معركة مشمار هعيمق
معركة مشمار هعميق קרב משמר העמק، كانت معركة لعشرة أيام من 4-15 أبريل 1948 بين جيش الإنقاذ العربي (لواء اليرموك) بقيادة فوزي القاوقجي والهاگناه (الپالماخ والهيش) بقيادة إسحق ساداه. بدأت المعركة عندما قام القاوقجي بالهجوم على مشمار هعيمق بهدف الاستيلاء على الكيبوتس، والذي كان يحتل مسقطاً إستراتيجياً بجانب الطريق الرئيسي الواصل بين جنين وحيفا. عام 1947 كان عدد سكان الكيبوتس 550 نسمة.
المعركة
يقع كيبوتس مشمار هعيمق، الذي كان تأسس عام 1926 وكان يسكنه في ذلك الحين 550 نسمة، على جانب الطريق الرئيسي الذي كان يربط جنين بحيفا، على بعد قرابة 26 كم إلى جهة الجنوب الشرقي من حيفا. وقد أحاطت به بعض القرى العربية مثل أبوشوشة، أبوزريق والغبيات.
في مطلع أبريل 1948 أراد القاوقجي حتى يخفف من الضغط اليهودي على الأحياء العربية في حيفا من خلال مهاجمة بعض المستوطنات اليهودية الواقعة على طريق حيفا جنين وقد سقط الاختيار على كيبوتس مشمار هعيمق.
جعل القاوقجي من قرية المنسة (آخر قرى قضاء جنين من جهة حيفا) مقراً لتجميع وتنظيم القوات المهاجمة. اشهجر في عمليات التحضير للهجوم فوج القادسية بقيادة الضابط العراقي صالح مهدي، وفوج اليرموك بقيادة الضابط السوري محمد صفا، وسرية من فوج حطين كانت تحت القيادة المباشرة لفوزي القاوقجي، هذا إضافة إلى فصائل مسلحة من المقاتلين الفلسطينيين قادهم علي الفارس محاميد من أم الفحم. كان بحوزة القوات المهاجمة بطاريتا مدافع فرنسيتا الصنع من عيار 75 ملم وراجمات هاون من عيار 81 ملم وعشر مدرعات خفيفة.
في ساعات بعد الظهيرة يوم أربعة أبريل 1948، بدأت القوات المهاجمة عملية الهجوم بقصف مركز على الكيبوتس، وقد سبب القصف أضراراً هائلة خاصة بكل ما يتعلق بالبنى التحتية وخطوط الدفاع الأولى. وما حتى حلت ساعات المساء الأولى حتى كان قرابة 400 مقاتل من جيش الإنقاذ يبترون الأسلاك الشائكة المحيطة بالمستوطنة، ويشتبكون مع المدافعين من قوات الهاگاناه وجهاً لوجه. استغل المدافعون توقف القتال في ساعات الليل ليخرجوا من الكيبوتس (من جهة الغرب التي كانت مازالت مفتوحة) النساء والأطفال كما ووصلتهم نجدات جدية من السلاح وكتيبة كاملة من قوات الهاگاناه بقيادة مئير عميت.
في صباحخمسة أبريل واصلت قوات جيش الإنقاذ التي كانت قد تمركزت على الشارع الرئيسي جنين – حيفا (قرابة 100 متر شرقي مشمار هعيمق) قصفها الشديد للكيبوتس، وقام المقاتلون الفلسطينيون تحت غطاء ذلك القصف بالاستيلاء على بعض التلال المهمة المحيطة بالمستوطنة، خاصة تل خربة بيت راس الواقع شمالها.
في ظهيرة اليوم ذاته تدخل قائد القاعدة الجوية البريطانية المجاورة، وعرض وقفاً لإطلاق النار لمدة 24 ساعة ليتسنى إخلاء القتلى والجرحى. وسارع الطرف اليهودي بقبول العرض، ولم يتردد الطرف العربي بقبوله هوالآخر الأمر الذي يطرح جملة من التساؤلات حول مدى حاجة الطرف العربي لهذا الوقف لا سيما وأنه كان على وشك إتمام احتلال المستوطنة. وقد يحدث لهذا الموقف بالذات حصة الأسد في الشائعات التي انطلقت حول شخصية القاوقجي وعن وجود علاقات خفية بينه وبين القوات اليهودية.
