مذبحة ساحة مار
أثناء الثورة الفرنسية، في 17 يوليو1791، كانت ساحة مار (شامپ ده مار Champ de Mars) في باريس مسرحاً لمذبحة، fusillade du Champ-de-Mars. ففي ذلك اليوم، أصدر الجمعية الوطنية التأسيسية قراراً بأن الملك لويس السادس عشر، سيبقى ملكاً في ملكية دستورية. ولاحقاً في نفس اليوم، تجمهر زعماء الممضى الجمهوري في فرنسا ضد القرار.
وكان الشهر السابق شهد محاولة فاشلة من الملك وأسرته للفرار من فرنسا في الفرار إلى ڤارِن.
بسبب جهوده بالإضافة إلى محاذير أخرى رفضت الجمعية طلب الذين لا يرتدون كلوتات (الشريحة الدنيا من طبقة العوام/السانز كولوت) عزل الملك فورا. فلا أحد يستطيع حتى يخبر بنوع الفوضوية التي ستنشأ عن ذلك. أتكون الجمعية البورجوازية والممتلكات كلها تحت رحمة الجماهير الباريسية الذين ليس لهم حق دستوري في الانتخاب،يا ترى؟ لذا فقد سرى القول بأن الملك كان قد خطف أوأبعد قسراً عن مقر إقامته، لذا فلا بد من السماح له بالاحتفاظ برأسه (عدم إعدامه) على الأقل لفترة، واعترض الزعماء الراديكاليون ودعت النوادي والصحف الشعب للتجمع في ساحة دي مارس في 17 يوليوسنة 1791 فاجتمع خمسون ألفا وسقط ستة آلاف طلباً بتنازل الملك عن العرش(06) وأصدرت الجمعية أوامرها للافاييت Lafayette والحرس الوطني لتفريق المشاغبين الذي رفضوا التفرق بل وحصب بعضهم أفراد الحرس وقتل الجنود الغاضبون خمسين رجلاً وامرأة، كان اغتال بعضهم حرقا، وبذا انتهت الأخوة العامة التي تعاهدوا عليها هناك منذ عام مضى. وطارد البوليس مارا Marat الذي كان يعيش في قبورطب وراح يدعولثورة جديدة، أما لافاييت فقد انتهت شعبيته وعاد إلى الجبهة وراح ينتظر بصبر فارغ الفرصة المناسبة ليهرب من الفوضى التي بلغت ذروتها في فرنسا.
وحدثا اقترب الشهر من نهايته كثفت الجمعية جهودها لإنهاء أعمالها، وربما كان أعضاء الجمعية قد اعتراهم التعب وشعروا أنهم أنجزوا ما يكفي إنجازه على مدى حياة الواحد منهم.
وحقيقة كانوا قد أنجزوا الكثير من وجهة نظرهم، فقد أشرفوا على القضاء على النظام الإقطاعي، وأبطلوا الامتيازات الوراثية وحرروا الناس من الاستبداد الملكي والأرستقراطية المتعجرفة التي لا عمل لأفرادها، ووضعوا أسس المساواة أمام القانون
وأنهوا مبدأ السجن بلا محاكمة وأعادوا تنظيم البلاد إداريا سواء على المستوى المحلي أم على مستوى الدوائر (المديريات أوالمحافظات) وهذبوا الكنيسة التي كانت ذات يوم مستقلة لها القدرة على توجيه النقد القاسي، بمصادرة ثرواتها، وإعلان مبدأ حرية العبادة وحرية الفكر، وثأروا لجان كالا Jean Calas وڤولتير وشهدوا بسرور هجرة النبلاء الرجعيين، وجعلوا من الشرائح العليا للطبقة الوسطى حكاما للبلاد. وأنهم ضمنوا هذه التغييرات كلها في دستور استطاعوا الحصول على موافقة الملك عليه، وكذلك موافقة الغالبية العظمى من السكان باعتباره - أي هذا الدستور - أملاً في وحدة وسلام وطنيين. وأكملت الجمعية الوطنية والتأسيسية (المنوط بها صوغ الدستور) أعمالها بالترتيب لانتخابات جمعية تشريعية لتضع قوانين محددة على هدى الدستور، ولتقابل بالدراسة المتأنية قضايا المستقبل. وحث روبسپيير أعضاء الجمعية الوطنية على ألا يرشح أحد منهم نفسه لانتخابات الجمعية التشريعية، آملاً في حتى يؤدي الاقتراع الجديد إلى دفع مزيد من الممثلين الشعبيين إلى السلطة. وفي 30 سبتمبر سنة 1791 أعربت الجمعية الوطنية أشهر الجمعيات السياسية جميعاً حل نفسها(16).
النتائج
بين الفرنسيين، فإن سمعة لافايت، قائد الحرس الوطني، لم تنصلح بعد هذا الحادث.
الهامش
وصلات خارجية
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Champ-de-Mars. |
Coordinates: