طل الملوحي (و. أربعة يناير، 1991)، هي طالبة ثانوي ومدونة سورية من حمص. وتعتبر طل أصغر سجينة رأي في العالم. في 27 ديسمبر 2009، ألقي القبض على طل عن طريق ضباط الأمن في سوريا بكتابتها شعر عن فلسطين ونقد للظروف الاجتماعية والمعيشية. من هذا التاريخ لم يعهد والديها عنها مكان احتجازها ولا إلى أي جهة ينتمي هؤلاء الضباط.. واتهمت الملوحي بالتجسس في سوريا لصالح الولايات المتحدة الأمريكية. وفي 14 فبراير 2011 حكمت عليها محكمة أمن الدولة الدستورية بالسجن خمس أعوام بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة.

قضية طل الملوحي

الاستنادىء الأول للأمن

في سنة 2006، استدعيت طل الملوحي للأمن بسبب مناشدة وجهتها ـ عبر مسقط النادي السوري ـ إلى الرئيس بشار الأسد للإسراع في عملية التحول الديمقراطي بالبلاد، قائلةً إنه "كرئيس يحتم عليه منصبه وقف الفساد المستشري"، مذكرةً إياه "بما بتره من وعود". استخدمت طل اسمها الثلاثي في هذه المناشدة، التي حذفت فيما بعد من أرشيف المسقط، وفي سنة 2007، تكرر استنادىء الأمن لطل ثلاث مرات على الأقل.

انتنطق الأسرة إلى مصر

وفي نهاية صيف 2007، قررت الأسرة مغادرة سوريا إلى مصر، حيث بدأ الأب عملاً تجاريًا محدودًا (محل كمبيوتر وإنترنت)، بعد حتى حصل على إجازة دون راتب من عمله. وفي يونيو2008، عادت طل إلى دمشق لإتمام الامتحانات ونزلت طرف خالتها. استدعيت خلال تلك الفترة للأمن مرتين على الأقل (لساعات ثم جاز لها جميع مرة بالمغادرة)، وعادت طل إلى القاهرة في الشهر التالي (يوليو2008). ثم انخرطت منذ نهاية سنة 2008 وحتى أبريل 2009 في دراسة اللغة الإسبانية بمعهد ثربانتس بالقاهرة؛ إذ كانت تتطلع للدراسة بالخارج.

خضوعها للتحقيق في السفارة السورية بالقاهرة

وفي فبراير 2009، استدعيت طل إلى السفارة السورية بالقاهرة، وتم التحقيق معها (دون السماح لوالدها بحضور التحقيق) في 21 فبراير 2009، وسئلت عن أسماء من تعهدهم عبر الإنترنت من سوريين بالخارج، كما تم تحذيرها من النشر أوالاتصال بمواقع إلكترونية أوصحف. وفي يوليو2009، عادت إلى سوريا بعد حتى فضّل الأب العودة إلى سوريا لاستكمال السنوات الأربع المتبقية للحصول على تام المعاش التقاعدي، خاصة حتى أرباح عمله الخاص في مصر لم تستمر (بحسب الأسرة)، وظلت هناك حتى تم اعتنطقها في ديسمبر 2009.

بحسب التقارير الصادرة عن مؤسسات حقوقية سورية، فإن جهاز أمن الدولة السوري أوفد استنادىء الملوحي في 26 ديسمبر 2009، للتحقيق معها حول منطق كانت قد نشرته في مدونتها، وفي صباح اليوم التالي سافرت الفتاة بمفردها ولم تعد. وفي 28 ديسمبر، داهم عدد من عناصر الجهاز المذكور منزل الأسرة في حمص، وصادروا جهاز الحاسوب الخاص بها وبعض الأقراص المدمجة وخطًا وأغراض شخصية أخرى. ومنذ ذلك التاريخ، لم تعد الملوحي إلى ذويها وحرمت من المشاركة في امتحانات الشهادة الثانوية (البكالوريا)، وقوبلت زيارات الأهل لمركز الاعتنطق التابع لأمن الدولة بتطمينات غامضة بأن أمورها جيدة، دون تقديم أي معلومات إليهم حول مسببات احتجازها.

وفي أربعة مارس 2010، نشرت المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان (المجازة في سوريا) عن اعتنطق الطالبة، داعيةً للإفراج عنها قبيل الامتحانات، ومتسائلةً إذا ما كانت الفتاة "في حالة صحية ونفسية تسمح لها بأداء الامتحانات". وفي أبريل 2010، فهمت أسرة طل حتى ابنتها تعرضت للتعذيب منذ اعتنطقها حتى نهاية فبراير 2010 على الأقل، ولم يتوقف التعذيب إلا بعد تدهور حالة الفتاة الصحية. نقلت طل إلى مقر المخابرات مرة واحدة على الأقل في يونيو2010، ولم تفهم الأسرة بوجودها في فرع التجسس سوى في يوليو2010.

مناشدة والدتها للرئيس السوري

وعلاوة على الكثير من المحاولات المحبطة لرؤيتها في مركز اعتنطق دمشق، كانت عائلة الملوحي قد تقدمت ـ بحلول نهايات سبتمبر 2010 ـ بثلاثة طلبات خطية لزيارتها في ممحرر جهاز أمن الدولة، وبعثت بمناشدتين على شبكة الإنترنت إلى الرئيس بشار الأسد، تهيبان به بأن يتدخل من أجل إخلاء سبيلها، كما ناشدت والدة المدونة المحتجزة ـ في رسالة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان ـ الرئيس السوري بشار الأسد التدخل للإفراج عن ابنتها المعتقلة، مؤكدة عدم صلة ابنتها "بأي تنظيم سوري معارض أوغير معارض"، وأن ابنتها "لا تفقه شيئًا في السياسة"، كما حتى جدها محمد ضيا الملوحي كان أحد رجال نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد، إذ شغل منصب وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب في عهده، وكان عضوًا بمجلس الأمة الاتحادي في زمن الوحدة المصرية السورية. وكانت والدة طل الملوحي قد تلقت وعدًا من "إحدى الجهات الأمنية" بأن ابنتها يفترض أن يفرج عنها قبل شهر رمضان، ولكن الشهر انتهى دون حتى يتحقق هذا الوعد. وانتشرت بعد أيام من نشر هذه الرسالة شائعات عن مصرع طل تحت وطأة التعذيب، وهوما نفاه ناشطون سوريون وقتها.

وفي 20 سبتمبر 2010، نشر مسقط "دي برس" الإخباري السوري حتى طل الملوحي موجودة في سجن دوما للنساء (20 كم شمال غرب دمشق)، لكن نفت والدتها عهد الملوحي ـ في اتصال مع مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم 22 سبتمبر ـ صحة هذا الخبر، قائلةً إنها زارت سجن دوما، لكنهم أبلغوها حتى ابنتها لم تنقل إلى ذلك السجن.

اتهامها بالتجسس

كان مصدر سوري قد صرح بأن "الملوحي متهمة بالتجسس لصالح دولة أجنبية، لقاء مبالغ مالية" على حد قول أحد المصادر لمسقط شام برس، وأدلت بمعلومات أدت إلى الإضرار بالأمن القومي السوري، على حد قول المصدر. كما نقل مسقط "دي برس" عن المصدر قوله إذا "المعلومات ذاتها أدت إلى تعرض ضابط أمن سوري للاعتداء من قبل الجهة الأجنبية التي تجسست طل لصالحها".، ولكن المحرر علي الأحمد نطق إذا تسريب معلومة كهذه بعد جميع هذه المدة من الاعتنطق، ما إلا محاولة للتبرير وحفظ ماء الوجه بعد تضامن الكثير من العرب مع قضية طل.

وسعيًا لنفي حتى تكون طل الملوحي قد أوقفت لأسباب تتعلق بحرية التعبير، نطق مصدر سوري لمسقط سيريا نيوز ـ لم يحدد المسقط هويته ـ إذا "طل الملوحي قامت بعمل تجسسي لصالح السفارة الأمريكية في القاهرة، وتسببت بمحاولة اغتيال لضابط أمن سوري في أحد شوارع العاصمة المصرية القاهرة بتاريخ 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 2009، مما أدى لإصابته بعاهة دائمة".

مظاهرات على اعتنطق طل الملوحي

أثار اعتنطق الطالبة الكثير من الانتقادات في المدونات العربية، التي نشرت هجومًا على ما اعتبرته قمعًا عشوائيًا في سوريا. لكن لم يصدر أي تعقيب على هذه الانتقادات من جانب الحكومة السورية (التي تحظر المعارضة السياسية وتفرض قانون الطوارئ منذ تولي حزب البعث السلطة سنة 1963)، والتي لا تعلق في العادة على الاعتنطقات السياسية.

وقفات احتجاجية

أطلق نشطاء مصريون في 12 سبتمبر 2010 دعوة لتنظيم وقفة احتجاجية أقيمت أمام السفارة السورية بالقاهرة في 19 سبتمبر 2010 تضامنًا مع المدونة السورية المعتقلة، لمطالبة السلطات السورية بالكشف عن مصيرها وإطلاق سراحها، كما نظمت أيضًا في 2 أكتوبر مظاهرة أمام مقر نقابة الصحفيين المصرية للإفراج عن طل. واتهم ثائر الناشف (منسق حمله المطالبة بالإفراج عن طل الملوحي) النظام السوري بعمل نادىية لا أخلاقية لطل.

تزامنت هذه المظاهرة مع وقفة احتجاجية أخرى نظّمها أعضاء الاتحادات الطلابية في باكستان تنديدًا باعتنطق طلّ الملوحي، معتبرين استمرار اعتنطقها تقييدًا لحرية الرأي في سوريا. وفي نفس اليوم (2 أكتوبر (تشرين الأول) 2010)، نظم ناشطون سوريون مظاهرة أمام السفارة السورية بباريس، حاملين صور طل وغيرها من معتقلي الرأي، ووزعوا بيانًا باللغتين الفرنسية والعربية مطالبين فيه بالحرية لطل وجميع المعتقلين. وفي اليوم ذاته، نظمت "مظاهرة إلكترونية" على صفحات الفيس بوك شارك فيها ناشطون سوريون وعرب ملصقين صور طل وروابط حملة المطالبة بحريتها ومنطقات خطت عنها. وفي أربعة أكتوبر 2010، اعتصم العشرات من الصحفيين والحقوقيين ونشطاء المجتمع المدني أمام السفارة السورية بالعاصمة اليمنية صنعاء، مطالبين السلطات السورية بإطلاق سراح المدونة طل الملوحي المعتقلة منذ عشرة أشهر في سجون المخابرات السورية، وكنظيره في مصر، رفض السفير السوري في اليمن تسلم النداء الحقوقي من أجل الإفراج عن طل الملوحي.

مناشدة منظمات حقوق الإنسان بإطلاق سراحها

دعت منظمة "مراسلون بلا حدود" إلى "وضع حد فوري لهذا الاحتجاز التعسفي" و"إخضاع هذه المدوّنة لمحاكمة شفافة إذا ما ارتكبت جنحة عملاً أوالإفراج عنها فورًا.". كما طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش بالإفراج عن الطالبة المعتقلة، ونطق أحد باحثي المنظمة الحقوقية إذا احتجاز الملوحي يعد "لغزًا" بالنسبة للمنظمة، مضيفًا بأن "قضية هذه الطالبة تثير تساؤلات كثيرة، فلا سبب واضح لاعتنطقها، وعزلها عن العالم بهذا الشكل.". ونطقت منظمة العفوالدولية، أنها تعتقد حتى الملوحي من سجناء الضمير، وأنها سجنت لا لشيء إلا لأنها مارست حقها في حرية التعبير بشكل سلمي. ونطقت المنظمة إذا طل تتعرض لخطر التعذيب وغيره من أنواع الإيذاء، وأنها تعاني في سجنها من تسارع في ضربات القلب، ولا تتلقى العلاج اللازم له. كما حملت حركة العدالة والبناء ـ في بيان لها ـ الرئيس السوري مسؤولية مصير طل الملوحي، داعية القوى السياسية "لمناصرة الحملة العربية والعالمية للكشف عن مصيرها والإفراج عنها"، وطالب مركز "عرب بلا حدود" بمحاكمة علنية لطل الملوحي، وأن تكون هذه المحاكمة مفتوحة لحضور محامين وحقوقين من جميع الدول وأن يسمح للإعلام بحضورها.

ويذكر أنه قد سقط أكثر من 4,000 إنسان على بيان حملة (أفرجوا عن طل الملوحي)، التي انضم لها ناشطون وحقوقيون من مصر وسوريا وعدة دول بالمنطقة والعالم.

