السياحة.. السفر إلى الله
السياحة.. السفر إلى الله كتاب من تأليف محمد خالد ثابت يتعرض لموضوع السياحة, سياحة أهل الله في سيرهم إلى الله وجدهم في طلب رضوانه.
يصفهم المؤلف في مقدمته بقوله:
"صفحات في ذكر أحباب الله وأوليائه وصفوته من خلقه، الذين كانت حياتهم سفراً مجداً متواصلاً إلى ربهم، لأنهم لم يروا في الكون غيره، ولم يرجوا غيره، ولم يتعبوا أنفسهم في الدنيا إلا من أجله، فكانوا هم الفائزين."
مكونات الكتاب
يتكون الكتاب من ثلاثة خط على النحوالتالى:
الكتاب الأول:أقبل على ربك ودع الذهاب والجيئة
وهذا الكتاب كما يظهر من عنوانه يتناول موضوع السياحة من حيث ضرورتها لسالكى طريق الله لإنهاض هممهم، لأن النفس تحب الركون إلى ما ألفت ،ولا يستفزها للتغيير إلا أمر عظيم أوحاجة ملحة, وينقل عن الشيخ محمد ماضى أبوالعزائم قوله:
"أهل السياحة ما خرجوا من مكان إلى غيره, ولا من صفة إلى غيرها, ولا من حال إلى غيره, إلا وما خرجوا منه كان أحب إلى أنفسهم -أولا- مما خرجوا إليه حتى داهمتهم صولة المحبة الإلهية, وجذبهم اصطلام الشوق إلى ما كوشفوا به من جمال ملكوته الأعلى, فصارت الآلام لهم ملاذ, والشدائد لهم مسرات.."
وينقل عن طبقات الصوفية لأبى عبد الرحمن السلمى أنه قرئ بين يدى أحمد بن خضروية قول الله عز وجل: ((ففروا إلى الله)) فنطق: أفهمهم بهذا أنه خير مفر.
ونطق: الطريق واضخ, والحق لائح, والداعى قد أسمع. فما التحير بعد هذا إلا من العمى.
الكتاب الثانى: أهنأ العيش الحياة مع الله لا غير
ويتناول أحوال المقربين, الذين قربهم الله وأدناهم. فصغرت الدنيا في أعينهم حتى حتى أحدهم وهوحبيب أبومحمد يقول: لأن أكون في صحراء ليس على إلا ظلة وأنا بإزاء ربى أحب إلى من جنتكم هذه.(الحلية6/153) ويعرض المؤلف أبياتا لأحدهم يصف فيها لذة القرب من الله فيقول شعرا:
ألذ من التلذذ بالـغوانى | إذا أقـبلن في حلل حــسان |
مـنيب فر من أهل ومـال | يسيح إلى ـمكان من مــكان |
تلذذ الــــتلاوة أين ولى | وذكر بالفؤاد وباللسان |
وعند الموت يأتيه بــشير | يبشر بالنجاة من الهــوان |
فيدرك ما أراد وما تمـنى | من الراحات في غرف الجنـان |
الكتاب الثالث: محال حتى تواليه ولا يواليك
وعنوان هذا الفصل يشير إلى قوله تعالى في القراّن الكريم ((ألا إذا أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)) (يونس 62)
وقوله تعالى في الحيث القدسى: "من عادى لى ولى فقد اّذنته بالحرب" (رواه البخارى)
ومن الأحاديث الواردة فيه أيضا قول النبى صلى الله عليه وسلم, "إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إذا الله يحب فلانا فأحبه, فيحبه جبريل, فينادى أهل السماء: إذا الله يحب فلانا فأحبوه, فيحبه أهل السماء, ثم يوضع له القبول في الأرض" (متفق عليه)
ومن أقوال العارفين عن أبى على الروزبارى نطق:
سمعت بنان الحمال يقول: دخلت البرية عن طريق تبوك وحدى, فاستوحشت, فإذا بهاتف يهتف :
يا بنان نقضت العهد, لم تستوحسن،يا ترى؟ أليس حبيبك معك،يا ترى؟ (صفة الصفوة 25/449).
من مشاهير السائحين الذين اتى ذكرهم في الكتاب وذكر أخبارهم ووقائعهم على سبيل المثال:
- إبراهيم بن أدهم
- ذوالنون المصري
- إبراهيم الخواص
- عمر بن الفارض
- أبوالحسن الشاذلى
- أبوتراب النخشبى
- محمد بن يعقوب الفرجى
وأخيراً فصل صغير بعنوان "السياحة بالقلب" وذلك حين يكمل حال المريد, فيستغنى عن الأسفار والخلوات, لأن قلبهقد يكون حاضراً مع مولاه في جميع حال.
وصف الكتاب
يقع الكتاب في 136 صفحة من البتر المتوسط مقاس (14×20)، ويشتمل على ثلاث خط في كتاب واحد.
يختم المحرر بنادىء للشيخ عبد الوهاب الشعرانى, نقلاً عن كتاب جامع الثناء على الله للإمام يوسف بن إسماعيل النبهانى.
ثم المراجع وفهرس الموضوعات.
صدرت الطبعة الأولى عن دار المقطم للنشر والتوزيع بالقاهرة سنة 2003.