الهجوم اليهودي المضاد
استغل الطرف اليهودي فترة الأربع وعشرين ساعة أحسن استغلال، وقد تم إخلاء كافة السكان من غير العسكريين واستقدام كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والمقاتلين، حيث قدم إلى منطقة الجعّارة (على بعد ثلاثة كيلومترات إلى الغرب من مشمار هعيمق) اللواء الأول التابع لقوات الپلماح بقيادة حاييم أبي نوعم. وضع الأخير خطة الهجوم المضاد الذي نوت القوات اليهودية شنه فور انتهاء الهدنة القصيرة. وقد اقتضت خطة الهجوم حتى تقوم قوات الپلماح بشن سلسلة من هجمات التغطية والتضليل على بعض القرى العربية في المنطقة وذلك بقصد تشتيت الجهد العربي في منطقة مشمار هعيمق وتجنيب الكيبوتس الدمار في حالة لوانطلق الهجوم من داخله.
بدأ الهجوم المضاد في 12 أبريل 1948 حيث نجحت قوات الپلماح باحتلال قرى الغبيات وأبوشوشة وأبوزريق وهاجمت المنسة واللجون، لكنها لم تنجح في حينه باحتلالها، وقد هدمت القرى التي جرى احتلالها على الفور وذلك لمنع عودة سكانها ومنع استغلالها مجدداً قواعد لمهاجمة القوات اليهودية. أصاب سقوط تلك القرى السريع جنود جيش الإنقاذ المهاجمين لمشمار هعيمق بالإحباط هذا إضافة إلى أخبار محبطة أخرى وصلت من جبهة القدس تحدثت عن استشهاد عبد القادر الحسيني، قائد جيش الجهاد المقدس الفلسطيني، في معركة القسطل في الثامن من نيسان وأخبار المجزرة الفظيعة التي سقطت غداة ذلك أثناء احتلال القوات اليهودية لقرية دير ياسين المحاذية للقدس.
النتائج
هاجمت قوات الپلماح قوات القاوقجي من جهتين: من جهة الغبيات في الجنوب، ومن جهة أبوشوشة من الشمال، وأصبح مقاتلوجيش الإنقاذ في مرمى نار القوات المهاجمة من الجهتين، إضافة إلى نيران المدافع الرشاشة التي انطلقت من داخل الكيبوتس. وبذلك سقط الجنود الذين كانوا ينتظرون استسلام الكيبوتس في مصيدة نيران شديدة أدت إلى سقوط العشرات منهم وتراجع الباقين إلى المنسة واللجون. وبذلك انتهت هذه المعركة بفشل الهجوم وتراجع جيش الإنقاذ إلى مواقع دفاعية.
كان مجموع قتلى القوات اليهودية في المعركة قرابة العشرين في حين بلغ عدد الجرحى العشرات، أما في الطرف العربي فقد قدر عدد الإصابات بمائة بين شهيد وجريح.
أثر فشل القاقوجي في مشمار هعيمق معنوياً على معنويات المقاتلين في الكثير من المدن والقرى العربية، كانت أولها مدينة حيفا التي سقطت في الثاني والعشرين- الرابع والعشرين من نيسان وباقي القرى في الجهة الشرقية الجنوبية لتمضية حيفا والتي سقطت في تلك الفترة تباعاً.
الهوامش
- ^ Morris, (1984). p.115. "The battle began on أربعة April when the ALA shelled and attempted to take Mishmar Ha'emek...which the Haganah commanders regarded as one of the main likely routes for a major Arab attack on the Yishuv on or after 15 May."
- ^ Jewish National Fund (1949). Jewish Villages in Israel. Jerusalem: Hamadpis Liphshitz Press.
- ^ ". منتدى الجيش العربي. 2013-10-14. Retrieved 2013-10-19.
المصادر
- Collins, L., & Lapierre, D. (1972). O Jerusalem. New York: Simon and Schuster.
- Herzog, C., & Gazit, S. (2005). The Arab-Israeli wars: War and peace in the Middle East from the 1948 War of Independence to the present. New York: Vintage Books.
- Jewish National Fund (1949). Jewish Villages in Israel. Jerusalem: Hamadpis Liphshitz Press.
- Kimche, J. (1950). Seven fallen pillars. The Middle East: 1915-1950, by Jon Kimche. London: Secker and Warburg.
- Kimche, J., & Kimche, D. (1960). A clash of destinies: The Arab-Jewish War and the founding of the State of Israel. New York: Praeger.
- Morris, B. (1987). The birth of the Palestinian refugee problem, 1947-1949. Cambridge [Cambridgeshire: Cambridge University Press.]
- Morris, B. (2004). The birth of the Palestinian refugee problem revisited. Cambridge: Cambridge University Press.
- Glubb, J. B. (1957). A soldier with the Arabs. London: Hodder and Stoughton.
Coordinates:
