الحريقة
الحريقة هي المنطقة الواقعة جانب سوق الحميدية من جهة الجنوب في دمشق، وسوق مدحت باشا من جهة الشمال؛ بين جادة الدرويشية غرباً وسوق الخياطين شرقاً.
التاريخ والتسمية
عُرفت بالسابق باسم محلة "سيدي عامود" نسبة للوالي سيدي أحمد عامود الذي كان مدفوناً فيها، وأصبحت تعهد باسم "الحريقة" بعد الحريق الذي شب فيها إبان القصف الفرنسي لدمشق عام 1925 وأدى إلى دمار واسع أتى على الكثير من البيوت والآثار المعمارية الهامة. كانت الثورة السورية على أشدها، وكانت فرنسا قد ضاقت ذرعاً بدعم أهالي دمشق للثوار الذين اتخذوا من الغوطة معقلاً لهم، وبعد انتشار الاضطرابات إلى داخل دمشق نفسها، ونشوب معارك بين الأهالي والقوات الفرنسية، أصدر الجنرال "سيراي" أوامره بقصف دمشق من البر والجوعقاباً لأهلها وانتقاماً منهم يوم 18 تشرين الأول (أكتوبر) 1925. وقد بدأت "الحريقة" عندما سقطت قذيفة مدفعية أطلقت من قلعة المزة فوق قبة حمام الملكة في سيدي عامود، فاشتعلت التيران وامتدت إلى البيوت والمحلات المجاورة، فالتهمت فرن جبران وزقاق المبلط وراء سوق الحميدية، ثم زقاق سيدي عامود وبعضاً من سوق مدحت باشا.
كانت الخسارة أكبر من حتى تعوض، فقد تواجدت في هذه الحريقة بيوتات دمشقية عريقة الطراز، تميزت بغنى زخارفها الداخلية حسب أسلوبي الباروك والركوكو، إلى جانب المشيدات التاريخية الهامة التي لم يسلم منها إلا نذر يسير، ولم يبق لها من أثر سوى الخرائب والأطلال. من هذه البيوت التي خربت دار القوتلي، التي شيّدها مراد أفندي القوتلي في زقاق العواميد، وزارها الغراندوق الروسي نقولا عند زيارته لدمشق. كما احترق معها في نفس الوقت ضريح سيدي عامود، الذي سميت المنطقة باسمه. وتهدمت أيضاً دار القنصل الألماني "لوتيكة" ومقر القنصلية الألمانية سابقاً. ومن الأماكن التي سلمت سوق الحميدية والبيمارستان النوري (بيمارستان نور الدين الشهيد) الذي يعد من أبرز البيمارستانات الباقية في العالم الإسلامي، وهويقع إلى الجنوب الغربي من الجامع الأموي، ويضم اليوم متحف تاريخ الطب عند العرب.
ونتيجة للخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات، أطلق على هذه الحادثة اسم "نكبة دمشق". وفيها خط أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدته الشهيرة "سلام من صبا بردى"
الأهمة التجارية
نتيجة لأهمية الحريقة التجارية بالنسبة للسوريين بني بالقرب منها غرف صناعة وتجارة دمشق تلك الأبنية الواقعة قرب سوق المضى، نرى أيضا حركة التجار في تلك الأبنية القريبة من محالهم، وكذلك ممحررهم الصغيرة المنتشرة فوق المحال التجارية في وسط الحريقة، هذا القرب التجاري من الأبنية الرسمية منح المكان أهمية عن باقي الأسواق المنتشرة في دمشق وسوق الحريقة عادة لا تعهد موسم معين فحركة الناس نشيطة في أي يوم وأي شهر وربما أي فصل ويقدر عدد التجار في هذا السوق ما بين 3000 و4000 تاجر والحريقة أول مكان في دمشق يتمتع بشوارع مستقيمة ومتصالبة.
المصادر
- ^ "الحريقة". ويكيبيديا.
- ^ "سوق الحريقة في دمشق". منتديات عراق السلام.
- قتيبة الشهابي، "دمشق: تاريخ وصور"، مؤسسة النوري للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، دمشق 1990.
- عامر بدر حسون، "كتاب سورية: صور من الحياة السورية"، الطبعة الأولى، دمشق 2000