العثمانية (الإمبراطورية العثمانية) (1350 - 1924 م). وكان لسقوط القسطنطينية صداه في العالم الإسلامي كله حيث أقيمت الزينات بدمشق والقاهرة وشمال أفريقيا لأن هذا النصر كان نهاية للكنيسة الشرقية ولاسيما بعد تحويل مقرها إلي أيا صوفيا. ثم أستطاع العثمانيون غزورومانيا والصرب والبوسنة والهرسك والمجر والبانيا واليونان وجورجيا وكرواتيا واجزاء شاسعه من روسيا (القوقاز) واوكرانيا (القرم)[بحاجة لمصدر].ولقد حاصروا فيينا قلب أوروبا المسيحيه ثلاث مرات أيضا وما كانوا سيهزموا لولا حدوث خيانه في قيادة الجيش العثمانيً. وحشد البابا في الفاتيكان قوات أوروبا لوقف هذا الزحف الإسلامي وأستطاع حتى يرد العثمانين بعد بقائهم لمدة شهرين فقط في معركة ڤيينا في 1683. ومن بعدها كان خبز الكرواسون ومعناه الهلال (بالفرنسية) يصنع على هيئة الهلال ليأكله الأوربيون في أعيادهم للإحتفال بالإنتصار على العثمانيين الذي كان فهمهم يحتوي على هلال وكل هذا فضلا عن بلوغ التتار المسلمين القوة التي مكنتهم من محاصرة موسكووغزوها لولا ان قبل اهلها بدفه الجزية للتار المسلمين.

في ظلال الحكم الإسلامي ظهرت مدن تاريخية منها ماهوكان قائم وازدهر ومن ما حديث كالكوفة وحلب وحمص والبصرة ودمشق وبغداد والرافقة الرقة والفسطاط والقيروان وفاس ومراكش والمهدية والجزائر وقرطلة وغيرها. كما خلفت الحضارة الإسلامية مدنا متحفية تعبر عن العمارة الإسلامية كإستانبول بمساجدها ودمشق بعمائرها الإسلامية والقاهرة وحلب والمهدية والقيروان بتونس وبخاري وسمرقند وحيدر أباد وقندهار وبلخ وترمذ وغزنة وبوزجان وطليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وأصفهان وتبريز ونيقيا وغيرها من المدن الإسلامية. وفي القارة الأفريقية نجد أن60% من سكانها مسلمون[بحاجة لمصدر]. وفي العالم نجد المسلمين يشكلون حاليا أكثر من ربع سكان أهل الأرض.

لم تكن الدعوة لتقف في أرض معينة، فالأرض كلها ساحتها وميدانها، وإذا توقفت قليلاً بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك بسبب الردة، فلما انتهت الردة كان لابد من حتى تعاود نشاطها، وتسير بشكل طبيعي، ويقاتل جميع من يقاتلها باغياً وعدواناً وهذا هوالجهاد.

وانتهت حروب الردة، وكان لا بدّ من الجهاد، فالفرس يقفون في وجه الدعوة، ويحاولون دعم أعدائها، ومدّ المرتدين عليها، والروم يحاربون الدعوة، وينصرون خصومها، ويحرضون القبائل المتنصرة ضدها، وكان لا بدّ من قتال الطرفين، والاستعانة بالله عليهما وبالإيمان القوي بأن النصر من الله يؤتيه من يشاء ممن استقام على منهجه، وإذن كان على المسلمين حتى يقاتلوا على جبهتين لم تكونا متفقتين وهذا ما ساعدهم على القتال وحرية الحركة دون الخوف من الطرف الآخر. أوامر الخليفة ففتحها، وكان الوالي عليها كما أوفد خارجة بن حذافة إلى الفيوم وما حولها ففتحها وصالح أهلها، وأوفد عمير بن وهب الجمحي إلى دمياط وتنيس وما حولهما فصالح أهل تلك الجهات.

ثم سار عمروبن العاص إلى الغرب ففتح برقة وصالح أهلها، وأوفد عقبة ابن نافع ففتح (زويلة) واتجه نحوبلاد النوبة، ثم انطلق عمروإلى طرابلس الغرب ففتحها بعد حصار دام شهراً، كما فتح (صبراته) و(شروس) ومنعه عمر بن الخطاب حتى يتقدم أكثر من ذلك إلى جهة الغرب.


2- الجبهة الشرقية :

كان الخلاف على الحكم قوياً في الدولة الفارسية الفرس كما كان الحكام على خلاف فيما بينهم، فلما غادر خالد بن الوليد العراق إلى الشام شعر الفرس بقلة من بقي من جند المسلمين هناك، فأرادوا النيل منهم وطردهم من أرض العراق، فأوفد شهريار ملك الفرس جيشاً قوامه عشرة آلاف مقاتل لمحاربة جيش المسلمين بقيادة المثنى بن حارثة الشيباني، إلا حتى الفرس قد هزموا هزيمة منكرة أيضاً.

طلب المثنى بن حارثة المدد من المدينة، إلا حتى أخبار الصديق قد تأخرت عليه لانشغاله بقتال الشام الأمر الذي جعل المثنى يسير بنفسه إلى المدينة وقد خلّف وراءه على المسلمين بشير بن الخصاصية، فلما وصل إلى قاعدة الحكم عثر أبا بكر في آخر عهده وقد استخلف عمر من بعده. فلما رأى أبوبكر المثنى نطق لعمر : إذا أنا مت فلا تمسين حتى تندب الناس لحرب أهل العراق مع المثنى، وإذا فتح الله على أمرائنا بالشام فاردد أصحاب خالد إلى العراق فإنهم أفهم بحربه. فلما توفي الصديق ندب عمر المسلمين إلى الجهاد في أرض العراق، وأمر على المجاهدين أبا عبيد بن مسعود الثقفي حيث كان أول من لبى النداء ولم يكن من الصحابة، مع الفهم حتى عمر لم يكن ليولي إلا من كان صحابياً، وعندما سئل في هذا الأمر أجاب : إنما أؤمر أول من استجاب، إنكم إنما سبقتم الناس بنصرة هذا الدين، وإن هذا هوالذي استجاب قبلكم، ثم نادىه فوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيراً. وأمره حتى يستشير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسار المجاهدون إلى العراق.

وخط أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في الوقت نفسه إلى أبي عبيدة في الشام حتى يرسل جيش وامداد من دمشق مع خالد بن الوليد، فسيّرهم أبوعبيدة بعد فتح دمشق بإمرة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص.

وأوفد عمر أيضاً مدداً آخر بقيادة جرير بن عبد الله البجلي قوامه أربعة آلاف، فسار باتجاه الكوفة، والتقى بقائد فارس فهزمه شر هزيمة وسقط أكثر جند الفرس في النهر.


معركة النمارق :

بعث رستم جيشاً لقتال أبي عبيد فالتقى الطرفان في النمارق بين الحيرة والقادسية، وكان على خيل المسلمين المثنى بن حارثة، فهُزم الفرس، وولوا الأدبار، وساروا إلى (كسكر) فلحقهم أبوعبيد، ثم هزمهم ثانية بعد حتى اتىتهم قوة داعمة لنصرتهم، وفرّ الفرس إلى المدائن.