اعتنطق المدونون السوريون

لا تعد حالة الملوحي هي الأولى من نوعها، إذ ألقي القبض على الكثير من السوريين الذين اتجهوا إلى التدوين الرقمي للتعبير عن آرائهم، وحكم على بعضهم بالسجن لمدد طويلة، مما دفع بعض المدونين السوريين إلى الكتابة تحت أسماء مستعارة، ولكن تظل معدلات قراءة هذه المواد السياسية قليلة، خوفًا من الرقابة المفروضة على الإنترنت، وذلك وفقًا لتقرير أصدرته الأمم المتحدة سنة 2008. وقد ذكر تقرير أصدرته "مراسلون بلا حدود"، حتى عددًا لا يقل عن أربعة من ناشطي الإنترنت السوريين، كانوا خلف القضبان سنة 2009، مما جعل التقرير يصنف سوريا ضمن أكثر 12 دولة "معادية للإنترنت". كما حظرت السلطات السورية ما يقدر بمائتي مسقط على الإنترنت من بينها مسقط فيس بوك ومسقط بلوغ سبوت ومسقط يوتيوب، غير حتى بعض المستخدمين السوريين وجدوا سبلاً للالتفاف حول ذلك الحظر.

مدونات طل الملوحي

كانت طل الملوحي تنشر كتاباتها في ثلاث مدونات، إحداها ـ وهي مدونتها الرئيسة ـ تسمى "مدونتي"، ويرجح حتى اعتنطقها يرجع إلى منطق أومنطقات نشرت في هذه المدونة تحديدًا، فالمدونة تضم قصائد ومنطقات تؤيد القضية الفلسطينية وتنتقد الاتحاد من أجل المتوسط وهي مبادرة دبلوماسية فرنسية تجمع دولاً عربية وأوروبية بالإضافة إلى إسرائيل.، إلى جانب صورة لغاندي مكتوبًا فوقها "ستبقى مثلاً"، وصور للشيخ رائد صلاح وأبناء محمود الزهار "الشهداء" وصور تيسير علوني وأردوغان، مع تعبير شكرًا فنزويلا وصورة لجورج بوش على هيئة هتلر، وصورة في خلفيتها "لا للتعذيب". وقد نشرت طل آخر تدوينة في هذه المدونة بتاريخستة سبتمبر 2009، وكانت قصيدة بعنوان "القدس، سيدة المدائن"، ويلاحظ حتى هذه القصيدة هي الشيء الوحيد الذي نشرته طل في مدوناتها في الفترة بين عودتها إلى سوريا من مصر واعتنطقها. ويعلق نديم خوري ـ المسؤول عن الملف السوري في منظمة هيومن رايتس ووتش ـ بأن تحتوي في المقام الأول على الشعر وتتحدث عن القضية الفلسطينية، وليس فيها انتقادات سياسية، مضيفًا إذا "المدونة تحتوي على ثلاثة أوأربعة مقاطع تتحدث عن الحرية، ولكن بلغة عامة لا يمكن أخذها على محمل الهجوم على النظام (السوري).".

أما المدونة الثانية فهي بعنوان "رسائل" (خطتها طل بالإنجليزية latters)، وآخر "رسالة" في هذه المدونة كان عنوانها "الرسالة الأولى إلى الإنسان في هذا العالم" في 19 يناير 2009. أما المدونة الثالثة، فقد خصصتها طل لتوثيق القرى الفلسطينية المهجرة، وآخر تدوينة فيها كانت عن قرية دير قديس بتاريخ ثلاثة مايو2009.

انظر أيضا

• حقوق الإنسان في سوريا
• قانون الطوارئ
• سجناء الرأي

المصادر

وصلات خارجية

• Syria accuses teenage blogger of spying for a foreign power
• Syria accuses teenage blogger of spying
• Syrian teen-aged girl Tal al-Mallohi 'accused of spying'
• Syria Accuses Teen Blogger of Spying
• Mother of Syrian blogger seeks president's help
• Mudawanati - Tal Mallohi's blog
• Latters - Tal Mallohi's blog
• Palestine Villages - Tal Mallohi's blog
• Free Tal NOW! - A blog dedicated to latest information and news on Tal Mallohi case.
• Tal Mallohi's mother letter to the Syrian president Bashar Assed appealing for her daughter's release.
• Statement Requesting for Immediate Release of Tal Mallohi 13-9-2010
• Syrian Human Rights Committee: Press release about the detention of Tal Mallohi
• Syrian Human Rights Committee: Arab Blggers Union about Tal Mallohi detention on the ground of her blogging articles
• Reporters Without Borders: Young student held incommunicado for past nine month over blog entries
• Tal al-Mallohi's Page on Facebook