يعقوب صروف

يعقوب صوروف (1852-1917)، من أعلام النهضة العربية. تخرج من الكلية البروتستنتية السورية ثم هاجر من بعد إلى مصر واستقر بها. من التيار الفهماني في النهضة العربية.

حياته

ولد يعقوب صروف في قرية الحدث بلبنان، ثم أوفده والده إلى مدرسة الأميركان في عبيه ثم إلى الجامعة الأميركية في بيروت. وبعد ذلك تولى رئاسة وإدارة مدرستي الأميركان في صيدا وطرابلس. وفي سنة 1876 أنشأ مجلة المقتطف في بيروت ومعه الأديب فارس نمر وظلت تصدر مدة تسع سنوات تقريبا ثم نقلت بعدها إلى القاهرة سنة 1888 وظل يديرها ويشرف على مايخط فيها إلى آخر حياته. وقد صارت لها شهرة واسعة وحملت إلى الأقطار العربية كلها ثمرة جهود الرجل الجبارة في حقلي الفهم والفن وقد توفي يعقوب صروف سنة 1927.

آثاره

أهم ما هجر يعقوب صروف من الآثار مجلة المقتطف التي رافقتها نحواثنين وخمسين عاما، فكان أكثر منطقاتها الفهمية والفلسفيةوالفنية من قلمه. ومن أبرز ما نشره في المقتطف واسترعى انتباه الكثيرين تفهم طويل عن نوابغ العرب والإنكليز قابل فيها بين المعري وملتن، وابن خلدون ومسيتسر، وصلاح الدين وريشارد قلب الأسد. وقد ألف يعقوب صروف وعرب كثيرا من الخط قبل انتنطقه غلى مصر منها سر النجاح والحرب القدسية والحكمة الإلهية ومرآة العصر. ومما عربه مع فارس نمر سير الأبطال والعظماء ومشاهير الفهماء وأما عن أبرز رواياته فكانت فتاة مصر وفتاة الفيوم وأمير لبنان وقد ترجم روايات كيلوباترا وتنكرد.

يعقوب صروف العالم

كان يعقوب صروف مطبوعا على حب البحث والتدقيق شأن الفهماء، يقضي الساعات الطويلة في المخطات لدرس المسائل الفهمية والنظريات الفلسفية والتاريخية. وكان واسع الإطلاع على المذاهب الفهمية والنزعات الفلسفية وأحداث التاريخ ورجاله، متقنا لأهم اللغات القديمةوالعصرية.

وقد بسط يعقوب صروف في منطقاته الفهمية التي كان ينشرها في جميع عدد من المقتطف- وقد جمعت بعدئذ في خط - اختبارات الفهماء الغربيين في مختلف القضايا الفهمية بأسلوب له صبغته الفهمية من غير حتىقد يكون جافا. وكان إلى ذلك يثبت في منطقاته هذه الكثير من ملاحظاته الشخصية ومن إختباراته الخاصة في الموضوع المطروق، مما يضاعف قيمته.

وقد فتح للرياضيات بابا في مجلته تطارح فيه رجال الفهم المباحث العويصة وتسابقوا غلى حلها سواءا أكانت في الحساب أم في الجبر أم في الهندسة أم في غيرها. وكان يعقوب صروف الحكم المرجع. وقد وضع كتابا في بسائط فهم الفلك ظهر فيه فهمه وإطلاعه الواسع في ذلك الفهم، كما أنه عالج في مجلته موضوعات شتى في النظام الشمسي والسيارات والثوابت والسفع الشمسية والمذنبات وما إلى ذلك. وغنه وغن لم يدرك شأوالعبقريين في هذا الفهم، فقد بلغ فيه شأوا عظيما، وكان بعيد الغور، واضح البيان، سهل المأخذ.

أما الطبيعيات والكيمياء والفلسفة فقد كان صروف الصلة بين الشرق ورجالها بأوروبة فخط عن جميع أساطينها وبسط الآراء الحديثة بسطا بين المعالم، واسع النطاق. وجال في العالمين القديم والحديث جولة اكتشاف قلما جاراه فيها آخر من أبناء هذه البلاد.

أما التاريخ فيعقوب صروف من رجاله الدين استقرأوا الحفريات الأثرية ووصفوا عادياتها واقتبسوا أخبارها من مصادرها الاصلية، حتى إنك لتستطيع حتى تستخرج من المقتطف خطا في فهم الآثار ولا سيما آثار مصر التي كان يعقوب صروف يطوف بنفسه ليشاهدها ويخط عنها. وقد تقصى البحث أيضا في أصول الشعوب وفروعها وأنسابها وتواريخها واخلاقها، معتمدا في جميع ذلك أحدث الآراء، ناظرا في أقوال من سبقه نظر المحقق البصير. إلى غير ذلك كان يعقوب صروف من أبرز رجال النهضة الفهمية الحديثة.