إبراهيم بن يحيى الزرنطقي
إبراهيم بن يحيى الزرنطقي ( - 493 ه = 1029، في طليطلة - 1087 م، في اشبيلية) ، هوأبوأسحاق إبراهيم بن يحيى التّجيبيّ النقّاش ، المعروف بابن الزّرنطقة ،أوالزرنطقيّ . ويعهد في اللاتينية باسم Arzachel. والزرنطقي ّ من أعظم راصدي الفلك في عصره ، وواحد زمانه في فهم العدد ، والرصد ، وفهم الأبراج. وهومن البارعين في العلوم الرياضية ، وفي الفلك والهندسة خاصة. وقد أدخل أشياء من أوجه التحسين على صناعة الاسطرلاب ، وعلى تسهيل العمل به.وقد حسب درجة ميل أوج الشمس بالنسبة إلى النجوم الثوابت.
النشأة
ولد في قرطبة ولكنه هجرها بسبب القلاقل والفتن وانتقل إلى طليطلة. تلقى الزرنطقي تعليمه في العلوم التجريبية في مدينة طليطلة ، فنبغ في جميع من الفلك والرياضيات. وكان إلى جوار دراسته يعمل نقاشا لذا عهد بالنقاش. فكان لهذا العمل بالغ الأثر في حبه المتواصل للمساق الفني ، ولذا كان له السبق في فهم الفلك التطبيقي الذي جمع بين القيمة الفهمية والذوق الفني.
إسهاماته الفهمية
تأتي شهرة الزرنطقي الحقيقية من أعماله الرائدة في الجغرافية الفلكية. فهوأول من قاس طول البحر الأبيض المتوسط قياسا دقيقا حيث منح اثنتين وأربعين درجة وهورقم قريب جدا من قيم القياسات الحديثة.
كما كان أول من أثبت حتى رحلة ميل أوج الشمس هي (12,04) ثانية بالنسبة للنجوم الثوابت والرقم المعاصر هو( 11.08 ). وهوأول من نطق بدوران الكواكب في مدارات بيضاوية. أما عن اختراعه فقد ابتكر آلات فلكية جديدة وصفها في كتاب له يعهد باسم الصحفية الزرنطقية فشرح فيها كيفية استعمال الأسطرلاب على منهاج حديث والتحسينات التي أضافها إلى الأسطرلابات. وقد أهدى هذا الكتاب إلى المعتمد على الله محمد بن عباد.
كما قام بحساب مواقع النجوم ووضعها في أزياج عهدت باسم الأزياج الطليطلية تضم الأرصاد التي قام بها مع زملائه في طليطلة. كما ألف رسالة في غاية الأهمية والتي تحتوي على المعلومات الضرورية لصنع واستعمال صحيفة الزرنطقة التي قدمت خدمة جليلة لفهماء العرب والمسلمين في ميدان الرصد. ولقد ترجمت هذه الصحيفة إلى عدة لغات ، كما اعتمد عليها فهماء أوروبا في عصر نهضتهم في جميع أرصادهم الفلكية طوال قرنين من الزمان.
اخترع الزرنطقي نوعاً جديداً من الأسطرلاب معروف باسم "الصفيحة الزرنطقية" التي حظيت بأهمية كبيرة. وقد دخلت هذه الصفيحة إلى مجال فهم الفلك تحت اسم " الأسطرلاب الزرنطقي"، وفي القرن الخامس عشر ، نشر راجيومونتانوس مخطوطاً يبين فيه مجمل فوائدها. وهومن الأوائل الذين أثبتوا حركة أوج الشمس
بالنسبة للنجوم ، ووجد أنها تصل إلى 04.12 دقيقة في السنة(والقيمة الحقيقية هي 8.11 دقيقة). كما وضع الزرنطقي جداول عن الكواكب ، وهي المعروفة بالزيج الطليطلي ، بناء على أرصاده التي قام بها في مدينة [طليطلة] من 1061إلى 1080م. وصحَّح الزرنطقي المعلومات الجغرافية لبطليموس والخوارزمي.
فقد عثر حتى طول البحر الأبيض المتوسط هو42 درجة وليس 62 درجة كما نطق بطليموس. وتقول زيگريد هونكه أثناء حديثها عن تأثير فهماء الفلك العرب على الغرب ، بأن أعمال الزرنطقي حظيت عند الغربيين بأهمية كبيرة ، ففي القرن الثاني عشر ترجم جيرار الكريموني أعمال الزرنطقي إلى اللاتينية ، وفي القرن الخامس عشر ، ألف راجيومونتانيوس كتاباً عن فوائد الصفيحة الزرنطقية ، وفي عام 1530م خط العالم البافاري ياكوب تسيگلر Jacob Ziegler تعليقاً على كتاب الزرنطقي ، وفي عام 1530م ذكر كوبرنيك اسمي الزرنطقي والبتاني في كتابه "دوران الأجرام السماوية" Revolutionibus de Clestium Orbium ، واقتبس من آرائهما.
نطقابن الأبّار: (كان واحد عصره في فهم العدد والرصد وعلل الازياج ، ولم تأت الاندلس بمثله من حين فتحها المسلمون إلى وقتنا هذا).
ونطق القفطي: أبصر أهل زمانه بأرصاد الكواكب وهيئة الافلاك ، واستنباط الآلات النجومية).
مؤلفاته
ذكر العلامة خير الدين الزركلي ، في أعلامه:
من خط الزرنطقي المصنفات التالية:
- "العمل بالصفيحة الزيجية" ومازال مخطوطا.
- "التدبير" ؛ ومازال مخطوطا.
- "المدخل في فهم النجوم" ؛ ومازال مخطوطا.
- "رسالة في طريقة استخدام الصفيحة المشهجرة لجميع العروض". ومازال مخطوطا.
وكان لمؤلفات الزرنطقي تأثير كبير على الفلكيين الإسبان الذين وضعوا الزيج المعروف باسم "ألفونسية"، نسبة إلى ألفونس ملك قشتالة ، الذي أمر بعد 200 سنة على وفاة الزرنطقي ، بترجمة جميع آثاره إلى اللغة المحلية في قشتالة.
مصادر ترجمته
تكملة الصلة ، القسم المفقود 169 ، وعهده بابن ( الزرنطقة ) ، وورد فيه ذكره في مكان آخر ، مشكولا بشدة على اللام. وأخبار الفهماء للقفطي 42 وهوفيه ( ولد الزرقيال ) و862 : Broc . I : 396 ) 274 ( S . I . والمنوني ، في مجلة دعوة الحق : عدد ذي القعدة 1393 ، ص 162 ـ 163 .