معركة الجسر :

بعد حتى هزم الفرس في النمارق وما بعدها اجتمعوا إلى رستم، فأوفد جيشاً كثيفاً ومعهم راية (كسرى) وراية (أفريدون) التي تسمى (الدرفس) وسار هذا الجيش نحوالمسلمين فالتقوا، وبينهم جسر، فنطق الفرس : إما حتى تعبروا إلينا، أونعبر إليكم، فنطق المسلمون لأبي عبيد : أمرهم حتى يعبروا إلينا، فنطق أبوعبيد : ما هم أجرأ منا على الموت بل نعبر إليكم، ثم اقتحم الجسر إليهم، وجرت معركة عنيفة بين الطرفين. وكانت فيلة الفرس تؤذي المسلمين حيث تخافها خيولهم الأمر الذي جعل أبا عبيد يأمر المسلمين بقتل الفيلة فقتلوها وكان بين الفيلة فيل عظيم هجم عليه أبوعبيد، فضرب خرطومه فاستدمى الفيل وصرخ وقتل أبا عبيد وبرك فوقه، وقتل القادة الذين تولوا أمر المسلمين بعد أبي عبيد، حتى اتى دور المثنى بن حارثة في الإمارة، وكان قد ضعف أمر المسلمين، وأرادوا التراجع، وعبر بعضهم الجسر، ولتزاحمهم عليه تحطم الأمر الذي جعل ظهور المسلمين للفرس وبدأ القتل فيهم حتى عظم، فقتل منهم من قتل، وغرق من غرق. فاتى المثنى ووقف عند مدخل الجسر يحمي المسلمين ليبتروا الطريق ببطء فأصلحوا الجسر وعبروا خلاله، حتى انتهوا والمثنى وشجعان المسلمين يحمونهم. وقد سقطت هذه المعركة بعد معركة اليرموك بأربعين يوماً أي في شهر شعبان في السنة الثالثة عشرة للهجرة واختلف الفرس ثانية على الحكم إذ خلعوا رستم، ثم عادوا فولوه، وأضافوا إليه الفيرزان، وسار الفرس إلى المدائن فلحقهم المثنى، وهزم من اعترض سبيله منهم وأسر عدداً كبيراً ضرب أعناقهم، وطلب النجدة والمدد من أمراء المسلمين، فوافوه، كما كان قد وصل إليه جرير بن عبد الله البجلي ومن معه.


معركة البويب :

لما فهمت الفرس باجتماع عدد من جيوش المسلمين بعثت جيشاً كثيفاً، والتقى الطرفان في مكان ينطق له (البويب) قرب الكوفة، وطلبت الفرس حتى يعبر المسلمون إليها، أوتعبر إليهم، فأجاب المثنى بأن يعبر الفرس فعبر وجرت معركة عنيفة هزمت فيها المجوس، وقتل منهم عدد كبير قتلاً وغرقاً في النهر، وكانت هذه المعركة عظيمة إذ اقتص فيها المسلمون من معركة الجسر ونالوا غنائم عظيمة، وقتل فيها قائد الفرس مهران، وكان ذلك في شهر رمضان من السنة الثالثة عشرة الهجرية.

وبعد معركة البويب التي اقضت مضاجع الفرس اجتمع أمراؤهم على تمليك يزدجرد بن شهريار بن كسرى، واتفقوا على ذلك فيما بينهم، وأوفدوا بالخبر إلى إتباعهم في الأمصار كافة، الأمر الذي جعل المجوس وأنصارهم الذين صالحوا المسلمين وأظهروا الطاعة ينقضون العهد. وأبلغ المسلمون بذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.

حث عمر بن الخطاب المسلمين على الجهاد وخرج بنفسه على رأس الجيش من المدينة بعد حتى ولّى مكانه علي بن أبي طالب واستصحب معه عثمان بن عفان وسادات الصحابة حتى وصل إلى ماء ينطق له (الصرار) فعقد مجلساً استشارياً في الذهاب، وقد أوفد إلى علي حتى يأتي من المدينة، فكلهم وافقه على رأيه إلا عبد الرحمن بن عوف فإنه نطق له : إني أخشى إذا كسرت حتى تضعف أمر المسلمين في سائر أقطار الأرض، وإني أرى حتى تبعث رجلا وترجع إلى المدينة، فمال عمر إلى هذا الرأي، وسقط الاختيار على سعد بن أبي وقاص قائداً للجيش، فأوصاه، وخط إلى المثنى بن حارثة وجرير بن عبد الله البجلي في إطاعة سعد، كما أصبح جميع أمراء العراق تبعاً له، ولكن المثنى قد توفي قبل وصول سعد إذ انتقض عليه جرحه الذي أصابه يوم الجسر.

اجتمع المسلمون في القادسية حسبما واعدهم سعد بن وقاص بناء على أوامر الخليفة عمر بن الخطاب، كما نصَّب الخليفة عبد الرحمن على القضاء ولما بلغ سعد ماء العذيب اعترضه جيش للفرس، فهزمه، وغنم منه غنائم كثيرة. ويبدومن هذه المعارك حتى المسلمين كانوا يتوغلون في أعماق العدودون تطهير تام للمناطق الخلفية مما يجعل الفرس يستطيعون تحريك جيوشهم إلى قرب أماكن المعارك الأولى.

معركة القادسية :

ثم سار سعد حتى هبط القادسية، فمكث فيها شهراً لم ير فيه أثر للفرس، وكان يبث سراياه في جميع الجهات، فكانت تأتيه بالغنائم الأمر الذي جعل الفرس وحلفائهم يتضايقون جداً، وأبلغوا ملكهم (يزدجرد) بأنه إذا لم ينجدهم فإنهم سيضطرون إلى تسليم ما بأيديهم إلى المسلمين أويصالحونهم، وهذا ما جعل (يزدجرد) يدعورستم ويؤمره على الحرب بجيش كثيف، وقد حاول رستم حتى يعفيه الملك من ذلك وأبدى الأعذار بأن إرسال جيش كثيف واحد إلى المسلمين فيه شيء من الخطأ، وإنما من الصواب حتى يرسل جيشاً إثر آخر لإضعاف المسلمين، إلا حتى الملك قد أصر على إرساله بهذا الجيش اللجب الذي يبلغ قوامه مائة وعشرين ألفاً، ويكون مثلها مدداً لها.

سار رستم وعسكر بساباط، وكان سعد يخط في جميع يوم إلى الخليفة حسب أوامره إليه، ولما اقترب رستم من المسلمين بعث إليه سعد جماعة من سادات المسلمين يدعونه إلى الله عز وجل وكان بينهم: النعمان بن مقرن، والمغيرة بن شعبة، والأشعث بن قيس، وفرات بن حبان، وعطارد بن حاجب، وحنظلة بن الربيع، وعمروبن معد يكرب. فنطق لهم رستم: ما أقدمكم ،يا ترى؟ فنطقوا: جئنا لموعود الله إيانا، أخذ بلادكم وسبي نسائكم وأبنائكم وأخذ أموالكم، ونحن على يقين من ذلك. وقد تأخر رستم في الخروج من المدائن للقاء سعد في القادسية مدة أربعة أشهر عسى حتى يضجر سعد ومن معه من المسلمين، كما حتى رستم كان يعتقد حتى النصر سكون حليف المسلمين لما يرى ويسمع عن معاركهم وأخلاقهم. وقد ضعفت معنويات رستم ومن معه بعد حتى سمعوا كلام الوفد، وما فيه من ثقة بالله ويقين بالنصر.

ولما اقترب الجيشان طلب رستم من سعد حتى يبعث له رجلاً عاقلاً عالماً يجيبه عن بعض أسئلته، فأوفد له سعد المغيرة بن شعبة. فنطق له رستم : إنكم جيراننا وكنا نحسن إليكم ونكف الأذى عنكم، فارجعوا إلى بلادكم ولا نمنع تجارتكم من الدخول إلى بلادنا. فنطق له المغيرة : إذا ليس طلبنا الدنيا، وإنما همنا وطلبنا الآخرة، وقد بعث الله إلينا رسولاً نطق له : إني قد سلطت هذه الطائفة على من لم يدن بديني فأنا منتقم بهم منهم، واجعل لهم الغلبة ما داموا مقرين به، وهودين الحق، لا يرغب عنه أحد إلا ذل، ولا يعتصم به إلا عز. فنطق له رستم : فما هو،يا ترى؟ فنطق : أما عموده الذي لا يصلح شيء منه إلا به فشهادة حتى لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والإقرار بما اتى به من عند الله، فنطق : ما أحسن هذا ! وأي شيء أيضاً، نطق : وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله.نطق : وحسن أيضاً وأي شيء أيضاً ،يا ترى؟ نطق : والناس بنوآدم، فهم إخوة لأب وأم، نطق : وحسن أيضاً : ثم نطق رستم : أرأيتم إذا دخلنا في دينكم أترجعون عن بلادنا ،يا ترى؟ نطق : إي والله ثم لا نقرب بلادكم إلا في تجارة أوحاجة. نطق : وحسن أيضاً. وإن هذا الحديث قد زاد إلى أضعاف معنويات رستم والفرس، وزاد يقينهم في فوز المسلمين، وزادت قناعتهم بهذا الدين الجديد حتى إذا رستم قد ذاكر وجهاء قومه في الدخول في الإِسلام فأنفوا وأبوا فأخزاهم الله.

وحاول رستم والفرس حتى يلجؤوا إلى طريق الإغراء فزينوا مجلس رستم بالنمارق الممضىة والحرير، وأظهروا اللآلئ والياقوت والأحجار الكريمة الثمينة، والزينات العظيمة، وجلس رستم على سرير واسع من المضى، وعليه تاج مرصع، ثم طلب رستم ثانية من سعد إرسال رجل آخر، فأوفد إليه ربعي بن عامر، فسار إليه بثياب صفيقة وأسلحة متواضعة وفرس صغيرة، ولم يزل راكبها حتى داست على الديباج والحرير، ثم هبط عنها وربطها في بتر من الحرير مزقها مما رأى أمامه، وأقبل على رستم وعليه سلاحه الكامل، فنطقوا له : ضع سلاحك. فنطق : إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني فإن هجرتموني هكذا وإلا رجعت، فنقلوا ذلك لرستم فنطق : ائذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق أكثرها، فنطقوا له : ما اتى بكم ،يا ترى؟ فنطق : الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإِسلام، فأوفدنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبداً حتى نفضي إلى موعود الله. نطقوا : وما موعود الله ،يا ترى؟ نطق : الجنة لمن توفي على قتال من أبى والظفر لمن بقي. فنطق رستم: قد سمعت منطقتكم فهل لكم حتى تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا ،يا ترى؟ نطق : نعم ! كم أحب إليكم ،يا ترى؟ يوماً أويومين ،يا ترى؟ نطق : لا، بل حتى نمحرر أهل رأينا ورؤساء قومنا. فنطق : ما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نؤخر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث، فانظر في أمرك وأمرهم واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل، فنطق : أسيدهم أنت ،يا ترى؟ نطق : لا! ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم. فاجتمع رستم برؤساء قومه فنطق : هل رأيتم قط أعز وأرجح من كلام هذا الرجل ،يا ترى؟ فنطقوا : معاذ الله حتى تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب، أما ترى إلى ثيابه ،يا ترى؟ فنطق : ويلكم لا تنظروا إلى الثياب، وانظروا إلى الرأي والكلام والسيرة، إذا العرب يستخفون بالثياب والمأكل، ويصونون الأحساب.

وبعث الفرس في اليوم الثاني يطلبون رجلا آخر يريدون حتى يعهدوا نماذج من المسلمين، فهل كلهم على هذا اليقين وهذا الرأي ،يا ترى؟ علهم يجدون ثغرة يستطعون حتى ينفذوا منها، فبعث إليهم سعد بن أبي وقاص رجلا آخر هوحذيفة بن محصن، فتحدث على النحوالذي تحدث فيه ربعي بن عامر.

وتكرر الطلب في اليوم الثالث فأوفد إليهم سعد ثالثاً هوالمغيرة بن شعبة. فنطق رستم للمغيرة : إنما مثلكم في دخول أرضنا مثل الذباب رأى العسل. فنطق : من يوصلني إليه وله درهمان،يا ترى؟ فلما سقط عليه غرق فيه، فجعل يطلب الخلاص فلم يجده، وجعل يقول : من يخلصني وله أربعة دراهم ،يا ترى؟ ومثلكم كمثل ثعلب ضعيف ولج حجراً في كرم، فلما رآه صاحب الكرم ضعيفاً رحمه فهجره، فلما سمن أفسد شيئاً كثيراً فاتى بجيشه، واستعان عليه بغلمانه فمضى ليخرجه فلم يستطع لسمنه فضربه حتى قتله، فهكذا تخرجون من بلادنا، ثم ازداد غضباً وحمقاً وأقسم بالشمس لأقتلنكم غداً.

فنطق المغيرة : ستفهم. فنطق رستم للمغيرة : قد أمرت لكم بكسوة ولأميركم بألف دينار وكسوة ومركوب وتنصرفون عنا.

فنطق المغيرة : أبعد حتى أوهنا ملككم وضعفنا عزكم، ولنا مدة نحوبلادكم ونأخذ الجزية منكم عن يد وأنتم صاغرون وستصيرون لنا عبيداً على رغمكم ؟

كان سعد بن أبي وقاص مريضاً لا يستطيع الركوب، لذا فقد جلس في القصر متكئاً على صدره فوق وسادة ينظر إلى الجيش يدبر أمره ويصدر تعليماته، وقد منح القيادة إلى خالد بن عهدطة، وكان على الميمنة جرير بن عبد الله البجلي وعلى الميسرة قيس بن مكشوح.

بدأت المعركة بعد الظهيرة وبعد حتى صلى سعد الظهر بالناس وخطب فيهم وحثهم على القتال، واستمر القتال حتى الليل، ثم استؤنف في اليوم الثاني ولمدة ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع اشتد أثر الفيلة الفارسية على الجيش إذ كانت الخيول تنفر منها الأمر الذي جعل الصحابة يوجهون اهتمامهم إليها حتى قتلوها مع من عليها، وقد أبلى جرير بن عبد الله البجلي، والقعقاع بن عمرو، وطليحة الأسدي، وعمروبن معد يكرب، وخالد بن عهدطة، وضرار بن الخطاب بلاء كبيراً، إذ كانوا يقلعون عيون الفيلة فتشرد بمن عليها ثم تقتل ويقتل أصحابها، فلما كان الزوال من ذلك الذي عهد بالقادسية وهوالاثنين الرابع عشر من شهر محرم من السنة الرابعة عشرة هبت ريح شديدة على الفرس فأزالت خيامهم وما كان منهم إلا الهرب. وقد اغتال القعقاع بن عمروالتميمي وهلال بن علقمة التميمي رستم قائد الفرس، وفرّت جماعة منهم ولحقهم المسلمون حتى دخلوا وراءهم مدينة المدائن مركز الحكم ومقر يزدجرد بن شهريار. وقد اغتال من الفرس في اليوم الرابع عشرة آلاف ومثلهم في الأيام السابقة، فكان مجموع القتلى عشرين ألفاً، وهوما يقرب من ثلثي الجيش الفارسي، واستشهد من المسلمين في الأيام كلها ألفاً وخمسمائة شهيد، وغنم المسلمون غنائم كبيرة جداً، وأوفدت البشارة إلى أمير المؤمنين الذي كان في غاية الاهتمام بالمعركة حتى كان يخرج وحده أحياناً إلى خارج المدينة يسأل الركبان ويتقصى الأخبار حتى اتىه النبأ. وكانت المناطق التي فيها خالد بن الوليد من قبل قد نقضت العهد، فلما كانت معركة القادسية عاد أهلها إلى عهودهم وادعوا حتى الفرس قد أجبروهم على ذلك النقض.

ثم تقدم المسلمون بإمرة زهرة بن حوية أميراً إثر أمير نحوالمدائن فالتقوا بجيش فارسي فهزموه، واتجه المنهزمون نحوبابل، وانطلقت جماعة أخرى نحونهاوند، فاقام سعد في بابل عدة أيام ثم سار نحوالمدائن، فالتقى بجيش آخر من الفرس فهزمه، وفي ساباط التقى بكتائب أخرى ليزدجرد أصابها كلها ما أصاب سابقتها، وقَتَل هاشم بن عتبة بن أبي وقاص أسد يزدجرد الذي وضع في الطريق لإخافة المسلمين، وكان ذلك في نهاية السنة الرابعة عشرة من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتحصن الفرس (بهرسير) وهي قرية من المدائن لا يفصل بينها سوى نهر دجلة بعد حتى هزموا أمامها، إلا حتى حصارهم لم يهن من عزيمة المسلمين، وكان حتى فرّ الفرس إلى المدائن، وسار المسلمون وراءهم، فلما اقتربوا منها لاح لهم القصر الأبيض قصر كسرى. وكان المسلمون قد بتروا نهر دجلة وكان في حالة فيضان كبير الأمر الذي جعل الفرس يخافون لقاء المسلمين ويهابونهم.


فتح المدائن :

ودخل المسلمون المدائن فلم يجدوا بها أحداً بل فرّ أهلها كلهم مع الملك سوى بضعة من المقاتلة بقوا في القصر الأبيض، فنادىهم سلمان الفارسي ثلاثة أيام، نزلوا بعدها منه، وسكنه سعد، وجعل الايوان مصلى وتلا حين دخوله {كم هجروا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم، ونعمة كانوا فيها فاكهين، كذلك وأورثناها قوماً آخرين، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين [الدخان : 25-29]، كما صلى الجمعة في الايوان وذلك في شهر صفر من السنة السادسة عشرة للهجرة. وأقامت أسر المسلمين في المدائن حتى فتح الله عليهم جلولاء وتكريت والموصل، وبعدها تحولت الأسر إلى الكوفة. وأوفد سعد السرايا تتعقب الفارين فحصلت هذه السرايا على غنائم كثيرة لم يستطع الفارون حملها فهجروها وأكثرها من ثياب كسرى ولباسه. وقد خمّس سعد الغنائم، وبعث بها إلى المدينة مع بشير بن الخصاصية، وفيها بساط كسرى وتاجه وسواريه، فلما رآها عمر نطق : إذا قوما أدوا هذا لأمناء، فنطق له علي : إنك عففت فعفت رعيتك ولورتعت لرتعت.


فتح جلولاء :

فر يزدجرد من المدائن، وسار باتجاه حلوان، والتف حوله أثناء سيره عدد كثير من الفرس، فأمر عليهم مهران، وأقاموا بجلولاء، وقد تحصنوا بها، وحفروا الخنادق حولها، فبعث سعد إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يخبره بذلك، فأمره حتى يقيم هوبالمدائن وأن يرسل إليهم ابن أخيه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وأنقد يكون على المقدمة القعقاع بن عمروالتميمي، وعلى الميمنة سعد بن مالك، وعلى الميسرة عمر بن مالك، وعلى المؤخرة عمروبن مرة الجهني، فعمل، فسار هاشم وحاصرهم، واشتد القتال، وكانت تصل النجدات إلى الطرفين، وأخيراً فتح الله على المسلمين جلولاء، وقد قتلوا من الفرس الكثير حتى تجلت بجثثهم الأرض، وبرز من الأبطال في هذه المعركة القعقاع بن عمرو، وعمروبن معد يكرب، وحجر بن عدي، وقيس بن مكشوح، وطليحة الأسدي.

وبعث هاشم في أثر الفرس المنهزمين القعقاع بن عمروفكانوا يفرون من وجهه، وقد غنم الكثير أثناء تحركاته تلك. وقد كانت غنائم جلولاء لا تقل عن غنائم المدائن. وقد ادرك القعقاع مهران وقتله، ونجا الفيرزان فسار إلى حلوان وأبلغ يزدجرد فهجر المدينة بعد حتى هجر عليها قائدا، وسار هوإلى الري (طهران اليوم)، وسار القعقاع إلى حلوان فانتصر على حاميتها ودخلها.


فتح تكريت والموصل :

في الوقت الذي سار فيه هاشم بن عتبة إلى جلولاء سار أيضاً إلى تكريت عبد الله بن المعتم على رأس جيش بأمر الخليفة أيضاً، فلما وصل إلى تكريت عثر فيها جماعة من الروم، ومن نصارى العرب، من إياد وتغلب، وعدد من أهل الموصل فحاصرهم أربعين يوماً نازلهم خلالها أربعاً وعشرين مرة، وانتصر فيها كلها، ثم ولج المدينة عنوة، وقد اغتال جميع من فيها سوى من أسلم من الأعراب. وسار ربعي بن الافكل بعدها إلى الموصل واضطر أهلها إلى الصلح والتسليم، وفرضت عليهم الجزية.


فتح ماسبذان :

بلغ سعد حتى جماعة من الفرس قد تجمعت في ماسبذان الواقعة على يمين حلوان على الطريق إلى همدان، فأبلغ بذلك أمير المؤمنين فطلب منه حتى يرسل لهم جيشاً بإمرة ضرار بن الخطاب الفهري، فعمل وانتصر عليهم، وهرب أهل ماسبذان إلى رؤوس الجبال، فنادىهم ضرار فاستجابوا له، ومنهم من أسلم، ومنهم من لم يسلم فوضع عليه الجزية.


فتح الأهواز :

تغلب الهرمزان على منطقة الأهواز، وهومن أحد بيوتات فارس المشهورة وكان من الذين فروا من القادسية، وأصبح يغير على المناطق التي دانت لحكم المسلمين، فسار إليه جيشان من المسلمين، انطلق أحدهما من الكوفة من قبل وإليها عتبة بن غزوان، وسار الثاني من البصرة من قبل حاكمها أبي موسى الأشعري، وانتصر المسلمون عليه وهذا ما أجبره على طلب الصلح، فأعطوه ذلك. ثم نقض الهرمزان الصلح بعد حتى استعان بجماعة من الكرد، فبرز إليه المسلمون فهزموه فتحصن في تستر (ششتر اليوم)، إلا حتى أهل المنطقة قد صالحوا المسلمين عندما رؤوا إصلاح بلادهم، ودفعوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، وهذا ما جعل الهرمزان يطلب الصلح ثانية، ويصالح على عدد من المدن منها (تستر) و(جنديسابور)، وكان حرقوص بن زهير قد فتح سوق الأهواز. ثم نقض الهرمزان الصلح ثانية بناء على تحريض يزدجرد، وبلغ الخبر عمر، فأمر حتى يسير إليه جيش من الكوفة بإمرة النعمان بن مقرن، وكانت الكوفة مقر سعد بن أبي وقاص، كما أمر حتى يسير جيش آخر من البصرة بإمرة سهيل بن عدي، وأنقد يكون على الجميع أبوسيرة بن أبي رهم، فالتقى النعمان بالهرمزان فهزمه، ففر إلى تستر فسار إليه سهيل بن عدي، كما لحقه النعمان، فحاصروه هناك، وكان أمير الحرب أبوسبرة بن أبي رهم ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد عثر حتى مع الهرمزان عدداً كبيراً من المقاتلين، فخطوا بذلك إلى أمير المؤمنين، فطلب من أبي موسى الأشعري حتى يمضى إليهم مدداً، فسار نحوهم، وحاصروا الفرس، واضطرهم إلى الاستسلام بعد فتح البلد عنوة، ولجأ الهرمزان إلى القلعة، فحاصروه وأجبروه على الاستسلام، وأوفدوه إلى عمر بن الخطاب بالمدينة مع وفد فيه الأحنف بن قيس وأنس بن مالك.

ثم سار أبوسبرة بن أبي رهم في قسم من الجيش ومعه أبوموسى الأشعري والنعمان بن مقرن واستصحبوا معهم الهرمزان، وساروا حتى نزلوا (السوس) فحاصروها، وخط إلى أمير المؤمنين بذلك، فأجابهم بأن يرجع أبوموسى الأشعري إلى البصرة، وأن يسير زر بن عبد الله بن كليب إلى جنديسابور، فسار، وبعث أبوسبرة بالخمس وبالهرمزان إلى المدينة، ولما وصل الوفد بالهرمزان إلى المدينة اتجه إلى بيت أمير المؤمنين، فقيل لهم : إنه بالمسجد للقاء وفد الكوفة، فانطلقوا إلى المسجد، فلم يروا فيه أحداً، ولما هموا بالعودة نطق لهم غلمان يلعبون أمام المسجد : إنه نائم في زاوية المسجد، فانطلقوا فوجدوه نائماً، فنطق الهرمزان : أين عمر ،يا ترى؟ فأشاروا إليه، وقد دهش لعدم وجود الحرس والحجاب كما اعتاد حتى يرى في ملوك فارس وأكاسرتها.

وفتحت السوس عنوة بعد حصار حتى طلب أهلها الصلح، وكذلك فقد فتح زر بن عبد الله جند يسابور.وتقدم المسلمون في بلاد فارس أيام عمر بن الخطاب من جهة ثانية، فقد كان العلاء بن الحضرمي والي البحرين يسابق سعد بن أبي وقاص في الفتح، فلما خط الله النصر لسعد في القادسية، وكان له ذلك الصدى الواسع، أحب العلاء حتىقد يكون له النصر على فارس من جهته، فندب الناس إلى الجهاد ضد فارس، فاجتمع الجيش وعبر العلاء بن الحضرمي البحر إلى فارس من جهته وذلك دون إذن أمير المؤمنين، اتجه العلاء نحواصطخر، إلا حتى الفرس قد حالوا بين المسلمين وسفنهم، فوجد المسلمون أنفسهم بين العدووالبحر، عملموا جهدهم وقاتلوا بقوة فنصرهم على عدوهم، ثم خرجوا يريدون البصرة، فلم يجدوا سفنهم، كما رؤوا حتى الفرس قد بتروا عنهم الطرق، فاضطروا إلى البقاء محاصرين، ووصل الخبر إلى عمر بن الخطاب، فتأثر جداً، وأمر بعزل العلاء، وطلب منه الالتحاق بسعد بن أبي وقاص، وطلب من عتبة بن غزوان حتى ينجد العلاء، فأوفد قوة بإمرة أبي سبرة بن أبي رهم ومعه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وعاصم بن عمرو، والأحنف بن قيس، وحذيفة بن محصن، وعهدجة ابن هرثمة، وكان عدد هذه القوة اثنا عشر ألفاً، وسارت هذه القوة حتى وصلت إلى مكان حصار المسلمين، وكاد القتال حتى ينشب بين المحاصرين والفرس، فاتىت القوة في الوقت المناسب، وانتصر المسلمون فوزاً رائعاً، ثم عاد الجميع إلى عتبة بن غزوان في البصرة.

وتجمع الفرس في مدينة نهاوند، وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لا يريد حتى ينساح المسلمون في بلاد فارس الواسعة خوفاً عليهم من ضياعهم فيها، وخوفاً عليهم من الفرس، واستمر ذلك مدة حتى وصل إليه الأحنف بن قيس في الوفد الذي يسوق الهرمزان معه، فسأل عمر الأحنف بن قيس عن الأحوال، وكان عمر يخشى حتىقد يكون المسلمون يحيفون على أهل الذمة الأمر الذي يجعلهم ينقضون العهد، فنطق عمر : لعل المسلمين يفضون إلى أهل الذمة بأذى وبأمور لها ما ينتقضون بكم، فأجاب : ما نفهم إلا وفاء وحسن ملكة، نطق : فكيف هذا ،يا ترى؟ فنطق له الأحنف : يا أمير المؤمنين، أقول لك أنك نهيتنا عن الانسياح في البلاد، وأمرتنا بالاقتصار على ما في أيدينا، وإن ملك فارس حي بين أظهرهم، وإنهم لا يزالوا يساجلوننا ما دام ملكهم فيهم ولم يجتمع ملكان يتفقان حتى يخرج أحدهما صاحبه : وقد رأيت أنا لم نأخذ شيئاً بعد شيء إلا بانبعاثهم، وأن ملكهم هوالذي يبعثهم، ولا يزال هذا دأبهم حتى تأذن لنا فلنسح في بلادهم حتى نزيله عن فارس ونخرجه عن مملتكه وعزّ أمته : فهنالك ينبتر راتى أهل فارس. فنطق عمر : صدقتني والله وشرحت لي الأمر عن حقه.

واتىت الأخبار إلى عمر بن الخطاب حتى الفرس قد تجمعوا في نهاوند، وهذا ما جعله يأمر بالانسياح في أرض فارس، وقد رغب حتى يسير هوبنفسه على رأس جيش لقتال الفرس، إلا أنه عندما استشار الصحابة رؤوا غير ذلك، فعدل عن رأيه، وكان الذي أقنعه بذلك علي بن أبي طالب، فخط إلى حذيفة ابن اليمان حتى يسير بجند الكوفة، وإلى أبي موسى الأشعري حتى يسير بجند البصرة، وإلى النعمان بن مقرن حتى يسير بجند فإذا التقوا فكل على جنده أميرا، وعلى الجميع النعمان بن مقرن فإن اغتال فقيس بن مكشوح و... حتى سمى عدة أمراء.

وسار المسلمون نحونهاوند ولا يزيد عددهم على الثلاثين ألفاً إلا قليلاً، وكان قد تجمع فيها من الفرس ما يزيد على المائة والخمسين ألفاً، وكانت المعارك سجالا بين الطرفين مدة يومي الأربعاء والخميس، ثم انتصر المسلمون على أعدائهم الأمر الذي جعل الفرس يدخلون المدينة ويتحصنون فيها، فحاصرهم المسلمون، ولما طال الحصار استشار النعمان رجاله فأشاروا عليه بالتراجع أمامهم حتى إذا ابتعدوا من حصونهم انقضوا عليهم، فوافق النعمان على ذلك، وأمر القعقاع حتى يبدأ القتال مع الفرس وأن يتراجع أولهم فعمل فلحقه الفرس. وعندما ابتعدوا من حصونهم بدأ النعمان بالقتال ونشبت معركة حامية اغتال فيها من الفرس أكثر من مائة ألف رجل وتجلل وجه الثرى بالجثث، وسقط النعمان عن فرسه واستشهد، ولم يفهم بذلك سوى أخيه نعيم، فأخفى ذلك وأخذ الراية وسلمها لحذيفة بن اليمان فقاد المعركة إلى النهاية، وبانتهائها أفهم نعيم الجند عن مصرع قائدهم النعمان. أما قائد الفرس الفيرزان فقد فر، ولحقه القعقاع وقتله عند ثنية همدان، ودخل المسلمون نهاوند عنوة، ثم فتحوا أصبهان (جي). وفتح أبوموسى الأشعري (قم) وقاشان، وفتح سهيل بن عدي مدينة (كرمان). ولما وصلت أخبار نهاوند إلى عمر بن الخطاب بكى بكاء مريراً على شهدائها، وحدثا ذكر له شهيد زاد بكاؤه، ولما وصلوا إلى ذكر أسماء لا يعهدها بكى ونطق : وما ضرهم حتى لا يعهدهم أمير المؤمنين ،يا ترى؟ لكن الله يعهدهم وقد أكرمهم بالشهادة، وما يصنعون بفهم عمر.

ولعل المرء يستطيع هنا حتى يقف وقفة على اختيار عمر للأمراء وقادة الجند، وسليم أنه كان لا يختار إلا الصحابة، إلا أنه في الوقت نفسه كان يعين الجندي أميراً ثم لا يلبث حتى يضع أميراً عليه ويعيده جندياً يقاتل تحت راية من كان بالأمس يقاتل تحت رايته، وذلك حتى لا ترتفع بإنسان نفس وكي يشعر دائماً بالتواضع ويعهد مكانه الحقيقي، وأن قتاله إنما هولله، وكذلك يشعر جميع جندي في الجيش.

ولما فتحت نهاوند أمر عمر بن الخطاب المسلمين بالانسياح في أرض فارس، وأعطيت الأوامر لسبعة أمراء بالتوغل في أعماق فارس بغض النظر عن عدد الجيش المنطلق وبغض النظر عن عتاده وتجهيزاته وبغض النظر عن القوة التي يمكن حتى يلاقيها وعددها إذ حتى المسلمين لمقد يكونوا ليقاتلوا بعدد أوبقوة تجهيزات وإنما بقوة الإِيمان الذي يحملونه بين جوانحهم.

1- سار نعيم بن مقرن إلى همدان ففتحها، واستخلف عليها يزيد بن قيس، وتابع سيره إلى الري (مسقط طهران اليوم) ففتحها، ثم بعث بأخيه سويد بن مقرن بناء على أوامر الخليفة إلى قومس فأخذها سلماً، وصالح أهلها، واتى إليه أهل (جرجان) و(طبرستان) وصالحوه. وكان نعيم قد بعث وهوبهمدان (بكير بن عبد الله) إلى أذربيجان ثم أمده بسماك بن خرشة ففتح بعض بلاد أذربيجان على حين كان عتبة بن فرقد يفتح البلدان من الجهة الثانية.

2- سار سراقة بن عمرونحوباب الأبواب على سواحل بحر الخزر الغربية، وكان على مقدمته عبد الرحمن بن ربيعة فصالح عبد الرحمن ملكها بعد حتى أوفده إلى سراقة بن عمرو، ثم بعث سراقة إلى الجبال في تلك المناطق بكير ابن عبد الله، وحبيب بن مسلمة، وحذيفة بن أسيد، وسلمان بن ربيعة، ومات هناك سراقة بن عمروواستخلف مكانه عبد الرحمن بن ربيعة، وأقر الخليفة ذلك.

3- سار الأحنف بن قيس على رأس جيش حتى ولج خراسان من الطبسين ففتح هراة عنوة، واستخلف عليها (صحار بن فلان العبدي)، وسار نحو(مروالشاهجان) عن طريق نهر هراة، فامتلكها واستخلف عليها (حارثة بن النعمان)، ومنها سار إلى (مروالروذ) مع وادي (مورغاب) ليلاحق يزدجرد حيث فر إليها، ووصلت الامدادات من الكوفة إلى الأحنف بن قيس، وسار المدد نحو(بلخ) حيث انتقل يزدجرد إليها، واستطاع أهل الكوفة دخول بلخ، ففر بزدجرد إلى بلاد ما وراء النهر، ولحق الأحنف بأهل الكوفة في بلخ وقد نصرهم الله على عدوهم، وأصبح الأحنف سيد خراسان إذ تتابع أهلها الذين كانوا قد شذوا أوتحصنوا إلى الصلح. وكان الأحنف وهوفي طريقه إلى مروقد بعث (مطرف بن عبد الله) إلى نيسابور، كما أوفد الحارث بن حسان إلى سرخس.

عاد الأحنف إلى مروالروذ بعد حتى استخلف على (طخارستان) (ربعي بن عامر التميمي)، وخط الأحنف إلى الخليفة عمربن الخطاب بفتح خراسان، فخط عمر بن الخطاب إلى الأحنف "أما بعد : فلا تجوزن النهر واقتصر على ما دونه، وقد عهدتم بأي شيء دخلتم على خراسان، فداوموا على الذي دخلتم به يدم لكم النصر، وإياكم حتى تعبروا فتنفضوا".

4- واتجه عثمان بن أبي العاص على رأس جيشٍ إلى اصطخر، وقد اجتاز مياه الخليج العربي من البحرين ففتح جزيرة (بركاوان) ونزل أرض فارس، ففتح جور واصطخر وشيراز وكان قد انضم إليه أبوموسى الأشعري بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب. وكان الحكم بن أبي العاص عون أخيه في فتوحاته.

5- واتجه سارية بن زنيم الكناني نحوتحشد للفرس فحاصرهم فاستنجدوا بالأكراد فأمدوهم، فتكاثر العدوعلى المسلمين وأصبحوا في خطر عظيم، عندئذ التجأ سارية إلى سفح جبل واتخذ ذروته درءاً له يحمي مؤخرته، وقابل الفرس من جهة واحدة، واستطاع الفوز عليهم. وفي هذا التحرك من قبل سارية نحوالجبل يذكر حتى عمر بن الخطاب كان يخطب على المنبر يوم الجمعة، فعرض له في خطبته حتى نطق (يا سارية الجبل... الجبل... من استرعى فقد ظلم"، ويذكر حتى سارية قد سمع كما سمع المسلمون الذين يسمعون خطبة عمر ذلك الكلام في ذلك اليوم وتلك السرعة، وأن الصوت الذي سمعه يشبه صوت عمر فعدل بالمسلمين إلى الجبل، ففتح الله عليهم.

6- وسار عاصم بن عمروالتميمي على رأس قوة من أهل البصرة إلى إقليم سجستان، ففتح المنطقة، ودخل عاصمتها (زرنج) بعد حصار طويل اضطر أهلها إلى طلب الصلح، وتولى عاصم إدارة المنطقة، وعمل على توطيد الأمن فيها.

7- وسار سهيل بن عدي الخزرجي بجيش إلى كرمان ففتحها.

8- وانطلق الحكم بن عمير التغلبي بقوة إلى (مكران)، وتبعه مدد، والتقى المسلمون بأعدائهم على شاطئ نهر هناك، وعبر الفرس إلى المسلمين، ولكنهم لم يصمدوا طويلاً أمامهم، فدخل المسلمون معسكر الفرس، وقتلوا منهم عدداً كبيراً، وفتحوا المنطقة كاملة.

9- واتجه عتبة بن فرقد إلى جهة شمال غربي فارس ففتحها - كما مر معنا

مَقتَل الخليفَة عُمَر بن الخَطّابْ

كان عمر بن الخطاب بعيد النظر واسع الفكر، يخشى على المجتمع الإِسلامي من التلوث، ويخاف عليه من عدم التجانس بوجود عناصر غريبة فيه، تضيع معها الرقابة، وتنتشر آراء متباينة بالاختلاط، وتكثر فيه الإِساءة والنيل من مقوماته، يخشى حتى يقوم الذي يأتون من خارج المجتمع من المجوس وسبي القتال بأعمال يريدون بها تهديم الكيان الإِسلامي، لهذا فإنه منع من احتلم من هؤلاء دخول مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا حتى عدداً من الفرس الذين دالت دولتهم قد أظهروا الإِسلام، ودخلوا المدينة، ولا تزال عندهم من رواسب الماضي صلات مختلفة بعقيدتهم المجوسية القديمة، وارتباطات بحكومتهم السابقة، أوأنهم أظهروا الإِسلام وأبطنوا المجوسية.

طلب المغيرة بن شعبة أمير الكوفة من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حتى يسمح لغلامه (فيروز) الذي يدعى (أبا لؤلؤة) بدخول المدينة للعمل فيها خدمة للمسلمين حيث هورجل ماهر يجيد عدداً من الصناعات التي تفيد المجتمع وتخدم الدولة، فهوحداد ونقاش ونجار، فأذن له عمر. وكان أبولؤلؤة خبيثاً ماكراً، يضمر حقداً، وينوي شراً، يحن إلى المجوسية ولا يستطيع إظهارها، وتأخذه العصبية ولا يمكنه إبداءها، فكان إذا نظر إلى السبي الصغار يأتي فيسمح رؤوسهم ويبكي، ويقول : أكل عمر كبدي. وكان أبولؤلؤة يتحين الفرص، ويراقب عمر وانتنطقه وأفعاله، ويبدوأنه قد عثر حتى اغتال الخليفة وقت الصلاة أكثر الأوقات مناسبة له، إذ يستطيع حتى يأخذه على غفلة منه، ويغدر به دون لقاءة، وكان عمر إذا مر بين صفوف المصلين نطق : استووا، حتى إذا لم ير فيها خللاً تقدم فكبر ودخل في الصلاة.


فلما كانت صلاة فجر الثالث والعشرين من ذي الحجة في السنة الثالثة والعشرين من هجرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، وعمل عمر كعادته، فما هوإلا حتى كبر حتى طعنه أبولؤلؤة ست طعنات، وهرب العلج بين الصفوف، وبيده سكين ذات طرفين لا يمر على أحد يميناً أوشمالاً إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلاً توفي منهم ما يزيد على النصف، فلما رأى عبد الرحمن بن عوف ذلك القى عليه برنساً له، وأحس أبولؤلؤة أنه مأخوذ لا محالة، لذا فقد أقدم على الانتحار بالسكين ذاتها. واتى عبد الرحمن ليرى ما حل بالخليفة فوجده صريعاً، وعليه ملحفة صفراء قد وضعها على جرحه الذي في خاصرته، ويقول : (وكان أمر الله قدراً مقدوراً). وأخذ عمر بيد عبد الرحمن فقدمه للصلاة، وفقد عمر بعد ذلك وعيه، أما عبد الرحمن فقد صلى بالناس صلاة خفيفة. وقد رأى هذا من كان على مقربة من الإمام، أما الذين كانا في نواحي المسجد فإنهم لم يعهدوا ما الأمر، وإنما افتقدوا صوت عمر، فجعلوا يقولون : سبحان الله... سبحان الله... حتى صلى عبد الرحمن فانبتر صوت التسبيح.


فلما أفاق عمر نطق : أصلى الناس ،يا ترى؟ إلى غير ذلك لم ينبتر تفكيره بالصلاة على الرغم مما حل به.


نطق عبد الله بن عباس : نعم.


نطق عمر : لا إسلام لمن هجر الصلاة. ثم نادى بوضوء فتوضأ وصلى، وإن جرحه لينزف.


ثم احتمل إلى بيته، فنطق لابن عباس - وكان معه - : اخرج، فسل من قتلني، فخرج فقيل له طعنه عدوالله أبولؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، ثم طعن رهطاً معه، ثم اغتال نفسه. فرجع وأبلغ عمر بذلك، فنطق عمر : الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجني عند الله بسجدة سجدها له قط.


وخشي عمر حتىقد يكون له ذنب إلى الناس لا يفهمه، وقد طعن من أجله، فنادى ابن عباس ونطق له : أحب حتى تفهم لي أمر الناس، فخرج إليه ثم عاد فنطق يا أمير المؤمنين، ما أتيت على ملأ من المسلمين إلا يبكون، فكأنما فقدوا اليوم أبناءهم.


وجيء له بطبيب من الأنصار فسقاه لبناً فخرج اللبن من الجرح، فاعتقد الطبيب أنه منته، فنطق : يا أمير المؤمنين اعهد. فبكى القوم لما سمعوا ذلك. فنطق عمر : لا تبكوا علينا، من كان باكياً فليخرج، ألم تسمعوا ما نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعذب الميت ببكاء أهله عليه.


وكان عمر يخشى ما قادم عليه، فالمؤمن بين الخوف والراتى، فيخاف عمر حتىقد يكون قد قصر بحق الرعية ومسؤوليته، ويقول لمن كان حاضراً "وما أصبحت أخاف على نفسي إلا بإمارتكم هذه". وكان ابن عباس ما يريد حتى يطمئنه ويخفف عنه، فيذكره بمكانه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند أبي بكر الصديق، وأن رسول الله قد بشره بالجنة، فكان عمر يقول "والله لوددت أني نجوت منها كفافاً لا علي ولا لي"، "والذي نفسي بيده لوددت أني خرجت منها كما دخلت فيها لا أجر ولا وزر".


ونطق به ابن عباس، لقد كان إسلامك عزّاً، وإمارتك فتحاً، ولقد ملأت الأرض عدلاً. فنطق عمر : أتشهد لي بذلك يا ابن عباس ،يا ترى؟ فنطق علي بن أبي طالب لابن عباس : قل نعم وأنا معك.

وطلب عمر من ابنه عبد الله حتى يفي ما عليه من الديون. ثم أوفده إلى أم المؤمنين عائشة ا يستأذنها في حتى يدفن بجانب صاحبيه، ونطق له : قل لها : يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل أمير المؤمنين، فإني لست اليوم للمؤمنين أميراً، وقل : يستأذن عمر بن الخطاب حتى يدفن مع صاحبيه. فمضي عبد الله فسلم واستأذن، ثم ولج عليها فوجدها قاعدة تبكي، فسلم عليها ونطق : يقرأ عليك عمر السلام، ويستأذن حتى يدفن مع صاحبيه، فنطقت : كنت أريده (المكان) لنفسي ولأوثرنه به اليوم على نفسي.

وكان عمر لا يريد حتى يستخلف إلا حتى ابنه عبد الله قد أقنعه بذلك. فعن عبد الله بن عمر أنه نطق : دخلت على حفصة ونوساتها (ضفائرها) تقطر ماء فنطقت : فهمت حتى أباك غير مستخلف ،يا ترى؟ قلت : ما كان ليعمل، نطقت : إنه فاعل.


فحلفت حتى أحدثه في ذلك، فغدوت عليه ولم أحدثه فكنت كأنما أحمل بيميني جبلاً حتى رجعت فدخلت عليه، فسألني عن حال الناس وأنا أبلغه، ثم قلت له إني سمعت الناس يقولون منطقة، فآليت حتى أقولها لك، زعموا أنك غير مستخلف. أرأيت لوأنك بعثت إلى قيم أرضك ألم تحب حتى يستخلف مكانه حتى يرجع إلى الأرض ،يا ترى؟ نطق : بلى. قلت : أرأيت لوبعثت إلى راعي غنمك، ألم تكن تحب حتى تستخلف رجلاً حتى يرجع ،يا ترى؟ فماذا تقول لله عز وجل إذا لقيته ولم تستخلف على عباده ،يا ترى؟ فأصابه كآبة ثم نكس رأسه طويلاً ثم حمل رأسه ونطق : إذا الله حافظ هذا الدين، وأي ذلك أعمل فقد سن لي، إذا لم استخلف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف، وإن استخلف فقد استخلف أبوبكر.عملمت أنه لا يعدل أحداً برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه غير مستخلف.

نطق عمر : قد رأيت من أصحابي حرصاً شديداً، وإني جاعل هذا الأمر إلى هؤلاء النفر الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهوعنهم راض، ثم نطق : لوأدركني أحد رجلين، فجعلت هذا الأمر إليه لوثقت به. سالم مولى أبي حذيفة وأبوعبيدة بن الجراح فإن سألني ربي عن أبي عبيدة قلت : سمعت نبيك يقول إنه أمين هذه الأمة، وإن سألني عن سالم قلت : سمعت نبيك يقول إذا سالماً شديد الحب لله.

نطق : المغيرة بن شعبة : أدلك عليه، عبد الله بن عمر.

نطق : قاتلك الله ‍ والله ما أردت الله بهذا، لا أرب لنا في أموركم وما حمدتها فأرغب فيها لأحد من أهل بيتي، إذا كان خيراً فقد أصبنا منه، وإن كان شراً فبحسب آل عمر حتى يحاسب منهم رجل واحد ويسأل عن أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أما لقد جهدت نفسي، وحرمت أهلي، وإن نجوت كفافاً لا وزر ولا أجر إني لسعيد.

وجعلها شورى في ستة : عثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص م. وجعل عبد الله عمر معهم مشيراً وليس منهم، وأجّلهم ثلاثاً، وأمر صهيباً حتى يصلي بالناس.

وكان طلحة بن عبيد الله غير موجود آنذاك بالمدينة حيث كان مشغولاً، خارجاً ببعض أعماله. فنادى عمر القوم، ونطق لهم : إني قد ظهرت لكم في أمر الناس فلم أجد عند الناس شقاقاً إلا حتىقد يكون فيكم، فإن كان شقاق فهومنكم، ونطق إذا قومكم إنما يؤمرون أحدكم أيها الثلاثة (لعثمان وعلي وعبد الرحمن) فاتق الله يا علي، إذا وليت شيئاً من أمور المسلمين فلا تحملن بني هاشم على رقاب المسلمين، ثم نظر إلى عثمان ونطق : اتق الله، إذا وليت شيئاً من أمور المسلمين فلا تحملن بني أمية على رقاب المسلمين. وإن كنت على شيء من أمر الناس يا عبد الرحمن فلا تحمل ذوي قرابتك على رقاب الناس. ثم نطق : قوموا فتشاورا فأمّروا أحدكم.

فلما خرجوا نطق : لوولوها الأجلح (علي) لسلك بهم الطريق، فنطق ابنه عبد الله : فما يمنعك يا أمير المؤمنين حتى تقدّم علياً ،يا ترى؟ نطق : أكره حتى أحملها حياً وميتاً.

وذكر عمر سعد بن أبي وقاص فنطق : إذا وليتم سعداً فسبيل ذاك، وإلا فليستشره الوالي فإني لم أعزله عن عجزٍ ولا خيانة.

ونطق عمر : أمهلوا فإن وقع بي وقع فليصل لكم صهيب - مولى بني جنادىن - ثلاث ليالٍ، ثم أجمعوا أمركم، فمن تأمرّ منكم على غير مشورة من المسلمين فاضربوا عنقه.

وأوفد عمر إلى أبي طلحة الأنصاري قبل حتى يموت بقليل فنطق له : كن في خمسين من قومك من الأنصار مع هؤلاء النفر أصحاب الشورى فإنهم فيما أحسب سيجتمعون في بيت أحدهم فقم على الباب بأصحابك، فلا تهجر أحداً يدخل عليهم، ولا تهجرهم يمضي اليوم الثالث حتى يؤمّروا أحدهم. وقم على رؤوسهم، فإن اجتمع خمسة ورضوا رجلاً وأبى واحد فاشدخ رأسه بالسيف، وإن اتفق أربعة ورضوا رجلاً منهم وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما، فإن رضي ثلاثة رجلاً منهم وثلاثة رجلاً فحكموا عبد الله بن عمر فأي الفريقين حكم له فليختاروا رجلاً منهم، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، واقتلوا الباقين إذا رغبوا عما اجتمع عليه الناس، ولا يحضر اليوم الرابع إلا وعليكم أمير منكم، اللهم أنت خليفتي فيهم.

وقد لزم أبوطلحة أصحاب الشورى بعد دفن عمر حتى بويع عثمان بن عفان.

وبقي عمر ثلاثة أيام بعد طعنه ثم توفي يوم الأربعاء لأربع بقين من شهر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وقد غسله وكفنه ابنه عبد الله، وصلى عليه صهيب.ويبدوحتى عمر سار في جعل الأمر بين رجال الشورى على غير الطريق كان يتبعهاوهي طريقة الحسم في الأمر، إذ حتى الاختيار من الممكن يجعل الرجل يفكر في أمر لم يكن يخطر في باله من قبل، بل من الممكن حدثت خلافات لم تكن لتحدث لواستخلف رجل معين فالكل يطيعون، والجميع لا يرغبون في هذا الأمر، هكذا الفطرة البشرية ترغب عند الاختيار، وتطلب حين الترشيح.

وربما افترض بعضهم حتى هذه خطيئة سقط فيها عمر، ويحاولون تخفيف ذلك الخطأ بأنه كان مصاباً ومن أجل ذلك وقع ما سقط، إلا حتى التخطيط للانتخاب، ومحاولته فهم سبب قتله، والنظرة البعيدة إلى المستقبل مع إصابته لتدل على مدى صحة تفكيره وسلامة عقله وعدم إضاعة أي شيء من النظر لمصلحة المسلمين. ولكن الخوف مما هوقادم عليه، جعله يريد حتى يحمل المسؤولية عن نفسه، لقد كان يريد حتى يستخلف إلا أنه خاف من تحمل التبعات وهوقادم للقاء الله عز وجل، وقد نطق : لوولوها الأجلح لسلك بهم الطريق، ويعني علياً، ولما نطق ابنه عبد الله : فما يمنعك يا أمير المؤمنين حتى تقدم علياً ،يا ترى؟ نطق : أكره حتى أحملها حياً وميتاً.



مصدر

  • منطق أحمد محمد عوف بمجلة منبر الإسلام. القاهرة
تاريخ النشر: 2020-06-04 12:06:24
التصنيفات: مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر, فتوحات إسلامية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مراكز تدريب ومدارس.. 5 مقترحات للنهوض بالحرف التراثية واستدامتها

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:23:05
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 70%

ارتفاع عدد اللاجئين الأوكران إلى 368 ألف شخص

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:23:54
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

الطيران الروسي يسيطر على أجواء أوكرانيا السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:22:12
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

زلزال بقوة 5.8 درجات يضرب تشيلي

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:23:08
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 60%

الجيش الأوكراني يؤكد تراجع وتيرة الهجوم الروسي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:22:14
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

ارتفاع عدد اللاجئين الأوكران إلى 368 ألف شخص

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:23:49
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

8آلاف إصابة جديدة بكورونا في الهند

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:23:14
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 68%

10 لقطات تلخص مشهد الحرب الأوكرانية (صور)

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:22:06
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 88%

32613 مستفيدًا من خدمات قسم التأهيل بتخصصي الطائف

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:23:17
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 63%

استمرار تأثير الرياح النشطة المثيرة للأتربة على 7 مناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:22:13
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 51%

روسيا تتهم أوكرانيا باستخدام سكان كييف كدروع بشرية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:22:12
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

تايلاند تحذر من تداعيات الأزمة الأوكرانية على اقتصادها

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:23:11
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 50%

البنك المركزي الروسي يضاعف نسبة الفائدة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:22:13
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 70%

«الأمر بالمعروف»: بدء تنفيذ أعمال موسم العمرة والزيارة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:23:10
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 57%

السعودية تؤكد التزامها باتفاق "اوبك بلاس" النفطي مع روسيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:23:54
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

روسيا تعلن رغبتها في الوصول لاتفاق مع أوكرانيا السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:22:12
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

30% انخفاض في الروبل الروسي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:22:14
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

أوكرانيا: الجيش الروسي يحاول بناء جسر لعبور نهر إيربين

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:23:09
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 50%

اليوم.. إطلاق أول رحلة سعودية إلى تايلاند بعد انقطاع 32 عام

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:23:07
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 54%

الجيش الأوكراني يؤكد أن روسيا «بطّأت وتيرة الهجوم» على أوكرانيا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-28 09:22:06
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 96%

تحميل تطبيق المنصة العربية